اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

مقالة: بخطا مخزية السودان يمضي نحو التطبيع مع كيان يهود


صوت الخلافة

Recommended Posts

بسم الله الرحمن الرحيم

بخطا مخزية السودان يمضي نحو التطبيع مع كيان يهود

http://www.hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/70762.html

 

يمضي السودان، في ظل الحكومة الانتقالية، نحو التطبيع مع كيان يهود بخطا متسارعة؛ ففي أول لقاء علني من نوعه، اجتمع رئيس المجلس السيادي الفريق البرهان مع رئيس وزراء كيان يهود نتنياهو، بعنتيبي في أوغندا، في شباط/فبراير 2020م عقب اتصال هاتفي من وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، حيث أكد البرهان، حسب قناة روسيا اليوم، "أن لقاءه مع رئيس الوزراء (الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو في أوغندا، كان بترتيب أمريكي". ثم توجّه بومبيو في أواخر آب/أغسطس 2020م إلى الخرطوم لدفع السودان إلى تطبيع العلاقات مع كيان يهود، والتقى بالبرهان، ورئيس الوزراء حمدوك. ثم تتابعت التفاهمات العلنية، وتفاهمات تحت الطاولة، ولقاءات مباشرة، وأخرى عبر الوسطاء، توجت جميعها بمباحثات بين مسؤولين سودانيين برئاسة البرهان، مع مسؤولين أمريكيين استغرقت ثلاثة أيام في الإمارات، وذكرت وكالة الأنباء السودانية أن المحادثات تطرقت إلى "مستقبل السلام العربي (الإسرائيلي)، الذي يؤدي إلى استقرار المنطقة ويحفظ حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته وفقا لرؤية حل الدولتين، والدور الذي يُنتظر أن يلعبه السودان في سبيل تحقيق هذا السلام". (فرانس24 في 23/09/2020)، وذلك بدافع رفع اسم السودان من قائمة الدول الداعمة للإرهاب! فهل بات التطبيع بين السودان وكيان يهود وشيكا؟ وبأي ثمن؟

 

قبل الإجابة على هذا السؤال سأذكر جانباً من طباع يهود، ولؤمهم، وحقدهم، وكيدهم في المؤامرات، والعداوة للإسلام والمسلمين، وللعلم فهذه طباعهم ما بقيت لهم قائمة إلى يوم الدين، فأقول: إن يهود لهم باع طويل في التحريف والتبديل، حتى الأحكام التي فُرضت عليهم من السماء يؤوّلونها وفق أهوائهم وأطماعهم، فعلاقتهم مع دينهم التحريف، والتغيير، والتبديل على علم. ثم إنهم في النفاق لأولو باعٍ طويلٍ لا يضرهم أن يعلنوا الإيمان ثم يخفون التآمر والكفر.

 

أما عن علاقتهم مع الأنبياء فمليئة بالغدر والقتل والحسد، ذكرها أمير حزب التحرير العالم الجليل عطاء بن خليل أبو الرشتة حفظه الله في كتابه "التيسير في أصول التفسير"، قال فيه واصفاً يهود: (... فكان النبي إذا جـاءهـم على غير ما يشـتـهـون قتلوه واستكبروا عنه ولم يتبعوه ﴿أَفَكُلَّمَا جَاءَكُمْ رَسُولٌ بِمَا لَا تَهْوَى أَنْفُسُكُمُ اسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ﴾)، وذكر العالم الجليل علاقة يهود بالعهود، والمواثيق، فقال: (... وعلاقتهم مع العهود والمواثيق نقضٌ وإعراضٌ، وكلما أخذ الله منهم ميثاقاً نقضوه، فأخذ الله عليهم ميثاق تنفيذ التوراة فرفضوا فهددهم الله بعقاب أليم أن يرفع الجبل ويوقعه عليهم فوافقوا ثم عادوا فأعرضوا لأن النقض والإعراض عن تنفيذ المواثيق هو ديدنهم...)، فكيف بالبرهان أن يثق بقوم غضب الله عليهم ولعنهم، فيرمي بثقله في التقرب إليهم، بل باستجدائهم، بدافع الحصول على شيء من قطمير، وما هو ببالغه؟! بل ويمنّي نفسه، ويروّض شعبه، في بيان له عقب عودته من المباحثات: "سيتم عرض نتائج المباحثات على أجهزة الحكم الانتقالي بالسودان، بغية المناقشة والوصول إلى رؤية مشتركة تحقق مصالح وتطلعات الشعب السوداني" (الأناضول 23/09/2020).

 

إن يهود ومن ورائهم أمريكا يتلكأون في تنفيذ أوامر الله، ويصنعون التبريرات والحيل والتأويلات، فمن أين للبرهان بآلية لضمان الحصول على مصالح شعبه؟!... وهي بحسب ما أوردته صحيفة القدس العربي في 20/09/2020 نقلاً عن جيروزاليم بوست "يطلب لقاء التطبيع مع (إسرائيل) شحنات غذائية بقيمة 1.2 مليار دولار، وقرضا بقيمة 2 مليار دولار لمدة 25 عاما، والتزاما بتقديم مساعدات اقتصادية من الإمارات العربية المتحدة والولايات المتحدة"، واتفاق آخر "يتحصل بموجبه السودان على مبلغ 7 مليارات دولار كمساعدات عينية ولوجستية، فضلاً عن تسهيل حصول السودان على قروض ومنح من صندوق النقد والمانحين". (عربي بوست 25/09/2020). إضافة إلى التفاوض على إصدار تشريع يضمن عدم ملاحقة الخرطوم في أي قضايا مستقبلية!!

 

إن هذه الوعود هي أوهام في رأس القائمين على أمر الحكم في السودان سيضحك التاريخ على خداع يهود لهم والأمريكان. فقد اشتهر يهود، ومن ورائهم أمريكا، بمخالفة دينهم إن كان في ذلك مصلحة من جاهٍ أو سلطانٍ أو أمرٍ من الدنيا، بل إذا لزم الأمر يغيِّرون آيات الله بثمنٍ بخسٍ يتقاضونه مقابل ذلك من أية مصلحةٍ دنيويةٍ لهم، فلا قيمة ثابتة لديهم، فها هم قد حصلوا على تصريح من حكومة (البرهان/ حمدوك) الانتقالية، بمرور طيران يهود من أمريكا الجنوبية، عبر أجواء السودان إلى تل أبيب، وكانت أولى رحلاته في يوم الجمعة 05/06/2020م، ولم يحصل السودان على شيء!! فمن الغباء أن تطمع الحكومة الانتقالية، حسب البيان الرسمي الصادر من القصر الرئاسي في الخرطوم، في الحصول على قائمة طويلة من مطلوبات متوهَّمة من يهود، ومن ورائهم أمريكا هي: "رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ودعم الفترة الانتقالية، وإعفاء الديون الأمريكية على السودان، وحثّ باقي الدول الصديقة على اتخاذ خطوات جادة في إعفاء الديون". (القدس العربي 26/09/2020).

 

إن يهود اليوم قد نحروا علاقتهم مع الله، وأفسدوها، وقطعوا حبالهم معه سبحانه وتعالى إلى يوم القيامة، فما بقي لهم إلا التطفل على الآخرين، فهم يلتصقوا بالدول الكافرة المستعمرة يستندون إليها في حلهم وترحالهم، وحبال أخرى ضعيفة تسخرها لهم الدول المستعمرة، وما اجتماع (الإمارات والبحرين)، ومن قبل مصر والأردن، المطبعين في واشنطن عنا ببعيد! وما استدعاء البرهان للإمارات تحت الضغوط الأمريكية للتطبيع مع كيان يهود بمستغرب!

 

إن هذه المخططات يجب أن لا تمر على أبناء الأمة المخلصين، رغم بيان مكتب نتنياهو بأن رئيس الوزراء (يعتقد أن السودان يسير في اتجاه إيجابي)، فأهل السودان يرفضون أية علاقة مع كيان يهود، ولا يقبلون بغير عقيدتهم صراطاً وعوناً لهم في حياتهم، والحاصل أن الأطراف المتشاكسة في الحكومة الانتقالية تتردد في التعامل مع هذا الملف، قال وزير الإعلام السوداني عقب زيارة بومبيو للخرطوم بغرض التطبيع مع يهود "لا تملك الحكومة الانتقالية تفويضا للتقرير بشأن التطبيع مع (إسرائيل)" (فرانس 24 في 26/08/2020م)، وذكر موقع سبوتنيك في 25/09/2020م، أن مسؤولين سودانيين "يقاومون بشدة ربط الولايات المتحدة رفع اسم السودان من قوائم الإرهاب بتطبيع الخرطوم العلاقات مع (إسرائيل)... وأبلغ مسؤول أمريكي كبير رويترز... قائلا إن هناك خلافات بين الجيش والحكومة المدنية بشأن كيفية المضي قدما"، وإني أوجه نصيحة لرئيس المجلس السيادي، بأن مسعاه هذا يستصغره أمام الله، ورسوله، والمؤمنين، وأطمع في أن ينفض يده من الجرائم الكبرى في حق الإسلام والمسلمين، وأن يرعوي مستجيباً لأمر الله سبحانه، فينصر دينه بإيصال الإسلام إلى الحكم، وإعلان دولته؛ الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، وما ذلك على الله بعزيز.

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

يعقوب إبراهيم (أبو إبراهيم) – الخرطوم

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...