منذر عبدالله قام بنشر October 9, 2013 ارسل تقرير Share قام بنشر October 9, 2013 "النهضة تتعلق بالانسان وسلوكه وعلاقاته وليس بوسائله وأشكال حياته" المعلومة حين ترتبط بالحس تنتج فكراً, والفكر حين يدرك الإنسان مدلوله ويصدقه يصبح مفهوماً, والمفهوم حين يتحكم بالدوافع الفطرية ويسير أعمال الإنسان ينتج سلوكاً من جنسه, فإن كان المفهوم راقياً كان السلوك راقياً. وحين يطول العهد على الارتباط بين المفاهيم والدوافع يتولد عند الانسان ميول من جنس المفاهيم التي يحملها. فيصل أثر تلك المفاهيم إلى أعماق أعماق الانسان بتجاوب أعماق نفسه مع تلك المفاهيم ما يجعل الإلتزام بتلك المفاهيم سجية عند الانسان وتتحول في المجتمع بعد تحكمها بعلاقاته دهراً إلى أعراف وتقاليد راسخة. ثم حين تتبلور الأفكار بشكل تام من حيث مدلولها وأدلتها وكل ما يتعلق بها فلا يبقى عند الناس أيّ سؤال حولها, فإنها تتحول الى قناعات راسخة لا تتزحزح. وحين تصل المفاهيم الى هذه الدرجة أي تصبح قناعات, فإنها تصبح مستقرة وفي مأمن مع ضرورة دوام الرعاية بها. (والذي مكّنّ البعض من تحويل الحكم الراشد الى ملك عاض هو أن مفاهيم الاسلام المتعلقة بالحكم لم تأخذ الوقت الكافي من التركيز, كي تتحول الى قناعات عند الأمة وتقاليد في المجتمع, ولو تحقق لها ذلك لما تمكنت قوة داخلية أو خارجية من زحزحتها ) والمفهوم قد يكون جزئياً كحكم الخمرة مثلاً, وقد يكون كلياً كقاعدة "ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب" فحين يكون كلياً يكون المفهوم مقياساً يصلح للبناء عليه. والأصل أن يشتغل الدعاة وهم يعملون لتغيير سلوك الناس وعلاقاتهم بالعمل على تغيير المقاييس وليس المفاهيم الجزئية, إلا حين تكون تلك المفاهيم الجزئية حيوية ومرتبطة بالنهضة بشكل مباشر, كحكم البيعة أو كحرمة الاستعانة بالدول الكافرة, لأن تغيير المفاهيم الجزئية يوجد تغييراً جزئياً في السلوك وفي العلاقات, ولا يكون متركزاً, أما حين يعمل على تغيير المقاييس, فإن تغييرها يؤدي إلى تغيير أوسع وأشمل في تفكير الانسان وسلوكه وعلاقات مجتمعه ويكون تغييراً متركزاً ومنتجاً. وبناءً على ما تقدم من حقائق, فإننا حين نريد تغيير سلوك الانسان, فإن علينا تغيير مفاهيمه أولاً, لأن سلوك الانسان يعكس ما يحمله من مفاهيم. وإذا كان المستهدف هو تغيير سلوك الانسان بشكل شامل فالمطلوب تغيير مفاهيمه بشكل شامل. وهذا الأمر يتطلب تغيير مفهومه الأساس عن الحياة, لأن مفاهيمه عن الحياة مبنية جميعها على مفهومه العام عن الحياة من حيث هي. والمفهوم العام عن الحياة من حيث معاناها تحدده العقيدة, أو الفكرة الكلية عن الكون والانسان والحياة, وعما قبلها وعما بعدها وعن علاقتها بما قبلها وبما بعدها. فحين نعمل على بناء شخصيات إسلامية من جنس العقيدة الاسلامية الراقية, فما علينا إلا أن نركز العقيدة الاسلامية بوصفها فكرة يدرك الإنسان مدلولها وصدقها, ومن ثم تبنى النظرة إلى الحياة عليها بناءً محكماً فيوجد بذلك المفهوم الراسخ عن الحياة الدنيا, وتتفرع عنه وتبنى عليه كل المفاهيم الجزئية التي تتعلق بسلوك الانسان وعلاقاته في الحياة, فينتج عن ذلك شخصية إسلامية, تفكر بحسب طريقة الاسلام في التفكير, فلا يصدر عنها أي فكر أو رأي أو حكم إلا بما تقول به العقيدة, ويوجد ذلك نفسية إسلامية تدور مع الاسلام حيث دار,ويصبح الحلال والحرام هو المقياس للأعمال كلها, وتتولد نتيجةً لذلك المشاعر الاسلامية التي ترضى لما يرضي الله ورسوله وتغضب لما يغضب الله ورسوله. هذا هو السبيل الوحيد لتحقيق التغيير الشامل الذي يحقق نهضة الأمة, فالأمر يتعلق بالسلوك والمفاهيم والعقيدة وليس بالوسائل والأشكال. لأن رقي الوسائل والأشكال كما في دول الخليج مثلا لا يوجد الإنسان الناهض ولا المجتع المتقدم والفاعل في العالم ولا يوجد الدولة القوية, فالأمر يتعلق بنوع المفاهيم التي يحملها الناس من حيث رقيها وتكاملها وانسجامها مع بعضها, ومن حيث تركزها وقوة العقيدة التي تستند اليها. حين بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم الشخصية الاسلامية المتميزة (أبو بكر وعمر وعلي وعثمان) فإنه لم يشتغل على تغيير الوسائل المستخدمة في المجتمع ولم يهتم لأشكال العلاقات, بل عمل على تغيير طريقة التفكير من خلال هدم عقيدة الشرك وتركيز عقيدة الاسلام بوصفها قاعدة فكرية وقيادة فكرية. إنّ إعطاء الناس العقيدة بوصفها فكرة تقنع العقل وتجيب الانسان عن تسائلاته الوجودية وتحل عقدته الكبرى, هو المدخل الى صناعة عقله ونفسيته ومجتمعه ونظام حكمه وحضارته. وإنّ الاسلام العظيم مازال محفوظاً وغنياً بالخير, وسيبقى كذلك الى يوم الدين, وهو بين أيديكم أيها المسلمون, فهلموا اليه وخذوه بوعي وقوة بوصفه قاعدة تبنى عليها الأفكار وتنبثق عنها المعالجات, يعيد لكم قوتكم ونهضتكم ومركزكم اللآئق بين الأمم بوصفكم خير أمة أخرجت للناس. منذر عبدالله عز الدين24 1 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
عز الدين24 قام بنشر October 13, 2013 ارسل تقرير Share قام بنشر October 13, 2013 ينهض الانسان بما عنده من فكر عن الكون و الانسان و الحياة و عما قبل الحياة الدنيا و عما بعدها و عن علاقتها جميعا بما قبل الحياة الدنيا و ما بعدها و هذه هى الفكرة التى ما وراءها فكرة لأنها تحل للأنسان جميع عقده. و هى العقيدة العقلية التى ينبثق عنها النظام بما يحيويه من معالجات لمشاكل الانسان فى الحياة و بيان للكيفية التى تنفذ بها تلك المعالجات و بيان لكيفية المحافظة على العقيدة العقلية و بيان لكيفية الدعوة للمبدأ. فالأمم تنهض بالمبادئ. و أمتنا اليوم لها مبدأ و لكنها لا تطبقه فى دولة و هذا هو سبب انحطاطها و تجرؤ أمم الكفر عليها اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.