تفجيرات العراق رسائل سياسية بين مجرمين محليين واقليمين

[منذر عبدالله]

التفجيرات التي تستهدف المدنيين في العراق هي تفجيرات مجرمة آثمة.

 

وهنا لا بد من تسجيل بعض النقاط:

 

حين تمكنت أميركا من إقناع عدد من القوى "السنية" ترك المقاومة والانخراط في العملية السياسية وأن ذلك هو الطريق الأضمن لتحقيق المكاسب السياسية والمشاركة الفعالة في السلطة, وكان للنظام السوري والأردني والجامعة العربية دور كبير في إقناع تلك القوى بهذا الخيار "الآثم" حين تمكنت من ذلك نجحت نجاحا كبيرا في ضرب المقاومة.

وعلى إثر ذلك شكلت العشارئر في محافظات الأنبار وصلاح الدين وديالا ما سمي "بالصحوات" وتم تسليحها من قبل الأميركان لتتولى الأمن في مناطقها ولتكون الأداة الفتاكية في ضرب المقاومة العراقية.

 

لم يرق هذا التوجه الأميركي للقوى "الشيعية" من عملاء إيران, وأعتبروا أن هذا الاتفاق سيعيد بعض القوة والنفوذ "للسنة" فعارضوه وعملوا على إفشاله ولكن أميركا فرضته عليهم والزمتهم به.

 

وقد أفضى ذلك الاتفاق والتوجه الجديد الى إحتواء السنة وإشاركهم في اللعبة السياسية الآثمة وعلى إثر ذلك تمت إعادة توزيع الحصص في السلطة وقد كانت رئاسة البرلمان ومنصب نائب الرئيس ونائب رئيس الوزراء ومواقع أخرى "للسنة".

كانت لمشاركة تلك القوى "السنية" في السلطة وما نتج عنها آثار مدمرة فوق ما فيها من إثم وخيانة لا تمحى الى يوم الدين بحق من شارك في هذه العملية القذرة أمثال الحزب الاسلامي.

 

بعد فترة عادت الخلافات وبالتالي الصراعات بين القوى الفاسدة الى السطح وبقوة, وبدأ المالكي محاولاته لوضع اليد على كل مفاصل الدولة, وكان توجهه لا يخفي البعد الطائفي في الاستأثار في الحكم والقوة, وبدأ بتهميش القوى "السنية" المشاركة في السلطة الآثمة, الى أن وصل به الأمر الى إتهام "نائب الرئيس" طارق الهاشمي بالتورط بالارهاب.

ومع كل تدهور في العلاقة بين القوى السياسية العميلة الفاسدة تعود ظاهرة التفجيرات المتبادلة والتي يستهدف الكثير منها أهداف مدنية وأبرياء وضمن صبغة طائفية حقيرة.

ما يعني أن دماء العراقيين أصبحت مدادا تكتب به الرسائل السياسية الحقيرة بين القوى الاقليمية والمحلية العميلة (السعودية وايران والنظام السوري من أكثر المتورطين في تلك الفتن المهلكة) وهذا طبعا ينسحب على ما يجري بين فترة وأخرى في لبنان من صراعات تكون دماء الأبرياء حبرا لايصال الرسائل بين تلك القوى (الجبل والتبانة)

جائت تفجيرات الأمس في العراق لتكون الأفتك منذ سنوات, ولم تستثني منطقة ولم تفرق بين مواقع مدنية وعسكرية ما يعبر عن مدى سفالة من خطط لها ونفذها في شهر مبارك يستدعي من كل مؤمن أن يبذل قصارى جهده للتقرب الى ربه بخير الأعمال ومعلوم أن أفضلها الى الله في هذا الشهر هي الأعمال التي فيها البر الى الناس ومساعدتهم.

إن هناك حقائق شرعية وسياسية لا يجوز أن تغيب عن الذهن وخاصة في أوقات الفتن:

١-النفس البشرية معصومة الدم (ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق..)

٢-نفس المسلم ودمه أشد عصمة وحرمة عند الله (ومن يقتل مؤمنا عامدا متعمدا فجزاؤه جهنم وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما)

٣-المسلمون أمة واحدة (إنما المؤمنون إخوة) ولا يجوز أن يتداعى المسلمون على أسس مذهبية أو طائفية أو عرقية أو وطنية منحطة, فهذه الروابط كلها لا تليق بالانسان الذي كرمه الله بالعقل وبالانتماء الى أصل واحد (آدم) الذي أمر الملائكة بالسجود له. وهي روابط فاسدة توجد بين الناس النزاع والصراع وتؤدي الى عدم الاستقرار والى الفتن.

٤-هذه الروابط محرمة فلا تجوز الدعوة لها ولا التداعي بها (ليس منا من دعا الى عصبية)

٥-هذه الروابط من أفتك المعاول التي استخدمها الكافر في هدم (دولة الخلافة) وما زال يستخدمها لتمزيق المسلمين كي يتمكن من بلادهم وثرواتهم على قاعدة فرق تسد.

٦-لن تقوم للمسلمن قائمة ولن تتحر الأمة ولن تكون لها نهضة الا إذا نبذت هذه الروابط الآثمة وتمسكت بالاسلام وعقيدته كرابطة تجمع كل المسلمين وتوحدهم في كيان واحد في ظل النظام الاسلامي ودولة الخلافة.

٧-حرام أن يقبل المسلمون (سنة وشيعة) أن يكونوا لعبة في يد دول حقيرة مثل النظام السعودي والايراني يتخذونهم أدوات في صراعاتهم التي لا تمت الى مصالح الأمة بصلة والتي هي جزء من صراع دولي, بل الواجب على المسلمين جميعا أن يكونوا جزءاً من المشروع الاسلامي الذي يهدف الى نهضة الامة وتوحيدها في ظل نظام اسلامي خالص نقي من كل شائبة مذهبية أو طائفية أو عرقية.

قال صلى الله عليه وسلم:

(كل المسلم على المسلم حرام, دمه وماله وعرضه)

 

منذر عبدالله ٢٤-٠٧-٢٠١٢

[حمزة الفلسطيني]

لماذا الآن مع ان خلافاتهم منذ فترة بعيدة نسبيا