ابن الصّدّيق قام بنشر August 14, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر August 14, 2012 بسم الله الرحمن الرحيم معالم الإيمان المستنير ح5 الدليل العقلي على أن القرآن من عند الله أيها المؤمنون: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: ثالثا: بطلان كون القرآن من عند محمد صلى الله عليه وسلم: وإذا ثبت أن القرآن ليس من كلام العرب لعجزهم عن الإتيان بمثله، فهو كذلك ليس من عند محمد, ولا يقال: إنه كلام محمد؛ لأن محمدا صلى الله عليه وسلم عربي ومن العرب, ومهما سما العبقري لا يمكن أن يخرج عن عصره. فإذا ثبت العجز على جنس العرب فقد ثبت العجز عليه؛ لأنه من جنس العرب وواحد منهم. وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلو الآية ويقول الحديث في وقت واحد، ويلاحظ الاختلاف الشاسع في الأسلوبين. لقد روي عن محمد صلى الله عليه وسلم بطريق التواتر كلام إذا قورن بالقرآن لا يظهر أي تشابه بين الكلامين, وكلام الرجل يبقى متشابها مهما حاول أن ينوعه؛ لأن الكلام جزء من شخصيته. فدل ذلك على أن القرآن ليس كلام محمد, وهو ما يثبت أنه كلام الله. إضافة إلى أن أي كاتب يبدع في جوانب على حساب جوانب أخرى، وهذا ما لا نجده في القرآن! على أن جميع الشعراء والأدباء والكتاب والمفكرين والفلاسفة في العالم يبدأ الواحد منهم بأسلوب فيه بعض الضعف ثم يقوى شيئا فشيئا حتى يصل إلى ذروة قدرته وإلى أفضل مستوى يستطيعه، ولذلك يكون أسلوبهم مختلفا ومتفاوتا قوة وضعغا, فضلا عن وجود بعض الأفكار السخيفة, والتعابير الركيكة التي يخجل منها صاحبها حين يسأل عن بداياته في التأليف. لكن هذا الأمر لا نجده في القرآن؛ لأن القرآن قوي في أسلوبه في جميع آياته, من أول آية نزلت حتى آخر آية, كلها في الذروة من البلاغة والفصاحة, وعلو الأفكار, وقوة التعبير, ولا نجد فيه تعبيرا واحدا ركيكا, ولا فكرا واحدا سخيفا, بل هو قطعة واحدة, وكله في الأسلوب جملة وتفصيلا كالجملة الواحدة مما يدل على أنه فوق كلام البشر, المعرض للاختلاف في التعبير والمعاني. وذلك يثبت أنه كلام رب العالمين. ولو كان القرآن من عند محمد صلى الله عليه وسلم لما عاتب نفسه في شأن الأعمى، قال تعالى: (عبس وتولى* أن جاءه الأعمى * وما يدريك لعله يزكى * أو يذكر فتنفعه الذكرى). (عبس: 4) ولما هدد نفسه تهديدا شديدا، قال تعالى: (ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا* إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لا تجد لك علينا نصيرا). (الإسراء: 75) وعلاوة على ذلك لم يدع العرب أن القرآن من عند محمد صلى الله عليه وسلم. وكل الذي ادعوه: أنه يأتي بالقرآن من غلام نصراني اسمه جبر، وقد سبق أن فندنا هذا الزعم وهذا الادعاء. ثم إن القرآن اعتمد على أساس فطري ثم خاطب الناس بما يتفق ومداركهم؛ لأن في الناس العالم والجاهل, والذكي والبسيط, وهؤلاء جميعا مدعوون ليؤمنوا بالله إيمانا عقليا, ويؤمنوا بالقرآن عن طريق العقل أيضا, وقد ورد في القرآن أخبار عن الماضين, كما ورد أخبار عن الغيب, وجاء الواقع كما أخبر به, فلو كان من عند محمد لما صدق الواقع ما يقول؛ لأن محمدا من البشر, وكل البشر لا يعلمون الغيب, فمن أين لمحمد ذلك؟ وقد أخبر القرآن أيضا عن بعض السنن الكونية, وجاء العلم فاكتشف هذه السنن, جاء العلم بوسائله وإمكاناته, ومعامله ومختبراته, فأدرك هذه السنن, فمن أين لمحمد ذلك؟ أكانت عند محمد مختبرات؟أم كانت عنده معامل؟ أم كان عالما من العلماء الذين يحيط علمهم بكل شيء؟ رابعا: القرآن كلام الله تعالى: لم يبق إلا أن نقول: بما أن القرآن ليس من عند العرب، ولا من عند محمد صلى الله عليه وسلم وهو واحد منهم, ولا من عند العجم, فهو حتما من عند الله خالق الكون والإنسان والحياة سبحانه وتعالى عما يقولون علوا كبيرا. وما دام القرآن معجزا للبشر, فإن الذي أتى به دليلا على نبوته ورسالته يكون نبيا ورسولا حقا, وما دام القرآن لا يزال يتحدى البشر بإعجازه فهو معجزة دائمة. ومحمد إذن نبي لكل البشر حتى يوم القيامة, وهو خاتم الأنبياء والمرسلين, وهو الوحيد من بينهم الذي تمتاز نبوته بالدوام, ورسالته بالشمول والدوام. أيها المؤمنون: نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 26 من رمــضان 1433 الموافق 2012/08/14م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_19300 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر August 16, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر August 16, 2012 بسم الله الرحمن الرحيم معالم الإيمان المستنير مزايا دعوة الأنبياء والرسل ح10 المعلم العاشر: مزايا دعوة الأنبياء والرسل ومنهم محمد صلى الله عليه وسلم أيها المؤمنون: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: نؤمن أن الرسل كلهم معصومون عن الكذب والخطأ في التبليغ، ومعصومون عن ارتكاب المعصية أي عن فعل المحرمات وعن ترك الواجبات. وأما المكروهات والمندوبات وخلاف الأولى فهم غير معصومين عنها؛ لأنه لا يناقض النبوة والرسالة حسب الدليل العقلي. فيجوز عليهم فعل المكروه وترك المندوب؛ لأنه لا يترتب عليه إثم، ويجوز عليهم فعل خلاف الأولى, وهو فعل بعض المباحات دون بعض؛ لأن ذلك لا يدخل تحت مفهوم كلمة المعصية. وبالإضافة إلى ما سبق فقد ورد في حق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أدلة من القرآن الكريم أنه لا يفعل المكروه، وكل ما يفعله وحي من الله تعالى فرضا كان أو مندوبا أو مباحا، قال تعالى: ( إن أتبع إلا ما يوحى إلي ). (الأنعام 50) وقال سبحانه: ( قل إنما أتبع ما يوحى إلي من ربي ). (الأعراف203) ورسولنا محمد صلى الله عليه وسلم قدوة للمسلمين، قال تعالى: ( وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ). (الحشر7) وقال سبحانه: ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ). (آل عمران31) ما ورد من فعل وقول للرسول صلى الله عليه وسلم كله تشريع من الله تعالى جاء به الوحي، وهو امتثال لأمر الله جل في علاه، ولذلك فلا تكون أفعاله صلى الله عليه وسلم حراما ولا مكروها، ولكن يجوز أن تكون خلاف الأولى. ومعنى خلاف الأولى أن يكون هناك أمر مباح، ولكن بعض أعماله أولى من بعضها، أو أن يكون هناك أمر مندوب ولكن بعض أعماله أولى من بعضها. أمثلة على خلاف الأولى: 1. المثال الأول: في غزوة بدر عاتب الله نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم على ما حصل فيها من قبول أخذ الأسرى قبل الإثخان. قائلا: ( ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض تريدون عرض الدنيا والله يريد الآخرة والله عزيز حكيم ). (الأنفال67) بين الله تعالى أنه ما ينبغي للنبي محمد صلى الله عليه وسلم أن يأخذ أسرى حتى يثخن، والإثخان هو القتل والتخويف الشديد، فهي عتاب على تطبيقه الحكم على وجه هو خلاف الأولى، أي الأولى أن يكون القتل في معركة بدر أكثر حتى يكون الإثخان أبرز. وبما أن حكم الأسرى والإثخان نزل أولا في سورة محمد صلى الله عليه وسلم: ( فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق فإما منا بعد وإما فداء حتى تضع الحرب أوزارها ). (محمد4) فإن آية الأنفال جاءت تعاتب على فعل خلاف الأولى، وهو مخالفة حكم سبق تشريعه وهو جواز أخذ الأسرى بعد الإثخان، والرسول صلى الله عليه وسلم أسر قبل الإثخان، فعاتبه الله؛ لأن الأولى أن يكون القتل أكثر حتى يكون الإثخان أبرز. 2. المثال الثاني: قال تعالى: ( عبس وتولى * أن جاءه الأعمى * وما يدريك لعله يزكى * أو يذكر فتنفعه الذكرى ). الرسول صلى الله عليه وسلم مأمور بتبليغ الدعوة للناس جميعا، وبتعليم المسلمين الإسلام. وكلا الأمرين للرسول صلى الله عليه وسلم أن يقوم به في كل وقت. وعبد الله بن أم مكتوم أسلم وتعلم الإسلام. وقد أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده صناديد قريش، عتبة وشيبة ابنا ربيعة وأبو جهل بن هشام والعباس بن عبد المطلب وأمية بن خلف والوليد ابن المغيرة يدعوهم إلى الإسلام رجاء أن يسلم بإسلامهم غيرهم، فقال ابن أم مكتوم للنبي صلى الله عليه وسلم وهو في هذه الحالة يا رسول الله, أقرئني وعلمني مما علمك الله، وكرر ذلك وهو لا يعلم تشاغله بالقوم، فكره رسول الله صلى الله عليه وسلم قطعه لكلامه وعبس وأعرض عنه, فنزلت هذه السورة تعاتب الرسول صلى الله عليه وسلم على فعله خلاف الأولى, فالرسول صلى الله عليه وسلم مأمور بالتبليغ ومأمور بتعليم الإسلام، فقام بالتبليغ وأعرض عن تعليم من طلب التعليم لانشغاله بالتبليغ. وكان الأولى أن يعلم ابن أم مكتوم ما سأله لعله يتطهر من الذنوب بالعمل الصالح بسبب ما يتعلمه من النبي صلى الله عليه وسلم، ولكنه لم يفعل؛ فعاتبه الله على ذلك، إذ كان إعراضه عليه السلام عن ابن أم مكتوم خلاف الأولى، فعاتبه الله على قيامه بما هو خلاف الأولى. محمد صلى الله عليه وسلم من أولي العزم من الرسل: فضل الله سبحانه بعض الرسل على بعض؛ لأنهم صبروا وتحملوا الإيذاء والتكذيب في سبيل الدعوة إلى الله والجهاد في سبيله أكثر من غيرهم، وهؤلاء سماهم الله عز وجل أولي العزم من الرسل وهم: محمد، ونوح، وإبراهيم، وموسى، وعيسى صلوات الله وسلامه عليهم، يقول تعالى: ( فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ) (الأحقاف35) ويقول عز من قائل: ( وإذ أخذنا من النبيين ميثاقهم ومنك ومن نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ابن مريم وأخذنا منهم ميثاقا غليظا ). (الأحزاب 7) ومن الميزات التي تميز بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن غيره من الرسل عليهم السلام: 1. أن الأنبياء السابقين بشروا به صلى الله عليه وسلم، ودعوا الناس إلى اتباعه. ومن هؤلاء عيسى عليه السلام الذي قال الله تعالى في حقه: ( وإذ قال عيسى ابن مريم يا بني إسرائيل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا هذا سحر مبين ). (الصف 6) 2. أنه صلى الله عليه وسلم بعث إلى الناس كافة، بخلاف غيره من الرسل والأنبياء، الذين كان كل واحد منهم يبعث إلى قومه خاصة. ( وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون ). (سبأ 28) 3. أن الله تعالى أيده صلى الله عليه وسلم بمعجزة خالدة هي القرآن الكريم، بينما كانت معجزات الرسل خاصة بأزمانهم وأقوامهم. 4. أنه خاتم الأنبياء والمرسلين فلا نبي بعده صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: ( ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين ). (الأحزاب40) أيها المؤمنون: نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 28 من رمــضان 1433 الموافق 2012/08/16م http://www.hizb-ut-t...nts/entry_19339 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر August 17, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر August 17, 2012 بسم الله الرحمن الرحيم معالم الإيمان المستنير معجزات الأنبياء والرسل أيها المؤمنون : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد : أيد الله سبحانه أنبياءه بمعجزات، وهي أمور خارقة لقوانين الحياة الدنيا؛ ليثبت صدق نبوتهم. وغالبا ما تكون المعجزة من جنس ما برع فيه قوم النبي. فقوم موسى برعوا في السحر فجعل الله موسى عليه السلام يلقي عصاه فتتحول إلى ثعبان مبين، وقوم عيسى برعوا في الطب فداوى عيسى عليه السلام الأبرص والأعمى وأحيا الموتى بإذن الله، وبرع العرب في البلاغة والفصاحة والشعر فأنزل الله إليهم القرآن، فكان معجزة لهم عجزوا أن يأتوا بسورة من مثله. ومن معجزات الأنبياء : أولا : معجزة إبراهيم عليه السلام : كان إبراهيم عليه السلام لا يقر قومه على ما يفعلونه، فقد كانوا يعبدون الأصنام التي لا تضر ولا تنفع. ذهب إبراهيم عليه السلام يوما دون أن يراه أحد وحطم الأصنام التي كانوا يعبدونها من دون الله. فلما علم قومه أن إبراهيم عليه السلام هو الذي فعل ذلك أوقدوا له نارا وألقوه فيها، لكن النار لم تحرقه، ولم تؤثر فيه؛ لأن الله سبحانه أمرها ألا تحرق إبراهيم عليه السلام وسلبها خاصية الإحراق، وجعلها بردا وسلاما عليه، قال تعالى: ( قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين * قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم * وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين ). (الأنبياء68-70). ثانيا : معجزة صالح عليه السلام : أرسل الله سبحانه صالحا عليه السلام إلى قومه يدعوهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، فطلبوا دليلا على صدق ما جاء به، فأيده الله بمعجزة الناقة، حيث أخرج لهم من بين الصخور ناقة ضخمة، فآمن البعض، وظل الأكثرون على كفرهم وعنادهم، وعزموا على قتل الناقة، فحذرهم نبي الله صالح عليه السلام من أن يمسوها بسوء؛ فيحل عليهم عذاب الله، قال تعالى: ( وإلى ثمود أخاهم صالحا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره قد جاءتكم بينة من ربكم هذه ناقة الله لكم آية فذروها تأكل في أرض الله ولا تمسوها بسوء فيأخذكم عذاب أليم ). (الأعراف73) ثالثا : معجزات موسى:عليه السلام : أيد الله تعالى موسى عليه السلام بمعجزات كثيرة، منها العصا قال تعالى: ( وما تلك بيمينك يا موسى * قال هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى * قال ألقها يا موسى * فألقاها فإذا هي حية تسعى ). (طه17-20). فبالعصا هزم موسى عليه السلام سحرة فرعون بإذن الله، وبالعصا خرج الماء من الحجر بإذن الله، وبالعصا تحول البحر إلى طريق يابسة لينجي الله المؤمنين من بني إسرائيل، ويغرق فرعون وجنوده الكافرين. رابعا : معجزات عيسى عليه السلام : معجزة عيسى عليه السلام كانت علاج الأبرص والأعمى، وإحياء الموتى بإذن الله، وكان يعمل تماثيل من الطين كالطيور، ثم ينفخ فيها فتكون طيرا بإذن الله. قال تعالى: ( ورسولا إلى بني إسرائيل أني قد جئتكم بآية من ربكم أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله وأبرئ الأكمه والأبرص وأحيي الموتى بإذن الله وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم إن في ذلك لآية لكم إن كنتم مؤمنين ). (آل عمران49) والأكمه: هو الذي ولد أعمى وقد يطلق على من فقد بصره. والكمه: هو العمى. والأبرص: هو من أصيب بمرض البرص، وهو مرض يصيب الجلد. أيها المؤمنون : نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 29 من رمــضان 1433 الموافق 2012/08/17م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_19362 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر August 18, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر August 18, 2012 بسم الله الرحمن الرحيم معالم الإيمان الستنير المعلم الثاني عشر: من أسماء الله الحسنى (ح1) الله أيها المؤمنون: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: أخبرنا الله سبحانه وتعالى بأن له الأسماء الحسنى، وأمرنا بالدعاء بها، قال تعالى: (ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه سيجزون ما كانوا يعملون). (الأعراف180) وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن لله تسعة وتسعين اسما مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة". ومعنى أحصاها: أي حفظها. (رواه البخاري 6843) وإحصاء هذه الأسماء يقع بالقول, ويقع بالعمل، فالذي يحصل بالعمل: أن لله أسماء يختص بها كالأحد, والمتعال والقدير ونحوها، فيجب الإقرار بها والخضوع عندها، وله أسماء يستحب الاقتداء بها في معانيها: كالرحيم والكريم والعفو ونحوها، فيستحب للعبد أن يتحلى بمعانيها ليؤدي حق العمل بها, فبهذا يحصل الإحصاء العملي. وأما الإحصاء بالقول: فيحصل بجمعها وحفظها والسؤال أي الدعاء بها. وفي هذه الحلقة والحلقات التي تليها سنتعرف على بعض أسماء الله الحسنى منها: أولا: لفظ الجلالة (الله) الله هو الاسم الأعظم الذي حوى جميع كمالات صفاته، والذي ليس لله فيه شريك في نفس الاسم. كلمة (إله) تعني: معبود، وهي اسم مشتق من الفعل: أله، فكل ما اتخذه الناس معبودا يطلق عليه (إله). فمن الناس من اتخذ الشمس إهاا، أي: معبودا، ومنهم من اتخذ النار إهان، ومنهم من اتخذ البقر إهاس. وكلمة (إله) قد تطلق ويراد بها أي معبود، كما في قوله تعالى: (لقد أرسلنا نوحا إلى قومه فقال يا قوم اعبدوا الله ما لكم من إله غيره إني أخاف عليكم عذاب يوم عظيم). (الأعراف59) وقد تطلق كلمة (إله) ويراد بها: الحق عز وجل، كما في قوله تعالى: (أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب). (ص5) أما لفظ الجلالة (الله) قيل: إنه اسم مشتق من الفعل (أله)، وأنه هو نفسه الاسم المشتق من (إله) ودخلت عليه الألف واللام وحذفت الهمزة للتخفيف، وقيل: إنه غير مشتق، وإنما أطلقه الله عز وجل للدلالة على ذاته العلية. وسواء أكان لفظ الجلالة (الله) مشتقا أم غير مشتق، فإنه علم على واجب الوجود، أي على الحق تبارك وتعالى بذاته وأسمائه وصفاته دون سواه من المعبودات الباطلة. والعلم إذا أطلق وأريد به مسمى معينا فإنه ينحل عن معناه الأصلي، ويصبح علما على مسماه الجديد. ميزات لفظ الجلالة (الله) أولا: ورد لفظ الجلالة (الله) في القرآن الكريم (2698) ألفين وستمئة وثمان وتسعين مرة، ولم يرد خلالها هذا اللفظ إلا للدلالة على ذات الحق جل وعلا، ولم يستخدم للدلالة على أي معبود آخر من المعبودات الباطلة مثل: الشمس أو النار أو عيسى بن مريم. ثانيا: كما أن الله تبارك وتعالى لم يستخدم لفظ الجلالة وصفا من الأوصاف مثل سائر الأسماء، وإنما استخدمه ليدل عليه بذاته وعلى أسمائه الأخرى وعلى صفاته دلالة العلم. فإذا أراد أن يصف نفسه بوصف معين، أو ينسب إلى نفسه فعلا معينا، أتى بلفظ الجلالة (الله) علما عليه جل وعلا، ثم ألحقه بالوصف أو الفعل الذي يريد، كما في قوله تعالى: (والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم). (البقرة 105) المسلم يبدأ باسم الله: والمسلم مطالب بأن يبدأ كل عمل باسم الله. وهو حين يبدأ كل شيء باسم الله، فإنه يجعل الله في جانبه يعينه. وهو حين يبدأ عملا يحتاج إلى قدرة الله, وإلى قوته وإلى عونه وإلى رحمته، فهو يقول باسم الله القوي، وباسم الله الرزاق، وباسم الله المجيب، وباسم الله القادر، وباسم الله النافع. وقد وجه الله سبحانه وتعالى نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم في بداية تكليفه بحمل رسالة الإسلام, بل في أول آية من آيات القرآن الكريم نزلت عليه, وجهه بهذا التوجيه الرباني, فأمره بأن يبدأ قراءته باسم الله تعالى, فقال جل من قائل: (اقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان ما لم يعلم). (العلق 5) كما وجهنا رسولنا صلى الله عليه وسلم بهذا التوجيه الكريم, روى الإمام أحمد في مسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كل كلام، أو أمر ذي بال لا يفتح بذكر الله، فهو أبتر، أو قال: أقطع". فإذا كنت تريد أيها المسلم عطاء الله في الدنيا والآخرة، أقبل على كل عمل باسم الله. قبل أن تأكل قل: بسم الله، لأنه هو الذي خلق لك هذا الطعام ورزقك به. وعندما تدخل قاعة الامتحان قل: باسم الله فيعينك على النجاح. وفي كل عمل تفعله ابدأه بسم الله؛ لأنك حين تذكر اسم الله تتذكر صلتك به سبحانه, فهو وحده خالقك وأنت عبد من عباده, يجب عليك طاعته, لتنال جنته, وتنجو من عذابه, وتتذكر عظمته؛ فتمتنع عن القيام بأي عمل يغضب وجه الله سبحانه وتعالى. المسلم يحمد الله تعالى وكما يبدأ المسلم كل عمل بقوله: بسم الله الرحمن الرحيم، كذلك ينبغي عليه أيضا أن يحمد الله عز وجل؛ لأنه تبارك وتعالى محمود لذاته ومحمود لصفاته، ومحمود لأفعاله، ومحمود لنعمه الكثيرة وأعظمها الإسلام، بل الله محمود قبل أن يخلق من يحمده. والإنسان يقول "الحمد لله"؛ لأن موجبات الحمد وهي النعم موجودة في الكون وتسخيره لخدمة الإنسان قبل خلقه. وعلمنا الله النطق بحمده في أعظم سورة: (الحمد لله رب العالمين). (الفاتحة2) ومن رحمة الله سبحانه وتعالى أنه جعل الشكر له في هاتين الكلمتين "الحمد لله" وجعلهما يسيرتين على المتعلم وغير المتعلم. وعندما نقول: "الحمد لله" فنحن نعبر عن انفعالات متعددة تأتي بعد أن استقرت في القلب، وهي في مجموعها تحمل العبودية والثناء والشكر والعرفان لله سبحانه وتعالى. فنحمد الله على نعمة الخلق، والإحياء بعد النوم، وعلى ما سخر لنا في هذا الكون من زرع وماء وهواء وشمس، ونحمده على نعمة الإسلام وكفى بها نعمة. نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 30 من رمــضان 1433 الموافق 2012/08/18م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_19399 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر August 19, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر August 19, 2012 بسم الله الرحمن الرحيم معالم الإيمان المستنير من أسماء الله الحسنى الرحمن الرحيم - ج1 أيها المؤمنون : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد : الرحمن : اسم من أسماء الله الحسنى، وهو مشتق من الفعل (رحم)، والرحمة في اللغة: هي الرقة والتعطف والشفقة، وتراحم القوم أي رحم بعضهم بعضا، والرحم القرابة. وهو اسم مختص بالله تعالى لا يجوز أن يسمى به غيره، فقد قال عز وجل: ( قل ادعوا اللـه أو ادعوا الرحمـن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى ). (الإسراء110) معادلا بذلك اسمه الرحمن بلفظ الجلالة "الله" الذي لا يشاركه فيه أحد، ورحمن على وزن فعلان, وهي صيغة مبالغة تدل على الكثرة والزيادة في الصفة. فالله تعالى هو الرحمن أي كثير الرحمة! قال تعالى: ( قال رب احكم بالحق وربنا الرحمـن المستعان على ما تصفون ). (الأنبياء112). الرحيم : اسم من أسماء الله الحسنى، وهو مشتق أيضا من الفعل (رحم). والرحمن الرحيم من صيغ المبالغة، يقال: راحم ورحمن ورحيم. فإذا قيل: راحم فهذا يعني أن فيه صفة الرحمة، وإذا قيل: رحمن, تكون ثمة مبالغة في صفة الرحمة، وإذا قيل: رحيم, فهي أيضا مبالغة في الصفة أيضا. والله سبحانه وتعالى رحمن الدنيا ورحيم الآخرة. رحمن الدنيا لكثرة عدد الذين تشملهم رحمته فيها، فرحمة الله في الدنيا تشمل المؤمن والعاصي والكافر، يعطيهم الله مقومات حياتهم ولا يؤاخذهم بذنوبهم، يرزق من آمن به ومن لم يؤمن به، ويعفو عن كثير. إلا أن الرحمة يخص الله منها المؤمنين بنصيب متميز، فهي قريبة منهم، فينجيهم من كروب الدنيا ويبعثهم يوم القيامة، يوم الفزع الأكبر آمنين، قال تعالى: ( إن رحمت اللـه قريب من المحسنين ). (الأعراف56) ولأن طاعة الله سبحانه تستجلب رحمته قال تعالى: ( وأطيعوا اللـه والرسول لعلكم ترحمون ). (آل عمران132) واستخدام صيغة المبالغة الرحمن فهو لكثرة عدد الذين تنطبق عليهم رحمانيته تعالى. ولكن الأمر في الآخرة مختلف، فالله رحيم بالمؤمنين فقط، والكفار والمشركون مطرودون من رحمة الله سبحانه. فكما شمل الله المؤمنين في الدنيا باسمه الرحمن فإنه سوف يشملهم في الآخرة باسمه الرحيم فيغفر لهم خطاياهم ويرحمهم ويدخلهم جنته برحمته، وفي ذلك يقول تعالى: ( فأما الذين آمنوا باللـه واعتصموا به فسيدخلهم في رحمة منه وفضل ويهديهم إليه صراطا مستقيما ). (النساء175) الذين تشملهم رحمة الله في الآخرة أقل عددا من الذين تشملهم رحمته في الدنيا. فمن أين تأتي المبالغة في الرحمة في الآخرة؟ والجواب: تأتي المبالغة بكثرة النعم وخلودها، فنعم الله في الآخرة أكبر كثيرا منها في الدنيا، وهي خالدة. وكأن المبالغة في الدنيا بعمومية العطاء، والمبالغة في الآخرة بخصوصية العطاء وكثرة النعم والخلود فيها. والرحمة الإلهية تشمل في ثناياها العديد من الصفات، فمن رحمة الله تبارك وتعالى أنه الغفار، الوهاب، الرزاق، الشكور، الكريم، الواجد، التواب، العفو، الهادي. ورحمة الله جل وعلا تغمر المخلوقات جميعا منذ أن خلقها وإلى أن يرث الأرض ومن عليها. وإذا تأملنا الكون المحيط بنا تجلت لنا رحمة الله عز وجل في كل صغيرة وكبيرة. أيها المؤمنون : نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكمودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. نشكركم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 01 من شوال 1433 الموافق 2012/08/19م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_19415 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر August 20, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر August 20, 2012 بسم الله الرحمن الرحيم معالم الإيمان المستنير من أسماء الله الحسنى الرحمن الرحيم ج2 أيها المؤمنون: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: من رحمة الله بنا في الدنيا أنه وفر لنا كل مقومات الحياة على الأرض من قبل أن يخلقنا. فالشمس تحافظ على بعد ثابت من الأرض، وهذا البعد الثابت يضمن لنا قدرا ثابتا من الحرارة، لا يزيد فتقتلنا الحرارة، ولا ينقص فتقتلنا البرودة. والهواء يحيط بنا ويحوي الأوكسجين اللازم لعملية التنفس وأكسدة المواد الغذائية كي تنطلق الطاقة التي تكفل للجسم القيام بوظائفه، والماء الذي يمثل معظم مساحة الكرة الأرضية بما له من وظائف غير محصورة في جسم الإنسان، هذا فضلا عن استخدامه في الطهارة التي تقي الإنسان شر الأمراض والآفات. ومن رحمته عز وجل أنه جعل في الهواء من الخاصية ما يمكنه من حمل الطيور والطائرات. وجعل في الماء من الخاصية ما يمكنه من حمل السفن العملاقة التي تحمل الناس وبضائعهم إلى أماكن بعيدة. قال تعالى: (ومن آياته الجوار في البحر كالأعلام * إن يشأ يسكن الريح فيظللن رواكد على ظهره إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور). (الشورى33) ومن رحمة الله عز وجل بعباده أنه خلق لهم من الأنعام ما ينتفعون بها في أكلهم وشربهم, ولباسهم وحلهم وترحالهم وحمل أثقالهم إلى بلاد لم يكونوا بالغيها إلا بشق الأنفس. قال تعالى: (والأنعام خلقها لكم فيها دفء ومنافع ومنها تأكلون * ولكم فيها جمال حين تريحون وحين تسرحون * وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه إلا بشق الأنفس إن ربكم لرءوف رحيم). (النحل7) ومن رحمته سبحانه أنه وضع في الكون عناصر ومواد، تستخدم في هذا العصر. كالموجات الكهرومغناطيسية في الاتصالات، والبترول في الطاقة، واليورانيوم المستخدم في توليد الكهرباء، وصناعة القنابل النووية، وغيرها كثير. ومن رحمته أنه جعل لنا الليل سكنا لنجد فيه الراحة والسكينة بعد عناء العمل، وجعل لنا النهار للسعي واكتساب القوت، فقال عز وجل: (ومن رحمته جعل لكم الليل والنهار لتسكنوا فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون). (القصص73) ومن رحمته أنه أرسل الرسل بالرسالات إلى الناس كافة ليخرجهم من الظلمات إلى النور، وأرسل رسوله محمدا عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم خاتم الأنبياء والمرسلين بالهدى ودين الحق ليكون رحمة للعالمين، فقال تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين). (الأنبياء107) وقال: (وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه واتقوا لعلكم ترحمون). (الأنعام155) والقرآن الكريم هو الرحمة العظمى التي جاد بها الله عز وجل على بني آدم. وهو الذي أخرج المؤمنين من ظلمات الجهل إلى نور الإيمان، ونقلهم من العقائد الواهية التي بنيت على الوهم والظن إلى عقيدة قويمة بنيت على اليقين الذي لا يقبل الشك. فمن آمن بالقرآن الكريم واتبع أوامره وانتهى عن نواهيه كان له نورا وشفاء ورحمة، وفي ذلك يقول تبارك وتعالى: (وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين). (الإسراء82) وقال تعالى: (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين). (النحل89) ومن رحمته تبارك وتعالى أنه جعل لأمة محمد صلى الله عليه وسلم في قلب رسولهم رأفة ورحمة بهم، فقال جل وعلا: (لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم). (التوبة128) والله تبارك وتعالى واحد أحد متعدد الصفات، ولكل صفة مجال للعمل، فهو رحمن رحيم وهو في الوقت نفسه شديد الانتقام, وشديد العقاب, وشديد العذاب. فصفة الرحمة لها موجبات، فإذا تحققت موجباتها حلت الرحمة. وصفة الانتقام لها موجبات، فإذا تحققت موجباتها حل الانتقام. ولا تعارض بين هذا وذاك. نسأل الله تعالى موجبات رحمته, ونعوذ بالله من موجبات نقمته وعذابه آمين. أيها المؤمنون: نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. نشكركم على حسن استماعكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 02 من شوال 1433 الموافق 2012/08/20م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_19434 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر August 23, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر August 23, 2012 بسم الله الرحمن الرحيم معالم الإيمان المستنير المعلم الثاني عشر: من أسماء الله الحسنى (ح4) الملك أيها المؤمنون: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: الملك: اسم من أسماء الله الحسنى. يقال في اللغة: ملك الشيء أي حازه وانفرد باستعماله والانتفاع به أو التصرف فيه. والله الملك يعني أنه ذو الملك وصاحب التصرف فيما يملك بجميع الوجوه ما علمناه منها وما لم نعلم. وحين يملك الإنسان شيئا يقال له: مالك، ولكن ملكه محدود بحدود ما ملكه من أشياء. وقد يستخدم الاسم (ملك) مع الإنسان، ولكنه يأتي دائما مضافا، كأن نقول: ملك العجم. وتعد ملكية الإنسان ملكية رمزية، أما ملكية الله جل وعلا فهي ملكية حقيقية. والله تبارك وتعالى يملك مخلوقاته ولا يشاركه في هذه الملكية أحد وفي ذلك يقول سبحانه وتعالى: (ولله ملك السماوات والأرض وما بينهما وإليه المصير). (المائدة18) من آثار ملك الله لكونه: أنه يملك أن يضيف إلى كونه ما ليس فيه، يقول الله جل وعلا: (الحمد لله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن الله على كل شيء قدير). (فاطر1) وأنه يملك أيضا استبدال هذا الكون أو بعضا منه بخلق جديد، كما قال تعالى: ]إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد[. (فاطر16) وأن مرجع كل شيء إليه، فكما كانت البداية منه, فإن النهاية تكون لديه. قال عز من قائل: (له ملك السماوات والأرض وإلى الله ترجع الأمور). (الحديد5) وأنه مالك يوم الدين. كما قال سبحانه وتعالى: (مالك يوم الدين). (الفاتحة4) وقال: (لمن الملك اليوم لله الواحد القهار). (غافر:16). وأنه سبحانه وتعالى منفرد بالملك، بلا شريك ينازعه في ملكه وربوبيته وألوهيته في الدنيا والآخرة، كما قال جل وعلا: (وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن له شريك في الملك ولم يكن له ولي من الذل وكبره تكبيرا). (الإسراء111) وإذا كان الحق تبارك وتعالى هو الملك في الدنيا والآخرة، فهو إذن وحده وبلا شريك الذي يملك النفع والضر، وفي ذلك يقول عز وجل: (قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا والله هو السميع العليم). (المائدة 76) وما دام النفع والضر بيد الله تعالى ينبغي علينا أن نتوجه إليه وحده بالدعاء في كل صغيرة وكبيرة، ودون أن نشرك معه غيره، مع الثقة أن كل شيء منه؛ لأن الدعاء لغيره دعاء لمن لا يملك ضرا ولا نفعا، ولا عزا ولا ذلا، يقول الله تعالى: (قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير). (آل عمران26) الله سبحانه وتعالى هو الملك، الآمر الناهي في ملكه، المعز المذل، الذي يقلب شؤون عباده ويصرفها كيف يشاء، والإقرار له جل وعلا بالملك في الدنيا والآخرة والانفراد بهذا الملك فرض على المسلم. وقد التزم المصطفى صلى الله عليه وسلم بهذا الفرض، فكان عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يقول دوما صباحا ومساء: "أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له". وفي الصباح يقول: "أصبحنا وأصبح الملك لله". (رواه مسلم7083) وكان يقول: "أمسينا وأمسى الملك لله والحمد لله لا إله إلا الله وحده لا شريك له اللهم إني أسألك من خير هذه الليلة وخير ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم وسوء الكبر وفتنة الدنيا وعذاب القبر". (رواه مسلم7084) الملك من الناس هو الذي يستغني عن كل شيء سوى الله تعالى، وتلك رتبة الأنبياء عليهم السلام، وقد قال أحد المتعلمين لشيخه: أوصني. فقال له: كن ملكا في الدنيا وملكا في الآخرة. فقال: وكيف؟ قال الشيخ: اقطع طمعك وشهوتك عن الدنيا تكن ملكا في الدنيا والآخرة. أيها المؤمنون: نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته 05 من شوال 1433 الموافق 2012/08/23م http://www.hizb-ut-t...nts/entry_19469 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر August 24, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر August 24, 2012 بسم الله الرحمن الرحيم معالم الإيمان المستنير من أسماء الله الحسنى القدوس - ح5 أيها المؤمنون : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد : القدوس : اسم من أسماء الله الحسنى. وهو يعني المطهر. وتقدس في اللغة يعني تطهر، ومنها التقديس أي التطهير، والقدس, والقدس: بسكون الدال وضمها تعني الطهر. ومنها سمي جبريل عليه السلام روح القدس. والقداسة تعني الطهر والبركة. وقدس الرجل الله أي طهر نفسه بعبادته وطاعته، وعظمه وكبره، ومنها قول الملائكة لله تعالى: ( قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون ). (البقرة30) ومن المعلوم أن مفهوم الطهارة الإلهية يختلف عن مفهوم الطهارة البشرية. فالطهارة البشرية لها أكثر من معنى، منها: الطهارة من الدنس، ومن كل ما يكون سببا للإصابة بالآفات والأمراض، كما في قوله تعالى: ( وينزل عليكم من السماء ماء ليطهركم به ). (الأنفال11) ومنها أيضا الطهارة من الآفات القلبية والنفسية كالحقد والحسد والبغض والبخل، قال تعالى: ( خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم ). (التوبة103) ومنها الطهارة من المعاصي، قال تعالى: ( فما كان جواب قومه إلا أن قالوا أخرجوا آل لوط من قريتكم إنهم أناس يتطهرون ). (النمل56). مفهوم قداسة الله : لا يمكن أن تكون القداسة أو الطهارة الإلهية بالمعنى البشري، بل إنها تختلف اختلافا مطلقا عن الطهارة البشرية. ولكي نفهم هذا الاختلاف ينبغي أن ندرك أن النجاسة الحقيقية كالبول والبراز وغيره مرتبطة بالبنية الجسدية للإنسان، فلولا الجسد لما كان هناك بول أو براز أو عرق أو دم الحيض. والله سبحانه ( ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ). (الشورى11) فهو مبرأ من جميع وجوه النجاسة والدنس التي تصيب البشر بسبب بنيتهم الجسدية. ومبرأ من النجاسة المعنوية كالكفر والشرك والمعصية، ومنتفية في حقه عز وجل؛ لأنه غير خاضع لتكليف حتى يوصف بهذه الأوصاف. معنى قداسة الله : فقداسة الله تعني أن الله جل وعلا مبرأ من كل عيب أو نقص يتعارض مع كماله المطلق. لأن الكمال المطلق للحق تبارك وتعالى يقتضي كمال صفاته العلية، وهذا يعني أن جميع صفات الله عز وجل مطلقة وليست نسبية. على سبيل المثال صفة القدرة، هذه الصفة نسبية لدى الإنسان بمعنى أنه يقدر على أشياء ولا يقدر على أخرى. بينما نجد صفة القدرة لدى الله جل وعلا مطلقة، بمعنى أنه سبحانه قادر على كل شيء، فلا يعجزه شيء، ولا يقف ضد إرادته شيء. والقدوس في هذا الصدد تعني أنه تبارك وتعالى مطهر عن النقص والعجز في الصفات. فجميع صفاته مطلقة. أي تبلغ منتهى الكمال في الوصف، فرحمته مطلقة, وعلمه مطلق، وحكمته مطلقة, وسمعه مطلق، وعزته مطلقة, وعدله مطلق، وهكذا شأن جميع صفاته تبارك وتعالى. أيها المؤمنون : نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 06 من شوال 1433 الموافق 2012/08/24م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_19479 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر August 26, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر August 26, 2012 بسم الله الرحمن الرحيم معالم الإيمان المستنير المعلم الثاني عشر: من أسماء الله الحسنى (ح6) المعز , المذل , الحي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: أسماء الله عز وجل تنقسم إلى قسمين: قسم له مقابل: وهي الأسماء الحسنى التي يكون عملها في مخلوقات الله عز وجل، ومنها المعز والمذل، والنافع والضار. فالحق سبحانه وتعالى يعز من خلقه من يشاء, ويذل من يشاء. وينفع من يشاء, ويضر من يشاء. وقسم ليس له مقابل: وهي أسماء ذات الله العلية الخاصة به. فمن أسمائه عز وجل (الحي)، بينما ليس من أسمائه (الميت). لأن اسمه (الحي) من أسماء ذاته. وأسماء الذات ليس لها مقابل. ومثل ذلك أيضا (العزيز) لا يصح أن نقول: إن من أسمائه (الذليل). والقدوس في هذا الصدد تعني المطهر عما يناقض أسماء ذاته العلية. فهو سبحانه وتعالى (الحي) المطهر عن الموت. (العزيز) المطهر عن الذل. (القادر) المطهر عن العجز. (الكريم) المطهر عن البخل. (العليم) المطهر عن الجهل. وهكذا شأن سائر أسماء ذاته الإلهية العلية. والله سبحانه وتعالى مطهر عن أن يكون له مثيل أو شبيه من مخلوقاته. سواء في الشكل أو في الصفات وتعالى الله عما يصفون علوا كبيرا. وكل ذلك مناقض لما قرره القرآن الكريم. ولتوضيح ذلك ينبغي أن نعلم أن صفات الحق تبارك وتعالى قسمان: القسم الأول خاص بالله سبحانه: وهو مجموعة الصفات الخاصة به, والتي لا توجد في أي من مخلوقاته بأي درجة من الدرجات. ومن هذه الصفات الوحدانية والخلق من العدم والإحياء والإماتة والبعث والأزلية، وأنه سبحانه وتعالى لا تأخذه سنة ولا نوم، وأنه سبحانه فعال لما يريد، وكونه سبحانه الأول والآخر. كل هذه الصفات خاصة بالحق جل وعلا ولا توجد لدى مخلوقاته مطلقا. وهذه الصفات لا يمكن أن نتصور فيها المماثلة بين الله عز وجل والإنسان لأنها غير موجودة لدى الإنسان. أما القسم الثاني فهو الصفات الموجودة لدى الله تعالى والإنسان: كالسمع والبصر والكلام والقدرة وغيرها من الصفات المشتركة. فهذه الصفات أيضا لا يمكن تصور المماثلة بين الله عز وجل والإنسان؛ لأن الاشتراك هنا اشتراك لفظي أو مجازي فقط, وليس اشتراكا أو مماثلة حقيقية. فعلى سبيل المثال: صفة السمع لدى الإنسان، نجد أن سمع الإنسان محدود في أمور لا يتعداها، أي يسمع أصواتا معينة، ولا يمكن أن يسمع أصواتا أخرى. والله سبحانه وتعالى هو الذي خلق الإنسان ومنحه السمع والبصر. فالله سبحانه وتعالى (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير). (الشورى11) وهو منزه ومطهر عن المثيل والشبيه والند والسمي والكفؤ والمضاد، فتباركت ربنا وتعاليت. نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 07 من شوال 1433 الموافق 2012/08/25م http://www.hizb-ut-t...nts/entry_19497 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر August 26, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر August 26, 2012 بسم الله الرحمن الرحيم معالم الإيمان المستنير من أسماء الله الحسنى المؤمن - ح7 أيها المؤمنون : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد : من أسماء الله الحسنى المؤمن: فما معنى الإيمان لغة وما معنى الإيمان شرعا؟ وما معنى "المؤمن" حين يكون اسما ووصفا لله تبارك وتعالى؟ أولا : معنى الإيمان لغة: يقال في اللغة: آمن به أي وثق به وصدقه، والمضارع يؤمن، والمصدر إيمان. وآمن بالشيء أي اعتقده حقيقة. وأمن بكسر الميم أي اطمأن ولم يخف. والإيمان وصف يوصف به الإنسان، فيقال: آمن فلان أو فلان مؤمن، وآمن بالله أي اعتقده حقيقة، فآمن بوجوده وبصفاته التي وصف بها نفسه في كتابه وعلى لسان نبيه صلى الله عليه وسلم في الحديث المتواتر. ثانيا : معنى الإيمان شرعا: والإيمان شرعا: التصديق الجازم المطابق للواقع عن دليل بكل ما دعانا الله عز وجل للإيمان به. وقد دعانا الله إلى الإيمان به وبملائكته. أي بوجودهم وبصفاتهم التي بينها لنا. ودعانا إلى الإيمان بالكتب السماوية التي أنزلها. والإيمان بالرسل الذين أرسلهم الله عز وجل. وفي ذلك يقول جل وعلا: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن باللـه وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير). (البقرة285). ثالثا : (المؤمن) حين يكون اسما ووصفا لله تبارك وتعالى : المؤمن : وصف من أوصاف الله عز وجل له معان متعددة، منها أنه تبارك وتعالى مؤمن بكل ما دعانا إلى الإيمان به. فهو مؤمن أنه موجود، ومؤمن بأنه موصوف بصفات الكمال المطلق، ومؤمن بأنه واحد أحد، ومؤمن أنه لا إله سواه، قال جل وعلا: ( شهد اللـه أنه لا إلـه إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إلـه إلا هو العزيز الحكيم ). (آل عمران18) والمؤمن: اسم سمى الله به نفسه قال تعالى: ( هو اللـه الذي لا إلـه إلا هو الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان اللـه عما يشركون ). (الحشر23) وهو سبحانه المؤمن؛ لأنه يؤمن عباده من كل خوف في الحياة الدنيا. كما قال سبحانه: ( فليعبدوا رب هـذا البيت * الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف ). (قريش4). وقال سبحانه: ( وعد اللـه الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا ومن كفر بعد ذلك فأولـئك هم الفاسقون ). (النور55) وقال سبحانه: ( وإذ قال إبراهيم رب اجعل هـذا البلد آمنا واجنبني وبني أن نعبد الأصنام ). (إبراهيم35) فاستجاب الله عز وجل لدعوة أبي الأنبياء إبراهيم فقال: ( إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين * فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ). (آل عمران97) والله تعالى هو المؤمن وهو سبحانه لا يؤمن عباده من مخاوف الدنيا فحسب، بل يؤمنهم من عذاب جهنم، ويبعثهم يوم القيامة من الفزع آمنين، إذا هم آمنوا به والتزموا بطاعته. ولقد كرر سبحانه الدعوة إلى الإيمان في كتابه العزيز منها قوله تعالى: ( فآمنوا باللـه ورسله وإن تؤمنوا وتتقوا فلكم أجر عظيم ). (آل عمران179). الله تعالى هو المؤمن الذي يكافئ بالأمن: وإذا استجاب الإنسان لهذه الدعوة إلى الإيمان والدعوة إلى النجاة يكون جزاؤه الأمن يوم الفزع الأكبر. كما قال عز وجل: ( من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون ). (النمل89) وقال: ( وما أموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولـئك لهم جزاء الضعف بما عملوا وهم في الغرفات آمنون ). (سبأ 37) وقال: ( وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم باللـه ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون* الذين آمنوا ولم يلبسوا إيمانهم بظلم أولـئك لهم الأمن وهم مهتدون ). (الأنعام82) وينعم الله على المؤمنين بنعمة الأمن الدائم في جنات الخلد. كما قال تعالى: ( يدعون فيها بكل فاكهة آمنين لا يذوقون فيها الموت إلا الموتة الأولىووقاهم عذاب الجحيم ). (الدخان 56) الله تعالى هو المؤمن: فالمسلم والمؤمن بالله ينبغي له بعد معرفة معنى هذا الاسم من أسماء الله الحسنى, أن يؤمن جانب الله، بل على كل خائف أن يلجأ إليه سبحانه في رفع الهلاك عن نفسه في دينه ودنياه. وإن أكثر العباد حظا باسم المؤمن من كان سببا لأمن الناس من عذاب الله بالهداية إلى طريق الله والإرشاد إلى سبيل النجاة. وكذلك من كان سببا لأمن جاره. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " لا يدخل الجنة من لا يأمن جاره بوائقه ". بوائقه أي شره. (مسلم181) ندعو الله المؤمن أن يهبنا الأمن والأمان في الدنيا، ويبعثنا آمنين من الفزع يوم القيامة. إنه سميع مجيب الدعاء. أيها المؤمنون : نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 08 من شوال 1433 الموافق 2012/08/26م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_19510 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر August 27, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر August 27, 2012 بسم الله الرحمن الرحيم معالم الإيمان المستنير المعلم الثاني عشر: من أسماء الله الحسنى (ح8) المهيمن أيها المؤمنون: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: من أسماء الله الحسنى "المهيمن": يقال في اللغة: هيمن على الشيء أي سيطر عليه، والمهيمن أي المسيطر، فالله سبحانه وتعالى مهيمن على كونه منذ خلقه. وهيمنته مستمرة إلى أن تقوم الساعة. ومن صور وآثار هيمنة الله على مخلوقاته أن كل شيء يحدث في الكون بأمر الله عز وجل ومشيئته، وأمره تعالى لا يقف دونه حائل، وهذا من مقتضيات الهيمنة، قال عز وجل: ( إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون ). (يس82) وقال: ( واللـه غالب على أمره ولـكن أكثر الناس لا يعلمون ). (يوسف21) ومن صور هيمنة الله سبحانه السفن العملاقة التي تجري في البحر تجري بأمره سبحانه. فهو الذي جعل من خاصية الماء أن تطفو على سطحه الأجسام الأقل كثافة منه، والأكبر كثافة أن تغوص، قال تعالى: ( اللـه الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون ) (الجاثية 12) الشمس والقمر وسائر الكواكب والنجوم كلها تدور في فلكها بنظام محكم دقيق بأمره عز وجل، قال تعالى: ( إن ربكم اللـه الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يغشي الليل النهار يطلبه حثيثا والشمس والقمر والنجوم مسخرات بأمره ألا له الخلق والأمر تبارك اللـه رب العالمين ). (الأعراف54) ومن هيمنة الله أنه جعل على الأرض ما يحفظ الحياة واستمرارها من غذاء وماء وهواء بشكل موزون، ومثال ذلك دورة الماء من مطر وبخار، ودورة الأكسجين المتبادلة بين البشر والحيوانات من جهة والنباتات من جهة أخرى. قال تعالى: ( والأرض مددناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل شيء موزون * وجعلنا لكم فيها معايش ومن لستم له برازقين ). (الحجر19) والله عز وجل لا يهيمن على الظواهر الكونية فحسب، بل تمتد هيمنته لتشمل الأحداث البشـرية، كلها تحدث بأمره، وفي ذلك قال تعالى: ( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على اللـه يسير ). (الحديد22) وقال: ( ما أصاب من مصيبة إلا بإذن اللـه ) (التغابن11) والله سبحانه وتعالى يعلم كل صغيرة وكبيرة في كونه. وهذا أمر بدهي؛ لأنه الخالق وكل ما يقع في الكون يقع بأمره. وقد أكد عز وجل هذه الحقيقة فقال: ( وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلا هو ويعلم ما في البر والبحر وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين ). (الأنعام59) وقال سبحانه: ( وما تكون في شأن وما تتلو منه من قرآن ولا تعملون من عمل إلا كنا عليكم شهودا إذ تفيضون فيه وما يعزب عن ربك من مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء ولا أصغر من ذلك ولا أكبر إلا في كتاب مبين ) (يونس61) ومن هيمنته سبحانه وتعالى أنه يتولى مخلوقاته بالرعاية والحفظ حتى تؤدي غاية الله من خلقها، وحتى يظل هذا الكون على ما هو عليه من ثبات ومن نظام محكم دقيق. ولو كان تبارك وتعالى ممن تأخذهم سنة أو نوم لاختل النظام الكوني وانتهى إلى الفناء والعدم، قال تعالى: ( اللـه لا إلـه إلا هو الحي القيوم لا تأخذه سنة ولا نوم له ما في السماوات وما في الأرض من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء وسع كرسيه السماوات والأرض ولا يئوده حفظهما وهو العلي العظيم ). (البقرة 255) الله القيوم: أي لا يحتاج إلى غيره في شيء، ولا يتعب فيلتمس الراحة في استرخاء أو نوم أو حتى غفوة. ومن هيمنته سبحانه وتعالى حفظ الله السماء وبني آدم من الشياطين، قال تعالى: ( ولقد جعلنا في السماء بروجا وزيناها للناظرين * وحفظناها من كل شيطان رجيم ) . (الحجر17) وقال: ( وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظة حتى إذا جاء أحدكم الموت توفته رسلنا وهم لا يفرطون * ثم ردوا إلى اللـه مولاهم الحق ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين ). (الأنعام62) ومن هيمنته تعالى انتهاء العالم واختلال نظام الكون يوم القيامة، ومن أهوال ذلك اليوم زلزلة الأرض وانشقاق السماء وانكدار النجوم واشتعال البحار. وتكون القلوب يوم القيامة واجفة مرعوبة، فندعوه سبحانه وتعالى المهيمن أن يهيمن على قلوبنا يوم الفزع الأكبر ويهبنا الثبات والسكينة والطمأنينة. إنه سميع مجيب الدعاء. أيها المؤمنون: نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. نشكركم على حسن استماعكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 09 من شوال 1433 الموافق 2012/08/27م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_19515 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر August 28, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر August 28, 2012 بسم الله الرحمن الرحيم معالم الإيمان المستنير من أسماء الله الحسنى الحكيم ج1 أيها المؤمنون: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: الحكيم: اسم من أسماء الله الحسنى، والحكيم: هو ذو الحكمة البالغة، وكمال العلم، وإحسان العمل. والحكيم: صيغة تعظيم لذي الحكمة، فيكون معنى قولنا: "الله الحكيم: أي العظيم في حكمته. وقيل: إن الحكمة هي العلم مع العمل والعدل، وقيل: إن الحكمة مجموعة معان من العدل والتنظيم والتقويم والعلم. قال تعالى: (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا وما يذكر إلا أولو الألباب). (البقرة 269) والحكمة تطلق في الأصل على قطعة الحديد التي توضع في فم الحصان لتلجمه حتى يتحكم فيه راكبه، ذلك أن الحصان حيوان مدلل شارد، يحتاج إلى ترويض، وقطعة الحديد التي توضع في فمه تعلمه كيف يكون محكوما من صاحبه. وكان الحصان معروفا في الجزيرة العربية، وكان رمزا للسرعة والخفة. وكأن إطلاق صفة "الحكيم" على الخالق إنما ليحكم المخلوقات، ويلجمها من السفه والطيش. ليصير الكون محكوما بالله الحكيم العليم الذي يضع لكل كائن إطاره وحدوده. من صور الحكيم العليم: علم الله آدم الأسماء كلها ولم يعلمها الملائكة؛ لأنهم غير مستخلفين في الأرض، وإنما أوجدهم الله لأجل مهمات أخر، أما الإنسان فقد علمه الله الأسماء، ومنحه الطاقة ليعمل بعقله وجهده، ويستكشف آيات الكون على قدر حاجته في العصر الذي يوجد فيه، ويطبق شرع الله في الأرض. شرع الله الأحكام لحكم يعلمها هو سبحانه، منها: أولا: شرع الله الصلاة لتنهى عن فعل ما حرم سبحانه، قال تعالى: ]وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر). (العنكبوت 45). والحكمة من الأحكام الشرعية يجب أن تأتي منصوصا عليها بنص شرعي، من القرآن أو من السنة, فالحكمة من الصلاة أنها تنهى عن الفحشاء والمنكر, وهذه الحكمة نص عليها القرآن, ويمكن أن تتحقق أو لا تتحقق, فالذي يصلي ويشرب الخمر مثلا لم تتحقق فيه الحكمة من الصلاة, فلم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر. ثانيا: وشرع الصوم لأجل التقوى، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون). (البقرة 183) ثالثا: وشرع قتال الكفار حتى لا يسلطوا على المؤمنين ويردوهم عن دينهم، وليكون الدين لله، قال تعالى: (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين للـه فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين). (البقرة 193) رابعا: وشرع الزواج لأجل غض البصر وحفظ الفرج، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا معشر الشباب من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر، وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء". (البخاري5121) خامسا: وقد خلق الله الناس ذكورا وإناثا، وجعلهم شعوبا وقبائل لأجل أن يتعارفوا، قال تعالى: (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند اللـه أتقاكم إن اللـه عليم خبير). (الحجرات 13) سادسا: والله تعالى يخلق قلة من الناس خلقا غير سوي، وهم أصحاب الحاجات الخاصة، ليلفت نظرنا إلى حسن وجمال خلقه، وليلفت نظر الغافلين عن نعم الله عليهم لوجودها فيهم, وفقدها في غيرهم، فساعة أن يرى مبصر مكفوفا يسير بعصا, يفطن إلى نعمة البصر التي وهبها الله له، ويحمده عليها. وهكذا تعرف نعمة الجمال بالقبح، ونعمة الصحة بالمرض. ولا يغفل الله عن صاحب العاهة أو العجز بل يعوضه شيئا آخر, سواء أكان ذلك بالعبقرية أو غيرها، فإن كان أعمى جعل الله له من العبقرية ما يهزم الإنسان السليم. سابعا: جعل الله العقوبات الحدود والتعزير والقصاص لردع المعتدين والفاسقين، وحفظا لأعراض الناس وأموالهم ودمائهم. فالقصاص جعله الله حياة للناس، قال تعالى: (ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون). (البقرة 179) ثامنا: التصوير في الأرحام، قال تعالى: (هو الذي يصوركم في الأرحام كيف يشاء لا إلـه إلا هو العزيز الحكيم). (آل عمران 6) الله لا إله إلا هو العزيز لا يغلبه أحد على أمره، فهو يخلق ما يشاء، والحكيم في كل أمر أراده، وفي ذلك تنبيه للناس أن لا يفصلوا الحدث عن حكمته. فالله يصور في الأرحام كيف يشاء من الصور المختلفة المتفاوتة، ويهيئ النفس التي خلقها ليجعلها تنسجم مع سنن الوجود كله. نحمد الله الحكيم الذي خلقنا في أحسن تقويم، وصورنا فأحسن التصوير، ونسأله أن يوفقنا لخدمة الإسلام والمسلمين. أيها المؤمنون : نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 10 من شوال 1433 الموافق 2012/08/28م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_19533 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر August 29, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر August 29, 2012 بسم الله الرحمن الرحيم المعلم الثاني عشر: من أسماء الله الحسنى (ح10) الحكيم ج2 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: الحكيم: اسم من أسماء الله الحسنى، وقد تحدثنا عنه في الحلقة السابقة, بقي أن نسأل: لقد ذكرت الحكمة في مواضع كثيرة في الكتاب والسنة... فما المقصود بالحكمة؟ وماذا تعني؟ والجواب: جاء ذكر الحكمة في القرآن الكريم في عدة مواضع، ولكل موضع تفسير، فمن معاني الحكمة في القرآن: أولا: الحكمة بمعنى السنة: فقد فسر كثير من المفسرين الحكمة الواردة في قوله تعالى: (ويعلمهم الكتاب والحكمة). (البقرة 129) بالسنة النبوية، ذكر ذلك ابن جرير الطبري وابن كثير والبيضاوي والشوكاني والبغوي وغيرهم، ومما يؤيد هذا التفسير ذكر الكتاب مقرونا بالحكمة في الآية الكريمة، والمراد بالكتاب القرآن. وهناك أقوال أخرى في الحكمة ذكرها ابن جرير بعد تصديره بتفسير الحكمة بالسنة، فقال: وقال بعضهم: الحكمة، هي المعرفة بالدين والفقه فيه، وقيل: الحكمة شيء يجعله الله في القلب ينور له به. قال أبو جعفر: والصواب من القول عندنا في الحكمة أنها العلم بأحكام الله والمعرفة بها، التي لا يدرك علمها إلا ببيان الرسول صلى الله عليه وسلم وما دل عليه ذلك من نظائره، وهو عندي مأخوذ من الحكم الذي بمعنى الفصل بين الحق والباطل، والحكمة بمنزلة الجلسة والقعدة من الجلوس والقعود، يقال: إن فلانا لحكيم بين الحكمة، يعني: إنه لبين الإصابة في القول والفعل. ثانيا: الحكمة بمعنى إصابة الحق بالعلم والعقل، أو هي وضع الشيء في موضعه، فهي في الرأي سداد، وفي القول صواب، وفي الفعل استقامة، والشخص الذي عنده هذه المعاني يكون موفقا وسعيدا في دنياه وأخراه، كما قال تعالى: (يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا). (البقرة 169) ومنهم الأنبياء ومن على شاكلتهم، كقوله سبحانه في لقمان: (ولقد آتينا لقمان الحكمة). (لقمان12) وهي المطلوبة في قوله تعالى: (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن). (النحل125) والله أعلم. أخرج البخاري في باب كتاب العلم, عن علي موقوفا: "حدثوا الناس بما يعرفون. أتحبون أن يكذب الله ورسوله؟!" وجاء في كتاب "كشف الخفاء ومزيل الإلباس عما اشتهر من الأحاديث على ألسنة الناس"للمفسر المحدث الشيخ إسماعيل بن محمد العجلوني الدمشقي الشافعي قال: "لا تضعوا الحكمة عند غير أهلها فتظلموها ولا تمنعوها أهلها فتظلموهم". رواه ابن عساكر عن ابن عباس أن عيسى ابن مريم قام في بني إسرائيل فقال: "يا معشر الحواريين, لا تحدثوا بالحكمة غير أهلها فتظلموها، والأمور ثلاثة: أمر تبين رشده فاتبعوه، وأمر تبين لكم غيه فاجتنبوه، وأمر اختلف عليكم فيه فذروا علمه إلى الله تعالى". وجاء في سنن ابن ماجة عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "طلب العلم فريضة على كل مسلم، وواضع العلم عند غير أهله كمقلد الخنازير الجوهر واللؤلؤ والذهب". نسأله سبحانه وتعالى أن يرزقنا الحكمة والسداد في الرأي, والإخلاص في القول والعمل والنية والاعتقاد إنه سميع مجيب الدعاء. نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. نشكركم على حسن استماعكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 11 من شوال 1433 الموافق 2012/08/29م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_19541 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر August 30, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر August 30, 2012 بسم الله الرحمن الرحيم معالم الإيمان المستنير المعلم الثاني عشر من أسماء الله الحسنى (ح11) البديع أيها المؤمنون: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: البديع: اسم من أسماء الله الحسنى، الله الخالق البديع في ذاته، ولا يماثله أحد في صفاته، ولا في حكم من أحكامه، أو أمر من أوامره. وهو البديع المطلق الذي أبدع الخلق من غير مثال سبق، وهو الذي أظهر عجائب صنعته وغرائب حكمته، يقال: هذا شيء بديع إذا كان ليس له مثيل، وفي اللغة بادع وبديع: أي أبدع الشيء، والله بديع السماوات والأرض أي مبتدعهما، وشيء بدع (بكسر الباء) أي مبتدع، ومنه قوله تعالى: ( قل ما كنت بدعا من الرسل ) (الأحقاف9)، أي: ما أنا بأول رسول جاء بالتوحيد، وذلك لأن البدع والبديع هو الذي لم يسبق له مثيل. وعندما نتأمل بديع خلق الله سبحانه نجد أنه يخلق كل خلقه بلا تماثل، فمنذ أن خلق الله آدم وحواء وإلى أن تقوم الساعة لن نجد إنسانا يشبه إنسانا آخر تماما، فهم مختلفون على كثرتهم التي لا تعد ولا تحصى، ولو جمعنا الناس جميعا فلن نجد واحدا يطابق الآخر في أصله أو صورته، إنها دقة الخلق والإبداع في الإبراز في صور متعددة. وبعد أن يموت الإنسان يعود ترابا مرة أخرى، ثم يأتي البعث ليجمعنا كما خلقنا أول مرة، وذلك دليل على أن الله هو القادر البديع. مقتضى الإيمان بالله البديع: وحينما يعلمنا الله سبحانه أنه بديع السماوات والأرض، وأن كل شيء له خاضع، فعلينا أن نقول بخشوع وإيمان: سبحان الله البديع، أي المنزه عن أن يكون له مثيل، وأن له الحمد وحده في الوجود كله في كل وقت وحين، قال تعالى: (فسبحان اللـه حين تمسون وحين تصبحون () وله الحمد في السماوات والأرض وعشيا وحين تظهرون). (الروم 18). من صور الله البديع: أولا: من صور البديع أن الله يخرج من الكائن الحي أشياء لا حياة فيها، ويحيي الأرض بالنبات بعد جفافها، ويبرز لنا الحق سبحانه قدرته المطلقة في قوله الكريم: ( يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون ). (الروم 19) ثانيا: ومن صور البديع أنه هو الذي خلق الإنسان من تراب، وجعل من التراب بشرا منتشرين في الأرض يعملون في الكون المسخر لهم، قال تعالى: ( ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون ). (الروم20) ثالثا: ومن صور البديع أنه هو الذي خلق للإنسان زوجا من نوعه، يتزوج الذكر الأنثى، وتتزوج الأنثى الذكر، على أساس من المودة والرحمة، قال تعالى: ( ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون ). (الروم21) رابعا: ومن صور البديع أنه هو الذي خلق السماوات والأرض، واختلاف ألوان البشر، وتباين ألسنتهم: أي لغاتهم، وفي ذلك من الآيات والدلائل ما ينتفع به أهل العلم والفهم، قال تعالى: ( ومن آياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم وألوانكم إن في ذلك لآيات للعالمين ) (الروم:22). من صفات بديع السماوات والأرض: أولا: أنه إذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون، قال تعالى: ( بديع السماوات والأرض وإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ). (البقرة 117) ثانيا: أنه غني عن الولد والصاحبة، فلا شريك له، وهو خلق كل شيء، وهو بكل شيء عليم، قال تعالى: ( بديع السماوات والأرض أنى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة وخلق كل شيء وهو بكل شيء عليم ). (الأنعام 101) ثالثا: أنه لا تدركه أبصار البشر وهو الذي يدركها، قال تعالى: ( لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار وهو اللطيف الخبير ). (الأنعام102) وإذا كنت ترى أيها الإنسان في نفسك عجائب كثيرة من خلق الله، وإذا كان العلم التشريحي، أو علم وظائف الأعضاء يعطينا كل يوم سرا في جسد الإنسان نتعجب له، فخلق السماوات والأرض أعجب من ذلك؛ لأنه أول إيجاد من عدم، وإيجاد بديع: قال تعالى: ( لخلق السماوات والأرض أكبر من خلق الناس ولـكن أكثر الناس لا يعلمون ). (غافر57) ففي كل يوم تكتشف كواكب ونجوم ومجرات جديدة، وهذه كلها زينة السماء الدنيا، وفي السماء ملايين المجموعات الشمسية، وكلما تقدم العلم رأينا أشياء لم نكن نراها، إنه خلق بديع في مسافات هائلة. أيها المؤمنون: نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 12 من شوال 1433 الموافق 2012/08/30م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_19553 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر August 30, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر August 30, 2012 . .. اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر August 31, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر August 31, 2012 بسم الله الرحمن الرحيم معالم الإيمان المستنير آثار الإيمان بأسماء الله الحسنى وصفاته ح12 أيها المؤمنون : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد : يتكرر ذكر أسماء الله الحسنى على مسامع المسلم مرات عديدة, مما يرسخ معانيها في نفسه، فيزيد إيمانه بالله ومعرفته بصفاته, ويتغير سلوكه بما يناسبها ويتجاوب معها. من آثار الإيمان بأسماء الله : ولتسهيل الوصول إلى هذه الآثار، فقد قسمنا أسماء الله إلى مجموعات بحسب أثرها المرتقب في توجيه سلوك المسلم : أولا : مجموعة تضم أسماء الله الحسنى التي تشتمل على معاني القدرة والجبروت والملك والتدبير والخلق. مثل: القادر، القاهر، الملك، الجبار، المتكبر، العزيز، المهيمن، الخالق، المصور، الرزاق. وهذه الأسماء تثير في النفس الإحساس بعظمة الله واستحقاقه للطاعة والعبودية. ثانيا : مجموعة تضم أسماء الله الحسنى التي تحمل معاني العلم ومراقبة أفعال العباد مثل: العليم، الرقيب، الحفيظ، السميع، البصير، الخبير، الشهيد؛ فهذه الأسماء توحي بانكشاف أحوال العباد الظاهرة والباطنة لعلم الله، فتقوى بها مراقبة النفس لما يصدر عنها من إرادات وأعمال في جميع الأوقات والظروف. ثالثا : مجموعة تضم أسماء الله الحسنى التي تفيد معاني الحلم والعفو والمغفرة مثل: الحليم، الرحيم، الغفور، الحنان، المنان، العفو، التواب. وهي أسماء تملأ معانيها قلب المذنب أملا ورجاء في الرحمة والمغفرة وقبول التوبة لاستئناف السير على الصراط المستقيم. رابعا : مجموعة تضم أسماء الله الحسنى التي تنطوي على معاني المحاسبة والعقاب والعدل والحكم مثل: الحسيب، الحكم، العدل، الخافض الرافع، الحق، مالك الملك. فالمكلف الذي يؤمن بهذه الأسماء تذكره بأن الله سيبعثه بعد الموت ويعرض عليه أعماله، من خير وشر، ثم يجازيه عنها بعدل وإنصاف، فيحمله ذلك على مراقبة نفسه والمسارعة إلى فعل الصالحات. من أبرز آثار صفات الله على سلوك المسلم : أثر صفة العلم : أولا : تنمي هذه الصفة الإحساس بمراقبة الله المحيطة بأعمال الإنسان الظاهرة والباطنة، فيظل الوعي بها قائما في أعماق النفس، وباعثا لها على الإجادة والإحسان في القصد والعمل، مما يؤدي إلى إصلاح سلوك الإنسان: قال تعالى: ( واعلموا أن اللـه يعلم ما في أنفسكم فاحذروه واعلموا أن اللـه غفور حليم ). (البقرة 135). ثانيا : تنمي هذه الصفة الامتناع عن الآثام والفواحش، والمسارعة في أعمال البر والطاعات. ثالثا : يزداد المرء خشية وورعا لعلمه بأن الله مطلع عليه وقادر على عقابه. أثر صفة العدل : أولا : يطمئن المؤمن إلى حكم الله وعدله في ما أمر ونهى، وإلى أن شرع الله موافق لفطرته محقق إشباع غرائزه وحاجاته العضوية. فتنشط الجوارح في الطاعات وتنهض بالواجبات من غير تثاقل، وتجتنب المحرمات والمنهيات. ثانيا : يخاف المؤمن من عقاب الله الشديد، ويخشى أن يقصر به عمله، فيكون من الخاسرين. فينشط في الطاعات ويبتعد عن المحرمات. نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 14 من شوال 1433 الموافق 2012/08/31م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_19564 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر September 1, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر September 1, 2012 بسم الله الرحمن الرحيم المعلم الثالث عشر: حرمة الاستغاثة بغير الله أو دعاء غيره أيها المؤمنون: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: الدعاء والاستغاثة من أنواع العبادة التي تصرف لله وحده، ومن صرف لغير الله شيئا من خصائص الله فقد أشرك. قال تعالى: (ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين(106) وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم). (يونس 107) والظالمون هم المشركون. ويمسسك: أي يصيبك. والضر: هو كل ما يسوء العبد من فقر، أو مرض، أو غير ذلك. أيها المؤمنون: من خلال الآية الكريمة نلحظ الآتي: الاستغاثة: هي طلب الغوث، وهو إزالة الشدة، ولا يكون إلا من مكروب، وقد استغاث النبي صلى الله عليه وسلم بربه يوم بدر لما نظر إلى كثرة المشركين فأمده الله بالنصر، قال تعالى: (إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم). (الأنفال 6) وهي قسمان: استغاثة محرمة: وهي استغاثة بميت، أو غائب، فيما لا يقدر عليه، وهي شرك. واستغاثة جائزة: وهي الاستغاثة بالحي الحاضر فيما يقدر عليه كما في قوله تعالى: (فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه). (القصص 15) دعاء غير الله شرك: نهى الله سبحانه نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أن يدعو أحدا من دونه من سائر المخلوقات العاجزين عن دفع الضر، والنهي عام لجميع الأمة، ولكن خاطب الله تعالى به نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم ليتأسى به غيره، لأن ذلك أبلغ في الزجر والتحذير وإلا فهو مبرأ منه صلى الله عليه وسلم. ثم بين سبحانه لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم أنه لو دعا غيره لكان من جملة الظالمين، قال سبحانه وتعالى: (ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين). (يونس 106) فدعاء ما دون الله تعالى والاستغاثة بهم شرك، فهم لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا فضلا عن أن ينفعوا غيرهم فكيف يتوجه إليهم بالدعاء من دون الله؟ الله سبحانه كاشف الضر وحده: إن ما يصيب العبد من فقر، أو مرض، أو غير ذلك من أنواع الضر لا يكشفه إلا الله وحده، وإن أصابه خير فلا أحد يرد فضله. قال صلى الله عليه وسلم: " ...واعلم أن الأمة لو اجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك". (رواه الترمذي:2521). فالله سبحانه وتعالى هو المتفرد بالملك والعطاء، والمنع، والنفع، والضر، فيلزم من ذلك أن يكون المدعو هو وحده لا شريك له، قال تعالى: (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا يضرك فإن هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم). (يونس 107). أقسام الدعاء: الدعاء أعم من الاستغاثة؛ لأنه يكون من مكروب وغيره، والاستغاثة لا تكون إلا من المكروب، وينقسم الدعاء إلى قسمين: أولا: دعاء عبادة: وهو كل ما يتقرب به إلى الله من الأعمال الصالحة رجاء ثوابه وخوفا من عقابه كالصلاة، والصيام، وتلاوة القرآن، والصدقة، والتسبيح، وغير ذلك، فيجب أن يصرف لله وحده، وصرفه لغيره شرك. ثانيا: ودعاء مسألة: وهو طلب ما ينفع الداعي من جلب نفع، أو دفع ضر كأن يطلب من ربه صحة في بدنه، أو كشف بلاء حل به. فعلى العبد أن ينزل حوائجه بربه، فهو سبحانه الذي يجيب دعوة الداعين ويفرج كرب المكروبين، قال تعالى: (وقال ربكم ادعوني أستجب لكم). (غافر:60). أيها المؤمنون: نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 14 من شوال 1433 الموافق 2012/09/01م http://www.hizb-ut-t...nts/entry_19577 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر September 2, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر September 2, 2012 بسم الله الرحمن الرحيم معالم الإيمان المستنير تحريم الحلف بغير الله أيها المؤمنون : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد : الحلف بالله تعظيم له سبحانه، والواجب على المحلوف له أن يرضى ويقنع، وعدم الرضا بالحلف بالله, فيه شيء من نقص تعظيم الله تعالى, وهذا من المحرمات المؤثرة على توحيد الله سبحانه وتعالى. عن ابن عمر رضي الله عنهم: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا تحلفوا بآبائكم, من حلف بالله فليصدق, ومن حلف له فليرض, ومن لم يرض بالله فليس من الله ". (رواه ابن ماجه بسند حسن). أيها المؤمنون : من خلال الحديث الشريف يتبين لنا الآتي : أولا : النهي عن الحلف بالآباء: نهى صلى الله عليه وسلم عن الحلف بالآباء، فقال: " لا تحلفوا بآبائكم "؛ لأن الحلف تعظيم للمحلوف به، والتعظيم حق لله سبحانه فمن حلف بغير الله فقد وقع في الشرك الأصغــر, وخص الآباء هنا بالذكر؛ لأن أهل الجاهلية كانوا يحلفون بآبائهم. وقد خطب النبي صلى الله عليه وسلم في يوم فتح مكة العظيم خطبته المشهورة, وكان مما قاله فيها: " إن الله قد أذهب عنكم نخوة الجاهلية وتعاظمها بالآباء, الناس لآدم , وآدم من تراب ". ثانيا : وجوب الصدق في اليمين: يأمرالنبي صلى الله عليه وسلم من حلف بالله أن يكون صادقا فيما يحلف عليه، فقال: " من حلف بالله فليصدق "؛ لأن الصدق مما أوجبه الله سبحانه على عباده، وحضهم عليه في كتابه، قال تعالى: { يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين }. (التوبة 119) فالصدق في الأقوال واجب ولو لم يحلف العبد، فإذا حلف بالله كان أقوى وأولى وآكد. ثالثا : وجوب الرضا لمن حلف له بالله: يجب على من حلف له بالله أن يرضى ويقنع؛ إعظاما وإجلالا لله، لقوله صلى الله عليه وسلم: "ومن حلف له بالله فليرض"، أما من لم يرض فذلك دليل على قلة تعظيمه لله تعالى. رابعا : الوعيد الشديد لمن لم يرض باليمين: بين رسول الله صلى الله عليه وسلم الوعيد الشديد لمن حلف له بالله فلم يرض بقوله صلى الله عليه وسلم: " ومن لم يرض بالله فليس من الله ". أي فقد برئ الله منه. وفي هذا دلالة على أن عدم الرضا باليمين من المحرمات المنقصة لتوحيد العبد. إن القلب الممتلئ بمعرفة الله وعظمته وجلاله إذا حلف له بالله يرضى؛ إجلالا وإعظاما له سبحانه، أما من لم يرض فذلك دليل على قلة تعظيمه لربه تبارك وتعالى. نعوذ بالله من ذلك. نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 15 من شوال 1433 الموافق 2012/09/02م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_19588 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر September 3, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر September 3, 2012 بسم الله الرحمن الرحيم معالم الإيمان المستنير المعلم الخامس عشر الاستعاذة بالله عبادة أيها المؤمنون: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: الاستعاذة لغة: الالتجاء والاعتصام. واصطلاحا: الاستجارة إلى ذي منعة على جهة الاعتصام به من المكروه. والاستعاذة عبادة يجب صرفها لله وحده، فهو المستحق للتعظيم دون سواه. ومن صرفها لغيره فقد أشرك: قال تعالى: (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا). (الجن 6) ومعنى يعوذون برجال من الجن: أي يلجؤون إليهم مما يخافون. ورهقا: أي خوفا. وبكلمات الله التامات: أي بكلام الله الذي لا يلحقه نقص ولا عيب. وعن خولة بنت حكيم قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من نزل منزلا، فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك". (رواه مسلم) أيها المؤمنون: نلاحظ من خلال الآية والحديث الآتي : أولا: الاستعاذة بالله عبادة: والاستعاذة: هي الالتجاء والاعتصام، وقد أمر الله سبحانه وتعالى عباده بالاستعاذة به قال تعالى: ( قل أعوذ برب الفلق (1) من شر ما خلق ). (الفلق1/2) وقال تعالى: (قل أعوذ برب الناس). (الناس 1) والاستعاذة بالله من أجل العبادات، وهي تعظيم الله سبحانه، فالمستعيذ يشعر بالخوف، فيلجأ إلى المستعاذ به حتى يقيه ويحفظه، وهذا هو التعظيم بعينه، والتعظيم عبادة الله وحده. ثانيا: الاستعاذة بغير الله شرك محرم: قال العلماء: من استعاذ بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله عالما بتحريمه فقد وقع في الشرك، كالذي يأتي إلى الأموات من الأنبياء، أو الصالحين، أو الشهداء أو غيرهم، ويطلب منهم أن يحموه ويحفظوه من الآفات والشرور، ولو لم ينطق بكلمة "أعوذ". ثالثا: الآثار المترتبة على الاستعاذة بغير الله: كان الرجل من العرب في الجاهلية إذا نزل واديا أو مكانا موحشا، وخاف على نفسه قال: "أعوذ بسيد هذا الوادي من سفهاء قومه" فلما رأت الجن أن الإنس يعوذون بهم خوفا منهم زادوهم خوفا إلى خوفهم؛ حتى يزداد تعلقهم بهم، فذمهم الله في هذه الآية فقال تعالى: ( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا ). (الجن 6) فالاستعاذة بغير الله لها آثار سيئة منها: أنها توقع في الشرك. وأنها تورث الخوف وعدم الطمأنينة. ولا يحصل المراد للإنسان في دفع الشرور. رابعا: ثمرات الاستعاذة بالله: شرع الله سبحانه للمسلمين أن يستعيذوا به سبحانه أو بكلماته التامات بدلا مما يفعله أهل الجاهلية، فالله هو الحافظ لعباده من كل مكروه وبلاء. ومن ثمرات الاستعاذة بالله: حفظ الله للعبد. وحصول الطمأنينة والأمن له. ونيل رضوان الله. خامسا: فضيلة الدعاء: وقد علمنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن من نزل منزلا في السفر أو الحضر فقال: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق" بلسانه وقلبه مع الإيمان بوعد الله والتصديق بهذا الأثر العظيم لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك. اللهم اجعلنا ممن تستجيب دعاءهم, وأجب دعاءنا برحمتك يا أرحم الراحمين. آمين. آمين. آمين يارب العالمين! أيها المؤمنون: نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. نشكركم على حسن استماعكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 16 من شوال 1433 الموافق 2012/09/03م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_19618 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر September 4, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر September 4, 2012 بسم الله الرحمن الرحيم معالم الإيمان المستنير من أدلة العقيدة النقل ح16 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: إن من أدلة العقيدة النقل, وإن دليل العقيدة يجب أن يكون قطعي الثبوت وقطعي الدلالة, فإذا كان موضوع العقيدة غير واقع تحت الحس البشري، ولا يستطيع العقل أن يدرك واقعه أو يدرك آثاره الدالة عليه، كان الدليل عليه نقليا من القرآن الكريم أو السنة النبوية المتواترة. أما قطعي الثبوت: فإنه لا يجوز أن نأخذ عقائدنا إلا عن طريق العقل أو عن طريق السمع اليقيني المقطوع بصحته، أي ما ثبت بالقرآن والحديث المتواتر، أما غير هذين الطريقين فلا يصح اعتقاده؛ لأنه يكون حينئذ ظنا، والعقائد لا تؤخذ إلا عن يقين, ولا يجوز أخذها بدليل ظني. أما القرآن: فالقرآن الكريم ثبت ثبوتا قطعيا حينما أثبتنا عقلا أنه كلام الله تعالى، وأنه وصلنا كما أنزل مكتوبا بين دفتين ومحفوظا في الصدور عن طريق التواتر، والله تكفل بحفظه بقوله: { إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}. (الحجر:9) فكل ما أخبرنا به الله تعالى في القرآن الكريم صحيح, ونؤمن به إيمانا يقينيا لا شك فيه؛ لأنه مما ثبت أصله بالعقل، وقد أخبرنا الله تعالى بأن ما جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وحي من ربه عز وجل، قال تعالى: { وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى}. (النجم:4) فيجب الإيمان بكل ما جاء به والتسليم بصحته، قال تعالى: { وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}. (الحشر: 7) وقال تعالى:{ وأطيعوا اللـه وأطيعوا الرسول واحذروا فإن توليتم فاعلموا أنما على رسولنا البلاغ المبين}. (المائدة: 92)والتقليد في الاعتقاد ذمه الله تعالى فهو حرام، قال تعالى: { وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل اللـه قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه آباءنا أولو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون}. (البقرة: 170) وأما السنة النبوية المتواترة: فنعني بها الحديث المتواتر, وهو ما رواه جمع من تابعي التابعين عن جمع من التابعين عن جمع من الصحابة رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم يؤمن تواطؤهم على الكذب. وعلى هذا فالأحاديث المتواترة التي وصلتنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هي من الأدلة المقطوع بصحتها، و يجب أن نؤمن بها وما ورد فيها من المغيبات. والمغيبات التي وردت بدليل ظني، أي بخبر الآحاد لا يجوز اعتقادها؛ لأن الاعتقاد يجب أن يكون دليله قطعيا، والاعتقاد بدليل ظني ذمه الله تعالى وحرمه، فقد نعى القرآن على الكفار؛ لأنهم اتبعوا الظن في عقائدهم. قال تعالى: { إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى * وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا}. (النجم: 27-28) ومن هذه الغيبيات المعراج، فهذا أمر غيبي ورد في أحاديث صحيحة إلا أنها خبر آحاد، فلم تصل إلى حد التواتر الذي يفيد العلم اليقيني؛ لذلك يحرم اعتقاده. ومع ذلك فإننا نصدق بالأحاديث التي جاءت فيها الغيبيات مجرد تصديق، ويحرم التكذيب به؛ لأنها أحاديث صحيحة جاء بها النبي صلى الله عليه وسلم, ورواها عنه الصحابة الكرام رضي الله عنهم والتكذيب بها يعني التكذيب بجزء من الإسلام، وهذا حرام. ولهذا يجب التصديق بالمعراج إلا أنه تصديق غير جازم لا يصل إلى درجة الاعتقاد. الفائدة من التفريق بين التصديق الجازم وغير الجازم: يترتب على التفريق بين التصديق الجازم وغير الجازم أن من أنكر خبر الآحاد الذي أورد الغيبيات لا يكفر ولا يعد مرتدا، ولكنه يعد آثما فاسقا، وإذا استغفر وتاب فإن الله يتوب عليه. ومن أنكر الخبر الجازم كفر وخرج من الملة. وأما قطعي الدلالة: أي أن دلالة ألفاظه لا تحتمل أكثر من معنى واحد. فالقرآن فيه آيات قطعية الدلالة، وأخرى ظنية الدلالة، فقول الله تعالى: { واللـه أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون}. (النحل: 78) وقوله:{ ويل للمطففين * الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون * وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون}. (المطففين: 3) كلها نصوص لا تحتمل أكثر من معنى واحد فهي قطعية الدلالة، لذا فهي تصلح لاعتقادها. وأما قوله تعالى: { والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء}. (البقرة: 228) وقوله: { وإنه لعلم للساعة فلا تمترن بها واتبعون هـذا صراط مستقيم }. (الزخرف: 61) ونحوهما من الآيات التي تحتمل أكثر من معنى، فإنها ظنية الدلالة، ولذا فسر بعض العلماء القرء بأنه الطهر، وآخرون فسروه بأنه الحيض. وأرجع بعض العلماء الضمير في (وإنه) إلى عيسى عليه السلام، وقيل: إن المقصود محمد صلى الله عليه وسلم. وظني الدلالة لا يصلح لاعتقاده؛ لأنه لا يفيد العلم اليقيني. أيها المؤمنون: نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. نشكركم على حسن استماعكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 17 من شوال 1433 الموافق 2012/09/04م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_19630 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر September 5, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر September 5, 2012 بسم الله الرحمن الرحيم المعلم السابع عشر: واجب المسلم بعد الإيمان بعقيدة الإسلام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: بعد الإيمان بعقيدة الإسلام كان لزاما على كل مسلم أن يؤمن بالشريعة الإسلامية، كلها امتثالا لقول الله جل في علاه: (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين). (البقرة 208) أي ادخلوا في الإسلام كاملا بجميع شرائعه؛ لأن الشريعة الإسلامية جاءت من عند الله تعالى, ومنكرها كافر، وكان إنكار الأحكام الشرعية جملة كفرا، كمن يقول: إن الإسلام دين يناسب عصر الناقة والجمل, ولا يناسب عصر الكمبيوتر والإنترنت. وإنكار الأحكام التفصيلية القطعية الدلالة, والقطعية الثبوت كفر سواء أكانت متعلقة بالأحكام التي تنظم علاقة العبد بخالقة مثل: العبادات كالصلاة والصيام والزكاة والحج والجهاد. أو بالأحكام التي تنظم علاقة الإنسان بغيره من بني الإنسان مثل: المعاملات كالأحكام السلطانية, ومنها السياسة الاقتصادية, والسياسة التعليمية والسياسة الخارجية. والعقوبات كالأحكام المتعلقة بالحدود والجنايات والتعزير والمخالفات. أو بالأحكام التي تنظم علاقة الإنسان بنفسه مثل: المطعومات كالأحكام المتعلقة بالطعام والشراب. والملبوسات والزينة أو بالأحكام المتعلقة بصفات الفرد المحمودة كالصدق والأمانة والوفاء، والصفات المذمومة كالكذب والخيانة والغش. فالكفر بآية: ( وأحل الله البيع وحرم الربا). (البقرة 275) كالكفر بآية: ( وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة). (البقرة 43) والكفر بآية: ( والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله). (المائدة 38) كالكفر بآية: ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام). (البقرة 183) وكالكفر بقوله تعالى: ( فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع). (النساء:3) وروى البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفع الله بها درجات, وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا يهوي بها في جهنم". أيها المؤمنون: ولا يتوقف التسليم بالحكم الشرعي على العقل؛ لأن وظيفة العقل هي التفكير في آثار الله المبثوثة في الكون والإنسان والحياة؛ ليستدل منها على وجود الله تعالى، وعلى أن القرآن من عند الله وأن محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله. أما الأحكام التشريعية التي تنظم حياة الناس فلا دخل للعقول في وضعها، إنما وظيفته فقط فهم الواقع وفهم النص وفهم مدى انطباق النص على الواقع لاستنباط الحكم الشرعي. ولا يقال: إنما يجب أن يقتنع العقل بالحكم الشرعي حتى يطبقه، بل يجب أن يطبق الحكم الشرعي ويلتزم به بمجرد ثبوته بالنص سواء أدركه العقل أم لا، ومن هنا وجب التسليم المطلق بكل ما جاء من عند الله لقوله تعالى: ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما) . (النساء65) قال الإمام الشوكاني في كتابه "فتح القدير" عند تفسيره لهذه الآية الكريمة من سورة النساء: قوله: {فلا وربك}. قال ابن جرير: قوله: {فلا} رد على ما تقدم ذكره ، تقديره فليس الأمر كما يزعمون أنهم آمنوا بما أنزل إليك، وما أنزل من قبلك، ثم استأنف القسم بقوله: {وربك لا يؤمنون} وقيل: إنه قدم "لا" على القسم اهتماما بالنفي، وإظهارا لقوته، ثم كرره بعد القسم تأكيدا، وقيل: لا مزيدة لتأكيد معنى القسم لا لتأكيد معنى النفي، والتقدير: فوربك لا يؤمنون، {حتى يحكموك} أي: يجعلوك حكما بينهم في جميع أمورهم لا يحكمون أحدا غيرك. وقيل: معناه: يتحاكمون إليك، ولا ملجىء لذلك {فيما شجر بينهم} أي: اختلف بينهم واختلط، ومنه الشجر لاختلاف أغصانه، ومنه: تشاجر الرماح، أي: اختلافها {ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجا مما قضيت} قيل: هو معطوف على مقدر ينساق إليه الكلام، أي: فتقضي بينهم، ثم لا يجدوا. والحرج: الضيق، وقيل: الشك، ومنه قيل للشجر الملتف: حرج وحرجة، وجمعها حراج. وقيل: الحرج: الإثم، أي: لا يجدون في أنفسهم إثما بإنكارهم ما قضيت {ويسلموا تسليما} أي: ينقادوا لأمرك، وقضائك انقيادا لا يخالفونه في شيء. قال الزجاج : {تسليما} مصدر مؤكد، أي: ويسلمون لحكمك تسليما لا يدخلون على أنفسهم شكا، ولا شبهة فيه. والظاهر أن هذا شامل لكل فرد في كل حكم. وفي هذا الوعيد الشديد ما تقشعر له الجلود، وترجف له الأفئدة، فإنه أولا أقسم سبحانه بنفسه مؤكدا لهذا القسم بحرف النفي بأنهم لا يؤمنون، فنفى عنهم الإيمان الذي هو رأس مال صالحي عباد الله، حتى تحصل لهم غاية هي تحكيم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم لم يكتف سبحانه بذلك حتى قال: {ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجا مما قضيت} فضم إلى التحكيم أمرا آخر، وهو عدم وجود حرج، أي: حرج في صدورهم، فلا يكون مجرد التحكيم، والإذعان كافيا حتى يكون من صميم القلب عن رضا واطمئنان وانثلاج وانشراح قلب وطيب نفس، ثم لم يكتف بهذا كله، بل ضم إليه قوله: {ويسلموا} أي: يذعنوا، وينقادوا ظاهرا وباطنا، ثم لم يكتف بذلك، بل ضم إليه المصدر المؤكد، فقال: {تسليما} فلا يثبت الإيمان لعبد حتى يقع منه هذا التحكيم، ولا يجد الحرج في صدره بما قضي عليه، ويسلم لحكم الله وشرعه، تسليما لا يخالطه رد، ولا تشوبه مخالفة. روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن الزبير، رضي الله عنهما أنه حدثه أن رجلا من الأنصار خاصم الزبير عند النبي صلى الله عليه وسلم في شراج الحرة التي يسقون بها النخل فقال الأنصاري: سرح الماء يمر, فأبى عليه فاختصما عند النبي: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم للزبير اسق يا زبير, ثم أرسل الماء إلى جارك, فغضب الأنصاري فقال: أن كان ابن عمتك؟ فتلون وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال: "اسق يا زبير ثم احبس الماء حتى يرجع إلى الجدر". فقال الزبير: والله إني لأحسب هذه الآية نزلت في ذلك {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم}. أيها المؤمنون: نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 18 من شوال 1433 الموافق 2012/09/05م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_19654 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر September 6, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر September 6, 2012 بسم الله الرحمن الرحيم معالم الإيمان المستنير الإيمان بالملائكة ح18 أيها المؤمنون: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: الإيمان بالملائكة هو الركن الثاني من أركان الإيمان. والمسلم يؤمن بما أخبر الله عز وجل في القرآن الكريم عن وجود الملائكة، وعن خلقهم ووظائفهم وأعمالهم التي لا ندركها بحواسنا البشرية. والملائكة خلق عظيم، وعددهم كثير لا يحصيه إلا الله، خلقهم الله من النور، وطبعهم على الخير، ولا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون، يسبحون الليل والنهار، لا يفترون ولا يسأمون من عبادة الله عز وجل، ولا يأكلون ولا يشربون. وقد أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن مادة خلقهم، فعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "خلقت الملائكة من نور, وخلق الجان من مارج من نار, وخلق آدم مما وصف لكم". (رواه مسلم) أيها المؤمنون: والملائكة يتفاوتون في الخلق تفاوتا كبيرا، فقد صح أن جبريل عليه السلام له ستمائة جناح، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه:" في قوله تعالى: ( ما كذب الفؤاد ما رأى ). (النجم11) قال: "رأى جبريل له ستمائة جناح". (مسلم254) وقال تعالى: ( الحمد للـه فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى وثلاث ورباع يزيد في الخلق ما يشاء إن اللـه على كل شيء قدير ). (فاطر1). وأخبرنا الله تعالى عن خزنة النار فقال: ( عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون اللـه ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ). (التحريم6) خلق الله الملائكة خلقا خاصا، فهم لا يوصفون بالذكورة ولا بالأنوثة، ولكنهم عباد مكرمون. قال الله سبحانه منددا بالكافرين: ( وجعلوا الملائكة الذين هم عباد الرحمـن إناثا أشهدوا خلقهم ستكتب شهادتهم ويسألون ). (الزخرف19) وقال تعالى: ( إن الذين لا يؤمنون بالآخرة ليسمون الملائكة تسمية الأنثى * وما لهم به من علم إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الحق شيئا ) . (النجم2-28) وقد جعل الله للملائكة القدرة على أن يتمثلوا في صورة البشر بإذنه، وذلك لأن البشر غير معتادين على رؤية الملائكة. وإليكم أمثلة على ذلك: عندما جاء جبريل عليه السلام إلى مريم جاءها في صورة بشر سوي الخلق كامل البنية، يبشرها بكلمة الله عيسى عليه السلام، قال تعالى: ( فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا ). (مريم:17). وروى أبو داود في سننه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "بينما نحن عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشعر لا يرى عليه أثر السفر ولا نعرفه حتى جلس إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذيه وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام ... والحديث طويل ومشهور. ثم قال يا عمر هل تدري من السائل قلت: الله ورسوله أعلم قال: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم". وروى أبو داود في سننه عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبع مائة عام" . وروى أحمد في مسنده عن عائشة أ ن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رأيت جبريل عليه السلام منهبطا قد ملأ ما بين السماء والأرض وعليه ثياب سندس معلقا به اللؤلؤ والياقوت". وأخرج البخاري عن أبي طلحة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة". أيها المؤمنون: نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 19 من شوال 1433 الموافق 2012/09/06م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_19663 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر September 7, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر September 7, 2012 بسم الله الرحمن الرحيم معالم الإيمان المستنير الإيمان بالملائكة ح2 أيها المؤمنون : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد : نتابع معكم احبتنا الكرام الحديث حول الإيمان بالملائكة. فنقول وبالله التوفيق : فطر الله الملائكة على الطاعة، وطبعهم على الخير، وجنبهم الشر فهم لا يفعلونه ولا يأمرون به. وقد أخبرنا الله تعالى عن طاعة وعصمة الملائكة وهاكم البيان : أولا : الملائكة لا يعصون الله ما أمرهم، ويفعلون ما يؤمرون. قال الله عز وجل: ( وقالوا اتخذ الرحمـن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون * لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ). (الأنبياء27) وقال تعالى: ( عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون اللـه ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ). (التحريم 6) ثانيا : والملائكة يسبحون بحمد الله، ويعبدونه دائما، ويذكرونه آناء الليل وأطراف النهار، ولا يفترون قال تعالى: ( ومن عنده لا يستكبرون عن عبادته ولا يستحسرون * يسبحون الليل والنهار لا يفترون ) (الأنبياء20) ثالثا : والملائكة يستغفرون لمن في الأرض من المؤمنين، قال تعالى: ( تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن والملائكة يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إن اللـه هو الغفور الرحيم ). (الشورى5). عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه ما لم يحدث اللهم اغفر له اللهم ارحمه ". (رواه النسائي) صلاة الملائكة : الملائكة تصطف للصلاة والعبادة بين يدي رب العالمين. قال الله تعالى: ( والصافات صفا * فالزاجرات زجرا * فالتاليات ذكرا * إن إلـهكم لواحد ). (الصافات4) فالله عز وجل يقسم بالصافات؛ وهي الملائكة التي تصطف للصلاة والعبادة بين يديه سبحانه، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول للصحابة: " ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها فقلنا يا رسول الله وكيف تصف الملائكة عند ربها قال: يتمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف ". (رواه مسلم) والله عز وجل يقول على لسان الملائكة: ( وإنا لنحن الصافون * وإنا لنحن المسبحون ). (الصافات 166) وعن أبي ذر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني أرى ما لا ترون, وأسمع ما لا تسمعون أطت السماء وحق لها أن تئط ما فيها موضع أربع أصابع إلا وملك واضع جبهته ساجدا لله ". (رواه الترمذي) أطت السماء أي: ظهر منها صوت. وفي حديث المعراج، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ثم رفع لي البيت المعمور فقلت يا جبريل ما هذا؟ قال: هذا البيت المعمور, يدخله كل يوم سبعون ألف ملك, إذا خرجوا منه لم يعودوا فيه ". (رواه مسلم) وفي رواية "لم يعودوا إليه". (رواه البخاري) أفضل الملائكة : الملائكة يتفاضلون فيما بينهم، فمن رؤساء الملائكة: جبريل وإسرافيل وميكائيل وملك الموت عليهم السلام، وهؤلاء نؤمن بهم تفصيلا، ولكل منهم أعمال ووظائف، يقوم بها بأمر الله تعالى. عن أبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال: " سألت عائشة أم المؤمنين بأي شيء كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل قالت كان إذا قام من الليل افتتح صلاته اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ". (رواه مسلم) وفي هذا الحديث الشريف دلالة على أفضلية هؤلاء الملائكة، وكرامتهم عند الله تبارك وتعالى : أولا : جبريل عليه السلام : ويسمى بروح القدس، والروح الأمين أيضا، وصفه الله عز وجل بالقوة والأمانة فقال: ( إنه لقول رسول كريم * ذي قوة عند ذي العرش مكين * مطاع ثم أمين ). (التكوير21) وخصه بأشرف وظيفة، وهي الوحي إلى رسله من البشر عليهم السلام، فكان ينزل عليهم بالرسالات كما قال الله تعالى في محمد صلى الله عليه وسلم : ( وإنه لتنزيل رب العالمين * نزل به الروح الأمين * على قلبك لتكون من المنذرين ). (الشعراء 194) وصح عن النبي :صلى الله عليه وسلم " أن جبريل عليه السلام رافقه في أعظم رحلة تمت في الوجود، وهي الإسراء بالنبي صلى الله عليه وسلم من مكة المكرمة إلى المسجد الأقصى، ومعراجه منه إلى سدرة المنتهى بالملكوت الأعلى " .(رواه البخاري) ثانيا : ميكائيل عليه السلام : فقد وكله الله عز وجل بالمطر الذي فيه حياة الأرض والنبات والإنسان والحيوان. قال تعالى: ( وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض وإنا على ذهاب به لقادرون ). (المؤمنون 18) وقال تعالى : ( والذي نزل من السماء ماء بقدر فأنشرنا به بلدة ميتا كذلك تخرجون ). (الزخرف ) ثالثا : إسرافيل عليه السلام : فقد وكله الله عز وجل بالنفخ في الصور حيث يحيي الله تعالى الموتى حين ينفخ إسرافيل، فإذا هم قيام ينظرون. قال تعالى: ( فإذا نفخ في الصور نفخة واحدة * وحملت الأرض والجبال فدكتا دكة واحدة * فيومئذ وقعت الواقعة * وانشقت السماء فهي يومئذ واهية ) (الحاقة 16) رابعا : ملك الموت عليه السلام : أطلق القرآن اسم "ملك الموت" على الملك الذي وكله الله عز وجل بقبض الأرواح واستيفائها من الناس. قال تعالى: ( قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم ثم إلى ربكم ترجعون ). (السجدة11) وقد شاع على ألسنة الناس أن "عزرائيل" هو اسم ملك الموت, ولم يتواتر ولم يصح في الآيات, ولا في الأحاديث اسم هذا الملك عليه السلام, لذا علينا أن نلتزم بالاسم الذي سمـاه به القرآن. أيها المؤمنون : نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 20 من شوال 1433 الموافق 2012/09/07م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_19679 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر September 8, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر September 8, 2012 بسم الله الرحمن الرحيم معالم الإيمان المستنير الإيمان بالملائكة ح3 أيها المؤمنون السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد: نتابع معكم مستمعينا الكرام الحديث حول الإيمان بالملائكة. فنقول وبالله التوفيق: الملائكة عليهم السلام أصناف، وكل صنف موكل بوظائف يقوم بها بأمر الله تعالى، قال سبحانه: (لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون) . (الأنبياء: 27). ومن أصنافهم ووظائفهم : أولا: حملة العرش: هناك ملائكة يحملون عرش الرحمن ويسبحون بحمده، ويستغفرون للذين آمنوا ويدعون لهم، قال الله تعالى: (الذين يحملون العرش ومن حوله يسبحون بحمد ربهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم) . (غافر: 7) وقد أخبرنا الله عز وجل عن عددهم فقال: (ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية) . (الحاقة: 17) وأخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ضخامة أجسام حملة العرش، عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة الله من حملة العرش إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبع مائة عام". (رواه أبو داود) ثانيا: الحافون من حول العرش: ومن أصناف الملائكة الحافون من حول عرش الرحمن، وهؤلاء يسبحون بحمد الله، ويقدسونه، ويمجدونه آناء الليل وأطراف النهار، قال تعالى: (وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد للـه رب العالمين) . (الزمر: 75) ثالثا: ملائكة الجنة: ومن الملائكة خزنة الجنة، وهم الذين يخدمون المؤمنين في الجنة، ويهنئونهم بها، ويدخلون عليهم مسلمين، ويبشرونهم برضوان الله والخلود في النعيم. قال تعالى: (لا يحزنهم الفزع الأكبر وتتلقاهم الملائكة هـذا يومكم الذي كنتم توعدون) . (الأنبياء: 103) وقال تعالى: (والملائكة يدخلون عليهم من كل باب * سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار) . (الرعد: 23-24) رابعا: ملائكة النار: ومن الملائكة خزنة النار، وهم الزبانية، وهم تسعة عشر ملكا وكلهم الله تعالى بالنار، يعذبون أهلها، ويذيقونهم أشد العذاب، قال تعالى: (سأصليه سقر * وما أدراك ما سقر *لا تبقي ولا تذر * لواحة للبشر * عليها تسعة عشر * وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة) . (المدثر: 26-31) ومن خزنة النار مالك عليه السلام الذي يناديه أهل النار، ويستغيثون به ويتمنون أن يقضي الله عليهم بالموت فيجيبهم بعد زمن بعيد: إنكم ماكثون. قال تعالى: (ونادوا يا مالك ليقض علينا ربك قال إنكم ماكثون) . (الزخرف: 77). وقال تعالى: (وقال الذين في النار لخزنة جهنم ادعوا ربكم يخفف عنا يوما من العذاب * قالوا أولم تك تأتيكم رسلكم بالبينات قالوا بلى قالوا فادعوا وما دعاء الكافرين إلا في ضلال) . (غافر:49 -50) خامسا: الملائكة الحفظة: وهم موكلون بحفظ الإنسان من الشياطين، والعاهات والآفات ومن جميع الأشياء الضارة. قال تعالى: (له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر اللـه ). (الرعد: 11) قال ابن عباس في تفسيرها: ملائكة يحفظونه من بين يديه ومن خلفه فإذا جاء قدر الله خلوا عنه. وقال مجاهد: يحفظونه في نومه وفي يقظته من الجن والإنس. سادسا: جنود النصر للمؤمنين: وهم الملائكة الموكلون بنصر المؤمنين، قال تعالى: (ولقد نصركم اللـه ببدر وأنتم أذلة فاتقوا اللـه لعلكم تشكرون * إذ تقول للمؤمنين ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين * بلى إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هـذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين) . (آل عمران: 123-125) وقال الله عز وجل في يوم الأحزاب: (يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة اللـه عليكم إذ جاءتكم جنود فأرسلنا عليهم ريحا وجنودا لم تروها وكان اللـه بما تعملون بصيرا) . (الأحزاب: 9) وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ".. فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الخندق وضع السلاح واغتسل فأتاه جبريل عليه السلام وهو ينفض رأسه من الغبار فقال قد وضعت السلاح والله ما وضعته اخرج إليهم قال: النبي صلى الله عليه وسلم فأين فأشار إلى بني قريظة فأتاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلوا على حكمه فرد الحكم إلى سعد قال فإني أحكم فيهم أن تقتل المقاتلة وأن تسبى النساء والذرية وأن تقسم أموالهم". (البخاري 3813) سابعا: الكرام الكاتبون: وهم الملائكة الموكلون بكتابة أعمال البشر وإحصائها عليهم، فعن يمين كل عبد ملك مكلف يكتب صالح أعماله، وعن يساره ملك يكتب سيئات أعماله، وهذا يدفعنا إلى تقوى الله وطاعته دائما، قال تعالى: (إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد * ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد) . (ق: 17-18) أيها المؤمنون: نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. نشكركم على حسن استماعكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 21 من شوال 1433 الموافق 2012/09/08م http://www.hizb-ut-t...nts/entry_19698 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر September 9, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر September 9, 2012 بسم الله الرحمن الرحيم معالم الإيمان المستنير الإيمان بالملائكة ح4 أيها المؤمنون : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد : نتابع معكم احبتنا الكرام الحديث حول الإيمان بالملائكة. فنقول وبالله التوفيق : الملائكة والجن مختلفون في أمور ونواح كثيرة : الملائكة مخلوقات نورانية لطيفة، خلقهم الله تعالى لعبادته، وجعلهم عبادا مكرمين مجبولين على طاعته، ليس فيهم كافر ولا عاص, بل جميعهم مسلمون صالحون لا يعصون الله تعالى ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. وهم لا يتوالدون ولا يتناكحون؛ لأنهم ليسوا ذكورا ولا إناثا. ولا يأكلون ولا يشـربون؛ لأن الله عز وجل لم يخلق فيهم شهوة الأكل والشـرب. قال تعالى: ( هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين * إذ دخلوا عليه فقالوا سلاما قال سلام قوم منكرون * فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين * فقربه إليهم قال ألا تأكلون * فأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف وبشـروه بغلام عليم ). (الذاريات27) وقال تعالى: ( ولقد جاءت رسلنا إبراهيم بالبشرى قالوا سلاما قال سلام فما لبث أن جاء بعجل حنيذ * فلما رأى أيديهم لا تصل إليه نكرهم وأوجس منهم خيفة قالوا لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط ). (هود 70) ومنهم موكلون بنصـرة أولياء الله تعالى وقهر أعدائهم. وهناك ملائكة يتعاقبون في البشر بالليل وملائكة بالنهار، ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر قال تعالى: ( وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا ) (الإسراء78) ويحفظون البشـر إلا من شيء قدر الله تعالى أنه يقع ويصيبهم. ومن ملائكة الرحمة الذين يحضرون المؤمن التقي عند الموت في حال النزاع, وقبل أن يحضر ملك الموت ليقبض الروح، فهؤلاء الملائكة يظهرون لهذا المؤمن الصالح التقي في صور حسنة جميلة، ويبشرونه بالجنة فيسر برؤيتهم سرورا عظيما مهما كان يقاسي من آلام سكرات الموت الشديدة. ومنهم موكلون بزيارة المؤمنين الصالحين ليفرجوا عنهم كروباتهم وينشطوهم على طاعة الله تعالى. وأما الجن فقد خلقهم الله من لهب النار الصافي كما قال الله تعالى في القرآن الكريم: ( وخلق الجان من مارج من نار ) (الرحمن15) والجن كالإنس من حيث إنهم زوجان: ذكر وأنثى، وفيهم قابلية فعل الخير, وقابلية فعل الشر, ففيهم المؤمن والكافر، والبر والفاجر, والتقي الصالح, والعاصي الفاسق، وفيهم أكذب خلق الله تبارك وتعالى. وقد خلق الله سبحانه وتعالى فيهم شهوة الأكل والشرب والجماع فهم يأكلون ويشربون ويتوالدون ويتناكحون. والجن خلق يستترون عن أعين البشر، ولكنهم يتشكلون بقدرة الله عز وجل بأشكال مختلفة، ولا يراهم أحد من البشر على هيئتهم الحقيقية الأصلية التي خلقوا عليها لقول الله تعالى في شأن إبليس وذريته: ( يا بني آدم لا يفتننكم الشيطان كما أخرج أبويكم من الجنة ينزع عنهما لباسهما ليريهما سوآتهما إنه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم إنا جعلنا الشياطين أولياء للذين لا يؤمنون ). (الأعراف27). فمن هنا نعلم أن الملائكة والجن ليسوا من جنس واحد. وأن إبليس اللعين كان من الجن الكفرة، ولم يكن طاووس الملائكة كما يروج بعض العامة من الناس؛ لأن ملائكة الرحمن لا يعصون الله تعالى ولا يكفرون، وإبليس اللعين هو الذي كفر واعترض على أمر الله تعالى, فلم يسجد مع الملائكة المكرمين لآدم سجود تحية واحترام وتكريم. قال الله تعالى: ( وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا ). (الكهف50). من أعمال الشياطين الكفرة : ومن أعمال الشياطين تزيين المنكرات للناس وأمرهم بفعل المعاصي, وترك الفرائض، ومن أعمالهم الوسوسة في صدور الناس, وتشكيكهم في الطهارة وفي أداء الصلاة. ومن أعمالهم تحريك الشهوات لدى الرجال والنساء ودفعهم للزنا، وإثارة الفتن في البيوت بين أهلها، وإشاعة الأخبار الكاذبة، وإشغال أوقات الناس عن أداء ما فرض الله عليهم، وإيقاع العداوة والبغضاء بينهم، وتزيين أفعالهم القبيحة المنكرة. نعوذ بالله من ذلك! أيها المؤمنون : نكتفي بهذا القدر في هذه الحلقة, موعدنا معكم في الحلقة القادمة إن شاء الله تعالى, فإلى ذلك الحين وإلى أن نلقاكم ودائما, نترككم في عناية الله وحفظه وأمنه, سائلين المولى تبارك وتعالى أن يعزنا بالإسلام, وأن يعز الإسلام بنا, وأن يكرمنا بنصره, وأن يقر أعيننا بقيام دولة الخلافة في القريب العاجل, وأن يجعلنا من جنودها وشهودها وشهدائها, إنه ولي ذلك والقادر عليه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 22 من شوال 1433 الموافق 2012/09/09م http://www.hizb-ut-t...nts/entry_19706 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.