خبر وتعليق - في زمن الرويبضة

[صوت الخلافة]

بسم الله الرحمن الرحيم

 

في زمن الرويبضة

 

 

 

الخبر:

 

نقلا عن مسؤول بالصوناد أن الاستحمام الأكثر تبذيرا للمياه ويجب العودة إلى استخدام الطرق التقليدية. (تطبيق نبض). وقد سبق لمسؤول في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي أن صرح بأن تأخر سن الوفيات وراء إفلاس الصناديق الاجتماعية!

 

التعليق:

 

إنه لا يخفى على ذي عقل حالة الحكام الوضيعة التي يعايشون فيها شعوبهم، حيث يلعن فيها أحدهما الآخر وكأنهم يتمنون لبعضهم الفناء. كما أنه بات معلوماً لدى الفريقين أن العداوة والبغضاء أمر مقضي ولن يهنأ طرف بالعيش إلا بالقضاء على الآخر.

 

إن هذا الأمر حقيقة قطعية وهي من دلائل النبوة، حيث ثبت عن النبي ﷺ أنه قال في الحديث الذي رواه عوف بن مالك رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «... وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ، وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ»، قَالُوا: قُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلَا نُنَابِذُهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ؟ قَالَ: «لَا، مَا أَقَامُوا فِيكُمْ الصَّلَاةَ» رواه مسلم.

 

لكن ما أتحفنا به بعض وزراء تونس من تصريحات هذه الأيام لا ندري أهي عن وعي أم سقطة تكشف عن عدم عقل لدى هؤلاء! إذ يتلخص مدلول ما قالوه في أن جميع المصائب هي من وراء فعائل الشعب ولا يصلح حال البلد إلا بمعالجة هذه الظواهر! وبعبارة أخرى حتى نقضي على المشاكل يجب إلغاء الشعب!! وهذه الحالة هي حقيقة قطعية أخرى من دلائل النبوة كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه حيث قال: قال عليه الصلاة والسلام: «سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ خَدَّاعَاتُ؛ يُصَدَّقُ فِيهَا الْكَاذِبُ وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ وَيُخَوَّنُ فِيهَا الْأَمِينُ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ». قِيلَ: وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ؟ قَالَ: «الرَّجُلُ التَّافِهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ» (رواه أحمد وابن ماجه).

 

إن هذه الحالة التي وصل إليها المسؤولون والحكام ليست قصرا على تونس إنما هي حالة عامة تتجاوز بلاد المسلمين؛ فها هو عراب البيت الأبيض لا يفوت يوم إلا وتصدر عنه حماقة وصار محل تندر وسخرية لدى الجميع، لكن كل من حوله يتجاوزن عنه، ينعقون وهم يعلمون! إمعات إذا أساء الناس أساؤوا ولا يقبلون الصلاح!

 

هذا هو زمن الرويبضة كما أخبرنا عنه سيد الخلق سيدنا محمد عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وهذا الزمان هو مؤذن بزوال طغاته ومن والاهم على أيدي المصلحين الذين يصلون ليلهم بنهارهم لاستئصال الظلم وأهله كي تشرق شمس الحق وتكون نورا يضيء سبيل الصادقين وناراً تحرق المفسدين، وتكون بذلك طويت صفحة الباطل حتى يرث الله الأرض ومن عليها.

 

﴿وَيَسْتَنبِئُونَكَ أَحَقٌّ هُوَ قُلْ إِي وَرَبِّي إِنَّهُ لَحَقٌّ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ﴾

 

 

 

كتبه لإذاعة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير

أحمد المي

عضو المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية تونس