ابن الصّدّيق قام بنشر April 16, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر April 16, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف باب فضيلة الإمام العادل وعقوبة الجائر والحث على الرفق بالرعية والنهي عن إدخال المشقة عليهم نحييكُم جميعا أيها الأحبةُ في كلِ مكانٍ، في حَلْقَةٍ جديدةٍ من برنامجِكُم "مع الحديثِ الشريفِ" ونبدأُ بخيرِ تحيةٍ، فالسلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُه. جاءَ في صحيحِ الإمامِ مسلمٍ في شرحِ النووي "بتصرفٍ" في " بابِ فضيلةِ الإمامِ العادلِ وعقوبةِ الجائرِ والحثِّ على الرفقِ بالرعيةِ والنهيِ عن إدخالِ المشقةِ عليهِم": حدثنا أبو غسانَ الْمِسْمَعِيُّ وإسحقُ بنُ إبراهيمَ ومحمدُ بنُ المثنى قال إسحقُ: أخبرنا وقالَ الآخران حدثنا معاذُ بنُ هشامٍ حدثني أبي عن قتادةَ عن أبي المليحِ، أن عبيدَ اللهِ بنَ زيادٍ دخلَ على مَعْقِلٍ بنِ يَسارٍ في مرضِهِ فقالَ له مَعْقِلٌ: إني محدثُكَ بحديثٍ لولا أني في الموتِ لم أحدثْكَ به، سمعتُ رسولَ اللهِ صلى اللهٌ عليه وسلمَ يقولُ: "ما من أميرٍ يليْ أمرَ المسلمينَ ثم لا يَجْهَدُ لهم وينصحُ إلا لم يدخلْ معهُم الجنةَ". إن اللهَ تعالى وضعَ الحاكمَ في منصبِ التكليفِ لا التشريفِ، وحمّلَهُ مسؤوليةً كبيرةً لا تطاولَها مسؤوليةٌ، فهو مسئولٌ عن كل فردٍ من أفرادِ الرعيةِ، إن قصَّرَ في حقِهِ حُوسِبَ، وإن ظلَمَهُ اقتصَّ منه، بل هو مسؤولٌ عن البلادِ والعبادِ وعن الخيراتِ والأنعامِ والأموالِ وصناعةِ الأمجادِ، لذلكَ نفهمُ قولَ عمرَ رضي اللهُ عنه "لو أن دابةً عثرَت في أرضِ العراقِ، لخشيتُ أن يسألَنيَ اللهُ عنها يومَ القيامةِ، لماذا لمْ تسوِ لها الطريقَ يا عمرُ"، هذا نتاجُ الخوفِ من اللهِ الجبارِ، الخوفُ من السؤالِ عن دابةٍ. أيها المسلمون: هل أصبحْتُم عندَ حكامِكُم أهونَ من الدابةِ التي رفقَ بها عمرُ؟ لماذا لا يُسألُ الحكامُ؟ لماذا لا تسوّوا لنا الطريقَ أيها الحكامُ؟ بل لماذا لم ترفعوا عنا ظلمَكُم وقهرَكُم لنا؟ بل لماذا لا تحكُموننا بكتابِ ربِنا، اترُكونا لأنفسِنا فنحنُ نريدُ أن نتعبدَ اللهَ تعالى ونحتَكِمَ لشرعِهِ، مَلَلْنا كفرَكُم وظلمَكُم وفسقَكُم، مَلَلْنا كذبَكُم وفجورَكُم والانبطاحَ أمامَ أعدائِنا الذينَ هم أولياؤكُم. يا حكامَ ما بعدَ الثورةِ، ألم يأتِكُم نبأُ مَنْ قَبْلَكُم من الحكامِ؟ يا صنائعَ الغربِ الكافرِ، الأمةُ تحركَت وهي الآنَ تقفُ على قدمٍ ونصفٍ، وما هيَ إلا أوقاتٌ قليلةٌ حتى تثبُتَ، وتستويَ أقدامُها على أرضٍ صُلبةٍ، لتحملَ سلاحَها بيدٍ وكتابَ ربِها باليدِ الأخرى، فلا تجعلوا من أنفسِكُم، ولا من غبائِكُم وعمالتِكُم مرمًى لسلاحِها، فالأمةُ قد عرفَتْ هدفَها وغايتَها، وأدركَت طريقتَها، وسارَت على نهجِ ربِها، تريدُ اقتلاعَ الكفرِ من أرضِها، وتحكيمَ شرعِ ربِها، من خلالِ دولةِ الخلافةِ الراشدةِ الثانيةِ على منهاجِ النبوةِ، التي وعدَ بها ربُ العزة،ِ وبشَّرَ بها رسولُهُ الكريمُ محمدٌ صلى اللهُ عليه وسلمَ، فاللهُمَ عجلْ لنا بها، واجعلْنا من العاملينَ المخلصينَ لإقامتِها، واجعلْنا من جنودِها ومن شهدائِها ورعاياها، لنعيشَ يوما في أكنافِها نتظللُ أفياءَها، اللهم آمين آمين. احبتنا الكرامُ، وإلى حينِ أن نلقاكُم مع حديثٍ نبويٍ آخرٍ، نتركُكُم في رعايةِ اللهِ، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كتبه للإذاعة: أبو مريم 06 من جمادى الثانية 1434 الموافق 2013/04/16م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_24551 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر April 18, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر April 18, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف بيت المــــــال نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. روى ابن أبي شيبة في مصنفه قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل عن جهضم بن عبد الله عن محمد بن إبراهيم عن محمد بن زيد عن شهر بن حوشب عن أبي سعيد قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شراء الصدقات حتى تقبض. قال: حتى تقبض: حتى تجمع إلى القائم على بيت مال المسلمين ويدعو الناس إلى شرائها. بيت المال هو بمثابة خزينة الدولة .... فيطلق على المكان الذي تحفظ فيه الأموال المستحقة للمسلمين ... كما يطلق على الجهة التي تختص بكل دخل وخرج لما يستحقه المسلمون من مال ..... أما ما هي الأموال المستحقة للمسلمين والتي تحفظ في بيت المال أي واردات بيت المال فهي: أموال الزكاة وهذه الأموال وإن كانت توضع في بيت المال إلا أنها توضع في حرز خاص بها ولا تنفق إلا على الأصناف الثمانية الذين ذكروا في القرآن الكريم, ولا يجوز أن ينفق منها على غير هذه الأصناف الثمانية سواء أكان من شؤون الدولة أو من شؤون الأمة. لكن يجوز للإمام ( الخليفة ) صرفها لمن يشاء من الأصناف الثمانية حسب رأيه واجتهاده ... فمثلاً له أن يعطيها لصنف واحد من الأصناف الثمانية وله أن يعطيها لبعض منهم كما يجوز أن يعطيها لهم جميعاً. واردات الملكية العامة بأنواعها وهذه الأموال توضع في مكان خاص ولا تخلط مع غيرها من الأموال لأنها ملك لجميع المسلمين .... ويصرفها الخليفة وَفْقَ ما يراه مصلحة للمسلمين حسب رأيه واجتهاده وَفْقَ أحكام الشرع. أموال الدولة: وهي : أ - الفيء والغنائم والأنفال والخراج والجزية. ب - واردات أملاك الدولة. ج - العشور وخمس الركاز. د - مال من لا وارث له. وهذه الأموال أي - أموال الدولة - توضع في بيت المال مع بعضها بعضا وينفق منها على شؤون الدولة وشؤون الأمة وعلى الأصناف الثمانية وعلى كل شيء تراه الدولة فهي أموال ملكيتها للدولة ... تنفقها لرعاية مصالح الرعية وفق أحكام الشرع. أما نفقات بيت المال: ما كان بيت المال له حرزاً وهو أموال الزكاة وتنفق على الأصناف الثمانية. أن يكون بيت المال مستحقاً له على وجه الإعالة وعلى وجه القيام بفرض الجهاد والإعالة هي للفقراء والمساكين وابن السبيل. أن يكون بيت المال مستحقاً له على وجه البدل, أي أن يكون المال لأشخاص أدوا خدمة فأخذوا بدل هذه الخدمة كالموظفين والجند والقضاة والمعلمين .... أن يكون مصرفه مستحقاً على وجه المصلحة والإرفاق دون بدل أي أن يكون مصرفه على أشياء دون أن يكون مقابلها أموال تحصل لكن ينال الأمة الضرر من عدم وجودها .... كشق الطرق الضرورية وبناء المساجد والمستشفيات والمدارس وما شاكل ... أن يكون مصرفه مستحقاً على وجه المصلحة والإرفاق دون بدل إلا أنه لا ينال الأمة ضرر من عدم وجوده كشق طرق أو بناء مساجد أو مدارس للتوسعة على المسلمين أن يكون مصرفه مستحقاً على وجه الضرورة: كحوادث الطوارئ من فيضانات ومجاعات وزلازل وهجوم عدو ..... ومن الجدير ذكره أنه إن لم تف أموال بيت المال بحاجات الرعية فإن الدولة تفرض الضرائب على المسلمين لتقوم بقضاء ما يطلب منها من رعاية.... ولأن الدولة في الاسلام راعية وليست جابية ... فإن الضرائب تفرض وفق ما فرضه الشرع على المسلمين وليس وفق اجتهاد الدولة .. فكل مصلحة فُرضت نفقتها على المسلمين ولم تف أموال بيت المال لإقامتها فإنه تفرض ضريبة من أجلها كالنفقة على الفقراء والمساكين وابن السبيل وعلى فرض الجهاد والنفقة على الموظفين وأرزاق الجند والإنفاق على المصالح والمرافق التي لا غنى للرعية عنها كشق الطرق واستخراج المياه وبناء المساجد والمدارس والمستشفيات والإدارات والإنفاق على الطوارئ من فيضانات وزلازل ومجاعات وهجوم مفاجئ للأعداء ... وأخيرا لسداد ديون اقترضتها الدولة للقيام بما هو فرض على المسلمين. .... أما المصالح التي ليست فرضاً على المسلمين كسداد دين الميت أو شق طرق إضافية للتوسعة على الناس مثلاً فإنه لا تفرض من أجلها الضرائب, بل تقوم الدولة به إن كان لديها المال وإلا سقط عنها. وتكون الضريبة على الأغنياء دون الفقراء . ... وعيارها أن تؤخذ من المسلم الذي لديه مال زائد عن حاجاته الأساسية وحاجاته الكمالية وفق ما هو معروف لمثله ... هذا هو بيت المال في دولة الاسلام وهذه هي وظيفته باختصار ومنه نرى أن واردات بيت المال ونفقاته إنما عينها الشرع وليس السلطة التنفيذية ولا التشريعية كما في النظام الرأسمالي ... وهي تمكن المسلمين من العيش الرغيد والحياة الكريمة فوق ما يمكن للدولة من القوة التي تعطيها الهيبة والعزة ما يرهب الأعداء ويغري الأفراد بالرغبة في العيش في ظل هذا النظام الفريد ودولته الراعية الحانية التي ترعى الجميع وتحفظ حقوق الجميع فقراء وأغنياء مسلمين وغير مسلمين ما داموا رعايا في دولة الاسلام. أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 08 من جمادى الثانية 1434 الموافق 2013/04/18م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_24609 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر April 24, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر April 24, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف نظام الذهب والفضة نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته, من مات وعليه دينار روى ابن ماجة في سننه قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ سَوَاءٍ حَدَّثَنَا عَمِّي مُحَمَّدُ بْنُ سَوَاءٍ عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ مَاتَ وَعَلَيْهِ دِينَارٌ أَوْ دِرْهَمٌ قُضِيَ مِنْ حَسَنَاتِهِ لَيْسَ ثَمَّ دِينَارٌ وَلَا دِرْهَمٌ. جاء في كتاب حاشية السندي على ابن ماجه قَوْله ( قَضَى مِنْ حَسَنَاته ) أَيْ أَخَذَ مِنْ حَسَنَاته وَيُعْطِي لِلدَّائِنِ فِي مُقَابَلَة دَيْنه في الحديث حث على قضاء الديون في الدنيا وعدم الاستهانة في حقوق الناس والتسويف في أدائها ..... ولا فرق في الديون إن كانت بالدراهم الفضية أو الدنانير الذهبية أو كانت من عملة أخرى غيرهما وإنما ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم هاتين العملتين لأنهما كانتا العملتين المستعملتين في الدولة الإسلامية ذلك الوقت .....فالدولة الإسلامية كانت تسير على نظامي الذهب والفضة فكان الدينار الذهبي والدرهم الفضي وحدتا قياس السلع والجهود والمنافع.... وكانتا أداتي التبادل في المعاملات الداخلية والخارجية, ومعنى أن تسير الدولة على نظام نقد معين كالذهب أو الفضة مثلا أي أن يكون ذلك النقد هو وِحدةُ التداول في الدولة في معاملاتها الداخلية أو الخارجية أو كلتاهما. ونظام النقد في دول العالم المختلفة كان دائماً النظام المعدني ( نظام الذهب أو الفضة ) لكنها في العصر الحديث اعتمدت نظام الورق الإلزامي بعد أن تدرجت في إصدار الأوراق النقدية فكانت بديلة عن الذهب والفضة في البداية أي تمثل كمية من الذهب أو الفضة على شكل نقود أو سبائك يحتفظ بها في مكان معين ,حيث يمكن استبدال هذه الأوراق بقيمتها من الذهب أو الفضة وهو ما يطلق عليه بالأوراق ( النقود ) النائبة... ثم أَصدرت النقود الورقية التي تمثل كمية معينة من الذهب أو الفضة لا تغطي قيمتها الاسمية كاملة بل تغطي جزءا من قيمتها ... أي يمكن استبدالها بكمية من الذهب أو الفضة تعادل الجزء من قيمتها المغطى بالذهب أو الفضة وهي ما تسمى بالنقود الورقية الوثيقة .... ثم أُصدرت نقود ورقية لا تمثل أي كمية من الذهب أو الفضة بل تصدرها الحكومات وتجعلها نقوداً رئيسية فهي أوراق نقدية لا تصرف بذهب ولا فضة لا كلياً ولا جزئياً ولا يضمنها احتياطي ذهب ولا فضة فلا ضمان لها سوى قوة الدولة التي تصدرها, وهي ما تسمى بالنقود الورقية الإلزامية .... كلما كان النقد ذا قيمة ذاتية كان مدعاة لثبات ثمن وقيم الأشياء من سلع وجهود ومنافع ... لذا فإن خير معدن يصلح ليكون أساس تقدير القيم هو الذهب ... وقد سارت على هذا النظام معظم دول العالم حتى سبعيناتِ القرنِ الماضيِ حين أعلن الرئيسُ الأمريكيُ نيكسونْ فك الارتباط بين الدولار والذهب ... وضرب النظام الاقتصادي في العالم ضربة نجلاء لا زال العالم يعاني منها حتى يومنا هذا. أما نظام الفضة فيعني أن الفضة هي أساس الوحدة النقدية وهو معروف منذ القدم فقد كانت بعض الدول قديماً تعتمده وحده نظاما نقديا لها كدولة فارس القديمة كما كانت تعتمده الدولة الإسلامية إلى جانب نظام الذهب. فهو رغم أنه ليس ثمينا لكنه ذو قيمة ذاتية لذا فإنه يتمتع بحرية الضرب وبقوة إبرائية غير محدودة, وهو كنظام الذهب في كل تفاصيله ... لذا فإن نظاماً مبنياً على دمج نظامي الذهب والفضة له من القوة والثبات ومقومات النجاح ما ليس لغيره وهذا حال نظام النقد في دولة الإسلام التي ستسير على نظامي الذهب والفضة كما كانت في كل عهودها ...كانت وستعود بإذن الله وسيرى العالم كيف يكون تدبير الشؤون وتنظيم الحياة وخاصة الاقتصادية منها بما يجعلها قدوة لمن يرغب ثبات نظامه المالي واستقرار حياته الاقتصادية وحماية بلاده من الهزات والتقلبات الاقتصادية المهلكة بفعل النقد الورقي الإلزامي الذي لا قيمة ذاتية له وإنما يستمد قوته من القانون الذي صدر باعتماده نقداً للدولة, وترتبط قوته بقوة الدولة التي أصدرته نقداً لها, هذا النقد الذي تعتمده دول العالم اليوم والذي يتسبب عدم ثباته واستقراره بالأزمات المتلاحقة والقلق والاضطراب للعالم أجمع ..... لذا فإن عودة الخلافة ونظامها النقدي المتين سيجعل العالم لا يلبث إلا قليلا حتى يعود لتبني السير على نظام الذهب أو الفضة أو كليهما معاً, ونبذ نظام الورق الإلزامي, ذلك النظام الظالم الذي فرضته أمريكا على العالم بالبلطجة والقهر والإجبار. أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 14 من جمادى الثانية 1434 الموافق 2013/04/24م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_24768 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر April 26, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر April 26, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف القمار نحييكُم جميعا أيها الأحبةُ في كلِ مكانٍ، في حلْقةٍ جديدةٍ من برنامِجكُم "مع الحديثِ الشريفِ" ونبدأُ بخيرِ تحيةٍ، فالسلامُ عليكُم ورحمةُ اللهِ وبركاتُهُ من قالَ لصاحِبِهِ تعالَ اقامِرُكَ روى البخاريَ في صحيحِهِ قالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَخْبَرَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ أَخْبَرَنَا مَعْمَرٌ عَنْ الزُّهْرِيِّ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ( مَنْ حَلَفَ فَقَالَ فِي حَلِفِهِ وَاللَّاتِ وَالْعُزَّى فَلْيَقُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَمَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ تَعَالَ أُقَامِرْكَ فَلْيَتَصَدَّقْ). جاء في حاشية كتاب نيل الاوطار للشوكاني: قوله: ( فَلْيَقُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ) في الأمرِ لِمن حلِفَ باللاتِ والعزى أن يتكلمَ بكلمةِ الشهادةِ دليلٌ على أنهُ قد كفرَ بذلكَ. قوله: ( فليتصدَقْ ) فيه دليلٌ على المنعِ من المقامرةِ, لأن الصدقةَ المأمورِ بها كفارةٌ عن الذنبِ, قالَ في القاموسِ: وقامرَهُ مقامرةً وَقِمَارًا فَقَمَرَهُ كَنَصَرَهُ وَتَقَمَّرَهُ رَاهِنُهُ فَغَلَبَهُ وَهُوَ التَّقَامُرُ ا.هـ , فالمرادُ بالقمارِ المذكورِ هنا الميسرُ ونحوَهُ مما كانت تفعلُهُ العربُ, وهو المرادُ بقولِ اللهِ تعالى : ((إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ)). وَكُلُّ مَا لَا يَخْلُو اللَّاعِبُ فِيهِ مِنْ غَنَمٍ أَوْ غُرْمٍ فَهُوَ مَيْسِرٌ, وَقَدْ صَرَّحَ الْقُرْآنُ بِوُجُوبِ اجْتِنَابِهِ, قال الله تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)). كما نرى فإن آياتِ تحريمِ القمارِ أيِ الميسرِ قد أكدَتْ على هذا التحريمِ بعدةِ وجوهٍ منها: تَصدرُ الجملةِ بأداةِ التوكيدِ إنَّ .... إنَّما الخمرُ والميسرُ ... قرنتها بعبادةِ الأصنامِ إذ وصفَها بوصفٍ وصفَ به الأوثانَ وهو الرجسُ قالَ تعالى: ((فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَان)). أنه تعالى جعلَها من عملِ الشيطانِ .... والشيطانُ لا يأتي منهُ إلا الشرُ. إنه أمرَ باجتنابِها .... وجعلَ الاجتنابَ من الفلاحِ ..... فإذا كان الاجتنابُ فلاحاً فإن الارتكابَ خيبةً وخسرانا. ذكرَ ما يُنتِج عنها من الوبالِ... ا- وهو وقوعُ التعادي والتباغضِ من أصحابِ الخمرِ والميسرِ. ما يؤديانِ إليه من الصدِ عن ذكرِ اللهِ وعدمِ مراعاةِ أوقاتِ الصلاةِ. وأخيراً ختامُ الآيات بعبارة من أبلغ عبارات النهي وهي قوله تعالى : ((فهل أنتم منتهون )) ..... فكأنه يقول: قد تلي عليكم ما فيها من أنواع الصوارف والموانع فهل أنتم بعدها منتهون؟ إن القمار اليوم لم يعد يقتصر على تعال أقامرك بلعب الورق أو النرد كما لا يقتصر على اطلاق الحمام وانتظار أإلى الشرق توجه أم إلى الغرب .....أو سحب سهم أفعل أو لا تفعل ..... بل لقد طور أعداء الله وتابعهم سفهاء الأمة وغافلوها طوروا أساليب القمار وأدخلوا عليها من صور الإغراء والخداع ما جعل الكثيرين يقبلون عليها دون وعي أو إدراك ....أو بفتوى غير شرعية تبيح تلك المعاملات أو الألعاب ... فاليوم أصبحت المراهنات تقام على صراع الديكة وسباق الكلاب والذئاب والنوق والنعام فضلا عن سباق الخيل, والمراهنات على لعبة البلياردو... ومباريات كرة القدم وكرة السلة وأمثالها من الألعاب الرياضية التي لم تعد وسيلة للتسلية والمتعة البريئة بل وسيلة للكسب السريع بغض النظر عن حل هذا الكسب أو حرمته. وأما عن المسابقات التي تبث عبر التلفزيونات والإذاعات والهواتف المحمولة وسائر وسائل الاعلام .... فحدث ولا حرج .... ونحن لا نقصد بالطبع عموم المسابقات بل تلك التي يكون سعر الاتصال فيها أعلى من سعر المكالمة العادية أو الرسالة النصية العادية ..... وهكذا فإن من لا ينجح في المسابقة يكون قد خسر ثمن المكالمة أو الرسالة في حين أن الفائز قد ربح ذلك المال الذي دفعه الخاسرون .... فالجائزة عادة تُجمع من ثمن المكالمات أو الرسائل النصية المرسلة .... ولتشجيع الناس على المشاركة في مثل هذه المسابقات الرخيصة يكون السؤال أو الأحجية سهلاً لدرجة تثير السخرية بل الاشمئزاز ..... فأين المتعة أو التسلية وأين الإضافة العلمية أو الثقافية من مثل تلك المسابقات .... اللهم إلا إغراء الناس ليكثر عدد الاتصالات ويتم تغطية ثمن الجائزة بل وفوق الجائزة من جيوب المتصلين للوقوع في معصية الله وارتكاب جريمة القمار وهم لا يشعرون أن ما يشاركون فيه هو القمار بعينه. وهناك بيع المغلفات المغلقة دون إظهار ما بداخلها ...... بسعر واحد مع اختلاف الأشياء الموجودة داخل المغلفات في النوع والعدد والقيمة ..... وهو من بيع الغرر الذي ينطبق عليه معنى القمار .... لكن الناس يتعاملون به خاصة وأن الفئة المستهدفة غالباً ما تكون هي الأطفال ..... الذين تغريهم المفاجآت ويسعدهم الحظ السعيد ..... لكن أين تقوى الله من قبل التاجر ..... والرعاية من قبل الأهل في غرس المفاهيم الصحيحة لدى أبنائهم وليس السكوت على إقدامهم على هذه المعاملات المشبوهة بحجة أنهم صغار غير مكلفين. وأينَ الحكوماتُ والأنظمةُ ووزاراتُ الأوقافِ والهيئاتُ الشرعيةُ عن كلِّ هذا؟ وهناك أوراق اليانصيب بكل أنواعها ودوافعها .... فالجائزة التي يحصل عليها الفائز في اليانصيب هي من أموال المشتركين الذين اشتروا أوراقاً ودفعوا ثمنها ولم يحصلوا على أي مقابل .... فهي في النهاية أموال كسبها الفائز على حساب الخاسر فإن لم يكن هذا هو القمار فما هو إذن ...... وإن هناك من أنواع وأشكال القمار الأخرى الكثير لكننا لسنا في معرض سرد ها جميعاً بقدر ما نريد لفت النظر إلى واقع القمار وحقيقته وشدة إثم من يقترفه حتى يحرص المسلمون على فهم واقع كل ما هو مستحدث يصلنا من الغرب أو يبدعه التجار الرأسماليون من أبناء الأمة الذين لا يهمهم سوى تحقيق المرابح واستغلال الفرص لخداع الناس وسرقة أموالهم أمام أعينهم وهم لا يشعرون ثم التحذير من غضب الله وسخطه لكل من يستهين بهذه المعاملات ولا يجد غضاضة في التعامل بها خاصة ونحن في عصر النظم الرأسمالية المادية التي لا يهمها سوى كسب المال وتكديسه دون النظر من أين أتى أو إلى أين يذهب ...... إن المال الذي يكسبه الفرد من القمار هو مال محرم لأن كسبه كان بطريقة حرمها الشرع. ومع تحريم الاسلام للقمار .......فإن الدول الرأسمالية الغربية منها والشرقية بل ودول العالم الاسلامي ... تشجع هذه المعاملات بل تقنن هذا القمار فتضع له القوانين لتنظيمه وإدارته تحت مسميات متنوعة ....اليانصيب الوطني ......اليانصيب الخيري ..... وغيرها من التسميات اللامعة لتغطية واقع هذه المعاملة المحرمة .... والهدف زيادة الدخل الأهلي كما يزعمون. ....والأدهى أن بعض المحسوبين على العلماء أباحوا اليانصيب بدعوى أنه ليس من القمار لأنه لا يأتي بالمغالبة وإنما بالقرعة وبعضهم أباح اليانصيب الخيري كما أسموه.... أي الذي يذهب ريعه إلى تمويل مشاريع خيرية متجاهلين أن الله طيب لا يقبل إلا الطيب من المال والأعمال .... ومتناسين أن تغطية نفقات هذه المشاريع الخيرية هي في الاسلام من واجبات الدولة بكل بساطة .... فالدولة مسؤولة عن كفالة اليتيم إن لم يكفله أحد المسلمين .... وهي التي توفر المؤسسات التي تعتني بالمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة بقدر طاقتها لكنها أبداً لا تبيح الحرام من أجل القيام بمثل هذه المسؤوليات حتى لو كانت فرضاً ... بل تلجأ للحلول الشرعية .... فالإسلام فيه الحلول لكل ما يمكن أن يحدث من مشكلات .... فعجل اللهم لنا بدولة الإسلام لنرى كيف تعالج مشاكل الناس على اختلاف أنواعها اقتصادية أو سياسية أو اجتماعية .... فالله تعالى يقول : " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ". احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 16 من جمادى الثانية 1434 الموافق 2013/04/26م http://www.hizb-ut-t...nts/entry_24818 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر May 1, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر May 1, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف باب النساء الكاسيات العاريات المائلات المميلات نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي "بتصرف" في " باب النساء الكاسيات العاريات المائلات المميلات". حدثني زهير بن حرب حدثنا جرير عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا". قوله صلى الله عليه وسلم: ( صنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات، رءوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها توجد من مسيرة كذا وكذا ) هذا الحديث من معجزات النبوة، فقد وقع هذان الصنفان، وهما موجودان. وفيه ذم هذين الصنفين. قيل: معناه كاسيات من نعمة الله عاريات من شكرها، وقيل: معناه تستر بعض بدنها، وتكشف بعضه إظهارا بحالها ونحوه، وقيل: معناه تلبس ثوبا رقيقا يصف لون بدنها. وأما ( مائلات ) فقيل: معناه عن طاعة الله، وما يلزمهن حفظه. ( مميلات ) أي يعلّمن غيرهن فعلهن المذموم، وقيل: مائلات يمشين متبخترات، مميلات لأكتافهن. وقيل: مائلات يمشطن المشطة المائلة، وهي مشطة البغايا. مميلات يمشطن غيرهن تلك المشطة. ومعنى ( رءوسهن كأسنمة البخت ) أن يكبرنها ويعظمنها بلف عمامة أو عصابة أو نحوهما. يُعتبر هذا الحديث من دلائل النبوة، فقد وصف رسولنا الكريم هذا الواقع الذي نراه وصفا دقيقا، أجل، صنفان من الناس رآهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في النار في رحلة الإسراء والمعراج ولم يرهما في الدنيا، وها نحن نراهما بأعيننا في هذا الزمان. أما الصنف الأول "قومٌ معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس.." فهم جلاوزة الأنظمة الذين يطلق عليهم اليوم رجال الأجهزة الأمنية في البلاد الإسلامية قاطبة، حيث يسومون الناس سوء العذاب بدلاً من حمايتهم من أعدائهم! والعجيب الغريب أن قصصَ ورواياتِ التعذيب التي تمارسها تلك الأجهزة تملأ أذهان الناس وتطغى على الحديث في مجالسهم من كثرتها وشدتها وبشاعتها، وليس أقلها تعرية المساجين وضربهم ضربا مبرحا بالهراوات وتسليط الكهرباء على أجسادهم العارية كما حدث في سجن أبو غريب وغيره، ولا شك أن هذا باتفاق بين جميع دول الغرب الكافرة وغيرها من بلدان المسلمين. وأما الصنف الثاني فهو النساء الكاسيات العاريات اللواتي يغرين الناس، فقد وصفهم الرسول- صلى الله عليه وسلم- وصفا دقيقا، وكأنه يتحدث عن واقع ما يُعرف اليوم بصالونات الشعر، وما تخرّجه من لفّات للشعر، حيث أصبحت رؤية أسنمة البخت هذه، وهي تطوف في شوارع المسلمين منظرا مألوفا، وإن وضعن فوقها غطاءً للرأس ملونا وسموه منديلا. أيها المسلمون: ماذا بعد بيان رسولكم الكريم؟ ما أنتم فاعلون بعد أن رأيتم بأعينكم ما وصفه لكم حبيبكم عليه الصلاة والسلام؟ ما لنا نرى أهل النار يمشون بيننا في الطرقات ولا نحرك ساكنا؟ ألا يجدر بكم أن تتحركوا بعد أن تحققتم من هذا المنكر، فتقوموا عاملين مع حملة الدعوة الذين نذروا أنفسهم للقيام بهذا العمل، من خلال إقامة دولة الإسلام التي تُطبق الدين كاملا في كل مناحي الحياة، فنرى المسلمات عفيفات في لباسهن بدل هذا الفجور. نسأل الله أن يكون هذا قريبا. اللهم آمين. احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كتبه للإذاعة: أبو مريم 20 من جمادى الثانية 1434 الموافق 2013/04/30م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_24908# اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر May 3, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر May 3, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف باب النهي عن ضرب الحيوان في وجهه ووسمه فيه نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي "بتصرف" في " باب النهي عن ضرب الحيوان في وجهه ووسمه فيه". حدثني سلمة بن شبيب حدثنا الحسن بن أعين حدثنا معقل عن أبي الزبير عن جابر، أن النبي صلى الله عليه وسلم مر عليه حمار قد وسم في وجهه فقال: "لعن الله الذي وسمه". اللعنة على من يسم الحيوان في وجهه، هذا ما علمنا إياه رسولنا الكريم- صلى الله عليه وسلم-، هذا هو ديننا العظيم، ولكن المجتمع الذي تعيشون فيه اليوم، مجتمع ظالم بكل ما في الكلمة من معنى، بل والله إن لفظة ظالم لا تفي بالغرض ولا تُعبّر عن واقع الرأسمالية العفن، ذي الرائحة النتنة، فقد ظهر لنا وبكل وضوح أن هذا النظام الرأسمالي وبشكل قاطع، أنه لا يقيم وزنا للحياة، لا لحياة الحيوان ولا لحياة الإنسان، لا لحياة البشر ولا لحياة البقر، يتعامل مع الأرواح التي خلقها رب العزة والجبروت وكأنها حجر، فلا وزن لها على الإطلاق، وإن ادعى غير ذلك، وإن ادعى أنه يتعامل مع الحيوان برفق، وإن أنشأ جمعيات أسماها "جمعيات الرفق بالحيوان"، وكم كان كذوبا عندما صور لنا مشهدا لقطة لا تستطيع النزول عن الشجرة، وهو يعمل بكل ما لديه من خبرة ومعدات وأجهزة لإنزالها، أو حوتٍ خرج من البحر محاولا الانتحار وهو يحاول إعادته إلى الماء، وكم كان كذوبا وهو يستدعي عدسات التلفزة والإعلام للتكلم عن الطائرات التي قامت بنقل بعض الحيوانات التي أوشكت على الموت بسبب الظروف المعيشية؟ وكم وكم؟!! أيها المسلمون: إن كذب الغرب على الناس في هذا الادعاء يشبه تماما كذبه على الناس في ادعائه الديمقراطية أو الحرية، ويشبه كذبه في ادعائه السعادة التي يعيشها، ويشبه الكذب في ادعاء العدالة الاجتماعية، ويشبه الكذب في ادعاء حقوق الإنسان، أو الحقوق الآدمية، ويشبه الكذب في كل أمر من أمور الحياة عنده. إن هذا الواقع الذي يحاول الغرب إقناعنا فيه يكذبه الواقع نفسه، فعندنا من الصور الحقيقية التي تُظهر حقيقة تعامل الغرب مع الحيوان ما يندى لها الجبين، كيف لا وقد شاهدنا مشهدا لأحدهم ممّن أعمى الله قلبه، وهو يقوم "بخلع" جلود بعض الحيوانات وهي على قيد الحياة؟ بحجة أن هذا الجلد ثمنه أغلى، فالخلايا فيه لم تمت بعد. كيف لا وقد وصل الأمر مع بعض هؤلاء أن يقوم بوضع قصبة موصولة بجهاز في فم بطة، ليطعمها حتى الموت؟ بحجة أنها بعد انتفاخها يتغيّر لونها ويصبح لحمها أشهى وأغلى، وتُقدم لطبقة معينة من الأغنياء. أيها المسلمون: لو كان الغرب صادقا فيما يدعيه من رفق بالحيوان، لفزع يرفق بالآلاف ممّن يموت جوعا وقتلا على يديه كل يوم، فالإنسان أغلى من الحيوان. ولو كان الغرب صادقا فيما يدعيه لما وجدنا أبناءه يفتشون في حاويات الزبالة عن كسرة خبز أمام ناطحات السحاب والفنادق. ولما وجدناهم ينامون على الأرصفة، وهذا الأمر لم يعد غريبا على أهل هذا المجتمع، فقد ألفوا هذا الواقع، وأصبحوا يتقبلوه، حتى وصل بهم الأمر، أن لا يسألوا عن بعضهم بعضا، رأينا هذا في رجل عاجز يريد قطع أحد الشوارع فقضى نصف نهاره يطلب من يساعده ولم يجد، رأينا هذا في امرأة سقطت على الأرض أمام عيادة الطبيب والطابور من الجالسين يتفرج عليها دون أن يُكلف أحدهم نفسه- لا ليعطيها دوره-؛ بل ليرفعها عن الأرض؛ بل وصل الأمر بعدم الرفق فيما بينهم، أن لا يدري الرجل بموت جاره الذي يقابله في الباب إلا عندما يشم رائحته النتنة. أيها المسلمون: هذا هو شرع البشر، شرع الرأسمالية التي استسلمتم ورضيتم بها، وهذا حبيبكم محمد- صلى الله عليه وسلم- يذكركم بعد هذه القرون الأربعة عشر، أنه لعن من يسم الحمار في وجهه، أي من جعل علامة للحمار في وجهه؛ بل لقد لام من يحمل عليه فوق طاقته، وهناك من الأحاديث والأفعال التي قام بها بنفسه- صلى الله عليه وسلم- ما يغني في هذا الباب، ويبين كيف نظر الإسلام إلى الحيوان، فضلا عن الإنسان. أيها المسلمون: إذا كان هذا تعامل الغرب الكافر مع الحيوان، وإذا كان هذا تعامل الغرب الكافر مع نفسه، فبالله عليكم هل تنتظرون منه معاملة لكم خيرا؟ يا من تجالسون أمريكا وأوروبا، هلا صدقتم هذه الحقائق؟ هلا عدتم إلى رشدكم وعملتم مع العاملين العالمين بطريقة تغيير الواقع، وإعادة الإسلام إلى الحياة من جديد عن طريق إقامة دولة الإسلام التي ستطبق الحق في ربوع المسلمين، فترفق بالرعية، وبغيرها كما رفق بها عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- والله لو أن دابة عثرت بأرض العراق لخشيت أن يسألني الله عنها يوم القيامة: لماذا لم تسوِ لها الطريق يا عمر؟ يا من توادون الغرب وتجالسونه، اتقوا الله في هذه الأمة، وابتعدوا عن مداومة الاتصال بأساطينه ومخابراته، " يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون". أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كتبه للإذاعة: أبو مريم 23 من جمادى الثانية 1434 الموافق 2013/05/03م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_25015 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر May 5, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر May 5, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف باب لا تزال طائفة من أمتي نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي "بتصرف" في " باب لا تزال طائفة من أمتي", حدثنا سعيد بن منصور وأبو الربيع العتكي وقتيبة بن سعيد قالوا: حدثنا حماد وهو بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة عن أبي أسماء عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك". هذا طلب بصيغة الإخبار من رسولنا الكريم- صلى الله عليه وسلم- أن يكون في الأمة طائفة ظاهرة على الحق، تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، تبقى على الحق، لا تزيغ عنه ولا تتنكب، وإن تخاذل بعض التاس وإن غيروا وبدلوا، وإن خطف بريق الحكم أبصارهم، وإن أعمى المال العيون، وإن غرّت الدنيا بزيف جمالها أصحاب النفوس الضعيفة، فهاموا فيها على وجوههم يطلبونها في الليل والنهار، لا يعرفون لحياتهم طعما غير طعم الشقاء الذي يعانون، والمذلة التي يرجون،.. كلا إنها حياة الهوان التي لم يرضها لنا رب العالمين، وحذرنا منها ومن هذه المعيشة الضنك، " ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا"، ولكن أكثر الناس لا يعلمون، ولكن أكثر الناس لا يفقهون، ولكن أكثر الناس لا يتفكرون. أيها المسلمون: إن فيكم طائفةً ظاهرة على الحق، تعيش بينكم، ترجوا من الله أن يمنّ عليها بنصره وتمكينه، تفقّهت في واقع الأمة المُعاش والضنك الذي وقعت فيه، وتفقهت في أحكام الله ودينه القويم، وبدأت العمل بكل ما أوتيت من قوة ووعي لتغيير هذا الواقع الضنك، لترفع عن الأمة ما رفعه الرسول- صلى الله عليه وسلم- من كفر الجاهلية، من قتل ونهب، وربا وزنى، وخمور وفجور. أيها المسلمون: وكما حارب أعداء الدين رسولكم الكريم- صلى الله عليه وسلم-، بكل جبروت وبكل ما وقع بأيديهم من سلاح، وكما عاش عليه الصلاة والسلام مُحارَبا بين أهله، فحزب التحرير يعيش هذا الواقع اليوم، فالحرب عليه بالسر والعلن، فقد استطاع الغرب الكافر أن يجنّد جنودا من أبناء هذه الأمة ومن خارجها، ليشوهوا هذه الفكرة التي يطرحها بقوة وهي: عودة الإسلام في كل بلاد المسلمين بعد توحيدها في دولة واحدة، فلا حدود ولا سدود، ولا نقاط تفتيش، أو قل عصابات وقطّاع طرق، ما حدا ببعض المضبوعين بالثقافة الغربية من أبناء هذه الأمة الكريمة، والذين ألفوا العيش في ظلام الرأسمالية العفن، أن يرفضوا هذه الفكرة، بل إن بعض من ينتسبون إلى الحركات الإسلامية التي قامت على أساس عودة الإسلام والتي وصلت إلى سدة الحكم، حاربت فكرة عودة الإسلام ونظام الخلافة، ولا غرو في ذلك، فشعاع النور في هذه الطائفة الظاهرة على الحق، منعهم من النظر، فمن يخرج من الظلام إلى النور لا يستطيع فتح عينيه دفعة واحدة. لذلك سنبقى وستبقى هذه الطائفة بنص حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- نبين للناس وللأمة بكل مكوناتها، هذه الفكرة، وهذا الحق، حتى تفتح عيونها وحتى يقضي الله تعالى أمرا كان مفعولا. احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كتبه للإذاعة: أبو مريم 25 من جمادى الثانية 1434 الموافق 2013/05/05م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_25106 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر May 7, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر May 7, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف نظام الحكم في الإسلام هو الخلافة نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء روى البخاري في صحيحه قال: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ فُرَاتٍ الْقَزَّازِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ قَالَ قَاعَدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ خَمْسَ سِنِينَ فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ قَالُوا فَمَا تَأْمُرُنَا قَالَ فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ. جاء في كتاب فتح الباري لابن حجر: قَوْله : ( تَسُوسهُمْ الْأَنْبِيَاء ) أَيْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا ظَهَرَ فِيهِمْ فَسَاد بَعَثَ اللَّه لَهُمْ نَبِيًّا لَهُمْ يُقِيم أَمْرهمْ وَيُزِيل مَا غَيَّرُوا مِنْ أَحْكَام التَّوْرَاة ، وَفِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّهُ لَا بُدّ لِلرَّعِيَّةِ مِنْ قَائِم بِأُمُورِهَا يَحْمِلهَا عَلَى الطَّرِيق الْحَسَنَة وَيُنْصِف الْمَظْلُوم مِنْ الظَّالِم. قَوْله: ( وَإِنَّهُ لَا نَبِيّ بَعْدِي ): أَيْ فَيَفْعَل مَا كَانَ أُولَئِكَ يَفْعَلُونَ. قَوْله: ( وَسَيَكُونُ خُلَفَاء ): أَيْ بَعْدِي، وَقَوْله: ( فَيَكْثُرُونَ ): بِالْمُثَلَّثَةِ وَحَكَى عِيَاض أَنَّ مِنْهُمْ مَنْ ضَبَطَهُ بِالْمُوَحَّدَةِ وَهُوَ تَصْحِيف، وَوُجِّهَ بِأَنَّ الْمُرَاد إِكْبَار قَبِيح فِعْلهمْ. قَوْله: ( فُوا ): فِعْل أَمْر بِالْوَفَاءِ، وَالْمَعْنَى أَنَّهُ إِذَا بُويِعَ الْخَلِيفَة بَعْد خَلِيفَة فَبَيْعَة الْأَوَّل صَحِيحَة يَجِب الْوَفَاء بِهَا وَبَيْعَة الثَّانِي بَاطِلَة، قَالَ النَّوَوِيّ: سَوَاء عَقَدُوا لِلثَّانِي عَالِمِينَ بِعَقْدِ الْأَوَّل أَمْ لَا، سَوَاء كَانُوا فِي بَلَد وَاحِد أَوْ أَكْثَر. سَوَاء كَانُوا فِي بَلَد الْإِمَام الْمُنْفَصِل أَمْ لَا. هَذَا هُوَ الصَّوَاب الَّذِي عَلَيْهِ الْجُمْهُور، وَقِيلَ: تَكُون لِمَنْ عُقِدَتْ لَهُ فِي بَلَد الْإِمَام دُون غَيْره، وَقِيلَ: يُقْرَع بَيْنهمَا قَالَ: وَهُمَا قَوْلَانِ فَاسِدَانِ، وَقَالَ الْقُرْطُبِيّ: فِي هَذَا الْحَدِيث حُكْم بَيْعَة الْأَوَّل وَأَنَّهُ يَجِب الْوَفَاء بِهَا، وَسَكَتَ عَنْ بَيْعَة الثَّانِي. وَقَدْ نَصَّ عَلَيْهِ فِي حَدِيث عَرْفَجَة فِي صَحِيح مُسْلِم حَيْثُ قَالَ: " فَاضْرِبُوا عُنُق الْآخَر ". قَوْله: ( أَعْطُوهُمْ حَقّهمْ ): أَيْ أَطِيعُوهُمْ وَعَاشِرُوهُمْ بِالسَّمْعِ وَالطَّاعَة، فَإِنَّ اللَّه يُحَاسِبهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَهُ بِكُمْ، وَسَتَأْتِي تَتِمَّة الْقَوْل فِي ذَلِكَ فِي أَوَائِل كِتَاب الْفِتَن. قَوْله: ( فَإِنَّ اللَّه سَائِلهمْ عَمَّا اِسْتَرْعَاهُمْ ): هُوَ كَحَدِيثِ اِبْن عُمَر الْمُتَقَدِّم " كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّته " وَسَيَأْتِي شَرْحه فِي كِتَاب الْأَحْكَام إِنْ شَاءَ اللَّه تَعَالَى. وَفِي الْحَدِيث تَقْدِيم أَمْر الدِّين عَلَى أَمْر الدُّنْيَا لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْر بِتَوْفِيَةِ حَقّ السُّلْطَان لِمَا فِيهِ مِنْ إِعْلَاء كَلِمَة الدِّين وَكَفّ الْفِتْنَة وَالشَّرّ؛ وَتَأْخِير أَمْر الْمُطَالَبَة بِحَقِّهِ لَا يُسْقِطهُ، وَقَدْ وَعَدَهُ اللَّه أَنَّهُ يُخْلِصهُ وَيُوَفِّيه إِيَّاهُ وَلَوْ فِي الدَّار الْآخِرَة. هذا الحديث الشريف يؤكد على أن الله تعالى العليم الخبير بحاجات الناس وما يُصلح شأنهم قد هيأ لهم كل أسباب السعادة والطمأنينة, فهو سبحانه العالم بحقيقة أن الإنسان لا يستطيع العيش إلا في جماعة وأن الجماعات الإنسانية لا يستقيم حالها إلا بحاكم يرعى الناس بنظام يرتضونه فيما بينهم .... وأن خير نظام يوفر السعادة والطمأنينة للناس هو النظام الذي مصدره الخالق المدبر جل وعلا .... لذا فقد رأينا الرسول في هذا الحديث يشير إلى أن الناس تحتاج إلى النظام الرباني ... وأنه في بني إسرائيل كان تنفيذ هذا النظام يتم من قبل الأنبياء فقد تعاقب على حكم بني إسرائيل الأنبياء الواحد تلو الآخر .... لكن الإسلام الذي كان نبيه خاتم الأنبياء فقد جعل الحكم بعد الرسول للمسلمين يخلفون الرسول في تطبيق شرع الله ..... فالخليفة هو الحاكم الذي يتولى أمر المسلمين بعد الرسول صلى الله عليه وسلم ويسير على نهجه ويكمل مسيرته ...في رعاية شؤون الأمة بكتاب الله وسنة رسوله ...... يقول تعالى: " وَأَنِ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ " . .. ولما كان خطاب الرسول خطابا لأمته فإن المسلمين مأمورون باختيار خليفة يحكمهم بما أنزل الله على رسوله من أحكام تنظم شؤون العباد وترعى مصالحهم ..... ولعظم أمر الخلافة وضرورتها فقد جاءت الأدلة من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة تؤكد عليها وأنها هي نظام الحكم في الإسلام .... أما الأدلة من الكتاب فمنها قوله تعالى: "فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنَ الْحَقِّ". وأما السنة: فمنها حديثنا لهذا اليوم وأما اجماع الصحابة: فانشغالهم بأمر اختيار خليفة للرسول صلى الله عليه وسلم بعد وفاته ولما يتم دفنه بعد مع أن الإسلام قد حث على الإسراع في دفن الميت فكيف إذا كان الميت هو رسول الله... فكان انشغالهم بأي عمل قبل دفنه دلالة على عظم أهمية ذلك العمل خاصة وأن أحدا منهم لم ينكر على من انشغل بأمر تولية خليفة للرسول بدل الانشغال بدفن جثمانه الطاهر مع أن هذا الأمر مما ينكر مثله لو كان مخالفاً للشرع ....فكان إجماعا من الصحابة على بالغ أهمية ذلك الأمر ألا وهو بيعة ولي للأمر خلفاً للرسول الكريم .... فإن قال قائل أن هناك من الصحابة من اعترض على أمر الانشغال بتولية خليفة عن دفن الرسول نقول أن اعتراضهم كان على شخص الخليفة لا على منصب الخلافة .... فالخلافة إذن هي نظام الحكم في الإسلام الذي فرضه رب العالمين والذي ينصب فيه المسلمون خليفةً بالبيعة على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله.... فهي رئاسة عامة للمسلمين جميعاً في الدنيا لإقامة أحكام الشرع الإسلامي، وحمل الدعوة الإسلامية وهي على هذا نظام فريد في الحكم مميز عن سائر الأنظمة السابقة والحالية في العالم ولا تمت لأي منها بِصِلَة. أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 27 من جمادى الثانية 1434 الموافق 2013/05/07م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_25181 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر May 9, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر May 9, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف ميزانية الدولة نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ذكرت شيئاً من تبر فكرهت أن يحبسني, روى البخاري في صحيحه قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ مَيْمُونٍ قَالَ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ عَنْ عُقْبَةَ قَالَ: صَلَّيْتُ وَرَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْمَدِينَةِ الْعَصْرَ فَسَلَّمَ ثُمَّ قَامَ مُسْرِعًا فَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ إِلَى بَعْضِ حُجَرِ نِسَائِهِ فَفَزِعَ النَّاسُ مِنْ سُرْعَتِهِ فَخَرَجَ عَلَيْهِمْ فَرَأَى أَنَّهُمْ عَجِبُوا مِنْ سُرْعَتِهِ فَقَالَ ذَكَرْتُ شَيْئًا مِنْ تِبْرٍ عِنْدَنَا فَكَرِهْتُ أَنْ يَحْبِسَنِي فَأَمَرْتُ بِقِسْمَتِهِ. جاء في كتاب فتح الباري لابن حجر: قَوْلُهُ: ( فَفَزِعَ النَّاس ) أَيْ خَافُوا، وَكَانَتْ تِلْكَ عَادَتهمْ إِذَا رَأَوْا مِنْهُ غَيْر مَا يَعْهَدُونَهُ خَشْيَة أَنْ يَنْزِل فِيهِمْ شَيْء يَسُوءهُمْ. قَوْلُهُ: ( ذَكَرْت شَيْئًا مِنْ تِبْر ) فِي رِوَايَة رَوْح عَنْ عُمَر بْن سَعِيد فِي أَوَاخِر الصَّلَاة " ذَكَرْت وَأَنَا فِي الصَّلَاة " وَفِي رِوَايَة أَبِي عَاصِم " تِبْرًا مِنْ الصَّدَقَة " وَالتِّبْر بِكَسْرِ الْمُثَنَّاةِ وَسُكُون الْمُوَحَّدَة الذَّهَب الَّذِي لَمْ يُصَفّ وَلَمْ يُضْرَب، قَالَ الْجَوْهَرِيّ: لَا يُقَال إِلَّا لِلذَّهَبِ. وَقَدْ قَالَهُ بَعْضهمْ فِي الْفِضَّة. اِنْتَهَى. وَأَطْلَقَهُ بَعْضهمْ عَلَى جَمِيع جَوَاهِر الْأَرْض قَبْل أَنْ تُصَاغ أَوْ تُضْرَب حَكَاهُ اِبْن الْأَنْبَارِيّ عَنْ الْكِسَائِيّ، وَكَذَا أَشَارَ إِلَيْهِ اِبْن دُرَيْد. وَقِيلَ هُوَ الذَّهَب الْمَكْسُور، حَكَاهُ اِبْن سِيدَهْ. قَوْلُهُ: ( يَحْبِسنِي ): أَيْ يَشْغَلنِي التَّفَكُّر فِيهِ عَنْ التَّوَجُّه وَالْإِقْبَال عَلَى اللَّه تَعَالَى. وَفَهِمَ مِنْهُ اِبْن بَطَّال مَعْنَى آخَر فَقَالَ: فِيهِ أَنَّ تَأْخِير الصَّدَقَة تَحْبِس صَاحِبهَا يَوْم الْقِيَامَة. قَوْلُهُ: ( فَأَمَرْت بِقِسْمَتِهِ ): فِي رِوَايَة أَبِي عَاصِم " فَقَسَمْته " وَفِي الْحَدِيث أَنَّ الْمُكْث بَعْد الصَّلَاة لَيْسَ بِوَاجِبٍ، وَأَنَّ التَّخَطِّي لِلْحَاجَةِ مُبَاحٌ، وَأَنَّ التَّفَكُّر فِي الصَّلَاة فِي أَمْرٍ لَا يَتَعَلَّق بِالصَّلَاةِ لَا يُفْسِدهَا وَلَا يُنْقِص مِنْ كَمَالِهَا، وَأَنَّ إِنْشَاء الْعَزْم فِي أَثْنَاء الصَّلَاة عَلَى الْأُمُور الْجَائِزَة لَا يَضُرّ، وَفِيهِ إِطْلَاق الْفِعْل عَلَى مَا يَأْمُر بِهِ الْإِنْسَان، وَجَوَاز الِاسْتِنَابَة مَعَ الْقُدْرَة عَلَى الْمُبَاشَرَة. ليست مهمة الرسول أو النبي رعاية شؤون الناس عملياً إلا إن كان إلى جانب نبوته حاكماً أي رئيساً للدولة .... وهذا ما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ... فقد كان يجمع بين الرسالة .... والحكم .... فهو رسول حين يبلغ عن ربه ..... وحاكم حين يرعى شؤون الناس بما نزل عليه من أحكام ..... وها هو صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث يعلم المسلمين عملياً الرعاية الحقة وكيف يكون الحاكم الصالح .... فهم سيخلفونه في حكم دولة الإسلام وعليهم ستقع مسؤولية رعاية مصالح العباد يقول صلى الله عليه وسلم : كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي وستكون خلفاء ..... " .... وليس كالدرس العملي تأثيراً في النفوس وتوضيحاً للأمور ... وها هو خير المرسلين والخلق أجمعين من غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر .... يخاف أن يحبس عن دخول الجنة إن هو تأخر في توزيع أموال الصدقة على الفقراء والمحتاجين ...فإن كان الرسول الكريم يخاف هذا الموقف .... فخلفاؤه من الحكام أولى بالخوف والحذر .... فالدرس القيم هو أن يسارعوا إلى القيام بالتكاليف الملقاة على عاتقهم دون تأخير ولا تأجيل .... لأن الأجل بيد الله ولا يعلم موعده أحد. وعلى المسلم أن يحرص على لقاء ربه وهو قائم بما عليه من واجبات غير مقصر في أي منها خاصة اتجاه من هو مسؤول عنهم .... يقول صلى الله عليه وسلم كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته. بهذه المفاهيم أدار الخلفاء الراشدون دولتهم وبها سيدير الخلفاء القادمون الدولة بإذن الله فالخلافة القادمة ستكون على منهاج النبوة كما بشر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم .... أما عن مسؤوليات دولة الخلافة أي مسؤوليات الخليفة فقد حددها الشرع سواء ما يتعلق منها بحمل الدعوة لغير المسلمين أم ما يتعلق برعاية مصالح المسلمين داخليا وخارجياً ... وأما عن أموال الدولة التي بواسطتها سيقوم الخليفة بمسؤولياته تلك فقد حددها الشرع أيضا سواء على صعيد تحصيل الأموال أو إنفاقها .... فليس للدولة في الإسلام أن تعين مسؤولياتها ولا أن تحدد مصادر دخلها أو وجهة إنفاق هذا الدخل ما دام الشرع حدد ذلك بأحكام بينة .... لكن الشرع جعل للخليفة حق إنفاق هذه الأموال في مصارفها الشرعية وفق رأيه واجتهاده. وعليه فلا تحتاج الدولة في الإسلام إلى وضع ميزانية خاصة كل سنة لتحديد مصادر الدخل وتقدير كمياته... ولا تحديد النفقات وتقدير المبالغ التي تلزم لها كما تفعل الدول الديمقراطية ..... فمصادر الدخل للدولة الاسلامية هي أحكام شرعية ثابتة لا تتغير ولا تتبدل وأبواب النفقات أحاكم شرعية ثابتة لا تتغير ولا تتبدل ..... يديرها الخليفة وحده أو من ينيبه عنه ...وليس لمجلس الأمة الحق في إقرار أو نقض هذه الأحكام الشرعية أو القرارات التي يصدرها الخليفة. بهذا تتميز الدولة الإسلامية عن الدول القائمة اليوم التي تتبنى النظام الديمقراطي في الحكم حيث تضع الدول الديمقراطية ميزانية عامة للدولة كل سنة تصدرها في قانون تسميه قانون الميزانية لسنة كذا, ويصدقه البرلمان ويسنه قانوناً بعد مناقشته ومناقشة فصول الميزانية فصلا فصلا, كما يناقش المبالغ التي يتضمنها كل فصل. ويتألف قانون الميزانية من عدة مواد تبين المبالغ التي تخمن إيرادات الدولة وإيرادات بعض المؤسسات والمبالغ التي ترصد لنفقات الدولة والتي ترصد لمصروفات بعض المؤسسات, وتعطي وزير المالية بعض الصلاحيات ... مع بيان تفاصيل كثيرة لا يهمنا منها سوى أنها تخالف الشرع, سواء في تعيينها مصادر دخل الدولة أو أبواب نفقاتها التي تتغير وتتجدد من سنة إلى أخرى أو في إعطائها البرلمان حق إقرار هذه الميزانية أو رفضها وإعطاء وزير المالية صلاحيات توزيع حصص المصروفات للمؤسسات المختلفة ... ما يجعلها بعيدة كل البعد عن الرعاية الحقة التي من أجلها أقيمت الدول .... فمن الأولى بتعيين مسؤوليات الدولة وتعيين كيفية قيامها بتلك المسؤوليات ..... البشر أم رب البشر ..... فتفكروا يا أولي الألباب احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 29 من جمادى الثانية 1434 الموافق 2013/05/09م http://www.hizb-ut-t...nts/entry_25278 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر May 11, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر May 11, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف الخلافة ليست نظاما ديمقراطيا نحييكم جميعا أيها الأحبة المستمعون في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وفي عنقي صليب روى الترمذي في سننه قال: حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ يَزِيدَ الْكُوفِيُّ حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلَامِ بْنُ حَرْبٍ عَنْ غُطَيْفِ بْنِ أَعْيَنَ عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي عُنُقِي صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ: يَا عَدِيُّ اطْرَحْ عَنْكَ هَذَا الْوَثَنَ وَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ فِي سُورَةِ بَرَاءَة{ اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ } قَالَ أَمَا إِنَّهُمْ لَمْ يَكُونُوا يَعْبُدُونَهُمْ وَلَكِنَّهُمْ كَانُوا إِذَا أَحَلُّوا لَهُمْ شَيْئًا اسْتَحَلُّوهُ وَإِذَا حَرَّمُوا عَلَيْهِمْ شَيْئًا حَرَّمُوهُ جاء في تحفة الاحوذي: قَوْلُهُ: ( وَفِي عُنُقِي صَلِيبٌ ): هُوَ كُلُّ مَا كَانَ عَلَى شَكْلِ خَطَّيْنِ مُتَقَاطِعَيْنِ. وَقَالَ فِي الْمَجْمَعِ: هُوَ الْمُرَبَّعُ مِنْ الْخَشَبِ لِلنَّصَارَى يَدَّعُونَ أَنَّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ صُلِبَ عَلَى خَشَبَةٍ عَلَى تِلْكَ الصُّورَةِ ( اِطْرَحْ عَنْك ) أَيْ أَلْقِ عَنْ عُنُقِك ( هَذَا الْوَثَنَ ): هُوَ كُلُّ مَا لَهُ جُثَّةٌ مَعْمُولَةٌ مِنْ جَوَاهِرِ الْأَرْضِ أَوْ مِنْ الْخَشَبِ وَالْحِجَارَةِ، كَصُورَةِ الْآدَمِيِّ، وَالصَّنَمُ: الصُّورَةُ بِلَا جُثَّةٍ، وَقِيلَ هُمَا سَوَاءٌ، وَقَدْ يُطْلَقُ الْوَثَنُ عَلَى غَيْرِ الصُّورَةِ، وَمِنْهُ حَدِيثُ عَدِيٍّ قَدِمْت عَلَيْهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي عُنُقِي صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ: " أَلْقِ هَذَا الْوَثَنَ عَنْك "، قَالَهُ فِي الْمَجْمَعِ { اِتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ } أَيْ عُلَمَاءَ الْيَهُودِ, { وَرُهْبَانَهُمْ } أَيْ عُبَّادَ النَّصَارَى { أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ } حَيْثُ اِتَّبَعُوهُمْ فِي تَحْلِيلِ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَتَحْرِيمِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ ( قَالَ ) أَيْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَمَا ) بِالتَّخْفِيفِ حَرْفُ التَّنْبِيهِ ( إِذَا أَحَلُّوا لَهُمْ شَيْئًا ): أَيْ جَعَلُوا لَهُمْ حَلَالًا وَهُوَ مِمَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ( اِسْتَحَلُّوهُ ) أَيْ اِعْتَقَدُوهُ حَلَالًا, ( وَإِذَا حَرَّمُوا عَلَيْهِمْ شَيْئًا ) أَيْ وَهُوَ مِمَّا أَحَلَّهُ اللَّهُ: ( حَرَّمُوهُ ) أَيْ اِعْتَقَدُوهُ حَرَامًا. قَالَ فِي فَتْحِ الْبَيَانِ: فِي هَذِهِ الْآيَةِ مَا يَزْجُرُ مَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ، عَنْ التَّقْلِيدِ فِي دِينِ اللَّهِ، وَتَأْثِيرِ مَا يَقُولُهُ الْأَسْلَافُ عَلَى مَا فِي الْكِتَاب الْعَزِيزِ وَالسُّنَّةِ الْمُطَهَّرَةِ، فَإِنَّ طَاعَةَ الْمُتَمَذْهِبِ لِمَنْ يَقْتَدِي بِقَوْلِهِ وَيَسْتَنُّ بِسُنَّتِهِ مِنْ عُلَمَاءِ هَذِهِ الْأُمَّةِ، مَعَ مُخَالَفَته لِمَا جَاءَتْ بِهِ النُّصُوصُ وَقَامَتْ بِهِ حِجَجُ اللَّهِ وَبَرَاهِينُهُ هُوَ كَاِتِّخَاذِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى لِلْأَحْبَارِ وَالرُّهْبَانِ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ لِلْقَطْعِ بِأَنَّهُمْ لَمْ يَعْبُدُوهُمْ بَلْ أَطَاعُوهُمْ وَحَرَّمُوا مَا حَرَّمُوا وَحَلَّلُوا مَا حَلَّلُوا، وَهَذَا هُوَ صَنِيعُ الْمُقَلِّدِينَ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ، وَهُوَ أَشْبَهُ بِهِ مِنْ شَبَهِ الْبَيْضَةِ بِالْبَيْضَةِ، وَالتَّمْرَةِ بِالتَّمْرَةِ، وَالْمَاءِ بِالْمَاءِ. فَيَا عِبَادَ اللَّهِ مَا بَالُكُمْ تَرَكْتُمْ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ جَانِبًا وَعَمَدْتُمْ إِلَى رِجَالٍ هُمْ مِثْلُكُمْ فِي تَعَبُّدِ اللَّهِ لَهُمْ بِهِمَا، وَطَلَبِهِ لِلْعَمَلِ مِنْهُمْ بِمَا دَلَّا عَلَيْهِ وَأَفَادَاهُ فَعَمِلْتُمْ بِمَا جَاءُوا بِهِ مِنْ الْآرَاءِ الَّتِي لَمْ تُعْمَدْ بِعِمَادِ الْحَقِّ، وَلَمْ تُعْضَدْ بِعَضُدِ الدِّينِ وَنُصُوصِ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، تُنَادِي بِأَبْلَغِ نِدَاءٍ، وَتُصَوِّتُ بِأَعْلَى صَوْتٍ بِمَا يُخَالِفُ ذَلِكَ وَيُبَايِنُهُ، فَأَعَرْتُمُوهَا آذَانًا صُمًّا، وَقُلُوبًا غُلْفًا، وَأَذْهَانًا كَلِيلَةً، وَخَوَاطِرَ عَلِيلَةً، وَأَنْشَدْتُمْ بِلِسَانِ الْحَالِ: وَمَا أَنَا إِلَّا مِنْ غَزِيَّةَ إِنْ غَوَتْ غَوَيْت وَإِنْ تَرْشُدْ غَزِيَّةُ أَرْشُدُ اِنْتَهَى. وَقَالَ الرَّازِيُّ فِي تَفْسِيرِهِ: قَالَ شَيْخُنَا وَمَوْلَانَا خَاتِمَةُ الْمُحَقِّقِينَ وَالْمُجْتَهِدِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: قَدْ شَاهَدْت جَمَاعَةً مِنْ مُقَلِّدَةِ الْفُقَهَاءِ قُرِئَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتٌ كَثِيرَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى فِي بَعْضِ الْمَسَائِلِ فَكَانَتْ مَذَاهِبُهُمْ بِخِلَافِ تِلْكَ الْآيَاتِ، فَلَمْ يَقْبَلُوا تِلْكَ الْآيَاتِ وَلَمْ يَلْتَفِتُوا إِلَيْهَا وَبَقَوْا يَنْظُرُونَ إِلَيَّ كَالْمُتَعَجِّبِ، يَعْنِي كَيْفَ يُمْكِنُ الْعَمَلُ بِظَوَاهِرِ هَذِهِ الْآيَاتِ مَعَ أَنَّ الرِّوَايَةَ عَنْ سَلَفِنَا وَرَدَتْ إِلَى خِلَافِهَا، وَلَوْ تَأَمَّلْت حَقَّ التَّأَمُّلِ وَجَدْت هَذَا الدَّاءَ سَارِيًا فِي عُرُوقِ الْأَكْثَرِينَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا اِنْتَهَى. قَوْلُهُ: ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ ) وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَابْنُ جَرِيرٍ وَابْنُ سَعْدٍ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَابْنُ الْمُنْذِرِ وَابْنُ أَبِي حَاتِمٍ وَأَبُو الشَّيْخِ وَابْنُ مَرْدَوَيْهِ وَالْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنِهِ. مستمعينا الكرام: إن الإسلام يعني الاستسلام لله الواحد القهار خالقاً ومدبراً لشؤون العباد .... له وحده حق تعيين الحلال والحرام والحسن والقبيح ... أمر أن نحتكم لشرعه الحنيف في أمورنا كلها يقول تعالى: " إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ " ونهى عن الاحتكام لغير شرعه: " أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ " وبين لنا رسوله الكريم كيف يكون هذا الاحتكام للشرع حين أقام للإسلام دولة ترعى شؤون الرعية بأحكام الشرع الحنيف وخلفه في الحكم خلفاء ساروا على هديه واستنوا بسنته فطبقوا نظام الإسلام داخليا برعاية شؤون الرعية به وخارجياً بحمله رسالة هدى ونور للعالمين ...... ونظام الإسلام يقوم على قواعد أربعة هي: 1- السيادة للشرع : فالتشريع في الاسلام لله وحده لا شريك له 2- السلطان للأمة : فالأمة هي التي تختار الخليفة الذي يطبق عليها أحكام الشرع الإسلامي 3- انتخاب خليفة واحد فرض على المسلمين: فلا يحل أن يكون على المسلمين أكثر من خليفة ولا أن يكون لهم أكثر من دولة. 4- للخليفة وحده حق تبني الأحكام الشرعية: المستنبطة من الأدلة الشرعية التفصيلية ... الكتاب والسنة وإجماع الصحابة والقياس الشرعي فهل يحل لمسلم بعدُ أن يعمل لإقامة دولة ديمقراطية مدنية بدل العمل لإقامة خلافة على منهاج النبوة؟ إن هناك من يدعي أن إقامة دولة ديمقراطية لا يخالف الإسلام لأن الديمقراطية من الإسلام أو أنها لا تتعارض مع الاسلام .... وهؤلاء إما أنهم يجهلون التناقض التام بين نظام الإسلام وبين النظام الديمقراطي أو أنهم خبثاء يقصدون تضليل الأمة عن الطريق الصحيح لإعادة حكم الإسلام والذي لا يكون إلا بإقامة دولة الخلافة دولة الإسلام. ذلك أن النظام الديمقراطي يعني حكم الشعب للشعب وبالشعب ... فالسيادة فيه للشعب هو الذي يضع دستوره بواسطة نواب عنه يشكلون لجنة تأسيسية تضع دستوراً للدولة ... وهو الذي يسن القوانين بواسطة نواب عنه في المجلس التشريعي وهو الذي يحكم نفسه بنفسه عن طريق انتخاب حاكم يطبق عليه النظام الذي اختاره لتُرعى شؤونه به. ولا يقتصر التناقض بين الإسلام والديمقراطية على السيادة أي حق التشريع بل يتعداه إلى الحريات الأربع التي تقوم عليها الديمقراطية والتي تفتح الباب على مصراعيه لنشر الفساد والإفساد في الأرض 1- فحرية التدين: التي تعني حرية الردة وتبديل الدين دونما قيد وهو ما يحرمه الاسلام إذ يقول صلى الله عليه وسلم: من بدل دينه فاقتلوه. 2- وحرية الرأي: التي تعني حق التعبير عن الرأي دون قيد أو مراعاة لأحد فرد كان أو قوم أو أمة ... وها نحن نرى التطاول على الإسلام ومقدساته من قبل الملحدين والحاقدين والسفهاء وكيف يحمى أولئك من قبل الأنظمة الديمقراطية بحجة حرية التعبير ... فهل يبيح الإسلام الاعتداء على الأعراض أو التطاول على المقدسات تحت أي شعار كان ؟ 3- وحرية التملك التي تجعل القوي يستغل الضعيف بشتى الوسائل ما يزيد الغني غنى والفقير فقرا. 4- وأخيرا الحرية الشخصية: التي تبيح للرجل والمرأة أن يفعلوا ما يشاؤون دونما رادع من حلال أو حرام. نعم مستمعينا الكرام إن النظام الديمقراطي نظام غير إنساني يتناقض تناقضاً تاما مع نظام الإسلام الرحيم الذي هو من عند الله الرحمن الرحيم ... فشتان بين من يبارز الله في التشريع فيعمل لإقامة دولة ديمقراطية بنظام وضعي وضيع ومن يطيع الله ويتقيه فيعمل لإقامة دولة خلافة على منهاج النبوة تقوم على نظام الاسلام الرباني العظيم ... مستمعينا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 01 من رجب 1434 الموافق 2013/05/11م http://www.hizb-ut-t...nts/entry_25325 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر May 15, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر May 15, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف الخلافة ليست إمبراطورية نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته, لو أن فاطمة بنت محمد سرقت, روى البخاري في صحيحه قال: حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ حَدَّثَنَا لَيْثٌ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ فَقَالُوا وَمَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ ثُمَّ قَالَ إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا. روى أحمد في مسنده قال: حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ حَدَّثَنِي مَنْ سَمِعَ خُطْبَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي وَسَطِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى أَعْجَمِيٍّ وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ وَلَا لِأَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ إِلَّا بِالتَّقْوَى أَبَلَّغْتُ قَالُوا بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا قَالُوا يَوْمٌ حَرَامٌ ثُمَّ قَالَ أَيُّ شَهْرٍ هَذَا قَالُوا شَهْرٌ حَرَامٌ قَالَ ثُمَّ قَالَ أَيُّ بَلَدٍ هَذَا قَالُوا بَلَدٌ حَرَامٌ قَالَ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ بَيْنَكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ قَالَ وَلَا أَدْرِي قَالَ أَوْ أَعْرَاضَكُمْ أَمْ لَا كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا أَبَلَّغْتُ قَالُوا بَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ. ها هو الإسلام يقول كلمته في شأن بالغ الأهمية في حياة الأمم والشعوب .... وأهمية هذه الكلمة كونها حاجة هامة لرعايا الدولة ..... ورغم أن الكثيرين يدعون الحفاظ عليها غير أنها ليست موجودة سوى في دولة الإسلام ..... إنها العدالة والمساواة في الحقوق والواجبات لأفراد الرعية ......لا فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي ولا لأحمر على أسود ولا أسود على أحمر .... إلا بالتقوى .... فكل أفراد الرعية في الإسلام سواء... والدولة الإسلامية تعامل رعاياها جميعاً بالعدل وفق أحكام الشرع لا وفق مصالحها الخاصة ولا وفق نزوات الحكام ورغباتهم .... فالخليفة مقيد في تعامله مع الرعية بأحكام الشرع الحنيف وها هو حديث اليوم يرشدنا إلى أحد هذه الأحكام الشرعية المميزة عن أي أحكام وضعية عبر التاريخ كيف لا وهي أحكام رب العالمين, أنزلها لإسعاد البشرية وتمكينها من العيش الهانئ الرغيد. ففي أي دولة غير دولة الإسلام يمكننا أن نسمع الحاكم يقول: لو أن ابنتي سرقت لقطعت يدها. عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ قُرَيْشًا أَهَمَّهُمْ شَأْنُ الْمَرْأَةِ الْمَخْزُومِيَّةِ الَّتِي سَرَقَتْ فَقَالُوا وَمَنْ يُكَلِّمُ فِيهَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا وَمَنْ يَجْتَرِئُ عَلَيْهِ إِلَّا أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ حِبُّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَلَّمَهُ أُسَامَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَشْفَعُ فِي حَدٍّ مِنْ حُدُودِ اللَّهِ ثُمَّ قَامَ فَاخْتَطَبَ ثُمَّ قَالَ إِنَّمَا أَهْلَكَ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا إِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الشَّرِيفُ تَرَكُوهُ وَإِذَا سَرَقَ فِيهِمْ الضَّعِيفُ أَقَامُوا عَلَيْهِ الْحَدَّ وَايْمُ اللَّهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ مُحَمَّدٍ سَرَقَتْ لَقَطَعْتُ يَدَهَا. ومن هو الحاكم الذي يقول: لو أن ناقة عثرت في أرض العراق لخفت أن يسألني الله عنها لم لَم أعبد لها الطريق ..... ثم يتبع قوله هذا بعمل على أرض الواقع ينجيه يوم الدين من مساءلة رب العالمين .... غير خليفة المسلمين. وهل في الكون من جهز الجيوش الجرارة وأعلن النفير لإنقاذ عرض امرأة أو رجل من رعايا دولته كما فعل حكام دولة الإسلام وولاتهم ....بداية بالرسول صلى الله عليه وسلم ثم عمر ثم معاوية ثم المنصور والمعتصم والحجاج. ..والقائمة تطول ..... إن في هذا لأبلغ رد على من يطلقون على الدولة الإسلامية بأنها إمبراطورية إسلامية .... كلا والله ....بل هي خلافة إسلامية ..... وفرق شاسع بين الخلافة والإمبراطورية .... في صلاحيات الحاكم وقوانين الدولة وحقوق الرعايا والأقاليم التابعة لها. ففي حين أن الإسلام يساوي بين المحكومين في جميع أجزاء الدولة وينكر العصبيات الجنسية, ويعطي لغير المسلمين الذين يحملون التابعية حقوق الرعية وواجباتها وفق أحكام الشرع فلهم ما للمسلمين من الإنصاف وعليهم ما على المسلمين من الانتصاف .... بل هو أكثر من ذلك حيث لا يجعل لأي فرد من أفراد الرعية أمام القضاء أياً كان مذهبه من الحقوق ما ليس لغيره .... ولو كان مسلماً ..... فهو بهذه المساواة يختلف عن الإمبراطورية وهو بهذا النظام الفريد لا يجعل الأقاليم مستعمرات ولا مواضع استغلال ولا منابع تصب في المركز العام لفائدته وحده بل يجعل الأقاليم كلها وحدة واحدة مهما تباعدت بينها المسافات وتعددت أجناس أهلها, ويعتبر كل إقليم جزءاً من جسم الدولة ولأهله سائر الحقوق التي لأهل المركز أو لأي إقليم آخر, ويجعل سلطة الحكم ونظامه وتشريعه كلها واحدة في كافة الأقاليم .... ذلك أن سبب فتح البلاد والأقاليم وضمها لدولة الإسلام هو دعوة أهلها للإسلام ورعايتهم بأحكامه ... وليس لها غير هذه الغاية... فلا أطماع في خيرات البلاد ولا رغبة في استعباد شعوبها .... وتاريخ الدولة الإسلامية ينطق بذلك. بينما الإمبراطورية لا تساوي بين الأجناس في الأقاليم التابعة لها لا في الحكم ولا في المال ولا في الاقتصاد . .... بل إن احتلال الإمبراطورية للبلاد الأخرى وضمها لها هو من أجل بسط النفوذ واستغلال البلاد والعباد لمصلحة الدولة المركزية .... فتنهب خيراتها وتستعبد شعوبها وتسخرها لمصالحها الخاصة وتحرم أهلها من التمتع بخيرات بلادهم بل تعيشهم حياة الفقر والعوز والحرمان .... وتذيقهم الذل والهوان. وإن الدولة الإسلامية في كل عصورها ساوت بين جميع أقاليمها ورعاياها وحين قصرت في أواخر عهدها قصرت في حق الجميع وذلك بسبب الضعف وليس بقصد تفضيل عرق على آخر أو إقليم على غيره من الأقاليم . وإن صورة الدولة الراعية في أذهان النزيهين من غير المسلمين من رعايا دولة الخلافة ... الذين ما فتئوا يذكرونها بخير ويقارنون بين حسن رعايتها وسوء رعاية غيرها من الدول التي تشاركهم في العقيدة وتسيء إليهم في الرعاية لتشهد أن نظام الخلافة ليس إمبراطورياً ولا يمت إلى الإمبراطورية بصلة بل هو نظام حكم فريد لم ولن يشهد التاريخ له مثيلا. اللهم عجل لنا بها يا أرحم الراحمين بقيام دولة الخلافة الراشدة التي يسعد بها المسلمون، بل البشرية جمعاء. أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 05 من رجب 1434 الموافق 2013/05/15م http://www.hizb-ut-t...nts/entry_25440 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر May 21, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر May 21, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف باب استحقاق الوالي الغاش لرعيته النار نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي "بتصرف"في " باب استحقاق الوالي الغاش لرعيته النار". عن معقل بن يسار قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا يسترعي الله عبدا رعية يموت حين يموت وهو غاش لها إلا حرم الله عليه الجنة". الحمد لله الذي لا يُحمد على مكروه سواه، وأي مكروه أصاب الأمة أكبر من هؤلاء الحكام الفجرة، الذين طغوا وعتوا وتجبروا. فقد عاشت الأمة في عهودهم النحسة أسوأ أيامها وسنواتها الخداعات، التي يصدق فيها الكاذب، ويُكذب فيها الصادق وينطق فيها الرويبضة، عاشت الأمة فترة حكمهم الجبرية بآلامها ومآسيها، تلعنهم ويلعنونها، هؤلاء الحكام أصحاب الرؤوس الفارغة، والبطون المليئة والكروش المتخمة، والكراسي المخملية، تجار الموت والقتل والتعذيب، عصابات القرن، سفلة القوم، شاء الله أن تندلع هذه الثورات المباركة، لتخرج الأمة من العبودية إلى ميادين التحرير، رافعة شعارات العودة إلى ربها، خالقها وحافظها، رامية برؤوس حكامها إلى مزابل التاريخ. أيها المسلمون: هذا خزي الحكام في الدنيا، أما خزيهم في الآخرة، فيكفي أن يحرموا دخول الجنة، ليجدوا أنفسهم في عذاب دائم في قعر جهنم، وساءت مصيرا. اللهم عجل لنا برؤية خزيهم في الدنيا قبل الآخرة، ومكنّا من إقامة الخلافة الثانية الراشدة على أنقاض عروشهم قريبا، اللهم آمين آمين. أحبتنا الكرام، والى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كتبه للإذاعة: أبو مريم 11 من رجب 1434 الموافق 2013/05/21م http://www.hizb-ut-t...nts/entry_25599 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر May 25, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر May 25, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين نحييكم جميعا أيها الأحبة الكرام في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي "بتصرف" في "باب لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين", حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن عقيل عن الزهري عن ابن المسيِّب عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين". لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين، هذا إخبار من الرسول عليه الصلاة والسلام- يفيد الطلب، فلا يجوز بحال أن يُلدغ المؤمن من نفس الحجر مرتين، وللفظة يُلدغ هنا دلالة قوية تدل على عظم النهي الوارد في الحديث، فاللدغ صفة ملازمة للأفعى، فقد ينجو من يُلدغ أول مرة وقد لا ينجو، بل قد تكون الثانية هي القاضية. وإذا ما أنزلنا هذا الأمر على واقع المسلمين هذه الأيام، رأينا أهمية الوعي السياسي في واقعنا، فكم من مرة لُدغ المسلمون من جحر الحكام؟ وكم من مرة لُدغ المسلمون من جحر الديمقراطية؟ وكم من مرة لدغ المسلمون من جحر الوطنية؟ وكم من مرة لدغ المسلمون من جحر القومية؟. أيها المسلمون: لعل في الحديث لفتة جميلة تبين لنا أن هذا اللدغ لا يكون إلا من الأفاعي، وأن أفاعي هذا الزمان كثيرة، بدءا بأمريكا وأوروبا وانتهاء بحكام هذه الأمة العملاء وعلمائهم الأذناب، فكيف بعد هذا نرى من يجالس تلكم الأفاعي ويضع البلاد والعباد رهن أمرها، فتُفتح لها السفارات، وتعقد معها الاتفاقات والمعاهدات للدفاع المشترك، لا شك أن هذا لا يحدث إلا بين الأفاعي نفسها. وحتى لا تبقى هذه الأفاعي تلدغ بالمسلمين، لا بد من التسلح دوما بدواء الإيمان، فهو المناعة الحقيقية لهذه اللدغات، فالحديث يقول: "لا يلدغ المؤمن"، في إشارة إلى الدواء، فكل من التزم الإيمان وحقيقته حصّن نفسه، ومن مقتضيات الإيمان أن يكون المؤمن واعيا على ما يدور حوله من أحداث، فيعرف ما هي الدول الفاعلة وما هي الدول المنفعلة؟ وما هي الدول العميلة وما هي الدول التي تدور في الفلك؟ ويتعرف على أنواع الأفاعي فيعرف السامة منها وغير السامة، ويعرف أنها جميعها رغم نعومة جلدها إلا أن لدغتها أحيانا تفضي إلى القبر. تلكم- أيها المسلمون- حقيقة حكامكم الأفاعي التي يجب أن تدركوها إن كنتم مؤمنين. وعلى ذلك، هلمّوا للعمل للتخلص منهم، ولإزالتهم من واقع حياتكم التي نُغّصت بسببهم، ونصبوا مكانهم حاكما خليفة تبايعوه على الحكم بكتاب ربكم وسنة نبيكم، يخاف عليكم وتخافون عليه، يحبكم وتحبونه، يمنع عنكم لدغات الأفاعي، فهو الجُنّة التي يُتقى به ويُقاتل من ورائه. اللهم يا الله عجّل لنا بقدومه، وحكم فينا كتابك، وأنر الأرض بنور وجهك الكريم. اللهم آمين آمين. أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كتبه للإذاعة: أبو مريم 15 من رجب 1434 الموافق 2013/05/25م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_25691 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر May 26, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر May 26, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف باب من ترك مالا فلورثته نحييكم جميعا أيها الأحبة الكرام في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي "بتصرف" في "باب من ترك مالا فلورثته" : حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن عدي أنه سمع أبا حازم عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: "من ترك مالا فللورثة ومن ترك كلا فإلينا". الإسلام هو الدين العالمي الخالد الذي أنزله الله تعالى على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، والذي ينظم علاقة الإنسان بربه في العقائد والعبادات، وعلاقته بنفسه في الأخلاق والمطعومات والملبوسات، وعلاقته بغيره من بني الإنسان في المعاملات والعقوبات. فهو مبدأ عام لجميع شؤون الحياة، نظم غرائز الإنسان وأشبعها كلها إشباعا صحيحا. وهو دين والدولة جزء منه، دين والتشريع أساس من أسسه. ومن هذه التشريعات، الحديث الذي بين أيدينا، "من ترك مالا فللورثة ومن ترك كلا فإلينا"، فإن الله سبحانه وتعالى في النظام الاجتماعي الإسلامي، قد فرض للأبناء حمايتهم ورعايتهم من قبل أقاربهم الذكور. وفي حال غياب هؤلاء الأقارب، يجب أن تتحمل الدولة المسؤولية الكاملة عن أولئك الذين لا يستطيعون إعالة أنفسهم. فالدولة هي الضامنة للرعاية في حالة غياب الراعي. وهذا ما لا يوجد في أنظمة العالم اليوم، لا الشرقي ولا الغربي. أيها المسلمون: إن ما تعانيه الأمة اليوم من ضنك الحياة إنما هو بسبب ابتعادها عن حكم ربها، فلو طُبق هذا الحكم على الناس هذه الأيام، لما عانت ملايين الأسر المسلمة وغير المسلمة شظف العيش، والظلم والقهر والحرمان. لا بل لما عاشت حياتها وهي تركض وراء المال، لتسد الفجوة بين فمها ورغيف الخبز. فالدولة هي الضامنة للحياة الكريمة للفرد وللأسرة وللمجتمع. إلا أن ما نراه اليوم من معاناة، انتصر فيها الظلم على العدل والقهر على الرضى، والفقر على الغنى، والضعف على القوة، يجعل الحليم حيرانا، فلا دولة إسلامية ولا نظام، ولا التزام بأحكام السنة ولا بأحكام القرآن، فكيف سيأخذ هذا الحديث مكانه في التطبيق بين قوانين رأسمالية شرعها بشر؟ وكيف لحكام رضعوا الخزي والذلة والعمالة أن يحكّموا فينا هذا الحديث الشريف؟ أيها المسلمون: لا يمكن أن يتحقق ذلك إلا إذا قامت أحكام الإسلام مجتمعة، يطبقها حاكم المسلمين وإمامهم، ولا يمكن أن تطبق مجتمعة إلا إذا كانت في دولة واحدة تملك زمام أمرها، فلا يُقال أن الدولة غير موجودة اليوم، وإلى أن توجد نطبق ما نراه من أحكام؛ ذلك لأن الله سبحانه وتعالى أمرنا بتطبيقها جميعها، فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب، ولا يمكن تطبيق الحديث إلا من خلال الدولة وأحكام الإسلام الأخرى مجتمعة. وما نراه اليوم ونسمعه ممن وصل إلى الحكم في بلاد المسلمين، من تطبيق دساتير الكفر القديمة الجديدة، لمصيبة فوق مصيبة، فهم الذين صبغوا أنفسهم بالإسلام، فلم تستطع اللحية والعمامة والمسبحة أن تقدم لهم شيئا مما كانت تقدمه قبل الثورة، فالدماء التي أريقت كانت أعظم من هذا (الديكور) والمظهر الخارجي. لذلك عاد الناس إلى الشارع من جديد. وستبقى العودة مستمرة -إن شاء الله- إلى أن يعود الإسلام إلى أهله. نسأل الله أن يكون هذا قريبا، اللهم آمين آمين. احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كتبه للإذاعة: أبو مريم 16 من رجب 1434 الموافق 2013/05/26م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_25710 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر May 27, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر May 27, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف باب وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم نحييكم جميعا أيها الأحبة الكرام في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي "بتصرف" في "باب وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم": حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري حدثنا أبي حدثنا شعبة عن عبد الحميد الزيادي أنه سمع أنس بن مالك يقول: قال أبو جهل: "اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم فنزلت " وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ* وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ" إلى آخر الآية. إنها سنة الله تعالى في خلقه أن لا يُعذبهم وفيهم رسلهم، وهذا كرامة للرسل والأنبياء، مثال ذلك ما حدث مع نوح-عليه السلام- فقد أمره الله أن يصنع السفينة؛ لينجو من الطوفان. وكل رسول لم تستجب أمته أصابها شيء من هذا، فيخرج الرسول أولا، ثم ينزل الحق عذابه، كما أنه يقول سبحانه وتعالى موضحا فضل اللجوء إلى الله بالاستغفار. "وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون"، يروى عن علي بن أبي طالب "رضي الله عنه" أنه قال: كان في الأرض أمانان من عذاب الله وقد رفع أحدهما فدونكم الآخر فتمسكوا به: أما الأمان الذي رُفع فهو رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، وأما الأمان الثاني فهو الاستغفار. أيها المسلمون: إن بعض العلماء ذهب في تفسير"وأنت فيهم" أي وسنتك مطبقة فيهم، فما دامت السنة مطبقة في هذه الأمة فلا عذاب بإذن الله تعالى، وإن تخلّت الأمة عن تطبيقها فالعذاب لاحق بها، "ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا". وها هي الأمة أعرضت عن سنة نبيها بعد أن رضيت بحكام العار والسوء، فطبقوا عليها شرع أسيادهم الأوروبيين والأمريكان، ونظموا الأمة في سلك السياسة الغربية، فلم تعد تطبق شرع ربها، ولا سنة نبيها، فعاشت عقودا الهوان، ذاقت خلالها عذاب الهون والضنك ألوانا. وعندما ضاقت الأمة ذرعا بهؤلاء الحكام، قامت عليهم وبدأت بخلعهم من أماكنهم في حركة لم يسبق لها مثل من قبل، إيذانا بإعلان فجر جديد، فجر الخلافة القادم بإذن الله تعالى، كما بشر بذلك رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم-، فتكون بذلك قد أعادت الأمان الأول من العذاب، وأما الأمان الثاني -الاستغفار- فهو موجود في الأمة من قبل ومن بعد، فما عليها إلا أن تراجعه لما له من أهمية كبيرة في حياتها ففضائله كثيرة وبركاته غزيرة وقد أعلى الله شأنه في كتابه العزيز فنحن محتاجون إلى الاستغفار بل إلى معرفة معانيه وأسراره والمحافظة عليه والإكثار منه، ففيه الذل لله والانكسار وتجلي العبودية والخضوع للخالق سبحانه. وإذا أراد الله - سبحانه- وتعالى بعبده خيراً فتح له من باب التوبة والاستغفار والندم والانكسار والذل لله والافتقار ودوام التضرع والابتهال، فتكون تلك السيئة سببا في رحمة الله. وكم نحن بحاجة للاستغفار للتكفير عن تلك السيئة التي وُجدت في حياتنا، الحكام الملاعين. أيها المسلمون: كيف لا يكون هذا والأمة اليوم ما اجتمعت إلا على الخلافة وعلى إقامتها، وكيف لا يكون هذا والفكرة هي الفكرة، والطريقة هي الطريقة، وبإذن الله سيكون النصر هو النصر، والفتح هو الفتح، ونداء "الله أكبر الله أكبر" الذي رُفع من فوق الكعبة، سيرفع - بإذن الله- من على أسوار الفاتيكان، ليتردد صداه من روما إلى باريس وأثينا فواشنطن، مدمرا معه كل صرح من صروح الكفر، وكل كلمة باطل سادت، وينشر معه الحق والعدل، القوة والمنعة، ليروي ظمأ طال وطال، ويمحو ظلما عتا وتجبر...إي والله عتا وتجبر.. اللهم يا الله نصرك الذي وعدت، اللهم يا الله نصرك الذي وعدت، اللهم يا الله نصرك الذي وعدت. أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كتبه للإذاعة: أبو مريم 17 من رجب 1434 الموافق 2013/05/27م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_25735 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر May 28, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر May 28, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف الخلافة ليست ملكية نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته, بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة : روى مالك في موطئه قال: وحَدَّثَنِي عَنْ مَالِك عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي عُبَادَةُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْيُسْرِ وَالْعُسْرِ وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ وَأَنْ نَقُولَ أَوْ نَقُومَ بِالْحَقِّ حَيْثُمَا كُنَّا لَا نَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ جاء في كتاب المنتقي- شرح الموطأ, قَوْلُهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْلُ الْبَيْعِ فِي كَلَامِ الْعَرَبِ الْمُعَاوَضَةُ فِي الْأَمْوَالِ ثُمَّ سُمِّيَتْ مُعَاقَدَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُعَاهَدَةُ الْمُسْلِمِينَ مُبَايَعَةً بِمَعْنَى أَنَّهُ عَاوَضَهُمْ بِمَا ضَمِنَ لَهُمْ مِنْ الثَّوَابِ عِوَضًا عَمَّا أَخَذَ عَلَيْهِمْ مِنْ الْعَمَلِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: ((إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنْ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمْ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ إِلَى قَوْلِهِ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)). ( فَصْلٌ ) وَقَوْلُهُ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ السَّمْعُ هَهُنَا يَرْجِعُ إِلَى مَعْنَى الطَّاعَةِ وَلَعَلَّهُ أَنْ يَكُونَ أَصْلُهُ الْإِصْغَاءَ إِلَى قَوْلِهِ وَالتَّفَهُّمَ لَهُ يُرِيدُ أَنَّ الَّذِي شُرِطَ عَلَيْنَا السَّمْعُ وَالطَّاعَةُ لِأَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ عَلَى كُلِّ حَالٍ فِي حَالِ الْيُسْرِ وَحَالِ الْعُسْرِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُرِيدَ بِهِ يُسْرَ الْمَالِ وَعُسْرَهُ وَالتَّمَكُّنَ مِنْ جِيدِ الرَّاحِلَةِ وَوَافِرِ الزَّادِ وَالِاقْتِصَارَ عَلَى أَقَلِّ مَا يُمْكِنُ مِنْهُمَا. وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ يُرِيدُ وَقْتَ النَّشَاطِ إِلَى امْتِثَالِ أَوَامِرِهِ وَوَقْتَ الْكَرَاهِيَةِ لِذَلِكَ وَلَعَلَّهُ أَنْ يُرِيدَ بِالْمَنْشَطِ وُجُودَ السَّبِيلِ إِلَى ذَلِكَ وَالتَّفَرُّغَ لَهُ وَطِيبَ الْوَقْتِ وَضَعْفَ الْعَدُوِّ وَيُرِيدُ بِالْمَكْرَهِ تَعَذُّرَ السَّبِيلِ وَشُغْلَ الْمَانِعِ وَشِدَّةَ الْهَوَاءِ بِالْحَرِّ وَالْبَرْدِ وَصُعُوبَةَ السَّفَرِ وَقُوَّةَ الْعَدُوِّ. ( فَصْلٌ ) وَقَوْلُهُ وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ يُرِيدُ الْإِمَارَةَ وَيَحْتَمِلُ هَذَا أَنْ يَكُونَ شَرْطًا عَلَى الْأَنْصَارِ وَمَنْ لَيْسَ مِنْ قُرَيْشٍ أَنْ لَا يُنَازِعُوا فِيهِ أَهْلَهُ وَهِيَ قُرَيْشٌ وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ هَذَا مِمَّا أَخَذَهُ عَلَى جَمِيعِ النَّاسِ أَنْ لَا يُنَازِعُوا مَنْ وَلَّاهُ اللَّهُ الْأَمْرَ مِنْهُمْ وَإِنْ كَانَ فِيهِمْ مَنْ يَصْلُحُ لِذَلِكَ الْأَمْرِ إِذَا كَانَ قَدْ صَارَ لِغَيْرِهِ. ( فَصْلٌ ) وَقَوْلُهُ وَأَنْ نَقُولَ أَوْ نَقُومَ شَكٌّ مِنْ الرَّاوِي بِالْحَقِّ حَيْثُمَا كُنَّا يُرِيدُ أَنْ يُظْهِرُوا الْحَقَّ بِالْقَوْلِ أَوْ الْقِيَامِ بِهِ حَيْثُ كَانُوا مِنْ الْمَوَاطِنِ وَالْأَمَاكِنِ لَا يَمْنَعُهُمْ مِنْ ذَلِكَ مَخَافَةٌ وَلَا لَوْمَةُ لَائِمٍ. بالبيعة تنعقد الإمارة لولي الأمر في دولة الإسلام فبهذه البيعة من الأنصار للرسول صلى الله عليه وسلم وهي بيعة العقبة الثانية أصبح الرسول ولي الأمر في دولة الإسلام العتيدة, وبالبيعة لأبي بكر بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم أصبح أبو بكر خليفة لرسول الله في الحكم ... وكذا باقي الخلفاء من بعده الى أخر خليفة عثماني .... والبيعة هي عقد مراضاة يتم بين المسلمين ممثلين بأهل الحل والعقد منهم وبين ولي الأمر أي الخليفة .... والبيعة تكون من قِبَل المسلمين للخليفة، وليست من قِبَل الخليفة للمسلمين، يبايعونه على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله؛ وبذلك تصبح طاعتهم له واجبة ما لم يأمرهم بمعصية. وإنه إن كان واضحا تنصيب الخليفة بالبيعة في عصر الخلافة الراشدة .... إلا أن حصر الخلافة في عائلة واحدة دون باقي المسلمين في العصور التي تلت الخلافة الراشدة .... كان مدخلاً للمغرضين والحاقدين على الخلافة ليلبسوا على المسلمين أمر خلافتهم ... فادعوا أن الحكم في ما بعد الخلافة الراشدة كان ملكياً وليس خلافة إسلامية ... إذ أن أبناء العائلة كانوا يتوارثون الحكم كما في النظام الملكي. وهو ادعاء باطل يسهل رده لمن درس تاريخ الدولة الإسلامية من مصادره الصحيحة .... فالدولة الإسلامية هي الدولة التي تطبق نظام الإسلام في كل نواحي الحياة , وهذا كان حال دولة الإسلام طيلة فترة وجودها ... والخلفاء ما أخذوا الحكم إلا بالبيعة بغض النظر عن أسلوب أخذها وبغض النظر عن مدى قرابة الخليفة المبايع من الخليفة الراحل .... فقد أخذت البيعة من أهل الحل والعقد ومن المسلمين ومن شيخ الإسلام لكن لم يذكر التاريخ أن أحد الخلفاء أصبح خليفة دون بيعة على الإطلاق .... أما الوراثة التي هي طريقة تنصيب الملك في النظام الملكي .... ففيها يرث ولي العهد المُلْكَ حال وفاة المَلِك دون حاجة لبيعة أو معاقدة مع الشعب أو الأُمة, فهو يملك البلاد والعباد وهو فوق القانون لأنه هو من يضع القوانين ....وحتى في العصر الحديث حيث أصبح بعض الملوك يملك ولا يحكم فإن الوراثة بقيت هي طريقة تنصيب الملك. بهذا نرى الاختلاف البيِّن بين نظام الخلافة والنظام الملكي... فنظام الحكم في الإسلام ليس ملكياً يستمد الملك شرعيته فيه من حقه بإرث الملك الراحل ... بل خلافة يستمد الخليفة شرعيته فيها بمبايعة المسلمين له على الحكم بكتاب الله وسنة رسوله. احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 18 من رجب 1434 الموافق 2013/05/28م http://www.hizb-ut-t...nts/entry_25772 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر June 1, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر June 1, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف باب ومن سورة البقرة نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته, جاء في تحفة الأحوذي، في شرح جامع الترمذي "بتصرف" في " باب ومن سورة البقرة ". حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْلِهِ: " وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا" قَالَ: عَدْلًا. قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. قوله : وكذلك جعلناكم أمة وسطا، الكاف في قوله وكذلك كاف التشبيه جاء لشبه به، كذلك جعلناكم أمة وسطا، يعني عدولا خيارا( قال عدلا ) أي قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في تفسير قوله تعالى وسطا عدلا. وروى البخاري في صحيحه هذا الحديث مطولا، وكذا الترمذي بعد هذا وفي آخر حديثهما، والوسط: العدل. قال الطبري: الوسط في كلام العرب الخيار، يقولون فلان وسط في قومه وواسط إذا أرادوا الرفع في حسبه، قال: والذي أرى أن معنى الوسط في الآية الجزء الذي بين الطرفين، والمعنى أنهم وسط لتوسطهم في الدين، فلم يغلوا كغلو النصارى، ولم يقصروا كتقصير اليهود، ولكنهم أهل وسط واعتدال. هذا هو تفسير كلمة" وسطا" التي وردت في الآية الكريمة، فأن يأتي إنسان ويفسر هذه الكلمة تفسيرا لا ينسجم مع الإسلام؛ بل ومخالفا تفسير رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم-؛ بل ومنسجما مع الواقع السيّء الذي تحياه الأمة، فهذه مغالطة وخطأ كبير. ذلك لأن الإسلام لا يقبل القسمة على اثنين، فلا توسط بين حكم شرعي وحكم شرعي آخر، فكيف يكون التوسط بين إسلام وكفر؟! فالإسلام لا يحتمل جزءا ولو ضئيلا من الكفر، فإما إيمان خالص لا كفر فيه، وإما لا إيمان. فلا وسطية بيننا وبين الكفر، ولا وسطية بين المسلمين والأمريكان والأوروبيين الذين ساموا أمة الإسلام خسفا وقتلا وقهرا سنوات وسنوات. فإلى من يدعو إلى هذه الفكرة الدخيلة، إلى أصحاب البرامج الوسطية نقول: كفاكم ظلما لأنفسكم ولأمتكم، فالأمة اليوم أكثر وعيا، وأكبر من أن يُضحك عليها، فلا حاجة لها بوسطيتكم، ولا بديمقراطيتكم، فإما أن تعودوا إلى رشدكم وإلى حضن أمتكم قبل فوات الأوان، وإما أن تلفظكم الأمة وتحاسبكم قريبا -إن شاء الله- على ما فرطتم في حقها. احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 21 من رجب 1434 الموافق 2013/05/31م http://www.hizb-ut-t...nts/entry_25866 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر June 1, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر June 1, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف باب ومن سورة البقرة نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جاء في تحفة الأحوذي، في شرح جامع الترمذي "بتصرف" في " باب ومن سورة البقرة ". حدثنا عبد بن حميد أخبرنا جعفر بن عون أخبرنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يُدْعَى نوحٌ فيقال: هل بلغت فيقول: نعم، فيُدْعَى قومُه فيقال: هل بلغكم فيقولون: ما أتانا من نذير وما أتانا من أحدٍ فيقال: مَنْ شُهودُك؟ فيقول: محمدٌ وأمتُه قال فيؤتى بكم تشهدون أنه قد بلغ، فذلك قول الله تعالى: "وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا"، والوسط: العدل. قوله( يدعى نوح ) وفي رواية ( يُجاء بنوح يوم القيامة )، فيقال: أي لنوح ( فيقول نعم ) وهذا لا ينافي قوله تعالى: يوم يجمع الله الرسل فيقول: ماذا أجبتم، قالوا: لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب، لأن الإجابة غير التبليغ، وهي تحتاج إلى تفصيل لا يحيط بكنهه إلا علمُه سبحانه، بخلاف نفس التبليغ لأنه من العلوم الضرورية البديهية. ( ما أتانا من نذير ) أي منذر لا هو ولا غيره مبالغة في الإنكار توهما أنه ينفعهم الكذب في ذلك اليوم عن الخلاص من النار، ( فيقال ) أي لنوح ( من شهودك ) وإنما طلب الله من نوح شهداء على تبليغه الرسالة أمته وهو أعلم به إقامة للحجة، فيقول: محمد وأمته، والمعنى أن أمته شهداء. لتكونوا شهداء على الناس: أي على من قبلكم من الكفار أن رسلهم بلغتهم، ويكون الرسولُ أي رسولُكم واللام للعوض أو اللام للعهد والمراد به محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ عليكم شهيدا أنه بلغكم، والوسط العدل. إن أمةَ محمدٍ أمةٌ من دون الأمم، وقد أعطاها الله ما لم يعطِ غيرها من المزايا والخصائص، فقد خصها الله تعالى بالخيرية، وقد خصها بأن جعلها لا تجتمع على ضلالة، وهي أولُ الأممِ وأكثرُها دخولا الجنة، وهي كالغيث لا يُدرى الخيرُ في أوله أم في آخره، وقد خصّها الله تعالى من بين الأمم بأنها أقلُّ عملا وأكثرُ أجرا، وهي أول من تحاسب وأول من يجتاز الصراط، وهي آخرُ الأمم، وأولُها دخولا للجنة. وهذا الحديث الذي بين أيدينا يشير إلى ما مُيزت به هذه الأمة الكريمة، وهو الشهادة على الناس. أيها المسلمون: أمة هذا شأنها عند الله، خير أمة أُخرجت للناس كافة على الإطلاق، أيكون مكانها اليوم في ذيل الأمم؟ أتقبلون لها ما لم يقبلْه الله؟ أترون هذا التناقض العجيب؟ كيف بالله عليكم تطيب لكم حياة وأبناؤها في مشارق الأرض ومغاربها يقتّلون، ونساؤها يُغتصبن وشيوخها تذل؟ كيف تطيب لكم حياة ويهنأ لكم بال وأهلكم في سوريا يُذبحون من الوريد إلى الوريد؟ أتُراكم ألفتم القعود بعد أن طال التصاقكم في الأرض؟ أستحلفكم بالله أن تقوموا وأن تنفضوا أنفسكم وتنتفضوا لتموتوا على ما مات عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم- فوالله إن ما يحدث لهذه الأمة الكريمة العزيزة لأشد جرما مما حدث لغيرها من الأمم، والله سائلكم عن كل ما يسوؤها وأنتم ساكتون صامتون إن لم تكونوا مشاركين في هذه الجريمة. أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرفع عن أمة محمد ما نزل بها، وأن يُعيدها إلى مكانتها اللائقة بها، خير أمة أخرجت للناس، فهو ولي ذلك والقادر عليه. أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 22 من رجب 1434 الموافق 2013/06/01م http://www.hizb-ut-t...nts/entry_25913 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر July 3, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر July 3, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف شروط الانعقاد Share on facebook ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته يا رسول الله بايعه روى البخاري في صحيحه قال: حَدَّثَنَا أَصْبَغُ بْنُ الْفَرَجِ قَالَ أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ قَالَ أَخْبَرَنِي سَعِيدٌ عَنْ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامٍ وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَهَبَتْ بِهِ أُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ حُمَيْدٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ بَايِعْهُ فَقَالَ: هُوَ صَغِيرٌ فَمَسَحَ رَأْسَهُ وَدَعَا لَهُ وَعَنْ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ أَنَّهُ كَانَ يَخْرُجُ بِهِ جَدُّهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هِشَامٍ إِلَى السُّوقِ فَيَشْتَرِي الطَّعَامَ فَيَلْقَاهُ ابْنُ عُمَرَ وَابْنُ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَيَقُولَانِ لَهُ أَشْرِكْنَا فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ دَعَا لَكَ بِالْبَرَكَةِ فَيَشْرَكُهُمْ فَرُبَّمَا أَصَابَ الرَّاحِلَةَ كَمَا هِيَ فَيَبْعَثُ بِهَا إِلَى الْمَنْزِلِ جاء في كتاب فتح الباري لابن حجر: قَوْلُهُ: ( عَنْ جَدِّهِ عَبْد اللَّه بْن هِشَام ) أَيْ اِبْنِ زُهْرَة التَّيْمِيّ مِنْ بَنِي عَمْرو بْن كَعْب بْن سَعْد بْن تَيْم بْن مُرَّة رَهْط أَبِي بَكْر الصِّدِّيق، وَهُوَ جَدُّ زُهْرَةَ لِأَبِيهِ. قَوْلُهُ: ( وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) ذَكَرَ اِبْن مَنْدَهْ أَنَّهُ أَدْرَكَ مِنْ حَيَاةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتّ سِنِينَ، وَرَوَى أَحْمَد فِي مُسْنَدِهِ أَنَّهُ اِحْتَلَمَ فِي زَمَنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَكِنَّ فِي إِسْنَادِهِ اِبْنَ لَهِيعَة، وَحَدِيث الْبَابِ يَدُلُّ عَلَى خَطَأِ رِوَايَتِهِ هَذِهِ فَإِنَّ ذَهَاب أُمِّهِ بِهِ كَانَ فِي الْفَتْحِ وَوُصِفَ بِالصِّغَرِ إِذْ ذَاكَ فَإِنْ كَانَ اِبْن لَهِيعَة ضَبَطَهُ فَيُحْتَمَلُ أَنَّهُ بَلَغَ فِي أَوَائِل سِنِّ الِاحْتِلَامِ. قَوْلُهُ: ( وَذَهَبَتْ بِهِ أُمُّهُ زَيْنَب بِنْت حُمَيْد ) أَيْ اِبْن زُهَيْر بْن الْحَارِث بْن أَسَد بْن عَبْد الْعُزَّى وَهِيَ مَعْدُودَةٌ فِي الصَّحَابَةِ، وَأَبُوهُ هِشَام مَاتَ قَبْلَ الْفَتْحِ كَافِرًا، وَقَدْ شَهِدَ عَبْد اللَّه بْن هِشَام فَتْح مِصْر وَاخْتَطَّ بِهَا فِيمَا ذَكَرَهُ اِبْن يُونُس وَغَيْره ، وَعَاشَ إِلَى خِلَافَةِ مُعَاوِيَة. قَوْلُهُ: ( وَعَنْ زُهْرَة بْن مَعْبَد ) هُوَ مَوْصُولٌ بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُورِ . وَفِي الْحَدِيث مَسْح رَأْس الصَّغِيرِ، وَتَرْك مُبَايَعَة مَنْ لَمْ يَبْلُغْ وَالدُّخُول فِي السُّوقِ لِطَلَبِ الْمَعَاشِ، وَطَلَبِ الْبَرَكَةِ حَيْثُ كَانَتْ، وَالرَّدّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ السَّعَةَ مِنْ الْحَلَالِ مَذْمُومَة، وَتَوَفُّر دَوَاعِي الصَّحَابَةِ عَلَى إِحْضَارِ أَوْلَادِهِمْ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِالْتِمَاس بَرَكَته، وَعَلَم مِنْ أَعْلَام نُبُوَّته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِإِجَابَةِ دُعَائِهِ فِي عَبْد اللَّه بْن هِشَام. أيها الكرام: يستفاد من الحديث أن الصغير غير مكلف بإعطاء البيعة للخليفة لأن الرسول لم يقبلها منه .... فمن باب أولى أن لا يكلف بأخذ البيعة له على الحكم أي على الخلافة .... فالخلافة هي رئاسة عامة للمسلمين جميعاً في الدنيا لتطبيق شرع الله على المسلمين وحمل الدعوة الإسلامية إلى العالم .... فالخليفة هو أعلى وأهم منصب في دولة الخلافة, ولقد أولاه الإسلام عناية فائقة إذ اشترط له شروطاً أوجب أن تتوفر جميعها في من يتقدم لهذا المنصب وجعلها شروط انعقاد, فإن نقص ولو شرط واحد لم تنعقد له الخلافة ... وهذه الشروط سبعة وهي: 1- أن يكون مسلماً: فلا تصح الخلافة لكافر ولا تجب طاعته ... لقوله تعالى: {وَلَن يَجْعَلَ اللّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً} (141)....النساء فيحرم على المسلمين أن يجعلوا كافراً حاكما عليهم ... لأن الحكم أكبر سبيل للحاكم على المحكومين وقد حرمه الله تعالى في هذه الآية ولقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ....}(59)...النساء فالله تعالى في هذه الآية يأمر بطاعة ولي الأمر ويأمر بأن يكون ولي الأمر مسلماً ... وولي الأمر هو الخليفة ...فوجب أن يكون مسلماً 2- أن يكون ذكراً: فلا يجوز أن يكون الخليفة أنثى, أي لا بد أن يكون رجلاً فلا يصح أن يكون امرأة لما روى البخاري في صحيحه عن أبي بَكْرَة قال: لَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَهْلَ فَارِسَ قَدْ مَلَّكُوا عَلَيْهِمْ بِنْتَ كِسْرَى قَالَ لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً. فإخبار الرسول بنفي الفلاح عنهم قرينة على الجزم أي تحريم أن تتولى المرأة الحكم 3- أن يكون بالغا: فلا يجوز أن يكون الخليفة صبياً ودليله حديثنا لهذا اليوم الذي يفهم منه أن بيعة الصبي غير معتبرة وأنه غير مكلف بمبايعة خليفة فمن باب أولى أنه لا يجوز أن يكون خليفة 4- أن يكون عاقلا: فلا يصح أن يكون مجنوناً لما روى أبو داوود في سننه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ عَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ وَعَنْ الْمُبْتَلَى حَتَّى يَبْرَأَ وَعَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يَكْبُرَ ومن رفع القلم عنه لم يكن مكلفاً لأن العقل مناط التكليف وشرط لصحة التصرفات ... 5- أن يكون حرا: لأن العبد مملوك لسيده فلا يملك التصرف بنفسه ... ومن باب أولى أن لا يملك التصرف بغيره ... فلا يملك الولاية على الناس 6- أن يكون عدلا: فلا يصح أن يكون فاسقاً ..والعدالة شرط لازم لانعقاد الخلافة ولاستمرارها لأن الله اشترط في الشاهد أن يكون عدلاً في قوله تعالى: {وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِّنكُمْ}, فالذي هو أعظم من الشاهد وهو الخليفة من باب أولى أن يلزم أن يكون عدلاً... فإذا اشترطت العدالة في الشاهد فشرطها للخليفة من باب أولى. 7- أن يكون قادراً من أهل الكفاية على القيام بأعباء الخلافة: لأن ذلك من مقتضى البيعة, فالعاجز لا يقدر على القيام بشؤون الرعية بالكتاب والسنة اللذين بويع عليهما .... ومحكمة المظالم هي صاحبة الصلاحية في تقرير صنوف العجز التي يجب أن لا تكون في الخليفة لكي يكون قادراً من أهل الكفاية. أيها الكرام: هذه سبعة شروط يجب أن تتوفر للخليفة حتى تنعقد له البيعة على الخلافة .... وهذه أدلتها الشرعية, فما هي أدلة من يبيح تنصيب رئيس جمهورية لحكم المسلمين وما هي أدلة من يبايع ملكاً ... بل ما هي أدلة من يقول بجواز تولي الكافر والمرأة للحكم .... أليس هو الطاغوت الذي ران على قلوبهم فأنساهم ذكر الله وشرع الله والخشية من لقاء الله ..... فحسبنا الله ونعم الوكيل أيها الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 24 من شـعبان 1434 الموافق 2013/07/03م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_26830 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر July 4, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر July 4, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف طريقة نصب الخليفة Share on facebook نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده: روى مسلم في صحيحه قال: حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ إِسْحَقُ أَخْبَرَنَا وقَالَ زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ رَبِّ الْكَعْبَةِ قَالَ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ جَالِسٌ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ فَأَتَيْتُهُمْ فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقَالَ كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَنَزَلْنَا مَنْزِلًا فَمِنَّا مَنْ يُصْلِحُ خِبَاءَهُ وَمِنَّا مَنْ يَنْتَضِلُ وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِي جَشَرِهِ إِذْ نَادَى مُنَادِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاةَ جَامِعَةً فَاجْتَمَعْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلَّا كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَيُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ وَإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا فِي أَوَّلِهَا وَسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلَاءٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا وَتَجِيءُ فِتْنَةٌ فَيُرَقِّقُ بَعْضُهَا بَعْضًا وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ مُهْلِكَتِي ثُمَّ تَنْكَشِفُ وَتَجِيءُ الْفِتْنَةُ فَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ هَذِهِ هَذِهِ فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنْ النَّارِ وَيُدْخَلَ الْجَنَّةَ فَلْتَأْتِهِ مَنِيَّتُهُ وَهُوَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وَثَمَرَةَ قَلْبِهِ فَلْيُطِعْهُ إِنْ اسْتَطَاعَ فَإِنْ جَاءَ آخَرُ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الْآخَرِ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقُلْتُ لَهُ أَنْشُدُكَ اللَّهَ آنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَهْوَى إِلَى أُذُنَيْهِ وَقَلْبِهِ بِيَدَيْهِ وَقَالَ سَمِعَتْهُ أُذُنَايَ وَوَعَاهُ قَلْبِي فَقُلْتُ لَهُ هَذَا ابْنُ عَمِّكَ مُعَاوِيَةُ يَأْمُرُنَا أَنْ نَأْكُلَ أَمْوَالَنَا بَيْنَنَا بِالْبَاطِلِ وَنَقْتُلَ أَنْفُسَنَا وَاللَّهُ يَقُولُ { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا }. قَالَ فَسَكَتَ سَاعَةً ثُمَّ قَالَ أَطِعْهُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ وَاعْصِهِ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ جاء في كتاب شرح النووي على مسلم: قَوْله: ( وَمِنَّا مَنْ يَنْتَضِل ): هُوَ مِنْ الْمُنَاضَلَة، وَهِيَ الْمُرَامَاة بِالنُّشَّابِ. قَوْله: ( وَمِنَّا مَنْ هُوَ فِي جَشَره ): هُوَ بِفَتْحِ الْجِيم وَالشِّين، وَهِيَ الدَّوَابّ الَّتِي تَرْعَى وَتَبِيت مَكَانهَا. قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( وَتَجِيء فِتْنَة فَيُرَقِّقُ بَعْضهَا بَعْضًا ) أَيْ: يَصِير بَعْضهَا رَقِيقًا، أَيْ: خَفِيفًا لِعِظَمِ مَا بَعْده. قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( وَلْيَأْتِ إِلَى النَّاس الَّذِي يَجِب أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ ). هَذَا مِنْ جَوَامِع كَلِمِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَدِيع حِكَمه، وَهَذِهِ قَاعِدَة مُهِمَّة فَيَنْبَغِي الِاعْتِنَاء بِهَا، وَأَنَّ الْإِنْسَان يَلْزَم أَلَّا يَفْعَل مَعَ النَّاس إِلَّا مَا يُحِبّ أَنْ يَفْعَلُوهُ مَعَهُ. قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( فَإِنْ جَاءَ آخَر يُنَازِعهُ فَاضْرِبُوا عُنُق الْآخَر ). مَعْنَاهُ: اِدْفَعُوا الثَّانِي، فَإِنَّهُ خَارِج عَلَى الْإِمَام، فَإِنْ لَمْ يَنْدَفِع إِلَّا بِحَرْبٍ وَقِتَال فَقَاتِلُوهُ، فَإِنْ دَعَتْ الْمُقَاتَلَة إِلَى قَتْله جَازَ قَتْله وَلَا ضَمَان فِيهِ، لِأَنَّهُ ظَالِم مُتَعَدٍّ فِي قِتَاله. قَوْله: ( فَقُلْت لَهُ: هَذَا اِبْن عَمّك مُعَاوِيَة يَأْمُرنَا أَنْ نَأْكُل أَمْوَالنَا بَيْننَا بِالْبَاطِلِ وَنَقْتُل أَنْفُسنَا وَاَللَّه تَعَالَى يَقُول: { وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالكُمْ بَيْنكُمْ بِالْبَاطِلِ ... } إِلَى آخِره ). الْمَقْصُود بِهَذَا الْكَلَام: أَنَّ هَذَا الْقَائِل لَمَّا سَمِعَ كَلَام عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الْعَاصِ، وَذَكَرَ الْحَدِيث فِي تَحْرِيم مُنَازَعَة الْخَلِيفَة الْأَوَّل، وَأَنَّ الثَّانِي يُقْتَل، فَاعْتَقَدَ هَذَا الْقَائِل هَذَا الْوَصْف فِي مُعَاوِيَة لِمُنَازَعَتِهِ عَلِيًّا - رَضِيَ اللَّه عَنْهُ -. احبتنا الكرام: إن البيعة للخليفة هي الطريقة الشرعية لتنصيبه حاكماً لدولة الخلافة .... بها يملك الحكم والسلطان ... وتصبح طاعته واجبة على كل فرد من رعاياه ... فقد أوجب الإسلام على الأمة نصب خليفة عليها ... وحدد لها الطريقة التي يجري بها نصب الخليفة ... وهذه الطريقة هي البيعة وهي ثابتة بالكتاب والسنة وإجماع الصحابة. أدلتها: أما بالكتاب ففي قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَن لَّا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلَا يَسْرِقْنَ وَلَا يَزْنِينَ وَلَا يَقْتُلْنَ أَوْلَادَهُنَّ وَلَا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلَا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} (12)... الممتحنة وأما بالسنة ففي بيعة المسلمين للرسول صلى الله عليه وسلم في العقبة ... روى البخاري عن عبادة بن الصامت قال: بَايَعْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي الْيُسْرِ وَالْعُسْرِ وَالْمَنْشَطِ وَالْمَكْرَهِ وَأَنْ لَا نُنَازِعَ الْأَمْرَ أَهْلَهُ وَأَنْ نَقُولَ أَوْ نَقُومَ بِالْحَقِّ حَيْثُمَا كُنَّا لَا نَخَافُ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ..... فقد كانت بيعتهم له صلى الله عليه وسلم على الحكم وليس على النبوة ... إذ كانت بيعة على العمل وليس على التصديق فبويع صلى الله عليه وسلم على اعتباره حاكماً لا على اعتباره نبياً ورسولاً. لأن الإقرار بالنبوة والرسالة إيمان وليس بيعة... فلم يبق إلا أن تكون بيعتهم له على اعتباره رئيس دولة. وفي حديثنا لهذا اليوم ... وفي ما رواه البخاري عن أبي هريرة عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "كَانَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ تَسُوسُهُمْ الْأَنْبِيَاءُ كُلَّمَا هَلَكَ نَبِيٌّ خَلَفَهُ نَبِيٌّ وَإِنَّهُ لَا نَبِيَّ بَعْدِي وَسَيَكُونُ خُلَفَاءُ فَيَكْثُرُونَ قَالُوا فَمَا تَأْمُرُنَا قَالَ فُوا بِبَيْعَةِ الْأَوَّلِ فَالْأَوَّلِ أَعْطُوهُمْ حَقَّهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ سَائِلُهُمْ عَمَّا اسْتَرْعَاهُمْ". وأما إجماع الصحابة فيظهر في بيعة الخلفاء الراشدين فقد فهم الصحابة جميعاً أن البيعة هي طريقة نصب الخليفة فبادروا إلى بيعة خليفة جديد كلما توفى الله خليفتهم. يجري نصب الخليفة ببيعة المسلمين له على العمل بكتاب الله وسنة رسوله، والمقصود بالمسلمين هم الرعايا المسلمون للخليفة السابق إن كانت دولة الخلافة قائمة، أو مسلمو أهل القطر الذي تقام الخلافة فيه إن لم تكن الخلافة قائمة ... كيفية البيعة: تكون البيعة مصافحة بالأيدي .... وَمَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ، وقد تكون بالكتابة فقد حدث عبد الله بن دينار قال: شهدت ابن عمر حيث اجتمع الناس على عبد الملك .... قال: كتب ــــ يعني ابن عمر ــــ : " إني أقر بالسمع والطاعة لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين على كتاب الله وسنة رسوله ما استطعت "، ويصح أن تكون البيعة بأية وسيلة من الوسائل. ويشترط فيها أن تصدر من البالغ، فلا تصح من الصغار، فقد روى البخاري عَنْ زُهْرَةَ بْنِ مَعْبَدٍ عَنْ جَدِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هِشَامٍ وَكَانَ قَدْ أَدْرَكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَهَبَتْ بِهِ أُمُّهُ زَيْنَبُ بِنْتُ حُمَيْدٍ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَت يَا رَسُولَ اللَّهِ بَايِعْهُ فَقَالَ هُوَ صَغِيرٌ فَمَسَحَ رَأْسَهُ وَدَعَا لَهُ. ألفاظ البيعة: ليست البيعة مقيدة بألفاظ معينة، لكن لا بد من أن تشتمل على العمل بكتاب الله وسنة رسوله بالنسبة للخليفة، وعلى الطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره بالنسبة للذي يعطي البيعة. احبتنا الكرام: ومتى أعطى المسلم البيعة للخليفة فقد أصبحت البيعة أمانة في عنقه أي عنق المبايِع لا يحل له الرجوع عنها، فهي حق باعتبار انعقاد الخلافة حتى يعطيها، فإن أعطاها أُلزم بها، ولو أراد أن يرجع عن بيعته لا يجوز له فقد رفض رسول الله أن يقيل بيعة أحد الأعراب رغم إلحاح ذلك الأعرابي على إقالة بيعته ... ما يدل على عدم جواز الرجوع في البيعة بعد إعطائها. احبتنا الكرام: لتلهج ألسنتنا بالضراعة إلى الله تعالى أن يعجل لنا باليوم الذي نبايع فيه خليفة لنا على أن يحكمنا بكتاب لله وسنة رسوله، ونعاهده تعالى على السمع والطاعة لخليفتنا وولي أمرنا ما استطعنا في عسرنا ويسرنا ومنشطنا ومكرهنا، وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله. فوالله لقد بلغ شوقنا لهذه البيعة كل مبلغ ...ووصلت معاناتنا بسبب غيابها أبعد مدى. احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 25 من شـعبان 1434 الموافق 2013/07/04م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_26882 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر August 13, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر August 13, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف باب تحريم الظلم Share on facebook نحييكم جميعا أيها الأحبة الكرام في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي "بتصرف" في "باب تحريم الظلم". حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبو معاوية حدثنا بريد بن أبي بردة عن أبيه عن أبي موسى قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"إن الله عز وجل يملي للظالم، فإذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ}. الظلم وما أدراك ما الظلم؟ الظلم من الأخلاق الذميمة القبيحة، والذنوب الجسيمة والأوصاف اللئيمة، التي لا ينبغي أن يتصف بها مسلم، لأنها تحلق الدين وتأكل الحسنات، وتجلب الويلات والنكبات وتورث البغضاء والعداوات. قال تعالى:" وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ". وإن أكبر ظلم- أيها المسلمون- وقع على الأمة في هذا الزمان، وجود حكام عليها لا يحكمونها بما أنزل الله، فأمثال بن علي الذي ظن أنه مانعته حصونه من الناس، وأمثال القذافي المجرم الذي طغى في الأرض وتجبر حتى ظن نفسه إلها من آلهة اليونان، وعبد الله صالح الذي أهلك الحرث والنسل، ومبارك مصر الذي حفظ أمن يهود وأمريكا، أمثال هؤلاء لا يمكن لهم إلا أن يضعوا عقولهم بأحذية أسيادهم من الأمريكان والأوروبيين. لذلك ذاقت الأمة الظلم أصنافا، ولذلك لم يوجد أمامها سوى هذا الخيار لخلعهم، ورميهم في مزابل التاريخ، فظلمهم أكبر من أن نخوض فيه، وأكبر من أن تكتبه الحروف والكلمات، أو تصوره اللوحات. أيها المسلمون: لقد قام المسلمون على الظلم والظالمين في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا وغيرها من بلاد المسلمين، فمنهم من خُلع ومنهم من هرب، ومنهم من حرق، ومنهم من قُتل، ومنهم من ينتظر مصيره على أيدي الثوار المسلمين المخلصين. فهلا اعتبر حكام المسلمين الجدد مما حصل لأسلافهم، أم تراهم سيضعون عقولهم أيضا في جزم أسيادهم من الكفار ليزداد المسلمون ظلما وقهرا فوق ظلمهم وقهرهم؟ هذا للأسف ما حدث. فحكام ما بعد الثورة تفوقوا على حكام ما قبلها، وأخذوا صفات جديدة لم ينلها غيرهم. ولكن مهما طال ليلهم، فهذه الأمة موعودة بنصر الله تعالى لها، فمن هم حتى يقفوا أمام وعد الله تعالى؟ وسيسجل التاريخ أقوالهم وأفعالهم، وسيقفون- إن بقي لهم في العمر بقية- أمام خليفة المسلمين القادم قريبا بإذن الله، وسيحاسبهم على كل خزاياهم، هذا في الدنيا، وفي الآخرة سيقفون أمام المنتقم الجبار ليذيقهم العذاب بما كانوا يصنعون. اللهم عليك بالظالمين المجرمين من حكام المسلمين، القُدامى منهم والمحدثين، اللهم افضح أمرهم واكسر شوكتهم وانتصر لنا عليهم وأرنا فيهم عجائب قدرتك، فإنهم لا يُعجزونك يا الله. أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كتبه للإذاعة: أبو مريم 06 من شوال 1434 الموافق 2013/08/13م http://www.hizb-ut-t...nts/entry_28147 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر August 15, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر August 15, 2013 مع الحديث الشريف - باب تحريم الظلم 2 http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_28162 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر August 15, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر August 15, 2013 مع الحديث الشريف - باب تحريم الظلم - 3 http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_28189 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر August 16, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر August 16, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف نظام الخلافة نظام وحدة لا نظام اتحاد نحييكم جميعا أيها الأحبة الكرام في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته من أتاكم وأنتم جميع روى مسلم في صحيحه قال: حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ نَافِعٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ ابْنُ نَافِعٍ حَدَّثَنَا غُنْدَرٌ وقَالَ ابْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ قَالَ سَمِعْتُ عَرْفَجَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: إِنَّهُ سَتَكُونُ هَنَاتٌ وَهَنَاتٌ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّقَ أَمْرَ هَذِهِ الْأُمَّةِ وَهِيَ جَمِيعٌ فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ كَائِنًا مَنْ كَانَ. وحَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خِرَاشٍ حَدَّثَنَا حَبَّانُ حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ح وحَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ زَكَرِيَّاءَ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى عَنْ شَيْبَانَ ح وحَدَّثَنَا إِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ أَخْبَرَنَا الْمُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ الْخَثْعَمِيُّ حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ح وحَدَّثَنِي حَجَّاجٌ حَدَّثَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُخْتَارِ وَرَجُلٌ سَمَّاهُ كُلُّهُمْ عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلَاقَةَ عَنْ عَرْفَجَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِهِ غَيْرَ أَنَّ فِي حَدِيثِهِمْ جَمِيعًا فَاقْتُلُوهُ. جاء في كتاب شرح النووي على مسلم: قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( سَتَكُونُ هَنَات وَهَنَات ). الْهَنَات: جَمْع هَنَة، وَتُطْلَق عَلَى كُلّ شَيْء، وَالْمُرَاد بِهَا هُنَا الْفِتَن وَالْأُمُور الْحَادِثَة. قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُفَرِّق أَمْر هَذِهِ الْأُمَّة وَهِيَ جَمِيع فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ كَائِنًا مَنْ كَانَ ). فِيهِ الْأَمْر بِقِتَالِ مَنْ خَرَجَ عَلَى الْإِمَام، أَوْ أَرَادَ تَفْرِيق كَلِمَة الْمُسْلِمِينَ وَنَحْو ذَلِكَ، وَيَنْهَى عَنْ ذَلِكَ، فَإِنْ لَمْ يَنْتَهِ قُوتِلَ، وَإِنْ لَمْ يَنْدَفِع شَرّه إِلَّا بِقَتْلِهِ فَقُتِلَ كَانَ هَدَرًا، فَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( فَاضْرِبُوهُ بِالسَّيْفِ )، وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى: ( فَاقْتُلُوهُ ) مَعْنَاهُ: إِذَا لَمْ يَنْدَفِع إِلَّا بِذَلِكَ. أحبتنا الكرام: نفهم من هذا الحديث أن الإسلام حرم على المسلمين أن يكون لهم أكثر من دولة واحدة أو أن يحكمها أكثر من حاكم واحد. فنظام الخلافة نظام وحدة لا نظام اتحاد ... فالإسلام يعتبر كل ولاية في الدولة جزءاً لا يتجزأ من دولة الخلافة, يطبق فيها نفس النظام, في السياسة والاقتصاد والاجتماع والتعليم والداخلية والخارجية والإعلام وسائر نواحي الحياة ....مالـيَّـتها واحدة وميزانيتها واحدة.... ينفق منها على مصالح الرعية كلها دون فرق بين ولاية وأخرى, لأن الدولة تنظر إلى حاجات الرعية في الولايات لا إلى وارداتها. فلو أن ولاية كانت وارداتها أكثر من حاجاتها فإنه ينفق عليها بقدر حاجاتها وليس بقدر وارداتها .... وكذلك لو أن ولاية كانت وارداتها لا تكفي لحاجاتها فإنه ينفق عليها من الميزانية العامة بقدر حاجاتها, دون النظر إلى حجم وارداتها ..... فما تقسيم الدولة الإسلامية إلى ولايات إلا تقسيم إداري لتيسير إدارة الدولة وتيسير القيام بمصالح الرعية. وهذا بخلاف النظام الاتحادي الذي يعطي الولايات فيه الاستقلال الذاتي ويجمعها معاً في الحكم العام .... كما هو الحال في الاتحادات الديمقراطية المعاصرة من مثل الاتحاد الفدرالي المطبق في أمريكا ... والذي يحاول الأعراب تطبيقه في العراق وفي غيرها من بلاد المسلمين أو الكونفدرالي الذي كان يجمع جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق والذي يخطط العملاء من أبناء فلسطين والأردن لتطبيقه في دولة تجمع الأردن وما تتصدق به يهود عليهم من أراضي فلسطين .... إن هذه النماذج من الاتحادات على اختلاف أنواعها تخالف نظام الخلافة ...ومن قبل تخالف شرع الله.... فلا يجوز أن يدعى لها أو يسكت على الدعوة لها... لأنها تزيد بلاد الإسلام تقسيماً فوق ما هي عليه من تقسيم ... الأمر الذي يخالف ما أمر به الإسلام من جمع كلمة المسلمين على رجل واحد في دولة واحدة ...هي دولة الخلافة التي نظامها واحد هو نظام الإسلام .... نظام الوحدة والقوة والعزة والكبرياء. ...أما من ناحية إدارية فيجوز أن تقسم البلاد إلى ولايات أو أقاليم على كل واحد منها والٍ أو أمير .... يوليه الخليفة الحكم نيابة عنه ... لكن هذه الولايات تبقى مجتمعة تحت نظام واحد هو نظام الخلافة .... ويعتبر المال في الولاية جزء من مال الدولة ينفق منه على جميع الولايات حسب حاجة الولاية وليس حسب إنتاجها. فإلى هذه الوحدة ليكن عملكم أيها المسلمون. أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 09 من شوال 1434 الموافق 2013/08/16م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_28213 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر August 18, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر August 18, 2013 مع الحديث الشريف - باب تحريم الظلم 4 Share on facebook http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_28230 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.