اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

خصائص الإعلام "الداعشي" المرئي


Recommended Posts

تعدت خصائص إصدارات داعش المرئية وفقًا لعدة مُتغيرات منها على سبيل المثال: الإطار الزماني والمكاني الذي تُصدر فيه، وطبيعة المُنتج الإعلامي ومحتواه، ونوع الجمهور المُستهدف من حيث مستوى الثقافة والتعليم، ومدى القابلية والاستعداد للتغيير. إلا أنه بشكل عام يُمكن استعراض أبرز خصائص المواد المرئية على النحو التالي:

أولاً: أنها مواد "مُصنعة" و"مُنتقاة" بدقة وعناية من قِبل القائمين عليها لتوجيه رسائل معينة، واستعراض وجهة نظر تتسق مع رؤية ومصالح مُنتجيها وصانعيها.

ثانيًا: أنها قد تكون ذات مضمون سطحي واضح للمشاهد، أو ذات مضمون عميق، مُشفر يستقر في العقل الباطن للمشاهد دون أن يشعر بذلك.

ثالثًا: أنها تستطيع  تشويه الواقع، والتلاعب بالحقائق سواء من حيث زاوية التقاط الصور، أو من خلال عملية المونتاج، أو باعتماد القائمين عليها على بثها ضمن محتوى صوتي أو مكتوب معين، أو في إطار زمني يضمن التأثير على عقلية المُشاهِد ونفسيته.

رابعًا: تختلف قراءة المواد المرئية حسب مستوى وطبيعة ثقافة المُتلقي، فهناك من قد يبحث في مدى مصداقية تلك المواد، لكشف طبيعة التحيز الكامن في المحتوى الإعلامي سواء كان سلبيًا أو ايجابيًا، وهناك آخر يصُعب عليه استكشاف ما لم يتم توضيحه بشكل مباشر خلال المُنتج الإعلامي.

والجدير بالذكر أنه لم تستخدم أي جماعة إرهابية أخرى المواد المرئية بشكل مُتقن ومهني كـ"داعش"، لاسيما من حيث قدرتها على الدمج بين الصور والنصوص والأصوات بما يضمن تسويق الأعمال، وفاعلية تأثيرها الفكري والعاطفي على المُتلقي، حيث يمتلك التنظيم وزارة إعلام افتراضية على الإنترنت تُدير عدة منصات، ومنتديات، ومؤسسات إعلامية فاعلة على شبكات التواصل الاجتماعي، تقوم على نشر بيانات التنظيم الخاصة بتوجهاته الفكرية وأنشطته وعملياته في إطار ما يطلق عليهم "جنود الخلافة الافتراضية".وتتمثل أبرز خصائص الإعلام "الداعشي" المرئيفيما يلي.

أولاً: اختلاف جودة ومحتوى الأعمال باختلاف المؤسسات المُنتجة لها، وباختلاف الفئة، والجمهور المُستهدف، حيث يتم توجيه خطاب "داعش" المرئي لثلاثة فئات: الأولى، المُستهدفين للتجنيد. والثانية، المُحايدين والمُستمعين لجميع الأطراف. أما الفئة الثالثة، فهم الأعداء والدول المُستهدفة.

فعلى سبيل المثال: عندما كان الهدف جذب المقاتلين من جميع أنحاء العالم للانضمام إلى التنظيم وتعريفهم بماهية "الدولة الإسلامية" المزعومة، أصدر التنظيم فيلم "إنها خلافة وربّ محمد". وعندما كان الهدف مخاطبة حكومات المنطقة العربية، والتركيز على المعارك التي يقوم بها التنظيم في ميادين القتال، أصدر التنظيم عدة أعمال منها سلسلتى "صليل الصوارم"، و"فشرد بهم من خلفهم". بينما جاء فيلم "لهيب الحرب"، ناطقًا باللغة الإنجليزية على عكس الأعمال السابقة لأنه كان موجهًا إلى الغرب والولايات المتحدة.

ثانيًا: يتم ربط عناوين إصدارات التنظيم المرئية بمصطلحات تركز على الفعل المادي للقتال والعنف كفيديو "السهم الخائب" وسلسلة "صليل الصوارم" لتحفيز أنصاره وإثارتهم للقتال، أو بآيات مُقتبسة من القرآن الكريم لإضفاء هالة من "القدسية الدينية" على أعمالهم، كفيديو "واقتلوهم حيث ثقفتموهم".

ثالثًا: دمج الصور والفيديوهات بموسيقى ومؤثرات تصويرية تنطوي على أصوات واقعية من ميادين القتال للقنابل والرصاص والتهليل والتكبير، فضلاً عن الآيات القرآنية والأناشيد التحفيزية لعناصره الإرهابية.

رابعًا: يقوم التنظيم بإعادة تقديم صورة "البطل الخارق"، التي تروج لها أفلام هوليود، وذلك في قالب إسلامي عاطفي يُثير المشاعر ويُشجع على الانضمام إلى "الحلم المُتخيل" و"الخلافة المزعومة". إذ يتم التركيز على "أسطورة الجهادي" بتصوير المقاتلين في الأعمال المرئية كـ"فرسان" و"أبطال" يحاولون استرجاع الحق الذي سُلب منهم، وإضفاء القدسية على صور ومشاهد موتهم وهم مبتسمون لـ"نيل الشهادة".

خامسًا: الحبكة في التسلسل الزمني للمعارك والتحركات الميدانية، وإتقان أساليب الترهيب بمشاهد الإعدام وقطع الرؤس والإحراق.

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...