اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

الغرب المستعمر يعترف أن خلافة المسلمين باتت قريبة… فهلا أدرك


حامل القرءان

Recommended Posts

الغرب المستعمر يعترف أن خلافة المسلمين باتت قريبة… فهلا أدرك المسلمون أنفسهم ذلك؟

تعتبر الخلافة الشكل والإطار السياسي الذي أكده الشرع لتطبيق الإسلام في معترك الحياة. والعلاقة العضوية بين وجود الخلافة ومبدأ الإسلام بدأت مع قصة الإسلام كدين الله الخالد، وهي قصة لم تنته فصولها بعد. وها هم المسلمون اليوم، بعد تسعين عاما على فقد أمهم الخلافة، يعيشون محطة فيصلية في هذه القصة، كأبطال في ملحمة التأكيد على عقيدتهم، وهويتهم، وبناء سلطانهم الذي سلب منهم. وها هم اليوم يتحفزون لاستقبالها، ويستبشرون بتمكين الله عز وجل لهم مرة أخرى في دولتهم دولة الخلافة، ليعيدوا سيرتهم خير أمة أخرجت للناس، وقادة للعالم كما كانوا.

وقصتنا مع الإسلام العظيم بدأت يوم بعث محمد برسالة، تجسدت في دولة ساست الناس بأحكام الله، فنعمت البشرية كلها بنظام الإسلام، وعاش المسلمون فيها في عزة ومنعة وسؤدد، فكانت خلافة دان لها العالم كله بالولاء، وكانت قبلته لقرون مديدة في العيش الحضاري الراقي، الذي رفع الإنسان.. في السياسة والرعاية والعدل والعلوم.. وفي كل شيء.

وكانت دولة الخلافة مصدر القلق الوحيد لأعداء الدين، فكانوا يتربصون بها الدوائر من أجل هدمها، فهم أدركوا أن قوة الإسلام، وسر حياته يكمن في وجودها، وأن هدم صرحها - وحده - سيكفل ذهاب قوة المسلمين، ويمكنهم من السيطرة على أمة الإسلام، ومقدراتها. وهكذا، وبعد قرون من الإشعاع الحضاري غير المسبوق على البشرية، بقيادة دولة الخلافة، قضى الله أن ينزع سلطان المسلمين، وأن ينهار هذا الكيان السياسي في سنة 1924 عقوبة منه عز وجل للمسلمين على عدم العض عليه بالنواجذ، ولتراخيهم في نصرة دينهم.

سقط صرح دولة الخلافة، وصار المسلمون إلى دويلات متفرقة، متشرذمة، مرتبطة بالكافر المستعمر، الذي استباح البلاد والعباد، وأورثنا المهانة والذلة. فكانت إستقلالات مزعومة، وقوانين علمانية، وأفكار غير إسلامية سيطرت على المجتمع، ودعوات وطنية وقومية... سهر الغرب الكافر وأعوانه، من الحكام وعلمائهم، على ترسيخها عند الناس، حتى لا يفكروا في دولة الخلافة.

ثم تلى ذلك زمان أن بدأت سكرة المسلمين بالتلاشي شيئا فشيئا، وبدأ العاملون للإسلام بالتحرك. لكن التحرك لم يكن كله رشيد، ولم يلتفت كثير من العاملين إلى طريقة إيجاد الإسلام في الحياة، وهي الخلافة. ولم يدركوا أن أية دعوة، مهما كانت خيرة، لا تستهدف الخلافة، لن يكتب لها أي نجاح في إعادة مجد الإسلام، وسيظل المسلمون يدورون في حلقات فارغة، ولن تقوم لهم قائمة. وهذا ما حرص الغرب، وأنظمة الجور أن يكون، فكانوا يوجهون الدعاة - تضليلا - إلى الدعوة إلى العبادة الفردية، والتزام أخلاق الإسلام مثلا، وكانوا يساعدون من يدعو إلى إصلاح جزئي يخدم ويديم وجود الأنظمة، وكان الحكام يرحبون بمن يعتبرهم شرعيين، ويعمل من خلال منظومتهم الفاسدة، فيدخل مجالسهم التشريعية العفنة، ويشاركهم حتى في حكوماتهم...

وقام حزب التحرير ليقرأ واقع التغيير قراءة صحيحة، فأدرك أنه أمام مجتمع تسوده أفكار غير إسلامية، تحكمه ثلة من العملاء، نصبهم الكافر المستعمر على رقابنا، يسوموننا سوء العذاب، ويطبقون علينا قوانين أقصت نظام الإسلام، في كل جوانب الحياة، ويستبيحون ثروات بلادنا لحسابه. أمام هذا الواقع بدأ الحزب بالعمل في عقول الناس، لتغيير مفاهيمهم، حتى لا يقبلوا إلا بما هو إسلام خالص، ويعملوا على الانقلاب والثورة على أوضاعهم. وأعلن منذ اليوم الأول أن الأنظمة، في بلاد العالم الإسلامي، غير شرعية، وأنها مغتصبة لسلطان المسلمين، وأنه لا يمكن التلاقي معها، وأن العلاقة معها هي علاقة كفاح من أجل إزالتها، وأنها لا تكون بالارتماء في أحضانها، معتبرا أن من يفعل ذلك ينتحر سياسيا، ويخدم أعداء الإسلام.

واستمر الحزب يدعو المسلمين بهذه الدعوة الصريحة الواضحة. فحاربته الأنظمة، وعتمت على حركته، كونها أدركت أنه لا يساوم في موضوع القضاء عليها. وجعلت أبواقها الثقافية، وإعلامها الرخيص، وعلمائها العملاء، وحتى المضللين ممن (يعمل ) للإسلام تحت بصرها ورعايتها.. جعلتهم يشككون في دعوة الحزب للخلافة، فمنهم من اعتبرها قديمة بالية! ومنهم من قال بعدم وجوبها! ومنهم من اعتبر أنها وهم في عصر العلمانية الفكرية ! ومنهم من اعتبر دول الضرار التي قامت على أنقاضها مجزئة وفيها الخير! ومنهم من قال باستحالة قيامها بداعي هيمنة الغرب وقوته العسكرية! ومنهم من اعتبرها حلم يصعب تحقيقه!... ورغم كل هذا استمر الحزب في دعوته، سافرا متحديا، حتى غدت دعوته تنتشر في عشرات البلدان، وزاد التفاف جماهير المسلمين حول فكرته، وارتفعت أسهمه عند الناس، بعد أن رأوا صدق دعوته، وثباته على نهجه.

ومع تنامي قوة الحزب ودعوته بدأ الغرب الكافر - الذي يحرس وجود الأنظمة في بلاد المسلمين - يدرك أن حزب التحرير يهدد مصالحه فيها، فهي تشكل مزرعته التي يأكل منها دون مقابل، فأوعز للحكام أن حاربوا الحزب بلا هوادة، وليكن ذلك تحت ستار كثيف من التعمية إن أمكن، حتى لا يلتفت الناس إليه، فهو لا يمكن احتواءه كباقي الحركات، لأنه يهدد وجود الأنظمة في الأساس. فكانت الاعتقالات، وكانت السجون، وكان التعذيب والقتل في كل مكان، من أزوبكستان إلى الباكستان إلى سوريا إلى تونس إلى طاجيكستان إلى تركيا إلى ليبيا إلى... وحتى في بلاد الغرب لم يسلم رجاله. لكن يستمر الحزب ماض في طريقه، دول كلل أو ملل، ويرتفع نجمه، ويفرض نفسه كرائد للأمة لا يكذب أهله، ويبدأ كثير من أبناء المسلمين يلهجون وينادون بالخلافة، حصنهم المهدوم، كخلاص وحيد أكيد لما هم فيه من تفرق، واستباحة، وظلم، وهوان.

وأمام هذا المد الجارف والمتصاعد لفكرة الخلافة أصبح الساسة الغربيون (حكام المسلمين الفعليين) يعيشون حالة فزع حقيقية من تنامي الدعوة لها، وانحسار الدعوات الأخرى التي وقفوا ورائها. وباتوا لا يستطيعون كتمان رعبهم من قرب انبعاثها، وصاروا يذكرون الحزب ويحذرون منه، فهو قائد العمل لها. وأصبحوا لا يتركون مناسبة إلا ويعلنون رفضهم القاطع لقيامها، وأنها الشيء الوحيد الذي لا يمكن أن يساموا فيه. ومن تصريحاتهم للتذكير :

1. بوتينرئيس روسيا السابق في كانون أول سنة 2002 :"إن الإرهاب الدولي أعلن حرباًعلى روسيا بهدف اقتطاع أجزاء منها، وتأسيس خلافة إسلامية."

2. هنريكيسينجر في السادسِ من تشرين الثاني 2004: "إن التهديدات ليست آتية من الإرهاب، ولكن التهديد آت من الإسلام الأصولي المتطرف، الذي عمل على تقويض الإسلام المعتدل المناقض لما يراه الأصوليون، في مسألة الخلافة الإسلامية."

3. توني بلير رئيسُوزراءِ بريطانيا السابق أمامَ المؤتمرِ العامِ لحزبِ العمالِفي 16/7/2005:"إننا نجابه حركة تسعى إلى إزالة دولة إسرائيل، وإلى إخراج الغرب من العالم الإسلامي، وإلى إقامة دولة إسلامية واحدة تُحَكّمُ الشريعة في العالم الإسلامي، عن طريق إقامة الخلافة لكل الأمة الإسلامية."

4. بوش الابن في 8/10/2005:"يعتقد المقاومون المسلحون أنهم باستيلائهم على بلد واحد سيقودون الشعوب الإسلامية، ويمكنونهم من الإطاحة بكافة الحكومات المعتدلة في المنطقة، ومن ثم إقامة إمبراطورية إسلامية متطرفة تمتد من إسبانيا إلى إندونيسيا."

5. دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الأمريكي السابق في 5/12/2005 : "ستكون العراق بمثابة القاعدة للخلافة الإسلامية الجديدة، التي ستمتد لتشمل الشرق الأوسط، وتهدد الحكومات الشرعية في أوروبا وأفريقيا وآسيا. هذا هو مخططهم، لقد صرحوا بذلك، وسنقترف خطأ مروعا إذا فشلنا في أن نستمع ونتعلم."

6. جريدة "مليات" التركية في 13/12/2005 نقلاً عن صحيفة نيويورك تايمز:"إنأصحاب الصلاحية في إدارة بوش باتوا يتداولون كلمة "الخـلافة" في الآونة الأخيرة" كالعلكة. " من كثرة حديثهم عنها.

7. ساركوزي رئيس فرنسا في أول خطاب له في 27/8/2007 حذر منقيام دولة الخلافة التي ستمتد حسب تعبيره من "إندونيسيا إلى نيجيريا."

8. نشر موقع نيو أمريكا مقالا للكاتبة "ريفين جلابوغ" في 29/6/2011 تحت عنوان (مؤتمرات خلافة حول العالم بما فيهاالولايات المتحدة) قالت فيه: "إن من يقف خلف هذا المؤتمراتهو حزب التحرير" وانه "حزب سياسي عالمييسعى إلى تشكيل الخلافة." وتقول نقلا عن موقع "ذي بليز": "إن هذا التنظيم تحديدا يعمل بجد وحزم ضد الولايات المتحدة، ويتهم القوة العظمى بالمستَعمرة، وأن الحزب يقف بقوة ضد وجود إسرائيل، واصفا إيّاها بالغيرشرعية مطالبا بإزالتها". وأكّدت على وجوب الحذر بالقول "انه خلال ثورةمصر حذر المحافظ "بندت جلين بيك" من أن مطالب بعض الثوار النهائية هوإقامة خلافة إسلامية في مصر." وتنهي الكاتبة مقالتها عن حزب التحرير في نصف سطر قائلة: "حسنا يبدو أنهم واعون على كل شيء."

9. ريتشارد مايرز قائدُ التحالفِ الصليبي فيالعراق في 31/06/2006 :"إن الخطر الحقيقي والأعظم على أمن الولايات المتحدة هو التطرف الذي يسعى لإقامة دولة الخلافة."

10. جون شياالصحفي الأمريكي ورئيسِ تحريرِ مجلةِ "أمريكان ريبورتس" في رسالة إلى أوباما في 11/1/ 2010 ينصحه فيها بالتفاوض مع دولة الخلافة القادمة:"الحقيقة الجلية هي أنه لا يستطيع أي جيش في العالم، ولا أية قوة عسكرية - مهما بلغت درجة تسليحها - أن تهزم فكرة. يجب أن نقر بأننا لا نستطيع أن نحرق قادة هذه الفكرة في كل بلاد الشرق الأوسط، ولا أن نحرق كتبها، أو ننشر أسرارها، ذلك لأن هناك إجماعا بين المسلمين على هذه الفكرة. إن الشرق الأوسط يواجه اليوم القوة الاقتصادية الموحدة للدول الأوروبية، هذا صحيح، لكن علينا أن نعرف أنه في الغد سيواجه الغرب القوة الموحدة لدولة الخلافة الخامسة." وأضاف مخاطبا الرئيس الأمريكي:"إن المعركة بين الإسلام والغرب حتمية لا يمكن تجنبها.. وليس أمامنا إلا أن ندخل في مفاوضات سلام مع الإسلام. إني أتوقع أن يخبرك البعض بأنه من المستبعد تماما أن ندخل في مفاوضات مع عدو متخيل اسمه "دولة الخلافة،" لكنه يجب عليك كقائد عسكري، وأنت تصوغ سياستك في التعامل مع الإسلام، أن تعترف بسخافة الادعاء بأن الإسلام منقسم على نفسه، وأن تعترف كذلك بأن توحيد بلاد الإسلام تحت إمرة قائد كاريزمي أمر محتمل."

11. الكاتب الأمريكي "هيرب دنينبيرج" في مقال نشرته صحيفة "ذابوليتان" في 15 /5 /2009 حذر مما سماه ب "الغزو الإسلامي" لأوروبا قائلا:"إن هدف المسلمين حاليا ربما يقتصر علىالنيل من إسرائيل، ولكن هدفهم الأساسي يتمثل في السيطرة على أوروبا. " وأضافأنه إذا كانت أوروبا في الظاهر تعتبر "قارة غربية مسيحية" إلا أنها قريباستكون خاضعة للسيطرة الإسلامية، معتبرا أن "انهيار أوروبا المسيحية يمضيبخطى متسارعة" وأن انحسار الثقافة الأوروبية يعود إلى "تراجع الإيمانبالقيم الغربية، في الوقت الذي يستميت فيه آخرون (في إشارة إلى المسلمين) في سبيل إعلاء قيمهم وثقافتهم." وحذر دنينبيرج من أن "الهيمنة الإسلاميةسوف تغزو الولايات المتحدة بعد أوروبا باعتبارها الهدف النهائي للمسلمين ".

إن هذه التصريحات وغيرها تؤكد حقيقة واحدة، وتشير إلى دلالة واحدة: أن الخلافة اليوم هي كابوس الغرب المخيف، وأنه يجهد في عدم عودتها إن استطاع. لكن هناك دلالة أهم وأكبر في هذه التصريحات، وهي: أن أبناء الأمة أولى من الغرب الكافر في إدراك أهمية وجود الخلافة في حياتهم، وبالتالي العمل الجاد لها، وأنها - وليس سواها - من ستخلصهم، وتنهضهم من جديد، وأن الغرب يعمل بجد على صرفهم عنها، بداعي عجزهم! وأنها حلم بعيد المنال! وأن الأنظمة المأجورة العلمانية القطرية فيها كل الخير، ويمكن التعايش معها، ويجب أن تستمر! وأن الحزب عندما يدعو المسلمين للوحدة في دولة الخلافة، والانقلاب على أوضاعهم، والتخلص من دول الضرار التي يعيشون تحت سياطها، إنما يدعو إلى مستحيل؟!.. إن على أبناء الأمة، المضللين بهذه الأباطيل وغيرها، أن يبدءوا بالالتفات إلى تصريحات ساسة الغرب عن الخلافة والعاملين لها، وأن يتدبروها، حتى يقطعوا أن الخلافة في متناولهم، وأنها وحدها من سيخلصهم من الهزيمة، والتبعية، والمهانة، وأنها من سيعيد مجدهم المفقود.

وتندلع الثورات المباركة في بلاد المسلمين، ليتفاجىء كثير من أبناء الأمة بأنهم أحياء، وأن بيدهم وحدهم مفاتيح التغيير، وأن الخروج على الحكام، والانقلاب عليهم أمر ميسور وممكن. ويسعد الحزب، ويحمد الله أن الأمة تري من معدنها الأصيل، وأنها تقفز قفزات كبيرة باتجاه التغيير، فهي باتت تنادي بما نادى به منذ عشرات السنين. وإن دل هذا على شيء، فإنما يدل على أن الحزب - والحمد والمنة لله - أدرك مفردات التغيير، وأدرك الحل وما يخلص الأمة، واستقام على دعوته منذ نشأته. ومن دلالته أيضا أن عمل الحزب في الأمة، وعمل كل مخلص لدين الله، قد أثمر اليوم تحرك المسلمين. إن هذه الثورات على الأنظمة اليوم جاءت لتعلن أن موقف الحزب المبدئي في التغيير هو الصحيح. وقد آن الأوان، أكثر من أي وقت مضى، لأن يلتفت المسلمون للحزب، ويتقاطروا في العمل معه، فهو قد صدقهم النصيحة، وأخلص لهم الدعوة.

هزت هذه الثورات المباركة أعماق الغرب المستعمر، فهو قد لمس أن الأمة الإسلامية حية، وأنها في طريقها لأن تقتعد - على أنقاضه - مقام السيادة في العالم من جديد. فسارع إلى تأييد هذه الثورات في العلن، حتى يلتف عليها، ويمنع وصولها إلى منتهاها الطبيعي، بتغيير الأنظمة الغاشمة بالكلية، وذوبانها في دولة الخلافة، خصوصا بعد أن توحدت مطالب الجماهير الثائرة بأنها تريد "إسقاط النظام" ما يرشد إلى أن المشكلة واحدة (انفراط عقد الخلافة) ، و الحل يجب أن يكون واحدا (تجمع عقد الخلافة بتوحد أقطار المسلمين بالخلافة، والحكم بالإسلام، كما كانوا). ومن أجل اختطاف حركة جماهير الأمة في غير مكان، وإبقاء الأمور في بلاد المسلمين في قبضته، فإن الغرب المستعمر اليوم ينتهج السياسة الخبيثة التالية:

1. الظهور بمظهر المؤيد لهذه الثورات، والداعم لها حتى لا يخسر وجوده في الساحة العربية الإسلامية كعراب لسياستها!

2. تضليل الغرب للمسلمين بدعوتهم إلى أخذ ديمقراطيته الفاسدة في بلادهم، تلك الديمقراطية التي أحطت به هناك في الغرب، والتي فطن وجودها بعد عقود وعقود من دعم الأنظمة الدكتاتورية في بلادنا!

3. دعم الأنظمة في بطشها ومجازرها ضد الجماهير حتى يكسر إرادتها، وشوكتها، فإذا رآها تتهاوى أمام بطولات الثائرين، عمد إلى التخلص منها، واستبدالها بوجوه جديدة عميلة له، تديم وجود الأنظمة لحسابه.

4. احتواء الثائرين المنتفضين عن طريق الاعتراف بهم، وحوارهم، وجعلهم يطالبون بما يريد من سياسات، وكذلك دعمهم بالمال والسلاح إن لزم.

5. إخفاء دعوات الثائرين، التي تبرز هويتهم الإسلامية، والتي تدعو إلى الإسلام، والحكم بالإسلام والخلافة والوحدة، وإبراز الدعوات إلى الديمقراطية، والدولة المدنية العلمانية، والإصلاح الدستوري المحدود.

6. إحياء الحركات والأحزاب الوطنية العلمانية، وبناء ودعم أحزاب وحركات جديدة، تستقطب الجماهير باسم التغيير الجديد، تنادي بما يريده الغرب، وتدعو إلى تغييرات طفيفة هنا وهناك، ولا تغير أي شيء في واقع الأنظمة.

7. إطلاق ساسة الغرب لتصريحات مباشرة ضد عودة الخلافة، وإعلانهم أنهم يقبلون بأي شيء سواها، من أجل إخافة الثائرين، وتخذيلهم عن الدعوة لها، أو عن أي شيء قريب منها. ولعل تصريح فرانكو فراتينيي وزير الخارجية الإيطالي، في بداية أحداث ليبيا، من أنه "لن تكون هناك خلافة إسلامية في ليبيا" مثال صارخ على ذلك. وهذا يذكرنا بما قاله القذافي في بداية أحداث ليبيا أيضا لتخويف الغرب، بعد أن أدرك أن أسياده يتخلون عنه "أخشى أن تقوم إمارة إسلامية في ليبيا"، وأنه حسب زعمه "سيتحالف مع القاعدة" إن لزم. فهلا أدرك المسلمون ما يخيف الغرب المستعمر والحكام؟

8. دعمهم للحركات الإسلامية التي يسمونها معتدلة، وقبولهم حتى بصيرورتها جزءا من النظام السياسي الحاكم إن لزم، بعد أن تعلن عن تخليلها عن كل شيء ينادي به الإسلام.

9. التدخل العسكري للغرب من أجل الإبقاء على النظم التابعة له، إن وجد أن الأمور فلت من يده لصالح التغيير الصحيح.

ولعل سياسة الغرب تجاه الحركات الإسلامية العلمانية من أخطر أساليبه اليوم، في منع التغيير الحقيقي والصحيح في بلاد المسلمين، فهو يدرك أن الإسلام هو فكر الناس المهيمن، وهو مهوى أفئدتهم، ورجاؤهم، وتطلعهم، وهو الذي يحركهم. ولذلك نراه يؤيد ويطلب من أصحاب مدرسة الإسلام المعتدل (الأمريكي) أن يقفزوا إلى الواجهة، ليكشفوا عن سوءاتهم أكثر وأكثر، بالإعلان عن مواقف (ظاهرها أنها تمثل الإسلام) تجعلهم جزءا مقبولا من الواقع السياسي المرسوم الجديد، وتجعل الغرب يرضى عنهم، وتستقطب المسلمين المضللين، كونها البديل (الإسلامي) للأنظمة المتداعية للسقوط؟! فهؤلاء (المعتدلين) العملاء فكريا للغرب، والملونين سياسيا، لا يريدون دولة واحدة للمسلمين تطبق شرع الله، وهم مع استمرار القطرية الضيقة النتنة التي يسهر على وجودها الغرب، وهم مع استمرار القوانين الوضعية، التي لقنها الكافر المستعمر للأنظمة، وهم مع الدولة المدنية العلمانية، التي تقصي أنظمة الإسلام في الحكم والسياسة والاقتصاد والاجتماع..، وهم مع التعاون والحوار مع الدول المستعمرة والشرعة الدولية، وهم مع استمرار المعاهدات مع يهود، وهم مع التحالف مع القوى السياسية العلمانية في المجتمع، التي تحارب الإسلام وتنفذ أجندات الغرب، وهم حتى مع حاكم غير مسلم يحكم المسلمين... قاتلهم الله أنى يؤفكون. وهؤلاء.. بدل أن يغتنموا الفرصة التاريخية، ويبنوا على هبة الأمة باتجاه دينها، فينحازوا لمطالبها الشرعية.. بدل ذلك نراهم يخذلون أمتهم، ويطعنوها في ظهرها لحساب الكفار، لا تستحقها والله تضحيات المسلمين اليوم. والأمة ستحاسبهم على خيانتهم هذه، وعلى قبولهم أن يكونوا مطايا للكفار، يستخدمهم لأغراضه، ولعذاب الله أكبر وأشد.

أما حزب التحرير - والحالة هذه - فلن يغير ولن يبدل، وسيستمر في نهجه القويم الذي جاءت مطالب الثورات تؤكد صحته وصدقه. وهو إذ يعتبر ثورات المسلمين اليوم ثورات مباركة تنم عن خير عميم كامن في الأمة، يدعو الله أن يستغرق تحرك جماهير المسلمين بلاد المسلمين كلها، وأن يتوج هذا التحرك بدولة الخلافة الجامعة التي تلم شمل المسلمين مرة أخرى، وتعزهم، وتجعلهم أئمة الكون كما كانوا. إن حزب التحرير يؤمن أن دولة الخلافة ستكون النهاية السعيدة لكل ما يحصل اليوم، ويؤمن أن الأمة - والحمد الله - وصلت حدا من الوعي يجعلها لا تقبل أن يلتف أحد على مطالبها، ولعل الدعوات الجديدة في الشارع المصري والتونسي، والتي تطالب بتصحيح مسار الثورة، دليل على فهم طيب، عند المسلمين، على ما يجب أن يكون عليه الحال، ورد على من يحاول التآمر على الأمة، واختطاف مطالبها.

إن الأمة اليوم بدأت بأخذ زمام الأمور بيدها، وقد تجاوزت عقدة الخوف التي لازمتها ردحا من الزمن، وأدركت أنها قوية بدينها، وأنها صاحبة الكلمة الأولى والسلطان، وأنها إن قالت، قال الله بقولها، وماردها خرج من قمقمه إلى غير رجعة، ليقضي على الكفر وأهله، ليبني صرح الإسلام المجيد الذي اشتقنا للتفيؤ بظله.

وإن ما يجري اليوم سيصب في بناء هذا الصرح، والأمة لن تتراجع، وإن كانت خرجت في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين وسوريا، فهي تضرب مثالا لما تريده في باقي البلدان، فالحال واحد والظلم واحد، وحتمية الانقلاب عليه واحدة. وسواء اتسع الخروج على الحكام وأنظمتهم في مناطق جديدة أم لا، فإن الأمة باتت جاهزة للانقلاب الكوني الكبير، الذي ستعلنه دولة الخلافة، عما قريب بإذن الله، وستضحى بالغالي والنفيس من أجلها.

أما أبرز ما يلوح أمام ناظري من أحداث في المستقبل القريب، في ضوء ما يجري اليوم، فالتالية:

1. استمرار تحرك جماهير المسلمين المطالبة بالتغيير.

2. تصدي الأنظمة لها بالقوة والجبروت بدعم مباشر من الغرب، مع تقديمها تنازلات شكلية (في شكل انتخابات مدروسة، وحوارات وطنية، وتغييرات لبعض القوانين، ومحاكمات صورية لبعض الساسة) تبقي الوضع على ما هو.

3. إستصناع الغرب والأنظمة لحركات وأحزاب تنادي بالتغيير، وتعمل من تحت عباءتها، حتى تستقطب الناس، وتضحك على ذقونهم، وتذهب ريحهم.

4. استمرار آلة الأنظمة والغرب الإعلامية في تزوير مطالب الثائرين، وحرفها عن إسلاميتها، وتصويرها بأنها مع علمانية وديمقراطية الدولة، وأنها مع الإصلاح الدستوري المحدود...

5. استخدام الحركات الإسلامية العلمانية استخداما بشعا في القبض على الروح الإسلامية عند الناس، وتصوير أفكار هذه الحركات الإسلامية بأنها تمثل الإسلام العصري المتزن والمعتدل، الذي يقبل به الغرب، ويمكن قبوله حتى في الحكم، على الطريقة الأردوغانية.

6. إدراك جماهير المسلمين، شيئا فشيئا، أن مطالبهم لم تلبى، وأن من يقود الدفة في بلدانهم (بعيد الثورات) لا زال يدين بالولاء للغرب، وأنه يلتف عليهم، وأن سياساته لم تختلف البتة عن سياسات الحكام المخلوعين، وأنه يعمل على تدجينهم للقبول بالفتات من التغيير، الذي لا يسمن ولا يغني من جوع، ويبقي الأمور على حالها لحساب الغرب. فتبدأ الجماهير بالتحرك مرة أخرى فيما يمكن تسميته ب"الثورات المضادة"، وتعود الأنظمة لاستخدام البطش للحفاظ على (الشرعية الجديدة) التي أفرزتها الثورات في بدايتها.

7. استمرار عمل حزب التحرير في إفهام جماهير المسلمين كيف يكون الخلاص، وكشف الأنظمة ومؤامراتها ضد الناس، سواء في البلدان التي خرج فيها الناس، أم تلك التي تنتظر. وأن الخلاص لا يكون في تغيير وجوه مجرمة بوجوه لم تحترق بعد، ولا يكون في تغييرات شكلية في كل بلد، تكرس القطرية النتنة، وتحافظ على حدود سايكس بيكو، بل يكون في رمي كل الأنظمة الغاشمة إلى مزبلة التاريخ، واستبدالها بدولة الإسلام الجامعة الواحدة.

8. إدراك المسلمين، بشكل أكبر وأعمق، أن ما يدعوهم إليه الحزب هو الصحيح، فتقوى دعوة الحزب بين الناس، وتنكشف وتسقط أطروحات الحركات الإسلامية العلمانية، وغيرها. ويصبح الحزب متفردا رائدا في الطرح والعمل.

9. يستمر هذا المشهد إلى ما شاء الله، حتى تلتحم إرادة الأمة بإرادة جيوشها، وتعلن دولة الخلافة. قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} النور55 أسأل الله رب العرش العظيم أن يكون هذا قريبا

 

بقلم: عبد الله بدر

 

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...