يوسف الساريسي قام بنشر August 28, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر August 28, 2012 (معدل) 1 تم تعديل August 28, 2012 بواسطه يوسف الساريسي اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
يوسف الساريسي قام بنشر August 28, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر August 28, 2012 (معدل) تلخيص نظري لأثر الصراع الحضاري على الحراك الثوري: تم تعديل August 28, 2012 بواسطه يوسف الساريسي اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
يوسف الساريسي قام بنشر August 28, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر August 28, 2012 (معدل) تلخيص نظري لأثر الصراع الحضاري على الحراك الثوري: تم تعديل August 28, 2012 بواسطه يوسف الساريسي اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
يوسف الساريسي قام بنشر August 28, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر August 28, 2012 تلخيص نظري لأثر الصراع الحضاري على الحراك الثوري: صراع الحضارات قائم بين الأمم المختلفة وهو صراع حتمي ومستمر، والصراع الحضاري بين الإسلام والرأسمالية يصعد ويهبط ولكنه لا يتوقف. والحضارة عابرة لحدود الدول. صراع الحضارات كان ولا يزال مستمرا في بلاد المسلمين، لأن الفكر الذي فرضه الاستعمار هو فكر رأسمالي مستورد وحضارة فرضت زورا على واقع حضاري مخالف، بالقوة الاستعمارية القاهرة والاستبداد والقمع والجبروت. البعد الحضاري في الصراع عامل يغفله الكثيرون رغم وجوده وتأثيره على أفكار الناس وتوجهاتهم وسلوكهم، وهو واحد من العوامل والأسباب الهامة المحركة للثورات. والنظر للأمور من زاوية الصراع الحضاري يجعل رؤية النتائج والمآلات أكثر وضوحا وحتمية. الحضارة الإسلامية انكمشت ثم ضعفت ولكنها لم تزول رغم هدم دولة الخلافة، وبقيت كامنة في فؤاد الأمة الإسلامية، واتجهت نحو الصعود خلال العقود الماضية. عمق تأثير الإسلام في الأمة الإسلامية جعلها تصارع حضارة الغرب بنفسها وأحزابها الإسلامية. وصراع الحضارات هذا كان موجودا قبل حدوث الحراك الثوري، وقد ازداد أثناء الثورات وبعدها. لقد بدأت الحيوية تدب في الأمة الإسلامية إثر الهزات العنيفة التي مرت بها الأمة، وعادت ثقة المسلمين بحضارة الإسلام، وبدأت مؤشرات ذلك تظهر من خلال حالة الصحوة الإسلامية ونشوء حركات إسلامية متعددة، وانحياز الرأي العام لمن يرفع شعار الإسلام. فكان لا بد من حدوث التغيير. هناك مؤشرات على انكماش الحضارة الغربية في بلادها، وانكماشها وتراجعها بشكل كبير في العالم الإسلامي، وقد استنفدت الحضارة الرأسمالية أغراضها في بلادنا، فكان لا بد من تحرك شعوب الأمة في صراعها لبقايا هذه الحضارة. لتحل محلها حضارة الإسلام. أحداث 11-9 -2001 وإعلان امريكا الحرب على الإرهاب ومشروعها الإمبراطوري في العالم كان إذكاءً وتسريعا للصراع الحضاري بين الغرب والمسلمين، وأدى إلى انحياز المسلمين نحو حضارتهم. التغيير يأتي من قبل الناس في نفوسهم أولا وكنتيجة سببية يغير الله ما بهم من حال رفضوه إلى حال جديد أرادوه، التغيير الحضاري يكون في العادة بطيئا لكنه يكون تغييرا أكيدا وعميق الجذور. عندما لا يحدث التغيير طبيعيا وتبلغ الأمور حد التأزم عند طغيان الفساد، لا بد حينها من نبذ هذا الاختلال وإحداث التغيير، لأن سنة الله تقضي بسرعة هلاك الظالمين وعقوبتهم في الدنيا. إحداث التغير بالثورة يأتي بفعل عوامل داخلية وخارجية كثيرة ومنها شدة الظلم والتجبر والفساد وفقدان الكرامة والحرب على فكر الأمة وهويتها وحضارتها. الصراع التدافعي بين الأمة وحكامها بهدف إزالة الظلم والظالمين يحدث عند وصول الظلم والتجبر من الحكام إلى حد الأزمة المحرك للثورة. وهذه الثورة سنة ربانية تحدث بوجود أسبابها. الحراك الثوري الهادف لإزالة ظلم الأنظمة، يعبر بشكل جلي عن السعي هدم الأنظمة التي تمثل أذرع حضارة الغرب، وتعبر عن انحسار حضارة الغرب في نفوس المسلمين وسعي الأمة نحو البديل الحضاري الأمثل. الحكومات العميلة لم تدرك طبيعة مرحلة الصراع التي تعيشها الأمة، وتظن أن قوتها العسكرية وأمنها ومخابراتها كافية لحماية عروشها في وجه غضب شعوبها. غضب الشعوب وصل أوجه نتيجة لأسباب متعددة من أهمها شعورهم بالظلم والفساد وبجبروت الحكام وتخاذلهم أمام الدول الرأسمالية الظالمة وخذلان أهل فلسطين وغيرها من الأسباب، ولكنها شروط غير كافية لحدوث الثورة وهي بحاجة إلى اسباب هامة مثل وجود شرارة ورؤية لفكر بديل. شروط الثورة كانت كامنة في تونس، وأضيف إليها صراع حضاري شديد بإعلان النظام البائد الحرب على الإسلام وحملة دعوته بالدعوة السافرة إلى العلمانية الملحدة وإغلاق المساجد والتضييق على مصليها ومحاربة الحجاب وغير ذلك من البلايا. شرارة الحراك الثوري كانت من تونس لأن جرعة الصراع الحضاري بالإضافة إلى كافة أشكال الظلم فيها قد بلغ مبلغه، وتحرك الناس لوجود أفق للتغيير وفق رؤية حضارية بديلة عن حضارة الغرب. كسرت الشعوب حاجز الخوف وكل الحواجز التي تقف في طريقها فحدثت الثورة، وكان حراكها بشكل جماعي وعفوي من قبل المسلمين في تونس، ثم انتقلت إلى البلدان المجاورة بتأثرها بثورة تونس ولوجود شروط كامنة للثورة فيها. المرحلة التي نمر بها هي مرحلة تصفية الحكم الجبري الطاغوتي الظالم، وتكون فرصة الإسلاميين الوسطيين لتولي الحكم خلالها كبيرة ولكن الأمور حضاريا سرعان ما ستتجاوزهم، وسيتبعها حتما مرحلة حضارية جديدة هي مرحلة الخلافة الراشدة إن شاء الله. اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
أسامة الثويني قام بنشر August 28, 2012 ارسل تقرير Share قام بنشر August 28, 2012 شكرا أستاذ يوسف على التلخيص ومحاولة التركيز. قلت : "البعد الحضاري في الصراع عامل يغفله الكثيرون رغم وجوده وتأثيره على أفكار الناس وتوجهاتهم وسلوكهم، وهو واحد من العوامل والأسباب الهامة المحركة للثورات. والنظر للأمور من زاوية الصراع الحضاري يجعل رؤية النتائج والمآلات أكثر وضوحا وحتمية" هل من أمثلة واضحة على تأثير البعد الحضاري في الصراع على توجهات الناس وسلوكهم أثناء الثورات؟ مثال مفترض لتوجه أو شعر ثوري: لا رأسمالية ولا ديمقراطية...شرعة شرعة إسلامية قلت : "الحراك الثوري الهادف لإزالة ظلم الأنظمة، يعبر بشكل جلي عن السعي هدم الأنظمة التي تمثل أذرع حضارة الغرب، وتعبر عن انحسار حضارة الغرب في نفوس المسلمين وسعي الأمة نحو البديل الحضاري الأمثل" سؤالي هو ذات السؤال الأول. قلت: "شرارة الحراك الثوري كانت من تونس لأن جرعة الصراع الحضاري بالإضافة إلى كافة أشكال الظلم فيها قد بلغ مبلغه، وتحرك الناس لوجود أفق للتغيير وفق رؤية حضارية بديلة عن حضارة الغرب" أفهم الرؤية الحضارية البديلة هي الرؤية الإسلامية كمبدأ ينبثق عنه نظام. كلنا شاهد أحداث الثورة التونسية، وأزعم أن تحرك الناس لم يلحظ عليه هذا الذي تركه أستاذ يوسف. وللتأكيد فإني أحيلك إلى مقابلة أخينا رضا بلحاج الناطق الرسمي باسم حزب التحرير في تونس- مع التلفزة التونسية الرسمية، حينما اتفق مع المقدم على أن تحرك الثورة لم يكن تحت شعارات إسلامية، إنما كان منطق الثورة هو دفع مفسدة (حسب تعبير الأستاذ رضا)، أما جلب المصلحة فهو في مرحلة لاحقة. والمقابلة موجودة في المنتدى. على أية حال، وكما يقال بالمثال يتبين المقال. وأحسب أن هذه العبارت الثلاث التي اقتبستُها من تلخيصك تحتاج إلى أمثلة واقعية، وليس أفكاراً متصورة ومرتبة منطقيا. تحياتي اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
يوسف الساريسي قام بنشر August 28, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر August 28, 2012 (معدل) السلام عليكم حياك الله أخي اسامة على تفاعلك مع الموضوع ونقاشك يمس جوهر الفكرة التي أطرحها، وتخليص الموضوع ربما يساعد أكثر في التحديد وبلورة الرؤية، أنت تذكر الملاحظات التالية: هل من أمثلة واضحة على تأثير البعد الحضاري في الصراع على توجهات الناس وسلوكهم أثناء الثورات؟ مثال مفترض لتوجه أو شعر ثوري: لا رأسمالية ولا ديمقراطية...شرعة شرعة إسلامية الرؤية الحضارية البديلة هي الرؤية الإسلامية كمبدأ ينبثق عنه نظام. وأزعم أن تحرك الناس لم يلحظ عليه هذا الذي تركه أستاذيوسف طبعا أنا لا أدعي أن الحراك الثوري هو من أجل تطبيق نظام الخلافة الإسلامية لأن هذا لم يحصل، ولم يكن بهدف محاربة وهدم النظام الرأسمالي المطبق في البلاد، فهذا أيضا لم يرفع كشعار ، والشعارات التي رفعت هي اسقاط النظام وإزالة الظلم وإنهاء الطغيان وتطهير البلاد من الفساد وايقاف امتهان الكرامة الإنسانية وهي كلها شرور ومفاسد سعى الناس لهدم النظام الذي يراعاها وتغييره بنظام آخر يزيل كل هذه المفاسد. فكانت الثورات تعبيرا عن احتجاج وغضب للمجاهرة بمطالب اجتماعية وسياسية واقتصادية انطلقت بدوافع معينة وقادها اشخاص من حركات شعبية في حين لم تقم الأحزاب التقليدية بإشعال الثورات ولم تتمكن من قيادتها، وهذه الحركات الشعبية التي قادت الثورات ليس لها برامج ايديولوجية، ولذلك كانت النتيجة الطبيعية أن الحراك الثوري لم يحقق اهدافه بل تم اخراج النظام القديم باسلوب جديد، فتم الالتفاف على الحراك الثوري من خلال تغيير وجوه الحكام وليس باسقاط أنظمة الحكم، لذلك فشعار الشعب يريد اسقاط النظام لم يتحقق فعليا. أعود لموضوع الصراع الحضاري والحراك الثوري لتوضيح رايي فيما حدث، فاقول: إن الحدث التغييري الثوري قد شاهده العالم بأجمعه وعاشه من عاشه من المسلمين ابناء تلك البلاد، وليس بالضرورة أن يفهم الحدث من عاشه أو من سمع به، فراكب السيارة مثلا يحس أن السيارة تنقله من مكان لآخر ولكنه ليس بالضرورة يكون مدركا آلية عمل السيارة والقوانين التي تتحكم في سيرها وأسباب تسييرها. فلما نظرت في أسباب الثورة وجدت أن الثورة لا بد أن تحدث في النفوس أولا طبقا لسنة ربانية هي "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"، فذكرت التالي: "حين ازدادت الدوافع الداخلية الكامنة في نفوس الناس إلى حد فاقت واستعلت على الضغوط الخارجية التي فرضها الحكام فاستوى لدى الناس وزن الموت ووزن الحياة، اقتضت إرادة الله أن يحدث التغيير والتدافع بين الشعوب وحكامها، فتكسر الشعوب حاجز الخوف وكل الحواجز التي تقف في طريق الإنسان فتحدث الثورة." فهناك تدافع بين قوتين قوة ضغط الحكام بالقهر والجبر وهي قوة خارجية تؤثر في الناس، في مقابلها هناك قوة أخرى من داخل النفوس لها اسباب دافعة وكامنة تضغط للتغلب على القوة الخارجية القاهرة لتغييرها. والثورة تحدث عندما تصل الدوافع الداخلية إلى مستوى من الضغط النفسي بحيث تكسر حاجز الضغط الخارجي المفروض جبرا من الحكام. وعندها يستوي لدى الثوار وزن الحياة والموت في سبيل القضية التي يضحون من أجلها. هذا هو واقع الثورة وهكذا تتحرك ظاهريا، ولكن البحث يجب أن يسلط على سبب السبب أي على الأسباب النفسية التي تدفع الإنسان إلى التمرد والثورة على الوضع القائم الضاغط بشدة على الناس كابتا انفاسهم. إذن فالعلاقة بين الثورة وأسبابها علاقة سببية أو من الأدق بأن نسميها سننية إذن فالأسباب النفسية للثورة هو ما يجب أن نتوجه إليها ونركز عليها لتفسير أسباب الثورة وسننها. من الواضح لنا أن البوعزيزي عندما أحرق نفسه في سيدي بوزيد في تونس في شهر 12/2010 ورؤية الناس لهذا المشهد دفعهم للثورة والانتفاضة على حكم بن علي. فما الدافع النفسي وراء فعل البوعزيزي وأهالي سيدي بوزيد؟ البوعزيزي خريج يحمل شهادة جامعية وهو فقير لم يجد عملا مما اضطره للعمل كبائع خضار، ووجد لنفسه مكانا في أحد زوايا الشارع العام الذي طلب فيه الرزق عند تزاحم الأقدام، ولكن السلطات لاحقته في لقمة عيشه وحاولت منعه من البيع في ذلك المكان، ثم قامت إحدى الشرطيات بضربه وإهانته وعندما ذهب للشكوى في قسم الشرطة لم يسمع له أحد. فماذا فعل؟ قام بإحراق نفسه أمام الجميع ليعبر عن غضبه تجاه ما حدث له من مضايقات في البيع نتيجة قوانين فرضتها الدولة التي لم توفر له العيش الكريم ولا العمل المناسب، واللحظة التي ثار فيها كانت عندما أهانته "أمرأة" باسم الدولة والأدهى أنه لم يجد آذانا صاغية للشكوى والمحاسبة، فعبر عن شحنة الغضب في نفسه بوسيلة (لا يقرها الشرع ولا نقرها طبعا) ألا وهي حرق نفسه، للفت نظر السلطات وكذلك الناس إلى انسداد الأفق في إمكانية العيش الكريم والإهانة من شرطية باسم الدولة ثم لا مجال للشكوى والمحاسبة. أما الناس من أهالي بلدته فأحسوا بما أراد أن يعبر عنه البوعزيزي، فكانت هذه الحادثة بمثابة شرارة الانفجار، لأن شروط الثورة كانت كامنة في النفوس قبل ذلك ولكنها كانت تنتظر السبب المباشر أي الشعلة التي أشعلها البوعزيزي. فمن الواضح هنا أن الأسباب النفسية لثورة الثوار هي الشعور بالظلم الشديد لما حصل للبوعزيزي وإهانة الكرامة وإنسداد أفق التغيير بالشكوى والمحاسبة، وكذلك تغول أجهزة الدولة وتعسف وظلم قوانينها المطبقة على الناس، فدفعهم إلى التحدي السياسي بإظهار التذمر بشكل جماهيري ورفض الظلم والقهر والتغول والتجبر وإهانة الكرامة الإنسانية، ثم إنسداد أي بصيص أمل في التغيير أو تحسن الأوضاع المعيشية والإنسانية، هذا بالإضافة إلى أسباب أخرى مختزنة في فؤاد الناس عن ملاحقات أجهزة الأمن للناس في المساجد والمدارس والجامعات والشوارع وكل زاوية. كل هذه الأسباب مجتمعة تشكل الدافع للثورة ضد الظلم والقهر والجبروت. تم تعديل August 28, 2012 بواسطه يوسف الساريسي اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
يوسف الساريسي قام بنشر August 28, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر August 28, 2012 (معدل) استكمالا لما ورد أعلاه: لكن دعنا ندقق أكثر -وهنا الإضافة التي أضفتها للموضوع بإبراز عامل الصراع الحضاري- ماذا لو حدث هذا الأمر في الكونغو أو مدغشقر مع وجود نفس الأسباب والشروط، هل كانت ستحدث ثورة؟ جوابي هو لا، ولكن لماذا؟ رأيت أن الأسباب المذكورة لها طاقة دافعة كامنة، لكن السبب الدافع غير ظاهر ولكنه موجود ومؤثر، والمشكلة أن أحدا لا ينتبه إليه تقريبا، ألا وهو الصراع الحضاري في المنطقة. ولكن لماذا الصراع الحضاري؟ لأن حضارة الإسلام عميقة الجذور في مجتمعات المسلمين حتى مع غياب دولة الخلافة عن الوجود منذ حوالي قرن من الزمان. السؤال الحقيقي الذي يجب أن يسأل هو: ما مدى تأثر إحساس المسلمين بالظلم والقهر والعدوان بما لديهم من عقيدة ومفاهيم إسلامية؟ ومدى تأثير هذه العقيدة والمفاهيم على سلوكهم تجاه التغيير على حكامهم الظلمة؟ نظرت فرأيت أن المسلمين عموما -كشعوب- يندفعون في الكثير من أعمالهم من خلفية شعورية وراءها فكر اختزنته الأمة في فؤادها الجماعي، وهو ليس بالضرورة واضح التعبير وواضح التأثير، ولكنه قائم وموجود في نفوس المسلمين، حتى عند غير الملتزمين بالأحكام الشرعية في حياتهم، ولكنه موجود بحكم التراث والعادات والثقافة والرأي العام. وهذا يظهر للمدقق الواعي فقط وليس للعامة. ولكن كيف يؤثر ذلك في نفوس الناس؟ النفس الإنسانية ابتداء تكره الظلم والقتل بحكم الفطرة الإنسانية، ولكن عندما يقع الظلم على مسلم شعوره إسلامي بخلفية حضارية إسلامية (عقيدة ومفاهيم) فإن إحساسه بوقع الظلم وتأثيره يكون أكبر وهذا ما يسميه الحزب بالإحساس الفكري. وكذلك الأمر عندما يرى المسلم ابن تونس أن أهل فلسطين يقتلون من قبل يهود يشعر بالظلم كغيره من بني آدم حيث فطره الله تعالى على كره الظلم والظلمة، ولكنه كمسلم يشعر أكثر بذلك بحكم إسلامه وأخوته الإسلامية وقربه العاطفي والمكاني من قضية فلسطين. كذلك عندما يرى حكامه ساكتون بل متآمرون مع يهود فإنه يمقتهم، ولكنه كمسلم يمقتهم أكثر ويزداد حنقه عليهم بحكم أثر حضارته الإسلام على نفسه. كذلك عندما يهان الشخص ويضرب وتداس كرامته فهو بحكم الفطرة الإنسانية التي خلقه الله عليها يثأر لكرامته ويدافع عن نفسه، ولكنه عندما ينطلق من خلفية حضارية إسلامية يكون ثأره لكرامته ودفاعه أكبر وأعظم لأن شعوره ومفاهيمه الإسلامية تزيد من غليان هذا الشعور والغضب في نفسه. وهو عندما يدافع عن نفسه ضد من يحاول قتله وقتل أقاربه وجيرانه، فهو ولا شك يخرج مخزونه الشعوري الحضاري الإسلامي ليدافع عن نفسه وعن من يحب، ويستذكر مفاهيم الشهادة والجنة والعزة الإسلامية. ويصبح شعاره "ما إلنا غيرك يا الله" . وعندما يدافع المسلم عن التعدي على أعراض نساء المسلمين، فإنه ولا شك يثأر لذلك وتأخذه الحمية الإسلامية للانتقام ممن يعتدي على الأعراض ويكون دافعه الإسلام وحضارته، في حين لا توجد نفس هذه الغيرة عند غير المسلم. من كل هذا نجد أن هنالك دافعا كامنا في الخلفية الثقافية والحضارية للمسلم (عقيدة ومفاهيم) تجعله مختلفا عن غيره من البشر الذين لا يحملون فكرا مؤثرا، شاء هو ذلك أم أبى، وعى ذلك أو لم يعيه، وهذا الدافع الكامن في النفوس وفي الشعور عند المسلمين هو بتأثير الحضارة الإسلامية، تأثير الحضارة الإسلامية له أثران الأول: أنها تجعل جرعة الشعور بالظلم والغضب ضخمة، والثاني أن سلوكه العملي وتحركه تجاه الثأر للكرامة والدفاع عن النفس أضعاف ما لدى غير المسلم، لأن هناك أمر يغذي هذا الشعور وذاك السلوك من الداخل النفسي المتأثر بما في النفس من أثر للحضارة الإسلامية. وكلما ازداد أثر الحضارة في النفوس كلما ازدادت إمكانية التحدي للظلم، وكلما ابتعد المسلم عن حضارته كلما قل شعوره وإحساسه الفكري بالظلم وإهانة الكرامة والدفاع عن النفس والعرض. وعندما يتأجج الصراع الحضاري في المجتمع بين الإسلام وأصحاب المشروع العلماني عندها يزداد تأثير الحضارة الإسلامية في نفوس المسلمين، وتكون دوافع الثورة والتحدي والتمرد أكبر وأعظم، وهذا الأمر كانت جرعته من الصراع الحضاري في تونس أكثر من غيره من بلاد المسلمين. إذن فهذا هو سر كون الصراع الحضاري هو من أهم الأسباب المحركة للثورة لأن أثر العقيدة والمفاهيم الإسلامية كمفاهيم أعماق لم تمح من نفوس الثوار، وإن كانت غير بارزة لديهم في الأقوال والشعارات والغايات، لذلك فاستشهادك بقول رضا بلحاج: أن تحرك الثورة لم يكن تحت شعارات إسلامية، إنما كان منطق الثورة هو دفع مفسدة (حسب تعبير الأستاذ رضا). فهذا طبعا صحيح ولا يمكن أن ننفي أن الثورة انطلقت لدفع مفسدة، ولكن ما أشير إليه في الصراع الحضاري أن الإنسان لا يمكن أن ينفصل عن فكره وشعوره، فالشعور بالمفسدة والتحرك تجاه تغييرها يتأثر بما لدى الإنسان من عقيدة ومفاهيم نابعة من حضارته ومختزنة في فؤاده حتى وإن كانت غير مبلورة. لذلك أقول بأن أثر الصراع الحضاري يكون في أمرين: في زيادة الشعور بالفساد والظلم، وفي الاندفاع الزائد نحو التغيير، حيث يتذكر المسلم مفاهيم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والشهادة والجنة والحمية والإسلامية. وهنالك أمر آخر لا بد من معرفته أثناء محاولتنا فهم وتفسير الأمور في المجتمعات ألا وهو ربط الحراك الثوري بسنن الله تعالى في المجتمعات وخصوصا سنة التدافع بين الناس، فالله تعالى يسخر لكل قوة ظالمة قوة أخرى تدفعها وتوقفها عند حدها، ويسلط الله الأخرى على الأولى بتدبير حكيم منه، وذلك منعا لتعميم الفساد في الأرض ولتبقى الحياة متوازنة لا يطغى فيها أحد طغيانا يفسد كل شيء، وكذلك وبنفس سنة التدافع هذه يسخر الله بعض الناس لدفع فساد الظلمة والطغاة، لئلا تهدم بيوت العبادة ومنها مساجد الله التي يذكر فيها اسمه. وهذه السنة الربانية أي سنة التدافع تكون في العادة بين قوتين عسكريتين، ولكن قد تكون ايضا بين الحكام والشعوب، وهذا ما ذكرته في المقالة من أسباب الحراك الثوري، بأن الله تعالى دفع بعض الناس (الثوار) للثورة ضد البعض الآخر (حكام تونس) لوقف الإفساد في الأرض ووقف هدم مساجد الله بمنع إقامة اسم الله فيها. فهذه السنة الربانية (التدافع) تحركت وتفاعلت عند وجود أسباب وشروط محددة بفعل الله وتسليطه الثاني على الأول فكانت الثورة التونسية ثم الثورة المصرية ثم الليبية ثم السورية بتدبير من الله تعالى، ولله جنود السموات والأرض. هذين الأمرين الصراع الحضاري وسنة التدافع، هما ما لفتا نظري عند التعمق في دوافع الثورة التونسية ثم المصرية ثم الليبية ثم السورية، ومن الشواهد الدالة على ذلك هو ارتفاع وتيرة الصراع الحضاري بعد الثورات بشكل ملفت للنظر وغير مسبوق مما لا تخطئه عين المراقب، حيث طفى دعاة الإسلام والحركات الإسلامية على السطح كبديل حضاري للحكام الظلمة وللحضارة الغربية التي تحكمت فينا ردحا تعيسا من الزمن، وكذلك تحررت المساجد وبيت الله من المخربين الظلمة وتنفست الحركات الإسلامية الصعداء بعد زوال الظلمة المتجبرين. وقبل حدوث الثورات كان أثر الصراع الحضاري بارزا في المجتمعات حيث كانت المظاهر الإسلامية التعبدية تزداد كل يوم وتزداد معها الحركات الإسلامية ويزداد إقبال الناس على دينهم، وكانوا يخرجون في مظاهرات كلما حصل شيء للمسلمين في العراق أو فلسطين أو الاعتداء على شخص الرسول من خلال الرسوم المسيئة وغير ذلك العشرات من الشواهد التي لا حصر لها والتي تعبر عن أثر الحضارة الإسلامية في الشعوب الإسلامية والأخوة الإسلامية، برغم القيود والحدود والتنكيل والسجن والتعذيب والطرد من الوظائف وغير ذلك هذا ما أراه بشأن أثر الصراع الحضاري في الحراك الثوري وهو اجتهاد فكري حاولت لفت النظر إليه وإلى أهميته، وتوقعت واستشرفت بأن يستمر هذا الصراع الحضاري بعد الثورات وأن يؤتي أكله بإحلال الحضارة الإسلامية إحلالا كليا مكان حضارة الغرب الرأسمالية في وقت قريب بإذن الله. تم تعديل August 28, 2012 بواسطه يوسف الساريسي اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
أسامة الثويني قام بنشر August 29, 2012 ارسل تقرير Share قام بنشر August 29, 2012 صدقاً أخي يوسف، أشعر أنك تبذل مجهودا مركزاً في محاولة فهم "ميكانيكية"حركة الإنسان، وهو مجهود تشكر عليه. وصدقاً أخي يوسف، قرأت تعليقاتك الأخيرة، وقلبتها يمنة ويسرة، لعل أجد فيها ما يدعم فكرتك وتفسيرك، ولكن عسُر علي! ربما المشكلة لدي.. مرة أخرى، أخي الكريم، حديثنا عن الثورات وليكن عن الحالة التونسية تحديداً. ألا ترى أنه في محاولاتك كلها- إلى الآن- لم تأت بأمثلة واقعية على قضية توجيه الثورة الوجهة الحضارية؟! ليس موضوعنا فهم ارتباط الفكر بالسلوك، وليس موضوعنا اتجاهات الرأي الأمة لدى الأمة، وإن كانت ثمة ارتباطات غير مباشرة لهذه الأفكار- الموضوع هو تحديداً الثورات. لا أريد أن أتعبك أخي الكريم، ولكن يبدو لي أن "الثغرة" في البحث هي قولكم : "ولكن ما أشير إليه في الصراع الحضاري أن الإنسان لا يمكن أن ينفصل عن فكره وشعوره" أقول: بل قطعاً يمكن أن ينفصل الإنسان عن فكره وشعوره، فلا يزن الزاني حين يزن وهو مؤمن. أليس كذلك؟! مرة أخرى، أقول نعم ربما تخفى الدوافع لسلوك جماعة بشرية ما، وتحتاج لجهد فكري لسبر أغوار ذلك السلوك الغريب والمفاجئ..ولكن المسألة هي في اختفاء المؤشرات "الحضارية" للسلوك الثوري في بلاد العرب إلى درجة أقرب إلى العدم! اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
يوسف الساريسي قام بنشر August 29, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر August 29, 2012 (معدل) السلام عليكم ذكر أخونا ابو عبيدة العسقلاني بعض الملاحظات -واعذرني للتأخر في الرد عليها- وأود التعقيب عليها كالتالي: بالنسبة لسؤال: لماذا اقتصرت الثورات على بلاد العرب ولم تصل لبلاد أخرى فيها نفس ظروف القهر الحضاري، فأود القول بأن للثورة شروطا وأسبابا بمعنى عوامل مختلفة منها الذاتية والموضوعية ، وأي بلد أو اقليم أو حتى مدينة في منطقة ما من بلد ما تحدث فيه ثورة إذا توفرت جميع هذه العوامل اللازمة ، ولا تحدث الثورة إذا اختل أحد اسبابها أو شروطها اللازمة أو في حالة وجود موانع من حدوث الثورة. وقد تتأخر الثورة زمنيا بفعل معيقات معينة، أو تتقدم بتوفر شروط مساعدة لكنها تحدث في النهاية، لأن المعيقات والشروط المساعدة ليست لازمة بالضرورة للثورة وهي تسهل أو تصعب الحراك الثوري فقط ولكن لا تمنع حدوثه. أما لماذا اقتصرت الثورات على بلاد العرب فهي حصلت في بعض البلدان العربية وليس كلها ولم تحدث في بلاد العجم من المسلمين. فلم تحدث الثورة في دول الممالك والمشيخات كدول الخليج أو السودان أو الأردن، لأن اسباب وشروط الثورة لم تكتمل، فمثلا الصراع الحضاري بين الأمة وحكامها هناك قليل بسبب عدم اصطدام أنظمة الحكم مع حضارة الإسلام بشكل عنيف وهذا يجعل حدوث الثورات غير مرجح، بالإضافة إلى أن أحوال الناس ومعيشتهم في دول الخليج جيدة إلى حد ما مما يشكل عائقا أمام حدوث الثورات. أما بلاد العجم من المسلمين وبرغم القمع وظروف القهر الحضاري –كما ذكرت- فلم تحدث فيها ثورات، فنعزوها إما لأن أسباب وشروط الثورة لم تكتمل، أو لوجود موانع تمنع حدوث هذه الثورات، على الرغم من معاداة حكام تلك البلاد السافر للإسلام ومنع حملة دعوته من العمل وقيامهم بقتل حملة الدعوة والتضييق الشديد عليهم كما يحصل في اوزبكستان. فخذ مثلا مذبحة انديجان سنة 2006 وكيف قام المجرم كاريموف بقتل المسلمين هناك استباقا منه لحدوث ثورة أو انقلاب عليه فافتعل حادثة السجن في انديجان لنزع فتيل الثورة في بلاده واجهاضها قبل حصولها حيث كان يحس باقتراب حراك ثوري يطيح براسه. وهذا شكل مانعا من حدوث الثورة في بلده للفترة التي تلت هذه المذبحة. فلا يكفي مثلا وجود الظلم والفساد والجبروت لحدوث الثورة بل لا بد من وجود شعور لدى جمهور الناس بالغضب والرفض النفسي لهذه الأمور ووصول الظلم والفساد إلى حد الطغيان المحرك للثورة، ووجود قيادات ميدانية تقود الناس وتوجههم للتحرك ضد أعمال الحكام الظالمة والفاسدة. وخلاصة الأمر وهو ما نريد أن نتعلمه من هذه الثورات بأن للثورة عوامل منها السبب ومنها الشرط، فإذا اكتملت جميع العوامل المسببة للثورة مع غياب جميع العوامل المانعة والتغلب على العوامل المعيقة، فإن الثورة ستحدث لا محالة، ولكنها في توقيتها قد تحتاج أحيانا إلى ظرف ذاتي خاص كشرارة تشعل الثورة كما حصل مع البوعزيزي ثم انتقال هذه الشرارة إلى الدول المجاورة كمصر وليبيا وسوريا. وأرى -وهو الاهم في رأيي- أنه يجب علينا القيام بدراسة وافية نقوم فيها بعملية تشخيص وتوصيف واستنتاج القابل للتعميم وكذلك التنبؤ بالثورة من خلال معرفتنا لجميع العوامل المحركة للثورة وتحديد كذلك الموانع والمعيقات أمامها، بهدف الخروج بـ"نظرية" حول الثورات بحيث يمكننا من استنباط سنن وقوانين الثورات، ومن ثم القدرة على تسريع أو إبطاء عملها من خلال التحكم في عواملها، وهذا هو معنى أخذ العبرة من الأحداث التاريخية وهو كذلك معنى الأخذ بالأسباب. أما بشأن سؤالك الثاني حول أمريكا وبريطانيا، وكونهما تتصارعان على مصالحهما، وهل كل صراع على المصالح يكون بالضرورة مستنداً على خلاف فكري؟ فجوابه أن الإنسان يندفع في الحياة وفق ما يراه مصلحة له، والذي يحدد المصلحة هو الفكر الذي يحمله، وحين تتعارض المصالح بين الناس يحدث الصراع، لذلك ومع وجود شبه اتفاق في المبدأ بين امريكا وبريطانيا، ولكن ذلك لا يمنع من اختلافهما وصراعهما على ما يريناه مصلحة لكل منهما، والسبب ان الفكر الرأسمالي لا يوحد بين الناس في الشعور والأهداف، لأنه فكر يقوم على الأنانية والمنافع والربح، ويحدد بأن العلاقة بين الإنسان وغيره هي علاقة الرغيف آكله أنا أو تأكله أنت. فتصوير الحياة في الحضارة الرأسمالية بأنه المصلحة، وجعلهم مقياس أعمالهم هو المنفعة، يجعل الصراع طبيعيا بين أتباع هذا المبدأ، بل يجعل الصراع داخل البلد الواحد بين الغني والفقير والقوي والضعيف راحجا بل محتما. لذلك فالعلة في ذات الفكر الرأسمالي من حيث أنه هو من يجعل الصراع المصلحي طبيعيا حسب الأسس الفكرية التي يقوم عليها هذا المبدأ. لذلك وإن توحدت الأفكار المبدئية عند اتباع الحضارة والمبدأ الرأسمالي، ولكن كل منهم ينظر إلى مصلحته هو، لا مصلحة مجموع أتباع المبدأ من الرأسماليين، فيحاول الحصول على الكعكة له كاملة. وإذا لم يستطع، تشارك مع غيره من المنافسين في اقتسامها. وادرس إن شئت النظام الاقتصادي الرأسمالي القائم على ميكانيكية الثمن حرية السوق، المبني على البقاء للأصلح والميكيافلية، لتعرف حقيقة الجشع الرأسمالي الاستعماري. مع تحياتي تم تعديل August 29, 2012 بواسطه يوسف الساريسي اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
Guest نبهاني الفكر قام بنشر August 30, 2012 ارسل تقرير Share قام بنشر August 30, 2012 (معدل) ملاحظة مهمة جدا : 1- وجود الظلم و التعسف ليس بالضرورة ان يجر الى ثورة . 2- وجود ثورة لا يعني انه لا بد ان تنتصر . تم تعديل August 30, 2012 بواسطه نبهاني الفكر يوسف الساريسي 1 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
يوسف الساريسي قام بنشر August 30, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر August 30, 2012 (معدل) السلام عليكم أخي العزيز اسامة أحيانا يكون التعب جيدا لأنه يدفع الإنسان للبحث والغوص أكثر سأبدأ أولا من حيث انتهيت بقولك : "أقول: بل قطعاً يمكن أن ينفصل الإنسان عن فكره وشعوره، فلا يزن الزاني حين يزن وهو مؤمن. أليس كذلك؟!" فاقول الكلام ليس دقيقا حيث أن الارتباط بين الفكر والسلوك هو ارتباط اجتماعي وليس ارتباطا "ميكانيكيا" والانفصال الذي يحدث يكون مؤقتا، وإذا اصبح الانفصال دائميا فعندها يكون الفكر قد تغير. أما بشأن الشعور فلا يمكن أن ينفصل الإنسان عن شعوره وفكره معا، وما يحدث حين يطغى الشيطان على قلب المؤمن فيزني أو يسرق، فهو يفقد في تلك اللحظة ارتباطه بالمفهوم الشرعي، ثم يعود ويستغفر الله ويتوب عن ذنبه ، فيكون هذا ثغرة في السلوك بشرط أن لا يتكرر، لأن تكرار مخالفة أمر الله في الكبائر يخرجه عن شخصيته الإسلامية. أما ما اعتبرته ثغرة في البحث فهو ليس كذلك، لأن سلوك الإنسان مرتبط بمفاهيمه، ومفاهيم الإنسان المسلم مرتبطة بالأحكام الشرعية والأحكام الشرعية مرتبطة ومنبثقة من العقيدة. وبما أن الحضارة هي مجموعة المفاهيم عن الحياة، فلا بد من وجود ارتباط معين بين سلوك المسلمين والمفاهيم الحضارية لديهم. لكن الارتباط ليس شاملا كل سلوكياتهم ، وكذلك هذا الارتباط بين الحضارة والسلوك ليس مباشرا، فقد ذكرت لكم سابقا أن البحث ليس عن الأسباب المباشرة للحراك الثوري وإنما عن الاسباب الكامنة وقد سميتها سبب السبب. اي الأسباب الكامنة وراء أسباب السلوك وهنا أقصد العقيدة والمفاهيم الأساسية كالمقاييسس والقناعات والتراث والعادات وعبر التاريخ والحضارة والتي تؤثر في الفؤاد الجماعي للأمة وتتحرك جماعيا بأثر منه دون وعي تام عليه. أما قولك : " مرة أخرى، أقول نعم ربما تخفى الدوافع لسلوك جماعة بشرية ما، وتحتاج لجهد فكري لسبر أغوار ذلك السلوك الغريب والمفاجئ..ولكن المسألة هي في اختفاء المؤشرات "الحضارية" للسلوك الثوري في بلاد العرب إلى درجة أقرب إلى العدم!" فقد ذكرت لك بعض المؤشرات سابقا، وهناك الكثير منها ولكنك كنت تطلب مؤشرات حضارية مباشرة تظهر في الشعارات المرفوعة من قبل الثوار، وأنا ارد على ذلك بالقول بأن الشعارات الإسلامية لم تظهر وذلك لسببين هما: أولا: الإعلام المأجور الذي تعمد عدم إظهار الشعارات والرايات والمظاهر الإسلامية. والثاني: هو رغبة الثوار في عدم إعطاء صبغة إسلامية حضارية للثورة وذلك تفاديا لقيام الأنظمة بقمع الثوار بشكل عنيف بحجة الإرهاب، ولسحب البساط من تحت أقدام الدول الغربية وجعلها لا تقف في وجه الثورات وتدعم دول الظلم. وهذا كان واضحا في تونس وكذلك في مصر، وأذكرك بنشرة للحزب في شهر 3/2011 حول الثورات وقد أكد فيها وجود تعمد لإخفاء الشعارات الإسلامية من قبل الإعلام وكذلك بشكل مقصود من قبل الثوار أنفسهم. وهذا يعني أن الصراع الحضاري وأثره موجود وقائم ومؤثر ولكنه لم يظهر إلى السطح بتعمد وقصد. يذكر د. ماهر الجعبري بتاريخ 31/7/2011 في مقالة له بعنوان "إعلام غربي يحلل...وإعلام عربي يضلل!" ما يلي: "في الحلقة قبل الأخيرة من برنامجه الذي قدمه على مدار خمس سنوات، عرض بيك بتاريخ 29-6-2011 قراءته السياسية-التاريخية للثورات التي تجتاح بلاد المسلمين بأسلوب شيق بالفعل، يحقق شعاره القائم على "مزج الترفيه بالتنوير"، وهو يبحث في التاريخ ليفهم حاضر الثورات وإلى أين وجهتها؟ لأن التاريخ عنده هو "خلف كل الأحداث"، وهو الذي يمكّن من التكهن بالمستقبل. وفي المقابل يتعامى الإعلام العربي عن التاريخ، ويقفز بسطحية إلى مستقبل منفصم عن تاريخ الأمة، ويروج له لعله يعطّل حركة التاريخ، ويؤخر تحقق حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، والذي وقف "جلن بيك" في برنامجه يتلوه بكل هدوء مترجماً على شاشة خاصة في برنامجه، إلى أن وصل "ثم تكون خلافة على منهاج النبوة" لكن أعود فاقول بأنه كان واضحا وجود بعض المؤشرات الحضارية للثورات، كاستغلال أيام الجمع بما يمثله يوم الجمعة من رمز للحضارة الإسلامية، وصلاة الناس في الميادين والتكبيرات، وتصدر أشخاص المتدينين كقادة للاحتجاجات وغير ذلك. عودة على ثورة تونس بالذات: في ثورة تونس بالذات وخصوصا في البدايات كانت المطالب بسيطة ومتواضعة، طالب فيها المحتجون بثمن لدم التاجر المتجول البوعزيزي، ثم انتقلت الى مطالب اقتصادية واجتماعية وسياسية، ثم توسعت بدعوات لإنهاء الفساد والمحسوبية والجور الاقتصادي وتهميش كرامة الناس وحقوقهم حتى استطاع أهل تونس ومنهم حزب التحرير من إدخال الثورة إلى حي التضامن بالعاصمة تونس وأصبح المطلب واضحا "الشعب يريد اسقاط النظام" والمطلب الثاني بتحييد الجيش عن الصراع ودعوته للوقوف بجانب الشعب ودعوة المتظاهرين لاعتبار الجيش جزءا من الأمة. ومن الجدير ذكره بأنه حصلت عدة ثورات سابقة في تونس منها ما يعرف بثورة الخبز وكذلك أحداث العنف التي وقعت نهاية سنة 2006 وبداية 2007 وأسفرت عن وقوع عشرات القتلى في صفوف التونسيين واتهام تنظيمات إرهابية مسلحة بها، ولكن هذه الثورة التونسية الأخيرة كانت مختلفة من حيث الدوافع والأهداف. فالثورات عموما والثورة التونسية بالذات لم تكن انتفاضة خبز، فهي لم تكن ثورة اقتصادية ولا هي ثورة فكرية حضارية، ولا كانت بالأساس ثورة سياسية لقلب نظام الحكم. وعند التدقيق في واقعها فهي أقرب ما تكون إلى ثورة ضد الظلم والتجبر والفساد وإهانة الكرامة الإنسانية، ولذلك فأدق وصف لها أنها ثورة لدرء المفاسد وثورة لهدم نظام ظلم شعبه. وأود أن أذكر لك شاهدا لما أقول من موضوع منشور في مجلة الزيتونة القريبة من حزب التحرير تحت عنوان هوية الأمة الإسلامية، ورابطه: http://www.azeytouna...Selectie074.htm "وأما درس الواقع.. فقد «أثبت لنا تاريخ صراع الأفكار والمذاهب في القرن الأخير في المجتمعات الإسلامية أن الأمة الإسلامية رفضت محاولات إسقاطها النهائي أمام الأمم الأخرى وحضاراتها،... وأنها لا تزال تحتفظ بجوانب من القوة في مقوماتها الإسلامية وخصائصها الذاتية المستغلة، على الرغم من غزو الحضارة الغربية لقيمها وحياتها وسلوك أفرادها»(9)، ولا تزال ترى أن الإسلام هو المنهج الذي يمثل خصائصها، ويحدد هويتها، ويرسم الطريق الأمثل والوحيد إلى أهدافها الحضارية.. وليس أدل على ذلك من هذه الصحوة الإسلامية، وتلك الجحافل الساجدة لله. بالفكر والسلوك.. الساعية إلى إخراج الأمة الإسلامية من التبعية إلى الريادة وقيادة البشرية " أرجو أن أكون قد وفقت في الإجابة على تساؤلاتك، وأن أكون قد وفقت في عرض وجهة نظري حول أثر الصراع الحضاري على الحراك الثوري. والله الموفق وعليه التكلان تم تعديل August 30, 2012 بواسطه يوسف الساريسي اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
يوسف الساريسي قام بنشر September 3, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر September 3, 2012 (معدل) السلام عليكم بمناسبة النقاش الذي حصل حول الثورات ومسألة الصراع الحضاري، وبروز الإسلام كعامل محرك للثورات، رغم محاولة الإعلام طمس ذلك، فأود أن أعرض على حضاراتكم ملخصا لرأي الحزب في الحراك الثوري الذي حدث في البلاد العربية كالتالي: أولا : نظرة على انتفاضات الشعوب الإسلامية – تونس وما بعدها بتاريخ 28/2/2011 الانتفاضات المتلاحقة هي مباركة، وهي أعمال عفوية تدل على معدن الأمة الإسلامية الكريم، وهي أمة حية ولو كانت في رقاد الأمة كسرت حاجز الخوف وإنها تستطيع أن تحدث التغيير، وأن تقف في وجه الظالم الانتفاضات تشكل دليلا حسيا على صحة طريقتنا وصواب نظرتنا لانهاض الأمة حركة الأمة في الميادين والشوارع لا يقيم الخلافة بحد ذاته، ولكنه يوجد أجواء تساعد على إقامتها، بل لا بد من أخذ النصرة من أهل القوة خاصة الجيوش. زيفت وسائل الإعلام صبغة الانتفاضات فصورت المسلمين بأنهم علمانيون يبحثون عن دولة لا وجود للدين فيها، وقد تواطأ على هذا الحكام ووسائل الإعلام وبعض قادة الحركات الإسلامية الابتعاد المقصود كان لأسباب وهي: العقلية الإنهزامية للقادة والسياسيين، ورؤيتهم بأن التغيير لا يحصل إلا بموافقة الكفار وهم لن يسمحوا بتغيير حقيقي ينقلب على قواعد العلاقة مع الغرب. وسائل الإعلام تصور الانتفاضات بأن موضوعها الخدمات والحريات والناس تريد دولة مدنية ديمقراطية صحيح أن الناس يريدون التخلص من القمع والاضطهاد وجبروت الأنظمة، وصحيح أنهم يريدون التخلص من الفقر ويريدون تحسين الخدمات ولكنهم بالتأكيد لا يريدون العلمانية ولا يريدون الديمقراطية بمعناها الحقيقي. من المعروف أن المنظمين لأحداث ميدان التحرير يتجنبون عن قصد رفع شعارات إسلامية، لأن هذا في تقديرهم يضعف "الثورة" ويؤلب العالم عليها ويساعد النظام في قمعها. إننا نعرف معرفة حسية بأن الناس في العالم الإسلامي يتشوقون إلى العيش في ظل الإسلام، وأنهم حتى عندما يطالب بعضهم بالديمقراطية لا يعنون بها نظام الكفر وإنما يريدون بها التخلص من الدكتاتورية والقمع وإعطاء الناس حقوقهم. وخلاصة الأمر أن الإعلام متواطئ مع الحكام والكفار في إظهار الأمة بأنها تطالب بمطالب علمانية وأخفى كل ما يتصل منها بالإسلام النقي بصلة. ثانيا: جواب سؤال حول (الثورات) في مصر وتونس وليبيا واليمن في 11/3/2011م صحيح أن الأحداث بدأت ذاتية في كل من تونس ومصر بل وليبيا واليمن... وكان لها وقع إيجابي بأنها كسرت عند الناس حاجز الخوف من الحكام، وكانت تعلوها مشاعر إسلامية، فالناس يتحركون ويكبرون دونما خوف من بطش الحكام، ولهذا فوائده في تحريك الناس... ولذلك فإنها من هذا الوجه كانت طيبة ومباركة. هذه التحركات هي مشاعرية، وسهلٌ على القوى الدولية وعملائها اختراقها، تحقيق التغيير الصحيح يحتاج إلى أمرين: رأيٍ عامٍ منبثقٍ عن وعي عام، وليس مجرد رأي عام.ونصرة أهل القوة، وليس أي نصرة. المنتفضين الذين ثاروا -بمشاعر عفوية- على الظلم والقهر والكبت الذي فرضه الحكام الظلمة في تونس ومصر ولكم تحياتي تم تعديل September 3, 2012 بواسطه يوسف الساريسي اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
يوسف الساريسي قام بنشر September 3, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر September 3, 2012 (معدل) السلام عليكم فيما يلي عرض لبعض ما ورد في نشرات حزب التحرير في تونس مواكبة للحراك الثوري هناك، وهو يعطينا بعض الإضاءات حول واقع الثورة وتأثرها بالإسلام وحضارته وهذا قد يجيب على العلاقة بين الحراك الثوري والصراع الحضاري: والنشرات كالتالي: هذا بيان للناس ولِيُنذَروا به في 2011/02/21م حزب التحرير تونس في الوقت الذي نثمّن فيه ثورة تونس المباركة التي تروم التحرر من ظلامية المرحلة السابقة وتسعى في تحرير البلاد والعباد من الطغيان والاستبداد اللذين خنقا الحياة السياسية والاقتصادية في البلاد وتسببا في سياسة التهميش والإفقار والتجويع التي أرهقت البلاد والعباد، بالإضافة إلى السياسات التي كانت تستهدف محو هوية الأمة وحرفها عن الطريق المستقيم، وهو ما كانت تمارسه الزمرة الحاكمة. لقد واكب حزب التحرير وشبابه الثورة في تونس وشاركوا فيها سواء من خلال مقدماتها التي استمرت مدة ثلاث وعشرين سنة، حيث عانوا فيها الاعتقالات والتشريد والتعذيب والسجن وقطع الأرزاق من قِبَل النظام المقبور رأسُه، ناهيك أنهم قد حوكموا في السنوات الثلاث الأخيرة من النظام المستبد السابق أربعة عشر محاكمة، أو من خلال مشاركة الشباب في التظاهرات والمسيرات التي أسقطت نظام بن علي وعصابته تونس وحقيقة الثورة!! في 2011/03/01م حزب التحرير تونس إن الثورة في كل الدنيا هي تغيير شامل للأوضاع السياسية والاقتصادية وسائر وجوه الحياة، هي انتقال من حال سيء إلى حال حسن، هي استرجاع لحقوق الأمة وهيبتها وأموالها التي سرقها الفاسدون، واسترجاع لشخصية الأمة وهيبتها المهدورة، ... ، وليس ثائرًا ولا عاقلا من يخلع أذناب الاستعمار المستبدين بالأمة ويطالب بأفكار الغرب التي تسمح بالكفر الصراح، حربًا على الله، ويظاهر الكفار على المسلمين، ويضع في رأسه دين الغرب الذين يحاربون الأمة ودينها ليل نهار. الثورة تكون في تغيير الأوضاع القائمة تغييرا جذريا شاملا يقوم على أساس ملة الأمة في دين حكام تونس... "ممنوعٌ اتخاذُ الإسلام أساسًا" في 2011/03/16م حزب التحرير تونس تحرك الناس في تونس يوم تحركوا لينتهي استبداد ذيول الرأسمالية العفنة وأُجَرائها لوضع حدٍّ لحقبة من الخروج عن الإسلام، حقبة كان عنوانها التبعية والضلال والشقاء والعمى والجوع ونهب المال العام، لينتهي النظامُ كلُّه بقوانينِه الجائرة الفاسدة التي صُمِّمَت لتخدم الرأسماليّة ووكلاءَها في بلادنا، لينتهي كلُّ ما يربطنا بأثقال مرحلة الزيف والبطش والاستبداد والخيانات المركبة التي لا يعرف تاريخ البشرية من مثلها الكثير. وتنفس الناس الصُّعداء، وشعر كثير منهم بأننا حققنا التغيير أو بداية السير فيه!! وبدأت جموع الناس التي نادت بتغيير النظام تشعر أن آمالها باتت في طريق التحقق، لكن هذه الآمال كانت سرابا خادعا ووهما سرعان ما بانت حقيقته. لقد مارس هذا النظام سابقا ولاحقا كل سياساته مستعلياً على الناس بالقانون الذي يجسد إرادة الناس بزعمهم فحارب الحجاب ، باعتباره لباسا طائفيا، كل ذلك باسم القانون، فهم لا يؤمنون بأن أهل تونس مسلمون بل هم في نظرهم مجموعة من الطوائف إحداها طائفة المسلمين!! ، وذلك بحكم القانون! أي قانون؟! إنه قانون بن علي نفسه الذي حوربت به تونس وأهلها، وطمست به معالم الحياة فيها، فمن أين يستمد هذا القانون الفاسد شرعيته؟! هل ينتمي لعقيدة الأمة أو يصادمها وكيف تثور الأمة على فساد نظام بالٍ وتطالب بتغييره ثم تُحكَمُ به؟!! وبِأَيِّ شرعية يقرر هؤلاء في مصير الناس فيعطون أنفسهم حق منع الناس من طاعة ربهم؟!! في 2011/04/11م حزب التحرير تونس إذن فمفاهيم العلمانيّة واللّائكيّة ومرادفاتها هي مستوطنات فكريّة شبيهة بالمستوطنات العسكرية مغتصبة من الأمّة بالقهر السياسي والفكريّ، ويُراد توسيعها لتصبح احتلالا للفكر الإسلامي والفقه والتدين في مظاهره العامّة، والتضييق عليه في مظاهره الفردية. ومثال ذلك أن العلمانية لا تراعي مواعيد العبادة ومواقيتها إن كانت تخالف التوقيت الإداري أو "المصلحة" العامّة؛ وانظر ما فعله بورقيبة بالصّوم والصائمين في رمضان من استهتار. ومثال ذلك أيضا أنّ العلمانية لا تراعي الضوابط الشرعية للباس المرأة المسلمة في الحياة العامّة... ومن مقتضى العلمانيّة ّحقّ المرأة المسلمة في الزواج من الكافر ومنع الأبوين من تأديب أبنائهم بحكم أنّ القانون يحمي حرّيّة الفرد ولا يراعي الحافز الديني أو المانع الديني، وقس على ذلك. في 2011/04/20م حزب التحرير تونس في أجواء الثورة والقطع مع الماضي الظالم المتجبّر رموزًا وقيادات وقوانين، وفي سياق إرادة الأمّة المتجدّدة واستفاقتها لمحاسبة الحكّام واسترجاعها لكرامتها، في 2011/06/10م حزب التحرير تونس لقد غضبتم غضبة فرّ منها الطاغية هاربا فخرج بقية من بقاياه تقول لنا إنّ التغيير الحقيقيّ يكون بدستور جديد، ، أو بدفع من جهات استعماريّة ساءها أن تثوروا وخشيت أن تسقط مشاريعها ومخطّطاتها،. نرى بعض الناس مرتاحا لاختيار مجلس تأسيسيّ يضع للمسلمين شرعا غير شرع ربّهم! وكأنّنا شعب لا دين له ولا حضارة! كأنّنا لسنا من أمّة نزل فيها قول من بيده أنفسنا يا أهلنا وأحبتنا، والله إنّنا لنعلم أنّ الإسلام عميقة جذوره في نفوسكم ولن يستطيع أحد قلعها، وإنّنا لنعلم أنّه مُتمركز في حبّات قلوبكم ولن يستطيع الكفّار ولا المنافقون نزع حبّة من القلوب. كنتم أول من خلع الظالمين.. فكونوا أول من يقيمون الدين ي 2011/12/18م حزب التحرير تونس لقد كانت إرادة الله أن يكون أهالي سيدي بوزيد سباقين إلى اختراق حالة الخوف والرعب التي وضع النظام السابق عموم البلاد فيها، وبدا منهم عناد وإصرار قلّ نظيره تنامى في البلاد فأصبح مدّا عارما في كل أرجائها.. وحدث ما حدث وانخلع الطاغية وانفتحت الثغرة "وأتاهم العذاب من حيث لا يشعرون"، ورغم محاولات الالتفاف من المهزومين والعملاء فقد جدّدتم، ، العزم واستأنفتم الجهد وتسلّحتم باليقظة.. فكان اللقاء بيننا وبينكم في تحقيق الواجب الأهم والأعلى ولكم تحياتي تم تعديل September 3, 2012 بواسطه يوسف الساريسي اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
يوسف الساريسي قام بنشر September 11, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر September 11, 2012 السلام عليكم يطيب لي أن أذكر لكم بعض النصوص التي قرأتها مؤخرا مما يؤيد ما ذكر في موضوع "الحراك الثوري والصراع الحضاري" واليكموها: أولا: فالجمهور عبر عن احتجاجه على هذا التحالف وما نجم عنه من سياسات بحالة من اللامبالاة لإفتقاره لأدوات التحرك، وحالة اللامبالاة هي أخطر حالات الإحتجاج لأنها بمثابة طاقة كامنة تخزن في داخل الجسم الإنساني، وتبقى تتراكم في داخله دون أن يفرغها أحد، وبالتالي حين تنفجر تكون هي الأشد، ولن يكون بمقدور أحد أن يوقفها، فهل نلتقط اللحظة التاريخية ونجري التغيير المطلوب لصالح الجمهور قبل أن يفوت القطار. الرابط: http://www.maannews.net/arb/ViewDetails.aspx?ID=517040 ثانيا: إن الثورة على الطغيان إنما هي ردُّ فعل بشري فطري على الظلم المتراكم يشارك فيه كل الناس على اختلاف مشاربهم وتوجهاتهم، سواء كانت ردة الفعل سريعة أم أخَّرَها ركام الخوف والذل، بينما الحضارة لا يجيدها إلا أرباب القيم النبيلة، والتصورات الصافية الرقراقة الرحبة، لا يستطيعها إلا من يجيد التعاطي الإنساني المشترك، الرابط: http://www.alokab.com/forum/index.php?showtopic=2428 والله الموفق وعليه التكلان اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
أبو مالك قام بنشر September 11, 2012 ارسل تقرير Share قام بنشر September 11, 2012 راجع قواميس اللغة اخي الكريم تجد ان الملك يذكر ويؤنث وعلى هذا عليك اعادة النظر فيما بنيته على اساس هذا الفهم الخطأ اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
أبو مالك قام بنشر September 12, 2012 ارسل تقرير Share قام بنشر September 12, 2012 والمُلْكُ معروف وهو يذكر ويؤنث كالسُّلْطان؛ لسان العرب http://www.baheth.in....jsp?term=الملك http://www.alokab.com/forums/index.php?showtopic=49499&hl=النبوة اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
يوسف الساريسي قام بنشر September 20, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر September 20, 2012 (معدل) السلام عليكم الموضوع المعنون بـ "الصراع الحضاري: أمريكا والمسلمون ... ومعركة الصورة" في هذا المنتدى ورابطه: http://www.alokab.co...?showtopic=2722 يصب في الأسس التي ذكرت في موضوع الحراك الثوري والصراع الحضاري حيث أن الغرب أزداد شعوره بتأجج واشتعال جذوة الصراع الحضاري من خلال وجود الحراك الثوري في بلاد المسلمين. وما هذه الإساءات القذرة والمتكررة للإسلام ولرمزه الأول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام ليس في امريكا فحسب، بل تجاوزته إلى العديد من الدول الأوروبية، تعتبر من مظاهر الصراع الحضاري بين حضارتي الإسلام والرأسمالية. وكما يذكر د. ماهر الجعبري في مقالته: لذلك لا يمكن النظر إلى ما يصدر من إساءات غربية إلا أنها نابعة من "ثقافة خاصة" وموجهة ضد ثقافة متحدية، ومن ثم فإن ردة الفعل من قبل المسلمين الغاضبين هي أيضا مبنية على موقف حضاري في مواجهة موقف حضاري آخر، في حالة تصادم، وهنا تبرز معركة الرموز والصور وكذلك: إنها بكل بساطة معركة الصورة ضمن حرب حضارية بين ثقافتين عالمتين، وأمريكا تخسرها، والأمة الإسلامية تكسبها، إنه من المحتم على الأمة الإسلامية أن تخوض معركة الرموز بعزة وعنفوان، وأن ترفض محاولات الخضوع والتنازل أمام الهجوم الثقافي والسياسي عليها، ويتوجب عليها رفض دعاوى التهدئة والمهادنة، لأنها تناقض مصلحة الأمة الحيوية في استعادة البريق للإسلام كمشروع حضاري عالمي في مقابل حضارة الغرب. ولكم تحياتي تم تعديل September 20, 2012 بواسطه يوسف الساريسي اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
يوسف الساريسي قام بنشر December 24, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر December 24, 2012 محللون يحذرون: في مصر صدام حضارات وانتظروا الأسوأ القاهرة: يرى المحللون أن الرئيس المصري محمد مرسي سينجح بلا شك في تمرير الدستور المصري الجديد في الاستفتاء لكن المعركة مع المعارضة ستستمر لمدة طويلة. وحذر مراقبون من حالة من عدم استقرار طويلة المدى ستقوض من قدرة مرسي على الحكم وستصيب بعنف الاقتصاد المصري الذي يترنح على حافة الكارثة. وادت اسابيع من الاحتجاجات وزلات مرسي الى اضعاف سلطة الرئيس وشطرت البلاد الى معسكرين: الاول يساند حكم الاسلاميين وآخر يؤيد ائتلاف المعارضة المكون من قوى متباينة توحدت اساسًا بفعل رفضها الشديد لحكم مرسي. نتائج الاستفتاء ستشعل المواجهات وقال هاني صابرا، المحلل في مجموعة يوروآسيا، في بيان اعلامي "بالطبع الدستور سيتم تبنيه" في المرحلة الثانية من الاستفتاء "لكن نتائج الاستفتاء ستشعل المواجهة بين الاخوان والمعارضة غير الاسلامية". واضاف أن "هذه المواجهة التي تجري من خلال الاحتجاجات والاضرابات والمواجهات بين متظاهري الجانبين ومع الشرطة ستجعل حكم البلاد أصعب". وتراجعت قوة المسيرات المعارضة لمرسي ومشروع الدستور هذا الاسبوع مع تحول الانظار والانتباه الى الاستفتاء. وكانت المعارضة المصرية وعلى رأسها جبهة الانقاذ الوطني ترددت في البداية بشأن مقاطعة الاستفتاء لكنها في النهاية حثت الناخبين على التصويت بلا على مشروع الدستور الذي صاغه بشكل اساسي التيار الاسلامي والذي اعتبرت انه يفتح الطريق لتطبيق متشدد للشريعة الإسلامية. وتشير احصائيات غير رسمية الى أن 57% من الناخبين في المرحلة الاولى للاستفتاء صوتوا بنعم لمشروع الدستور. الا ان المعارضة تؤكد حدوث العديد من المخالفات وعمليات التزوير. ومن المتوقع أن يزيد الفارق في المرحلة الثانية بقدر كافٍ لتبني مشروع الدستور، لكن بفارق اقل مما كانت تتوقعه جماعة الاخوان المسلمين التي ينتمي اليها مرسي. كما يتوقع أن يكون هناك رد فعل قوي من المعارضة حيث أن رفض مشروع الدستور هو اكثر ما يوحد اليسار والليبراليين والعلمانيين والمسيحيين. ما يحصل في مصر هو صدام حضارات ويقول حسن نافعة، المعارض المصري واستاذ العلوم السياسية لوكالة فرانس برس "السؤال هو: اذا ما فاز الاخوان هل ستستسلم المعارضة وتقول إنها تفعل ما تستطيع فعله؟ أم أنها ستنزل الى الشارع لحشد اكبر في المستقبل". ويؤدي اعتماد مشروع الدستور لاجراء انتخابات تشريعية جديدة في مصر، الى ما ينذر بمزيد من التظاهرات المتعارضة وتجدد الجدال الايديولوجي حول اسلمة البلاد. ويقول بول سوليفان، الاستاذ المتخصص في مصر والشرق الاوسط في جامعة جورج تاون بالولايات المتحدة "ما يحدث في مصر هو معركة العقد الايديولوجية". واضاف في تحليل نشر على موقع "الخبراء الدوليون": "بينما يرى معظم المصريين انفسهم كمسلمين ملتزمين يريد الاخوان والسلفيون أن تصبح مصر بلدًا اسلاميًا متشددًا". وتابع "ربما ما يحدث هو صدام بين التفسيرات المختلفة للاسلام أو حتى صدام للحضارات داخل مصر نفسها". واختتم قائلاً "النتائج لن تتحدد بالاستفتاء الجاري أو حتى بالانتخابات القادمة. إنه مجرد جدل ظاهري سيتبين أنه جزء صغير من قضايا اكبر". الاقتصاد هو الضحية الأكبر واول ضحايا الاضطرابات المستمرة هو الاقتصاد المصري الذي تباطأ أداؤه بشكل مأساوي في اعقاب الانتفاضة الشعبية التي اسقطت الرئيس المصري السابق حسني مبارك في شباط (فبراير) 2011 ولم يتعافَ بعد. ويتوقع أن يكون معدل نمو اجمالي الناتج المحلي نحو 2% في 2012 و3% في 2013 وفقًا لصندوق النقد الدولي، لكنه نصف الاداء المسجل قبل الثورة. وتبلغ نسبة البطالة في مصر اكثر من 12%، ويعيش نحو 40% من سكانها على ما يوازي دولارين اميركيين او اقل يوميًا. وتراجع احتياطي البنك المركزي المصري باكثر من النصف منذ بداية 2011 ليهبط الى اقل من 15 مليار دولار اميركي. كما علق صندوق النقد الدولي الاسبوع الماضي قرضًا مقترحًا لمصر بقيمة 4,8 مليارات دولار تحتاجه القاهرة لمنع تعويم الجنيه المصري. وقال سفير الاتحاد الاوروبي في مصر لفرانس برس إن تآكل الاحتياطي النقدي المصري "أمر مقلق بوضوح للحكومة ولنا". واوضح أن هذا الوضع "قد يدفع البنك الاوروبي للتنمية واعادة البناء الى اعادة النظر في مشروعه الهادف الى استثمار 2,7 مليار دولار اميركي في القطاع الخاص في مصر في السنتين المقبلتين". الرابط: http://www.ahewar.org/news/s.news.asp?nid=868904 ولكم تحياتي اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
أسامة الثويني قام بنشر December 25, 2012 ارسل تقرير Share قام بنشر December 25, 2012 تصارع الحضارات يعني تصارع طرائق للعيش: متباينة في أسسها وفي فلسفتها للحياة وفي نظرتها للسعادة. أما ما يجري في مصر اليوم، فهو صراع بين "إسلاميين" وعلمانيين، وليس صراعاً بين الإسلام والعلمانية. هو تنافس سياسي ضمن إطار الحضارة الواحدة، إطار الديمقراطية الرأسمالية القطرية. وأبرز دليل على زعمي هذا هو عنوان الصراع؛ الدستور. الدستور والدستور البديل وما يحملانه من مضامين وسياقات، لا يشكلان عنواين صالحة لصراع حضاري، البتّة. هذا هو الواقع، والله أعلم. محمد سعيد أبو مالك 2 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
يوسف الساريسي قام بنشر December 25, 2012 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر December 25, 2012 (معدل) السلام عليكم ورحمة الله أخي العزيز أسامة بارك الله في على التفاعل مع الموضوع اقتبست هذا الخبر وغيره للدلالة على أن أحد أسباب الحراك الثوري -كما ذكرت في الموضوع الرئيسي- هو وجود عامل سببي هو الصراع الحضاري، والكثير من الشواهد تدل على وجود هذا الصراع وعلى استمراريته في بلاد المسلمين بعد الثورات حتى تكنس آثار الحضارة الغربية وأزلامها من بلادنا إن شاء الله. صحيح أن الصراع الذي يحصل في مصر هو بين أسلاميين وعلمانيين (ليبراليين ويساريين)، وأن كل فريق يحاول فرض رؤيته لمصر ما بعد الثورة. ولكن الرؤية في الحقيقة تنبع من حضارة المبدأ الذي يدعو إليه كل طرف، ولذلك فالصراع في حقيقته هو بين رؤى حضارية مختلفة لمستقبل البلاد، وهذا جزء من الصراع الحضاري بين الحضارة الغربية والحضارة الإسلامية في بلادنا الإسلامية. وللتذكير أقتبس من الموضوع الفقرات التالية: المؤشرات المذكورة آنفا ذات دلالة واضحة لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد بصعود وازدهار الحضارة الإسلامية وأفول نجم الرأسمالية في بلاد المسلمين وشعور عام ساد الأوساط المختلفة لأمة المسلمين بالحاجة إلى عودة الأمة إلى مفاهيمها وحضارتها. وهذا يعني من زاوية حضارية أن الأمة قد قررت قرارها بضرورة العودة من جديد -بشكل لا رجعة فيه- إلى حضارتها ومبدئها، ولكنها وحتى اللحظة ما تزال تتحير أي درب من الدروب تسير فيه. وكذلك: إن الحراك الثوري الذي دب في الأمة عابرا حدود دول سايكس بيكو، هو عملية انتقال سريع نحو الدرب الموصل إلى إحلال الحضارة الإسلامية إحلالا كليا محل حضارة الغرب، ولكن هذا الحراك يحتاج لمرحلة انتقالية حضاريا وهي مرحلة نسميها تصفية الحكم الجبري الظالم، .... وتكون الأمور في هذه المرحلة غير واضحة المعالم فيتصدى لها أصحاب الفكر الوسطي الذين يحاولون التوفيق بين الحضارتين الإسلامية والرأسمالية، وفي خلالها تنتعش فرص هذه المدرسة التوفيقية، ولكنها بلا شك ستكون فترة مؤقتة ما دام الصراع الحضاري مشتعلا. إن التحول الحضاري والحراك الثوري سيصل إلى نتائج أبعد مما يتصور هؤلاء الوسطيون التلفيقيون وسيتجاوزهم الزمن سريعا، ولن يكون مشروعهم الوسطي مناسبا للمرحلة القادمة وسيبوء بالفشل بإذن الله، ذلك لأنه فكر مزور، ومن شواهد ذلك الزخم الشعبي الذي تمتع به الشيخ حازم ابو اسماعيل في مصر لأن خطابه كان يلامس قلوب الأمة ويشعرها بارتقائها والثقة بمبدئها وبديلها الحضاري في حين نرى الفتور الشعبي الذي يعاني منه شخوص الجماعات الوسطية لأن من فقد الثقة بحضارته وخلطها مع حضارة غيره لن يؤول عمله إلى الفلاح. إن الأمة في المرحلة المقبلة ستحتاج إلى فكر حقيقي نابع من صميم مبدئها، وهنا سيكون البديل الحضاري الحقيقي المتمثل في إعادة انهاض الأمة وبناء حضارتها على أساس متين وسليم، وهنا يأتي طور جديد لحضارة المسلمين يلزمه فكر ومشروع كمشروع حزب التحرير، ودولة تحمله فكرا حضاريا مبدئيا يحرر الأمة فعليا ولكم تحياتي تم تعديل December 25, 2012 بواسطه يوسف الساريسي اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
إسماعيل بلال قام بنشر January 3, 2013 ارسل تقرير Share قام بنشر January 3, 2013 السلام عليكم أستاذي الكريم يوسف والإخوة الكرام جميعا في الحقيقة إن هذا الموضوع في غاية الأهمية خاصة وأنه عندما سأل أحد رواد المنتدى القديم سؤالا قبل الثورات العربية بكثير: لماذا لا تتحرك الناس؟ فكان أحد أجوبتنا في ذلك الوقت حول خواص الأشياء وأن الناس تقاد ولا تقود... وأن العمل يجب أن ينصب على وجهاء وقادة الناس... وضربنا وقتها مثال "اصبع أحنف بن قيس" وكان هذا الجواب شافيا قبل الثورات.... ولكن جاءت الثورات وتحرك الناس دون قيادة (في البداية) فكان لابد من الوقوف على هذه الثورات واضافة ما يجب إضافته في موضوع تحريك الناس والسؤال هو: ما الذي كان مخفيا عنا قبل عامين فجاءت الثورات العربية لتبرزه أو تضيفه إما في ما يتعلق بخواص الإنسان أو تحريك الجماهير أو غير ذلك؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
يوسف الساريسي قام بنشر January 8, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر January 8, 2013 (معدل) السلام عليكم ورحمة الله أخي العزيز اسماعيل سؤالك عميق فعلا وهو في الصميم بالنسبة لتحرك الناس في الثورات، من الخطأ القول أن الناس تحركوا دون قي تم تعديل January 8, 2013 بواسطه يوسف الساريسي اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
يوسف الساريسي قام بنشر January 9, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر January 9, 2013 (معدل) السلام عليكم ورحمة الله أخي العزيز اسماعيل بارك الله فيك سؤالك عميق فعلا وهو في الصميم بالنسبة لتحرك الناس في الثورات، من الخطأ القول أن الناس تحركوا دون قيادة، فلا بد دائما من قيادة تقود الناس إلى التحرك للثورات ولغيرها. فالسنة الربانية لا تتغير، وطبائع الأشياء هي من السنن الربانية، فإذا كان فهمك لطبائع الأشياء صحيحا فعلاقة السببية محققة أي أن ارتباط السبب بالنتيجة يكون قطعيا، والطبائع هي سنن ربانية تربط السبب مع النتيجة وهي بمثابة قانون الربط بين الأسباب ومسبباتها. والفهم الصحيح للسنة الربانية تبين لنا أن الحركة البشرية لا بد لها من أسباب وشروط، فإذا توفرت الشروط والظروف المناسبة للتحرك دون وجود الأسباب فلن تكون هناك حركة، ونفس الأمر في حالة توفر الأسباب وغياب الشروط، أما أسباب حركة الجماهير فهي وجود شرارة ووجود حركة جماعية. والحركات الجماعية قد تكون على شكل أحزاب أو تكتلات أو جماعات لها قيادة، ويلزم بالضرورة أن يكون لهذه القيادة إرادة تغيير. فالإرادة هي التي تحرك القيادة والتي بدورها تحرك الاتباع، والحركة الجماعية المتولدة من هذه الإرادة تقود الناس في معترك الحياة إذا وجدت الظروف المناسبة (الشروط اللازمة) في المجتمع. وبدراسة الحراك الثوري نجد أن الأزمة وصلت درجة الغليان أي أن الظروف والشروط اللازمة لحدوث الثورة كان جاهزة وهي بانتظار الشرارة فقط (أي السبب المحرك)، ولكن الشرارة لوحدها لا تكفي لأنها أحد الأسباب اللازمة للثورة ولكنها ليس سببا كافيا بل لا بد من تعاضد أسباب أخرى وهي قيادة الجماهير حسيا نحو هدف محدد. وحتى لا نغرق في النظريات ندرس ثورة تونس ونطبق عليها ما قلناه ونفس المثال ينطبق على ثورة مصر، ففي تونس وصلت الأزمة درجة ما قبل الغليان حيث كانت الظروف والشروط متوافرة لحدوث الثورة ومنها الصراع الحضاري والحرب على المساجد وعلى الحجاب وعلى فكر الإسلام مما أثار امتعاض المسلمين في تونس. وكانت الشرارة هي حرق البوعزيزي نفسه في بلدة سيدي بوزيد وهذه الشرارة حركت سببا آخر لوجود الثورة ألا وهو الحركات الشعبية التونسية التي قادت الجماهير بإرادة واعية نحو هدف محدد ألا وهو إسقاط النظام، ووجود الشرارة وحدها سبب غير كافٍ لإحداث الثورة حيث حرق العشرات انفسهم في دول مختلفة كالمغرب والأردن والجزائر ومع ذلك لم تحدث الثورة فيها كما حدثت في تونس وذلك لأن الشرارة بحاجة إلى التعاون مع أسباب وشروط أخرى لإحداث التغيير والثورة وهذا ما لم يتوفر في الدول الأخرى. والحركات الشعبية التي قادت الثورة في تونس في بدايتها لم تكن هي ذلك الشكل المعتاد من الأحزاب والجماعات التقليدية، ولكنها حركات شعبية لها أتباع ولها إرادة وأهداف، وقد وجدت هذه الحركات قبل الثورة وتشكلت ضمن الظروف المجتمعية في تونس كرد طبيعي على ظلم الحكام ومنع وقمع العمل السياسي وحتى لا تخضع هذه الحركات لرصد أجهزة المخابرات والملاحقات التي تقوم بها الدولة للأحزاب السياسية تشكلت هذه الحركات الشعبية. وكانت آلية التواصل بينها هي ما يسمى بالفيسبوك والانترنت، فكانت اجتماعاتها وتخطيطها يحصل في عالم افتراضي ولذلك سميت ثورتا تونس ومصر بثورة الفيسبوك لأن الحركات الشعبية اتخذت منها وسيلة للتواصل والتخطيط والتحريض والحركة الجماهيرية بعيدا عن أعين المخابرات والجواسيس وأجهزة القمع الحكومية. وقد التقطت هذه الحركات الشعبية شرارة الثورة من البوعزيزي واستغلتها لتحريك الناس ضد الظلم والقهر الذي يمارسه النظام المتجبر في تونس وبما أن الظروف كانت ملائمة ومناسبة اشتعلت الثورة في الريف التونسي على حين غفلة من النظام الحاكم وما يدور في فلكه من أحزاب وجماعات سواء في الموالاة أو المعارضة ، وهذه الحركة فاجأت الجميع وأخذتهم على حين غرة في وقت لم يكونوا مستعدين فيه لمثل هذا الأمر فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا. لكن الثورة التونسية ظلت حبيسة الريف مدة من الزمن -ما يقارب عشرين يوما- ولم تنتقل شرارتها إلى مراكز الثقل السياسي في الدولة وخصوصا تونس العاصمة لإحداث التغيير، وكان لا بد من حركة لها قيادة تقود الناس في العاصمة لإشعال الثورة هناك. وقد التقط هذه الفرصة حزب سياسي مخضرم أدرك أهمية اللحظة التاريخية ونضوج الظروف لإحداث التغيير والثورة وأدرك أن تحرك الناس في الريف ضد ظلم الحكام هو تحرك مخلص ، فقام بإرادته بتحريك اتباعه وجماهيره في تونس العاصمة وبالذات في حي التضامن مما أدخل الحراك الثوري إلى العاصمة، وبذلك انتقلت شرارة الثورة إلى القلب وإلى مركز صنع القرار، ولم تلبث إلا اياما حتى كان رئيس العصابة في هذا النظام بن علي قد ولى هاربا وفر إلى غير رجعة. أما الحزب السياسي الذي أدخل الثورة للعاصمة فكان -على غير المتوقع- هو حزب التحرير، وقد سقط منه بعض الشهداء نتيجة لذلك وندعو الله لهم بالرحمة والمغفرة. ونفس الأمر ينطبق على الثورة المصرية، ولكن الشرارة هذه المرة لم تكن مصرية وإنما كانت الشرارة آتية من تونس وقد التقطتها الحركات الشعبية المصرية واتفقت أن تشعل ميدان التحرير في 25 كانون ثاني /يناير من خلال وسيلة الفيسبوك وكان من بين الحركات الشعبية التي نسقت حركة 26 ابريل وغيرها. ثم تأثرت الحركات الكبرى بهذا الحركات مثل حركة الإخوان المسلمين والتفت جماهير الأمة حول هذه الثورة في كافة ميادين مصر تنشد التغيير. والخلاصة أن تحريك الجماهير بحاجة إلى سبب محرك وهي وجود حركة جماعية تقود الناس ووجود شرارة تشعل الوضع وتوافر ظروف وشروط لازمة للثورة وأهمها شعور الناس بالظلم والقهر وفقدان الأمل في إصلاح النظام، لذلك كان شعار هذا الحراك الثوري (الشعب يريد إسقاط النظام). ونحن الآن نستطيع فهم ما معنى "الشعب" وما معنى قولهم "يريد" وماذا يريد من أهداف بـ"اسقاط النظام"، وذلك من خلال قيامنا بتحليل فكري عميق مستند إلى فهم مبدأ السببية والسننية وطبائع الأشياء والشعوب. وهذا أمر جد هام لفهم قوانين الحياة ومراعاتها وأخذ العبر مما يحصل في تاريخنا وتاريخ غيرنا وتاريخ من سبقنا، فيجب علينا اكتشاف حقائق التاريخ وسننة والعض عليها بالنواجذ. ندعو الله تعالى أن يفقهنا في سننه وأن يرزقنا اتباع الحق. والحمد لله رب العالمين تم تعديل January 9, 2013 بواسطه يوسف الساريسي أبو مالك 1 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.