اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

سؤال عن قول الثورات المباركه ؟


Recommended Posts

في معرض حديثنا عن الثورات الثوره في الشام خاصة وذكرنا لها نقول الثوره المباركه ,

 

علما أن المباركه تكون من الله كما بارك الله الأرض المقدسه وما حولها وكما بارك في الشام فهذة جاءت بها نصوص تقول ببركتها

 

فكيف نطلق على الثورات أنها مباركه ؟ ولم يأتي نص بها هل يجوز ذلك ؟

رابط هذا التعليق
شارك

حياكم الله أخي بصير

لكن أخي أعتقد أن هذا الوصف وهو المباركه معناه أن الله هو الذي يبارك وبالتالي الأمر ليس للعبد ان يبارك شيء من هواه ولا يستطيع لاحظ قول سيدنا عيسى عليه السلام (وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ)

فالذي يبارك أي ينمي ويكثر الخير في الشيء هو الله وليس العبد

 

فأتصور وصف الثورات بأنها مباركه أي كثيرة الخير والله ولم يقل ذلك عنها , يكون تألي على الله كمن يقول فلان شهيد بدل أن يقول نحسبه شهيد

 

والله أعلم

رابط هذا التعليق
شارك

هي مباركة باذن الله أخي عماد كمن يقول ، هذا العالم المبارك أو علمه مبارك أو دعوة مباركة الخ فهي تطلق اما للخير الذي فيها أو لتمني مباركتها من الله تعالى كأنك تقول المباركة باذن الله...

رابط هذا التعليق
شارك

برك: البَرَكَةُ محرَّكَةً : النَّماءُ والزِّيادَةُ وقال الفَرّاءُ : البَرَكةُ : السَّعادَةُ وبه فُسِّرَ قولُه تعالَى : " رَحْمَةُ اللّهِ وبَرَكاته عَلَيكُم أَهْلَ البَيتِ " لأَنّ مَنْ أَسْعَدَه الله تعالَى بما أَسْعَدَ به النبيَ صلَّى اللّهُ عليه وسَلّمَ فقد نالَ السّعادَةَ المُبَارَكَة الدّائِمَةَ قال الأَزهرِيُّ : وكذلك الذي في التَّشَهّدِ والتَّبرِيكُ : الدُّعاءُ بها نقله الجَوْهرِيُّ للإِنْسانِ أَو غيرِه يُقال بَرَّكْتُ عليه تَبرِيكاً : أي قُلْتُ له : بارَكَ اللّهُ عليك . وطَعامٌ بَرِيكٌ كأَنّه مُبارَكٌ فيهِ قاله أَبو مالكيِ وقال الرّاغِبُ : ولمّا كانَ الخَيرُ الإِلهي يَصْدُرُ من حيثُ لا يُحَسّ وعلى وجهٍ لا يُحْصَى ولا يُحْصَر قِيل - لكُلِّ ما يُشاهَدُ منه زيادَةٌ غيرُ مَحْسَوسة - : هو مُبارَكٌ وفيه بَرَكَةٌ وِإلى هذه الزّيَادَةِ أشِيرَ بما رُوِى إِنّه لا يَنْقُصُ مالٌ من صَدَقَةٍ . ويُقال : بارَكَ اللّهُ لَكَ وفِيكَ وعَلَيك وبارَكَكَ أي : وضَع فيهِ البَرَكَة وفي حَدِيث الصَّلاةِ علَى النَّبيِّ صلّى اللّهُ عليه وسَلّم : " وبارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وعلى آل مُحَمَّد اقرأ المزيد

تاج العروس

اخي النبيه النبهاني ما دام معناها في اللغة : النماء ، والزيادة، والسعادة،والزيادة التي لا تنقس، فما المانع من استعمالها لوصف الثورات......

رابط هذا التعليق
شارك

طيب اخواني أنقل لكم من قاله العلماء والتي فهمت منها أن البركة أمرا من الله أما العبد فيقول مبارك عن الشيء من باب الدعاء وليس الوصف

 

 

قال ابن القيم -رحمه الله- "فصل البركة المضافة لله: وأما البركة فكذلك نوعان أيضاً: أحدهما: بركة هي فعله تبارك وتعالى، والفعل منها بارك، ويتعدى بنفسه تارة، وبأداة على تارة، وبأداة في تارة، والمفعول منها مبارك، وهو ما جعل كذلك فكان مباركاً بجعله تعالى. والنوع الثاني: بركة تضاف إليه إضافة الرحمة والعزة، والفعل منها تبارك، ولهذا لا يقال لغيره ذلك، ولا يصلح إلا له -عز وجل- فهو سبحانه المبارك...

بدائع الفوائدجزء 2- صفحة 410

 

فيكون معنى قول تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ}(1) سورة الفرقان، "تفاعل مطاوع بارك، وهو فعل لا يتصرف، ولم يستعمل في غيره تعالى، فلا يجيء منه مضارع، ولا اسم فاعل ولا مصدر،

قال الطرماح:

تباركت لا معط لشيء منعته وليس لما أعطيت يا رب مانع

 

تفسير البحر المحيط (ج 8 / ص 342)

 

قال الطبري: "وقوله(الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ( يقول تعالى ذكره: الذي جعلنا حوله البركة لسكانه في معايشهم وأقواتهم وحروثهم وغروسهم. لأن البركة لا تفارقه جعلنا الله تعالى في بركاته ونفعنا بشريف آياته"

تفسير الطبري - (ج 17 / ص 351)

 

وبارك سبحانه في أرض الشام، قال تعالى(وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ) قال الألوسي: "والمراد بهذه الأرض أرض الشام، وقيل: أرض مكة، وقيل: مصر، والصحيح الأول، ووصفها بعموم البركة، لأن أكثر الأنبياء عليهم السلام بعثوا فيها، وانتشرت في العالم شرائعهم التي هي مبادىء الكمالات والخيرات الدينية والدنيوية، ولم يقل: التي باركناها للمبالغة بجعلها محيطة بالبركة، وقيل: المراد بالبركات النعم الدنيوية من الخصب وغيره، والأول أظهر وأنسب بحال الأنبياء عليهم السلام"

تفسير الألوسي - (ج 12 / ص 430 )

 

وقال تعالى(فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ) "وسبب البركة حدوث أمر ديني فيها، وهو تكليم الله إياه وإظهار المعجزات عليه"

تفسير النيسابوري (ج 6 / ص 100)

رابط هذا التعليق
شارك

قال جل وعلا **ولو ان اهل القرى امنوا وتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض**

 

ان البركة من الله سبحانه وتعالى وهى مقرونة بالايمان والعمل الصالح

فالعمل ان كان فى طاعة الله كان مباركا وان كان فى معصية كان مسخطا

والثورة السورية هى ثورة لتحكيم شرع الله ان نجحت وبقيت كذلك فهى مباركة

وان انحرفت سخط الله عليها

نسئل العلى القدير ان تكون الاولى

رابط هذا التعليق
شارك

أخي أبو يوسف السلام عليكم

 

الذي يبارك القرى اذا أمنت واتقت الله جل وعلا وذلك بحسب وجود العمل الصالح الذي يرضاه وهذا من علم الغيب , لذلك هل يصح القول عن أرض خصبه وسماء ممطره في أمريكا مثلا أنها مباركة ؟!

 

أقصد أن الموضوع مختلف أخي العزيز

رابط هذا التعليق
شارك

في معرض حديثنا عن الثورات الثوره في الشام خاصة وذكرنا لها نقول الثوره المباركه ,

 

علما أن المباركه تكون من الله كما بارك الله الأرض المقدسه وما حولها وكما بارك في الشام فهذة جاءت بها نصوص تقول ببركتها

 

فكيف نطلق على الثورات أنها مباركه ؟ ولم يأتي نص بها هل يجوز ذلك ؟

الثورة هي جروج على الحكام الجبريين فهل هذا مما يباركة رب العزة سبحانه وتعالى ام هو امر مشؤوم

الثورة هي اعلاء الصوت من قبل الامة في وجه من اغتصب سلطانهافهل هذا امر مبارك ام مشؤوم

الثورات خرجت من المساجد تعلي اصوات التكبير وتطالب بشرع الله فهل هذا امر مبارك ام مشؤوم

الثورات اظهر حب شباب الامة للتضحية والشهادة عند سلاطين الجور بعد ان كان مضروب عليهم الوهن فهل هذا الامر مبرك ام مشؤوم

اظنها ثورات مشؤومة :P

رابط هذا التعليق
شارك

أخي عماد تأمّل هذه الألفاظ:

 

قولك لشخص " حج مبرور" أو " تقبّل الله" أو " عيد مبارك" أو "تبارك الله" أو "عظّم الله أجركم" الخ فهي من باب الدعاء و هي معلّقة بقبول الله له طبعا لأن البركة من الله و قبول الاعمال و عظم الأجر و غيرها، فيكون قولنا من هذا الباب و ليس من باب الحكم على الشيء بأنه مبرور أو مقبول أو مبارك لأن هذا علمه عند الله و بيده انما قولنا بهذا اللفظ مجازا القصد منه التمنّي و الدعاء لا الحكم على الشيء. و الله أعلم.

رابط هذا التعليق
شارك

بارك الله بكم اخوتي جميعا وما تفضلت به أخي علاء هو الصواب بعينه فحين نقول الثورة المباركة نقصد الدعاء أن يجعلها الله مباركة أي فيها خيرا كثيرا

 

أخي مراد يبارك الله ذلك ان شاء

تم تعديل بواسطه عماد النبهاني
رابط هذا التعليق
شارك

باية حال فالثورة الشامية استثناء اخي عماد صدقا انها استثناء بكل المقاييس وبكل ما للكلمة من معنى

 

فان كان ما سبقها من ثورات لا تستحق اعتبارها مباركة

 

فثورة اهل الشام تستحق....لعمري انها تستحق....ودواعي استحقاقها غنية عن البيان والتعريف

 

والى الله سبحانه نتضرع وبقلوب خاشعة واعين شاخصة دامعة ان يتم عليها نعمته فتنتهي نهاية تجعل فيها كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا السلفى فيعز الاسلام وهله ويذل الكفر والكافرين....عاجلا غير اجل اللهم امين

تم تعديل بواسطه مقاتل
رابط هذا التعليق
شارك

سُئل شيخ الإسلام ابن تمية - رحمه الله - "عمن يقول: قُضيت حاجتي ببركة الله وبركة الشيخ"، فأجابه - رحمه الله - "بأن هذا منكر من القول، فإنه لا يقرن بالله في مثل هذا غيره، كما نهي النبي - صلى الله عليه وسلم - من قال: "ما شاء الله وشئت". وقول القائل ببركة الشيخ قد يعني بها دعاءه وأسرع الدعاء إجابة: دعاء غائب لغائب، وقد يعني بها بركة ما أمره به وعلمه من الخير، وقد يعني بها بركة معاونته له على الحق وموالاته في الدين، ونحو ذلك فهذه كلها معانٍ صحيحة، وقد يعني بها دعاءه للميت والغائب، إذ استقلال الشيخ بذلك التأثير أو فعله لما هو عاجز عنه، أو غير قادر عليه، أو غير قاصد له، متابعته أو مطاوعته على ذلك من البدع والمنكرات.. ونحو هذه المعاني الباطلة[1].

 

إذاً فيكون هذا اللفظ من الألفاظ المجملة المحتملة للحق والباطل فيحسن التوقي منها - والله أعلم - [2].

 

ومن ذلك قول بعضهم "تباركت علينا يا فلان" قال الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد: "ولا يظهر لي فيها محذور، وفي تقرير للشيخ محمد بن إبراهيم لما سُئل عن قول بعض العامة "تباركت علينا يا فلان، أو يا فلان تباركت علينا؟"، قال: "هذا لا يجوز، فهو تعالى المُبَارِك، والعبد هو المُبَارَك، وقول ابن عباس "تبارك الله تعاظم" يريد أنه مثله في الدلالة على المبالغة، والبركة: هي دوام الخير وكثرته، ولا خير أكثر وأدوم من خيره سبحانه، والخلق يكون في بعضهم شيء ولا يبلغ النهاية فيقال: مبارك، أو فيه بركة.. وشبه ذلك"[3]. أ. هـ.

 

والأولى ترك هذا اللفظ "تباركت ونحوها" لاختصاصه بالله، وإن كان القصد حسناً.

 

وسُئل الشيخ ابن عثيمين عن قول بعضهم "كلك بركة" قال"لا بأس، مثل قول الصحابي: ما هي بأول بركتكم يا آل أبي بكر"[4].

 

ومن ذلك قول بعضهم "على بركة الله"، وهذا اللفظ لا بأس باستعماله، فقد روى الحاكم في المستدرك من حديث محمد بن أبي عيسى عن أبيه عن جده في قصة قتل كعب بن الأشرف، وجاء في القصة "أن محمداً بن مسلمة قال للنبي - صلى الله عليه وسلم -: أتحب أن أقتله، فصمت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: ائت سعد بن معاذ فاستشره، قال: فجئت سعد بن معاذ، فذكرت ذلك له، فقال: "اِمْضِ عَلَى بَرَكَةِ اللَّهِ"[5].

 

ومن الألفاظ المستعملة قول بعضهم "هذا رجل مبارك، أو هذا يوم مبارك، أو ليلة مباركة"، فإذا كان القصد أن هذا اليوم مبارك لما حصل فيه من الخير والنفع فهذا صحيح من هذا الوجه، كما قال تعالى ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ﴾ [الدخان: 3]، فهي ليلة مباركة لما حصل فيها من الخير العظيم، وهو نزول هذا القرآن فيها.

 

أما قول: "هذا رجل مبارك"فإن كل مسلم مبارك، وعلى حسب تقواه ونفعه للناس تكون بركته، روى البخاري ومسلم من حديث عبدالله بن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِنَّ مِنْ الشَّجَرِ لَمَا بَرَكَتُهُ كَبَرَكَةِ الْمُسْلِمِ"[6].

 

والأولى أن يضيف إليها عند اللزوم "نحسبه والله حسيبه، ولا نزكي على الله أحداً".

 

ومن ذلك قول بعضهم إذا دخل منزلاً "منزل مبارك"، والذي يظهر جواز هذا اللفظ لأنه خرج مخرج الدعاء لصاحب المنزل بالبركة في منزله، قال تعالى ﴿ وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ ﴾ [المؤمنون: 29]، ومن ذلك قول بعضهم إذا زاره أخاه "زارتنا البركة" وهذه الكلمة فيها تفصيل إن كان المعنى أن الله يبارك في زيارتك لنا ويحل فيها البركة فلا بأس بذلك، وتكون بمعنى الدعاء، وإن كان المعنى زارتنا البركة: أي أنك مبارك في زيارتك لنا، فهذا فيه تزكية للشخص الزائر فالأولى العدول عن هذه الكلمة.

 

وأما قول القائل "نحن في بركة فلان" أو من وقت حلوله عندنا حلت البركة، قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -: "فهذا كلام صحيح باعتبار، باطل باعتبار".

 

فأما الصحيح: فأن يراد به أنه هدانا وعلمنا وأمرنا بالمعروف ونهانا عن المنكر، فببركة اتباعه وطاعته حصل لنا من الخير ما حصل، فهذا كلام صحيح.

 

كما كان أهل المدينة لما قدم عليهم النبي - صلى الله عليه وسلم - في بركته لما آمنوا به، وأطاعوه، فببركة ذلك حصل لهم سعادة الدنيا والآخرة، بل كل مؤمن آمن بالرسول وأطاعه؛ حصل له من بركة الرسول بسبب إيمانه وطاعته من خير الدنيا والآخرة ما لا يعلمه إلا الله.

 

وأيضاً إذا أُريد بذلك أنه ببركة دعائه وصلاحه دفع الله الشر وحصل لنا رزق ونصر، فهذا حق، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - "هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلاَّ بِضُعَفَائِكُمِ: أي بدعائهم، وصلاتهم، وإخلاصهم؟"، وقد يدفع العذاب عن الكفار والفجار؛ لئلا يصيب من بينهم المؤمنين ممن لا يستحق العذاب، ومنه قوله تعالى ﴿ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ ﴾ إلى قوله ﴿ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا [الفتح: 25] فلولا الضعفاء المؤمنون الذين كانوا بمكة بين ظهراني الكفار لعذَّب الله الكفار، وكذلك قال النبي - صلى الله عليه وسلم- "وَلَولا مَاَ في البِيوتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالذَرَارِي لأمَُرَت بِالصَّلاةِ فَتُقَامَ، ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ، إِلَى قَوْمٍ لا يَشْهَدُونَ الصَّلاةَ مَعَنَا، فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ".

 

وكذلك ترك رجم الحامل حتى تضع جنينها، وقد قال المسيح - عليه السلام- ﴿ وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ [مريم: 31]، فبركات أولياء الله الصالحين باعتبار نفعهم للخلق بدعائهم إلى طاعة الله، وبدعائهم للخلق وبما ينزل الله من الرحمة، ويدفع من العذاب بسببهم: حقٌ موجود، فمن أراد بالبركة هذا، وكان صادقاً فقوله حق.

 

وأما "المعنى الباطل" فمثل أن يريد الإشراك بالخلق: مثل أن يكون رجل مقبوراً بمكان فيظن أن الله يتولاهم لأجله، وإن لم يقوموا بطاعة الله ورسوله، فهذا جهل. فقد كان الرسول - صلى الله عليه وسلم- سيد ولد آدم مدفوناً بالمدينة عام الحرة، وقد أصاب أهل المدينة من القتل والنهب والخوف ما لا يعلمه إلاَّ الله؛ وكان ذلك لأنهم بعد الخلفاء الراشدين أحدثوا أعمالاً أوجبت ذلك، وكان على عهد الخلفاء يدفع الله عنهم بإيمانهم وتقواهم؛ لأن الخلفاء الراشدين كانوا يدعونهم إلى ذلك، وكان ببركة طاعتهم للخلفاء الراشدين، وبركة عمل الخلفاء معهم، ينصرهم الله ويؤيدهم.

 

وكذلك الخليل - عليه السلام - مدفون بالشام وقد استولى النصارى على تلك البلاد قريباً من مئة سنة، وكان أهلها في شر، فمن ظن أن الميت يدفع عن الحي مع كون الحي عاملاً بمعصية الله؛ فهو غالط.

 

وكذلك إذا ظن أن بركة الشخص تعود على من أشرك به وخرج عن طاعة الله ورسوله، مثل أن يظن أن بركة السجود لغيره، وتقبيل الأرض عنده، ونحو ذلك يحصل له به السعادة، وإن لم يعمل بطاعة الله ورسوله، وكذلك إذا اعتقد أن ذلك الشخص يشفع له، ويدخله الجنة بمجرد محبته وانتسابه إليه، فهذه الأمور ونحوها مما فيه مخالفة الكتاب والسنة، فهو من أحوال المشركين وأهل البدع، باطل لا يجوز اعتقاده ولا اعتماده، والله سبحانه وتعالى أعلم[7].

 

هل يجوز التسمية بالبركة:

قال ابن القيم في بيان الأسماء المكروهة: روى أبو داود في سننه من حديث جابر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "إِنْ عِشْتُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَنْهَى أُمَّتِي أَنْ يُسَمُّوا نَافِعًا وَأَفْلَحَ وَبَرَكَةَ"، قال الأعمش: ولا أدري ذكر نافعاً أم لا، فإن الرجل يقول إذا جاء أثم بركة فيقولون لا [8].

 

وروى مسلم في صحيحه من حديث جابر بن عبدالله يقول: "أَرَادَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - أَنْ يَنْهَى عَنْ أَنْ يُسَمَّى بِيَعْلَى، وَبِبَرَكَةَ، وَبِأَفْلَحَ، وَبِيَسَارٍ، وَبِنَافِعٍ، وَبِنَحْوِ ذَلِكَ. ثُمَّ رَأَيْتُهُ سَكَتَ بَعْدُ عَنْهَا، فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ قُبِضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَلَمْ يَنْهَ عَنْ ذَلِكَ، ثُمَّ أَرَادَ عُمَرُ أَنْ يَنْهَى عَنْ ذَلِكَ، ثُمَّ تَرَكَهُ"[9].

 

وفي معنى هذا مبارك، ومفلح، وخير، وسرور، وما أشبه ذلك فإن المعنى الذي كره له النبي - صلى الله عليه وسلم - التسمية بتلك الأربع موجود فيها، فإنه يقال: أعندك خير؟ أعندك سرور؟ أعندك نعمة؟ فيقول: لا، فتشمئز القلوب من ذلك، وتدخل في باب النطق بالمكروه.

 

وفي الحديث: أنه كره أن يُقال خرج من عند برة، مع أن فيه معنى آخر يقتضي النهي وهو تزكية النفس بأنه مبارك، ومفلح، وقد لا يكون ذلك[10].

 

وروى مسلم في صحيحه من حديث محمد بن عمرو بن عطاء، قال: سَمَّيْت ابنتي "برة" فقالت لي زينت بنت أبي سلمة: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى عن هذا الاسم، وسَمَّيت "برة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا تُزَكُّوا أَنْفُسَكُمْ اللَّهُ أَعْلَمُ بِأَهْلِ الْبِرِّ مِنْكُمْ، فَقَالُوا: بِمَ نُسَمِّيهَا؟ قَالَ: سَمُّوهَا زَيْنَبَ"[11].

 

قال النووي: "قال أصحابنا يكره التسمية بهذه الأسماء المذكورة في الحديث وما في معناها، ولا تختص الكراهة بها وحدها، وهي كراهة تنزيه لا تحريم، والعلة في الكراهة ما بينه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قوله: فإنك تقول أثم هو فيقول: لا، فكره لبشاعة الجواب، وربما أوقع بعض الناس في شيء من الطيرة، وأما قوله: أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ينهي عن هذه الأسماء، فمعناه: أراد أن ينهي عنها نهي تحريم، فلم ينه، وأما النهي الذي هو لكراهة التنزيه، فقد نهى عنه في الأحاديث الباقية"[12].

 

 

 

[1] الفتاوى (27-95-96).

 

[2] معجم المناهي اللفظية ص173.

 

[3] معجم المناهي اللفظية ص628، فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم (1/207).

 

[4] ثمرات التدوين.

 

[5] (4/541-542) برقم 5897، وأصل القصة في الصحيحين.

 

[6] ص1075 برقم 5444، وصحيح مسلم ص1130 رقم 2811.

 

[7] الفتاوى (11/115).

 

[8] ص537 برقم 4960، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود (3/937) برقم 4149.

 

[9] ص884 برقم 2138.

 

[10] معجم المناهي اللفظية ص112.

 

[11] ص885 برقم 2142.

 

[12] صحيح مسلم بشرح النووي (5/119).

رابط هذا التعليق
شارك

جزاك الله خيرا أخانا علاء ، فلبّ القول ما قلت

وفيما نقلتُ سابقا تأكيدٌ لما تفضلت به

أما قول: "هذا رجل مبارك"فإن كل مسلم مبارك، وعلى حسب تقواه ونفعه للناس تكون بركته، روى البخاري ومسلم من حديث عبدالله بن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إِنَّ مِنْ الشَّجَرِ لَمَا بَرَكَتُهُ كَبَرَكَةِ الْمُسْلِمِ"[6].

 

والأولى أن يضيف إليها عند اللزوم "نحسبه والله حسيبه، ولا نزكي على الله أحداً".

 

ومن ذلك قول بعضهم إذا دخل منزلاً "منزل مبارك"، والذي يظهر جواز هذا اللفظ لأنه خرج مخرج الدعاء لصاحب المنزل بالبركة في منزله، قال تعالى ﴿ وَقُلْ رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلًا مُبَارَكًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ ﴾ [المؤمنون: 29]، ومن ذلك قول بعضهم إذا زاره أخاه "زارتنا البركة" وهذه الكلمة فيها تفصيل إن كان المعنى أن الله يبارك في زيارتك لنا ويحل فيها البركة فلا بأس بذلك، وتكون بمعنى الدعاء،

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...