ابن الصّدّيق قام بنشر October 10, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر October 10, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف يوم عرفة Share on facebook نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحج عرفة روى الترمذي في سننه قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمَرَ أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِعَرَفَةَ فَسَأَلُوهُ فَأَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى الْحَجُّ عَرَفَةُ مَنْ جَاءَ لَيْلَةَ جَمْعٍ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَقَدْ أَدْرَكَ الْحَجَّ أَيَّامُ مِنًى ثَلَاثَةٌ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ جاء في تحفة الاحوذي: قَوْلُهُ: ( عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمَرَ ) بِفَتْحِ التَّحْتَانِيَّةِ وَسُكُونِ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ وَفَتْحِ الْمِيمِ وَيُضَمُّ غَيْرُ مُنْصَرِفٍ قَالَ الْحَافِظُ: صَحَابِيٌّ نَزَلَ بِالْكُوفَةِ وَيُقَالُ مَاتَ بِخُرَاسَانَ. قَوْلُهُ: ( فَسَأَلُوهُ ): وَفِي رِوَايَةِ أَبِي دَاوُدَ: فَجَاءَ نَاسٌ أَوْ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ فَأَمَرُوا رَجُلًا فَنَادَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ الْحَجُّ ( الْحَجُّ عَرَفَةُ ): أَيْ الْحَجُّ الصَّحِيحُ حَجُّ مِنْ أَدْرَكَ يَوْمَ عَرَفَةَ قَالَهُ الشَّوْكَانِيُّ. وَقَالَ الشَّيْخُ عِزُّ الدِّينِ عَبْدُ السَّلَامِ: تَقْدِيرُهُ إِدْرَاكُ الْحَجِّ وُقُوفُ عَرَفَةَ وَقَالَ الْقَارِي فِي الْمِرْقَاةِ: أَيْ مِلَاكُ الْحَجِّ وَمُعْظَمُ أَرْكَانِهِ وُقُوفُ عَرَفَةَ لِأَنَّهُ يَفُوتُ بِفَوَاتِهِ ( مَنْ جَاءَ لَيْلَةَ جَمْعٍ ): أَيْ لَيْلَةَ الْمَبِيتِ بِالْمُزْدَلِفَةِ وَهِيَ لَيْلَةُ الْعِيدِ ( قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ ): أَيْ فَجْرِ يَوْمِ النَّحْرِ أَيْ مَنْ جَاءَ عَرَفَةَ وَوَقَفَ فِيهَا لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ قَبْلَ طُلُوعِ فَجْرِ يَوْمِ النَّحْرِ وَأَوْرَدَ صَاحِبُ الْمِشْكَاةِ هَذَا الْحَدِيثَ بِلَفْظِ: مَنْ أَدْرَكَ عَرَفَةَ لَيْلَةَ جَمْعٍ قَبْل طُلُوعِ الْفَجْرِ ( فَقَدْ أَدْرَكَ الْحَجَّ ): أَيْ لَمْ يَفُتْهُ وَأَمِنَ مِنْ الْفَسَادِ. وَفِيهِ رَدٌّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْوُقُوفَ يَفُوتُ بِغُرُوبِ الشَّمْسِ يَوْمَ عَرَفَةَ وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ وَقْتَهُ يَمْتَدُّ إِلَى مَا بَعْدَ الْفَجْرِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ فَظَاهِرُهُ أَنَّهُ يَكْفِي الْوُقُوفُ فِي جُزْءٍ مِنْ أَرْضِ عَرَفَةَ وَلَوْ فِي لَحْظَةٍ لَطِيفَةٍ فِي هَذَا الْوَقْتِ. وَبِهِ قَالَ الْجُمْهُورُ. وَحَكَى النَّوَوِيُّ قَوْلًا أَنَّهُ لَا يَكْفِي الْوُقُوفُ لَيْلًا وَمَنْ اِقْتَصَرَ عَلَيْهِ فَقَدْ فَاتَهُ الْحَجُّ، وَالْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ تَرُدُّهُ ( أَيَّامُ مِنًى ثَلَاثَةٌ ): مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ يَعْنِي أَيَّامَ مِنًى ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَهِيَ الْأَيَّامُ الْمَعْدُودَاتُ وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ وَأَيَّامُ رَمْيِ الْجِمَارِ وَهِيَ الثَّلَاثَةُ الَّتِي بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ وَلَيْسَ يَوْمُ النَّحْرِ مِنْهُمْ لِإِجْمَاعِ النَّاسِ عَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ النَّفْرُ يَوْمَ ثَانِي النَّحْرِ. وَلَوْ كَانَ يَوْمُ الْنَّحْرِ مِنْ الثَّلَاثَةِ لَجَازَ أَنْ يَنْفِرَ مَنْ شَاءَ فِي ثَانِيهِ ( فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ ): أَيْ مِنْ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فَنَفَرَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي مِنْهَا ( فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ) فِي تَعْجِيلِهِ ( وَمَنْ تَأَخَّرَ ) أَيْ عَنْ النفر فِي الْيَوْمِ الثَّانِي مِنْ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ إِلَيَّ الْيَوْمِ الثَّالِثِ ( فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ) فِي تَأْخِيرِهِ يوم عرفة من أيام الله, خصه تعالى بكثير من أفضاله ففيه نزلت آية إكمال الله تعالى دينه لعباده المؤمنين وإتمام نعمته عليهم روى البخاري عن طارق بن شهاب قال: جاء يهودي إلى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين آية تقرؤونها في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت ونعلم ذلك اليوم الذي نزلت فيه لاتخذناه عيدا قال: أي آية؟ قال: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} [ المائدة: 3 ] فقال عمر بن الخطاب: إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه والمكان الذي نزلت فيه نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة يوم جمعة ونحن واقفون معه بعرفة وصوم يومه مكفر للذنوب: روى ابن أبي شيبة في مصنفه عن أبي قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صوم عرفة كفارة سنتين: سنة ماضية وسنة مستقبلة". أما الوقوف فيه فشعيرة من شعائر الحج بل أهم شعائر الحج، فيه يجتمع الحجيج القادمون من كل حدب وصوب على صعيد واحد صعيد عرفة, يتوجهون إلى فاطر السموات والأرض, يلبون ويذكرون ويدعونه تعالى ويتضرعون, أن يقبل حجهم ويغفر ذنوبهم, وما شاء لهم الله من الدعاء، إنه يوم الفضل والمنة فيه تستجاب الدعوات وتغفر الذنوب والزلات, فيه يدنو تعالى وينظر إلى أهل عرفة ويباهي بهم ملائكته. قال صلى الله عليه وسلم: "إن اللهَ تعالى يدنو عشيةَ عرفةَ ويباهي الملائكةَ بأهلِ عرفةَ". فلنتوجه إلى الله تعالى في هذا اليوم العظيم والموقف المهيب ونتضرع إليه سبحانه أن يرفع مقته وغضبه عنا، وأن يمن علينا بالنصر المبين, وأن يرفع عن إخوتنا في سوريا ما بهم من ضر وقتل وذبح وتنكيل ويدمر المجرم بشار وأعوانه ومن وراءهم من أعداء الدين، وأن يمن علينا بأنصار كأنصار رسوله الكريم لنقيم دولة الحق دولة الخلافة حامية حمى الإسلام والمسلمين، وليتوحد دعاؤنا حجاجا ومقيمين، لعله يلقى ساعة إجابة من رب رحيم، تغير حال المسلمين والبشرية أجمعين سبحانك اللهم ما أكرمك وما أرحمك وما أحلمك لا نحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 05 من ذي الحجة 1434 الموافق 2013/10/10م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_29911 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر October 11, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر October 11, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف يوم النحر Share on facebook نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ روى البخاري في صحيحه قال: حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا سَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ". جاء في كتاب فتح الباري لابن حجر قَوْله: ( مَنْ حَجَّ لِلَّهِ ) فِي رِوَايَة مَنْصُور عَنْ أَبِي حَازِم الْآتِيَة قُبَيْل جَزَاء الصَّيْد" مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْت" وَلِمُسْلِمٍ مِنْ طَرِيق جُرَيْجٍ عَنْ مَنْصُور" مَنْ أَتَى هَذَا الْبَيْت" وَهُوَ يَشْمَل الْحَجّ وَالْعُمْرَة قَوْله: ( فَلَمْ يَرْفُث ) الرَّفَث الْجِمَاع، وَيُطْلَق عَلَى التَّعْرِيض بِهِ وَعَلَى الْفُحْش فِي الْقَوْل، قَوْله: ( وَلَمْ يَفْسُق ): أَيْ لَمْ يَأْتِ بِسَيِّئَةٍ وَلَا مَعْصِيَة، قَوْله: ( رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمّه ): أَيْ بِغَيْرِ ذَنْب، وَظَاهِره غُفْرَان الصَّغَائِر وَالْكَبَائِر وَالتَّبِعَات، وَهُوَ مِنْ أَقْوَى الشَّوَاهِد لِحَدِيثِ الْعَبَّاس بْن مِرْدَاس الْمُصَرِّح بِذَلِكَ، وَلَهُ شَاهِد مِنْ حَدِيث اِبْن عُمَر فِي تَفْسِير الطَّبَرِيِّ، قَالَ الْطِيبِيُّ: الْفَاء فِي قَوْله" فَلَمْ يَرْفُث" مَعْطُوف عَلَى الشَّرْط، وَجَوَابه رَجَعَ أَيْ صَارَ، وَالْجَارّ وَالْمَجْرُور خَبَر لَهُ، وَيَجُوز أَنْ يَكُون حَالًا أَيْ صَارَ مُشَابِهًا لِنَفْسِهِ فِي الْبَرَاءَة عَنْ الذُّنُوب فِي يَوْم وَلَدَتْهُ أُمّه. وَقَدْ وَقَعَ فِي رِوَايَة الدَّارَقُطْنِيِّ الْمَذْكُورَة" رَجَعَ كَهَيْئَتِهِ يَوْم وَلَدَتْهُ أُمّه". العيد حاجة إنسانية، لا تستغني عنه أمة ولا شعب، فالإنسان في هذه الحياة الشاقة يحتاج إلى يوم يزيح فيه عن كاهله أعباء وتعب الأيام، ويرتاح من مشاغل الحياة، لذا رأينا الإنسانية على مر العصور تحتفل بأيام معينة كل عام وتسميها أعيادا، تخرج فيها عن روتين حياتها اليومي فينطلق الناس إلى الطبيعة يرفهون عن أنفسهم بلبس أجمل الثياب وتناول أشهى الطعام والشراب وممارسة ألوان اللهو والمرح ما يرجون معه التغلب على ضغوطات الحياة وتعبها وشقائها الذي عاشوه وعانوه طوال سنتهم, ومن ثم شحذ الهمم والطاقات للأيام المقبلة. وبغض النظر عن ما يمثله يوم العيد عند الأمة أو الشعب من ذكرى دينية كانت أو قومية أو وطنية فلكل أمة ولكل شعب قديما وحديثاً يوم عيد. فالفرس قديما على سبيل المثال كان يوم النيروز لهم عيدا والفراعنة زمن موسى عليه السلام كان يوم الزينة لهم عيدا، حتى أهل يثرب كان لهم عيد يحتفلون فيه إلى أن جاءهم الإسلام فاستبدل لهم ذلك العيد الوثني بعيدين مباركين يمثلان ركنين من أركان ديننا العظيم. الفطر حيث أنهى المسلمون شهرا من الصوم الخالص لله تعالى فخرجوا منه مغفور لهم بإذن الله, قال عليه الصلاة والسلام: " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه". ويوم الأضحى: يوم إنهائهم مناسك الحج وصدورهم عن عرفات مغفور لهم أنقياء أطهاراً كيوم ولدتهم أمهاتهم, كما بشرنا صلى الله عليه وسلم في حديثنا لهذا اليوم. فالعيد عند المسلمين ليس بدعة ابتدعوها فلكل أمة عيدها، لكنه يتميز عن أعياد باقي الأمم والشعوب, بأنه جائزة ربانية فوق كونه حاجة إنسانية, فقد شرعه لهم ربهم مكافأة معجلة بعد أن جهدوا في إقامة ركن من أركان دينهم فيه من المشقة والتعب ما فيه فقاموا به طائعين لله راغبين بعفوه ومغفرته ورضوانه فكانت مكافأتهم يوم القيامة: وعد بدخول جنة نعيم, أما في الدنيا فمغفرة من الله وفضل فالله لا يضيع أجر المحسنين. وعيد مبارك يفرح فيه المسلمون ويمرحون, ويأكلون ما لذ وطاب ويشربون ويلبسون أجمل الثياب ويبتهجون. لكن الإسلام حرص أن تكون أجواء العيد إيمانية تبدأ بالصلاة والاستماع لخطبة العيد ثم تبادل التهنئة بين المسلمين, وبعدها ذبح الأضاحي وتناول الطعام وحلوى العيد مع الأهل والأبناء ثم صلة الأرحام بعدها بعض المرح واللهو المباح كل هذا مصحوبا بالحمد والشكر والتكبير والتهليل لتبقى الحكمة من العيد حاضرة في الأذهان مرح وفرح وسرور بما وُعِدْنَا من رحمة ومغفرة من رب رحيم غفور. احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 06 من ذي الحجة 1434 الموافق 2013/10/11م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_29945 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر October 12, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر October 12, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف أيام التشريق أيام أكل وشرب Share on facebook نحييكم جميعا أيها الأحبة المستمعون في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته أيام التشريق أيام أكل وشرب روى مسلم في صحيحه قال: حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا خَالِدٌ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ عَنْ نُبَيْشَةَ الْهُذَلِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ". حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا إِسْمَعِيلُ يَعْنِي ابْنَ عُلَيَّةَ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ حَدَّثَنِي أَبُو قِلَابَةَ عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ عَنْ نُبَيْشَةَ قَالَ خَالِدٌ فَلَقِيتُ أَبَا الْمَلِيحِ فَسَأَلْتُهُ فَحَدَّثَنِي بِهِ فَذَكَرَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمِثْلِ حَدِيثِ هُشَيْمٍ وَزَادَ فِيهِ وَذِكْرٍ لِلَّهِ جاء في شرح النووي على مسلم قوله: قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( أَيَّام التَّشْرِيق أَيَّام أَكْلٍ وَشُرْبٍ )، وَفِي رِوَايَة: ( وَذِكْرٍ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ )، وَفِي رِوَايَة: ( أَيَّام مِنًى )، وَفِيهِ دَلِيل لِمَنْ قَالَ: لَا يَصِحّ صَوْمهَا بِحَالٍ، وَهُوَ أَظْهَرُ الْقَوْلَيْنِ فِي مَذْهَب الشَّافِعِيّ، وَبِهِ قَالَ أَبُو حَنِيفَة وَابْن الْمُنْذِر وَغَيْرهمَا، وَقَالَ جَمَاعَة مِنْ الْعُلَمَاء: يَجُوز صِيَامُهَا لِكُلِّ أَحَدٍ تَطَوُّعًا وَغَيْره، حَكَاهُ اِبْن الْمُنْذِر عَنْ الزُّبَيْر بْن الْعَوَّام وَابْن عُمَر وَابْن سِيرِينَ ، وَقَالَ مَالِك وَالْأَوْزَاعِيُّ وَإِسْحَاق وَالشَّافِعِيّ فِي أَحَد قَوْلَيْهِ: يَجُوز صَوْمهَا لِلتَّمَتُّعِ إِذَا لَمْ يَجِد الْهَدْي ، وَلَا يَجُوز لِغَيْرِهِ، وَاحْتَجَّ هَؤُلَاءِ بِحَدِيثِ الْبُخَارِيّ فِي صَحِيحه عَنْ اِبْن عُمَر وَعَائِشَة قَالَا: لَمْ يُرَخِّصْ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ أَنْ يُصَمْنَ إِلَّا لِمَنْ لَمْ يَجِدْ الْهَدْيَ. وَأَيَّام التَّشْرِيق ثَلَاثَةٌ بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِتَشْرِيقِ النَّاسِ لُحُومَ الْأَضَاحِيّ فِيهَا، وَهُوَ تَقْدِيدُهَا وَنَشْرُهَا فِي الشَّمْسِ، وَفِي الْحَدِيث اِسْتِحْبَاب الْإِكْثَار مِنْ الذِّكْر فِي هَذِهِ الْأَيَّام مِنْ التَّكْبِير وَغَيْره. مستمعينا الكرام: شُرع عيد الفطر يوماً واحدا، فهو يأتي بعد تمام شعيرة الصوم بانتهاء شهر رمضان لكن العيد في الأضحى أربعة أيام: يوم النحر حيث يرمي الحجيج الجمرة الأولى ثم ينحرون هديهم ثم يتحللون من إحرامهم ثم يطوفون طواف الإفاضة أما أيام التشريق فيتمون فيها رمي باقي الجمرات وينحر هديه من لم ينحر يوم النحر, فكانت أيام التشريق تمام شعائر الحج فهي كيوم النحر أيام عيد أيام رمي ونحر وأكل وشرب, ولعب ومرح. روى البخاري عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ دَخَلَ عَلَيْهَا وَعِنْدَهَا جَارِيَتَانِ فِي أَيَّامِ مِنَى تُدَفِّفَانِ وَتَضْرِبَانِ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُتَغَشٍّ بِثَوْبِهِ فَانْتَهَرَهُمَا أَبُو بَكْرٍ فَكَشَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ وَجْهِهِ فَقَالَ دَعْهُمَا يَا أَبَا بَكْرٍ فَإِنَّهَا أَيَّامُ عِيدٍ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ أَيَّامُ مِنًى وَقَالَتْ عَائِشَةُ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتُرُنِي وَأَنَا أَنْظُرُ إِلَى الْحَبَشَةِ وَهُمْ يَلْعَبُونَ فِي الْمَسْجِدِ فَزَجَرَهُمْ عُمَرُ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعْهُمْ . أَمْنًا بَنِي أَرْفِدَةَ يَعْنِي مِنْ الْأَمْنِ. مستمعينا الكرام: العيد يعني الفرح والسرور, والخروج عن المألوف في الحياة اليومية عن الرتابة والروتين لكن الإسلام أضاف لهذا المعنى شيئاً من السمو والرفعة إذ ربط العيد بعبادة عظيمة هي ركن من أركان الدين, فكان الفرح فيه شكراً لله على أن أعاننا ويسر لنا إتمام عبادتنا، وكان المرح تجديداً للهمة والنشاط في أعمالنا وعباداتنا, لنبقى دائما عالي الهمة, بعيدي الطموح, مفعمين بالقوة والنشاط تخيم علينا أجواء الإيمان، فلا ننسى أثناء احتفالنا بالعيد أن نبقي احتفالاتنا في حدود ما أباح الله من متع ولهو مباح، ونصحبها بالتضرع له سبحانه أن يتقبل منا أعمالنا, ويغفر لنا أخطاءنا, ويتم نعمته علينا بالنصر والتمكين لنحتفل بأيام النحر والتشريق في قابل تحت ظل دولة الخلافة وبرعاية خليفة المسلمين, لتملأ الأرض عدلا بعد أن امتلأت جورا, ورعاية بعد أن امتلأت ظلما, إن الله سميع مجيب. مستمعينا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 07 من ذي الحجة 1434 الموافق 2013/10/12م http://www.hizb-ut-t...nts/entry_29992 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر October 13, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر October 13, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف لا يحج البيت بعد اليوم مشرك Share on facebook نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. روى مسلم في صحيحه قال: حَدَّثَنِي هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الْأَيْلِيُّ حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي عَمْرٌو عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وحَدَّثَنِي حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى التُّجِيبِيُّ أَخْبَرَنَا ابْنُ وَهْبٍ أَخْبَرَنِي يُونسُ أَنَّ ابْنَ شِهَابٍ أَخْبَرَهُ عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: بَعَثَنِي أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ فِي الْحَجَّةِ الَّتِي أَمَّرَهُ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ حَجَّةِ الْوَدَاعِ فِي رَهْطٍ يُؤَذِّنُونَ فِي النَّاسِ يَوْمَ النَّحْرِ لَا يَحُجُّ بَعْدَ الْعَامِ مُشْرِكٌ وَلَا يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ قَالَ ابْنُ شِهَابٍ فَكَانَ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ يَقُولُ يَوْمُ النَّحْرِ يَوْمُ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ مِنْ أَجْلِ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ جاء في شرح النووي على مسلم: قَوْله: ( عَنْ أَبِي هُرَيْرَة - رَضِيَ اللَّه عَنْهُ - قَالَ: بَعَثَنِي أَبُو بَكْر الصِّدِّيق - رَضِيَ اللَّه عَنْهُ - فِي الْحَجَّة الَّتِي أَمَّرَهُ عَلَيْهَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْل حَجَّة الْوَدَاع فِي رَهْط يُؤَذِّن فِي النَّاس يَوْم النَّحْر: لَا يَحُجّ بَعْد الْعَام مُشْرِك، وَلَا يَطُوف بِالْبَيْتِ عُرْيَان ) قَالَ اِبْن شِهَاب: وَكَانَ حُمَيْدُ بْن عَبْد الرَّحْمَن يَقُول: يَوْم النَّحْر يَوْم الْحَجّ الْأَكْبَر مِنْ أَجْل حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة - رَضِيَ اللَّه عَنْهُ - مَعْنَى قَوْل حُمَيْدِ بْن عَبْد الرَّحْمَن: إِنَّ اللَّه تَعَالَى قَالَ: { وَأَذَان مِنْ اللَّه وَرَسُوله إِلَى النَّاس يَوْم الْحَجّ الْأَكْبَر } فَفَعَلَ أَبُو بَكْر وَعَلِيّ وَأَبُو هُرَيْرَة وَغَيْرهمْ مِنْ الصَّحَابَة هَذَا الْأَذَان يَوْم النَّحْر بِإِذْنِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. فِي أَصْل الْأَذَان، وَالظَّاهِر أَنَّهُ عَيَّنَ لَهُمْ يَوْم النَّحْر، فَتَعَيَّنَ أَنَّهُ يَوْم الْحَجّ الْأَكْبَر، وَلِأَنَّ مُعْظَم الْمَنَاسِك فِيهِ، وَقَدْ اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي الْمُرَاد بِيَوْمِ الْحَجّ الْأَكْبَر فَقِيلَ: يَوْم عَرَفَة وَقَالَ مَالِك وَالشَّافِعِيّ وَالْجُمْهُور: هُوَ يَوْم النَّحْر، وَنَقَلَ الْقَاضِي عِيَاض عَنْ الشَّافِعِيّ أَنَّهُ يَوْم عَرَفَة، وَهَذَا خِلَاف الْمَعْرُوف مِنْ مَذْهَب الشَّافِعِيّ، قَالَ الْعُلَمَاء: وَقِيلَ الْحَجّ الْأَكْبَر؛ لِلِاحْتِرَازِ مِنْ الْحَجّ الْأَصْغَر وَهُوَ الْعُمْرَة، وَاحْتَجَّ مَنْ قَالَ هُوَ يَوْم عَرَفَة بِالْحَدِيثِ الْمَشْهُور: " الْحَجّ عَرَفَة " وَاَللَّه أَعْلَم. قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لَا يَحُجّ بَعْد الْعَام مُشْرِك ) مُوَافِق لِقَوْلِ اللَّه تَعَالَى: { إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَس فَلَا يَقْرَبُوا الْمَسْجِد الْحَرَام بَعْد عَامهمْ هَذَا } وَالْمُرَاد بِالْمَسْجِدِ الْحَرَام هَا هُنَا الْحَرَم كُلّه، فَلَا يُمَكَّن مُشْرِك مِنْ دُخُول الْحَرَم بِحَالٍ، حَتَّى لَوْ جَاءَ فِي رِسَالَة أَوْ أَمْر مُهِمّ لَا يُمَكَّن مِنْ الدُّخُول، بَلْ يَخْرُج إِلَيْهِ مَنْ يَقْضِي الْأَمْر الْمُتَعَلِّق بِهِ، وَلَوْ دَخَلَ خُفْيَة وَمَرِضَ وَمَاتَ نُبِشَ وَأُخْرِجَ مِنْ الْحَرَم. قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( وَلَا يَطُوف بِالْبَيْتِ عُرْيَان ) هَذَا إِبْطَال لِمَا كَانَتْ الْجَاهِلِيَّة عَلَيْهِ مِنْ الطَّوَاف بِالْبَيْتِ عُرَاة أحبتنا الكرام: لم يخرج الرسول صلى الله عليه وسلم للحج في السنة التاسعة للهجرة موسم الحج الأول بعد فتح مكة، لكنه بعث أبا بكر أميراً للحج نيابة عنه، أما في السنة التالية فقد قاد الرسول صلى الله عليه وسلم الحجيج بنفسه، فكان تشريعاً منه صلى الله عليه وسلم أن يقود الخليفة الناس إلى الحج أو أن ينيب عنه من يقوم على أمور الحجيج في هذا الموسم المعظم، فكان الخلفاء من بعده، يقودون الحجيج بأنفسهم إن خرجوا للحج، أو يعينوا أميراً للحج في العام الذي لا يعزمون فيه الحج. أحبتنا الكرام: في رحاب هذا الحديث الشريف، وفي هذه الأيام المباركة، حيث الحجيج يقيم شعائر الحج الأكبر، تهيج المشاعر وتنهمر العبرات شوقاً لعودة تاريخنا المجيد، حيث الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو رئيس الدولة يرسل أميراً للحج يقود الحجيج ويقوم على أمورهم، وكأننا نسمع صوت ذلك الأمير وأصوات مبعوثيه يهتفون بالناس بقوة وكبرياء،( لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان) نستشعر العزة والكرامة ونحن نتصور رجال دولة الإسلام يعلنون أحكام الله بأعلى أصواتهم، ويهتفون بها محذرين ومتوعدين .... ( لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان )، نسمع علياً يصدع بقوله تعالى: { بَرَاءَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (1) فَسِيحُوا فِي الْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَأَنَّ اللَّهَ مُخْزِي الْكَافِرِينَ (2) وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ فَإِنْ تُبْتُمْ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّكُمْ غَيْرُ مُعْجِزِي اللَّهِ وَبَشِّرِ الَّذِينَ كَفَرُوا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (3) إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ثُمَّ لَمْ يَنْقُصُوكُمْ شَيْئًا وَلَمْ يُظَاهِرُوا عَلَيْكُمْ أَحَدًا فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (4) فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآَتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) وَإِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ أَبْلِغْهُ مَأْمَنَهُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَا يَعْلَمُونَ (6) كَيْفَ يَكُونُ لِلْمُشْرِكِينَ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ وَعِنْدَ رَسُولِهِ إِلَّا الَّذِينَ عَاهَدْتُمْ عِنْدَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ فَمَا اسْتَقَامُوا لَكُمْ فَاسْتَقِيمُوا لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ (7) كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لَا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلًّا وَلَا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8) } فنبرأ إلى الله من أفعال حكامنا الذين يتخذون أحكام الله وراءهم ظهرياً. تتداعى صور مضيئة أمام أعيننا ... تتجلى فيها عظمة الإسلام وعظمة دولته وخلفائها وقادتها ... فهذا خليفة يجتمع مع ولاته في موسم الحج ليسمع منهم أخبار ولاياتهم، ويسمع ممن لديه شكوى عليهم، يشدد في محاسبتهم، ويزودهم بتوجيهاته، وتعليماته، وذلك خليفة يحج عاماً ويغزوا عاماً ... وها هو يصطحب معه زوجه إلى الحج فتعاين معاناة الحجاج بسبب شح المياه، فتبادر لإعمار طريق الحج من بغداد إلى مكة، فتأمر بإصلاح الطريق وحفر الأبار وبناء الأحواض لتزويد الحجاج بالماء كما بنت المنازل لتزويد الحجاج بالطعام والإستراحة، وتوصل المياه من عين حنين إلى مكة ومنها إلى بقية مشاعر الحج ، وليس صورة أمير الحج من قبل الخليفة العثماني بأقل نصاعة، ولا أقل شرفاً ورفعة، حيث يجتمع حجاج المشرق في دمشق ليسيروا تحت رعاية والي دمشق أمير الحج من قبل خليفة المسلمين، ويجتمع حجاج المغرب في القاهرة ليسيروا معاً ويلتحقوا بأمير الحج. كم هو عظيم تاريخ دولة الإسلام ...الدولة التي ترعى وتحمي رعاياها، وتحمي بيضة الإسلام وتطبق أحكامه, لكن صورالواقع المظلم لا تلبث أن تفرض نفسها فتشوب هذه المشاعر الرائعة بالألم والحسرة، حيث الدولة معدومة وأحكام الله معطلة, والمسلمون يغرقون بدمائهم في دمشق والقاهره مركزا تجمع الحجيج وانضوائهم تحت إمرة أمراء الحج في زمن العز والرفعة، الزمن الذي كان للمسلمين خليفة يحمي حماهم ويرعى مصالحهم، ويشرف على حجهم... فيا حسرتاه الحج اليوم يقام تحت حراب آل سلول, الذين يفتحون أبواب البلد الحرام والمشاعر الحرام لمن يشاؤون ويحرمون منها من يشاؤون، دون رقيب ولا حسيب، فلا أمير حج يرعى حجاج بيت الله ويحميهم، ولا خليفة يأخذ على أيدي آل سلول وينزع منهم ملكهم الجبري ويرميهم إلى مزبلة التاريخ ... اللهم مكن لنا في الأرض وعجل لنا بعودة دولة الخلافة، لتعود لدمائنا حرمتها ولأيامنا مجدها وعزها ولأنفسنا كرامتها, دولة الخلافة التي تعيد تطبيق أحكام الله، فتزيل الحدود التي تفرق المسلمين وتحرر الأراضي المغتصبة، وتفتح أبواب البلد الحرام للمسلمين ليأتوها من كل فج عميق، فلا يعود يحول دونهم حائل ولا يمنعهم مانع من أداء هذه الشعيرة العظيمة، وتذوق حلاوة المغفرة والرحمة ... من لدن غفور رحيم. أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 08 من ذي الحجة 1434 الموافق 2013/10/13م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_30010 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر October 14, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر October 14, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم الحديث الشريف يوم عرفة ح9 Share on facebook نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحج عرفة روى الترمذي في سننه قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ قَالَا حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمَرَ أَنَّ نَاسًا مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ أَتَوْا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِعَرَفَةَ فَسَأَلُوهُ فَأَمَرَ مُنَادِيًا فَنَادَى الْحَجُّ عَرَفَةُ مَنْ جَاءَ لَيْلَةَ جَمْعٍ قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ فَقَدْ أَدْرَكَ الْحَجَّ أَيَّامُ مِنًى ثَلَاثَةٌ فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَنْ تَأَخَّرَ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ جاء في تحفة الاحوذي: قَوْلُهُ: ( عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْمَرَ ) بِفَتْحِ التَّحْتَانِيَّةِ وَسُكُونِ الْعَيْنِ الْمُهْمَلَةِ وَفَتْحِ الْمِيمِ وَيُضَمُّ غَيْرُ مُنْصَرِفٍ قَالَ الْحَافِظُ: صَحَابِيٌّ نَزَلَ بِالْكُوفَةِ وَيُقَالُ مَاتَ بِخُرَاسَانَ. قَوْلُهُ: ( فَسَأَلُوهُ ): وَفِي رِوَايَةِ أَبِي دَاوُدَ: فَجَاءَ نَاسٌ أَوْ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ فَأَمَرُوا رَجُلًا فَنَادَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ الْحَجُّ ( الْحَجُّ عَرَفَةُ ): أَيْ الْحَجُّ الصَّحِيحُ حَجُّ مِنْ أَدْرَكَ يَوْمَ عَرَفَةَ قَالَهُ الشَّوْكَانِيُّ. وَقَالَ الشَّيْخُ عِزُّ الدِّينِ عَبْدُ السَّلَامِ: تَقْدِيرُهُ إِدْرَاكُ الْحَجِّ وُقُوفُ عَرَفَةَ وَقَالَ الْقَارِي فِي الْمِرْقَاةِ: أَيْ مِلَاكُ الْحَجِّ وَمُعْظَمُ أَرْكَانِهِ وُقُوفُ عَرَفَةَ لِأَنَّهُ يَفُوتُ بِفَوَاتِهِ ( مَنْ جَاءَ لَيْلَةَ جَمْعٍ ): أَيْ لَيْلَةَ الْمَبِيتِ بِالْمُزْدَلِفَةِ وَهِيَ لَيْلَةُ الْعِيدِ ( قَبْلَ طُلُوعِ الْفَجْرِ ): أَيْ فَجْرِ يَوْمِ النَّحْرِ أَيْ مَنْ جَاءَ عَرَفَةَ وَوَقَفَ فِيهَا لَيْلَةَ الْمُزْدَلِفَةِ قَبْلَ طُلُوعِ فَجْرِ يَوْمِ النَّحْرِ وَأَوْرَدَ صَاحِبُ الْمِشْكَاةِ هَذَا الْحَدِيثَ بِلَفْظِ: مَنْ أَدْرَكَ عَرَفَةَ لَيْلَةَ جَمْعٍ قَبْل طُلُوعِ الْفَجْرِ ( فَقَدْ أَدْرَكَ الْحَجَّ ): أَيْ لَمْ يَفُتْهُ وَأَمِنَ مِنْ الْفَسَادِ. وَفِيهِ رَدٌّ عَلَى مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْوُقُوفَ يَفُوتُ بِغُرُوبِ الشَّمْسِ يَوْمَ عَرَفَةَ وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ وَقْتَهُ يَمْتَدُّ إِلَى مَا بَعْدَ الْفَجْرِ إِلَى طُلُوعِ الشَّمْسِ فَظَاهِرُهُ أَنَّهُ يَكْفِي الْوُقُوفُ فِي جُزْءٍ مِنْ أَرْضِ عَرَفَةَ وَلَوْ فِي لَحْظَةٍ لَطِيفَةٍ فِي هَذَا الْوَقْتِ. وَبِهِ قَالَ الْجُمْهُورُ. وَحَكَى النَّوَوِيُّ قَوْلًا أَنَّهُ لَا يَكْفِي الْوُقُوفُ لَيْلًا وَمَنْ اِقْتَصَرَ عَلَيْهِ فَقَدْ فَاتَهُ الْحَجُّ، وَالْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ تَرُدُّهُ ( أَيَّامُ مِنًى ثَلَاثَةٌ ): مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ يَعْنِي أَيَّامَ مِنًى ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ وَهِيَ الْأَيَّامُ الْمَعْدُودَاتُ وَأَيَّامُ التَّشْرِيقِ وَأَيَّامُ رَمْيِ الْجِمَارِ وَهِيَ الثَّلَاثَةُ الَّتِي بَعْدَ يَوْمِ النَّحْرِ وَلَيْسَ يَوْمُ النَّحْرِ مِنْهُمْ لِإِجْمَاعِ النَّاسِ عَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوزُ النَّفْرُ يَوْمَ ثَانِي النَّحْرِ. وَلَوْ كَانَ يَوْمُ الْنَّحْرِ مِنْ الثَّلَاثَةِ لَجَازَ أَنْ يَنْفِرَ مَنْ شَاءَ فِي ثَانِيهِ ( فَمَنْ تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ ): أَيْ مِنْ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فَنَفَرَ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي مِنْهَا ( فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ) فِي تَعْجِيلِهِ ( وَمَنْ تَأَخَّرَ ) أَيْ عَنْ النفر فِي الْيَوْمِ الثَّانِي مِنْ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ إِلَيَّ الْيَوْمِ الثَّالِثِ ( فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ ) فِي تَأْخِيرِهِ يوم عرفة من أيام الله, خصه تعالى بكثير من أفضاله ففيه نزلت آية إكمال الله تعالى دينه لعباده المؤمنين وإتمام نعمته عليهم روى البخاري عن طارق بن شهاب قال: جاء يهودي إلى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين آية تقرؤونها في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت ونعلم ذلك اليوم الذي نزلت فيه لاتخذناه عيدا قال: أي آية؟ قال: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} [ المائدة: 3 ] فقال عمر بن الخطاب: إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه والمكان الذي نزلت فيه نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة يوم جمعة ونحن واقفون معه بعرفة. وصوم يومه مكفر للذنوب: روى ابن أبي شيبة في مصنفه عن أبي قتادة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " صوم عرفة كفارة سنتين: سنة ماضية وسنة مستقبلة". أما الوقوف فيه فشعيرة من شعائر الحج بل أهم شعائر الحج، فيه يجتمع الحجيج القادمون من كل حدب وصوب على صعيد واحد صعيد عرفة, يتوجهون إلى فاطر السموات والأرض, يلبون ويذكرون ويدعونه تعالى ويتضرعون, أن يقبل حجهم ويغفر ذنوبهم, وما شاء لهم الله من الدعاء، إنه يوم الفضل والمنة فيه تستجاب الدعوات وتغفر الذنوب والزلات, فيه يدنو تعالى وينظر إلى أهل عرفة ويباهي بهم ملائكته. قال صلى الله عليه وسلم: "إن اللهَ تعالى يدنو عشيةَ عرفةَ ويباهي الملائكةَ بأهلِ عرفةَ". فلنتوجه إلى الله تعالى في هذا اليوم العظيم والموقف المهيب ونتضرع إليه سبحانه أن يرفع مقته وغضبه عنا، وأن يمن علينا بالنصر المبين, وأن يرفع عن إخوتنا في سوريا ما بهم من ضر وقتل وذبح وتنكيل ويدمر المجرم بشار وأعوانه ومن وراءهم من أعداء الدين، وأن يمن علينا بأنصار كأنصار رسوله الكريم لنقيم دولة الحق دولة الخلافة حامية حمى الإسلام والمسلمين، وليتوحد دعاؤنا حجاجا ومقيمين، لعله يلقى ساعة إجابة من رب رحيم، تغير حال المسلمين والبشرية أجمعين. سبحانك اللهم ما أكرمك وما أرحمك وما أحلمك لا نحصي ثناء عليك، أنت كما أثنيت على نفسك لا إله إلا أنت، نستغفرك ونتوب إليك احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 09 من ذي الحجة 1434 الموافق 2013/10/14م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_30025 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر October 15, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر October 15, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف يوم النحر نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ روى البخاري في صحيحه قال: حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا سَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ". جاء في كتاب فتح الباري لابن حجر قَوْله: ( مَنْ حَجَّ لِلَّهِ ) فِي رِوَايَة مَنْصُور عَنْ أَبِي حَازِم الْآتِيَة قُبَيْل جَزَاء الصَّيْد" مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْت" وَلِمُسْلِمٍ مِنْ طَرِيق جُرَيْجٍ عَنْ مَنْصُور" مَنْ أَتَى هَذَا الْبَيْت" وَهُوَ يَشْمَل الْحَجّ وَالْعُمْرَة قَوْله: ( فَلَمْ يَرْفُث ) الرَّفَث الْجِمَاع، وَيُطْلَق عَلَى التَّعْرِيض بِهِ وَعَلَى الْفُحْش فِي الْقَوْل، قَوْله: ( وَلَمْ يَفْسُق ): أَيْ لَمْ يَأْتِ بِسَيِّئَةٍ وَلَا مَعْصِيَة، قَوْله: ( رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمّه ): أَيْ بِغَيْرِ ذَنْب، وَظَاهِره غُفْرَان الصَّغَائِر وَالْكَبَائِر وَالتَّبِعَات، وَهُوَ مِنْ أَقْوَى الشَّوَاهِد لِحَدِيثِ الْعَبَّاس بْن مِرْدَاس الْمُصَرِّح بِذَلِكَ، وَلَهُ شَاهِد مِنْ حَدِيث اِبْن عُمَر فِي تَفْسِير الطَّبَرِيِّ، قَالَ الْطِيبِيُّ: الْفَاء فِي قَوْله" فَلَمْ يَرْفُث" مَعْطُوف عَلَى الشَّرْط، وَجَوَابه رَجَعَ أَيْ صَارَ، وَالْجَارّ وَالْمَجْرُور خَبَر لَهُ، وَيَجُوز أَنْ يَكُون حَالًا أَيْ صَارَ مُشَابِهًا لِنَفْسِهِ فِي الْبَرَاءَة عَنْ الذُّنُوب فِي يَوْم وَلَدَتْهُ أُمّه. وَقَدْ وَقَعَ فِي رِوَايَة الدَّارَقُطْنِيِّ الْمَذْكُورَة" رَجَعَ كَهَيْئَتِهِ يَوْم وَلَدَتْهُ أُمّه" العيد حاجة إنسانية، لا تستغني عنه أمة ولا شعب، فالإنسان في هذه الحياة الشاقة يحتاج إلى يوم يزيح فيه عن كاهله أعباء وتعب الأيام، ويرتاح من مشاغل الحياة، لذا رأينا الإنسانية على مر العصور تحتفل بأيام معينة كل عام وتسميها أعيادا، تخرج فيها عن روتين حياتها اليومي فينطلق الناس إلى الطبيعة يرفهون عن أنفسهم بلبس أجمل الثياب وتناول أشهى الطعام والشراب وممارسة ألوان اللهو والمرح ما يرجون معه التغلب على ضغوطات الحياة وتعبها وشقائها الذي عاشوه وعانوه طوال سنتهم, ومن ثم شحذ الهمم والطاقات للأيام المقبلة. وبغض النظر عن ما يمثله يوم العيد عند الأمة أو الشعب من ذكرى دينية كانت أو قومية أو وطنية فلكل أمة ولكل شعب قديما وحديثاً يوم عيد. فالفرس قديما على سبيل المثال كان يوم النيروز لهم عيدا والفراعنة زمن موسى عليه السلام كان يوم الزينة لهم عيدا، حتى أهل يثرب كان لهم عيد يحتفلون فيه إلى أن جاءهم الإسلام فاستبدل لهم ذلك العيد الوثني بعيدين مباركين يمثلان ركنين من أركان ديننا العظيم. الفطر حيث أنهى المسلمون شهرا من الصوم الخالص لله تعالى فخرجوا منه مغفور لهم بإذن الله, قال عليه الصلاة والسلام: " من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه". ويوم الأضحى: يوم إنهائهم مناسك الحج وصدورهم عن عرفات مغفور لهم أنقياء أطهاراً كيوم ولدتهم أمهاتهم, كما بشرنا صلى الله عليه وسلم في حديثنا لهذا اليوم. فالعيد عند المسلمين ليس بدعة ابتدعوها فلكل أمة عيدها، لكنه يتميز عن أعياد باقي الأمم والشعوب, بأنه جائزة ربانية فوق كونه حاجة إنسانية, فقد شرعه لهم ربهم مكافأة معجلة بعد أن جهدوا في إقامة ركن من أركان دينهم فيه من المشقة والتعب ما فيه فقاموا به طائعين لله راغبين بعفوه ومغفرته ورضوانه فكانت مكافأتهم يوم القيامة: وعد بدخول جنة نعيم, أما في الدنيا فمغفرة من الله وفضل فالله لا يضيع أجر المحسنين. وعيد مبارك يفرح فيه المسلمون ويمرحون, ويأكلون ما لذ وطاب ويشربون ويلبسون أجمل الثياب ويبتهجون. لكن الإسلام حرص أن تكون أجواء العيد إيمانية تبدأ بالصلاة والاستماع لخطبة العيد ثم تبادل التهنئة بين المسلمين, وبعدها ذبح الأضاحي وتناول الطعام وحلوى العيد مع الأهل والأبناء ثم صلة الأرحام بعدها بعض المرح واللهو المباح كل هذا مصحوبا بالحمد والشكر والتكبير والتهليل لتبقى الحكمة من العيد حاضرة في الأذهان مرح وفرح وسرور بما وُعِدْنَا من رحمة ومغفرة من رب رحيم غفور. احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 10 من ذي الحجة 1434 الموافق 2013/10/15م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_30061 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر October 16, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر October 16, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف ذكر إباحة خروج النساء في العيدين إلى المصلى وشهود الخطبة مفارقات للرجال Share on facebook نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي "بتصرف" في " باب ذكر إباحة خروج النساء في العيدين إلى المصلى وشهود الخطبة مفارقات للرجال". حدثنا عمرو الناقد حدثنا عيسى بن يونس حدثنا هشام عن حفصة بنت سيرين عن أم عطية قالت: " أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نخرجهن في الفطر والأضحى العواتق والحيض وذوات الخدور. فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخير ودعوة المسلمين قلت: يا رسول الله إحدانا لا يكون لها جلباب قال: لتلبسها أختها من جلبابها". قولها : ( وأمر الحيض أن يعتزلن مصلى المسلمين ) هو بفتح الهمزة والميم في ( أمر ) فيه منع الحيض من المصلى واختلف أصحابنا في هذا المنع فقال الجمهور : هو منع تنزيه لا تحريم ، وسببه الصيانة والاحتراز من مقارنة النساء للرجال من غير حاجة ولا صلاة ، وإنما لم يحرم لأنه ليس مسجدا . وحكى أبو الفرج الدارمي من أصحابنا عن بعض أصحابنا أنه قال : يحرم المكث في المصلى على الحائض كما يحرم مكثها في المسجد لأنه موضع للصلاة فأشبه المسجد. قولها : في الحيض ( يكبرن مع النساء ) فيه جواز ذكر الله تعالى للحائض والجنب ، وإنما يحرم عليها القرآن. وقولها : ( يكبرن مع الناس ) دليل على استحباب التكبير لكل أحد في العيدين ، وهو مجمع عليه قال أصحابنا : يستحب التكبير ليلتي العيدين وحال الخروج إلى الصلاة . قال القاضي : التكبير في العيدين أربعة مواطن في السعي إلى الصلاة إلى حين يخرج الإمام ، والتكبير في الصلاة ، وفي الخطبة ، وبعد الصلاة . قولها : ( ويشهدن الخير ودعوة المسلمين ) فيه استحباب حضور مجامع الخير ودعاء المسلمين وحلق الذكر والعلم ونحو ذلك. فقوله : ( لا يكون لها جلباب ) قال النضر بن شميل هو ثوب أقصر وأعرض من الخمار وهي المقنعة تغطي به المرأة رأسها وقيل : هو ثوب واسع دون الرداء تغطي به صدرها ، وظهرها ، وقيل : هو كالملاءة والملحفة ، وقيل : هو الإزار ، وقيل : الخمار. قوله : صلى الله عليه وسلم - ( لتلبسها أختها من جلبابها ) الصحيح أن معناه لتلبسها جلبابا لا تحتاج إليه. هذه هي أعيادنا تنطوي على حِكَم عظيمة، ففيها مساحة من الزمن لنسيان الهموم، فالرجال والنساء والأطفال يعيشون هذه الفرحة، وقد سن لنا الشرع الأكل قبل الخروج إلى المُصلى في العيد، وسن لنا أيضا الغناء والضرب بالدفوف والرقص بالسلاح في العيد، ويُسن إظهار الفرح والسرور فيه، ولا بأس أن يصحب الإمام وهو خارج إلى المُصلى ناس من المغنين ويرقصون حول الإمام أو وراءه. أيها المسلمون: أين العيد الذي نتحدث عنه ممّا نعيشه هذه الأيام، فالفرح والسرور غائبان عن حياتنا، والابتسامة التي ارتسمت على الوجه تخالف ما في القلب، كيف نتعبد الله في عيدنا وشلال دماء المسلمين يتدفق حتى في أيام العيد؟! كيف نتعبد الله في عيدنا وأهلنا في سوريا وبورما والعراق وكشمير وأفغانستان وباكستان وفي كل البلاد يموتون ونحن نعدّ قتلانا؟! كيف نتعبد الله في عيدنا وبلادنا مقطعة الأوصال نهب لأعدائنا؟! لقد أفسد علينا حكامنا أعيادنا كما أفسدوا علينا صيامنا وصلاتنا وسائر عباداتنا، فحسبنا الله ونعم الوكيل. اللهم يا الله، اجعل هذا العيد آخر الأعياد التي تمر على أمة حبيبك محمد - صلى الله عليه وسلم - بغير خليفة المسلمين، بغير حاكم يحكمنا بقرآنك وسنة نبيك. فقد ضقنا بحكام الضرار ولم نعد نطيق وجودهم بيننا، ولا سماع سيرتهم. اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا، اللهم ائذن بخلافة المسلمين الثانية على منهاج النبوة، لتعود للمسلمين عزتهم وأعيادهم وفرحتهم التي فقدوها منذ سنين. اللهم آمين آمين. احبتنا الكرام، والى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 11 من ذي الحجة 1434 الموافق 2013/10/16م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_30087 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر October 17, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر October 17, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف من حج لله فلم يرفث ولم يفسق Share on facebook روى البخاري في صحيحه قال: حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا سَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:" مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ " جاء في كتاب فتح الباري لابن حجر قَوْله: (مَنْ حَجَّ لِلَّهِ) فِي رِوَايَة مَنْصُور عَنْ أَبِي حَازِم الْآتِيَة قُبَيْل جَزَاء الصَّيْد " مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْت " وَلِمُسْلِمٍ مِنْ طَرِيق جُرَيْجٍ عَنْ مَنْصُور" مَنْ أَتَى هَذَا الْبَيْت " وَهُوَ يَشْمَل الْحَجّ وَالْعُمْرَة قَوْله: (فَلَمْ يَرْفُث) الرَّفَث: الْجِمَاع، وَيُطْلَق عَلَى التَّعْرِيض بِهِ وَعَلَى الْفُحْش فِي الْقَوْل قَوْله: (وَلَمْ يَفْسُق): أَيْ لَمْ يَأْتِ بِسَيِّئَةٍ وَلَا مَعْصِيَة قَوْله: (رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمّه): أَيْ بِغَيْرِ ذَنْب، وَظَاهِره غُفْرَان الصَّغَائِر وَالْكَبَائِر وَالتَّبِعَات، وَهُوَ مِنْ أَقْوَى الشَّوَاهِد لِحَدِيثِ الْعَبَّاس بْن مِرْدَاس الْمُصَرِّح بِذَلِكَ وَلَهُ شَاهِد مِنْ حَدِيث اِبْن عُمَر فِي تَفْسِير الطَّبَرِيِّ، قَالَ الْطِيبِيُّ: الْفَاء فِي قَوْله " فَلَمْ يَرْفُث " مَعْطُوف عَلَى الشَّرْط، وَجَوَابه رَجَعَ أَيْ صَارَ، وَالْجَارّ وَالْمَجْرُور خَبَر لَهُ، وَيَجُوز أَنْ يَكُون حَالًا أَيْ صَارَ مُشَابِهًا لِنَفْسِهِ فِي الْبَرَاءَة عَنْ الذُّنُوب فِي يَوْم وَلَدَتْهُ أُمّه وَقَدْ وَقَعَ فِي رِوَايَة الدَّارَقُطْنِيِّ الْمَذْكُورَة " رَجَعَ كَهَيْئَتِهِ يَوْم وَلَدَتْهُ أُمّه ". العيد حاجة إنسانية، لا تستغني عنه أمة ولا شعب، فالإنسان في هذه الحياة الشاقة يحتاج إلى يوم يزيح فيه عن كاهله أعباء وتعب الأيام ويخرج فيه عن روتين حياته الممل، لذا رأينا الإنسانية على مر العصور تحتفل بأيام معينة كل عام وتسميها أعيادا، تخرج فيها عن روتين حياتها اليومي، فينطلق أناس إلى الطبيعة يرفهون عن أنفسهم بلبس أجمل الثياب وتناول أشهى الطعام والشراب، وممارسة ألوان اللهو والمرح علّهم يتغلبون على ضغوطات الحياة وتعبها وشقائها الذي عاشوه وعانوه طوال سنتهم, فيشحذون الهمم والطاقات للأيام المقبلة . وبغض النظر عن ما يمثله يوم العيد عند الأمة أو الشعب من ذكرى دينية كانت، أو قومية أو وطنية، فلكل أمة ولكل شعب قديما وحديثاً يوم عيد، فالفرس قديما على سبيل المثال، كان يوم النيروز لهم عيدا، والفراعنة زمن موسى عليه السلام كان يوم الزينة لهم عيدا، حتى أهل يثرب كان لهم عيد يحتفلون فيه إلى أن جاءهم الإسلام فاستبدل لهم ذلك العيد الوثني بعيدين مباركين يمثلان ركنين من أركان ديننا العظيم . روى مسلم في صحيحه قال : و حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى ابْنِ أَزْهَرَ أَنَّهُ قَالَ: " شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَجَاءَ فَصَلَّى ثُمَّ انْصَرَفَ فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ إِنَّ هَذَيْنِ يَوْمَانِ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صِيَامِهِمَا يَوْمُ فِطْرِكُمْ مِنْ صِيَامِكُمْ وَالْآخَرُ يَوْمٌ تَأْكُلُونَ فِيهِ مِنْ نُسُكِكُمْ ". فكان يوم الفطر حيث أنهى المسلمون شهرا من الصوم الخالص لله تعالى فخرجوا منه مغفوراً لهم, قال عليه الصلاة والسلام:"من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه". ويوم الأضحى: يوم إنهائهم مناسك الحج وصدورهم عن عرفات مغفوراً لهم أنقياء أطهاراً كيوم ولدتهم أمهاتهم, كما بشرنا صلى الله عليه وسلم في حديثنا لهذا اليوم . فالعيد عند المسلمين ليس بدعة ابتدعوها فلكل أمة عيدها، لكنه يتميز عن أعياد باقي الأمم والشعوب, بأنه جائزة ربانية فوق كونه حاجة إنسانية, فقد شرعه لهم ربهم مكافأة معجلة بعد أن جهدوا في إقامة ركن من أركان دينهم، فيه من المشقة والتعب ما فيه، فقاموا به طائعين لله راغبين بعفوه ومغفرته ورضوانه، فكانت مكافأتهم يوم القيامة وعداً بدخول جنة نعيم, أما في الدنيا فمغفرة من الله وفضل، فالله لا يضيع أجر المحسنين، وعيد مبارك يفرح فيه المسلمون ويمرحون, ويأكلون ما لذ وطاب ويشربون، ويلبسون أجمل الزي ويبتهجون. لكن الإسلام حرص أن تكون أجواء العيد إيمانية، تبدأ بالصلاة والاستماع لخطبة العيد ثم تبادل التهنئة بين المسلمين, وبعدها ذبح الأضاحي وتناول الطعام وحلوى العيد مع الأهل والأبناء، ثم صلة الأرحام، كل هذا مصحوبا بالحمد والشكر والتكبير والتهليل لتبقى الحكمة من العيد حاضرة في الأذهان، مع شعور بالفرح والسرور بما وُعِدْنَا من رحمة ومغفرة من رب رحيم غفور . احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 12 من ذي الحجة 1434 الموافق 2013/10/17م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_30107 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر October 17, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر October 17, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف من حج لله فلم يرفث ولم يفسق روى البخاري في صحيحه قال: حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا سَيَّارٌ أَبُو الْحَكَمِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا حَازِمٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:" مَنْ حَجَّ لِلَّهِ فَلَمْ يَرْفُثْ وَلَمْ يَفْسُقْ رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ " جاء في كتاب فتح الباري لابن حجر قَوْله: (مَنْ حَجَّ لِلَّهِ) فِي رِوَايَة مَنْصُور عَنْ أَبِي حَازِم الْآتِيَة قُبَيْل جَزَاء الصَّيْد " مَنْ حَجَّ هَذَا الْبَيْت " وَلِمُسْلِمٍ مِنْ طَرِيق جُرَيْجٍ عَنْ مَنْصُور" مَنْ أَتَى هَذَا الْبَيْت " وَهُوَ يَشْمَل الْحَجّ وَالْعُمْرَة قَوْله: (فَلَمْ يَرْفُث) الرَّفَث: الْجِمَاع، وَيُطْلَق عَلَى التَّعْرِيض بِهِ وَعَلَى الْفُحْش فِي الْقَوْل قَوْله: (وَلَمْ يَفْسُق): أَيْ لَمْ يَأْتِ بِسَيِّئَةٍ وَلَا مَعْصِيَة قَوْله: (رَجَعَ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمّه): أَيْ بِغَيْرِ ذَنْب، وَظَاهِره غُفْرَان الصَّغَائِر وَالْكَبَائِر وَالتَّبِعَات، وَهُوَ مِنْ أَقْوَى الشَّوَاهِد لِحَدِيثِ الْعَبَّاس بْن مِرْدَاس الْمُصَرِّح بِذَلِكَ وَلَهُ شَاهِد مِنْ حَدِيث اِبْن عُمَر فِي تَفْسِير الطَّبَرِيِّ، قَالَ الْطِيبِيُّ: الْفَاء فِي قَوْله " فَلَمْ يَرْفُث " مَعْطُوف عَلَى الشَّرْط، وَجَوَابه رَجَعَ أَيْ صَارَ، وَالْجَارّ وَالْمَجْرُور خَبَر لَهُ، وَيَجُوز أَنْ يَكُون حَالًا أَيْ صَارَ مُشَابِهًا لِنَفْسِهِ فِي الْبَرَاءَة عَنْ الذُّنُوب فِي يَوْم وَلَدَتْهُ أُمّه وَقَدْ وَقَعَ فِي رِوَايَة الدَّارَقُطْنِيِّ الْمَذْكُورَة " رَجَعَ كَهَيْئَتِهِ يَوْم وَلَدَتْهُ أُمّه ". العيد حاجة إنسانية، لا تستغني عنه أمة ولا شعب، فالإنسان في هذه الحياة الشاقة يحتاج إلى يوم يزيح فيه عن كاهله أعباء وتعب الأيام ويخرج فيه عن روتين حياته الممل، لذا رأينا الإنسانية على مر العصور تحتفل بأيام معينة كل عام وتسميها أعيادا، تخرج فيها عن روتين حياتها اليومي، فينطلق أناس إلى الطبيعة يرفهون عن أنفسهم بلبس أجمل الثياب وتناول أشهى الطعام والشراب، وممارسة ألوان اللهو والمرح علّهم يتغلبون على ضغوطات الحياة وتعبها وشقائها الذي عاشوه وعانوه طوال سنتهم, فيشحذون الهمم والطاقات للأيام المقبلة . وبغض النظر عن ما يمثله يوم العيد عند الأمة أو الشعب من ذكرى دينية كانت، أو قومية أو وطنية، فلكل أمة ولكل شعب قديما وحديثاً يوم عيد، فالفرس قديما على سبيل المثال، كان يوم النيروز لهم عيدا، والفراعنة زمن موسى عليه السلام كان يوم الزينة لهم عيدا، حتى أهل يثرب كان لهم عيد يحتفلون فيه إلى أن جاءهم الإسلام فاستبدل لهم ذلك العيد الوثني بعيدين مباركين يمثلان ركنين من أركان ديننا العظيم . روى مسلم في صحيحه قال : و حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى قَالَ قَرَأْتُ عَلَى مَالِكٍ عَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى ابْنِ أَزْهَرَ أَنَّهُ قَالَ: " شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَجَاءَ فَصَلَّى ثُمَّ انْصَرَفَ فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ إِنَّ هَذَيْنِ يَوْمَانِ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صِيَامِهِمَا يَوْمُ فِطْرِكُمْ مِنْ صِيَامِكُمْ وَالْآخَرُ يَوْمٌ تَأْكُلُونَ فِيهِ مِنْ نُسُكِكُمْ ". فكان يوم الفطر حيث أنهى المسلمون شهرا من الصوم الخالص لله تعالى فخرجوا منه مغفوراً لهم, قال عليه الصلاة والسلام:"من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه". ويوم الأضحى: يوم إنهائهم مناسك الحج وصدورهم عن عرفات مغفوراً لهم أنقياء أطهاراً كيوم ولدتهم أمهاتهم, كما بشرنا صلى الله عليه وسلم في حديثنا لهذا اليوم . فالعيد عند المسلمين ليس بدعة ابتدعوها فلكل أمة عيدها، لكنه يتميز عن أعياد باقي الأمم والشعوب, بأنه جائزة ربانية فوق كونه حاجة إنسانية, فقد شرعه لهم ربهم مكافأة معجلة بعد أن جهدوا في إقامة ركن من أركان دينهم، فيه من المشقة والتعب ما فيه، فقاموا به طائعين لله راغبين بعفوه ومغفرته ورضوانه، فكانت مكافأتهم يوم القيامة وعداً بدخول جنة نعيم, أما في الدنيا فمغفرة من الله وفضل، فالله لا يضيع أجر المحسنين، وعيد مبارك يفرح فيه المسلمون ويمرحون, ويأكلون ما لذ وطاب ويشربون، ويلبسون أجمل الزي ويبتهجون. لكن الإسلام حرص أن تكون أجواء العيد إيمانية، تبدأ بالصلاة والاستماع لخطبة العيد ثم تبادل التهنئة بين المسلمين, وبعدها ذبح الأضاحي وتناول الطعام وحلوى العيد مع الأهل والأبناء، ثم صلة الأرحام، كل هذا مصحوبا بالحمد والشكر والتكبير والتهليل لتبقى الحكمة من العيد حاضرة في الأذهان، مع شعور بالفرح والسرور بما وُعِدْنَا من رحمة ومغفرة من رب رحيم غفور . احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 12 من ذي الحجة 1434 الموافق 2013/10/17م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_30107 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر October 20, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر October 20, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف باب اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم Share on facebook نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جاء في حاشية السندي، في شرح سنن ابن ماجه "بتصرف"، في " باب اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم". حدثنا أبو عبد الله قال حدثنا هشام بن عمار حدثنا الجراح بن مليح حدثنا بكر بن زرعة قال: سمعت أبا عنبة الخولاني وكان قد صلى القبلتين مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " لا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم في طاعته". قوله: ( يغرس ) كـ يضرب أو من أغرس يقال: غرس الشجر وأغرسه إذا أثبته في الأرض، والمراد يوجد في أهل هذه الدين ولذا يستعمل أهل الدين في طاعته، ولعل هذا هو المجدد للدين على رأس كل مائة سنة. ويحتمل أنه أعم فيشمل كل من يدعو الناس إلى إقامة دين الله وطاعته وسنة نبيه - صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وغرسا بمعنى مغروسا. الحمد لله الذي مكّن لهذه الأمة في هذا الزمان مَنْ يأخذ بيدها إلى طريق الأمان، من يرعى شؤونها ويجدد لها دينها بعد عهد من الظلام، بعد أن هدم الكافر المستعمر خلافتها، ومزق وحدتها وفرق جماعتها وداس كرامتها وأصبحت في هذه الدنيا أهون من الأيتام على موائد اللئام، مكّن لها غرسا من الشباب الواعي على الفكرة والطريقة، على الواقع وما يناسبه من أحكام رب العباد، هذه الثلة شاء الله تعالى أن تكون من الغرس الذي استعمله في دينه، فكان الشيخ المؤسس تقي الدين النبهاني رحمه الله، ذلك العالم التقي النقي الذي زرع أفكار الإسلام الصحيحة في هذا العصر، وجدد للأمة دينها، ثم جاء بعده الشيخ عبد القديم زلوم رحمه الله، وصار الحزب المبدئي، يشق طريقه بتؤدة وانتظام ثم جاء الشيخ عطاء بن خليل أبو الرشتة أيده الله ليزداد الحزب نموا واتساعا وليزيد مؤيدوه انتشارا. أيها المسلمون: إن هذا الدين عظيم، ومن عظمته أنه لا يموت أو ينتهي، فهو كالشمس إن غربت من جهة طلعت من جهة أخرى، وهو ليس مربوطا بالأشخاص فقد مات الشيخ المؤسس رحمه الله وعاشت الأمة وأحيت الدعوة، فهذه الدعوة أكبر من الأشخاص والأحزاب والجماعات، وقد مات رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم- وترك لنا الدين والدعوة ليتناقلها هذا الغرس الفريد كلما دُرست أو كادت. وهنا بُشرى من الحبيب - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم - بأن العاقبة لهذا الدين الذي تتعاهده هذه الثلة التي استعملها الله في تجديده، ليبقى خالدا على مر الزمان. ولكن بقاءه وخلوده وارتفاعه وظهوره على الأديان كلها، لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال قوة تحميه، وهذه القوة هي الدولة هي الخلافة الثانية التي وعد بها النبي محمد صلى الله عليه وسلم. أيها المسلمون: لئن استعمل الله سبحانه وتعالى غرس الصحابة في الزمن الأول في نشر دينه وإقامته، فإنه سبحانه ترك الباب مفتوحا لغرس آخر في الزمن الثاني لإقامة الدين ونشره في ربوع الأرض، فهذه دعوة الخلافة تنمو وتكبر وتتجذر. فهنيئا لمن استعمله الله فيها، وهنيئا لمن مات وهو متلبس بهذا العمل العظيم، الذي لن يتكرر أبدا إلى يوم الدين، فهو عمل الرسول - صلى الله عليه وسلم- الذي انطلق في مكة وحط رحاله في المدينة، وهو عمل العاملين اليوم الذي انطلق في بيت المقدس، ولا نعلم أين سيحط رحاله. اللهمَّ عاجلنا بخلافة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرْ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين. احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كتبه للإذاعة: أبو مريم 14 من ذي الحجة 1434 الموافق 2013/10/19م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_30153 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر October 20, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر October 20, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل Share on facebook نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي "بتصرف" في " باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء". حدثنا قتيبة بن سعيد عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه". أن يمر الرجل بقبر الرجل ويقول يا ليتني مكانك، فهذا معناه أن الحي قد وصل به الألم والضنك موصلا كبيرا. موصلا فاق كل ما على الأرض من معانٍ جميلة ومن دواعٍ للحياة، وعندما يستوي طلب الموت مع طلب الحياة بل ويعلو عليه، فهذا يعني أن الميت إذا مات مرة، فإن الحي يموت مراتٍ ومرات. وهذه البلاغة التي جاء بها الوحي جبريل -عليه السلام-، "وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى" هذه البلاغة في التصوير فيها قدر كاف لأن يتخيل الإنسان شدة ما سيلاقي المؤمن في وقت من الأوقات من بؤس الحياة. صدقت يا حبيبي يا رسول الله، نطقت بهذا ساعة نطقت، وكأنك تنظر إلى ما أصاب الأمة اليوم، في كافة بقاع الأرض، يُعمِلُ الكافر بها سيفه، نطقت بهذا وكأنك تراه، ترى ما يجري في مينمار حيث تكالب على المسلمين هناك الأنجاس عبدة الأوثان، فساموهم سوء العذاب حرقا وغرقا، والمسلمون هناك يشكون إلى الله سكوت المسلمين والعالم أجمع. نطقت بهذا - يا حبيبي يا رسول الله- وكأنك ترى ما يجري في مصر الكنانة وكيف تُحرق الجثث بأيدي الحكام العملاء، نطقت بهذا وكأنك تنظر إلى ما يجري اليوم في سوريا، وتسمع صرخات الحرائر هناك، يشكين إلى الله تخاذل حكام المسلمين وعدم نصرتهن، وقد اغتُصبن مرات ومرات من قبل جنود البغي، وقد حملن منهم، ولسان حالهن ومقالهن يقول: ربنا ماذا نفعل بما في بطوننا؟ وهل بقي من الحياة شيء يستحق العيش من أجله؟ فبطن الأرض خير لنا من ظهرها. نعم أيها المسلمون: لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول يا ليتني مكانه. اللهمَّ عاجلنا بخلافة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرْ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين. احبتنا الكرام، و إلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كتبه للإذاعة: أبو مريم 15 من ذي الحجة 1434 الموافق 2013/10/20م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_30169 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر October 22, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر October 22, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء Share on facebook نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي "بتصرف" في " باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء". حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا يعقوب يعني ابن عبد الرحمن عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود، فيقتلهم المسلمون حتى يختبئ اليهودي من وراء الحجر والشجر فيقول الحجر أو الشجر: يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر اليهود". قوله صلى الله عليه وسلم: ( إلا الغرقد; فإنه من شجر اليهود ) الغرقد نوع من شجر الشوك معروف ببلاد بيت المقدس. لا يمكن لنا كمسلمين التعاطي مع هذا الحديث عند سماعه إلا بالتحضير والإعداد لهذا اللقاء، اللقاء الذي يجمع المسلم بيهود في معركة فاصلة تبيدهم وتنهي وجودهم المتعجرف الظالم، وعهدهم الإجرامي القاتل. واحتلالهم للأرض المقدسة التي بارك الله فيها وحولها، وقتلهم المصلين وهم سجود في صلاة الفجر داخل المسجد الأقصى، ودخول قطعانهم إليه يرقصون داخله على جراح المسلمين الذين يتمنون صلاة فيه قبل لقاء ربهم، هذا ناهيك عن الحفريات التي تجري كل يوم تحته للعبث في أساساته، كي يخرَّ صريعا لا حول له ولا قوة تدافع عنه وتحرره، إيذانا ببدء بناء الهيكل المزعوم على أنقاضه. أيها المسلمون: كيف يمكن قلب الحديث انقلابا تاما بهذا الشكل المريع؟ أيُعقل أن يُصبح بعض أبناء المسلمين معاول هدم بأيدي يهود؟ أيُعقل أن يُسلَّم الأقصى وثمانون بالمئة من أراضي فلسطين الحبيبة ليهود بأيادٍ مسلمة تدعي الإسلام؟ نعم هذا -بكل أسف ومرارة- ما حدث، فقد قام حثالة من الخونة ممن باع نفسه ودينه بالتنازل عن بيت المقدس والأقصى ليهود، لأرذل خلق الله. فاستبدلوا تحريره بتسليمه، والصلح معهم بقتالهم، وتخلى شجر الغرقد عن مهمته بعد أن قاموا هم أنفسهم وحكام المسلمين من خلفهم بهذه المهمة، فاختبأ يهود خلفهم، وصمت الحجر عن النداء، يا الله كيف انقلب المشهد بهذه الصورة؟! يا بائعي مسرى رسول الله، يا من رضيتم بهذا الدور السافل، أتدرون ماذا أقطعتم يهود؟ إنكم لم تقطعوهم أرض المسرى فقط، بل أقطعتموهم قطعة من عقيدة، بارك الله فيها، وصلى رسولنا الكريم- صلى الله عليه وسلم- فيها إماما بالمرسلين، وأوصى بالمجيء إليها، ومن لم يستطع فليبعث بزيت يضيء سراجها. يا بائعي مسرى رسول الله، أتظنون أن القدس ستغفر لكم خطاياكم؟ يا من خنتم الله ورسوله والمسلمين لن تفلتوا من عقاب الله في الآخرة، ولا من عقاب خليفة المسلمين القادم قريبا بإذن الله تعالى. ولوهربتم ولو اختبأتم، فلعل الحجر ينطق فيكم كما سينطق في يهود: قائلا يا مسلم يا عبد الله، هذا عميل خائن خلفي، تعال فاقتله، ولن ينفعكم حينئذ غرقدهم ولا حجارتهم لتختبئوا خلفها. اللهمَّ عاجلنا بخلافة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرْ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين. احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كتبه للإذاعة: أبو مريم 17 من ذي الحجة 1434 الموافق 2013/10/22م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_30222 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر October 24, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر October 24, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل Share on facebook نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي "بتصرف" في " باب لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكان الميت من البلاء". حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة قال يحيى أخبرنا وقال أبو بكر: حدثنا أبو الأحوص ح وحدثنا أبو كامل الجحدري حدثنا أبو عوانة كلاهما عن سماك عن جابر بن سمرة قال: "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن بين يدي الساعة كذابين"، وزاد في حديث أبي الأحوص قال: فقلت له آنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم. إنه الكذب، الكذب الذي حذر منه رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم- الذي حذر منه الإسلام؛ بل وجميع الأنبياء، ما كان في التاريخ من قوم كذبوا إلا كانت عاقبة كذبهم وخيمة، وعندما سُئل عليه الصلاة والسلام: أيكون المؤمن جبانا؟ فقال: نعم، فقيل له أيكون المؤمن بخيلا؟ فقال نعم، فقيل له أيكون المؤمن كذابا؟ فقال لا"، نعم أيها الإخوة الكرام، إنه البلاء المبين، أن نسمع الكذب ليل نهار يُصب في آذاننا صبا، في كل الأوقات، مع كل نشرة أخبار، مع كل برنامج يُقدم في الإذاعات أو الفضائيات، مع كل لقاء مع مسئول أو رئيس أو حاكم أو وزير، حتى طال هذا الكذب رؤوس بعض الحركات الإسلامية بشكل فاضح ومكشوف، فأصبح المسلمون يعيشون الكذب كجزء من حياتهم لا ينفك عنهم، ولعل كذبة الديمقراطية من الكذبات التي بزغت وبشكل لافت للنظر، فما حدث في مصر الكنانة من وصول بعض المسلمين للحكم من خلال صناديق الديمقراطية كما يدعون، وانقلاب أصحاب هذه الديمقراطية على من فاز بهذا الشكل القذر والوقح، لمثال صارخ على حجم انتشار هذه الآفة في بلاد المسلمين، البلاد التي لم يعرف أبناؤها الكذب طيلة عهودها الإسلامية. أما وقد تبدل حكم الكفر بحكم الإسلام، وتبدل الحكام العملاء بالخلفاء الأولياء وأصبحنا نرى من يخرج علينا ليدافع عن بشار الإجرام بهذه البساطة، فأصبح هذا هو الحال. إن بين يدي الساعة كذَّابين، وكلمة كذَّابين جمع كذَّاب وهي من صيغ المبالغة، فكثرة الكذب صفة أهل هذا الزمان على كل المستويات، فحذار حذار من الوقوع في حبائلهم، والرضى والتسليم بكل ما يُقال، وحذار حذار من التسليم بهذا الواقع السيئ المشين، ظنا أنه الواقع الصحيح، فطول أمد الكذب لا يعني أن الحياة التي يحياها المسلمون اليوم هي الحياة التي أرادها لنا رب العزة سبحانه وتعالى، فحذار حذار من القبول والتسليم بهذه الحياة، وبهؤلاء الحكام الذين فرضوها علينا فرضا من خلال أبواقهم ووسائل إعلامهم. نسأل الله أن يمكننا من أكتافهم ومن قتلهم ومحاسبتهم جمعيا، ليفشو الصدق بعد عهدهم الكاذب، ولنسمع أخبار الصادقين والصدِّيقين، لننعم بعدهم بأحكام رب العزة، بأحكام الصدق التي نعم بها الأولون، من خلال خليفة يطبق فينا شرعه وأحكامه. اللهمَّ عاجلنا بخلافة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرْ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين. احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كتبه للإذاعة: أبو مريم 18 من ذي الحجة 1434 الموافق 2013/10/23م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_30245 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر October 24, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر October 24, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف الولاة Share on facebook نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. روى أبو داوود في سننه قال: حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ ابْنِ سِيرِينَ قَالَ أَحْمَدُ قَالَ مَرَّةً يَعْنِي هُشَيْمًا عَنْ بَعْضِ وَلَدِ الْعَلَاءِ أَنَّ الْعَلَاءَ بْنَ الْحَضْرَمِيِّ كَانَ عَامِلَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْبَحْرَيْنِ فَكَانَ إِذَا كَتَبَ إِلَيْهِ بَدَأَ بِنَفْسِهِ. روى مسلم في صحيحه قال: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ شُعَيْبِ بْنِ اللَّيْثِ حَدَّثَنِي أَبِي شُعَيْبُ بْنُ اللَّيْثِ حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ الْحَارِثِ بْنِ يَزِيدَ الْحَضْرَمِيِّ عَنْ ابْنِ حُجَيْرَةَ الْأَكْبَرِ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَلَا تَسْتَعْمِلُنِي قَالَ فَضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى مَنْكِبِي ثُمَّ قَالَ يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّكَ ضَعِيفٌ وَإِنَّهَا أَمَانَةُ وَإِنَّهَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ خِزْيٌ وَنَدَامَةٌ إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا. جاء في شرح النووي على مسلم: قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( يَا أَبَا ذَرّ إِنَّك ضَعِيف، وَإِنَّهَا أَمَانَة، وَإِنَّهَا يَوْم الْقِيَامَة خِزْي وَنَدَامَة إِلَّا مَنْ أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الَّذِي عَلَيْهِ فِيهَا ). وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى: ( يَا أَبَا ذَرّ إِنِّي أَرَاك ضَعِيفًا، وَإِنِّي أُحِبّ لَك مَا أُحِبّ لِنَفْسِي، لَا تَأَمَّرَنَّ عَلَى اِثْنَيْنِ، وَلَا تُوَلَّيَنَّ مَال يَتِيم )، هَذَا الْحَدِيث أَصْل عَظِيم فِي اِجْتِنَاب الْوِلَايَات، لَا سِيَّمَا لِمَنْ كَانَ فِيهِ ضَعْف عَنْ الْقِيَام بِوَظَائِفِ تِلْكَ الْوِلَايَة، وَأَمَّا الْخِزْي وَالنَّدَامَة فَهُوَ حَقّ مَنْ لَمْ يَكُنْ أَهْلًا لَهَا، أَوْ كَانَ أَهْلًا وَلَمْ يَعْدِل فِيهَا فَيُخْزِيه اللَّه تَعَالَى يَوْم الْقِيَامَة وَيَفْضَحهُ، وَيَنْدَم عَلَى مَا فَرَّطَ، وَأَمَّا مَنْ كَانَ أَهْلًا لِلْوِلَايَةِ، وَعَدَلَ فِيهَا، فَلَهُ فَضْل عَظِيم، تَظَاهَرَتْ بِهِ الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة كَحَدِيثِ: " سَبْعَة يُظِلّهُمْ اللَّه " وَالْحَدِيث الْمَذْكُور هُنَا عَقِب هَذَا ( أَنَّ الْمُقْسِطِينَ عَلَى مَنَابِرَ مِنْ نُور ) وَغَيْر ذَلِكَ، وَإِجْمَاع الْمُسْلِمِينَ مُنْعَقِد عَلَيْهِ، وَمَعَ هَذَا فَلِكَثْرَةِ الْخَطَر فِيهَا حَذَّرَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْهَا، وَكَذَا حَذَّرَ الْعُلَمَاء، وَامْتَنَعَ مِنْهَا خَلَائِق مِنْ السَّلَف، وَصَبَرُوا عَلَى الْأَذَى حِين اِمْتَنَعُوا. استعمل رسول الله صلى الله عليه وسلم الولاة على البلاد التي كان يفتحها الله عليهم، فعلى سبيل المثال لا الحصر: ولى عتاب بن أسيد على مكة، وولى عمرو بن حزم على اليمن، وولى زياد بن لبيد الأنصاري على حضرموت، ... والوالي هو: الشخص الذي يقلده الخليفة حاكماً على ولاية من ولايات دولة الخلافة وأميراً عليها ويشترط في الوالي ما يشترط في الحاكم: أن يكون رجلاً مسلماً عدلاً حراً بالغاً عاقلاً من أهل الكفاية ..... إذ الولاية هنا تعني الحكم، قال في القاموس المحيط: وَوَلِيَ الشيءَ وَعَلْيِه وِلَايَةً وَوَلَايَةً، أو هي المصدر، وبالكسر: الخُطَّةُ والإمارة والسلطان. كما يجب أن يتخير الوالي من أهل الصلاح للحكم وأُلي العلم المعروفين بالتقوى، وممن يحسنون العمل فيما يُوَلَّوْن، ويشربون قلوب الرعية بالإيمان، ومهابة الدولة، فهكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخير ولاته. عزل الوالي: يعزل الوالي إن رأى الخليفة عزله، فقد عزل صلى الله عليه وسلم معاذ بن جبل عن اليمن من غير سبب. أو إذا أظهر جمهرة أهل الولاية أو من ينوبون عنهم عدم الرضا منه، والسخط عليه فقد عزل رسول الله صلى الله عليه وسلم العلاء بن الحضرمي عامله على البحرين لأن وفد عبد قيس شكاه. ... لذا فإن حزب التحرير في دستوره الذي أعده ليطبق في دولة الخلافة القادمة قريباً بإذن الله، يتبنى أن يُنتخب من أهل الولاية مجلسُ ولاية، لغرضين: مساعدة الوالي في تبصيره بواقع ولايتهم ... فهم أهلها وأعرف بها، أخذ رأي المجلس في حكم الوالي إذا لزم الأمر ... فإذا شكاه المجلس بغالبيته عزله الخليفة .... كانت الولاية في العصور الأولى قسمين: ولاية على الصلاة -2- ولاية على الخراج فإما أن يولى الوالي ولاية عامة: على الصلاة والخراج أو ولاية خاصة: على الصلاة فحسب، أو على الخراج فحسب .... فقد ولى الرسول صلى الله عليه وسلم زياد بن لبيد الأنصاري على حضرموت، وعلى صدقاتها فكانت ولايتة ولاية عامة، كما ولى فروة بن مسيك على قبائل مراد وزبيد ومذحج وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص على الصدقة، فكانت ولاية كل منهما ولاية خاصة .... ومن الجدير ذكره أن ولاية الصلاة لا تعني إمامة الناس في صلاتهم فقط بل معناها الولاية عليهم في جميع الأمور ما عدا المال، فكلمة الصلاة كانت تعني الحكم باستثناء جباية الأموال. وإنه وإن كان يجوز للخليفة أن يُعّيِّنَ والياً ولاية عامة، وأن يعيِّن والياً ولاية خاصة، إلا أن الحزب تبنى في دستوره تولية الوالي ولاية خاصة فيما عدا الأمور التي تُمَكِّنُ الوالي ( إن ضعفت تقواه ) من الاستقلال عن الخليفة ... وهذه الأمور هي الجيش والقضاء والمال، فتجعل كل من هذه الأمور الثلاثة أجهزة منفصلة تتبع الخليفة كأي جهاز آخر من أجهزة الدولة، أي مستقلة عن الوالي، ذلك لما ثبت أيام ضعف الخلافة العباسية أن الولاية العامة مكنت الولاة من الاستقلال بولاياتهم حتى لم يبق للخليفة عليها سوى الدعاء باسمه، وسك النقود باسمه، فكانت الولاية العامة سبباً في إلحاق الضرر بالدولة الإسلامية. انتقال الوالي من ولاية الى أخرى: لا ينقل الوالي من ولاية إلى أخرى لكن يعفى ويولى ثانية، وذلك لأن الرسول كان يعزل الولاة، ولم يُروَ عنه أنه نقل والياً من مكان إلى مكان. تحري الخليفة لأعمال الولاة ومراقبتهم: على الخليفة أن يتحرى أعمال الولاة وأن يكون شديد المراقبة لهم، سواء أكان ذلك منه مباشرة، أم بتعيين من ينوب عنه للكشف عن أحوالهم، والتفتيش عليهم، وكذلك فإن لمعاون التفويض مراقبة أعمال الولاة في الولايات التي هو معاون فيها وأن يطالع الخليفة بما يراه من أحوالهم، وبما أمضاه من تدبير اتجاههم .... كما أن على الخليفة أن يجمع ولاته جميعاً أو أشتاتا وأن يصغي إلى شكاوى الرعية منهم .... فقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يختبر الولاة حين يوليهم، ويبين لهم كيف يسيرون، وينبههم إلى بعض الأمور المهمة، كما كان يحاسب الولاة ويكشف عن أحوالهم، ويسمع ما ينقل إليه من أخبارهم، وكان يحاسب الولاة على المستخرج والمصرف ... روى البخاري في صحيحه عَنْ أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ قَالَ: اسْتَعْمَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا عَلَى صَدَقَاتِ بَنِي سُلَيْمٍ يُدْعَى ابْنَ الْلَّتَبِيَّةِ فَلَمَّا جَاءَ حَاسَبَهُ قَالَ هَذَا مَالُكُمْ وَهَذَا هَدِيَّةٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَهَلَّا جَلَسْتَ فِي بَيْتِ أَبِيكَ وَأُمِّكَ حَتَّى تَأْتِيَكَ هَدِيَّتُكَ إِنْ كُنْتَ صَادِقًا. هؤلاء هم الولاة ... الجهاز الرابع من أجهزة دولة الخلافة ... وهذه هي الأحكام التي أحاطتهم وحمتهم من فتنة الحكم والسلطان ... نسأل الله تعالى العلي العظيم أن يعجل لنا بالنصر والتمكين ... فنرى دولة الخلافة قائمة .... بأجهزتها ورجالها الساهرين على مصالح المسلمين .... والحاملين لرسالة الإسلام إلى العالمين. احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 19 من ذي الحجة 1434 الموافق 2013/10/24م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_30271 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر October 26, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر October 26, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف أمير الجهاد Share on facebook نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته روى البخاري في صحيحه قال: أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ حَدَّثَنَا مُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِيدٍ عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: أَمَّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ مُؤْتَةَ زَيْدَ بْنَ حَارِثَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ قُتِلَ زَيْدٌ فَجَعْفَرٌ وَإِنْ قُتِلَ جَعْفَرٌ فَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ كُنْتُ فِيهِمْ فِي تِلْكَ الْغَزْوَةِ فَالْتَمَسْنَا جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ فَوَجَدْنَاهُ فِي الْقَتْلَى وَوَجَدْنَا مَا فِي جَسَدِهِ بِضْعًا وَتِسْعِينَ مِنْ طَعْنَةٍ وَرَمْيَةٍ جاء في كتاب فتح الباري لابن حجر: قَوْله: ( أَخْبَرَنَا أَحْمَد بْن أَبِي بَكْر ) هُوَ أَبُو مُصْعَب الزُّهْرِيِّ، وَمُغِيرَة بْن عَبْد الرَّحْمَن هُوَ الْمَخْزُومِيّ بَيّنَهُ أَبُو عَلِيّ عَنْ مُصْعَب الزُّبَيْرِيّ، وَفِي طَبَقَتِهِ مُغِيرَة بْن عَبْد الرَّحْمَن الْخُزَامِيّ وَهُوَ أَوْثَقُ مِنْ الْمَخْزُومِيّ، وَلَيْسَ لَلْمَخْزُومِيّ فِي الْبُخَارِيّ سِوَى هَذَا الْحَدِيثِ، وَهُوَ بِطَرِيقِ الْمُتَابَعَةِ عِنْدَهُ . وَكَانَ الْمَخْزُومِيّ فَقِيه أَهْل الْمَدِينَةِ بَعْدَ مَالِك، وَهُوَ صَدُوق. قَوْله: ( عَنْ عَبْد اللَّه بْن سَعِيد ) فِي رِوَايَةِ مُصْعَب " عَبْد اللَّه بْن سَعِيد بْن أَبِي هِنْد " وَهُوَ مَدَنِيٌّ ثِقَةٌ. قَوْله : ( إِنْ قُتِلَ زَيْد فَجَعْفَر ) زَادَ مُوسَى بْن إِسْحَاق فِي الْمَغَازِي عَنْ اِبْن شِهَاب " فَجَعْفَر بْن أَبِي طَالِب أَمِيرهمْ " وَفِي حَدِيث عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر عِنْد أَحْمَد وَالنَّسَائِيِّ بِإِسْنَادٍ صَحِيح " إِنْ قُتِلَ زَيْد فَأَمِيرُكُمْ جَعْفَر" وَرَوَى أَحْمَد وَالنَّسَائِيُّ وَصَحَّحَهُ اِبْن حِبَّانَ مِنْ حَدِيث أَبِي قَتَادَةُ قَالَ: " بَعَثَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَيْش الْأُمَرَاءِ وَقَالَ: عَلَيْكُمْ زَيْد بْن حَارِثَة، فَإِنْ أُصِيب زَيْد فَجَعْفَر" فَذَكَرَ الْحَدِيثَ وَفِيهِ: " فَوَثَبَ جَعْفَر فَقَالَ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُول اللَّه، مَا كُنْت أَرْهَب أَنْ تَسْتَعْمِلَ عَلِيّ زَيْدًا، قَالَ اِمْضِ فَإِنَّك لَا تَدْرِي أَيّ ذَلِكَ خَيْر ". قَوْله: ( قَالَ عَبْد اللَّه ) أَيْ اِبْن عُمَر، وَهُوَ مَوْصُول بِالْإِسْنَادِ الْمَذْكُورِ. قَوْله : ( كُنْت فِيهِمْ فِي تِلْكَ الْغَزْوَة فَالْتَمَسْنَا جَعْفَرَ بْن أَبِي طَالِب ) أَيْ بَعْد أَنْ قُتِلَ، كَذَا اِخْتَصَرَهُ. وَفِي حَدِيث عَبْد اللَّه بْن جَعْفَر الْمَذْكُور" فَلَقُوا الْعَدُوَّ، فَأَخَذَ الرَّايَةَ زَيْد فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ، ثُمَّ أَخَذَهَا جَعْفَر" وَنَحْوه فِي مُرْسَل عُرْوَة عِنْد اِبْن إِسْحَاق وَذَكَرَ اِبْن إِسْحَاق بِإِسْنَاد حَسَن وَهُوَ عِنْد أَبِي دَاوُدَ مِنْ طَرِيقه " عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي مُرَّة قَالَ: وَاَللَّه لَكَأَنِّي أَنْظُر إِلَى جَعْفَرِ بْن أَبِي طَالِب حِين اِقْتَحَمَ عَنْ فَرَسٍ لَهُ شَقْرَاء فَعَقَرَ لَهَا، ثُمَّ تَقَدَّمَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ. قَالَ اِبْن إِسْحَاق وَحَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن جَعْفَر عَنْ عُرْوَة قَالَ: ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَة عَبْد اللَّه بْن رَوَاحه فَالْتَوَى بِهَا بَعْض الِالْتِوَاء ثُمَّ تَقَدَّمَ عَلَى فَرَسِهِ ثُمَّ نَزَلَ فَقَاتَلَ حَتَّى قُتِلَ. ثُمَّ أَخَذَ الرَّايَةَ ثَابِت بْن أَقْرَمَ الْأَنْصَارِيّ فَقَالَ: اِصْطَلِحُوا عَلَى رَجُل، فَقَالُوا: أَنْتَ لَهَا، قَالَ: لَا، فَاصْطَلَحُوا عَلَى خَالِد بْن الْوَلِيد " وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيث أَبِي الْيُسْر الْأَنْصَارِيّ قَالَ: " أَنَا دَفَعْت الرَّايَةَ إِلَى ثَابِتِ بْن أَقْرَمَ لَمَّا أُصِيبَ عَبْد اللَّه بْن رَوَاحَة، فَدَفَعَهَا إِلَى خَالِد بْن الْوَلِيد وَقَالَ لَهُ: أَنْتَ أَعْلَمُ بِالْقِتَالِ مِنِّي". أحبتنا الكرام: الجهاد هو ذروة سنام الإسلام وهو الطريقة الأساس التي وضعها الإسلام لحمل الدعوة الإسلامية إلى الخارج، وحمل الدعوة الإسلامية يعد العمل الأصلي للدولة الإسلامية بعد تطبيقها أحكام الإسلام في الداخل. ولأن الجهاد هو القتال في سبيل الله لإعلاء كلمة الله ...فإنه بحاجة إلى الإدارات التالية: 1- جيش وما يلزمه من إعداد وتكوين لقيادته وأركان حربه وضباطه وجنوده، كما يحتاج إلى التدريب والتموين والإمداد... والسلاح الذي يحتاج إلى صناعة 2- صناعة: فصناعة السلاح من لوازم الجيش والجهاد، وهذا الذي يوجب أن تكون الصناعة في جميع المصانع في الدولة مبنية على أساس الصناعة الحربية 3- أمن داخلي: لأن استقرار الوضع الداخلي في الدولة يشد من عزيمة الجيش في القتال، في حين أن الوضع الداخلي غير الآمن وغير المستقر سيشغل الجيش عن الجهاد ليقوم بضبطه قبل توجهه للجهاد، وحتى لو توجه للقتال واضطرب الأمن الداخلي خلفه فإن هذا سيضعف من قدرة الجيش على الاستمرار بالقتال. 4- العلاقات الخارجية: ذلك أن العلاقات مع الدول محورها الأساس حمل الدعوة الإسلامية. من هنا فإن هذه الدوائر الأربعة: الجيش، الأمن الداخلي، الصناعة، الخارجية يمكن أن تكون في دائرة واحدة، يعين لها الخليفة أميراً يسمى أمير الجهاد لأنها ذات صلة وثيقة بالجهاد ومواضيعها مترابطة. إلا أنه يجوز أن تكون هذه الدوائر منفصلة، بناء على فعل الرسول صلى الله عليه وسلم فقد كان صلى الله عليه وسلم يعين أمراء للجيوش في الغزوات دون أن يكون لهم شأن في الصناعة، بل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكلف لها آخرين، كما كان يكلف آخرين للأمن الداخلي من حيث الشرطة والعسس ومعالجة أمر قطاع الطرق واللصوص، وللعلاقات الدولية، من حيث كتابة المعاهدات مع الكيانات التي عقد معها معاهدات والرسائل التي أرسلها صلى الله عليه وسلم إلى الملوك والحكام في عصره، وترجمة الرسائل التي كان يتلقاها منهم .... فهذه الأعمال من الرسول فيها دلالة على جواز أن تكون هذه الدوائر منفصلة .... من فعل الرسول في فصله بين تلك الدوائر، ونظراً لاتساع مجالات هذه الدوائر هذه الأيام، من حيث تعدد مجالات الجيوش والمشاكل الداخلية وفنون المؤامرات عند الدول والعملاء وطبقات السياسيين المرتزقة، وصنوف الجرائم وكذلك تعقيد العلاقات الدولية، ثم تنوع مجالات الصناعة وعمق وسائل التقنية المستعملة..... وحتى لا تتسع صلاحيات أمير الجهاد فيصبح مركز قوة في الدولة يلحق بالدولة ضرراً إذا ضعفت تقواه، فإن كل ذلك جعل حزب التحرير يتبنى في دستوره المعد للتطبيق حال إعلان عودة الخلافة، يتبنى أن تكون هذه الدوائر منفصلة ومرتبطة بالخليفة كأجهزة مستقلة من أجهزة الدولة على النحو التالي: - دائرة الحربية أي الجيش ويرأسها أمير الجهاد - دائرة الأمن الداخلي - دائرة الصناعة - دائرة الخارجية أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 20 من ذي الحجة 1434 الموافق 2013/10/25م http://www.hizb-ut-t...nts/entry_30315 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر October 26, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر October 26, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف باب لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد Share on facebook نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي "بتصرف" في " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد" عن ابن عيينة قال عمرو: حدثنا سفيان عن الزهري عن سعيد، عن أبي هريرة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، مسجدي هذا ومسجد الحرام ومسجد الأقصى". لو أراد مسلم في بلد ما أن يشد الرحال إلى المسجد الأقصى كما طلب الحديث الشريف، ومنعه يهود من ذلك، فما موقف المسلمين؟ هنا نوجه سؤالا كبيرا لا لحكام الفترة الجبرية الذين بدؤوا بالسقوط والتهاوي؛ بل السؤال لمن ما زالوا يُسمون بالعلماء زورا وبهتانا، ما هو موقفكم من حكامٍ رضوا بأن يبقى أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين يرزح ويئن تحت حراب يهود ومن قبله الاستعمار البريطاني لأكثر من تسعين عاما وهم الذين يملكون المال والسلاح الذي يقدر بالمليارات؟ أم أنه غاب عنهم - وهم العلماء- أن هذا المسجد وقف إسلامي، أم تراهم لم يعلموا أن أرضه أرض خراجية ملك رقبتها لجميع المسلمين على وجه الأرض؟ أيها المسلمون: إن أهل فلسطين يملكون الانتفاع بأرض بيت المقدس فقط ولا يملكون رقبتها، شأنها شأن أيّ أرض خراجيّة أخرى في بلاد المسلمين، فإذا حصل مكروه لهذا المسجد أو اعتداء، كان لزاما على كلّ مسلم على وجه الأرض أن يهبّ لنصرته وليس أهل فلسطين فقط. فعندما وقع المسجد الأقصى أسيرا بيد الفرنجة الصليبيين، ظلّ الجهاد مستمرّا، لم يهدأ لحظة واحدة لأكثر من تسعين عاما متتالية، حتّى منّ الله على المسلمين بنور الدّين زنكي وقائده المظفّر صلاح الدّين الأيّوبي الذي حرّره نهائيا من الصليبيين، بعد وفاة نور الدين زنكي. أيها المسلمون: إنّ المسجد الأقصى اليوم أسير بأيدي شرّ النّاس وأشدّهم عداوة لأمّة الإسلام ألا وهم يهود، يئنّ صباح مساء ويشكو إلى الله الظلم والقيد والأغلال مع كلّ نداء يصدح من مآذنه، مع نداء الله أكبر خمس مرّات في اليوم والليلة، ويمنع المسلمون في العالم الإسلامي من الصلاة فيه، حتّى أهله الذين على بعد أمتار منه يمنعون من دخوله لأداء الصلاة فيه. فحكّام المسلمين لم يكتفوا بالسكوت عن احتلال أرضه وأهل فلسطين يعانون ما يعانون؛ بل زادوا على ذلك أن فتحوا بلادهم للترحاب بيهود في معظم العالم الإسلامي، يفتحون السفارات والقنصليّات والهيئات والمقرّات التجارية، وزاد على ذلك حكّام بعض الدول بعقد معاهدات حماية ودفاع مشترك كما فعل حكّام تركيا؛ بل منهم من لبس عباءة الإسلام ولحيته، وسمى نفسه حافظا للقرآن مصليا الفجر، يبعث برسالة إلى رئيس كيان يهود الذين يمنعونه كما يمنعون غيره من المسلمين من شد الرحال إلى المسجد الأقصى، يخاطبه فيها: صاحب الفخامة السيد شيمعون بيريز رئيس دولة إسرائيل، عزيزي وصديقي العظيم: لما لي من شديد الرغبة في أن أطور علاقات المحبة التي تربط لحسن الحظ بلدينا، قد اخترت السيد السفير عاطف محمد سالم سيد الأهل، ليكون سفيراً فوق العادة، ومفوضاً من قبلي لدى فخامتكم، وإن ما خبرته من إخلاصه وهمته، وما رأيته من مقدرته في المناصب العليا التي تقلدها، مما يجعل لي وطيد الرجاء في أن يكون النجاح نصيبه في تأدية المهمة التي عهدت إليه فيها، ولاعتمادي على غيرته، وعلى ما سيبذل من صادق الجهد، ليكون أهل لعطف فخامتكم وحسن تقديرها، أرجو من فخامتكم أن تتفضلوا فتحوطوه بتأييدكم، وتولوه رعايتكم، وتتلقوا منه بالقبول وتمام الثقة، ما يبلغه إليكم من جانبي، لاسيما أن كان لي الشرف بأن أعرب لفخامتكم عما أتمناه لشخصكم من السعادة، ولبلادكم من الرغد. صديقكم الوفي، محمد مرسي. ولكن رغم ذلك نقول: إن حديث رسولنا الكريم-صلى الله عليه وسلم- " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد" سيعود ليعمل من جديد، بعد انتهاء الفترة الجبرية التي تعيشها الأمة اليوم، والتي بدأت أصنامها تتهاوى أمام أعيننا، على أيدي المخلصين من المسلمين، ولن ينفع يهود معاهدات ولا كيانات من قبل الحكّام، فقد وعد ربّ العزّة جلّ جلاله بأن أرض بيت المقدس ستكون مقبرة ليهود، قال تعالى: (( فَإِذَا جَاء وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْاْ تَتْبِيرًا)). ويقول عليه الصلاة والسلام: " لا تقوم الساعة حتّى تقاتلوا اليهود فتقتلوهم" وهذا لا يكون إلا في ظلّ دولة إسلامية تحكم بالإسلام، ولا يكون في ظلّ هؤلاء العبيد من حكّام المسلمين، وعندها فقط يتحرّر المسجد الأقصى المبارك وأرضه المقدّسة، وتعود للأمّة عزّتها وهيبتها وقوّتها، تعود خير أمّة أخرجت للنّاس على وجه الأرض، كما وصفها ربّها بقوله: ((كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ)) وعندها أيّها المؤمنون ((يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاء وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّهِ لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)). احبتنا الكرام، والى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كتبه للإذاعة: أبو مريم 21 من ذي الحجة 1434 الموافق 2013/10/26م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_30338 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر October 27, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر October 27, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف التأميم Share on facebook نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام روى البخاري في صحيحه قال: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ حَدَّثَنَا قُرَّةُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ: أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرَةَ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ، وَرَجُلٌ أَفْضَلُ فِي نَفْسِي مِنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَطَبَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ النَّحْرِ قَالَ: أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ قَالَ: أَلَيْسَ يَوْمَ النَّحْرِ قُلْنَا: بَلَى، قَالَ: أَيُّ شَهْرٍ هَذَا قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ فَقَالَ: أَلَيْسَ ذُو الْحَجَّةِ قُلْنَا: بَلَى قَالَ: أَيُّ بَلَدٍ هَذَا قُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ فَسَكَتَ حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ سَيُسَمِّيهِ بِغَيْرِ اسْمِهِ قَالَ: أَلَيْسَتْ بِالْبَلْدَةِ الْحَرَامِ قُلْنَا بَلَى قَالَ: فَإِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ قَالُوا نَعَمْ قَالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ فَلْيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ فَلَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ. جاء في فتح الباري لابن حجر: قَوْله: ( أَلَيْسَ يَوْم النَّحْر ) بِنَصْبِ يَوْم عَلَى أَنَّهُ خَبَر لَيْسَ وَالتَّقْدِير أَلَيْسَ الْيَوْم يَوْم النَّحْر، وَيَجُوز الرَّفْع عَلَى أَنَّهُ اِسْم لَيْسَ وَالتَّقْدِير أَلَيْسَ يَوْم النَّحْر هَذَا الْيَوْم وَالْأَوَّل أَوْضَح، لَكِنْ يُؤَيِّد هَذَا الثَّانِي قَوْله " أَلَيْسَ ذُو الْحِجَّة " أَيْ أَلَيْسَ ذُو الْحِجَّة هَذَا الشَّهْر. قَوْله: ( بِالْبَلْدَةِ الْحَرَام ) كَذَا فِيهِ بِتَأْنِيثِ الْبَلَد وَتَذْكِير الْحَرَام وَذَلِكَ أَنَّ لَفْظ الْحَرَام اِضْمَحَلَّ مِنْهُ مَعْنَى الْوَصْفِيَّة وَصَارَ اِسْمًا، قَالَ الْخَطَّابِيُّ: يُقَال إِنَّ الْبَلْدَة اِسْم خَاصّ بِمَكَّة وَهِيَ الْمُرَادَة بِقَوْلِهِ تَعَالَى ( إِنَّمَا أُمِرْت أَنْ أَعْبُد رَبّ هَذِهِ الْبَلْدَة ) وَقَالَ الطِّيبِيُّ: الْمُطْلَق مَحْمُول عَلَى الْكَامِل وَهِيَ الْجَامِعَة لِلْخَيْرِ الْمُسْتَجْمِعَة لِلْكَمَالِ، كَمَا أَنَّ الْكَعْبَة تُسَمَّى الْبَيْت وَيُطْلَق عَلَيْهَا ذَلِكَ. وَقَدْ اِخْتَصَرْت ذَلِكَ مِنْ كَلَام طَوِيل لِلتُّورْبَشْتِيِّ. قَوْله: ( اللَّهُمَّ اِشْهَدْ ) تَقَدَّمَ أَنَّهُ أَعَادَ ذَلِكَ فِي حَدِيث اِبْن عَبَّاس، وَإِنَّمَا قَالَ ذَلِكَ لِأَنَّهُ كَانَ فَرْضًا عَلَيْهِ أَنَّ يُبَلِّغ، فَأَشْهَد اللَّه عَلَى أَنَّهُ أَدَّى مَا أَوْجَبَهُ عَلَيْهِ. " وَالْمُبَلَّغ " بِفَتْحِ اللَّام أَيْ رُبَّ شَخْص بَلَغَهُ كَلَامِي فَكَانَ أَحْفَظ لَهُ وَأَفْهَم لِمَعْنَاهُ مِنْ الَّذِي نَقَلَهُ لَهُ، قَالَ الْمُهَلَّب: فِيهِ أَنَّهُ يَأْتِي فِي آخِر الزَّمَان مَنْ يَكُون لَهُ مِنْ الْفَهْم فِي الْعِلْم مَا لَيْسَ لِمَنْ تَقَدَّمَهُ، إِلَّا أَنَّ ذَلِكَ يَكُون فِي الْأَقَلّ لِأَنَّ " رُبَّ " مَوْضُوعَة لِلتَّقْلِيلِ. قُلْت: هِيَ فِي الْأَصْل كَذَلِكَ إِلَّا أَنَّهَا اُسْتُعْمِلَتْ فِي التَّكْثِير بِحَيْثُ غَلَبَتْ عَلَى الِاسْتِعْمَال الْأَوَّل، لَكِنْ يُؤَيِّد أَنَّ التَّقْلِيل هُنَا مُرَاد أَنَّهُ وَقَعَ فِي رِوَايَة أُخْرَى تَقَدَّمَتْ فِي الْعِلْم بِلَفْظِ" عَسَى أَنْ يَبْلُغ مَنْ هُوَ أَوْعَى لَهُ مِنْهُ " وَفِي الْحَدِيث دَلَالَة عَلَى جَوَاز تَحَمُّل الْحَدِيث لِمَنْ لَمْ يَفْهَم مَعْنَاهُ وَلَا فِقْهه إِذَا ضَبْط مَا يُحَدِّث بِهِ، وَيَجُوز وَصْفُه بِكَوْنِهِ مِنْ أَهْل الْعِلْم بِذَلِكَ. وَفِي الْحَدِيث مِنْ الْفَوَائِد أَيْضًا وُجُوب تَبْلِيغ الْعِلْم عَلَى الْكِفَايَة، وَقَدْ يَتَعَيَّن فِي حَقّ بَعْض النَّاس، وَفِيهِ تَأْكِيد التَّحْرِيم وَتَغْلِيظه بِأَبْلَغ مُمْكِن مِنْ تَكْرَار وَنَحْوه، وَفِيهِ مَشْرُوعِيَّة ضَرَبَ الْمَثَل وَإِلْحَاق النَّظِير بِالنَّظِيرِ لِيَكُونَ أَوْضَحَ لِلسَّامِعِ، وَإِنَّمَا شَبَّه حُرْمَة الدَّم وَالْعِرْض وَالْمَال بِحُرْمَةِ الْيَوْم وَالشَّهْر وَالْبَلَد لِأَنَّ الْمُخَاطَبِينَ بِذَلِكَ كَانُوا لَا يَرَوْنَ تِلْكَ الْأَشْيَاء وَلَا يَرَوْنَ هَتْكَ حُرْمَتَهَا وَيَعِيبُونَ عَلَى مَنْ فَعَلَ ذَلِكَ أَشَدّ الْعَيْب، وَإِنَّمَا قَدَّمَ السُّؤَال عَنْهَا تَذْكَارًا لِحُرْمَتِهَا وَتَقْرِيرًا لِمَا ثَبَتَ فِي نُفُوسهمْ لِيَبْنِيَ عَلَيْهِ مَا أَرَادَ تَقْرِيره عَلَى سَبِيل التَّأْكِيد. لقد بلغ مِن حِرصِ الإسلام على حُرمَةِ المسلمِ كُلِّ المسلمِ دمِهِ ومالِهِ وعِرضِه أَنْ قَرَنَ حُرْمَتَهُ بِحرُمَةِ يومِ النحرِ في الشهر الحرام في البلد الحرام.... بل لقد جعل حرمة المسلمِ أَعظمَ مِنْ حُرمةِ الكعبةِ بيتِ اللهِ الحرامِ وأولِ بيتٍ وُضِعَ لِعبادَةِ الله .... رَوَى الطبرانيُّ في معجمه الأوسطِ عن عمرِو بنِ شعيب، عن أبيهِ، عن جَدِهِ، أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم نظرَ إلى الكعبةِ فقال: « لقد شرَّفَكِ اللهُ، وكرمكِ، وعظَّمَكِ، والمؤمنُ أعظمُ حرمةً منكِ ». ...... أَمَّا مالُ المسلمِ فلا يَحِلُّ إلَّا بِطيبِ نَفْسٍ مِنْه, رَوَى البيهقي في سننه الكبرى عن أَبُي حَرَّةَ الرَّقَاشِيِّ، عَنْ عَمِّهِ وَعَمْرِو بْنِ يَثْرِبِيٍّ، عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا يَحِلُّ مَالُ امْرِئِ مُسْلِمٍ، إلَّا بِطِيبِ نَفْسٍ مِنْهُ ". وفي صحيح البخاري َعَنْ سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " مَنْ أَخَذَ شِبْرًا مِنْ الْأَرْضِ ظُلْمًا، طُوِّقَهُ مِنْ سَبْعِ أَرْضِينَ ". وَبَعْد: فهل يجوز لأشباه الدول في عالمنا الإسلامي أن تستورد لنا التشريعات بل الترقيعات الرأسمالية ونحن عندنا أعلى التشريعات وأعظمها. تستوليَ على أموالِ الأفراد أو ممتلكاتِهم تَحْتَ مُسَمَّى التأميمِ ....وتُحوِّلَهَا مِنْ مُلْكِيَّةٍ فرديةٍ إلَى مُلْكِيَّةِ دولةٍ بِحُجَّةِ المصلحةِ العامَّة ؟؟ أَوَ لَا يَعْلَمُ هؤلاءِ أنَّ الذي يحدد المصلحةَ العامَّةَ وَالخاصَّةَ هو الشرع وليس الدولة ؟ أفلا يعلمون بأنَّ حُرْمَةَ مَالِ المسلمِ تَشْمَلُ حُرْمَتَهُ على الدولةِ أيضاً .... فلا يحلُّ للدولة أن تأخذَ مِن مَالِ الافرادِ أوْ مُمتلكاتِهم إلَّا أنْ يَطِيبُوا بِهَا نَفْسَاً أي يَتَنَازَلُوا عنْها للدولةِ بِكامِلِ إرادَتِهم, أو أن تشتريَها منهم وتدفعَ لهم ثمنَها غير منقوص. أمَّا المُلْكِيَّاتِ وَتوزيِعِها فإنَّما هُوَ للشرعِ وحده. الملكيةُ الفرديةُ: وهي كل مال من طبيعته أن يملك فردياً وحازه الشخص بسبب شرعي .... والملكية العامة: 1- وهي كل مال ليس من طبيعته أن يملك فرديا كالطرق والبحار والأنهار ويلحق بها المساجد ومستشفيات الدولة ومدارسها والملاعب والملاجئ 2- وكل ما هو من مرافق الجماعة ويتفرق الناس في طلبه إن فقد من المجتمع من قبيل الماء والكلأ والنار, 3- وكذلك المعادن التي لا تنقطع. فكل هذه الأموال لا يجوز أن تملك فرديا, ليس لأن الدولة لا تريد ذلك بل لأن الشرع أمر بذلك أما ملكية الدولة فهي كل ملك مصرفه موقوف على رأي الخليفة واجتهاده ... مثل الفيء والخراج والجزية وما شابهها ... ولا يجوز للدولة أن تتدخل بتغيير نوع هذه الملكيات إلا بسبب شرعي كأن يكتشف في أرض أحدهم منجماً لمعدن ما بكميات غير محدودة .... ففي هذه الحالة لا يجوز أن يبقى هذا المعدن ملكية فردية بل يجب أن يتحول إلى ملكية عامة .... وهذا غير راجع لرأي الدولة إن شاءت حولت ملكية المعدن إلى ملكية عامة وإن شاءت أبقته ملكية فردية .... بل يجب عليها تنفيذ حكم الشرع فيه ....وهو أنه ملكية عامة ....كما لا يجوز لها أن تحوله إلى ملكية دولة بل هو بحكم الشرع ملكية عامة ..... وهكذا ... لو مدد أحدهم أسلاكا أو أعمدة أو أنابيب في الطريق العام .... فإن ملكيتها تأخذ حكم المكان الذي وضعت فيه .... ليس برأي الدولة بل بحكم الشرع وهذا التغيير في الملكية لا يسمى تأميماً, بل هو تنفيذ لحكم الشرع فهو حكم واجب التنفيذ وليس راجعا لرأي الدولة ..... أمَّا مَا يُسمى التأميمُ .....وَهُوَ أنْ تستوليَ الدولةُ على مالِ الفردِ إن أرادت وتحولَهُ إلى ملكيةِ دولةٍ دونَ مقابلٍ أو مُقابِلَ تَعْوِيضٍ ضَئِيلٍ لَا يُناسِبُ قِيمةَ المالِ المُؤَمَّمِ, بِحُجَّةِ المصلحةِ العامةِ .... فهذا ليسَ مِنَ الإسلام ولَا مِن مُعالجاتِه .... بل هو مِن ترقيعاتِ النظامِ الرأسماليِّ المُهْتَرِئ, الذي ظَلَمَ الضعفاءَ والبسطاءَ بِتَرْكِهِ الاقوياءَ يجتاحونَ السوقَ ويدوسونَ كُلَّ مَن يُصادِفُونَهُ في طريقهم, حتى طُحِنَ الفقراءُ والضعفاءُ والعَجَزَةُ ودِيسُوا تحتَ الأقدام ..... مما حَدَى بِفُقَهَاءِ القانونِ عندَهم أنْ يَبتَدِعُوا القوانينَ المناقِضَةَ لِمَبْدَئِهِم وَيُلْصِقُوهَا بِه, لِإنقاذِهِ مِنَ التَّهاوِي وَالسُّقوطِ بَعْدَ أن ظهرَ عُوَّارُهُ .... وارْتفعتْ الْأصواتُ تُنَدِّدُ بِهِ وَبِمُعَالجاتِهِ. فَتَحْتَ ذَرِيعَةِ المصلحةِ العامَّةِ تُمارِسُ الرأسماليةُ مؤامرآتِها على الإنسانيةِ ....فتتظاهرُ بِمُنَاصَرَةِ الضعفاءِ وَتَبَنِّي مَصالحَهُم, فَتُشَرِعُ للدولة اغْتِصَابَ أمْوالِ الناسِ بحجةِ منعِ امْتِلاكِ مَصادِرِ الثروَةِ أو منعِ امْتلاكِ وَسائِلِ الإنْتاجِ أوْ لِأَيِّ مصلحةٍ أخرى تِرِاهِا الدولةُ أنَّهَا مصلحةٌ عامة, وَتُغْفِلُ فِي تَشريعاتِها تِلْك .... حقَّ الفردِ فِي أنْ يَأْذَنَ لِلدَّوْلَةِ بِأَخْذِ تِلْكَ الأموالِ دون مقابل أوْ حَقَّةُ فِي أخْذِ ثمنِها كَامِلاً .... إنْ كانت هُنَاكَ مَصْلَحَةٌ شرعيةٌ فِعْلَاً تَسْتَدْعِي نقلَ المُلْكِيَّةِ الفرديةِ إلى مُلكِيَّةِ دَوْلَةٍ أو مُلْكِيَّةٍ عَامَّة. فالتأميمُ والحالةُ هذه حرام لأنه مِنْ ترقيعاتِ النظامِ الرأسمالي القاصِرِ عن توفيرِ الكِفايَةِ للناسِ, فَرَاحَ يَتَوَسَلُ بمثلِ هذه التشريعاتِ إظهارَ الدولةِ كراعيةٍ لِحُقوقِ الفقراء وضابطةٍ لِأَموالِ الأغنياء . وما هي إلَّا إمعانٌ مِنهُ فِي الظلمِ والجَوْرِ والعُدْوَان . احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله. 22 من ذي الحجة 1434 الموافق 2013/10/27م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_30358 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر October 29, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر October 29, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف باب اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم Share on facebook نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جاء في حاشية السندي، في شرح سنن ابن ماجه "بتصرف"، في " باب اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم". حدثنا أبو سعيد عبد الله بن سعيد حدثنا أبو خالد الأحمر قال: سمعت مجالدا يذكر عن الشعبي عن جابر بن عبد الله قال: "كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فخط خطا وخط خطين عن يمينه وخط خطين عن يساره، ثم وضع يده في الخط الأوسط فقال: هذا سبيل الله ثم تلا هذه الآية "وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله". قوله: ( هذا سبيل الله ) أي مثل سبيله الموصلة إليه المقربة السالك فيها، المراد بها الدين القويم والصراط المستقيم، وبتلاوة الآية بين لهم أن باقي الخطوط مثل للسبيل المعوقة عنه، والمطلوب بالتمثيل توضيح حال الدين وحال السالك فيه وأنه لا ينبغي له أدنى ميل عنه، فإنه بأدنى ميل يقع في سبيل الضلال لقربها واشتباهها والله تعالى أعلم. لقد مثّل الرسول الكريم- صلوات ربي وسلامه عليه- للصحابة ولنا من بعدهم بهذه الخطوط الواردة في الحديث، ليبين لنا بشكل واضح لا لُبس فيه سبيل الله وسُبل الشيطان، فسبيل الله سبحانه وتعالى سبيل واحد، يعرفه كل مسلم، المتعلم والعامي، والفقيه وغير الفقيه، فهو واضح وضوح الشمس في رابعة النهار. أما سُبل الشيطان فهي كثيرة جدا. صدقت يا حبيبي يا رسول الله، فنحن نرى ما ذكرته قبل أكثر من ألفٍ وأربعمِائةٍ سنة اليوم بأعيننا، فالرأسمالية سبيل الشيطان، والشيوعية سبيل الشيطان، والقومية سبيل الشيطان، والديمقراطية سبيل الشيطان، والدولة المدنية سبيل الشيطان، والدولة العلمانية سبيل الشيطان، والدولة التكنقراطية سبيل الشيطان، والبرغماتية سبيل الشيطان، والقبول بالمجالس التشريعية سبيل الشيطان، والرضى بحدود سايكس بيكو سبيل الشيطان، والقبول ببقاء المسجد الأقصى تحت حراب يهود والمصالحة معهم وقبول وجودهم سبيل الشيطان، والسكوت على ما يفعله النطام السوري المجرم بالمسلمين في الشام سبيل الشيطان، والقبول بحكام المسلمين وقد باعوا البلاد والعباد للمستعمر سبيل الشيطان،... وبالجملة الرضا والاطمئنان والقبول بأن تحكم الأمة قاطبة بغير ما أنزل الله سبحانه سبيل الشيطان؛ بل وعدم العمل مع العاملين لإعادة حكم الله في الأرض سبيل الشيطان. أيها المسلمون: أرأيتم لماذا أصبح حالكم بغيضا بئيسا؟ أرأيتم لماذا سيطر الكفار على بلادكم وعلى ثرواتكم؟ أرأيتم لماذا صرتم في ذيل الأمم بعدما كانت تدور معكم حيث درتم؟ ها قد عدتم أدراجكم، إلى الجاهلية المقيتة بعدما أخرجكم الإسلام منها أربعة عشر قرنا من الزمان. ألم يخاطبكم ربكم بقوله سبحانه وتعالى: "وأن هذا صراطي مستقيما فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون"؟ ألم يخاطبكم رسولكم الكريم - عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم بقوله: "قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين بعدي عضوا عليها بالنواجذ"؟ أيها المسلمون: عودوا إلى سبيلكم الواضح، عودوا إلى إسلامكم الناصع، عودوا إلى رسولكم الناصح، وكفاكم ما كان، فلعمري لا حياة لكم إلا بذلك، ولا يكون الخلاص من هذه الجاهلية إلا بما خلصت به الجاهلية الأولى، ألا وهو الدولة الإسلامية، التي طبقت شرع الله ورعت العباد رعاية لم يشهد لها التاريخ مثيلا. اللهمَّ عاجلنا بخلافة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرْ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين. أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كتبه للإذاعة: أبو مريم 23 من ذي الحجة 1434 الموافق 2013/10/28م http://www.hizb-ut-t...nts/entry_30385 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر October 29, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر October 29, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله نحييكم جميعا أيها الأحبة المستمعون في كل مكان، في حلْقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي "بتصرف" في " باب الأمر بقتال الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله محمد رسول الله". عن عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألاّ إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا عصموا مني دماءَهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله". أيها المستمعون الكرام: إن الله أمرنا أن نبلّغ الرسالة إلى الناس كافة، لا إلى العرب أو إلى جنس واحد من الناس، "وما أرسلناك إلا رحمةً للعالمين". أمرنا أن نخوض المعارك وأن نضحيَ بدمائنا وبأرواحنا من أجل غيرنا، وهذه نعمة من الله تعالى علينا، وكفى بها من نعمة. لهذا رأينا قبور الصحابة الكرام في كل بقعة من بلاد المسلمين وغير المسلمين منتشرة، فهناك ما يُقاربُ الخمسةَ آلافِ صحابي مدفونٍ في مصر، وخمسةَ عشَرَ ألفَ صحابيٍّ مدفونٍ في الاردن، وستةُ ألافِ صحابيٍّ مدفونٍ في سوريا، وصحابةٌ مدفونون في الصين، ومنهم مدفونٌ في قبرص ومنهم مدفونٌ في تركيا، ومنهم مدفونٌ على حدود فرنسا، ومنهم مدفونٌ في الأندلس ومنهم مدفونٌ في السودان، ومنهم مدفونٌ في الحبشة، ومنهم مدفونٌ في فلسطين، وهؤلاءِ الكرامُ بالقطع لم يخرجوا سياحة؛ ذلك أنهم فهموا الرسالة المطلوبة منهم، فكان مؤشرُ التدينِ عندَهم هو الحركةَ من أجل هذا الدين، كيف ينتشر هذا الدين في الأرض؟ كان مؤشر التدين عندهم: أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإن ضعفت منهم العبادة أو كثرت الذنوب، أما اليوم فقد تغيّر هذا المؤشر وأصبح كم صلاةً أصلي في اليوم؟ وكم يوماً صمت؟ وكم صدقةً تصدقت؟ أصبح المؤشر يتجه إلى النواحي الفردية، فالمداومة على بعض الشعائر تكفي لدخول الجنة، ونسي المسلمون أن عليهم واجبا غيرَ هذه الشعائر، وهو إدخال غيرِنا الجنةَ؛ كيف لا ونحن نعيش حياة لا طعمَ لها ولا لونٌ ولا رائحةٌ إسلامية؟ أيها المسلمون: لم يُعطِ اللهُ العبادَ أجرا أكبرَ من أجر هداية الناس، وهذه الهدايةُ مفقودةٌ بسبب ما صار إليه حال الأمة، من تولي أمورها السفهاءُ من الحكام، ولقد أصبح واضحا ومعلوما أننا نعيش زمنَ التحول الذي أخبر عنه رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم- ، لندخل بعده زمن الخلافة على منهاج النبوة. نسأل الله لهذه الأمة الهداية للعمل مع العاملين لحمل هذا الدين، وأن تدفع بكلتا يديها نحو الخلافة، فلا عملَ أكثرُ أجرا وأعظمُ فائدة من هذا العمل. اللهم مكّن للعاملين إقامتَها قريبا، اللهم آمين آمين. مستمعينا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كتبه للإذاعة: الأستاذُ أبو مريم 24 من ذي الحجة 1434 الموافق 2013/10/29م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_30405 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر October 30, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر October 30, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف باب تعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والتغليظ على من عارضه Share on facebook نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جاء في حاشية السندي، في شرح سنن ابن ماجه "بتصرف"، في " باب تعظيم حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم والتغليظ على من عارضه ". حدثنا نصر بن علي الجهضمي حدثنا سفيان بن عيينة في بيته، أنا سألته عن سالم أبي النضر ثم مر في الحديث قال: أو زيد بن أسلم عن عبيد الله بن أبي رافع عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته يأتيه الأمر مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول: لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه". قوله (لا ألفين) صيغة المتكلم المؤكدة بالنون الثقيلة من ألفيت الشيء وجدته ظاهره نهي النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - نفسه عن أن يجدهم على هذه الحالة، والمراد نهيهم عن أن يكونوا على هذه الحالة فإنهم إذا كانوا عليها يجدهم - صلوات الله وسلامه عليه - عليها. وقوله: يأتيه الأمر الجملة حال والأمر بمعنى الشأن فيعم الأمر والنهي فوافق البيان بقوله: مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول إعراضا عنه: لا أدري هذا الأمر، ( ما وجدنا) ما موصولة مبتدأ خبره اتبعناه أي وليس هذا منه فلا نتبعه، ويحتمل أن تكون ما نافية والجملة كالتأكيد لقوله: لا أدري وجملة (اتبعناه) حال أي وقد اتبعنا كتاب الله فلا نتبع غيره. إن اتباع سنة الرسول - صلى الله عليه وسلم- هو اتباع لما أمر الله سبحانه به، قال تعالى: "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله"، وقال تعالى: "وما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا". إن ما وقع فيه المسلمون اليوم من تفريط بالكتاب والسنة لأمر عظيم وكبير عند رب العالمين، وما يلاحظ على مسلمي هذا الزمان وعلمائهم على وجه الخصوص أنهم يستخفّون بأحكام الله، وبأقوال وأفعال الرسول - صلى الله عليه وسلم-، وما هذه الفقرة التي نقدمها بعنوان: "مع الحديث الشريف" إلا لنبين للأمة ما قاله وفعله عليه الصلاة والسلام كي تلتزمَ به كما تلتزمُ بآيات القرآن الكريم سواء بسواء. يقول رب العزة سبحانه: " أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون". أيها العلماء: يا من توقعون عن الله حين تتكلمون وتُفتون، كم من مرة خاطبكم الرسول- صلى الله عليه وسلم- بقوله:إذا بُويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما"؟ أم لم تعرفوا نبيكم فأنتم له مُنكرون؟ كم من مرة خاطبكم الرسول- صلى الله عليه وسلم- بقوله: " من رأى سلطاناً جائراً مستحلاً لحرم الله، حاكماَ في عباد الله بالإثم والعدوان، ولم يغيّر عليه بقول أو فعل، كان حقا على الله أن يدخله مدخله"؟ وأنتم ترون جميع حكامكم يحكمونكم بغير ما أنزل الله، بدساتير الحكم الوضعية من إنتاج بريطانيا وفرنسا، ترونهم يقتلون ويظلمون ويعيثون في الأرض فسادا ولا تحركون ساكنا، بل توافقونهم على ما يفعلون، أم لم تعرفوا نبيكم فأنتم له مُنكرون؟ كم من مرة خاطبكم الرسول- صلى الله عليه وسلم- بقوله: " ثم تكون خلافة على منهاج النبوة"، فرفضتم وقلتم: ثم تكون مدنية، ثم تكون ديمقراطية، ثم تكون علمانية على منهاج الحضارة الغربية، مع أن الوقت وقتها وأنتم تعيشون مرحلة أفول الحكم الجبري، وتقفون على أبواب الخلافة ولكن لا لتفتحوها؛ بل لتوصدوها إن فُتحت على أيد غيركم، أم لم تعرفوا نبيكم فأنتم له مُنكرون؟ أيها العلماء: ألم يُحذركم رسولكم الكريم - صلى الله عليه وسلم- من مخالفة أمره؟ ألم يصلكم نبأ الصحابة الذين خالفوا أمرا واحدا من أوامر الرسول - صلى الله عليه وسلم-في معركة أحد؟ ألم يدفع الرسول والصحابة ثمن هذه المخالفة؟ فكيف بكم وقد خالفتم جلَّ أوامره وادعيتم أنكم متمسكون بالإسلام وتعاليمه. ألم تقولوا لا ندري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه؟ أليست السنة النبوية من عند الله كما القرآن؟ أليست مفصلة وموضحة ومقيدة ومخصصة له؟ ما لكم كيف تحكمون؟ أم لم تعرفوا نبيكم فأنتم له مُنكرون؟ اللهمَّ عاجلنا بخلافة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرْ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين. احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كتبه للإذاعة: أبو مريم 25 من ذي الحجة 1434 الموافق 2013/10/30م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_30432 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر October 31, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر October 31, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف باب اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم Share on facebook نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جاء في حاشية السندي، في شرح سنن ابن ماجه "بتصرف"، في " باب اتباع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم". حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية ووكيع عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله". قوله: ( من أطاعني ) يريد أنه مبلغ عن الله فمن أطاعه فيما بلغ فقد أطاع الآمر الحقيقي ومثله المعصية وهذا مضمون قوله تعالى "من يطع الرسول فقد أطاع الله ومن تولى فما أرسلناك عليهم حفيظا"، لكن سوق الآية في نسق المعصية لإفادة أنه ليس على الرسول وبال معصيته؛ إذ ليس عليه إلا البلاغ لا الحفظ فوبال المعصية على ذلك العاصي. الطاعة الطاعة، الطاعة لله ولرسوله الكريم- عليه أفضل الصلاة والتسليم-، هذا المفهوم الغائب عن سلوك الكثير من أبناء هذه الأمة في هذا الزمان، كم هو جميل أن نتحلى بما كان يتحلى به الصحابة رضوان الله عليهم؟ كانوا يتلقفون أمر الله ورسوله بكل لهفة ومحبة ورضا، فمجرد كلامه -عليه الصلاة والسلام- معهم، كانوا يلتزمون بما يقول، لا يفرقون بين طلب واجب أو مندوب عند قيامهم بالعمل، لأن محبتهم لله ولرسوله تدفعهم للقيام بالفرض والمندوب والنوافل ما دام هذا الفعل فيه مرضاة الله. أيها المسلمون: كيف نُفَعِّلَ مفهوم الطاعة في حياتنا اليوم بعدما أصبحت مفاهيم المعصية والتفلت والانفلات من كل قيد؟ لا شك أن الكثير من أبناء هذه الأمة الكريمة لم يعد يقيم وزنا للكلام وللغة الخطاب فضلا عن كون هذا الكلام كلام خالق الإنسان والكون والحياة، لم تعد أحكام رب العالمين تؤثر في النفوس والعقول كما كانت بالأمس، ذلك لبعدنا عن مفاهيم الإسلام الصريحة عن الدنيا والآخرة، فلم يعد للمسلمين تصور لليوم الآخر وما يلاقيه الإنسان من أهوال ساعة دنو الشمس من رؤوس الخلائق، وساعة تطاير الكتب وساعة ضرب الصراط وساعة نصب الميزان، ولم يعد للمسلمين تصور لمفهوم الجنة ولمفهوم النار حتى بات الرجل يسمع قوله تعالى: "والذين يقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إنَّ عذابها كان غراما" فلا يخشع ولا يتأثر؛ بل يصيح مُتنغما: "الله الله"، وكأنه يستمع لألحان حب وغرام. هكذا نفهم ما الذي حدث لأمة خير الناس، وبهذا ندرك أين هي من مفهوم الطاعة ولماذا لم تعد أوامر الله ونواهيه تؤثر فيها بعدما كانت هذه الأحكام تخلع القلوب عند المسلمين الأوائل ممن فقه لغة الخطاب، وكلام رب العباد. أيها المسلمون: ما كان لمفهوم الطاعة أن يغيض من حياة المسلمين لولا وجود حكام عليهم زرعوا فيهم من خلال أبواقهم وإعلامهم الفاسد المفسد مفاهيم رأسمالية عفنة تهتم بأمر الدنيا وتُنكر وتُهمل أمر الآخرة، ما جعلهم يبتعدون عن قرآنهم وسنة نبيهم-صلى الله عليه وسلم-، لذلك وجب على أبناء هذه الأمة العمل بكل جد وبأقصى طاقة للتخلص منهم ومن مفاهيمهم القذرة، ونقيم دولة الحق والعدل، دولة المفاهيم الصحيحة عن الطاعة وغيرها. اللهمَّ عاجلنا بخلافة تلم فيها شعث المسلمين، ترفع عنهم ما هم فيه من البلاء، اللهمَّ أنرْ الأرض بنور وجهك الكريم. اللهمَّ آمين آمين. احبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كتبه للإذاعة: أبو مريم 26 من ذي الحجة 1434 الموافق 2013/10/31م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_30463 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر November 1, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر November 1, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف باب بيان معنى قول النبي لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي "بتصرف" في " باب بيان معنى قول النبي لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض". عن عبد الله بن عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال في حجة الوداع: "ويحكم أو قال: ويلكم لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض". وقوله - صلى الله عليه وسلم - :"ويحكم أو قال ويلكم " قال القاضي: هما كلمتان استعملتهما العرب بمعنى التعجب والتوجع. قال سيبويه: ( ويل ) كلمة لمن وقع في هلكة، و ( ويح ) ترحّم. وحكي عنه: ( ويح ) زجر لمن أشرف على الهلكة. قال غيره: ولا يراد بهما الدعاء بإيقاع الهلكة ولكن الترحم والتعجب. وروي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: ويح كلمة رحمة. وقال الهروي: ( ويح ) لمن وقع في هلكة لا يستحقها، فيترحم عليه ويرثى له. ( ويل ) للذي يستحقها، ولا يترحم عليه، والله أعلم. ليس غريبا أن يقتل الكفار المسلمين، وليس غريبا أن يهدموا بيوتهم، وينتهكوا أعراضهم، فهم أعداء لله ولرسوله وللدين، ولكن الغريب العجيب أن يقوم بهذا الأمر بعض المسلمين، ولماذا ولخدمة من؟ لعرض من الدنيا رخيص، لمنصب هنا وجاه هناك، يبيعون آخرتهم بدنيا غيرهم، ساء ما يحكمون. أيها المسلمون: إن أمريكا والغرب يستعملون المسلمين لضرب إخوانهم في كل مكان، وهذا أسلوب ناجح وجدت فيه أمريكا ضالتها، فقد استعملته في أفغانستان وفي العراق وفي فلسطين وغيرها من بلاد الإسلام، حتى أصبح يطلق على المسلمين في تلك البلدان " الأخوة الأعداء"، ولم تترك أمريكا هذا الأسلوب القذر حتى في الثورات العربية، فهي تدعم طرفا على آخر، من أجل المحافظة على عميلها، وتقوم بالتفجيرات لتتخلص ممّن يعارضها بأيدٍ محسوبة على الإسلام. وكأن هؤلاء الذين يقومون بهذه الأعمال لم يسمعوا قول الله تعالى: "وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَآؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا"، وكأنهم لم يسمعوا بحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- "اجتنبوا السبع الموبقات"، وذكر منها قتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وقوله صلى الله عليه وسلم "لا يزال العبد في فسحة من دينه ما لم يصب دما حراما"، وقوله: " أول ما يقضى بين الناس يوم القيامة في الدماء"، فأين أنتم يا أتباع الغرب من هذا الوعيد؟ أين أنتم يا من تنتعلكم أمريكا والغرب من ورائها من هذه الجرائم، جرائم قتل إخوانكم؟ ألم تتعلموا بعد ممّا حدث لغيركم؟! أيها المسلمون: إن السبب الحقيقي لهذه الآفة غياب الحاكم الحقيقي في بلاد المسلمين، خليفة المسلمين الذي يرعى هذه الأمة، ووجود الحاكم الظالم والفاسق والكافر مكانه، يأخذ الأوامر من السفارات - أوكار المخابرات- التي زرعها في البلاد،. لذلك كان على الأمة أن تعمل لخلع هذا الحاكم، والإتيان بحاكم لكل الأمة يدافع عنها، ويرعاها حق الرعاية، ويحقن دماءها ويأخذ بيدها نحو الأعالي والمجد في الدنيا ونحو الجنة في الآخرة. اللهم عجل لنا بهذا اليوم، وكحل عيوننا برؤية إمام المسلمين يرأف بالمسلمين ويصون دماءهم فيما بينهم، اللهم آمين آمين. احبتنا الكرام، والى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كتبه للإذاعة: أبو مريم 27 من ذي الحجة 1434 الموافق 2013/11/01م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_30479 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر November 3, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر November 3, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف "باب وجوب محبة رسول الله أكثر من الأهل والولد والوالد والناس أجمعين ونفي الإيمان عمن لم يحبه" Share on facebook نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جاء في صحيح الإمام مسلم في شرح النووي "بتصرف"في" باب وجوب محبة رسول الله أكثر من الأهل والولد والوالد والناس أجمعين ونفي الإيمان عمن لم يحبه". عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ". أيها الأحبة الكرام: قال ابن إسحاق: اجتمع رهط من قريش، فيهم أبو سفيان بن حرب؛ فقال له أبو سفيان حين قدم ليقتل: أنشدك الله يا زيد، أتحب أن محمدا عندنا الآن في مكانك نضرب عنقه، وأنك في أهلك؟ قال: والله ما أحب أن محمدا الآن في مكانه الذي هو فيه تصيبه شوكة تؤذيه، وأني جالس في أهلي. قال: يقول أبو سفيان: ما رأيت من الناس أحدا يحب أحدا كحب أصحاب محمدٍ محمدا. كما أخرج ابن إسحاق أيضا: عن سعد بن أبي وقاص قال: مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بامرأة من بني دينار وقد أصيب زوجها، وأخوها، وأبوها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بأحد، فلما نعوا لها قالت: ما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالوا: خيراً يا أم فلان، هو بحمد الله كما تحبين. قالت: أرونيه حتى أنظر إليه. قال: فأشير لها إليه، حتى إذا رأته قالت: كل مصيبة بعدك جلل. أيها المسلمون: لقد رفض زيد بن الدثنّة مجرد فكرة الإساءة إلى محمد صلى الله عليه وسلم، ولقد فزعت المرأة من بني دينار لمظنة عدم رجوع الرسول صلى الله عليه وسلم مع الجيش، رغم إصابة أبيها وأخيها وزوجها، فمتى تفزع الأمة لتطبيق أحكام ربها؟ ألا تعلم أنها تغضب ربها ورسوله؟ ألا تعلم أنها أساءت إلى رسولها صلى الله عليه وسلم أكثر من تسعين عاما بتطبيقها لأحكام وضعية من عند بشر؟ أين محبتها إذن لرسولها الكريم؟ أم أن المحبة فقط في سطور الكتب وفي الخطابة والكلام؟ أيها المسلمون: ما لم تترجم هذه المحبة إلى سلوك وأعمال فلا معنى للمحبة، فالمحبة هي الطاعة، فطاعة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هي المثال الحي والصادق لمحبته، "قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ"، فالذي يحب الرسول يقتدي به في كل أمر، لا في الصلاة فقط، فلا يبيح الربا ولا يقترض من صندوق النقد الدولي، ولا يبيح الخمور فيزيد من الضرائب عليها بدلا من منعها، ولا يبيح ما حرّمه رسوله عليه، فيقتدي فيه في الصلاة ويعصيه في المعاملات وفي الحكم، ولا يقسم على أن يطبق نظاما ديمقراطيا من صنع بشر، رضيت به أمريكا وقامت عليه، فأي طاعة هذه؟ إنها فعلا الطاعة، ولكنها الطاعة لأمريكا لا لله تعالى. نسأل الله العفو والعافية، والنجاة والإخلاص في أقوالنا وأعمالنا. أحبتنا الكرام، والى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. كتبه للإذاعة: أبو مريم 29 من ذي الحجة 1434 الموافق 2013/11/03م http://www.hizb-ut-tahrir.info/info/index.php/contents/entry_30529 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر November 5, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر November 5, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف إذا لم تستحِ فاصنع ما شئت Share on facebook نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلْقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. جاء في مسند أحمد- بَاقِي مُسْنَدِ الْأَنْصَارِ- إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت. قَالَ ابْنُ مَالِكٍ حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنَا مَنْصُورٌ عَنْ رِبْعِيٍّ عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى إِذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ ". الشرح: جاء في كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري- كِتَاب الْأَدَبِ- إذا لم تستح فاصنع ما شئت. قَوْلُهُ: (إِنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ) وَقَعَ فِي حَدِيثِ حُذَيْفَةَ عِنْدَ أَحْمَدَ وَالْبَزَّارِ إِنَّ آخِرَ مَا تَعَلَّقَ بِهِ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى. قوله (أَدْرَكَ): بِمَعْنَى بَلَغَ. قوله: (إِذَا لَمْ تَسْتَحِ) اسْمٌ لِلْكَلِمَةِ الْمُشَبَّهَةِ بِتَأْوِيلِ هَذَا الْقَوْلِ. قَوْلُهُ (فَاصْنَعْ مَا شِئْتَ) قَالَ الْخَطَّابِيُّ: الْحِكْمَةُ فِي التَّعْبِيرِ بِلَفْظِ الْأَمْرِ دُونَ الْخَبَرِ فِي الْحَدِيثِ أَنَّ الَّذِي يَكُفُّ الْإِنْسَانَ عَنْ مُوَاقَعَةِ الشَّرِّ هُوَ الْحَيَاءُ فَإِذَا تَرَكَهُ صَارَ كَالْمَأْمُورِ طَبْعًا بِارْتِكَابِ كُلِّ شَرٍّ. قَالَ النَّوَوِيُّ فِي "الْأَرْبَعِينَ": الْأَمْرُ فِيهِ لِلْإِبَاحَةِ، أَيْ إِذَا أَرَدْتَ فِعْلَ شَيْءٍ فَإِنْ كَانَ مِمَّا لَا تَسْتَحِي إِذَا فَعَلْتَهُ مِنَ اللَّهِ وَلَا مِنَ النَّاسِ فَافْعَلْهُ وَإِلَّا فَلَا، وَعَلَى هَذَا مَدَارُ الْإِسْلَامِ، وَتَوْجِيهُ ذَلِكَ أَنَّ الْمَأْمُورَ بِهِ الْوَاجِبُ وَالْمَنْدُوبُ يُسْتَحَى مِنْ تَرْكِهِ، وَالْمَنْهِيُّ عَنْهُ الْحَرَامُ وَالْمَكْرُوهُ يُسْتَحَى مِنْ فِعْلِهِ، وَأَمَّا الْمُبَاحُ فَالْحَيَاءُ مِنْ فِعْلِهِ جَائِزٌ، وَكَذَا مَنْ تَرَكَهُ فَتَضَمَّنَ الْحَدِيثُ الْأَحْكَامَ الْخَمْسَةَ. وَقِيلَ هُوَ أَمْرُ تَهْدِيدٍ كَمَا تَقَدَّمَ تَوْجِيهُهُ، وَمَعْنَاهُ إِذَا نُزِعَ مِنْكَ الْحَيَاءُ فَافْعَلْ مَا شِئْتَ فَإِنَّ اللَّهَ مُجَازِيكَ عَلَيْهِ، وَفِيهِ إِشَارَةٌ إِلَى تَعْظِيمِ أَمْرِ الْحَيَاءِ، وَقِيلَ هُوَ أَمْرٌ بِمَعْنَى الْخَيْرِ، أَيْ مَنْ لَا يَسْتَحِي يَصْنَعُ مَا أَرَادَ. الحياء زينة النفس البشرية، وتاج الأخلاق بلا منازع، وهو البرهان الساطع على عفّة صاحبه وطهارة روحه، وهو خلق نبيل يتباهى به المؤمنون، فهو أيضا شعبة من شعب الإيمان التي تقود صاحبها إلى الجنة، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة ) رواه أحمد والترمذي. والحق أن الحياء رافد من روافد التقوى؛ لأنه يلزم صاحبه فعل كل ما هو جميل، ويصونه عن مقارفة كل قبيح، ومبعث هذا الحياء هو استشعار العبد لمراقبة الله له، ومطالعة الناس إليه، فيحمله ذلك على استقباح أن يصدر منه أي عمل يعلم منه أنه مكروه لخالقه ومولاه، ويبعثه على تحمّل مشقة التكاليف. فعَنِ ابْنِ عُمَرَ- رضي الله عنهما- أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُهْلِكَ عَبْدًا نَزَعَ مِنْهُ الْحَيَاءَ، فَإِذَا نَزَعَ مِنْهُ الْحَيَاءَ لَمْ تَلْقَهُ إِلا مَقِيتًا مُمَقَّتًا. فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلا مَقِيتًا مُمَقَّتًا نُزِعَتْ مِنْهُ الأَمَانَةُ، فَإِذَا نُزِعَتْ مِنْهُ الأَمَانَةُ لَمْ تَلْقَهُ إِلا خَائِنًا مُخَوَّنًا. فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلا خَائِنًا مُخَوَّنًا نُزِعَتْ مِنْهُ الرَّحْمَةُ، فَإِذَا نُزِعَتْ مِنْهُ الرَّحْمَةُ لَمْ تَلْقَهُ إِلا رَجِيمًا مُلَعَّنًا. فَإِذَا لَمْ تَلْقَهُ إِلا رَجِيمًا مُلَعَّنًا نُزِعَتْ مِنْهُ رِبْقَةُ الإِسْلَامِ" رواه ابن ماجه. وقد عُرف النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الخلق واشتُهر عنه، وهكذا نشأ الأنبياء جميعا على هذه السجيّة، فلا عجب إذا أن يصبح الحياء هو الوصية المتعارف عليها، والبقية الباقية من كلام النبوة الأولى، والتي يبلغها كل نبي لأمته. ولعل مما يحسن التنبيه إليه في هذا الباب أن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر- بحجة الحياء من الناس- قصور في الفهم، وخطأ في التصوّر؛ لأن الحياء لا يأتي إلا بخير، والنبي صلى الله عليه وسلم على شدة حيائه، كان إذا كره شيئا عُرف ذلك في وجهه، ولم يمنعه الحياء من بيان الحق، وكثيرا ما كان يغضب غضبا شديدا إذا انتُهكت محارم الله، ولم يخرجه ذلك عن وصف الحياء. اللهم حبب إلينا هذا الخلق وزينه في نفوسنا، اللهم آت نفوسنا تقواها واغفز زلّاتنا وقِنا شرور أنفسنا وشرّ الشيطان وشركه.. اللهم آمين يا رب العالمين .. أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 01 من محرم 1435 الموافق 2013/11/04م http://www.hizb-ut-t...nts/entry_22824 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
ابن الصّدّيق قام بنشر November 6, 2013 الكاتب ارسل تقرير Share قام بنشر November 6, 2013 بسم الله الرحمن الرحيم مع الحديث الشريف الفقر Share on facebook نحييكم جميعا أيها الأحبة في كل مكان، في حلقة جديدة من برنامجكم "مع الحديث الشريف" ونبدأ بخير تحية، فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته روى البخاري في صحيحه قال: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُقَاتِلٍ أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ إِسْحَاقَ عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَيْفِيٍّ عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِينَ بَعَثَهُ إِلَى الْيَمَنِ إِنَّكَ سَتَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ فَإِذَا جِئْتَهُمْ فَادْعُهُمْ إِلَى أَنْ يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ صَدَقَةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَكَ بِذَلِكَ فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَابٌ. جاء في كتاب فتح الباري لابن حجر: قَوْلُهُ: ( سَتَأْتِي قَوْمًا أَهْلَ كِتَابٍ ) هِيَ كَالتَّوْطِئَةِ لِلْوَصِيَّةِ لِتُسْتَجْمَعَ هِمَّتُهُ عَلَيْهَا لِكَوْنِ أَهْلَ الْكِتَابِ أَهْلَ عِلْمٍ فِي الْجُمْلَةِ فَلَا تَكُونُ الْعِنَايَةُ فِي مُخَاطَبَتِهِمْ كَمُخَاطَبَةِ الْجُهَّالِ مِنْ عَبْدَةِ الْأَوْثَانِ، وَلَيْسَ فِيهِ أَنَّ جَمِيعَ مَنْ يَقْدَمُ عَلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ بَلْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فِيهِمْ مِنْ غَيْرِهِمْ، وَإِنَّمَا خَصَّهُمْ بِالذِّكْرِ تَفْضِيلًا لَهُمْ عَلَى غَيْرِهِمْ. قَوْلُهُ: ( فَإِذَا جِئْتهمْ ) قِيلَ عَبَّرَ بِلَفْظِ إِذَا تَفَاؤُلًا بِحُصُولِ الْوُصُولِ إِلَيْهِمْ. قَوْلُهُ: ( فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَك بِذَلِكَ ) :أَيْ شَهِدُوا وَانْقَادُوا. قَوْلُهُ: ( خَمْسَ صَلَوَاتٍ ) اُسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى أَنَّ الْوِتْرَ لَيْسَ بِفَرْضٍ وَقَدْ تَقَدَّمَ الْبَحْثُ فِيهِ فِي مَوْضِعِهِ. قَوْلُهُ: ( فَإِنْ هُمْ أَطَاعُوا لَك بِذَلِكَ ) قَالَ اِبْنُ دَقِيقِ الْعِيدِ: يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ أَحَدُهُمَا أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ إِقْرَارَهُمْ بِوُجُوبِهَا عَلَيْهِمْ وَالْتِزَامِهِمْ لَهَا، وَالثَّانِي أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ الطَّاعَةَ بِالْفِعْلِ، وَقَدْ يُرَجَّحُ الْأَوَّلُ بِأَنَّ الْمَذْكُورَ هُوَ الْإِخْبَارُ بِالْفَرِيضَةِ فَتَعُودُ الْإِشَارَةُ بِذَلِكَ إِلَيْهَا، وَيَتَرَجَّحُ الثَّانِي بِأَنَّهُمْ لَوْ أُخْبِرُوا بِالْفَرِيضَةِ فَبَادِرُوا إِلَى الِامْتِثَالِ بِالْفِعْلِ لَكَفَى وَلَمْ يُشْتَرَطْ التَّلَفُّظُ بِخِلَافِ الشَّهَادَتَيْنِ، فَالشَّرْطُ عَدَمُ الْإِنْكَارِ وَالْإِذْعَانُ لِلْوُجُوبِ اِنْتَهَى. قَوْلُهُ: ( صَدَقَةً )( تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ ) اُسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى أَنَّ الْإِمَامَ هُوَ الَّذِي يَتَوَلَّى قَبْضَ الزَّكَاةِ وَصَرْفَهَا إِمَّا بِنَفْسِهِ وَإِمَّا بِنَائِبِهِ، فَمَنْ اِمْتَنَعَ مِنْهَا أُخِذَتْ مِنْهُ قَهْرًا. قَوْلُهُ: ( عَلَى فُقَرَائِهِمْ ) اُسْتُدِلَّ بِهِ لِقَوْلِ مَالِكٍ وَغَيْرِهِ إِنَّهُ يَكْفِي إِخْرَاجُ الزَّكَاةِ فِي صِنْفٍ وَاحِدٍ. قَوْلُهُ: ( فَإِيَّاكَ وَكَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ ) كَرَائِمَ مَنْصُوبٌ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ لَا يَجُوزُ إِظْهَارُهُ قَالَ اِبْنُ قُتَيْبَةَ: وَلَا يَجُوزُ حَذْفُ الْوَاوِ، وَالْكَرَائِمُ جَمْعُ كَرِيمَةٍ أَيْ نَفِيسَةٍ، فَفِيهِ تَرْكُ أَخْذِ خِيَارِ الْمَالِ، وَالنُّكْتَةُ فِيهِ أَنَّ الزَّكَاةَ لِمُوَاسَاةِ الْفُقَرَاءِ فَلَا يُنَاسِبُ ذَلِكَ الْإِجْحَافَ بِمَالِ الْأَغْنِيَاءِ إِلَّا إِنْ رَضَوْا بِذَلِكَ كَمَا تَقَدَّمَ الْبَحْثُ فِيهِ. قَوْلُهُ: ( وَاتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ ) أَيْ تَجَنَّبْ الظُّلْمَ لِئَلَّا يَدْعُوَ عَلَيْك الْمَظْلُومُ. وَفِيهِ تَنْبِيهٌ عَلَى الْمَنْعِ مِنْ جَمِيعِ أَنْوَاعِ الظُّلْمِ. قَوْلُهُ: ( حِجَابٌ ) أَيْ لَيْسَ لَهَا صَارِفٌ يَصْرِفُهَا وَلَا مَانِعٌ، وَالْمُرَادُ أَنَّهَا مَقْبُولَةٌ. ذكر الحديث أحد مصارف الزكاة وهي الفقراء. فما هو الفقر ومن هو الفقير؟ الذي يستحق أخذ الزكاة؟ من المهم أن نفهم معنى الفقر حتى نتمكن من أداء هذا الحق لأهله, ولا نخطئ فنعطيه لمن لا يستحق. الفقر في اللغة: الاحتياج, يقال فقر وافتقر: ضد استغنى. وافتقر إليه: احتاج إليه. فهو فقير وجمعه فقراء. والفقير في الشرع: هو المحتاج الضعيف الحال الذي لا يسأل، عن مجاهد قال: الفقير الذي لا يسأل، وعن جابر بن زيد قال مثل ذلك: الفقير الذي لا يسأل. وعن عكرمة: الفقير: الضعيف وقال تعالى: ((رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ)) فقير أي محتاج، وقال تعالى: ((وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ)) والبائس الذي أصابه البؤس, والفقير الذي أضعفه الإعسار. فمجموع الآيات والآثار تدل على أن الفقر هو الاحتياج. فما هي الحاجات التي إذا افتقدها الانسان كان فقيرا يستحق الصدقة؟ يدعي الرأسماليون أن الفقر ( أي الاحتياج ) شيئاً نسبياً وليس وصفا لشيء معين ثابت ....فالفقر عندهم هو عدم القدرة على إشباع الحاجات من سلع وخدمات. ولما كانت الحاجات تنمو وتتجدد كلما تقدمت المدنية, لذا كان إشباع الحاجات يختلف عندهم باختلاف الأشخاص والأمم. فالأمم المنحطة تكون حاجة أفرادها محدودة, فيمكن إشباعها بالسلع والخدمات الضرورية، ولكن الأمم الراقية المتمدنة المتقدمة مادياً تكون حاجاتها كثيرة ولذلك يحتاج إشباعها إلى سلع وخدمات أكثر، فيكون اعتبار الفقر فيها غير اعتباره في البلاد المتأخرة، فعدم إشباع الحاجات الكمالية مثلا في أمريكا أو أوروبا يعتبر في نظرهم فقرا، بينما لا يعتبر فقرا في دولة مثل العراق أو الأردن إن توفرت لأفرادها الحاجات الأساسية. وهذا خطأ محض؛ لأن التشريع هو للإنسان من حيث هو إنسان وليس للإنسان في بلد معين أو زمن معين. فالدولة التي تحكم بلداناً متعددة لا يصح أن تختلف نظرتها للفقر بين بلد وآخر؛ لأن كلاً من أهل تلك البلدان إنسان قد وضع العلاج لأجله. ولذا فإننا نرى أن الإسلام قد اعتبر الفقر اعتبارا واحدا للإنسان بغض النظر عن بلده أو جيله. فالفقر في نظر الإسلام هو عدم إشباع الحاجات الأساسية للإنسان إشباعا كاملا حيث حدد الشرع الحاجات الأساسية بثلاث حاجات هي: المأكل والملبس والمسكن، يقول تبارك وتعالى: ((وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ)) وقال: ((أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُم)). هذه هي الحاجات الأساسية التي يجب أن تتوفر لكل إنسان وأن تشبع إشباعا كليا. وإلا كان فقيرا يحتاج إلى من يكمل له تلك الحاجات. فمن المسؤول عن توفير تلك الحاجات للفرد؟ بين الشرع أن الفرد هو المكلف بتوفير ما يحتاجه من حاجات أساسية من مأكل وملبس ومسكن له ولمن يعول، كما جاء في الآية السابقة، ولقوله عليه الصلاة والسلام: (لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب فيبيع فيأكل خير من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه ). فإن عجز الفرد عن كسب كفايته: فعلى أقاربه ممن يستحقون ميراثه كالأبناء والآباء والإخوة. أي العصبة. فإن انعدم الأقارب أو كانوا عاجزين عن كفايته, فكفايته على بيت المال "من ترك مالا فلورثته, ومن ترك كلاً فإلينا ". أما من أين تنفق الدولة على الفقراء؟ فإنها تنفق عليهم من أموال الزكاة التي محلها هو حرز خاص في بيت المال لأن الزكاة ليست من أموال الدولة فلا تخلط أموالها بأموال الدولة من غنائم وفيء وخراج وجزية، إلا أن الشرع كما ذكر الحديث الشريف قد خول للدولة إنفاق أموال الزكاة على مستحقيها، وهم الأصناف الثمانية الذين ذكروا في القرآن الكريم والفقير هو أحد هؤلاء الثمانية، كما تنفق عليهم من أملاك الدولة من الغنائم والجزية والخراج والفيء .... بل إنها تفرض لأجلهم ضريبة على الأغنياء إن لم تكفِ أموال الزكاة ولم يكن في بيت المال من الأموال ما يكفي لسد حاجتهم. مستمعينا الكرام: إن أهمية تحديد معنى الفقر ومن هو الفقير ترجع لضرورة إحسان تطبيق أحكام الله ومنها أحكام الزكاة ومسؤولية الدولة تجاه رعاياها، فلا يجوز أن يبقى فقير في دولة الإسلام دون حصوله على كفايته من المأكل والملبس والمسكن. ولا يجوز المساواة بين حاجة الفقير للحياة وحاجة الغني للكماليات. لذا فإن من الخطر تبني معنى الفقر عند الرأسماليين؛ لأنه يلبس علينا ديننا. حمانا الله من الرأسمالية ومفاهيمها الضالة المضلة، وأنعم علينا بدولة الإسلام الحامية الراعية، لتعود مفاهيم الإسلام تسيِّر المسلمين وتضبط سلوكهم دولة وأفرادا. أحبتنا الكرام، وإلى حين أن نلقاكم مع حديث نبوي آخر، نترككم في رعاية الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. 02 من محرم 1435 الموافق 2013/11/05م http://www.hizb-ut-t...nts/entry_30569 اقتباس رابط هذا التعليق شارك More sharing options...
Recommended Posts
Join the conversation
You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.