اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

احمد زيدان: فتح دمشق.. بين تموضع الصحابة بالأمس وتموضع الثوا


Recommended Posts

فتح دمشق.. بين تموضع الصحابة بالأمس وتموضع الثوار اليوم

 

 

خلال تجوالي في مواقع الثوار بالغوطة والريف الدمشقي طوال الشهر الماضي وعبر قراءاتي لتاريخ فتح دمشق على يد الصحابة الكرام وعلى رأسهم أبي عبيدة بن الجراح وخالد بن الوليد رضي الله عنهما تبينت لي حقيقة تاريخية تتكرر اليوم وكانت قد تكررت على أيدي ثوار الغوطة أيضا خلال مقارعة الاحتلال الفرنسي في مطلع القرن الماضي، الحقيقة عنوانها أن تموضع الفاتحين واحد ..

 

فقد تمركز الصحابة الكرام أول ما تمركزوا في منطقة المقسلاط بالغوطة الشرقية ليزحفوا بعدها صوب جوبر وكان على رأسهم خالد بن الوليد وشرحبيل بن حسنة رضي الله عنهما، ولا يزال قبر حرملة بن الوليد شقيق الصحابي خالد بن الوليد رضي الله عنهما ومسجده شاهدين على ذلك، بينما كانت داريا من نصيب الصحابي الجليل أبي عبيدة بن الجراح الذي قاد جيشه من هناك و تقدم صلحا مع أهلها من خلال باب الجابية في حين تقدم خالد بن الوليد حربا من باب شرقي الذي هو من طرف جوبر وساحة العباسيين والزبلطاني حيث تدور المعارك الطاحنة بين الجيشين الحر والنظامي، وكل متتبع لوضع المعارك في دمشق وريفها يتبين له سخونة جبهتي جوبر وداريا اليوم تماما كما كانت الصور أيام الفتح الإسلامي ..

 

وحين تنسم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم نسيم الغوطة وبردى وتذوقوا ماء الفيجة، قرر بعضهم السكنى بالشام لا سيما وأن أحاديث النبي عليه الصلاة و السلام تحض على السكن بها، والأحاديث في هذا الباب كثيرة، وقد قال لاحقا أبو بكر الخوارزمي إن جنان الأرض أربع : صُغد سمرقند، ونر الأُبلة، وشعب بوّان ، وغوطة دمشق، وأضاف: «إنه زارها كلها فكان رأيه أن فضل غوطة دمشق على الثلاث كفضل الأربع على غيرهن وكأنها الجنة وقد زخرفت وصُوّرت على وجه الأرض»، ولذلك قيل لولا الغوطة ما كانت دمشق من أجمل مدن العالم، ولولا دمشق ووجود السلطان فيها لعاثت البادية في الغوطة..

 

وقد قال بعض المفسرين في قوله تعالى:»إرم ذات العماد التي لم يخلق مثلها في البلاد» بأن ذات العماد هي دمشق حاضرة الغوطة العظمى، وكان فيها على ما قيل أربعمائة ألف عمود، وفي قوله تعالى: «وآويناهما إلى ربوة ذات قرار ومعين» قيل إنها أيضا مدينة دمشق بأرض يقال لها الغوطة.

 

هذا البعد الديني والجمالي هو ما دفع بني أمية إلى اختيار دمشق لتكون عاصمة لدولتهم وهم يستمعون لحديث النبي عليه الصلاة والسلام: «بينما أنا نائم فإذا بعمود الكتاب قد انتزع من تحت رأسي فظننت أنه مذهوب به فأتبعته بصري فإذا هو بالشام، ألا وإن الإيمان حين تقع الفتن في الشام» أو كما قال عليه الصلاة و السلام . ولذا فقد أدرك بنو أمية هذه الحقيقة النبوية فاختاروا دمشق عاصمة لدولتهم، فرعوها حق رعايتها واهتموا بها وبغوطتها وهو ما دفع الأب لامنس إلى القول: «.. وما دمشق إلا حسنة من حسنات بني أمية.»

 

وحين نرى الدعم الإيراني الرهيب للنظام السوري واستقدام شيعة من أفغانستان والعراق نتذكر عبقرية الشام ونتذكر معها مقولة هرقل حين قال بعد أن هزمه أجداد ثوار اليوم: «السلام عليك يا سورية، سلام لا اجتماع بعده، ولا يعود إليك رومي بعدها إلا خائفا»

 

http://www.alarab.qa/details.php?artid=235958

رابط هذا التعليق
شارك

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل
×
×
  • اضف...