سافر بخيالك! (2/2) بقلم سلمان عودة

[طارق]

سافر بخيالك! (2/2)

 

 

 

10Share on print

 

سلمان العودة

 

25

يناير

2013

05:41 PM

 

 

http://www.almesryoo...=summary_medium

 

ليس بالمستطاع تصور نجاح دون خيال يسبقه

الطائرة والهاتف والكمبيوتر والتلفاز والسيارة.. كانت صورًا في خيال مجنح، قبل أن تصبح أجهزة في مدننا أو بيوتنا أو جيوبنا!

ملاحظة الطيور، ثم فكرة "بساط الريح" ألهمت عباس بن فرناس، ثم الأخوين رايت اكتشاف الطائرة.

كان توماس أديسون يقول: لكي تخترع تحتاج إلى خيال خصب وكومة من الخردة!

إنه ليس اكتشاف المصباح الكهربائي فحسب، بل اكتشاف طرق الحياة والنجاح والإبداع والتغيير.

إنه المنجم الدائم الذي يستخرج منه العلماء والأدباء موادهم الخام فتتحول بأيديهم إلى أعمال خالدة على مر الزمان.

كتب العالم الألماني "يوهان كيبلر" (1571-1630م) قصة رحلة إلى القمر، ووصف القمر، وكيف انعتق هو من الأرض وجذبه القمر إليه، وكان حديثه استباقاً لنظرية الجاذبية الأرضية.

اللاعب الذي يمتلك خيالاً واسعًا يحطم الرقم القياسي في الأولمبياد.

والآخر الذي يتسرب إليه وهْم السقوط يكون على موعد معه غالبًا.

حين تجري مقابلة أو اختبار قياس وأنت مستعد لها تمامًا ولكن خيالات الفشل كانت تلح عليك فالنتيجة قد تكون هي الإخفاق!

أنت هنا تتخذ من الخيال ومن قانون الجذب سلاحًا ضدك، والبلاء موكل بالمنطق، والله يقول: «أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي».

وحين تحلم بالنجاح ووقتك ضائع بين ألعاب الكمبيوتر وسمر الأصدقاء ورحلات البر، فسوف تحصل على الإفلاس، وإن كان الخيال هنا فطريًا كما يقول المصريون: "الجوعانة تحلم بسوق العيش".

حين يتأخر زوجك عن المنزل كيف ستتخيلين الأمر؟ هل ستتوقعينه أصيب بمكروه؟ أم ستظنينه شُغل بموعد غرام حرام؟ حسب تخيلك سيكون استقبالك له ساعة قدومه.

حين تتخيل نفسك مندمجًا مع صبيانك وبنياتك في جو عاطفي جميل، ستبدو وكأنك عشت اللحظة.

وحين تتخيل مكروهًا أصابك وبقي أطفالك من بعدك في أمس الحاجة إليك، بعدما امتلأت حياتهم بك فستدمع عينك، ويخفق قلبك باِلْتياع.

حين ترجع للوراء وتتخيل تلك اللحظة التي سجد فيها الملائكة لوالدك العظيم "آدم"، كم سيصنع هذا فيك من الشعور بالكرامة الإنسانية، والامتلاء بالامتنان العظيم للخالق الذي خلقك فسواك فعدلك، وخصَّك بالفضيلة عمن سواك، فلا تطأطئ رأسك لغيره، وسيضبط تعاملك مع بني جنسك بلا هوان ولا طغيان.

سَأُلزِمُ نَفسي الصَفحَ عَن كُلِّ مُذنِبٍ وَإِن كَثُرَت مِنهُ عَلَيَّ الجَرائِمُ

فَما الناسُ إِلّا واحِدٌ مِن ثَلاثَةٍ شَريفٌ وَمَشروفٌ وَمِثلٌ مُقاوِمُ

فَأَمّا الَّذي فَوقي فَأَعرِفُ فَضلَهُ وَأُتبِعُ فيهِ الحَقَّ وَالحَقُّ لازِمُ

وَأَمّا الَّذي مِثلي فَإِن زَلَّ أَو هَفا تَفَضَّلتُ إِنَّ الفَضلَ بِالعِزِّ حاكِمُ

وَأَمّا الَّذي دوني فَإِن قالَ صُنتُ عَن إِجابَتَهِ عَرضي وَإِن لامَ لائِمُ

(الخليل الفراهيدي)

الخيال مُحسّن للأخلاق ومساعد على التسامح، عندما تضع نفسك مكان شخص آخر لتعرف سبب خطئه أو حقيقة شعوره أو تلتمس له العذر.. فأنت تضع نفسك هنا بالخيال وتتقمَّص شخصيته.

إذا اصطدم الخيال مع الإرادة فالخيال عادة يغلب!

هل بمقدورك أن تجعل الخيال معززًا للإرادة وأن تستعد للامتحان، أو العمل، أو المقابلة معرفيًا، وفي ذات الوقت تصطحب خيالًا إيجابيًا يمنيك بالنجاح والفوز؟

في هذه الحالة تكون حظوظك أقوى بكثير.

الخيال ينمي مهاراتك اللغوية والحياتية والعقلية، ويعزز التفكير والإبداع.

يمكن أن يمارس الطفل لعبة "سافر بخيالك"، أو "ارسم بخيالك".

الكتب المصورة للأطفال تعزز الخيال.

ألعاب الكمبيوتر إذا أُحسن انتقاؤها.. يقوم أحد الأطفال ببناء منزل رائع، أو تصميم مكتب أو حديقة أو مدينة أو سيارة، ويخرج عن النمط المألوف..

الشاب الجامعي يمكن أن يقرأ كتابًا يفتح عينيه على هذا الكنز المدفون!

أو يحضر دورة لتنشيط الخيال وتحفيزه.

المقطوعات الأدبية والقصائد الجميلة العامرة بالأخيلة من شأنها أن تكشف الستار عن هذا الجزء المهدور من الـ"أنا"، كم ديوان شعر يوجد في مكتبتك؟ وكم قرأت منها؟ أو حفظت؟ أو أنشدت بصوت جهوري؟

الواقع وحده لا يكفي، والخيال وحده لا يكفي أيضًا، وربما جنح الخيال عن المعقول فصار شيئًا من أحلام اليقظة لا يتصل بالواقع ومعطياته، والميزان العادل يدعو إلى تنشيط الخيال وتفعيله دون إهدار الواقع واستيعابه.

إذا كان الخيال من وظائف الشق الأيمن من المخ، فالاستيعاب والإدراك من وظائف الشق الأيسر، وإهمال أحدهما مضر وخسارة لثروة تحت يدك لا تقدَّر بثمن.

أُتيحَ لي مؤخرًا أن أقرأ كتاب أ. خليل أبو قورة "الخيال العلمي وتنمية الإبداع" فأفدت منه كثيرًا.

 

تعقيب

اخي سلمان اصلحك الله وهداك الى طريق الرشاد وبعد في البداية لا اريد ان افسد عليك خيالك واعكره و الذي دعاني على التعقيب عليه هو امر واحد فقط لا يمكن ان تجمع بين الحق والخيال وان حاولت ان تلبس الخيال ثوب الوحي الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه,وعليه الخيال يبقى خيالا والحق يبقى خقيقة وان غيب عن الاذهان بتراكم الاتربة والاغبرة عليه بالتالي ياتي من يزيل هذه العوامل فتعود الحقيقة صافية نقية ناصعة البياض,قال تعالى.{وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِـي أنْفُسِكُمْ أوْ تُـخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللّهُ}.( حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال حدثني حجاج عن ابن جريج عن الزهري ، عن عبد الله بن عباس قال : لما نزلت ، ضج المؤمنون منها ضجة وقالوا : يا رسول الله ، هذا نتوب من عمل اليد والرجل واللسان ! كيف نتوب من الوسوسة ؟ كيف نمتنع منها ؟ فجاء جبريل - صلى الله عليه وسلم - بهذه الآية " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها " إنكم لا تستطيعون أن تمتنعوا من الوسوسة .)ان لم نستطيع ان نكبح الخيال في بعض الامور مثل ما ذكرت نسمع صوت امرأة على الهاتف فلا يعطينا ذلك ان ننقل الخيال الى اللسان فنتحدث في عرضها. نعم اخي سلمان انه الوحي والتعامل معه دونه خرط القتاد وعمدة فهم النصوص واستنباط الاحكام والحلول لمشاكلنا واخذ العبر واستخراج الامثلة منه وغيره الكثير هو العقل الذي جعل الانسان افضل مخلوقا في هذا الكون حتى انه افضل من الملائكة,والعقل يتعامل مع الواقع المحسوس بحواسه الخمس على حسب نوع الواقع الذي يريد نقل الاحساس به الى الدماغ مع وجود معلومات سابقة يفسر هذا الواقع او يصدر الحكم عليه.قال تعالى.وعلم آدم الاسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال انبئوني بأسماء هؤلاء ان كنتم صادقين.الى قوله تعالى.قال يا آدم انبئهم بأسمائهم.الى اخر الايات الكريمة.وفي ايات كثيرة تدعوا الانسان بعقله الى الوصول للايمان بالله تعالى كما هو في فهم الاسلام والتقيد باحكامه ولم تترك الوجدان الذي يعتمد على الدافع الغريزي وحده طريق للوصول للنتائج الحقيقية والصادقة ,لانه لو ترك لوحده للوصول الى النتائج تكون التخيلات لا علاقة لها بالحقيقة والواقع ,وما الخرافات والترهات والكفر او الضلال الا نتيجة لخطأ الوجدان الذي يحلق به الخيال الى الاوهام.واذا ما عرضنا طرق المعرفة والوصول بها الى النتائج يمكن ان نلخصها في ثلاثة طرق اولها العقل الذي به عرفنا حقيقة وجودنا في هذا الكون بمعرفتنا لوجود خالق لهذا الكون والانسان والحياة وعن علاقتها جميعها بما قبل الحياة الدنيا وما بعدها.والعقل لم يتبلور حقيقته ويزيل عنه كل غموض الا في القرن الفائت حيث تكلم فيه الشيوعيين وقالوا بانه انعكاس المادة على الدماغ او العكس وهذا غير صحيح لان الانعكاس حتى يحصل يحتاج لان يكون احدهما فيه قابلية الانعكاس وهذا غير متوفر في كليهما والذي جعلهم يخطئون في تعريفه هو انكارهم الخالق لهذا الكون وبالتالى انكروا المعلومات السابقة والتعريف الصحيح هو ما قاله الشيخ تقي الدين النبهاني رحمه الله ثانيها الطريقة العلمية للوصول للنتائج وهي معرفة المادة وجمع المعلومات عنها وعن ضروفها وملابساتها واخضاعها في المخبر لعوامل غير عواملها او قريبة منها ثم استنتاج النتائج الجديدة وهذه لا تخلوا من العقل,والطريقة الثالثة المنطق وقد تحدث العالم ابن خلدون في هذه الصناعة في التفكير وبين خطأ هذا المنهج في المقدمة.اما الشق الثاني والمهم في موضوع الخيال وهل هو اساس في الاختراع والاكتشاف والابداع والجواب على ذلك فاقد الشيء لا يعطيه وليس يتخيله ثم يعطيه, لانه الذي يدفع للعمل والامتلاك والابداع والاشباع هو الدافع الغريزي والعضوي مثل غريزة البقاء والتدين والنوع وهذه تنبثق منها مظاهروتوجد فيها خواص تماما كما هو في الحاجات العضوية ومادة الكون والاشياء المادية.والانسان عندما تدفعه الغريزة او الحاجة العضوية للاشباع أي ان يحلق في السماء او يركب البحر ويغوص في اعماقه ويصعد الى الكواكب ويستبدل الدواب بالمحرك بانواعه المتعددة لم ينتقل من الدافع الى الخيال ثم الانتاج بل من الدافع يبدأ بالتفكير في الطائر كيف يطير والحيوان البرمائي كيف يغوص ويبقى في اعماق البحر دون ان يختنق وكذلك يشاهد ثمرة الشجرة تسقط على الارض دون ان ترتفع للسماء كل هذه الامور وغيرها تجعل لمن له من الناس الدقة في ملاحظة خواص الاشياء والنظام الملزمة بالسير حسبه وهي واقع محسوس ينقل الاحساس بها بحواسه الى الدماغ ويبدأ بالتجربة دون ان يكل او يمل الى الوصول الى النتيجة المرجوة,والتجربة هي التي يتوصل بها الى المعلومة الصحيحة وعليه يكون فكر منتج وليس خيال وهمي.بقية مسالة تتعلق بالخيال في ظل المبدأ الراسمالي وفي نظامه الاقتصادي يعتبر كل شيء مرغوب فيه مادة اقتصادية وعليه اوجد مؤسسة تعتني بالخيال العلمي في هليود المنتجة للافلام الخيال وذلك لامرين الربح المادي والجانب السياسي ومنه الفكري للادارة الامريكية الذي يخدم هيمنتها على العالم,ولكن انا لهم ذلك ورسول الله عليه السلام يقول بعودة الخلافة وان سلطانها سيبلغ ما بلغ الليل والنهار بعد الحكم الجبري الذي نعيشه الان والآيل للسقوط.لهذا ادعوك يا دكتور للعمل مع العاملين لها وهو امر لا تخيير فيه بل هو فرض الفروض, وتكرهه الملوك والسلام عليكم.