طالب عوض الله قام بنشر July 27, 2012 ارسل تقرير Share قام بنشر July 27, 2012 اللهم إني ناصح أمين طالب عوض الله يقول الله عز وجل في كتابه العزيز: {قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }(1 ) {وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }( 2) {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }( 3) {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً }( 4) وقال تعالى :(فَمَنْ يُرِدْ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلإِسْلاَمِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا. (( 5) (فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفْسَكَ عَلَى آثَارِهِمْ إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهَذَا الْحَدِيثِ أَسَفًا)(6 ). وقال سبحانه وتعالى : ( قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي * وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي * وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِّن لِّسَانِي* َيفْقَهُوا قَوْلِي( (7 ) وفي الحديث الشريف:عن حذيفة قال رسول الله r: تكون النبوة فيكم ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم تكون ملكا عاضا فيكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها الله إذا شاء أن يرفعها ثم يكون ملكا جبرية فتكون ما شاء الله أن تكون ثم يرفعها إذا شاء أن يرفعها ثم تكون خلافة على منهاج النبوة ثم سكت . ( 8). ومن منطلق مفهوم ما روي عن تميم بن أوس الداري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( الدين النصيحة ثلاثا قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم )( 9).فقد هداني الله لهذا البحث في واقع جماعة الاخوان المسلمين منهجا وخط مسير مستعينا بما ورد في مصادرهم، وتمّ بناء على هذا الفهم مناقشة منهج وخط مسير الجماعة على ضوء نصوص الشريعة الغراء، متضمنا ذلك أشهر ما كتب عن الجماعة من المأيدين لها والمعارضين، موثقا كل ذلك ببيان المصادر التي تمّ النقل عنها، وقد هالني أنّ بعض ما كتب عن الجماعة من خصومهم قد تجاوز أصول النقد البناء بلجوء أصحابه للشتيمة والتجريح الشخصي والتجني مما يخالف أخلاق المسلمين وآدابهم، وفي محصلة البحث توصلت لأسباب فشل الجماعة وعدم تقيدها بالطريقة الشرعية في التغيير. فقد قلنا أن الفلسفة الحقيقية للنهضة هي مبدأ يجمع الفكرة والطريقة معا . وهما لا بد من تفهمهما لكل تكتل يهدف إلى القيام بعمل جدي يؤدي إلى النهضة، ومتى وضح المبدأ وصار تفهمه لأجل التكتل متيسرا . ولذلك فالطبيعي بعد ذلك البيان الشافي للمبدأ ، أن يكون التكتل المسبوق بهذا التفهم تكتلا مؤثرا ، إنشائيا ارتقائيا ، جديرا بأن يحتضنه المجتمع ويتكفله ، وأن يضطلع بأعبائه ، لأنه تكتل هاضم لفكرته ، مبصر لطريقته ، فاهم لقضيته . وفي بعض الحركات المنتسبه للاسلام تجد اطلاق للشعارات والأمنيات المناقض جوهرها لبعضها مع البعض الآخر، علاوة على مخالفة بعضها صراحة لمبدا الاسلام ، وعدم انتهاج طريقة ثابتة واضحة المعالم وتغير الثوابت لا بل والنكول عنها ومخالفتها، وانتهاج التبريرات الواهية لتلك المخالفات، مع اعتماد الأدلة العقلية لا الشرعية في أعمالهم، معتمدين مبدأ المصلحة في ذلك مع مراعاة الطريقة الفردية في الدعوة منسجمة مع نهجهم الترقيعي المسمى " الطريقة الاصلاحية " والمناداة بما يخالف الاسلام من التشريعات من مثل ( الشعب مصدر السلطات ) والاشتراك في أنظمة الحكم القائمة والتي تخالف نظام الاسلام في أصولها وفروعها. وغالبية تلك الحركات والجماعات هي دعوات اصلاح فردية تعتمد على تسلسل: اصلح الفرد تصلح الأسرة فيصلح المجتمع، وهي طريقة سقيمة لا تنتج نتائج بل يدور صاحبها في حلقة مفرغة في نهايتها سينتهي حيث بدأ، وطريق النهضة الآن يجب أن يترسم خطوات الرسول صلى الله عليه وسلّم، فطريقة الرسول التي أدّى بها الرسالة هو أنه بدأ بالأفراد بوصفهم أجزاء في المجتمع رجالاً ونساء، فعلمهم وثقفهم بالإسلام، وهيأهم بعقائده، وغيّر مفاهيمهم المغلوطة بمفاهيم صحيحة. أخذ الإسلام هؤلاء لا ليربيهم تربية فردية كتربية المدارس وإنّما ليربيهم تربية جماعية جذرية. لإنّ طريق النهضة الصحيحة هي الحركة التي تعالج مشاكل الإنسان كلها، وتنظر للإنسان كلاً لا يتجزأ ، لذلك فهي تعالج مشاكله بطريقة واحدة، هي التي بُني نظام الإسلام عليها، فقد بُنِيَ نظام الإسلام على أساس روحي، هو العقيدة ، فكانت الناحية الروحية هي أساس حضارته، وهي أساس شريعته، وأساس دولته. ومع أنّ الشريعة الإسلامية فصّلت الأنظمة تفصيلاً دقيقاً كأنظمة المعاملات والعقوبات والعبادات، فإنّها لم تجعل للإخلاق نظاماً مفصلاً، وإنّما عالجت أحكام الأخلاق باعتبارها أوامر ونواه من الله تعالى. لقد أنتهجت تلك الجماعات نهج الاصلاح الفردي الترقيعي المخالف للطريقة الشرعية المستنبطة من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وما ورد من الأدلة الشرعية، فلم تر ضيرا في السير في ركاب الحكام وفي المشاركة في وزارات الأنظمة القائمة وجميعها جاهلية طاغوتية، فنادت بالديموقراطية والتقيد برأي الأغلبية، وأكثر من هذا فقد شاركت في التشريع والاشتراك في المجالس التشريعية المتحاكمة للطاغوت، بل وأبلغ من هذا فقد شاركت بالحكم بغير ما أنزل الله تعالى.وبالتالي فإنّ الفشل الذريع الذي منيت به تلك الجماعات كان أهم أسبابه مخالفة الحكم الشرعي للطريقة مما جعلها غير مبرئة لذمة المنتسبين لها، . لم يكن من دواعي وغايات هذا البحث التجريح أو بيان فساد، فمعاذ الله تعالى أن يكون هذا من مقاصدي، غير أني وقد قمت ببحث في واقع مدرك خطورته لكل باحث ومفكر، ومع هذا آثرت أن أقوم به فأهديه لأخوة لنا في الدين مبينا خطأ مسيرات بدأ بعضها منذ زوال نجم الخلافة ولم تفلح في احداث أي تغيير بل أنها كانت أحد العوامل التي أثرت بصورة أو أخرى على نجاح مسيرة قيام دولة الخلافة الراشدة.لذا كان بحثي هذا مُعينا لهم في مراجعة النفس وإعادة النظر في مسيرة فشلت لفساد خط مسيرتها ومخالفته لشرع الله، وبناء عليه أن أهديهم نصيحة مخلصة أدعو الله تعالى أن يدرسوها ويعملوا بها. يتبع ____________________________ 1 - يوسف (108). 2 - الأنعام (153). 3 - الحشر (7). 4 -الأحزاب (21 ). 5 - سورةالأنعام(125) 6- الكهف(6) 7- طه ( 25-28 ) 8 - رواه ألإمام أحمد والطبراني 9 - رواه مسلم ابو ياسر 1 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
طالب عوض الله قام بنشر July 27, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر July 27, 2012 وأهديهم نصيحتي : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة وتركها على المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك. الحمد لله الذي هدانا لهذا الدين وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وصلى الله على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن والاه وتبعهم بإحسان إلى يوم الدين. وبعد. وبعد اخوتي بالله :فإن الله سبحانه وتعالى خلق البشرية لغاية أرادها فقال: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)(1 ) ومن أجل ذلك ميز الله سبحانه وتعالى الإنسان عن بقية المخلوقات وجعله مناط التكليف، فوهب له العقل المفكر وأعطاه السمت الحسن، وجعله في أحسن تقويم، قال سبحانه وتعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً)(2 ) ثم إن الله سبحانه وتعالى بين للإنسان طريق الهدى والرشاد ودعاه إليها وكشف له عن طريق الضلال والفساد وحذره منها. فقال سبحانه وتعالى: ( إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً)(3 ) وقال تعالى: (وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ).(4 ) وبهذا كله أرسل الرسل مبشرين ومنذرين وأعطى الإنسان حرية التفكير والإتباع حتى يكون مناط التكليف- فانقسمت البشرية إلى فريقين:- فريق مؤمن ومتبع ما جاء به الرسل من عند الله، وفريق اتبع هواه وما توسوس به نفسه... فكان نتيجة ذلك صراع دائم بين الحق الباطل وحتى يقطع الله الحجج عن بني آدم ختم الرسالات كلها برسالة الإسلام واختاره لعباده المؤمنين وختم الأنبياء بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم .. قال سبحانه وتعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً)(5 ) وقال سبحانه وتعالى (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً)(6 ) فكان دين الإسلام هو الدين عند الله وبه يعالج علاقات الإنسان كلها : علاقته بربه نظمتها العبادات وعلاقته بنفسه فنظمتها أحكام المطعومات والمشروبات والملبوسات والأخلاق، وعلاقته بغيره فنظمتها أحكام المعاملات والحكم والعقوبات. وقد جعل سبحانه وتعالى ملاك ذلك كله دولة تحكم بما أنزل الله، فتقيم العدل وترفع الجور والظلم وتنشر الخير والفضيلة وتحمل رسالة الإسلام إلى الناس كافة .. قال سبحانه وتعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِّلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ)(7 )، وقال سبحانه وتعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيراً وَنَذِيراً وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ)( 8) وقال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)( 9) وقال سبحانه (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِّنَ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ)(10 ). فحقق رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ذلك كله، حقق كل ما أمره الله بتبليغه وأقام دولة الإسلام، وتابع صحابته رضوان الله عليهم فعله، فأقاموا دولة الخلافة الراشدة وساحوا في الأرض استجابة لأوامر الله تعالى ينشرون العدل ويقيمون القسط ويرعون العباد برعاية الإسلام...وامتد سلطان الخلافة الإسلامية فدخل معظم الأقطار المعروفة في ذلك الحين ما بين غربي أوروبا إلى شرقي آسيا وشمالي إفريقيا. لكن الصراع بين الكفر والإيمان، بين المسلمين والكفار صراع دائم سواء كان صراعا فكريا أم ماديا.... وكثيرا ما وقفت دول الكفر في وجه دولة الإسلام .. وكثيرا ما كان يقع الصراع المادي بينهما.. وربما اخذ هذا الصراع المادي صراع دولة واحدة ضد دولة الخلافة، وربما اخذ هذا الصراع المادي صراع مجموعة دول من دول الكفر ضد دولة الإسلام.. وأبرز ما كان في العهود السابقة الحروب الصليبية التي تداعت لها دول الغرب الكافر استجابة لنداء البابا "اريان الثاني" و "بطرس الناسك" لتخليص بيت المقدس وكنائس النصارى من أيدي المسلمين الكفرة في زعمهم .. وقد رافق رغبة البابا هذه رغبة أخرى تدور حول سيطرة الكنيسة الكاثوليكية على الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية ليكون العالم النصراني تحت سلطة حكومة دينية واحدة رئيسها البابا الكاثوليكي.. وهذا دلالة بينة على الفساد بينهم جميعا.. ومن الأمر الطبيعي كذلك أن يرافق هذه الرغبة رغبات أخرى مادية دنيوية تتمثل في الغنائم والديار التي يستولون عليها. ومما يدل دلالة واضحة عن أن غرض هذه الحملات الصليبية إنما كان للقضاء على الإسلام والمسلمين لاسترداد كنائسهم وأماكن عبادتهم، إن شعار حملاتهم كان الصليب الذي حملوه وحمله كل جندي منهم.. ومما يؤكد على الحقد في قلوبهم ما فعلوه بالمسلمين في ساحة مسجد بيت المقدس عشية استيلائهم على القدس. فقد ذبحوا سبعين ألفا في ساحة المسجد الأقصى. ولم يرف لهم جفن ولم تنزل لهم عبرة. صحيح أن أوضاع المسلمين في ذاك الحين كانت أوضاعا سيئة فتمكن الصليبيون قرابة مائة عام من الحكم والتحكم في ديار المسلمين التي استطاعوا الاستيلاء عليها... لكن الله كان لهم بالمرصاد فهيأ قائدا ربانيا مسلما جمع شتات المسلمين في ديار الشام ومصر وحارب الصليبين بخلق القائد المسلم حتى هزمهم واضطرهم للعودة خائبين إلى ديارهم.. ذاك هو صلاح الدين الأيوبي. فاستقر أمر المسلمين بعد ذلك طيلة الخلافة العثمانية حتى ضعف آخرهاا حين أهملت قواعد في الإسلام لا بد منها فأهملت اللغة العربية لغة القرآن والسنة فابتعدوا بذلك عن فهم الإسلام فهما صحيحا يحل مشاكلهم ويبنى أمرهم. هنا استغل الغرب الكافر بعد ثورته الصناعية، استغلّ هذه الظروف وأدرك ان سر قوة المسلمين يكمن في وضوح عقيدتهم وبيان شريعتهم فشنوا اولا الحملات التبشيرية واستطاعوا أن يشتروا عملاء وأبواق لهم ممن أضلهم الله من المسلمين وأشاع هؤلاء العملاء دعوة القومية والوطنية بين المسلمين حتى وجد التناحر والتباغض... فقام الغرب الكافر بغزوته العسكرية واستطاع بمعونة عملائه وأبواقه القضاء على دولة الخلافة وتقطيع أوصال العالم الإسلامي إلى نيف وخمسين كياناً هزيلاً. وفي أواخر الأربعينات من القرن العشرين تمكن اليهود بدعم الكفار المستعمرين لهم, وبدعم من عملاء العرب من حكام وغيرهم من إقامة دولتهم دولة يهود في جزء عزيز مقدس عند المسلمين – فلسطين- فاغتصبوا البلاد وشردوا العباد لاجئين في البلاد العربية والمنافي البعيدة. لقد تمكن الكفار عن طريق الغزو الثقافي لبلاد المسلمين ان غيروا مفاهيم الإسلام في نفوس أبنائه خاصة من الطبقة المثقفة، وأحلّوا بدلا منها افكار الكفر ومفاهيمه.. فغرست افكار القومية وأفكار الوطنية وكلها أفكار بدائية للإنسان وراجت هذه الأفكار والمفاهيم.. ونجح الكفار في جعل الإسلام وأفكاره طقوساً دينية وعبادات لا توجد نهضة ولا توجد رقياً، فانزوى المتدينون في المساجد وأكثَرَ الناس من القيام بالنوافل بدل الفرائض.. وبذلك نجح الكفار في جعل الولاء لدى المسلمين للوطنية والقومية وربما الاشتراكية بدلاً من ولائهم للإسلام... وبهذا فقد تغير مفهوم النهضة عند المسلمين.. فبدلا أن تكون النهضة هي الارتقاء على أساس الإسلام صارت النهضة هي الاعتزاز بالوطنية أو القومية أو العشائرية.. وصار التغيير ينصب على الدعوات للوطن أو القومية.. فوجدت الأحزاب تعمل على هذا الأساس. هذا الواقع الجديد دفع المفكرين وفائقي الإحساس إلى البحث في هذا الواقع وكيفية الخلاص منه وكيفية عودة المسلمين إلى الواقع الذي كانوا عليه قبل ذلك منذ عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أن هدمت الخلافة. اختلفت الرؤى واختلف العلاج فلم تحدد المشكلة بشكل لا لبس فيه ولم يحدد العلاج المناسب فكان الاختلاف بين المفكرين حيث رأى بعضهم أن الوحدة والنهضة إنما تقوم على أساس القومية أو الوطنية.. فلا بد من تأسيس أحزاب تنادي بهذه الأفكار وتدعو لها واشتهر من هذه الأحزاب حزب البعث والقوميين العرب والحزب الناصري. وهؤلاء جميعا اتخذوا عقيدة فصل الدين عن الدنيا أي فصل الدين عن الحكم... ورأى البعض الآخر أن السبب من هذا الواقع السيئ هو البعد عن الإسلام فدعوا إليه بشكل عام ومفتوح لم تحدد أسسه وقواعده وأركانه... ودعا بعضهم إلى الأخلاق ودعا بعضهم إلى إقامة الجمعيات الخيرية والرعاية الاجتماعية ودعا بعضهم إلى إقامة المساجد وكفالة الأيتام أو بناء المدارس التي سموها مدارس إسلامية وليس لها من الإسلام إلا الاسم فهي تلتزم مناهج الكفر وأفكاره وأنظمته... وقصرت فئات كثيرة دعوتها على الالتزام بالعبادات خاصة وكأن أحكام الإسلام تقتصر على العبادات وحدها فأكثروا من النوافل والروحانيات. في هذا الواقع السيئ الذي انحدر فيه المسلمون إلى سلم الهاوية هدى الله سبحانه وتعالى عالما من علماء المسلمين الأفذاذ فحدد مشكلة العالم الإسلامي وبين طريق علاجها كل ذلك من شريعة الله ودين الإسلام ذاك هو الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله مؤسس حزب التحرير وأميره الأول. وحزب التحرير هو حزب سياسي مبدؤه الإسلام. فالسياسة عمله، والإسلام مبدؤه، وهو يعمل بين الأمة ومعها لتتخذ الإسلام قضية لها، وليقودها لإعادة الخلافة والحكم بما أنزل الله إلى الوجود. وهو تكتل سياسي، وليس تكتلاً روحياً، ولا تكتلاً علمياً، ولا تعليمياً، ولا تكتلاً خيرياً، والفكرة الإسلامية هي الروح لجسمه، وهي نواته وسرّ حياته. وقيام حزب التحرير كان استجابة لقوله تعالى: ] وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ [.11 بغية إنهاض الأمة الإسلامية من الانحدار الشديد، الذي وصلت إليه وتحريرها من أفكار الكفر وأنظمته وأحكامه، ومن سيطرة الدول الكافرة ونفوذها, بغية العمل لإعادة دولة الخلافة الإسلامية إلى الوجود، حتى يعود الحكم بما أنزل الله. -________________________ 1 - الذاريات (56) 2- الاسراء (70) 3 - الانسان (3) 4- البلد (10). 5 - المائدة (3). 6- الأحزاب (40). 7 - سبأ (28) 8 - البقره ( 119) 9 - الأنبياء ( 107 ) 10- المائده (49) 11 - آل عمران (104) ابو ياسر 1 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
طالب عوض الله قام بنشر July 28, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر July 28, 2012 فحزب التحرير وجد ليقود الأمة حتى تعيد الخلافة والحكم بما أنزل الله ولا يصبح الحزب قائداً للأمة إلا إذا إنقادت له وأطاعته ولا يبقى القائد قائدا اذا لم يكن لديه من يقودهم ، ولا يكون القائد قائداً إلا إذا كانت القيادة له وحده ...ففكرة القيادة توجب وجود مقودين وتنفي مكان قبول قائدين في آن واحد، وعلى ذلك لا يبقى الحزب قائدا الا اذا كانت الامة مقودة له ولا يتمكن من القيادة الا اذا كان وحده القائد المطاع، فعلى الحزب ان يقوم بما يجعل الأمة تسير في طاعته عن رضى واطمئنان وأن يجعل افكاره تسيطر على المجتمع سيطرة تؤدي الى حل او شل القيادات الاخرى فينفرد بقيادة الامة. لقد شاءت إرادة الله أن ينقسم الناس في هذه الدنيا إلى مؤمن وكافر وشاءت إرادته أن يكون المؤمنون امة واحدة مهما تعددت أجناسها ولغاتها وألوانها... وقد أرسل الله رسلا مبشرين ومنذرين داعيين إلى عبادة الله وحده ونبذ كل عبادة وكل معبود سواه سبحانه وتعالى، وكانت الرسل قبل رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تدعو إلى الاعتصام بعبادة الله وحده وربما جاءت مع بعض الأنبياء بعض الأحكام التي تصلح من حياة الأفراد وربما الجماعة ثم ختم الله سبحانه وتعالى المرسلين بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وختم الرسالات برسالة الإسلام التي عالجت علاقات الإنسان كلها فعالجت علاقة الإنسان بربه وخالقه فيما يعرف بأحكام العبادات، كما عالجت علاقة الإنسان بنفسه فيما يعرف بالأخلاق والمطعومات والمشروبات والملبوسات، وعالجت علاقة الإنسان بغيره بما يعرف بأحكام المعاملات ونظام الحكم بما فيه نظام العقوبات. وبهذه الرسالة الخاتمة نظمت حياة الإنسان من نواحيها كلها.. وبهذا النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وسلم أقيمت دولة الإسلام –دولة الخلافة- امتدت أكثر من ثلاثة عشر قرنا فأزالها الكافر المستعمر عن الوجود وفرض بدلا منها أحكامه الكافرة وعمل جادا على طرح أفكاره ومشاعره عن الحياة بين المسلمين فأقام كيانات نصّب عليها أمراء وحكاما يخدمونه ولا يألون في ذلك جهدا حتى عاش العالم كله في ظلام الكفر ودياجيره، وشقي العالم بهذه الأنظمة الكافرة، فما هي قضية العالم وما هي قضية المسلمين منهم؟؟ إن قضية العالم تنحصر في عدم وجود المبدأ الصحيح – مبدأ الإسلام - في واقع الحياة.. وهذه هي قضية العالم الإسلامي الحقيقية.. أي إيجاد الإسلام ثانية في واقع الحياة ليسود ما بلغ الليل والنهار وليظهر على الدين كله، وهذا لا يتأتى إلا بوجود دولة الإسلام –دولة الخلافة- ووجود دولة الإسلام ثانية لا يتحقق إلا بوجود حزب سياسي يعمل على بناء الأمة الإسلامية ثانية وعلى إقامة دولة الخلافة.... ولا يستطيع هذا الحزب أن يحقق ذلك إلا إذا كان قد حدد فكرته وأهدافه وأبصر طريقته فأدرك واقع المجتمع الذي يعيش فيه.... فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب (قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ)( 1). والحزب السياسي المبدئي في الإسلام هو تكتل يقوم على المبدأ –الإسلام- الذي آمن به هو وأفراده بغية إيجاده في واقع الحياة.... أي هو فكرة تتجسد في مجموعة من الناس يراد لها أن تتجسد في المجتمع –يعني أن تتجسد في العلاقات العامة. فالفكرة أو المبدأ هو الأساس في الحزب، فهو روح الحزب، وقيام التكتل على الفكرة - المبدأ-هو الذي يوجد الحزب في الحياة، أي يبرز إلى الوجود. وإرادة إيجاد المبدأ –الفكرة- في المجتمع هي التي تجعله حزبا وتميزه عن غيره من باقي التكتلات والتجمعات والتكتل حتى يكون حزبا مبدئياً لا بد أن تتوفر فيه ثلاثة شروط: أولها وجود المبدأ أو الفكرة، ثانيها أن يتجسد المبدأ أو الفكرة في مجموعة من الناس، ثالثها أن يراد من عملية التكتل إيجاد هذا المبدأ –الفكرة – في المجتمع – أي في علاقاته-. والحزب المبدئي لا بد أن يسير في ثلاث مراحل –خطوات- المرحلة الأولى: مرحلة الدراسة والتعليم لإيجاد الثقافة الحزبية –فهي مرحلة التأسيس- وفيها يجب اعتبار جميع أفراد الأمة خاليين من كل ثقافة فيجب البدء بتثقيف من يريد أن يكون من أعضاء هذا التكتل –الحزب- بثقافة الحزب نفسه.. ويجب اعتبار المجتمع كله مدرسة للحزب حتى يُخَرَّج في أقصر مدة الفئة التي تكون قادرة على الاتصال بالجماعة والتفاعل معها. المرحلة الثانية: مرحلة التفاعل مع المجتمع الذي تعيش فيه الكتلة حتى يصبح المبدأ عرفاً عاماً ناتجا عن وعي عام فتعتبره الجماعة كلها مبدأها فتدافع عنه جماعياً... وفي هذه المرحلة يكون الكفاح بين الأمة وبين من يقفون حائلاً دون تطبيق المبدأ، سواء كانوا من الظلاميين أو المضبوعين بالثقافات الأخرى، أو من الاستعمار وممن يضعهم أمامه من الفئات الحاكمة. المرحلة الثالثة: وهي مرحلة تسلم الحكم عن طريق الأمة تسلماً كاملاً... فيتخذ الحكم طريقة لتطبيق المبدأ على الأمة فتبدأ الناحية العملية في الحزب في معترك الحياة... على أن تظل ناحية الدعوة للمبدأ العمل الأصلي للدولة وللحزب، لأن المبدأ هو الرسالة التي تحملها الأمة والدولة. هذه هي الخطوات التي يجب أن يسير فيها الحزب لينقل الفكرة إلى الدور العملي، أي لينقل المبدأ إلى معترك الحياة ولينهض بالمجتمع ويحمل الدعوة إلى العالم. والحزب هو الضمانة الحقيقية لإقامة الدولة الإسلامية وبقائها ولتطبيق الإسلام وإحسان تطبيقه... فيجب أن يبقى الحزب عاملاً حتى يكون رقيباً على الدولة – محاسباً لها وقائداً للأمة لمناقشة الدولة وحاملاً للدعوة الإسلامية إلى العالم. وأما حزب التحرير: فهو حزب سياسي مبدؤه الإسلام، كما جاء في تعريفة وهو تكتل سياسي لا تكتلاً روحياً ولا تكتلاً خيرياً... وهو يعمل في الأمة ومعها ليكون الإسلام قضيتها فيقودها لإعادة الخلافة الإسلامية والحكم بما أنزل الله على رسوله محمدr . وقيام الحزب كان استجابة لقوله تعالى: ] وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ 2 [. والقرائن تدل على الطلب الجازم –الفرض- هو طلب الآية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهو فرض على المسلمين أن يقوموا به بدلالة الحديث الشريف عن حذيفة بن اليمان أن النبي r قال: « والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم »( 3), والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شامل لأمر الحكام بالمعروف ونهيهم عن المنكر... بل هو أهم أعمال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.... فهو محاسبة الحكام وتقديم النصح لهم- وهذا عمل سياسي بل هو من أحل الأعمال السياسية وهو من ابرز أعمال الأحزاب السياسية. ولما كانت الآية آمرة بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر –أي الدعوة إلى الإسلام والنهي عن الكفر- وهذا لا تقوم به إلا التكتلات الإسلامية ، حصرت الآية أن تكون التكتلات أحزاباً إسلامية. فغاية حزب التحرير هو استئناف الحياة الإسلامية وحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم.. وهذا يعني إعادة المسلمين إلى العيش عيشاً إسلاميا في دار الإسلام في مجتمع إسلامي فتكون وجهة النظر هي الحلال والحرام في ظل خلافة إسلامية. فعمل حزب التحرير هو حمل الدعوة الإسلامية لتغيير واقع المجتمع الفاسد وتحويله إلى مجتمع إسلامي بتغيير الأفكار الموجودة فيه إلى أفكار إسلامية فتصبح هذه الأفكار رأياً عاماً عند الناس وتصبح مفاهيم تدفعهم لتطبيقها والعمل بمقتضاها، وعمل حزب التحرير يكون كذلك بتغيير المشاعر عند الناس حتى تصبح مشاعر إسلامية ترضى بما يرضي الله وتثور وتغضب لما يغضب الله سبحانه...فتغيير العلاقات بين أفراد المجتمع حتى تصبح علاقات إسلامية تسير وفق أحكام الإسلام ومعالجاته... ويبرز في هذه الأعمال السياسية تثقيف الأمة الثقافة الإسلامية لصهرها بالإسلام وتخليصها من العقائد الفاسدة والأفكار الخاطئة والمفاهيم المغلوطة ومن التأثر بأفكار الكفر وأحكامه... كما يبرز في هذه الأعمال السياسية الصراع الفكري والكفاح السياسي.. ويتجلى الصراع الفكري في صراع أفكار الكفر وأنظمته –كما يتجلى في صراع الأفكار الخاطئة والعقائد الفاسدة والمفاهيم المغلوطة. وأما الكفاح السياسي فيتجلى في مصارعة الكفار وأنظمتهم لتخليص الأمة من سيطرتهم وتحريرها من نفوذهم، واجتثاث جذورهم الفكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية والعسكرية وغيرها... كما يتجلى في مصارعة الحكام وكشف خياناتهم ومؤامراتهم على الأمة... ومحاسبتهم والتغيير عليهم إذا هضموا حقوقها أو أهملوا شأناً من شؤونها أو خالفوا أحكام الإسلام. ____________________________ 1 - يوسف (108) 2- آل عمران (104) 3- مسند أحمد. اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
طالب عوض الله قام بنشر July 28, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر July 28, 2012 ولما كانت طريق السير في حمل الدعوة أحكاما شرعية تؤخذ من طريق رسول الله r لأنه واجب الإتباع فالله سبحانه وتعالى يقول: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} ( 1) ويقول سبحانه: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } (2 ) ولقوله سبحانه: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} (3 ) . ولإنتاج العمل لا بد من تحديد المكان الذي يبدأ العمل فيه وتحديد الجماعة التي يبدأ العمل بها.... لأن العمل وإن كان عملا لجميع بني الإنسان لكنه يعتبر البدء بالعمل المفتوح عملا مخفقاً لا يؤدي إلى نتيجة مطلقاً... بل لا بد أن يبدأ العمل بالفرد وأن يكون الانتهاء بالعالم... لذلك يجب أن تحمل الدعوة في مكان تتركز فيه حتى تصبح نقطة ابتداء ثم يؤخذ هو أو غيره ليكون نقطة انطلاق الدعوة في طريقها الطبيعي -طريق الجهاد- فنقطة الابتداء ثم نقطة الانطلاق فنقطة الارتكاز هو للدعوة لا للأمكنة... ويجب أن يعلم أن هذه النقاط والعمل فيها داخل في الدائرة التي تسيطر على الإنسان.. ولا يسيطر الإنسان عليها وما على الإنسان إلا أن يسير في الأعمال التي تدخل في الدائرة التي يسيطر عليها هو..فنقطة الابتداء تكون قطعا في المكان الذي يوجد فيه من تشرق في ذهنه اللمعة الأولى ويهيئة الله تعالى للعمل، وهو من الدائرة التي تسيطر على الإنسان. وأما نقطة الانطلاق فإنها تتوقف على استعداد المجتمعات التي تتقارب فيها الأفكار والمشاعر والأنظمة عادة، فالمكان الذي يكون المجتمع أصلح والجو أوفق يكون نقطة الانطلاق – وان كان في الغالب أن يكون المكان الذي كانت فيه نقطة الابتداء هو مكان نقطة الانطلاق.. وهذا أيضا في الدائرة التي تسيطر على الإنسان . وأما نقطة الارتكاز فإنها تتوقف كذلك على نجاح الدعوة في المجتمع... فالمكان الذي تهضم فيه الفكرة والطريقة من قبل المجتمع وتسيطر عليه أجواؤه يصلح لأن يكون نقطة الارتكاز مهما كان عدد العاملين للمبدأ... لأن المجتمع ليس مكوناً من أفراد كما يتوهم البعض، وإنما الافراد هم أجزاء في المجتمع يحتاجون الى الاجزاء الاخرى في تكوين المجتمع، هذه الأجزاء هي الأفكار والمشاعر والأنظمة، فيجب أن تكون الدعوة جماعية ودعوة للمجتمع لا للإفراد، وان كانت تبدأ بالفرد وعليه فان المكان الذي يصلح لأن يكون نقطة ارتكاز لا نعلمه فهو يتوقف على استعداد المجتمع لا على قوة الدعوة فحسب ولا على كثرة حاملي الدعوة، كذلك، وهذا الأمر أيضا من الدائرة التي تسيطر على الإنسان لا هو الذي يسيطر عليها. ومن هنا نقول أن حملة الدعوة لا يمكنهم أن يعلموا المكان الذي يصلح لان تكون نقطة ابتداء ولا نقطة انطلاق ولا المكان الذي يصلح ان يكون نقطة ارتكاز... ولا يمكنهم معرفته مهما أوتوا من ذكاء وتحليل, وبقية الناس اجمع احرى أن لا يعلموا شيئا من ذلك ولو وصل بهم العلم الى الدرجة العالية.. وإنما ذلك في علم الله وحده تعالى. ولهذا يجب أن يكون استناد حَمَلَة الدعوة إلى شيء واحد هو الإيمان بالله تعالى، وأن يكون كل عملهم متركزاً فقط على هذا الإيمان لا على غيره فبالإيمان بالله لا بغيره يكون نجاح الدعوة. والإيمان بالله يوجب صحة التوكل عليه واستمداد العون منه لانه وحده الذي يعلم السر وأخفى ولأنه هو الذي يوفق حملة الدعوة ويهديهم سبيل الرشاد وطريق الهدى.. فلا بد من قوة الإيمان بالله ومن كمال التوكل على الله ودوام استمداد العون منه تعالى. والإيمان بالله يحتم على المؤمن الإيمان بالمبدأ أي الإيمان بالإسلام، فكل خطرة ريب في المبدأ تجر إلى الإخفاق بل ربما جرت إلى الكفر والتمرد والعياذ بالله. وبعد يرحمكم الله: لقد جرب المسلمون في القرن الماضي من عمر دعواتهم وحركاتهم الاسلامية طرقا شتى للوصول إلى تطبيق الشرع أو إصلاح الوضع الفاسد، فجربوا طريق البرلمانات والتصويت، حتى بان لهم وظهر بما لا يدع مجالا للشك أن هذه الطريق لن توصلهم إلى تحقيق هذه الغاية العظيمة وما حصل في الجزائر وفي مصر وفي الأردن عنكم ببعيد، ولم نزدد بهذه السبيل الوعرة التي تخالف الطريقة الشرعية لاستئناف الحياة الاسلامية من تطبيق الاسلام إلا بعدا. وجربتم أنتم أخوتنا في جماعة الإخوان المسلمين وقد كنتم أولى الحركات بعد زوال شمس الخلافة عن الوجود جربتم النهضة باصلاح الأخلاق أي بطريقة الاصلاح الفردية، وجربتم الاشتراك في أنظمة الحكم الجاهلية.... وجربتم طريق الوعظ والارشاد والمدارس والجمعيات الخيرية، وكل ذلك لم يُأت نتائج ولا تغيير. وجرب المسلمون في مصر الخروج على الحكام بالسلاح والأعمال المادية وقتلوا خائن الأمة السادات، وبلغوا بعملهم الذي نسأل الله أن يؤتيهم أجره عظيما وأن يجعله في موازين حسناتهم، بلغوا بهذا العمل ذروة ما تستطيعه حركات مسلحة، ولكن ثبت أنه لا يوصل إلى الغاية، لأن العدو ليس مجرد شخص الحاكم، ولكنه نظام الكفر المعشش فوق رقاب المسلمين يحكمهم بغير ما أنزل الله ويقيم جيوشا وقوات أمن ومخابرات حرسا على باطله مانعا المسلمين من أن يطبقوا القرآن في واقع حياتهم وجرب المسلمون إصلاح الأوضاع بالخطب المؤثرة والمواعظ البليغة وانتقدوا الأوضاع الفاسدة في المجتمعات وحاولوا استنقاذ من لمسوا فيه الخير من أبناء هذه الأمة، آملين أن يصلحوا أفراد الأمة فردا فردا ليصلح المجتمع بذلك، ولكن تيار الفساد الجارف الموجه بسهام ليل الكفار الساهرين على هدم الفضيلة في مجتمعاتنا أقوى من عمل الخيرين فيها، إذ أن معهم الاعلام وما يدسه من سموم، والتعليم وما فيه من تحريف للكلم عن مواضعه، وقوة السلطان الذي يفرض العري والفجور ، واستبداد الظلمة بأصحاب الفكر السوي وزجهم بالسجون، وتشجيع الفساد وإيجاد الفقر الذي يمنع الشباب من الزواج ويلجؤه إلى الزنا، وفتح كل باب للرذيلة على مصراعيه وغلق كل باب للفضيلة بمزالج أقوى من جهد العاملين على الاصلاح فما بقي في جعبة المسلمين كخط دفاع أخير عنهم إلا العمل التغييري الانقلابي الجذري الشامل الذي يرفع لواءه حزب التحرير. ذلك أن حزب التحرير بحث في الشرع عن طريقة تغيير الوضع القائم في العالم الاسلامي فوجد أن التزام طريقة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في الدعوة هو السبيل الوحيد الذي يوصل بإذن الله إلى نصر الله فعمل على تثقيف المسلمين بثقافة الاسلام المركزة القوية لإيجاد الشخصيات الاسلامية القادرة على تحمل أعباء الدعوة والتي تستحق بصبرها على الحق، وقوتها في حمل الدعوة أن يتنزل عليها بحول الله تعالى ومنه نصر الله. ومن ثم عمد إلى التفاعل مع المجتمع بصراع أفكار الكفر الماحكمة فيه حتى لم يترك فكرا ولا عقيدة مخالفة للاسلام إلا نقضها وأزال أوراق التوت عن عورتها حتى بان للمسلمين عوارها، ووضع البديل الاسلامي خالصا من كل شائبة مكانه ومن ثم عمد إلى مصدر الداء وأصل المرض العضال في الأمة ألا وهو حكامها والمتنفذون فيها ذيول الغرب الكافر الذين يحرسون الكفر ويحاربون الله ورسوله والمؤمنين جهارا نهارا بلا خجل ولا خوف من عقوبة، حكام المسلمين وحاشيتهم ففضحهم وحاسبهم ووقف عينا ساهرة للأمة يفضح مؤامراتهم التي يحيكونها ليتخلصوا من الاسلام. وبادر حزب التحرير إلى أهل القوة والمنعه من ضباط مخلصين في جيوش المسلمين، وشيوخ القبائل والعشائر، ووجوه القوم ومن يلمس فيه الخير من أهل النصرة فحمل الدعوة إليهم، وطالبهم بنصرة الاسلام كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ عرض نفسه على القبائل طلبا للنصرة حتى من الله عليه بالأنصار فآووه ونصروه فأعز الله بهم الاسلام. واليوم والأمة تقف على بعد خطوة من دولة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح :روى الإمام أحمد في أول مسند الكوفيين "عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ كُنَّا قُعُودًا فِي الْمَسْجِدِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ بَشِيرٌ رَجُلًا يَكُفُّ حَدِيثَهُ فَجَاءَ أَبُو ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ فَقَالَ يَا بَشِيرُ بْنَ سَعْدٍ أَتَحْفَظُ حَدِيثَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْأُمَرَاءِ فَقَالَ حُذَيْفَةُ أَنَا أَحْفَظُ خُطْبَتَهُ فَجَلَسَ أَبُو ثَعْلَبَةَ فَقَالَ حُذَيْفَةُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا عَاضًّا فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكًا جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ ثُمَّ سَكَتَ" ( 4) نقول: اليوم والمسلمون في نهايات عهد الملك الجبرية ) الدكتاتوريات ) وهم يعاينون بأم العين هذه العروش التي لا يحول بينها وبين أن تسقط إلا هزة بيد متوضئة مخلصة لله ولرسوله ندعوكم إلى العمل الجاد معنا لإقامة الخلافة لنستأنف الحياة الاسلامية ولندحر الكفر والكفار ونرد كيد أمريكا في نحرها. _____________ 1 - سورة الأحزاب (21) 2 - سورة آل عمران(31) 3- سورة الحشر(7). 4 - رواية الإمام أحمد في أول مسند الكوفيين. اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
طالب عوض الله قام بنشر July 28, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر July 28, 2012 ﴿ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ (*) بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ (*)﴾ (1 ) ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ (*) وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (*) ﴾ ( 2) أما آن لنا أن نقف ساعة نتفكر فيها في أحوال المسلمين، وذلك فرض علينا ؟ أما آن لنا أن نبحث عن مخرج لهذه الأمة مما حل بها من بلاء؟ أما آن لنا أن نقف وقفة مراجعة مع الذات لنرى هل فعلا نحن نسير على ما أمر الله، وهل تصب أفعالنا في دائرة مرضاة الله تعالى علنا نفوز بجنة عرضها السموات والأرض؟ أم أننا من حيث نغفل ولا ندري نعيش ما مثله يردي، ويودي بالمرء في دركات الهلاك والشقاء؟ نعم أخوتنا الأحبة في الحركات الاصلاحية: لم آت لأسمعكم موعظة، ولا لم أبغ برسالتي هذه إليكم إلا أن نتفكر سويا لعل هذه الكلمات التي حرصت كل الحرص أن تخرج من سويداء القلب تمس شغاف قلب مؤمن بالله محب لنوال مرضاته وسلوك السبيل التي بين رب العالمين أنها وحدها هي التي اختارها لرسله ومن اهتدى بهديهم إذ قال وهو أصدق القائلين: ﴿وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾ ( 3( لقد عاث الكفر بقضه وقضيضه في أرض المسلمين الفساد، وسام المسلمين سوء العذاب يقتل أبناءهم ويغتصب فتياتهم، ويسحل شيوخهم في الشوارع، ويقرن شبابهم في الأصفاد، ويمنع عن المسلمات العفيفات حتى أن يتحجبن ويلبسن ما أمر الله ورسوله إياهن. لقد بالغ الكفر في إظهار عداوته لله ولرسوله وللمؤمنين ألم تسمعوا عدو الله بوش يعلن حربه على الاسلام والمسلمين صريحة في غير موضع على أنها حملة صليبية جديدة!! أولم تصلكم أنباء رءوس الكفر من حكام واشنطن ولندن وباريس يعلنون أنهم يريدون اجتثاث الاسلام من الأرض ليقيموا على قبره نظامهم البائس العفن الذي يسمونه الديمقراطية! ألم تعلموا أخوتنا في الله – أخوتنا في العقيدة -أن أمريكا في خلال عام واحد من حملتها الصليبية على الاسلام والمسلمين قتلت ظلما أكثر من مائتي ألف مسلم!! أكثر من200.000ضحايا الإرهاب الأمريكي من المسلمين في عام واحد بينما انشغل العالم شرقه وغربه بالبكاء على قتلى هجمات 11 سبتمبر ، لم يفكر أحد أو يتعب نفسه بالتفكير في المسلمين الذين قتلوا أو كانت أمريكا سببا في قتلهم ، فإليك أخي - أختي هنا قائمة بأعداد المسلمين الذي لقوا حتفهم في عام واحد بسبب الإرهاب الأمريكي أو الغربي ألم تعلموا أخوتنا في الله – أخوتنا في العقيدة –أن121237 طفل عراقي قضوا نحبهم خلال اثني عشر شهرا – طبقا للإحصاءات العالمية – وتذكر المنظمات العالمية أن وفاة هؤلاء جاءت كنتيجة مباشرة للعقوبات الأمريكية المفروضة على العراق، الأمر الذي أدى إلى منع أدوية الأطفال وأن 31202 مدني أفغاني قتلوا منذ بدأت أمريكا حملتها العسكرية على أفغانستان منذ أكتوبر/تشرين الأول 2001، حيث قامت الطائرات الحربية الأمريكية بقصف قراهم عشوائيا وبيوتهم ومساجدهم ومستشفياتهم وحفلات زفافهم. ألم تعلموا أنّ 1084مسلم هندي قتلوا واحرقوا على أيدي الهندوس وتحت سمع وبصر الحكومة الهندية في ولاية جوجارات، أثناء الشهور الاثنى عشر السوداء في تاريخ الأمة الاسلامية. و أنّ5078 مسلم شيشاني قتلوا بالقصف الجوي الروسي أثناء الشهور الاثني عشر هذه، وذلك بعد أن حصلت روسيا على ضوء أخضر من الأمريكان وأنّ3039 مسلم فلسطيني قتلوا من قبل الأمريكان في العام ذاته عن طريق الأسلحة الأمريكية والاسرائيلية الموجودة في أيدي الجنود الإسرائيليين.وأنّ 2170 مسلم أوزبكي أخذوا من بيوتهم من قبل حكومة كريموف وذلك في إطار حملة مكافحة الإرهاب المزعومة .والتي باركتها أمريكا لقمع دعاة الخلافة من شباب حزب التحرير والحركات الاسلامية العاملة . ومن جديد فقد رأيتم وقض مضاجعكم جرائم طاغية ليبيا منكر السنة النبوية بتقتيل شعبه قبل مصرعة وجرائم حكام سوريا وتقتيلهم الشيوخ والأطفال والنساء وحرب الابادة المستهدفة أبناء سوريا والتي طالت الشجر والحجر وهدم البيوت والمتاجر والمساجد باستعمال أحدث الأسلحة في محاولة تثبيت نظام حكمهم مما تتسبب بالاف الشهداء على مسمع كافة الدول والأنظمة ... لا بل بمساعدتهم وعونهم وموافقتهم . وأخيرا لا آخرا ففي أول أيام رمضان المبارك وبعد ستة أسابيع متتالية من القتل الجماعي والتصفية العرقية لمسلمي ميانمار، ضمن عمليات ذبح وتشريد ممنهجة، وأمام صمت دولي خائن، وفي ظل غياب مقصود من قبل وسائل الإعلام العربية والدولية، بدا المشهد أنه تواطؤ عالمي على مسلمي ميانمار، بل مؤامرة لإنهاء وجودهم هناك، حتى تصريحات منظمة العفو الدولية والتي نشرت أمس الخميس الموافق 19-7-2012 حول ما يجري هناك لم تحظى بتغطية إعلامية! بعد هذا الإجرام الدموي الفاضح، والذي راح ضحيته أكثر من 2000 مسلم وتشريد ما يزيد عن 90000 منهم، دعا رئيس ميانمار السفاح "ثين سين" خلال لقائه مع المفوض الأعلى للأمم المتحدة للاجئين "أنتونيو جيتيريس" يوم الأربعاء الماضي 11 تموز، إلى تجميع أعضاء الأقلية المسلمة في ميانمار التي تعرف بـ "الروهنجيا" في معسكرات لاجئين، لحين طردهم خارج البلاد، حيث قال إنه "ليس ممكنا قبول الروهينجيا الذين دخلوا البلاد بطريقة غير قانونية وهم ليسوا من أثنيتنا"، ثم أردف أنهم "يشكّلون خطراً على الأمن القومي". أي نظره عنصرية دنيئة هذه! أن يـُصنف الناس حسب أعراقهم وأجناسهم وأديانهم، بينما الإسلام عامَل المجوسيَّ وأهل الكتاب بالعدل كمعاملته المسلم سواءً بسواء، فشتان بين ثرى الأنظمة الوضعية العميلة المجرمة، وثُريّا الإسلام بأحكامه الراقية السامية، ثم يقال لمن يذبح ويُقتل لا لشيء إلا أنه قال ربي الله، يُقال له بأنه خطر على الأمن القومي؟! صدق رسول الله إذ قال: "إذا لم تستحي فاصنع ما شئت". ويعيش في ميانمار حوالى 800 ألف مسلم من "الروهينجيا" في ولاية " آراكان"، حيث تعتبرهم الأمم المتحدة إحدى أكثر الأقليات تعرضا للاضطهاد في العالم، يشار إلى أن النظام في ميانمار لا يعترف بالروهينجيا، وينظر إليهم على أنهم مهاجرون غير شرعيين قدِموا من بنغلادش. وفي ظل انعدام الأخبار التي تنقل ما جرى ويجري هناك، فإنه يمكن لنا أن نستدل على جزء من الظلم والإجرام الذي حل بالمسلمين هناك، من خلال تقرير المفوضية العليا للاجئين بقولها: إن "الروهينجيا" يتعرضون في ميانمار لكل أنواع الاضطهاد ومنها العمل القسري والابتزاز، والقيود على حرية التحرك، وانعدام الحق في الإقامة وقواعد الزواج الجائرة ومصادرة الأراضي....... المسلمون يذبحون هنا وهناك في سوريا وفي ميانمار .... والبقية تأتي !!!! نعم أخوتنا في الدين والعقيدة عاش المسلمون في ظل دولة الخلافة الاسلامية التي حكمت الأرض من الصين إلى الأندلس، طوال أربعة عشر قرنا ولم تورد كتب التاريخ ولا حتى كتب الفقه حادثة اغتصاب واحدة!! ومن المفروغ به أن هذا الانجاز الحضاري الهائل يعد من أرقى ما قدمت حضارة قط للبشرية؟ فما بال المسلمات العفيفات منذ أن سقطت دولة الخلافة الراشدة إلى يومنا هذا قد أصبح كل نجس دنس يعتدي عليهن تحت سمع البشرية وبصرها ولا من مدافع عنهن! أولا تظن أن الله تعالى سائلك عنهن ماذا فعلت لهن؟ أفلم يخطر ببالك أن الله تعالى جعلك مسئولا عنهن وأنهن سيأتين يوم القيامة لتمسك كل واحدة منهن في عنقك لتأخذك لتقتص منك وتسأل رب العالمين: ألم تجعلنا إخوة في العقيدة ؟ أولم تبين لنا في محكم التنزيل أننا إخوة؟ أولم تقل يا رب وقولك الحق: إنما المؤمنون إخوة!! فماذا فعل أخي هذا ليمنع عدو الله الكافر الدنس النجس من أن يغتصبني؟ ماذا ستجيب رب العزة؟ هل لو كانت هذه المغتصبة أمك أو أختك كنت لتقف متفرجا؟ ألم تر بأم العين على شاشات التلفزة إخوانكم في العراق وأفغانستان ثم فس سوريا ومانيمار وقد سالت دماؤهم أنهارا، أعمل فيهم أعداء الله القتل والتشريد والتجويع وساموهم سوء العذاب.ألم تسأل نفسك ماذا ستجيب الله عنهم إذ يسألك؟أو تظنون أن قولكم: شغلتنا أموالنا وأهلونا سينفعك ولات حين مندم!! ألم يتكفل رب العالمين برزقك ويأمرك أن تعمل لنصرة دينه وحذرك إن توليت أن لك سوء العذاب؟ ﴿قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ (4 ) ولعلكم تسألون: وماذا بأيدينا أن نفعل وقد قمنا بواجبنا التصحيحي أكثر من ثمانين عاما ولم نفلح في أصلاح ولا تغيير؟ فأقول لكم: بل بيدكم أن تغير العالم كله وأن تعملون لنجاتكم في الدنيا والآخرة فافتحوا لنا قلوبكم وشنف آذانكم يرحمكم اللهلسماع القول نفعنا الله وإياكم بما علمنا وعلمنا ما ينفعنا . إن الناظر في قضايا العالم الاسلامي كلها : سواء قضية فلسطين أو قضية العراق أم قضية النفط المنهوب والمال المسلوب، والحق المغصوب، أو قضية أفغانستان والشيشان وتلك الثغور الاسلامية الغالية على أفئدتنا وقضايا الفقر والجهل والتخلف، وتحكم الحكام الرويبضات أمراء السوء الذين أسلموا رقاب الأمة وخيراتها لأعدائها وباعوها بثمن بخس كراسي مهترئة وتمزيق العالم الاسلامي إلى بضع وخمسين دويلة هزيلة لا تملك من أمرها شسئا ولا تستطيع أن تحمي أبناءها أمام أراذل الخلق، حتى أصبح حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم علينا منطبقابحرفيته: نوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها قالوا أومن قلة نحن يومئذ يا رسول الله ؟ قال: بل أنتم كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل، تنتزع المهابة من صدور أعدائكم ويلقى في قلوبكم الوهْن، قالوا وما الوهن يا رسول الله؟ قال: حب الدنيا وكراهية القتال! قضية المسلمين المركزية هي غياب الاسلام من واقع حياتهم! أي أنهم يعيشون في ظل حكم بغير ما أنزل الله أحال حياتهم إلى هذا الجحيم الذي نعلمه ونعيشه وصدق الله إذ قال: ﴿وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى.﴾ فماذا خسر المسلمون بغياب الخليفة الذي يحكمهم بالشرع ويطبق أحكام الله ورسوله فيهم؟ خسروا أن يعيشوا الاسلام في واقعهم، فتؤخذ زكاة أموالهم من أغنيائهم وترد إلى فقرائهم، أو لم تعلم أن زكاة أموال وعوائد النفط في عام واحد لن تترك فقيرا في العالم الاسلامي؟ __________________________ 1- سورة الروم (4-5 ) 2 - سورة الأنفال ( 24-25 ). 3 - سورة الأنعام ( 153) 4 - سورة التوبه (24) اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
طالب عوض الله قام بنشر July 28, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر July 28, 2012 أوليس من العجب العجاب أن تكون دولة كالسعودية تصدر قرابة 22 مليون برميل نفط يوميا بسعر يقارب الثلاثين دولارا للبرميل أي حوالي 660 مليون دولار في اليوم الواحد، أي 250 مليار دولار في السنة أن يكون في ميزانيتها للعام 2001 عجز قيمته 270 مليار دولار! أولا تعلمون أن أمريكا قد نهبت النفط وعوائده؟ فبدلا من أن يعود المال وزكاته على الأمة الاسلامية ذهب بفعل حكامنا – أخزاهم الله – إلى جيوب أرباب المال الأمريكان صناع الحروب القتلة الذين ولغوا في دماء المسلمين !! فهل من فاجعة أشد عشناها بفقد الخلافة التي بعد سبعين سنة من تطبيقها أيام عمر بن عبد العزيز محت الفقر من العالم الاسلامي كما شهد العدو قبل الصديق!! خسر المسلمون بفقد الخلافة عقول مبدعيهم!! لأنه لا راعي يرعاهم، ولا من يقيم لهم مؤسسات البحث ولا من يضع في الأمة الصناعة الثقيلة على الكيفية التي تمنع أعداءنا من أن يتحكموا بمقدراتنا وأن ينهبوا خيراتنا! فبعد أن كانت الأمة مصنعا للعلماء تصدر للبشرية العلم والحضارة والرقي والمدنية، وتنشر الجامعات في الأندلس تهوي إليها أفئدة طلبة العلم من أصقاع العالم رأينا هجرة العقول إلى الغرب بحثا عن لقمة العيش بعد أن منعتهم دويلات الرويبضات من التفكير والابداع والعيش الكريم!! لقد خسر المسلمون بفقدان الخليفة هيبتهم من صدور أعدائهم، مما جرّأ أعداءهم عليهم ، فأعملوا في رجالهم القتل وفي نسائهم الغصب وفي أطفالهم الأمراض وجعلوا بلادهم مختبرا لأسلحتهم المحرمة دوليا كاليورانيوم المنضب وغيره. وما كان لأعداء الله أن يتجرأوا على أمة الجهاد والشهادة لولا أن حكامنا ومن سكت المسلمون عليهم إذ تولوا أمرهم منعوا المسلمين من قتال عدوهم والدفاع عن حرماتهم، بعد أن كان المسلمون يفتحون باسم الله أطراف الأرض ويخوضون البحر بخيولهم ناشرين للعدل والكرامة ومطبقين على البشرية خير قانون . خسر المسلمون بغياب الخلافة وحدتهم! فبعد أن كانوا أمة واحدة يحكمهم خليفة واحد بكتاب ربهم الواحد، يرعى حرماتهم ويسهر عليهم ولا يستأثر عليهم بخير، القوي عنده ضعيف حتى يأخذ الحق منه، والضعيف عنده قوي حتى يأخذ الحق له، كلهم أمام القضاء سواء.لا يفرق بينهم حدود صنعها لهم أعداؤهم بعد هدم خلافتهم، فلا يضطر الشآمي لإبراز جواز السفر ليحج البيت، ولا العراقي لتأشيرة الدخول ليدخل مصر التي قال فيها رب العالمين : ادخلوها بسلام آمنين لقد خسر المسلمون بغياب الخلافة تحكيم القرآن فيهم وهذه أعظم خسارة، فلا حرمات الله تراعى بعد أن ذبحوا الشرع في حملاتهم الصليبية الحاقدة، ولا تقام الحدود، ولا تحرس العقيدة الاسلامية ولم نعد نتعجب إذ نرى أبراج البنوك الربوية ترتفع إلى جوار الحرم المكي ولا رأينا الجهاد لحمل رسالة الاسلام، لا بل ومنع أهل الشام من نصرة أهل بيت المقدس، ومنع أهل نجد والحجاز والبحرين من نصرة أهل العراق، وحيل بين مسلمي باكستان وبين إخوانهم في أفغانستان. واقع المسلمين الآن كله إفراز لغياب الخلافة فهل هذه نهاية التاريخ بالنسبة لهذه الأمة؟ لا...لقد وعد الله ووعده الحق ووعد رسول الله وهو الصادق المصدوق الذي لا ينطق عن الهوى، فقال رب العالمين وهو أصدق القائلين: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ (1 ) فهذا وعد من الله بالاستخلاف والتمكين في الأرض بعد الخوف والنصر بعد الانكسارات والنكسات والبلايا العظام وقال الله جل وعلا واصفا محاولات الكفر والكفار أن يطفئوا نور الله :﴿يُرِيدُونَ لِيُطْفِؤُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ * هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾( 2) وهذه بشارة لكم أخوتنا بأن دين الله سيظهر على كل الأديان وكل الشرائع وأن دستور القرآن سيعلو على كل الدساتير، وعاد الله وأكد هذا الوعد في غير موضع من القرآن الكريم: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (31) يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ (32) هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ (33)﴾ (3 ) يأبى الله إلا أن يتم نوره حتى لا يبقى في الأرض بيت مدر ولا وبر ولا حجر إلا دخله الاسلام مصداقا لوعد رسول الله صلى الله عليه وسلم: عَنْ ثَوْبَانَ مولى رسول الله قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ اللَّهَ زَوَى لِيَ الْأَرْضَ فَرَأَيْتُ مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زُوِيَ لِي مِنْهَا وَأُعْطِيتُ الْكَنْزَيْنِ الْأَحْمَرَ وَالْأَبْيَضَ « ( 4) وروى الإمام أحمد في مسند الشاميين « « عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَيَبْلُغَنَّ هَذَا الْأَمْرُ مَا بَلَغَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَلَا يَتْرُكُ اللَّهُ بَيْتَ مَدَرٍ وَلَا وَبَرٍ إِلَّا أَدْخَلَهُ اللَّهُ هَذَا الدِّينَ بِعِزِّ عَزِيزٍ أَوْ بِذُلِّ ذَلِيلٍ عِزًّا يُعِزُّ اللَّهُ بِهِ الْإِسْلَامَ وَذُلًّا يُذِلُّ اللَّهُ بِهِ الْكُفْرَ (5 ) » وكلنا يثق بوعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بفتح روما كما صدق صلى الله عليه وسلم ببشارته بفتح القسطنطينية من قبل فكيف ستفتح روما بغير الخلافة؟ وكيف ستحرر القدس بغير الخلافة وكيف سيسود الاسلام الأرض بغير الخلافة؟ من سيحرك جيوش المسلمين لنصرة قضايا المسلمين وللدفاع عن حرمات المسلمين غير الخليفة؟ فإلى العمل الجاد لاستئناف الحياة الاسلامية بإقامة الدولة الاسلامية التي تطبق الشرع في الأرض وتحمل الاسلام رسالة عدل وهدى ونور للبشرية بالدعوة والجهاد ندعوكم أيها المسلمون لتبرأ ذممكم، وتنالوا رضى ربكم، ونذكركم بأن هذا العمل الجليل العظيم لا يقوم إلا بجماعة تعمل على تحقيقه، ونرفع الصوت عاليا مبشرين بهذه الجماعة التي عاهدت الله أن تقيم الخلافة في الأرض أو تنقطع السالفة من شبابها. نعم أخوتنا في الاسلام: هلا فكرتم في اعادة النظر في المنهج وخط المسير وفي دراسة فكر حزب التحرير فكرة وخط مسير حيث ستجدون انهم ليسوا مجرد حملة دعوة بل هم الصفوة المختارة من الأمة، والشّامة التي لا تغيب عن البصر، مصابيح النور في أفواههم تزهو، وألسنتهم بحجج الكتاب تنطق، انهم الصفوة المختارة بإمارة مجدد الفكر الإسلامي في القرن العشرين سماحة الشيخ تقي الدين النبهاني، وصاحبه وخلفه سماحة الشيخ عبد القديم زلوم، وصوت الحق تحت قبة البرلمان، رافض الثقة بالحكام ورافض سن أنظمة وأحكام الكفر، سماحة الشيخ أحمد الداعور. نعم : إنّهم حاملوا لواء التغيير ، ركبوا منهج السبيل، خصماء الشيطان الرجيم وطواغيته في الأرض، بهم سيصلح الله البلاد إن شاء الله، ويدفع عن العباد، وبهم من شابه الصحابة وأصحاب عيسى بن مريم الذين نشروا بالمناشير وحملوا على الخشب. صبروا على البلاء والعذاب وقطع الأرزاق والأعناق والتشرد في البلاد، صادعين بأمر الله، جاهرين بدعوة الحق، حاملين مشعل الهداية للناس كافة، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا. إنّهم أمل الأمة ورجائها وقادتها للخير والنصر أن شاء الله. حملوا الدعوة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر، وقاوموا الفساد والعملاء وسفروا بالدعوة لم يداجوا لم ينافقوا ولم يهادنوا، علموا الصبر كيف يكون الصبر. وعلموا الطغاة والطواغيت وجهابذة الإجرام كيف يكون جلد الرجال، أرهبوا الحكام ودول الكفر ومخابرات الكفر، صبروا على مؤامرات الأعداء ومن في كنف الأعداء من أعوان الطواغيت ومرتزقة وبطانة الحكام ومن ملأ الحقد والغل قلوبهم الذين ارتضوا لأنفسهم القيام بما عجزت عنه مخابرات ألأعداء. أسأل الله أن يوفق من بقي منهم ومن تبعهم وسار على نهجهم بأمارة شيخ الشيوخ أمير حزب التحرير سماحة الشيخ عطاء أبو الرشته وأن يتم وعده الحق على يدهم بإقامة الدولة الإسلامية ورفع راية العقاب. ________________ 1- سورة النور ( 55 ) 2 - سورة الصف (8-9) 3 - سورة التوبة ( 31-33 ) 4- أخرجه مسلم رقم ( 2889 ) 4 / 2215 ، وأبو داود رقم ( 4252 ) 4/97 ، والترمذي رقم ( 2176 ) 4 / 472 ، وأحمد رقم ( 22448 ) 5/278 ، ورقم ( 22505 ) 5/ 284، وابن حبان رقم ( 6714 ) 15 / 109 ، وابن حبان رقم (7238 ) 16/220 ، وابن أبي شيبة رقم ( 31694 ) 6/311 ، والحاكم في المستدرك رقم ( 8390 ) 4/496، والبيهقي في السنن الكبرى رقم ( 18398 ) 9/181، والطبراني في مسند الشهاب رقم ( 1113 ) 2 / 166 ، وأخرجه أحمد أيضاً من حديث شداد بن أوس رقم ( 17156 ) 4 / 123. 5 - رواه الإمام أحمد في مسند الشاميين اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
طالب عوض الله قام بنشر July 28, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر July 28, 2012 (معدل) نعم أخوتنا في الله ما أردته من نشر هذا البحث ونتائجه، وتقديمي النصح لكم الا من باب القيام بواجب النصح ولأذكركم أن ما قام به حزب التحرير لم يكن نزهة بل مسيرة دموع وجدّ ومعاناة وتحدي للشرك والكفر والباطل وسفور بالحق وتصميم على سلامة الفكرة وشرعية الطريق ونظافة التكتل ووعي سياسي ، فقد قام أميرنا المؤسس رحمه الله بهز الشجرة مراراً وتكراراً ليسقط النفل عنها، وليجهض الحمل الكاذب، وأتت محنة الثبات على المبدأ ، والتي يحلو لبعض الشيوخ بوصفها بمحنة الهالك عبد الناصر لا رحمه الله، تلك المحنة التي كان من آثارها أن عادانا الجميع وحاربونا ، وامتد ذلك للأذى الشخصي، والكارثة أنّ الحزب صار يرى تساقط رجاله الواحد تلو الآخر، يتركون الدعوة الواحد تلو الآخر،حتى لم يبق منهم إلا ما يقارب الربع مما كان. لم تكن نزهة أورثت من أتى بعدهم جنة نعيم، بل كفاح ونزاع وجهاد نفس وآهات ودموع وتعذيب وقطع أرزاق وتشريد ومهانة وذل وسهد ليالٍ ومهانة نهار، كلّ ذلك احتمله رجال عمالقة لم يحنوا هاماتهم لظالم، ولم يسجدوا ألا للخالق العظيم، ...... نعم المواقف هي مواقف الرجال، ولكي نسير على درب العزة الذين ساروا عليه، وللفت النظر أنّ أمجاد الصحابة ممكن أن تتكرر في رجال هم بمنزلة الصحابة في الصبر، لابل بمنزلة أيوب عليه السلام، وبمنزلة الصحابة في الفكر والعقيدة وحسن الالتزام، فسلام الله عليهم وعلى من سار على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يوم الدين. إنّهم من عاهد الله تعالى على العمل الجاد لتحقيق إقامة الخلافة الاسلامية فرض الفروض وتاجها، فأنبرى لإخراسهم وإسكاتهم والقضاء على دعوتهم مجرمون عتاة لا يرقبون فينا إلاً ولا ذمة، فتحوا السجون والمعتقلات، وأعملوا في الظهور السياط، عذبوا وفتنوا شباب لم تهن لهم قناة صدقوا الله ما عاهدوا عليه، فمنهم من قضى نحبه في سجون الطغاة من هول التعذيب ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا، وفي محاولات الطغاة لإطفاء شعلة نور بزغ من المسجد الأقصى، استعانوا بأصحاب التقوى الضائعة، والنفوس الفاجرة من شيوخ سلطان وعملاء لا يتقون الله في أحباب الله، لينبروا للفتنة وصد الناس عن كلمة الحق، فالفوا في محاولات الصد عن الدعوة الكتب المخابرتيية، وفبركوا الفتاوى الضالة، وتخصصت منتديات ومواقع على الشبكة العنكبوتية بل مستنقعات آسنة الرائحة للنيل من حملة الدعوة تكذيباً وتكفيراً، وكيف يرضى الله لأحبابه الفتنة وقهر الرجال، لا لن يقبل الله ذلك: ﴿وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءَتْكُمْ بَيِّنَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ فَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مؤمنين. وَلَا تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجًا وَاذْكُرُوا إِذْ كُنْتُمْ قَلِيلًا فَكَثَّرَكُمْ وَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ. وَإِنْ كَانَ طَائِفَةٌ مِنْكُمْ آمَنُوا بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ وَطَائِفَةٌ لَمْ يُؤْمِنُوا فَاصْبِرُوا حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ.﴾ ( 1) (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (2 ) اللهم فاشهد وأنت خير الشاهدين بأني قد نصحت اللهم فأشهد وأنت خير الشاهدين بأني قد حذرت اللهم فأشهد وأنت خير الشاهدين بأني قد بلغت والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته طالب عوض الله ________________ 1 - سورة الأعراف ( 58 ) 2 - آل عمران ( 104 ) تم تعديل July 28, 2012 بواسطه طالب عوض الله عماد النبهاني 1 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
طالب عوض الله قام بنشر July 28, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر July 28, 2012 للرفع راجيا تثبيت الموضوع اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
عماد النبهاني قام بنشر July 28, 2012 ارسل تقرير Share قام بنشر July 28, 2012 قال تعالي (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ) واسئل الله لكل شباب الحركات الاسلاميه النور والتبصره للحق قولا وفعلا بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك ونفع بنصيحتك الثمينه انفسنا وكل اخواننا اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
طالب عوض الله قام بنشر July 28, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر July 28, 2012 نعم أخوتنا في الله ما أردته من نشر هذا البحث ونتائجه، وتقديمي النصح لكم الا من باب القيام بواجب النصح ولأذكركم أن ما قام به حزب التحرير لم يكن نزهة بل مسيرة دموع وجدّ ومعاناة وتحدي للشرك والكفر والباطل وسفور بالحق وتصميم على سلامة الفكرة وشرعية الطريق ونظافة التكتل ووعي سياسي ، فقد قام أميرنا المؤسس رحمه الله بهز الشجرة مراراً وتكراراً ليسقط النفل عنها، وليجهض الحمل الكاذب، وأتت محنة الثبات على المبدأ ، والتي يحلو لبعض الشيوخ بوصفها بمحنة الهالك عبد الناصر لا رحمه الله، تلك المحنة التي كان من آثارها أن عادانا الجميع وحاربونا ، وامتد ذلك للأذى الشخصي، والكارثة أنّ الحزب صار يرى تساقط رجاله الواحد تلو الآخر، يتركون الدعوة الواحد تلو الآخر،حتى لم يبق منهم إلا ما يقارب الربع مما كان. لم تكن نزهة أورثت من أتى بعدهم جنة نعيم، بل كفاح ونزاع وجهاد نفس وآهات ودموع وتعذيب وقطع أرزاق وتشريد ومهانة وذل وسهد ليالٍ ومهانة نهار، كلّ ذلك احتمله رجال عمالقة لم يحنوا هاماتهم لظالم، ولم يسجدوا ألا للخالق العظيم، ...... نعم المواقف هي مواقف الرجال، ولكي نسير على درب العزة الذين ساروا عليه، وللفت النظر أنّ أمجاد الصحابة ممكن أن تتكرر في رجال هم بمنزلة الصحابة في الصبر، لابل بمنزلة أيوب عليه السلام، وبمنزلة الصحابة في الفكر والعقيدة وحسن الالتزام، فسلام الله عليهم وعلى من سار على رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يوم الدين. اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.