كذب وافتراء على تاريخنا

[عبد يغمور]

هشام البا با

كذب وافتراء على تاريخنا

ليس صحيحاً أن المرأة لها ولاية وأنها كانت تولّى ولايات وحكم كما يدعي بعض المزيفين لقصص التاريخ!
وليس صحيحاً أن الإختلاط في مجالس المسلمين كان عادياً بل وأن تُظهر الحرّة أمام الرجال جيدها ومعصمها وبعض من شعرها بل وتجلس في خلوة مع رجل أجنبي كل هذا كذب وافتراء بحق أمهاتنا وجداتنا العفيفات الطاهرات!

لقد تداولت قصص وحكايات ومسلسلات انتشرت عبر وسائل الإعلام العربية والتركية أن المرأة المسلمة تنازلت عن عفتها باختلاطها بالرجال وأنها من أجل قبيلتها ضحت بخوفها من الله بل وأنها كانت مرتعاً للحب وللعشق بالنظر لها من الشباب ونظرها للشباب وهذا لايمكن أبداً أن يكون من تاريخ المسلمين بأي حال من الأحوال.

افترى كاتب ومخرج مسلسل قيامة أرطغرل ليس فقط على أرطغرل وأولاده وأهله وقومه رحمهم الله بل افتريا على تاريخ كامل ابتداءً من الدولة العلية العثمانية التي كانت تولي أمر منع الإختلاط وإكرام المرأة شأناً كبيراً جداً. 
فمنها أتانا مفهوم الحرملك والسلملك، فالحرملك هو قسم الحريم واسمه أتى من الحرام، أي حرام على أي رجل أن يدخل إليه، والسلملك هو من السلام والأمان أي مباح للرجال. 
حتى بيوتات المسلمين في تلك الحقبة امتازت بهذين القسمين والناظر لبيوتنا في الشام القديمة يجد مدخلاً للنساء وقسماً خاصاً بهم لا يمكن للرجال أن يروهن ولا أن يسمعوا أصواتهن. 
يُروى عن أحد سلاطين العثمانين أنه جيء له بصحفي غربي كان يجلس فوق سور قصر الحرملك يحاول تصوير من بداخله فأرسله للقاضي الذي حكم عليه بالإعدام فوراً. 
فكيف يفتري هؤلاء المدلجون على تاريخ أمة أن المرأة الحرة كانت كالأمة في خروجها بين الرجال بل وفي ترأسها لقبيلتها وبدعوتها لقومها ولوطنها!؟

لو قاتل أرطغرل ومن معه من أجل الترك أو من أجل وطن لما فتح العالم وجاهد في سبيل الله حق جهاده، ولكنها الدناءة السياسية التي أراد من خلالها حزب العار الحاكم في تركيا أن يُظهر أن أجدادكم أيها الأتراك كانوا مثل حكام تركيا الحاليين، قوميون وطنيون عنصريون، وماكان الإسلام عندهم أكثر من طقوس كهنوتية يقومون بها لإشباع غريزتهم الدينية.

كذبوا وخابوا، فالتاريخ يكذّبهم، وسليمان شاه وأرطغرل وعثمان والفاتح والقانوني يكذبونهم ويتبرؤون منهم فتاريخهم ونضالهم وأعمالهم وجهادهم كانت كلها من أجل الإسلام فقط ودحراً للكفار ولإعلاء كلمة الله لاغير.