محمد صالح قام بنشر September 12, 2018 ارسل تقرير Share قام بنشر September 12, 2018 بسم الله الرَّحمن الرَّحيم العَاْمُ للخيْرٍ والسَّنَةُ للشِّدَّةِ السَّنَة في المعجم (سَنَوَ) وهو الجذر الثلاثي لكلمة سَنَة, والمضارع (يَسْنُو)؛ أي دارَ حولَ البِئْر, والسَّنَة دورة من دورات الشَّمس, وهي أيضا الطَّعام والشَّراب, وأَسْنَتَ القوم؛ أي جاعوا وأقحطوا, وتُجمَع على سنين وسنوات ... والسَّنَة في اللُّغة جمعٌ لعدة شهور, والسَّنَة تُطْلَق على الجَدْب والشَّرِّ, فالعرب تقول أصابتنا سَنَة, والسَّنَة من أوَّل يوم عدَدْته إلى مثله ,فقول الله سبحانه : (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ ..) العنكبوت (14)؛ هي سنين معاناة واستهزاءٍ وعذاب . والعام في المعجم (عَوَمَ) وهو الجذر الثلاثي لكلمة عام, ويُستعمَل بحسب السِّيَاق الذي ذُكر فيه, وجمعه أعوام, وعَاْمَ يَعُوْمُ؛ أي سبح في الماء, ومنه عَاْمَ الرَّجل أي اشتهى اللَّبَنَ, وعامت النُّجوم أي سارت ... والعام في اللغة أقلُّ أيَّاماً من السَّنَة, وتُستعمَل الكلمة لتدلَّ على الخير والعطاء والنَّماء, فقول الله سبحانه : (.. فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا فَأَخَذَهُمُ الطُّوفَانُ وَهُمْ ظَالِمُونَ) العنكبوت (14)؛ فبعد أن لبث في قومه سنينَ معاناةٍ وتعذيب جاء بعدها بقوله : (إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا)؛ أي أنه كان عام خير وسعادة وفرح لنبي الله نوح عليه السلام من بعد معاناة شديدة . وبما أنَّ لغة القرآن هي اللُّغة العربيَّة؛ بل القرآن هو أحد أدلَّة اللُّغة (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) يوسف (2), سأوضِّحُ الفرق ما بين العام والسَّنَة من خلال آيات القرآن الكريم, استُخْدِمت كلمة سَنَة في القرآن تسع عشرة مرَّة؛ حيث وردت مفردة في سبع آيات, ووردت اثنتا عشرة مرة في صيغة الجمع, وأمَّا كلمة عام استُخْدِمت مفردة في سبع آيات ولم تذكر في صيغة الجمع في القرآن الكريم؛ فأعوام السرور ليست كثيرة على الإنسان, ففسي العام والسنين حكمة في حثِّ الإنسان على الصبر على المعاناة, وطعم الرَّاحة يأتي بعد التَّعب والمعاناة ... فكلمة سنة تُسْتَخدم في الأيام التي فيها شرٌّ وجهد وحُزْن, وأما كلمة عام فتطلق على الأيام التي فيها خير وسَعَة؛ فالعام يحمل الخير السرور, ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى : (قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا..) يوسف (47)؛ فالزرع يحتاج إلى جهد وتعب ومعاناة, وقوله تعالى : (ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ) يوسف (49)؛ فالعام فيه فَرَج وإغاثة من المعاناة التي مرَّ في سبع سنين صعبة وشديدة, وكذلك استُخْدِمت كلمة عام مع فعل الرضاعة في قوله سبحانه : (..وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ) لقمان (14)؛ حيث تشعر الأمُّ بسعادة وسرور عند إرضاع وليدها, وكذلك يرضع الطِّفل في عامين حتَّى يستفيد من حليب أمِّه, و استُخْدِمت كلمة سَنَة في قوله سبحانه : (..حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً..) الأحقاف (15), فذكر كلمة سَنَة دون عام وفي هذا دليل على أنَّ السَّنَة يتعلَّم فيها الإنسان ويعاني, وأمَّا في قوله تعالى : (..فَأَمَاتَهُ اللَّهُ مِائَةَ عَامٍ ثُمَّ بَعَثَهُ..) البقرة (259), جاءت كلمة عام مع الموت, ولم تُذْكَر كلمة سَنَة لأنَّ الموت - في حالة الرجل الذي أماته الله في موضوع الآية - فيه راحة ورخاء وليست فيه معاناة . وسُمِّيَ عام الفيل بالعام وليس بسَنَة الفيل؛ لأنه في الجاهلية كان نصرا مؤزَّرا من الله على أبرهة الأشرم وجيشه الذي أراد للكعبة الهدم والزوال, قال الله سبحانه : [أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحابِ الْفِيلِ (1) أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ (2) وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبابِيلَ (3) تَرْمِيهِمْ بِحِجارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ (4) فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ (5)] سورة الفيل, وزِيْدَ على ذلك عند المسلمين أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم وُلِدَ في هذا العام . مـحـمـد صـالـح أبو أسامة 1 محرم 1440 هـ 11 / 9 / 2018 م واعي واعي 1 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.