اذهب الي المحتوي
منتدى العقاب

المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير - إصدارات وبيانات صحفية متنوعة (أرشيف)


صوت الخلافة

Recommended Posts

Peut être une image de une personne ou plus et texte

بسم الله الرحمن الرحيم

جواب سؤال

الصين ومقترح السلام في أوكرانيا

https://hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/ameer/political-questions/87317.html

 

 

السؤال:

 

جاء في موقع العربية في 27/2/2023 (الكرملين: نرحب بخطة السلام الصينية لكن التسوية بعيدة)، وكذلك جاء في موقع قناة اليوم 27/2/2023 (قال الكرملين إنّ روسيا تنظر باهتمامٍ إلى خطة السلام الصينية في أوكرانيا، مشيراً إلى أن تفاصيلَ المقترح بحاجةٍ لتحليلٍ وحسابات دقيقةٍ على حدِّ وصفه). وكان بوتين في 21/2/2023 قد أعلن ("أن روسيا علقت مشاركتها في معاهدة نيو ستارت الموقعة مع الولايات المتحدة"... الأناضول، 21/2/2023). وقد جاءت هذه التصريحات بعد زيارة بايدن إلى كييف في 20/2/2023 والتقائه الرئيس الأوكراني زيلينسكي حيث قال بايدن (إن أوكرانيا ستحصل على حزمة مساعدات عسكرية جديدة بقيمة 500 مليون دولار يُعلن عنها الثلاثاء... سكاي نيوز عربية 20/2/2023). وقد سبق هذه التصريحات إعلان وزير الخارجية الصيني "وانغ يي" أثناء مؤتمر ميونخ للأمن بأن الصين لديها مبادرة للسلام في أوكرانيا، وقال ("هذه الحرب لا يمكن أن تستمر في الاشتعال"... CNN عربية، 18/2/2023).

 

والسؤال: هل الصين قادرة على إيقاف الحرب في أوكرانيا؟ ولماذا تتقدم الصين بهذه المبادرة بعد مرور عام على اندلاع الحرب؟ ثم لماذا ترحب روسيا بالخطة ثم تقول التسوية بعيدة؟ وما حظها من النجاح؟

 

 

الجواب:

 

حتى يتضح الجواب على التساؤلات أعلاه نستعرض الأمور التالية:

 

أولاً: الدول ذات التأثير بالنسبة للحرب الروسية الأوكرانية:

 

1- أمريكا: لقد نجحت أمريكا بقيادة الرئيس بايدن بإزالة الشكوك الأوروبية حول القيادة الأمريكية للعالم الغربي، فقامت إدارة بايدن بتوحيد الجهود الغربية لتقديم المساعدات العسكرية وغير العسكرية لأوكرانيا حتى تصمد في وجه الهجوم الروسي، ووحدت الغرب في فرض عقوبات اقتصادية على روسيا، ونجحت في تقطيع شرايين الطاقة الروسية عن أوروبا، بل وضمت دولاً بعيدة عن أوروبا للعقوبات التي تفرضها على روسيا مثل اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا، وأعادت الحياة لحلف الناتو بعد أن أصبح محل شك إبان إدارة ترامب السابقة، وأخذت إدارة بايدن تزيد من السلاح لأوكرانيا، وأعلنت بأن هدفها هو هزيمة روسيا في أوكرانيا.

 

2- الدول الكبرى في أوروبا: فيما لم يعد ممكناً تمييز المواقف البريطانية عن المواقف الأمريكية ضد روسيا، فإن ألمانيا وفرنسا قد لحقتا بتلك المواقف بعد ذلك، فمع كل قطع لشرايين الطاقة الروسية عن أوروبا كانت ألمانيا تزيد من مواقفها المناهضة لروسيا، حتى إن وزيرة الخارجية الألمانية بيربوك قد قالت في معرض جهودها لتوحيد المواقف الأوروبية بخصوص تزويد أوكرانيا بالدبابات: (نحن نخوض حربا ضد روسيا وليس ضد بعضنا البعض... الشروق، 24/1/2023) ليصفها الرئيس الروسي السابق مديفيدف بـ"الحمقاء المفيدة" (الأناضول، 29/1/2023)، أي أنها تعترف بأن أوروبا طرف في النزاع الأوكراني. وأما فرنسا التي واجهت انتقادات حلفائها بسبب اتصالات رئيسها بالرئيس الروسي فقد أخذت أخيراً تركب القطار نفسه الذي ركبته قبلها الدول الأوروبية خلف المقطورة الأمريكية ضد روسيا، فقال رئيسها ماكرون أثناء عودته من مؤتمر ميونخ بحسب سكاي نيوز عربية، 19/2/2023: (أريد أن تهزم روسيا في أوكرانيا وأريد أن تتمكن أوكرانيا من الدفاع عن موقفها).

 

3- روسيا: بعد هالة القوة التي كانت تغطي الجيش الروسي دولياً فقد كشفت الحرب في أوكرانيا نقاط ضعف خطيرة أنزلت من مرتبة الجيش الروسي الذي انهزم حول كييف، وفي خاركييف، وأخيراً في خيرسون، وبعد أن كان الجيش الروسي عماد عظمة روسيا فإنه لم يتبق منه إلا قوة روسيا النووية فقط كركيزة دولية لعظمتها، وأما الاقتصاد الروسي فهو أصلاً ضعيف.. وسياسياً فإن أمريكا وأوروبا قد نجحتا إلى حد كبير في فرض عزلة دولية حول روسيا، هذا فضلاً عن افتقار روسيا للإجماع الداخلي حول الحرب فلما فرضت التجنيد الإجباري هرب الكثير من الروس للخارج!

 

 ثانياً: تأثير كل هذه المتغيرات الدولية على الصين:

 

1- تدرك الصين بأنها نفسها على رأس قائمة الأولويات الأمريكية، أي قبل روسيا، فأمريكا تتحدى الصين بخصوص تايوان وتحرجها بذلك، وتتحداها عبر المناورات العسكرية غير المسبوقة مع كوريا الجنوبية، وتتحداها إن هي أقدمت على تعويض روسيا خسائرها بسبب العقوبات المفروضة على موسكو، وتتحداها إن هي أقدمت على تقديم دعم عسكري فتاك لروسيا، ثم حصار اقتصادها حصاراً خفياً كما في الحرب الاقتصادية التي تشنها أمريكا على شركة هواوي الصينية وباقي شركات التكنولوجيا، بل وعلناً حين قطعت عنها الرقائق الإلكترونية بحجة استخداماتها العسكرية وأن الصين تهدد الأمن القومي الأمريكي، وترى الصين تسليح أمريكا لليابان وجعلها وجعاً في خاصرتها، هذا إن لم تطورها أمريكا لتكون وجعاً في قلب الصين، وكذلك التحالفات العسكرية الأخرى التي تقيمها أمريكا في آسيا مثل "أوكوس" و"كواد"، وكل هذا يفرض تحديات هائلة على الصين وجيشها.

 

2- وأما الدول الأوروبية والتي تشكل شريكاً اقتصادياً كبيراً للصين مثلها مثل أمريكا فإنها، أي الدول الأوروبية، قد انصاعت لرغبات واشنطن بالتنسيق المشترك، هذا التنسيق المشترك الذي دبت فيه الحياة بعد إشعال روسيا للحرب في أوكرانيا وبروز حاجة أوروبا الملحة للمظلة الأمنية الأمريكية لحماية القارة من التهديدات الروسية. وقد شاهدت الصين بأن القيادة الأمريكية للدول الأوروبية والتي أعيدت لها الحياة على وقع حرب روسيا في أوكرانيا قد أخذت تجر الدول الأوروبية لتبني المواقف الأمريكية ضد الصين، وبرز اصطلاح الدول "ذوات التفكير المتشابه" في إشارة للدول الرأسمالية ومعها أتباعها "المتغربنون" شرقي آسيا، بل ويروج حديث عن دور لحلف "الناتو" شرقي آسيا، وهذا تهديد خطر للصين بأن أمريكا قادرة على جر الكثير من الدول ضد بكين.

 

3- وأما روسيا، فإن ضعفها يقودها لتكون شريكاً أصغر للصين خاصة وأن الساحة الدولية تضيق عليها شيئاً فشيئاً، فأوروبا تخلت عن نفطها وغازها، ولم يبق منه إلا اليسير بعد أن كانت روسيا تمسك بعصب الطاقة في أوروبا، وفيما تغلق أوروبا وأمريكا أبوابهما أمام روسيا فإنهما تلاحقانها على عتبات الدول الأخرى مطالبةً تلك الدول بالالتزام بسقف أسعار النفط المفروض على روسيا، وهذا كله يجعل روسيا تنظر للصين بوصفها الباب شبه الوحيد الذي يمكنها عبره تصريف مصادر طاقتها وخاماتها، وهو ما يسميه الغرب بـ"التوسل التجاري الروسي أمام الصين"، وهذه الحال تشكل حرجاً للصين مع أمريكا وأوروبا اللتين تمثلان الوجهات الأهم لتجارتها.

 

4- وأما الصين نفسها ورغم استمرار غموض مواقفها المعلنة من الحرب في أوكرانيا إلا أنها لا بد ترى بأن ما ينتج عن تلك الحرب لا يسر بالها، فقد وقعت الصين وثيقة "تحالف غير محدود" مع روسيا قبيل إشعالها للحرب في أوكرانيا، ولما طالبت أمريكا والدول الأوروبية الصين باتخاذ موقف مناهض للعدوان الروسي على أوكرانيا كانت مواقف الصين غامضة، فمن ناحية لم تصرح بتأييدها للحرب الروسية ولا تصرح بتقديم الدعم لحليفتها روسيا وكانت تكتفي بتحميل أمريكا المسؤولية عن اندلاعها لأنها لم توافق على إعطاء روسيا ضمانات أمنية، وكأن الصين كانت تنتظر أن تفرض روسيا أمراً واقعاً جديداً في أوكرانيا، ويستتب لها الأمن داخل أوكرانيا فتجبر الدول الغربية على الاعتراف بمكانة دولية جديدة لروسيا، وهذا قد يدغدغ مشاعر الصينيين بأنه ضمناً يعتبر مكانة دولية أفضل للصين، وخاصة في تايوان، ومع بروز ضعف الجيش الروسي والهزائم التي تلقاها على جبهات القتال في أوكرانيا فإن مواقف الصين قد سادتها حالة من التذبذب وكأنها تتراجع عن تحالفها مع روسيا.

 

5- كل هذه المواقف الغربية التي تشتم منها رائحة العداء للصين لم تدفع الصين لتبني مواقف مماثلة ضد أمريكا والدول الأوروبية، ولم تبد الصين دعمها لروسيا، ذلك أن الصعود الصيني ومكانة الصين الجديدة كلها تعتمد على تجارتها الخارجية حيث تمثل أسواق أمريكا والدول الأوروبية شرياناً أصيلاً لعظمة الصين، وهذا يختلف عن روسيا الذي يمثل إرثها العسكري عن الاتحاد السوفييتي، وليس الاقتصاد والتجارة الدولية، أساس مكانتها الدولية.. ولكن الصين من زاويةٍ أخرى بقيت تقيم المناورات العسكرية المشتركة مع روسيا في أعالي البحار في آسيا وخارج آسيا، ولعلها كانت تريد أن تكون في المنتصف فلا تخسر روسيا التي تحتاجها إن وقعت الواقعة بينها وبين أمريكا، ولا تريد أن تخسر الدول الغربية التي تمثل تجارتها معها شريان اقتصادها...

 

ثالثاً: وهكذا فقد جعلت هذه المواقف الصين تفكر بما يشبه الوسيط الذي يحمل مبادرة لحل الأزمة بين الطرفين حتى وإن لم تكن علاقات الصين بالجانبين متوازنة. ومعنى كل ذلك أن الصين تشاهد أن الكثير من الغيوم السوداء تتلبد في سمائها بعد إشعال روسيا للحرب على أوكرانيا، وهذه الغيوم كلها تشكل الشق الأول، أو الشق الصيني للمبادرة الصينية للسلام في أوكرانيا، ولكن هذا الشق لم يكن ليثمر أي مبادرة جدية إلا بالتحامه بالشق الثاني، أي الشق الروسي. وبالتدقيق في هذا الشق نجد:

 

1- أن روسيا وإن أعلنت التعبئة وجندت قرابة نصف مليون جندي جديد، وكذلك وإن عادت للهجوم كما هو الحال اليوم حول مدينة باخموت في دونباس إلا أنها قد صارت تدرك استحالة كسبها للحرب، ذلك أنها تقف ليس في مواجهة جيش أوكرانيا فحسب، بل وفق تسميتها "في وجه قدرات حلف الناتو" الذي يزود أوكرانيا بشكل صريح بدعم عسكري فتاك وبهدف صريح هو هزيمة روسيا في أوكرانيا، والظاهر أن روسيا قد أدركت أنها في مواجهة إرادة أمريكية صلبة بهزيمتها في أوكرانيا، بل ودولياً، ففنلندا والسويد على وشك أن تصبحا أعضاء جددا في حلف الناتو، وهما أقرب الدول جغرافياً لروسيا، وألمانيا عدوة روسيا اللدودة عبر التاريخ قد أصبحت تتعسكر بشكل متسارع، وفي الشرق فإن الجيش الياباني قد يصبح تهديداً كبيراً لروسيا قريباً خاصة وأن اليابان تطالب روسيا بجزر الكوريل التي احتلتها روسيا إبان الحرب العالمية الثانية، وكل هذه التطورات الأوكرانية والدولية تفرض أعباء أمنية كبيرة على روسيا وتكشف المزيد من ضعفها، خاصة وأن عليها عقوبات اقتصادية غير مسبوقة...

2- إن إشارات الضعف الروسي هذه، والتي تمثل اعترافاً روسيا جديداً بمآلات حربها في أوكرانيا، والبحث عن سبيل لوقف تدهور جيشها واقتصادها ووقف تدهور الظروف الدولية حولها، كل ذلك هو الشق الثاني الروسي الذي لا يقل أهمية عن الشق الأول الصيني لمبادرة السلام الصينية، بمعنى أن روسيا تريد أن توقف الحرب في أوكرانيا ولكنها تريد أن يُحفظ لها ماء وجهها...

 

لذلك فإن اجتماع الشقين (التأثيرات السلبية الدولية للحرب على الصين، ويأس روسيا من الانتصار في أوكرانيا) هو ما أثمر هذه المبادرة الصينية للسلام في أوكرانيا. وهذه الحالة لم تكن قبل عام عند بداية الحرب فيبدو أن الصين كانت تتوقع أن تحسم روسيا الحرب لصالحها بسرعة لهذا تريثت الصين في بدايات الحرب أن تعرض مبادرة لكنها الآن بعد شبه اليأس في روسيا من الانتصار وظهور ميل روسيا للمفاوضات مع حفظ ماء وجهها، بعد ذلك قامت الصين بهذه المبادرة.

 

هذه هي حقيقة مبادرة الصين للسلام في أوكرانيا، وهذا ما يفسر توقيتها، وخاصة ما ظهر في المبادرة من النص على احترام سيادة الدول لإغراء الغرب وأوكرانيا، فقد أعلن وزير خارجية الصين في المبادرة الدعم لسيادة أوكرانيا، فقال (إن وحدة أراضي وسيادة جميع الدول سيتم احترامها في اقتراح الصين. CNN عربية، 18/2/2023)، وذلك كمدخل مغرٍ للغرب في المفاوضات...

 

رابعاً: وأما السؤال عن قابلية هذه المبادرة الصينية للنجاح، أي إنهاء الحرب في أوكرانيا، فهذا يتوقف على عوامل عدة مؤثرة:

 

1- تعتمد بالدرجة الأولى على موقف أمريكا والتي تتبعها مواقف الدول الأوروبية الداعمة لأوكرانيا، تلك المواقف التي ينطق بحالها الموقف المتشدد الذي يصدر عن العاصمة الأوكرانية كييف وعن الرئيس الأوكراني زيلينسكي. وتتلخص هذه المواقف الأوكرانية والغربية بضرورة انسحاب الجيش الروسي من كامل الأراضي المحتلة في أوكرانيا بما فيها جزيرة القرم كشرط لمفاوضات السلام، أي أن التفاوض مع روسيا سيكون ليس على الأراضي، بل على التعويضات وعلى تقديم مجرمي الحرب لمحكمة دولية، وهذه الشروط مرفوضة من قبل روسيا التي تلمح إلى الواقع على الأرض، أي وقف إطلاق النار عند الخطوط الحالية للجبهات، ثم التفاوض، وبالتأكيد فإن روسيا تريد تقديم التنازلات بعد وقف إطلاق النار بما يحفظ ماء وجهها من ناحية، ومن ناحية أخرى بما يعطيها بعض المكاسب الأرضية حتى وإن كانت رمزية بالإضافة إلى رفع العقوبات والإفراج عن أموالها المحتجزة...

 

2- والظاهر اليوم أن الدول الغربية غير مهتمة بالمبادرة الصينية وأنها تخطط لهزيمة كاملة لروسيا في أوكرانيا وتنتظرها، فقد قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: (نحن بحاجة إلى مزيد من الأدلة على أن الصين لا تعمل مع روسيا، ونحن لا نرى ذلك الآن. CNN عربية، 18/2/2023)، واتهم وزير خارجية أمريكا الصين بأنها تدعم روسيا: (وقال بلينكن في مقابلة أذيعت يوم الأحد إن الصين "تفكر بقوة" في إرسال ذخيرة وأسلحة لروسيا مع وصول حربها على أوكرانيا إلى عام واحد. القدس العربي، 20/2/2023)، وهذه إشارات كافية بأن الغرب ماضٍ في دعم أوكرانيا من أجل هزيمة روسيا.

 

3- لكل ذلك فإن المبادرة الصينية للسلام في أوكرانيا، ورغم إيحائها باحترام وحدة أراضي الدول، أي أنه يمكن انسحاب روسيا.. إلا أن هذه المبادرة ووفق الظروف اليوم غير مقبولة لأمريكا وأتباعها في أوروبا وكذلك أوكرانيا التي لا تملك من أمرها صرفاً ولا عدلاً، ذلك أن أمريكا تدعم أوكرانيا بشكل ثابت ومتزايد ومتدحرج في نوعية الأسلحة المقدمة وتعلن على لسان رئيسها بايدن بأن الرئيس الروسي لن ينتصر في أوكرانيا، وهذه الإرادة الأمريكية الصلبة تتبعها إرادة مماثلة في بريطانيا وكذلك دول شرقي القارة الأوروبية كبولندا ودول البلطيق التي تكنّ كرهاً عميقاً لروسيا.. بمعنى أن مبادرة السلام الصينية لا تلقى قبولاً ولا ترحيباً لدى أمريكا... ويبدو أن هذه المواقف قد أحرجت روسيا فبدأت تصريحاتها حول المبادرة مبطنة بالقبول دون إظهارها علناً، أي تقدم رِجلاً وتؤخر أخرى.. فقد نقلت سكاي نيوز العربية يوم 27/2/2023 على موقعها الإخباري: [الكرملين يقول بالنسبة لمبادرة الصين: (إن الظروف غير مواتية للسلام في أوكرانيا) ولكنه عاد وقال: (روسيا تعرب عن تقديرها لخطة السلام الصينية..)] وكذلك جاء في موقع قناة اليوم 27/2/2023 (قال الكرملين إنّ روسيا تنظر باهتمامٍ إلى خطة السلام الصينية في أوكرانيا، مشيراً إلى أن تفاصيلَ المقترح بحاجةٍ لتحليلٍ وحسابات دقيقةٍ على حدِّ وصفه). وكأن روسيا تضع لنفسها خط رجعة...

 

خامساً: والخلاصة أن الفترة القادمة ستشهد تطوراً جديداً يكون عنوانه مبادرة الصين لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وهذه الجهود الصينية قد أصبحت بعد عام على اندلاع تلك الحرب أملاً لروسيا بالخروج من مستنقع أوكرانيا شديد الخطورة على مكانتها الدولية فضلاً عن كون تلك الجهود مصلحةً صينية بالأساس، إلا أن أمريكا وأوروبا وحلف الناتو وكذلك أوكرانيا ترفض هذه المبادرة وتتشكك فيها، لذلك تبدو حظوظ هذه المبادرة من النجاح في أدنى مستوياتها إلا إذا تغيرت الظروف الدولية أو برهنت روسيا على أنها قادرة على شن هجوم كبير ومؤثر في أوكرانيا، وهو أمر مرجوح في المدى المنظور في ظل تربص أمريكا ودول حلف الناتو بروسيا ووقوف هذه الدول على أهبة الاستعداد لمد أوكرانيا بكل شرايين القتال لمنع انتصار روسيا.

 

وفي الختام فإن هذه الدول الكافرة المستعمرة المسماة كبرى في عالم اليوم تتصارع في ما بينها ليس لخير العالم وإنما للشر والضُر، فروسيا تعتدي على أوكرانيا لقتل كل أوكراني يتحرك، وأمريكا والغرب يقاتلون العدوان بكل أوكراني وليس بجنودهم! فالطرفان يتصارعان في أوكرانيا لقتل كل أوكراني... هكذا هي هذه الدول التي تبغي الفساد في الأرض لا تقيم وزناً لكثافة الدماء المسفوكة ما دامت تحقق لها مصالحها، بل شيئاً من مصالحها... وكأن التاريخ يعيد نفسه عندما كانت دولتا الفرس والروم تتصارعان، فيغلب هذا ويهزم ذاك وهكذا دواليك... وكل منهما يتصرف كآلة تمتص دماء الناس لتحقيق مصالحه هو... واستمر ذلك إلى أن أكرم الله أهل الحق والعدل، الأمة الإسلامية، بالنصر والفتح المبين، فَعَز الإسلام والمسلمون، وذل الكفر والكافرون، وإن هذا لكائن من جديد بإذن الله، ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ﴾.

 

 

التاسع من شعبان 1444هـ

2023/3/1م

رابط هذا التعليق
شارك

  • الردود 1.3k
  • Created
  • اخر رد

Top Posters In This Topic

المكتب الإعــلامي
ولاية اليمن

التاريخ الهجري    8 من شـعبان 1444هـ رقم الإصدار: ح.ت.ي 1444 / 15
التاريخ الميلادي     الثلاثاء, 28 شباط/فبراير 2023 م  

 

 

بيان صحفي

لا يزال التعامل بالربا سارياً في بنوك اليمن بدلاً من إيقافه

https://hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/yemen/87307.html

 

عاد الحديث عن الربا والتعاملات الربوية في بنوك اليمن إلى صفحات صحيفة الثورة مجدداً، فقد جاء في عددها 21278 الصادر يوم الثلاثاء 1 شعبان 1444هـ الموافق 2023/02/21م: "ﻭﺍﻧﻄﻼﻗﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻹﻳﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﺍﻟﻮﻃﻨﻴﺔ ﻫﻨﺎﻙ ﺗﻮﺟﻬﺎﺕ ﻛﺒﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻴﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﻣﺴﺘﻮﻯ القيادة ﺍﻟﺜﻮﺭﻳﺔ ﻭﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﻟﻠﺤﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﺮﺑﻮﻳﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﻨﻮﻙ ﻭﺍﻟﻤﺼﺎﺭﻑ ﻭﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ".

 

فبعد تسع سنوات من إمساك الحوثيين زمام الأمر في صنعاء لا يزالون يتعاملون بالربا أخذاً وعطاءً، وفق النظام الرأسمالي الذي يتعاملون به كغيرهم من حكام بلاد المسلمين رغم كيلهم كل التهم للنظام الرأسمالي وفساده صباحاً ومساءً! ولا يجاوز منعه سوى كلامهم في محاضراتهم ودوراتهم الثقافية! فمجمل كلامهم "إﻧﻨﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﺇﻟﻰ ﻣﻌﺎﻟﺠﺔ ﻣﺸﻜﻠﺔ ﻣﻦ ﺃﺧﻄﺮ ﻭﺃﺳﻮﺃ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺍﻟﻤﺪﻣﺮﺓ ﻭﺍﻟﻜﺎﺭﺛﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﻤﺜﻠﺔ ﺑﺎﻟﺮﺑﺎ.."، وقيام البنك المركزي والوسط الاقتصادي ودائرة الإفتاء بإصلاحات وإجراءات لإيقاف التعاملات الربوية، كما جاء على لسان ﻫﺎﺷﻢ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻣﺤﺎﻓﻆ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺍﻟﻤﺮﻛﺰﻱ "ﺃﻥ ﺍﻟﺒﻨﻚ ﺃﻭﻗﻒ ﻣﺎ ﻳﻘﺎﺭﺏ 70% ﻣﻦ ﻛﺘﻠﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻋﻦ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻼﺕ ﺍﻟﺮﺑﻮﻳﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺘﺒﻖ ﺇﻻ ﺍﻟ30%"، ولو سلمنا جدلاً بتقليص التعاملات الربوية في البنوك والمصارف داخل اليمن، فهل سيتم إيقاف التعاملات الربوية في الدين الخارجي من البنوك والصناديق الإقليمية والدولية، والتي على رأسها البنك وصندوق النقد الدوليان؟

 

إن التعاملات الربوية بجميع أنواعها وأشكالها لا تتوقف بالتدرج، فالتدرج في تطبيق الإسلام، وذلك بتطبيق جزء وترك جزء آخر، لا يجوز شرعا، وأدلة ذلك قطعية الثبوت، قطعية الدلالة، كما يتضح في قوله تعالى: ﴿وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللّهُ إِلَيْكَ﴾. وقد رفض النبي الكريم ﷺ دعوات زعماء قريش له بالتنازل ولو عن القليل من أحكام الله. كذلك هو الحال في حرمة الربا والتعامل به؛ فلا تدرّج فيه، لقوله سبحانه وتعالى في محكم كتابه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُءُوسُ أَمْوَالِكُمْ لَا تَظْلِمُونَ وَلَا تُظْلَمُونَ﴾، وإنما يُمنع التزاماً لأمر الله مباشرةً، وذلك بخلع النظام الاقتصادي الرأسمالي برمته بدءاً من تعريف المشكلة الاقتصادية وانتهاءً بالمعالجات الاقتصادية، وتطبيق أحكام الإسلام في كل مجالات الحياة، التي نعلم تمام العلم بأن حكومتي صنعاء وعدن لن يجرؤوا على اتخاذ قرار تطبيق الإسلام؛ لأن القرار ليس بأيديهم، لأنهم ليسوا إلا عملاء ووكلاء للغرب الكافر في تطبيق الأنظمة الرأسمالية منذ زمن ليس بقريب. مع أن إيقاف التعامل بالربا لا يعني أنهم طبقوا الإسلام، لأن تطبيق الإسلام لا يكون إلا دفعةً واحدةً وفي جميع مجالات الحياة.

 

إن أصحاب فكرة التدرج في تطبيق الشريعة هم الملاذ الأخير لدول الكفر الكبرى لتقديمهم للأمة بعد سقوط الأقنعة عن الوجوه التي كانت من العلمانيين بعد أن أصبح أهم مطلب للأمة تطبيق الإسلام، فعن طريق هذه الفكرة الخبيثة يطمئن المسلمون أن الحكم قد أصبح بأيدٍ أمينة تريد الإسلام لأن مظهرها إسلامي! لذلك ففكرة التدرج باطلة، والتغيير التدريجي لن يؤدي أبداً إلى التغيير المنشود، وإن التغيير الحقيقي لن يكون إلا بالتغيير الجذري الشامل الكامل، وهذا لن يكون إلا في ظل الخلافة التي تطبق الإسلام نظاماً ودستوراً للحياة؛ وإن حزب التحرير لا يقول بهذا الحل تحليقاً بالخيال بل يعمل ليل نهار بين الأمة ومعها وقد أعد العدة لذلك، ومنها منهج كامل للدولة بدايةً من مشروع دستور دولة الخلافة الذي يحتوي على أحكام الدولة المستنبطة من كتاب الله وسنة رسوله ﷺ وبقوة الدليل. نسأله جل وعلا أن نكون من شهودها وجنودها.

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية اليمن

رابط هذا التعليق
شارك

المكتب الإعــلامي
كينيا

التاريخ الهجري    5 من شـعبان 1444هـ رقم الإصدار: 1444 / 07
التاريخ الميلادي     السبت, 25 شباط/فبراير 2023 م  

 

 

بيان صحفي

الحكم لصالح الشواذ هو مظهر من مظاهر العقيدة العلمانية والإطار السياسي الديمقراطي

(مترجم)

https://hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/kenya/87308.html

 

قضت المحكمة العليا في كينيا بأنّ المثليات والمثليين ومزدوجي الميل الجنسي ومغايري الهوية الجنسية لهم الحق في تكوين الجمعيات. ويعني الحكم الآن أن رفض مجلس تنسيق المنظمات غير الحكومية تسجيل مجموعة الضغط يعد انتهاكاً لحقوق الإنسان القائمة على حقوق الإنسان بشأن التوجه الجنسي. في حكم منفصل، رأت المحكمة العليا أن قانون البلاد - القسم 162 من قانون العقوبات - الذي يحظر "الجرائم غير الطبيعية" (التي تُعرّف على أنها ممارسة الجنس مع أي رجل أو امرأة أو حيوان مخالفاً لأمر الطبيعة) ملزم.

 

يود المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ كينيا أن يذكر ما يلي:

 

لكون كينيا دولة علمانية، فإن هذا الحكم ليس مفاجئاً على الإطلاق، لأن العلمانية عقيدة غربية تؤمن بالفصل بين الدولة والدين ومن ثمّ منح الإنسان الحرية الشخصية التي تتشكل من الأهواء والرغبات. وفي هذا الصدد، فإن إشباع الملذات الجسدية يسبق الأهداف الأخلاقية، وبالتّالي فإن المعيار الوحيد ليس الخير أو الشر بل هو تحقيق أقصى الرغبات الجنسية.

 

إن ترسيخ وحماية جماعة الشواذ ليس سوى جزء من حملة أوسع تشنها القوى الغربية الكبرى التي شرّعت بالفعل المثلية الجنسية وتجسّدت على ما يبدو في أهداف سياساتها الخارجية. يتجلى هذا في فرض منح حقوق الشواذ والمساعدة المالية لدول العالم الثالث. بالإضافة إلى ذلك، يتمّ تنفيذ الضمانات القانونية والدعاية في جميع طبقات المجتمع لتطبيع الشواذ بين المجتمع في كينيا.

 

يأتي هذا الحكم بعد شهرين فقط من مقتل ناشط من الشواذ والذي أثار ضجة بين القادة السياسيين ونظرائهم الغربيين الذين تصرفوا بكامل قوتهم في ملاحقة القتلة تحت راية الدفاع عن "الأقليات الجنسية". ومن المفارقات أن حياة العديد من الكينيين تضيع يومياً دون اكتراث جهاز أمن الدولة أو الرأسماليين الغربيين!

 

بينما يشهد العالم الانحطاط الأخلاقي الذي تفرضه القيم الغربية الشريرة، فإن من دواعي قلق جميع الناس أن يتوقعوا المزيد من الفسق في المستقبل القريب. آن الأوان للتخلي عن التبعية للفكر الغربي وكل الشرور. يجب على البشرية أن تتجه إلى المبدأ الإلهي (الإسلام) الذي يرفع الإنسان إلى أعلى منزلة، ويحمي الأسرة، ويغذي القيم الموضوعية ويضمن الفوز في الدنيا والآخرة.

 

 

شعبان معلم

الممثل الإعلامي لحزب التحرير

في كينيا

رابط هذا التعليق
شارك

Peut être une image de ‎1 personne et ‎texte qui dit ’‎الإسلام قضية انزل رحزب التحرير هو تک كتلا ،علمياً ولا تعل الروح ،التحرير 2023-1444 العقي مؤتمر الخلافة السنوي النواقص انتي قامت لإ لطريقة إدراكا الله وسنة انهيار دولة الحداثة ولا خلاص الا بدولة "الخلافة"‎’‎‎

بسم الله الرحمن الرحيم

ولاية تونس: مؤتمر الخلافة السنوي 2023: انهيار دولة الحداثة ولا خلاص إلا بدولة الخلافة

الكلمة الأولى

لا بديل عن الإسلام وعن دولة الإسلام

الأستاذة حنان الخميري

https://hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/87327.html

 

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.

أيها الجمع الطيّب والإخوة الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

 

تزامن إحياؤنا هذه السنة لذكرى مرور قرن ونيف على هدم دولة الخلافة مع حلول شهر رجب الأصبّ، هذا الشهر الحرام الذي سماه رسول الله ﷺ وصحابته بهذا الاسم؛ لأن الله يصبّ فيه من الرزق والخير والبركات صبّا فتزيد الأرزاق ويشفى المرضى فيكثرون فيه من الدعاء لأن الله يصب فيه من بركاته ويقبل دعوات المخلصين.

 

وعندما نقول شهر رجب الفضيل لا يمكن أن تغيب عنا ذكرى الإسراء والمعراج التي كانت لنا عبرة ونموذجا إذ أَمَّ فيها نبينا ﷺ الأنبياء عليهم السلام، فوصلنا بمن سبقوه من رسل وأنبياء ليبيّن لنا أن الرابط الوحيد بيننا هو رابط العقيدة وأنّها عقيدة التوحيد وأنّ غايتنا تحقيق العبودية لله وحده دون سواه وليبيّن لنا أنّنا أمّة الإمامة أي أمّة القيادة، يقول تعالى: ﴿وَمِمَّنْ خَلَقْنَا أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ﴾.

 

فتحويل القيادة من أمة موسى عليه السلام لأمة محمد ﷺ تجعلنا نحمل أمانة الإنسانية، فنحن مطالبون بالعمل والعمل للنجاة بهم في الدارين، نبيّن لهم دينهم الذي ارتضاه ربهم لهم حتى يسعدوا في الحياة والحيوان، ولن نتمكن من ذلك إلا بالتمكين ولن نمكّن إلا بالإخلاص في حمل دعوة الحق لا نبغي جزاء ولا شكورا وإنما جنة ملؤها السماوات والأرض.

 

والقيادة إخوتي الكرام تقتضي قائدا قويا تبنيه وتحصنه عقيدته، والعقيدة عندنا الإسلام، وكذلك تشريعا قويّا نجده في كتاب الله تعالى وسنة نبيه الكريم ﷺ، لذلك نقول إن الإمام جنّة وإن الخلافة تاج الفروض.

 

وها أنتم ترون إخوتي واقعنا بعد هدم الخلافة، فمن ينكر تردي حال الأمة عامة والنساء خاصة إذ وصلنا للحضيض في ظلّ الأنظمة البشرية؟!

 

يا الله يا الله يا الله، قُتل الإنسان ما أكفره! فبعد أن يسر الله سبيله وهداه النجدين حاد عن دين ربه وشريعته ومنهاجه، وقُتل هنا يقصد منها لعن وشقي وكفر أي غطى ودارى.

 

عندما كان الإسلام يطبق تطبيقا سليما كنا قادة العالم، وبدأ حالنا في التدهور كلما ابتعدنا عن حسن تطبيقه حتى وصلنا الحضيض بعد هدم الخلافة.

 

يا لهذا الإنسان المتحدي لخالقه، الذي يقول الله أكبر في صلواته، ولكنه يقول تشريعي أكبر من تشريع الله، ولكنه يقول تشريعي أفضل من تشريع الله، ولكنه يقول نظامي أقوم وأنجع من نظام الله الذي يقول أنا المشرع وليس الله!

 

ماذا فعلت لنا ديمقراطيتكم وأنظمتكم العلمانية وقوانينكم البشرية، بل ماذا فعلت حتى لأصحابها والقائمين عليها؟ فالعالم كله بما يسمّونها دولا متقدمة أو ما يسمونها دولا نامية متخلفة ضعيفة وهي في حقيقتها مستعمرة، كلها تعيش الشقاء على جميع الأصعدة؛ اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا، فمن يخفى عليه انهيار الاقتصاد والغلاء والبطالة التي لم تستطع تجنبها أقوى دول العالم، ناهيك عن الفساد الأخلاقي وتنامي ظاهرة الطلاق والانتحار والمخدرات والجريمة التي تشهد في عصرنا اليوم أبشع صورها وأشنعها: تجارة أعضاء واغتصاب وغيرها... ألم يأتكم حديث الدارك نات؟

 

أما سياسيا فلست بحاجة لأحدثكم أننا على أبواب حرب عالمية، كل هذا نتيجة الركض وراء جني المال الذي هو دين النظام الرأسمالي؛ كل شيء مباح من أجل جمع الثروة والمحافظة عليها وتنميتها، ولكن هيهات هيهات يا بشر، تبقى قاصرا ومحدودا مهما بلغت من العلم ومهما تقدمت، وها نحن نجني ثمار استبعادنا لشرع الله.

 

وحالنا كنساء ليس خيرا من حال الأمة وحال البشرية جمعاء، فنحن نعيش الشقاء في ظل الأنظمة العلمانية التي تفصل الدين عن الحياة وتترك التدبير والرعاية لهوى البشر والتشريع الوضعي الذي ينشر الفساد والظلم، نظام أذاق المسلمين بل البشرية الويلات، فبتنا نعيش الظلم والقهر والفقر حتى رزح على الناس اليأس والإحباط والخوف من المصير المجهول الذي ينتظرنا.

 

نحدثهم عن كرامتنا وعزتنا بإسلامنا وأنَفتنا بأننا خير أمة أخرجت للناس وتمسكنا بهويتنا وحضارتنا وعقيدتنا وعن واقعنا المرير الذي تسبب فيه نظامهم، فيردون علينا بلغة خشبية بالية بأن دولة حداثتهم قائمة على شعار مركزي هو تحرير المرأة وحماية حقوقها!

 

أي حقوق هذه؟ النضال والاستنزاف من أجل لقمة العيش؟ أهذه هي الحقوق التي يتحدثون عنها؟!

 

الجهل والفقر والتهميش؟ هل هذه هي الحقوق التي يقصدون؟!

 

موت أبنائهن في البحر فرارا من واقع مرير تاركين وراءهم تعب السنين في تحصيل شهادات لم تُعرها الدولة أي اهتمام وأمهات ثكالى منكوبات بفقدان أبنائهن؟! لعلّ هذه الحقوق التي يقصدون.

 

أو لعلها دماؤهن الزكية المراقة على الطرقات، فما ننفك نسمع من حين لآخر بخبر انقلاب شاحنة مليئة بالنساء.

 

بل أظن الحقوق التي تتحدثون عنها عندما جعلتموها تعمل في البيت وخارجه منهكة مرهقة لا لشيء سوى البحث عن لقمة العيش، متحمّلة الاستغلال والإهانة والتّحرش والأجور الزهيدة وساعات العمل الإضافية التي قد لا تتلقى أجرها.

 

هذا غيض من فيض مرير تعيشه المرأة في تونس في غياب تام لدولة العدل والحق؛ دولة الخلافة التي تتحمل مسؤولية الناس ورعايتهم.

 

إخوتي الكرام: إنّنا نشهد اليوم حقيقة الدولة الوطنية صنيعة سايكس بيكو، فقد أزيح عنها الستار وتجلت دولة ذليلة متسوّلة على أعتاب الغرب المستعمر، ففرّطت في مقدرات الأمة ورهنت نفسها له ولصندوقه النقدي، وأخذت تقتل أبناءها سواء في السجون أو في البحر في قوارب الموت أو بتردي المنظومة الصحيّة.

 

لقد باتت دولة الحداثة راعية لمصالح الغرب مروجة لدينه وديدنه وحضارته، عاملة على انصهار هويتنا في هويته، منكبة على كسر إرادة الأمة وإذلالها والتعسف عليها بأن تعيش تحت وطأة نظام مخالف لعقيدتها ودينها، نظام علماني مجرم لا يقيم وزنا للقيمة الإنسانية، نظام سلّط علينا بتشتيتنا في دُويلات صنعها المستعمر لتحرس أنظمته وقوانينه وترعى مصالحه ونفوذه ولتبقى عصا غليظة تحول بين أمة الإسلام والتطلع للتحرر والانعتاق والعمل على تحقيق التغيير الجذري.

 

وهكذا جعلت الحكومات المتعاقبة علينا بتعدد أشكالها وجهتها وقبلتها أعداء الأمة وأدارت ظهرها لأبنائها تفرض عليهم سياسات تخالف دينهم.

 

عن أي حقوق للمرأة يتحدثون في ظل دولة تحارب شعبها وتفرض عليه قوانين لا تمت بصلة لعقيدته بل تخدم مصالح المستعمر وحضارته وعقيدته، وكأن المرأة ليست جزءا من الأمة، كياناً حاملاً لعقيدة ومشروع.

 

يا أبناء أمة الإسلام، يا أبناء خير أمة أخرجت للناس، يا من تحملتم بعقيدتكم أمانة الإنسانية التي تجبركم على قيادتها والوصول بها إلى بر الأمان، هل تبحثون عن نجاتكم في دولة الحداثة؛ دولة الارتهان، سليلة الاستعمار؟! غريب أمركم والله!

 

إن سبب شقاء المسلمين هو خضوع الوسط السياسي كاملا حكومة ومعارضة لنظام فاشل هو في الحقيقة صنيعة أعداء الأمة ومعارضا لتطبيق تشريع رب العباد الذي أمرنا بإقامته فرضاً لا فضلا، فنظام الإسلام هو النظام الوحيد الصالح للإنسان، لأنه نظام العليم الخبير، يقول تعالى: ﴿فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى﴾.

 

إخوتي الكرام: لقد تتالت الأزمات علينا وانسدت حتى ظن البعض أنه لا خلاص من هذا الوضع التعيس الذي نعيش فيه، لأنهم خيرونا بين السيئ والأسوأ؛ النظام الديمقراطي أو النظام الدكتاتوري، اللذين يمثلان وجهان لعملة واحدة، متجاهلين عن قصد وجود نظام بديل عنهما هو نظام الإسلام.

 

إننا كمسلمين نحمل عقيدة كاملة الأركان فكرة وطريقة، لها مشروع سياسي قادر على تقديم كل المعالجات لجميع مشاكلنا في نظام محكم سطره رب العالمين تعالى عن الجميع، وهي سبيلنا الوحيد للفوز بدنيانا وآخرتنا نجسده بدولة إسلامية كالتي أقامها نبينا الأكرم هي دولة الخلافة على منهاج النبوة.

 

فهبوا يا مسلمين نبني عزنا، نبني مجدنا، نقيم جُنتنا، نستعيد أمجادنا وريادتنا ومكانتنا، ونؤسس دولة حقيقية تضمن لنا الرعاية والأمان، ويهابنا بوجودها الأعداء، وقد وعدنا الله بها وبشرنا نبيه الكريم بقرب قيامها، فلنعد بناءها ولتكن خلافة راشدة تُحقق بشرى الرسول الكريم ﷺ.

 

يقول تعالى: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُون﴾ صدق الله العظيم

رابط هذا التعليق
شارك

Peut être une image de 1 personne et texte

بسم الله الرحمن الرحيم

ولاية تونس: مؤتمر الخلافة السنوي 2023: انهيار دولة الحداثة ولا خلاص إلا بدولة الخلافة

الكلمة الثانية

انهيار دولة الحداثة ولا خلاص إلا بالإسلام

الأستاذ عبد الرؤوف العامري

https://hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/87328.html

 

ضيوفنا الكرام، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

 

يعقد اليوم حزب التحرير في ولاية تونس، مؤتمره الثاني عشر، والأمة الإسلامية تتلمّس طريقها نحو الخروج من حضيض الهبوط الروحي، والتخلف المادي، والتأخر الفكري، والانحطاط السياسي الذي يُكبلها بعد أن أُسقطت دولتُها منذ سنتين ومائة سنة، وهي الآن تنوء بعبء عدوين لا يقل أحدهما خطرا عليها من الآخر؛ عدو خارجي، وعدو داخلي يعيش بين جنبيها.

 

أما العدو الخارجي فيتمثل، أساسا في الدول المؤثرة بالموقف الدولي، التي لا تهدأ حالة الصراع السياسي بينها، وقد تصل حد التنازع العسكري، إلا أنه يظل صراعا من أجل المنافع، ومن أجل التموقع في هيكل المنتظم الدولي، للفوز بقصب قيادة دول الهيمنة العالمية، وأحقية الفائز منها في هذا النزاع، بتوزيع الأدوار السياسية على البقية، وفرض خريطة التحالفات والعداوات، ضمن المشترك بينها فكريا واقتصاديا، وثقافيا واجتماعيا. أما نزاع هذا المنتظم الدولي مع أمة الإسلام فهو صراع وجود، وسعي للاستئصال. فأمريكا التي تقود هذا الصراع اليوم، وبعد أن اصطنعت أحداث 11 أيلول/سبتمبر 2001، قد أعلنت في دول الموقف الدولي، ثم باقي دول العالم، بجملة مؤسساتها السياسية، والإعلامية، والمخابراتية، والعسكرية أن تنحني تحت شعار "من ليس معي فهو ضدي"، في حربها على الأمة الإسلامية، ونُظم حياتها المنبثقة عن عقيدتها، تحت مسمى (الحرب على الإرهاب). وذلك بقتل المسلمين، وتشتيت جامع كيانهم، وتدمير مقومات اقتصادهم، والعمل على تحطيم إرادتهم، وسلبهم طاقة القرار الذاتية، وربطهم ببرامج التقهقر والإفلاس والانحطاط، في حياة خالية من سياسة الإسلام. ولما لم يكن للإسلام والمسلمين كيانهم السياسي، كان قرار دول الموقف الدولي، وسائر دول العالم دون استثناء، ألا يكون للإسلام كيانه السياسي، لأنه لا يمكن وجود كيان للمسلمين إلا إذا كان هذا الكيان سياسيا.

 

وأما عدوها الدّاخلي الذي يعيش بين جنبيها، فهم حكامها الذين فرضتهم عليها دول الهيمنة العالمية، هم والوسط السياسي الذي نبتت فيه بذرة هؤلاء الحكام الخبيثة، وطبقة المثقفين من أربّاء حضارة الاستعمار، ومؤسساتهم التي تطبخ فيها أحابيل المكر بالإسلام وأهله، حتى عاد الجميع حرابا يضربنا بها أعداء الله ورسوله، ومعاول هدم يحطّمون بها كيان أمتنا، بالطعن في أفكار الإسلام ومشاعره، والانتقاص من شخصية المسلم المميزة بالطعن في عقليته وهز نفسيته. هذا العدو الداخلي أنيطت به مهمة إدارة الشأن العام على مقتضى مصالح الاستعمار وشركاته الناهبة، حتى لم يعد يُرى من حل لكل الأزمات التي تجرّها علينا دولة حداثتهم، إلا ما تمليه عليهم الدوائر الاستعمارية ومراكز دراساتها.

 

ضيوفنا الكرام:

 

في هذه الظروف وتحت تلك العوامل فإن السياسات التي وقع انتهاجها في بلادنا بعد ثورة 14 كانون الثاني/يناير، التي تحركت فيها إرادة أهلنا للانعتاق من نمط الحياة الغربي الكافر المناقض لمفاهيمنا، ومعالجاته الخاطئة، تلك السياسات التي اتبعتها كل الحكومات؛ حكومة الباجي، والترويكا، والمهدي جمعة، والصيد، والشاهد، والفخفاخ، والمشيشي، ثم حكومة سعيد، سعت وتسعى جميعها إلى تأبيد حالة التبعية حضاريا وسياسيا واقتصاديا للاستعمار، وإفشال المسار الحقيقي للثورة، مقابل حكمهم للبلاد تحت ذريعة المحافظة على الدولة، المسماة بدولة الحداثة، حتى غدا شعار قيس سعيد اليوم، "الواجب المقدس يقتضي اليوم حماية الدولة والوطن". تلك الدولة التي وقعت بلادنا تحت رجسها منذ أن فرضت عليها بنود عهد الأمان ودستور 1861، والتي يُزعم فيها أن السيادة يجب أن تكون للشعب، يقرر بكامل إرادته ما يحقق مصالحه عن طريق ممثلي الأحزاب في البرلمانات، أو النواب المستقلين، وما أولئك النواب في الحقيقة إلا حسابات جارية، ومشاريع استثمار تابعة للطغمة المستأثرة بالثروة والسلطة في الغرب المستعمر. وليست السلطة المزعومة في الدولة الديمقراطية أنها للشعب، إلا مخادعة مفضوحة يكذبها الواقع، لأنّ نظام الانتخابات بالشكل الذي تفرضه الديمقراطية يؤدي حتما إلى اجتماع السلطة والثروة في يد تلك الطُغمة نفسها صاحبة الثروة والسلطة في عواصم الغرب. ذلك لأنّ رأس المال هو الذي يمول الإعلام، الذي يمارس بكفاية عالية صناعة الرأي العام حسبما تريده تلك الطائفة النَّكِدة، وهو الذي يمول بما يسمونه هم المال الفاسد في الانتخابات، وهو الذي يمول الأحزاب التي تتنافس في الانتخابات، ولا سبيل إلى تمويل الجهات الثلاث إلا هذا، ومن ثمّ فلا شيء من عناصر العملية الانتخابية يخرج عن السيطرة.

 

تمر فصول المسرحية تحت عنوان حرية الإرادة والاختيار للشعب، وهي في الحقيقة فتح الباب أمام هذا الشعب المضلّل نحو التفسخ والانحلال والشذوذ والإلحاد داخل مستنقع الفقر، لإلهائه عن حرية الرأسمالي في حيازة السلطة والثروة كما يشاء.

 

ضيوفنا الكرام:

 

هذه دولة الحداثة، سليلة الاستعمار التي قامت على أنقاض دولة الإسلام التي هدمها الكافر المستعمر بمعونة الخونة من الترك والعرب، التي يريدون تأبيد أسْر تونس في شراكها، هي الدولة التي يتوعد رئيس الدولة قيس سعيد "الساعين لضرب الدولة والتآمر على أمنها" بالويل والثبور، كما ورد في كلمته يوم 29/12/2022، الدولة التي لم تُبق من موارد ماليتها إلا ما تجبيه من عرق المقهورين بعد أن فرطت في مقدراتنا وثرواتنا للأعداء ومكنتهم من رقابنا، أو ما يفرضه عليها وحوش المال العالميون من قروض ربويّة مدمرة، لم تزد البلاد إلا رهقا.

 

- الدولة التي ترتكز سياستها المالية على فتح بلادنا على مصراعيها أمام رأس المال الأجنبي، وجعلت من رجال الأعمال المحليين مجرد مقاولي مناولة لدى ضباع المال العالميين.

 

- الدولة التي رفعت الدعم عن قوت المسحوقين، رغم تصحُّر سوق العمل، حتى لم يبق أمام الطاقات الشابة إلا الهجرة المنظمة، وغير المنظمة تحت بصر السلطة، ومراقبة دول الملجأ.

 

- الدولة التي تضخ الأموال العامة في البنوك، ثم تمكن الفاسدين من قروض لا يؤدونها، ثم تتعمد الخطأ في الإجراءات حتى لا تتمكن البلاد من استرجاع الأموال المكدسة في المصارف العالمية.

 

رغم كل هذه الإجراءات النكدة التي اتخذوها فينا طاعة لأسيادهم وخدمة لمصالحهم، ورغم النتائج الكارثة التي جروها على البلاد والعباد لا زالوا يصرون على التشبث بهذه الدولة التي حدّ حدودها قرار اتخذه سايكس في عشرين دقيقة، ثم ثبّت في أيديهم رايتها العمّية. دولة يدعون فيها إلى المواطنة، وما نال (مواطنوها) من بريق الديمقراطية الزائف، وشعارات الوطنية الجوفاء، إلا النكد رفضا لدولة الإسلام، دولة الرعاية والرعوية، التي يقول المولى عز وجل لحاكمها والمحكومين في محكم التنزيل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [الأنفال: 27]، وهي الدولة التي يحذّر رسول الله ﷺ حاكمها كما روى عنه معقل بن يسار رضي الله عنه حين قال: »ما من عبد يَسْتَرْعِيْهِ الله رَعِيَّةً، يموت يوم يموت، وهو غاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ؛ إلا حرَّم الله عليه الجنة«، وهي الدولة التي يخاطب حاكمها الرعية بقوله: "أما بعد أيها الناس فإني قد وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنتُ فأعينوني، وإن أسأتُ فقوموني، الصدق أمانة، والكذب خيانة، والضعيف فيكم قوي عندي حتى أُريح عليه حقه إن شاء الله، والقوي فيكم ضعيف حتى آخذ الحق منه إن شاء الله". إنهم يريدوننا أن نستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير. فقبحه الله من عرض، وقبح من عرف الحق وأعرض عنه.

 

ضيوفنا الكرام:

 

إن مدار الصراع هو لمن السيادة، هو صراع بين الحق والباطل، وبين النور والظلام، وبين الكفر والإيمان، أي بين الأمة الإسلامية، حاملة رسالة خالق الكون والإنسان والحياة إلى البشرية كافة، من جهة، وبين عقيدة فصل الدين عن الحياة ونظامها المنبثق عنها، من جهة ثانية. والسيادة ومهما اختُلف في تعريفها لا تعدو كونها "التفرد بالحق في إنشاء الخطاب الملزم"، أي الانفراد بحق اتخاذ القرار. ودولة الحداثة وديمقراطيتها خصّت الطُّغمة المهيمنة على المجتمع، صاحبة المال والجاه، بهذا التفرد بحق إنشاء الخطاب الملزم، من دون الله سبحانه وتعالى، خالق الكون والإنسان والحياة. في حين إن مقتضى حقيقة الإسلام، وجوهر التوحيد، ومعنى ومبنى كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" هو إفراد الله بالسيادة، ﴿أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأعراف: 54].

 

وعلى هذا كان ارتباط الطبقة السياسية؛ حكاما ومعارضة، في بلادنا وسائر بلاد المسلمين، بالاستعمار، حين رهنوا قرارهم بإرادة ذاك المستعمر، ما أدى إلى استحالة الوصول من خلالهم إلى خلاص البلاد من سطوة الاستعمار.

 

وأمام انفضاض الناس في تونس وفي سائر بلاد المسلمين من حول هؤلاء النواطير الذين انطلت عليهم فتنة الديمقراطية والحداثة وأشربوها حتى عميت أبصارهم وبصائرهم عن إدراك الحق، واستطابوا العيش في مرابض الذل عبيدا لدى سادتهم الغربيين الكفار، وبعد فشلهم الذريع في إدارة الشأن العام، وانكشاف خياناتهم لدى أبناء الأمة أتوا بفرية فشل الإسلام السياسي، كأن الإسلام حكم يوما ما منذ أسقطت دولته، وأقاموا جبالا من التضليل أمام عقول الناس، وكتبوا الكتب في ذلك، وعقدوا المجالس والمنتديات، ليقنعوا العوام، أن دعكم من الإسلام السياسي، ودعكم من العمل لإقامة الدولة الإسلامية، تحت ذريعة أن الإسلام ليس فيه نظام حكم يمكن أن يستجيب لمتطلبات حاضر الإنسان وتطوره، وأن ليس للإسلام قدرة على معالجة تعقيدات اقتصاد القرن الواحد والعشرين، وأن كل حركات الإسلام السياسي ليس لها من الخبراء والمفكرين والاستراتيجيين القادرين على معالجة معضلات الراهن الفكري والسياسي والمادي، كأن عيون وأسماع هؤلاء الذين يهرفون بهذا البهتان قد عميت وصُمّت أن ترى وتسمع لهذه الثقافة التي أعدها حزب سياسي مبدؤه الإسلام، وعمله السياسة، يعمل بين الأمة ومعها لتتخذ الإسلام قضية لها، وليقودها لإعادة الخـلافة والحكم بما أنزل الله إلى الوجود، هو حزب التحرير، وذلك لأن الإسلام هو وحده المبدأ الصالح في هذا الوجود، يتفق مع الفطرة، ويقوم على معالجة الإنسان من حيث هو إنسان. فالدعوة لإقامة الخلافة، ليست لأن النظم الوضعية فشلت في تحقيق مصالح الناس فقط، بل لأنه ليس دون شرع الله حق. يقول الحق تبارك وتعالى: ﴿فَذَٰلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّىٰ تُصْرَفُونَ﴾ [يونس: 32]

 

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رابط هذا التعليق
شارك

Peut être une image de 1 personne

بسم الله الرحمن الرحيم

ولاية تونس: مؤتمر الخلافة السنوي 2023: انهيار دولة الحداثة ولا خلاص إلا بدولة الخلافة

الكلمة الثالثة

دولة الخلافة منقذة العالم من ظلم الرأسمالية والديمقراطية

وهي دولة رعاية، وضرورة حياتية فوق كونها واجبا شرعيا

الشيخ عصام عميرة

https://hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/87329.html

 

الحمد لله والصلاة والسلام وعلى رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه،

 

أيها الإخوة والأخوات المجتمعون في مؤتمر الخلافة في تونس الحبيبة: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أبارك لكم نجاحكم في عقد مؤتمركم هذا وأبشركم بقول الله عز وجل ﴿وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُم مَّا كَانُوا يَحْذَرُونَ﴾.

 

لقد تسنّمت الولايات المتحدة الأمريكية هرم الموقف الدولي والسياسةِ الدولية منذ الحرب العالمية الثانية، وانبهر العالم أجمع بهيمنتها على مفاصل السياسة والاقتصاد، وتحكمها في الحرب والسلم العالميين، وأنها تسيطر على البر والبحر والجو والفضاء الإلكتروني بطريقة عملاقة غير مسبوقة في التاريخ المعاصر، وأصبح الكل يحسب لها ألف حساب قبل أن تقدم على أي خطوة محليا أو إقليميا أو دوليا، ونراها تتدخل في أحداث الدنيا جميعا وتتابعها بدقة بالغة، وتوجه الرأي العام في كل القضايا ما دق منها وما جل، وتسيطر على منابع الثروات في معظم أنحاء العالم، وتقدم المساعدات والقروض إلى معظم دول العالم الثالث، ولها قواعد عسكرية في أطراف الأرض وأواسطها وشمالها وجنوبها، ودولارها سيد العملات في العالم، واقتصادها هو الأقوى، بالرغم من مديونيتها الهائلة، وهي البلاد التي يسمونها بلاد الكثرة، إذ كل شيء فيها كثير وكبير، ولكنه خال من البركة! ولما نشبت الحرب الروسية الأوكرانية ظهرت جليا قوة أمريكا كقائدة للمعسكر الغربي في التصدي لغزو روسيا لأوكرانيا، في عمل صريح يهدف إلى إضعاف روسيا وإنزالها عن المرتبة التي تبوأتها منذ انهيار الاتحاد السوفييتي قبل نحو أربعة عقود، وكذلك وقفت في وجه الصين تلك القوة الصاعدة وكبحت جماحها.

 

وبسبب التعتيم الإعلامي ومحاولات تزوير التاريخ وإخفاء حقائقه الساطعة، فإن قليلا من الناس من يتذكر أن دولة الخلافة قد تبوأت في يوم من الأيام موقع أقوى دولة في العالم، وأنها هزمت الإمبراطوريتين الفارسية والبيزنطية بعد مرور وقت قليل من قيامها، وبقيت تتربع على عرش الموقف الدولي والسياسة الدولية قرونا طويلة، تفوق أضعافا مضاعفة هذه الفترة الذهبية الأمريكية، وأن فتوحاتها قد كانت سريعة وخاطفة، وأفضت إلى ضم البلدان الكثيرة إلى كيانها طوعا أو كرها، وبلغت مساحتها أكثر من عشرين مليون كيلومتر مربع في البر دون البحر، وسيطرت على معظم منافذ العالم البحرية، ودخل كثير من سكان البلدان المفتوحة في دين الله أفواجا، وعاشت الأمة الإسلامية قرونا طويلة في حالة تجانس وانسجام لم يشهد لها التاريخ مثيلا، وكانت الدول الأخرى تخطب ودها وتستجير بها. ولا يوجد أي وجه شبه بين سيطرة الوحش الأمريكي الرأسمالي اليوم وسطوته على مفاصل الدنيا، وبين سيطرة الإسلام ورعايته الشرعية للمسلمين وغير المسلمين إبان العهود المتعاقبة للدولة الإسلامية. ولا نبالغ إن قلنا بأن التقدم العلمي الذي وصلت إليه أمريكا ومن قبلها أوروبا إنما هو مؤسَّس على نتاج العقول العلمية المسلمة في شتى مجالات العلم، وهم يشهدون بهذا الفضل، والفضل كله لله العليم الحكيم.

 

واليوم، ونحن نشاهد بزوغ فجر الخلافة الراشدة الثانية بعد هذا الملك الجبري المتعسف، فلا بد لنا من الإشارة بقوة وبثقة منقطعة النظير إلى أن قيام الخلافة سيعيد للعالم صوابه المفقود، واتزانه المضطرب، وسينصب ميزان العدل من جديد، وستوحد الأمة الإسلامية بعد طول فرقة في دولة واحدة تحت راية واحدة، يحكمها خليفة واحد مبايَع على السمع والطاعة لتطبيق الشريعة الإسلامية الغراء، وسيكون كل شيء فيها كبيرا وكثيرا ومباركا بإذن الله.

 

وستقوم الخلافة بتحرير البلاد الإسلامية من كل الروابط الاستعمارية السياسية والاقتصادية والتشريعية والحضارية والفكرية، وستنظف بلاد المسلمين من قاذورات الغرب الفكرية وقواعده العسكرية، وستسارع إلى تخليص ثروات البلاد من هيمنة الشركات الاستعمارية، لتجعلها تحت سيادة الدولة الكاملة، ولضمان حسن التصرف فيها وتمويل الخدمات العامة لجماهير الأمة. وستجعل مصلحة الأمة فوق كل اعتبار في أي قرار، معتمدة على الله أولا وآخرا، ثم على قوى الأمة الذاتية من سياسيين وعسكريين وأمنيين ورجال أعمال في درء الأخطار والتهديدات الخارجية.

 

أيها الإخوة والأخوات: إن ما ينتظر العالم تحت حكم الخلافة القادمة شيء يفوق الوصف، ويتعدى كل توقع، فماذا تنتظرون من دولة قامت بنصر من الله، وتنفيذا لوعده عز وجل وبشرى نبيه؟ هل تنتظرون منها إلا أن تكون راشدة ثانية على منهاج النبوة، يحكمها رجالٌ صنوُ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وحولهم بطانة يشبهون طلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد، وأبا عبيدة بن الجراح وأمثالَهم، وقادةُ جندها رجالٌ كخالد بن الوليد والقعقاع بن عمرو وأبي دجانة وصلاح الدين وقطز وغيرهم؟ دولة تعيد سيرة العبادلة الأربعة وأمثالهم من الصحابة الأفذاذ، وتستنسخ علماء ربانيين كقتادة ومجاهد والسدي والنخعي والشعبي وجعفر الصادق وأبي حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل وأمثالهم، دولة تقام بها الحدود، ويقسم بها الفيء، وتأمن بها السبل، وتصان بها الأعراض، دولة يقاتَل بها العدو، وتُحفظ بها هيبة الأمة، دولة تحقق النهضة الحقيقية والتقدم العلمي والرقي الفكري والسلوكي، وتسعى لنقله دوما من علي إلى أعلى في كل مناحي الحياة، دولة تؤسس الأبنية وفق أعلى المعايير الشرعية والهندسية، وتستعد دوما للكوارث والجوائح، بل وتعين الأمم الأخرى عندما تتعرض لمثل ذلك. يروى أنه في مدة صلح الحديبية يبلغ النبيَّ ﷺ أن قريشا أصابتهم جائحة، فأرسل عليه الصلاة والسلام لأبي سفيان زعيم الشرك في مكة خمسمائة دينار ليشتري بها قمحا، ويوزعها على فقراء قريش. دولة تعد العدة والقوة وفق أقصى الاستطاعة لإرهاب العدو، وكسر الحواجز المادية التي تقف أمام نشر الإسلام في العالم، فتُنصر بالرعب مسيرة شهر. دولة تسوق الناس إلى الجنة، وتبعدهم عن النار ما استطاعت إلى ذلك سبيلا، دولة رعاية لا دولة جباية، يبكي أمير المؤمنين فيها إذا قصر في الرعاية، ويعقد بينه وبين الناس عقودا يبرئ بها ذمته أمام الله، ويوصي أن توضع معه في قبره. دولة يجمع أمير الجهاد فيها غبارَ المعارك التي خاضها في سبيل الله ويخلطها بماء زمزم ويجعلها طوبة صغيرة يوصي بوضعها تحت رأسه في قبره بعد موته لأنه يعتقد بأنه لا يجتمع غبار جهادٍ في سبيل الله مع دخان جهنم. دولة يوصي مجاهد فيها أن يدفن معه سيفه في قبره بعد موته ليشهد له جهاده في سبيل الله وهو يشدخ به رؤوس الكفار المعاندين.

 

أيها الإخوة والأخوات: أيها المسلمون في كل مكان: وأخيرا وليس آخرا، ستمكنكم الخلافة من شد الرحال إلى المسجد الأقصى دون إذن من أحد، وهو ما لم ولن يجرؤ أحد من حكامكم اليوم أن يفعله.

 

فإلى اللقاء في باحات المسجد الأقصى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

رابط هذا التعليق
شارك

Peut être une image de 1 personne et texte

بسم الله الرحمن الرحيم

ولاية تونس: مؤتمر الخلافة السنوي 2023: انهيار دولة الحداثة ولا خلاص إلا بدولة الخلافة

الكلمة الرابعة

حزب التحرير والخلافة

الأستاذ منذر عبد الله

https://hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/87330.html

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

لم تمض سوى ثلاثة عقود على هدم الخلافة وزوال حكم الإسلام حتى نشأ حزب التحرير. فقد تأسس حزب التحرير سنة 1953 في القدس على يد المفكر والعالم والقاضي تقي الدين النبهاني رحمه الله.

 

لم تكن عملية إنشاء الحزب ارتجالية، وإنما كانت نتيجة عملية تفكير عميقة في واقع الأمة وتاريخها ومبدئها. أدت عملية التفكير هذه إلى فهم مشكلة الأمة وتحديد أسباب ضعفها وانحطاطها. كما تمخضت عن تشكل تصور واضح ومفصل عن كيفية إنهاضها.

 

فالحزب هو الجماعة الوحيدة التي سبق تشكلها عملية تفكير عميقة أدت إلى فهم مشكلة الأمة بشكل دقيق وفهم حقيقة التغيير والنهضة وفهم سيرة المصطفى ﷺ فهما تشريعيا وعمليا وفهم واقع الأنظمة القائمة في بلادنا اليوم وفهم واقع المجتمع ومعنى الدولة وواقع الحكم. فقد قام الحزب على أساس فكرة محددة ومنهج واضح وثقافة عميقة صقلت شخصية شبابه فكانوا حملة دعوة ورجال دولة جديرين بقيادة البشرية بالخير ونحو الخير.

 

وبناء على ذلك فإن الحزب أدرك أن مشكلة الأمة تتمثل في ضعف فكري ذي جذور تاريخية أدى إلى ضعف فهم الإسلام وتطبيقه وحمله إلى العالم. ثم تبع ذلك غزو فكري من الغرب أفقد المسلمين توازنهم فكانت الهزيمة التاريخية التي أدت إلى هدم الخلافة واحتلال بلاد المسلمين، وفرض الهيمنة الغربية على بلادنا بكل أشكالها.

فقد جعل الحزب غايته استئناف الحياة الإسلامية وإعادة الحكم بما أنزل الله بإقامة الخلافة الراشدة.

 

أما طريقة عمل الحزب لتحقيق غايته وإحداث التغيير المطلوب فقد تمثلت في عملين أساسيين:

 

التفاعل مع الأمة لتغيير أفكارها ومشاعرها وتحميلها الإسلام كمبدأ فتتبناه عن وعي وتسير مع الحزب لإيجاده في المجتمع والدولة. والعمل الثاني هو طلب النصرة من أهل القوة والمنعة لكسب ولائهم للإسلام وللأمة فينحازوا لمشروع تحررها ونهضتها الراشدة فيعملوا على إيصاله إلى الحكم.

 

والحزب يسعى لتحقيق أهدافه عن طريق العمل الفكري والسياسي ولا يعتمد العنف وسيلة في التغيير. كما أنه يرفض المشاركة في الأنظمة القائمة في بلاد المسلمين، ويرفض فكرة التدرج في تطبيق الإسلام، بل يعتبر ذلك منكرا عظيما وتكريسا للأنظمة الفاسدة.

 

ويسعى الحزب لأخذ الحكم عن طريق الأمة ويعتبر الاستعانة بالدول الكافرة خيانة وإثما مبينا وانتحارا سياسيا.

 

أدرك الحزب من البداية عمق الأزمة التي تعيشها بلادنا وأنها تتمثل في فقدان الهوية وسلب سلطان الأمة وفرض ثقافة الغرب وأنظمته على بلادنا. فالغرب يتحكم بقرار الأمة ومصيرها وبثرواتها وحتى بعقول أبنائها من خلال ثقافته. وهو الذي فرض علينا دستورا علمانيا مناقضا لعقيدة الأمة. وهو الذي يحدد السياسات الداخلية والخارجية. وهو الذي يفرض الحكام الفاسدين ويرعاهم، وإن هدد الشعب بعض هؤلاء الحكام، حضر الغرب بنفسه من خلال جيوشه وأساطيله لمواجهة الأمة.

 

ولذلك فقد جعل الحزب من أهم أهدافه تحرير البلاد من الهيمنة الغربية، وهذا لا يقتصر على إغلاق سفاراتهم وقواعدهم العسكرية، ولا يقتصر على إسقاط السلطة العميلة لهم، بل بنبذ ثقافتهم الليبرالية، ونظامهم العلماني، ودساتيرهم الوضعية. ثم جعل العقيدة الإسلامية بوصفها عقيدة روحية، وفكرة سياسية أساسا لبناء الدولة، وسن القوانين، ورسم السياسات، فتجعل السيادة للشرع، والسلطان للأمة.

 

فالصراع الحقيقي الذي نخوضه كحزب وأمة ليس مع هؤلاء الحكام، فهم مجرد أدوات. والعدو الأصلي هو الدول الغربية الاستعمارية. فقد تحولت بلادنا إلى مزارع للغرب منذ هدمت الخلافة. فالدولة الوطنية والاستقلال مجرد خدعة وكذبة، ونحن شعوب فاقدة للإرادة وللقرار. سلطاننا مغصوب، وثرواتنا منهوبة، وقرارنا مصادر، وشريعتنا معطلة، وحرماتنا مستباحة، وحكامنا عون لأعدائنا علينا.

 

وقد رأى الحزب أن الطريق لتحقيق التحرر من نفوذ المستعمرين وكسر شوكتهم وكسب هذه المواجهة التاريخية واستعادة سلطان الأمة وهويتها واستئناف الحياة الإسلامية يتمثل في ثلاثة أمور:

 

أولاً: هدم كل أثر فكري وثقافي للغرب في بلادنا. ويتم ذلك من خلال الصراع الفكري الذي يبين فساد ثقافة الغرب وتناقضها مع الإسلام وأنها تطرح في بلادنا كأداة استعمارية لصرف الشعوب عن سر نهضتها. وبالكفاح السياسي الذي يكشف مشاريع الغرب وأدواته في بلادنا ويتصدى لكل ما يروج له الغرب.

 

ثانيا: بلورة الأفكار الاسلامية التي تتعلق بالحكم الإسلامي ودولته، كي يدرك المسلمون معنى العيش الإسلامي وفق وجهة النظر الإسلامية، فيتولد وعي عام إسلامي ينتج عنه رأي عام جارف مطالب بالتحرر على أساس الإسلام وإقامة خلافته الراشدة.

 

ثالثاً: العمل على كسب ولاء أهل القوة والمنعة وجمعهم على فكرة الإسلام ووجوب نصرته وإفهامهم أن ولاءهم يجب أن يكون لدينهم وأمتهم وليس لحكام عملاء، ولا لكافر مستعمر. فإن وجد الرأي العام الجارف، ووجدت القوة التي تنصره، ووجد القائد؛ حزب التحرير فقد اكتملت عناصر التغيير.

 

وقد شَن الحزب حرباً فكريةً وسياسيةً على الأوضاع اﻻستعمارية القائمة وعلى اﻷنظمة العميلة التي تتولى حراستها كي تدركها الأمة على حقيقتها، فتنهض مع الحزب لخلعها من جذورها - في الوقت الذي كان يدعو فيه غيره إلى التعايش مع الأوضاع القائمة ومحاولة إصلاحها لتتناسب مع الإسلام قدر الإمكان - وعمل الحزب في الوقت نفسه على إيجاد الوعي في اﻷمة على طبيعة النظام السياسي في الإسلام (الخلافة) وما يجسده من وجهة نظر وطريقة عيش إسلامية متميزة.

 

فسار الحزب في خطين متوازيين؛ هدمٌ ﻷفكار الكفر ومناهجه وأنظمته، وتركيزٌ لأفكار الإسلام ومعالجاته الربانية. فتحركت في الأمة أحاسيس النهضة والتحرير من جديد بعد أن ظنّ الكفار وضعاف النفوس أنها قد ماتت.

 

وها هي الأمة اليوم في حالة تململ وحراك يُعبّر عن رفضها للأوضاع الثقافية والسياسية واﻻقتصادية اﻻستعمارية القائمة، وها هو المستعمر يطلق عملاءه في ثورة مضادة تستهدف تركيع الأمة.

 

أيها المسلمون: إن ما يحول دون خروجنا من مأزقنا ويؤخر نهضتنا ليس تفوق أعدائنا علينا، ولا انعدام الدوافع المطلوبة للتغيير في الأمة، ولم يعد يتمثل في جبن أو كسل، ولا هو في قلة الإمكانات. بل إننا والله نملك قدرات هائلة، ونواجه عدوا جبانا، ولدينا شباب تغلي الدماء في عروقهم.

 

إنّ مشكلتنا والتحدي الأكبر الذي يعيق نهضتنا هو ضعف الإدراك وغياب الوعي السياسي. فحين ندرك أن القضية الأولى والمصيرية للأمة هي إقامة الخلافة وإظهار الإسلام وإعادة حكمه وسلطانه، فسيزول تخبطنا، وستتوحد جهودنا وستتركز أعمالنا وسَتُسَخَّر جلُّ إمكاناتنا لتحقيق هذه القضية بوصفها جماع كل القضايا والمدخل إلى علاجها ومواجهتها، ما يجعلنا نسير نحو نهضتنا كالسهم الذي يسير بشكل سريع ومستقيم مخترقاً كل ما يواجهه إلى أن يصل هدفه.

 

لقد تميز الحزب بوعيه السياسي وفهمه التشريعي وبثباته على مبدئه، فلم يساوم على دعوته ولم يهادن بل ظل ثابتا رغم كل التحديات والمتغيرات والفتن.

 

وسر ثبات الحزب وعدم انحرافه يرجع إلى كونه قام على تصور مفصل يبلور فكرته ويحدد منهجه ويشكل شخصيته. فقد اعتبر الحزب أن الإسلام كل لا يتجزأ، فلا تتحقق فكرته إلا من خلال طريقته، ولا تتجسد عقيدته إلا من خلال التقيد بتفاصيل أحكامه، ولا ضمانة لتحقيق النصر إلا بالاستقامة على منهج الله.

 

لقد كرس الحزب في فكره وفي تكوينه مفهوم الأمة متجاوزا مخلفات الغرب من وطنية وقومية، فتحول الحزب في كل العالم وباختلاف جنسيات أعضائه إلى كيان فكري وشعوري وتنظيمي واحد دون أي اعتبار إلا للعقيدة الإسلامية والثقافة الحزبية.

 

وقد نجح الحزب في تحويل الخلافة من مسألة تاريخية وفقهية نظرية إلى فكرة سياسية يتمركز حولها المشروع الإسلامي، وتحولت إلى رأي عام بين المسلمين حتى باتت تؤرق الشرق والغرب وعملاءهم من الحكام.

 

وفي الوقت الذي يتقدم فيه مشروع الخلافة ويمثل أمل الأمة والبشرية بالخلاص يشهد النظام الغربي حالة ترهل وتفسخ تتمثل في فقدان شعوبه الثقة بمنظومته وبانقسام مجتمعاته وفي اشتداد أزماته الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

 

لم يعد الإسلام تحدياً للغرب في بلاد المسلمين فقط، وإنما بات يتغلغل في مجتمعاته التي وصلت إلى طريق مسدود وباتت تبحث عن مخرج.

 

لا عودة إلى الوراء، بل سنكمل هذا الصراع إلى نهايته، نسير ونحن نعظّم أوامر الله ونستبشر بنصره وجنته، وفي الوقت نفسه ندوس بأقدامنا أنظمة الكفر التي فرضها الغرب علينا ونحتقر حضارته ونظمه، وتهون عندنا أمام قوة الله أساطيل الغرب وقوته.

 

﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ

رابط هذا التعليق
شارك

Peut être une image de 1 personne et texte

بسم الله الرحمن الرحيم

ولاية تونس: مؤتمر الخلافة السنوي 2023: انهيار دولة الحداثة ولا خلاص إلا بدولة الخلافة

الكلمة الخامسة

كيف تقام الخلافة ومبشرات قيامها

الأستاذ محمد الناصر شويخة

https://hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/sporadic-sections/articles/political/87331.html

هل إقامة الخلافة أمر مستحيل؟

 

يقول البعض إن حزب التحرير يحلم بإقامة الخلافة، وهي هذه الأيام مستحيلة! فهل الخلافة خيال أو وهم توهّمه حزب التحرير؟

 

أرسل الله سبحانه وتعالى محمّدا عليه الصّلاة والسّلام، ليكون الحكم في الأرض لله إلى قيام السّاعة، ولمّا التحق ﷺ وهو خاتم الأنبياء والمرسلين بالرفيق الأعلى كانت مهمّة الحكم بما أنزل الله منوطة بمن يخلُفُه، الأوّل فالأوّل. ولذلك كانت الخلافة من أعظم واجبات الدّين؛ بها يُقام الدّين وتُحفظ الدّنيا ويكون العدل، وقهر الأعداء.

 

ولذلك بادر الصّحابة الكرام بها فبايعوا خليفة قبل أن يدفنوا رسول الله ﷺ، على أهمية ذلك وعظمته، وذلك لعظمة الخلافة وأهميتِها. فهل تكون الخلافة مستحيلة؟ وهل يُكلّف الله عباده بما هو مستحيل؟ هل السّعي إلى طاعة الله خيال وأضغاث أحلام؟

 

جاء في محكم التّنزيل: ﴿لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا﴾. فما بالكم لو كان الحكم من الواجبات بل من أوجب الواجبات، وإقامة كلّ الدّين وإظهاره بجعله المهيمن في الدّنيا هي إرادة الخالق الجبّار القائل في محكم تنزيله: ﴿هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ﴾ فهل ما يريده الله خيال؟! هل ما يريده أضغاث أحلام؟! تعالى الله عمّا يصفون.

 

ثمّ إنّ الخلافة عمرت تاريخ البشريّة وملأت جنباته فأين بيزنطة وصولجانها؟ وأين المدائن وأكاسرتُها؟ وأين القسطنطينيّة وأباطرتها؟ ثم من مدَّ الصوت بالتكبير في تلك البقاع الممتدة على طول الأرض وعرضها من المحيط إلى المحيط لولا دولة الإسلام وجند الإسلام وعدل الإسلام؟ فهل تكون الخلافة التي عمرت أرجاء التّاريخ خيالا ووهما؟

 

وأكثر من ذلك فإنّ إقامة الخلافة وفوق كونها واجبة هي وعد من الله وبُشرى بشّر بها عباده الصّالحين، يقول جلّ من قائل: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ [النور: 55]، فهل يُبشّرنا الله بخيالات؟ تعالى الله عمّا يصفون.

 

وإنّنا نجد في حديث رسول الله ﷺ وعدا بعودة الخلافة من جديد: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ»، فهل ما يوحى إلى النّبيّ مستحيل؟ هل ما يُوحى إليه خيال؟!

 

ثم هل تكون الخلافةُ مستحيلةً في بلاد المسلمين؟ أيكون الحكم بالإسلام مستحيلاً في بلاد الإسلام؟! ولا يكون الحكم بغير الإسلام في بلاد الإسلام مستحيلاً بل أمراً واقعاً؟! ما لكم كيف تحكمون؟!

 

كيفيّة العمل لإقامتها:

 

الخلافة فرض فرضه الله على جميع المسلمين كفرض الصّلاة والصيام والحجّ، بل آكد، والنّاس كلّ النّاس إليها أحوج، ومعنى أنّها فرض يعني أن يتلبّس بها المسلمون حتّى يتمّ نصب خليفة يحكم بشرع الله ويقود الأمّة وجيوشها لإتمام رسالة محمّد ﷺ، بالدّعوة والجهاد. ولكن لله في هذا سنناً، جاء بها رسلُه وأنبياؤه، ولن يتحقق وعد الله وبشرى رسول الله إلّا بعمل العاملين الصادقين المخلصين، هكذا سار رسول الله ﷺ، وهكذا سار صحابته رضي الله عنهم، وهكذا سار الخلفاء من بعدهم.

 

دعا رسول الله ﷺ إلى ربه في مكة وأصحابُه معه، في جو عاصف مليءٍ بطيش الجاهلية وبطشها، واستمر على ذلك يدعو إلى الإسلام، ولما صارت دعوة الإسلام رأيا عامّا توجّه ﷺ إلى سادة القبائل الأقوياء يطلب منهم النصرةَ بضع عشرةَ مرةً، وأرسل مصعباً إلى المدينة، ولما استجاب أهل القوّة والمنعة في المدينة بايعوه ﷺ بيعة العقبة الثّانية فأقام الدّولة الإسلاميّة الأولى في المدينة. هذا ورسول الله ﷺ يوحى إليه، وهو أحب الخلق إلى الله سبحانه، ومع ذلك فقد تكبّد مشاقّ الهجرة وأهوالها (وقد كان أسري به إلى بيت المقدس ثمّ عرج به إلى السّماء السّابعة في ليلة واحدة دون مشقّة أو خوف) فلم يُنزل الله لرسوله ملائكةً يقيمون له دولةً، وهو ﷺ جالسٌ وصحبُه دون عمل، أو أنهم كانوا نياماً فما فتحوا عيونهم إلا ولهم دولة وجيش، ولأعدائهم محق وسحق، فقاموا يجمعون الغنائم دون أن يبذلوا الوسع في الدعوة إلى الله كما يحب سبحانه ويرضى. ليس هكذا الأمر بل ظلّ رسول الله ﷺ يكافح ويكافح في مكة، ويهاجر في شدة، ويقاتل في بدر، ويسوي الصفوف، ويُعِدُّ القوم للقتال، ثم يدخل العريش يسأل الله نَصْره، بعد ذلك وليس قبل ذلك، أنزل الله سبحانه ملائكته تقاتل مع المسلمين... أرأيتم؟ تقاتل الملائكةُ مع المسلمين وليس نيابةً عنهم وهم قاعدون. وهكذا في كل زمان يؤيد الله بملائكته وبنصره وبمددٍ من عنده، وما يعلم جنودَ ربك إلا هو، لكن كلَّ ذلك ليس نيابةً عن المسلمين بل عوناً لهم وهم يعملون مخلصين صادقين.

 

هذه هي سنة الله في خلقه بيَّنها رسول الله ﷺ لصحبه وسار عليها خلفاؤه من بعده، فهم لما سمعوا وقرأوا حديث رسول الله ﷺ بفتح القسطنطينية والثناءِ على أميرها وجيشها حرص كل خليفة على أن يرسل جيشاً لفتحها راجياً الله سبحانه أن تتحقق البشرى على يديه فينالَ ذلك الثناءَ العظيم، ولم يقعدوا عن أعمال الفتح ليكرمهم الله بفتحها وهم نائمون لا يعملون. هكذا فهم المسلمون أحاديث البشرى بأنها حافزةٌ على العمل الجادِّ المجدِّ لتتحققَ البشرى على أيديهم، لا أن يضعوا رِجْلاً على رجل ينتظرون تحقيق البشرى وهم قاعدون.

 

وهكذا فإنّ حزب التّحرير لمّا فقه سيرة رسول الله ﷺ قام يعمل من أجل إقامة الخلافة هذا الفرض العظيم، وهو يدرك تمام الإدراك أنّ حقيقة عمله لا أن يقيم هو الخلافة نيابة عن المسلمين بل أن يسير هو ويسير معه المسلمون لإقامة الخلافة استجابة لفرض الله على جميع المسلمين. فمن تخلّف عن ركب الحزب فقد تخلّف في الحقيقة عن التلبّس بالفرض.

 

أيّها المسلمون:

 

إن قيام الخلافة حقيقة واقعة، وإن ثباتها واستقرارها بعد قيامها لهو أمر محقق إن شاء الله، تؤكدها حقائق أربع:

 

أولاً: وعد من الله سبحانه للذين آمنوا وعملوا الصالحات بالاستخلاف في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم. يقول سبحانه: ﴿وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ [النور: 55[

 

وثانياً: بشرى من رسول الله ﷺ بعودة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة بعد الملك الجبري الذي نحن فيه. يقول صلوات الله وسلامه عليه في الحديث الصحيح الذي أخرجه أحمد من طريق حذيفة بن اليمان: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «تَكُونُ النُّبُوَّةُ فِيكُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً عَاضاً فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».

 

وثالثاً: أمة حيّة فاعلة، تريد أن تعود إلى سيرتها الأولى التي أخرجها الله لها. يقول سبحانه: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾. قامت ثائرة على العملاء، وما زالت، رافضة للعلمانيّة ومخرجاتها ومن يمثّلها، تريد أن يعود شرع الله للحكم، شبابها يتحرّق شوقا لميادين الجهاد حيث تحرير بلاد المسلمين، مستعدّ للموت ليحمي الخلافة ويحتضنها.

 

ورابعاً: حزبٌ مخلص لله سبحانه، صادقٌ مع رسوله ﷺ، يغذّ السير، واصلاً ليله بنهاره، حتى يتحقق وعد الله وبشرى رسوله على يديه، لا يخشى في الله لومة لائم، لا تلين له قناة ولا تضعف له عزيمة بإذن الله، حتى يأتي أمر الله وهو كذلك. وكأنه مصداق قوله صلوات الله وسلامه عليه في الحديث الذي أخرجه مسلم من طريق ثوبان «لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ».

 

إن أية واحدة من هذه الأربع كافية لتنطق بأن العمل للخلافة ليس خيالاً، فكيف بالأربع مجتمعة؟!

 

فماذا بقي؟

 

أن يقوم أهل النصرة أهل القوة والمنعة المخلصون، الذين يغارون على دينهم وأمّتهم المقهورة المنهوبة بإزالة هؤلاء العملاء الذين لا يرون إلا الخضوع للمستعمر وإلاّ سوقنا إلى مذابحه سوقا. ثمّ تسليم الحكم والقيادة للحزب ليقوم بالمهمة العظيمة مهمة إقامة الدين، إقامة الحكم بما أنزل الله.

 

وهنا قد يقال إن الدول الكبرى ستُطبِق على الخلافة وتمحوها لو قامت.

 

إن إدراك الوقائع الجارية يكشف تهافت هذا القول وفساده من وجوه:

 

-     الوجه الأوّل: إذا كانت زعيمة الدول الكبرى، الولايات المتحدة، وأحلافها، لم تستطع أن تستقر في العراق وأفغانستان أمام مقاومة أفراد من المسلمين لا يملكون عشر القوة المادية لأولئك الأعداء، فضلاً عن أن هؤلاء الأفراد ليسوا دولة ذات مقومات محسوبة في العدد والعدة، فكيف ستستطيع أن تطبق على الخلافة وتمحوها؟! إلا أن يكون قائل هذا القول فاقداً للبصر والبصيرة لا يدرك عظمة الإسلام، وعظمة دولة الإسلام، ولا يدرك قول الله: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ ولا قول الله سبحانه: ﴿إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءَامَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾. ولا يدرك كذلك فقه حديث رسول الله ﷺ الذي أخرجه البخاري ومسلم، واللفظ للبخاري «نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ»، وهو كذلك لا يدرك حقائق التاريخ وأن الجيش الإسلامي بإذن الله لا يقهر.

 

-     الوجه الثّاني: أن المستعمرين في كلّ بلاد المسلمين لم يستطيعوا دخولها وما كان لهم أن يدخلوها لولا الخيانة ولولا الحكّام العملاء، الذين فتحوا لهم البلاد، وجعلوا لهم الكلمة العليا.

 

-     الوجه الثّالث: هؤلاء العملاء ما كان لهم أن يستقرّوا في أماكنهم لولا الحماية التي يجدونها من القوّات العسكريّة والدّعم السياسي والمعنوي من الأقوياء في البلاد.

 

ولهذا لم يبق إلّا أن تُزال عنهم الحماية. فيسقطوا، ولن يجد الأعداء حينها خائناً يفتح لهم أبواب البلاد الإسلامية ليدخلوها دون عناء.

 

أيّها المسلمون يا أهل القوّة والنّجدة:

 

-     ألم تكفِ مائة عام بل تزيد من الضياع وعدم وجود الخـلافة حتى أصبحنا كالأيتام على مائدة اللئام، ألم تكفِ تلك السنون لنصحوَ ونستيقظ؟!

 

-     ألم تكفِ مائة عام بل تزيد من مصائب "الدولة الوطنيّة" حارسة الاستعمار ومصالحه.

 

-     ألم تكف مائة عام بل تزيد من العلمانيّة الفاسدة والرأسماليّة المجرمة؟ ألم تروا بعدُ أنّهم يُذلّونكم؟ ألم تروا إلى الطّبقة السياسيّة العلمانيّة، كيف جعلتنا قطعانا من الخدم والعبيد عند الرأسماليين وكبار المرابين العالميين، ألم تروا كيف جعلتنا حداثتهم في ذيل الأمم لا في العير ولا في النّفير بعد أن كنّا خير أمّة أخرجت للنّاس؟

 

أليس غريباً عجيباً أن يوجد بيننا من يتشبّث بوطنيّة ضيّعتنا وحداثة غربيّة استعبدتنا؟! أليس عجيبا غريبا أن يوجد بيننا من لا يعمل لإعادة الخـلافة من جديد، وأداء هذا الفرض العظيم، الطريق المستقيم إلى عز الدنيا والآخرة؟!

 

ثم أليس غريباً عجيباً محزناً أن يحمي أبناؤنا (جنودا وضبّاطا) أشباه حكّام لتكون الهيمنة للكفّار؟! ألم تروا أنّ هؤلاء الأشباه لا قرار لهم إلّا بحمايتكم، فكيف تحمونهم بعدما تبيّن لكم أنّهم خدم للمستعمر؟ إلى متى؟! ألم يفرّ بن علي الطّاغية بعد أن سحبتم الحماية منه؟ فلماذا تقدّمون الحماية لمن هم مثله أو أشدّ عمالة وخساسة؟!

 

يا أهل القوّة والمنعة، يا أهل النّجدة والنخوة!

 

إلى متى القعود عن المعالي؟ إلى متى نُغزى؟ إلى متى تحاربنا أمريكا وبريطانيا وفرنسا والهند والصّين وتمعن فينا الذبح والتقتيل؟ إلى متى نعدّ قتلانا؟ وأنتم تنظرون محبوسين في ثكناتكم لا تحاربون؟!

 

إلى متى ننادي معتصماً وخالداً وعمرَ وصلاحاً نداءات يائسة متحسّرة، ولا مجيب؟!

 

إلى متى ننتظرُ من ينصر دعوة الحقّ؟ إلى متى ننتظر أمثال أسعد وسعد؟!

 

إنّ المعتصم وعمر وخالدا وصلاح الدّين وغيرهم من أبطال المسلمين بشر مثلكم، مسلمون مثلكم، آمنوا بالله ربّا وبمحمّد نبيّا ورسولا من عند ربّ العالمين، ولكنّهم قاموا لله قياما فامتثلوا لأوامره واجتنبوا ما نهاهم عنه، فأقاموا الدين؛ دولة ترعى المسلمين وغير المسلمين وجيّشوا الجيوش فأغاثوا النّاس في أزمانهم من ظلم الكفر وتسلّط الكفّار والظّالمين. فأدّوا ما عليهم في أزمانهم ثمّ مضوا إلى ربّهم، ويذكرهم النّاس بخير ويحمدونهم ويذكرون جميل ما صنعوا، ونظنّهم من الصالحين ولا نزكّي على الله أحدا.

 

أنتم مسلمون، أمركم الله كما أمر النبيّ محمّدا ﷺ وكما أمر أبا بكر وعمر وعثمان وعليّا وخالدا ومعتصما وصلاح الدّين ومحمّداً الفاتح. فلماذا تتردّدون؟ لماذا تتأخّرون عن نداء ربّكم القائل: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ﴾؟!

 

فهل أنتم مجيبون؟ فهل أنتم مغيثون لأمّتكم ومخلّصوها؟

 

فإن لم تستجيبوا فاعلموا أنّ الله هو الغنيّ الحميد وأنّه ناصر عباده العاملين المخلصين، واذكروا قول الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ذَٰلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾.

 

واللهِ الذي لا إله إلا هو لن تعودوا خير أمة أخرجتْ للناس دون أن تشمروا عن ساعد الجد وتقيموا الخـلافة، وإنه واللهِ الذي لا إله إلا هو لن تنالوا المكانة التي يحبها الله ورسوله إلا إذا احتكمتم لشرعه سبحانه ثم لا تجدون في أنفسكم حرجاً وتسلموا تسليماً، إنه واللهِ الذي لا إله إلا هو لن يزول الذل عنكم وتصبحوا سادة الدنيا بحق إلا إذا تمسكتم بكتاب الله وسنة رسوله، تعضُّون عليهما بالنواجذ حيث حللتم وحيث ترحلون.

 

واذكروا إن شئتم قول الله تعالى: ﴿إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ﴾.

رابط هذا التعليق
شارك

المكتب الإعــلامي
الدنمارك

التاريخ الهجري    9 من شـعبان 1444هـ رقم الإصدار: 1444 / 04
التاريخ الميلادي     الأربعاء, 01 آذار/مارس 2023 م  

 

 

بيان صحفي

الدّولة الدّنماركية تسعى لتجريم الدّعوة لتحرير فلسطين

(مترجم)

https://hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/denmark3/87357.html

 

في أيار/مايو 2021، نظم حزب التحرير في الدنمارك احتجاجاً أمام السفارة المصرية في كوبنهاغن ضدّ جرائم كيان يهود المستمرة ضد شعب فلسطين. ألقيت كلمة في المناسبة داعية جميع المسلمين لدعوة جيوش المسلمين في البلاد المحيطة بفلسطين للتدخل عسكرياً لتحريرها بأكملها وإنهاء الاحتلال.

 

وقد أدى ذلك الآن إلى قيام النيابة العامة بتوجيه التهم إليّ، إلياس لمرابط، الممثل الإعلامي لحزب التحرير في الدنمارك، مطالبة بعقوبة السجن لانتهاك المادة 136 البند 1، القسم الفرعي من قانون العقوبات، والمادة 81، البند 6؛ التحريض على عمل إجرامي "على أساس الأصل العرقي أو العقيدة أو الإعاقة أو التوجه الجنسي أو ما شابه".

 

كيف سيتظاهر الادعاء بأن الاحتلال العسكري يشكل "أصلاً عرقياً أو عقيدة أو إعاقة أو توجهاً جنسياً أو ما شابه"، لم نحصل بعد على إجابات مقنعة.

 

تؤكد هذه القضية على دعم الدولة الدنماركية غير المشروط لاحتلال يهود الوحشي لفلسطين، ولا يمكن أن يُنظر إليه على أنه أي شيء آخر غير محاولة رسمية لتجريم الدعوة لتحرير فلسطين. إنها محاولة فاضحة لترهيب المسلمين لإسكاتهم، في وقت يتمّ فيه إضفاء الشرعية على جميع أنواع خطاب الكراهية والإهانات للإسلام والمسلمين بحجة "حرية التعبير"، والتي ثبت منذ فترة طويلة أنها مجرد أداة سياسية.

 

بينما يواصل يهود إراقة الدماء والقمع الوحشي في فلسطين، تريد الدولة الدنماركية أن تخيف المسلمين حتى لا يتحدثوا عن تحريرها!

 

ومع ذلك، فهي محاولة يائسة. كيان يهود هو احتلال عسكري، والاحتلال العسكري ينتهي بالتحرير العسكري. مثل الصليبيين من قبله، فإنه سينتهي بتعبئة جيش في البلاد الإسلامية.

 

يستمر حزب التحرير بلا كلل، وأينما كنا، في الدعوة إلى الحل الحقيقي الوحيد لفلسطين، الذي يفرضه الإسلام؛ وهو القضاء التام على الاحتلال وتحرير كل فلسطين بالقوة العسكرية.

 

لن تمنعنا أي ملاحقة ذات دوافع سياسية، ولا تهديد أو إكراه، من قول الحقيقة والدفاع عن إخوتنا وأخواتنا المضطهدين.

 

إلياس لمرابط

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في الدنمارك

رابط هذا التعليق
شارك

المكتب الإعــلامي
ولاية العراق

التاريخ الهجري    9 من شـعبان 1444هـ رقم الإصدار: 1444 / 11
التاريخ الميلادي     الأربعاء, 01 آذار/مارس 2023 م  

 

 

بيان صحفي

أمريكا تجمع عصيّها الخاوية لتستند عليها

https://hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/iraq/87358.html

 

غادر رئيس البرلمان العراقي ورئيس الاتحاد البرلماني العربي محمد الحلبوسي بغداد الاثنين الموافق 2023/2/26م متوجها إلى دمشق على رأس وفد برلماني عربي، بعد ختام مؤتمر البرلمانات العربية الذي انعقد في بغداد تحت شعار "الدعم العربي لتعزيز استقرار العراق وسيادته"، وقد دعا محمد الحلبوسي في البيان الختامي للمؤتمر الدولَ العربية إلى ضرورةِ العمل العربي المشترك على كافة المستويات لعودة سوريا إلى محيطِها العربي وممارسة دورها في الساحات العربية والإقليمية والدولية.

 

والمدقق لما يجري يرى أنَّ أمريكا تحاول جمع عصيّها الخاوية من الدول العربية، في سيناريو جديد لتحجيم دور إيران في المنطقة، فبعد كل تلك الخدمات الكبيرة التي قدمتها إيران لصالح أمريكا، ابتداء من احتلال العراق وأفغانستان، ومروراً بالحرب الطائفية التي مزقت لحمة الشعب العراقي، بعد الحرج الكبير الذي سببته المقاومة للمحتل الأمريكي في العراق، والتي فضحت هشاشته مع ترسانته العسكرية التي يتباهى بها، لتأتي إيران وتعطي الشيطان الأكبر صك السلامة بدعم المسلحين من كلا الطرفين، والإيغال في دماء المسلمين، وأخيراً إرسال مليشياتها المجرمة إلى سوريا، وارتكاب المجازر للمحافظة على عميل الشيطان الأكبر.

 

فبعد كل تلك الخدمات التي قدمها النظام الإيراني لأمريكا، ترى الأخيرة أنها بحاجة إلى سيناريو جديد بتجميع الدول العربية المتهالكة، وتقليص دور إيران في المنطقة خاصة في العراق وسوريا، وقد شهدت الأيام الماضية تحركات تصب في هذا الاتجاه كمؤتمر بغداد، وزيارات الحكومة العراقية المكوكية لمصر والأردن والسعودية.

 

وأخيرا تأتي زيارة وفد البرلمانات العربية لدمشق، خدمة لمصالح أمريكا وتنفيذا لمشاريعها، وهي التي صدعت رؤوسنا بدعوة دول العالم بعدم التطبيع مع النظام السوري، وهذا يشبه قانون قيصر الذي سنته لحماية الأبرياء، وكان حبراً على ورق، ثُمَّ تبين لاحقاً أنَّه لحماية النظام وليس الأبرياء، وبحجته تركوا ضحايا الزلزال تحت الأنقاض ومنعوا المساعدات.

 

أيها المسلمون: لقد بلغت وقاحة هذه الحكومات حداً لا يوصف بدعوتها مجرم دمشق إلى العودة لمحيطه العربي، والاستهانة بدماء الشهداء من الشعب السوري الأبيّ، والأقبح من ذلك استغلال بضعة آلاف من ضحايا الزلزال رحمهم الله، واللعب على وتره، للتطبيع مع قاتل مئات الألوف بالبراميل المتفجرة، والكيمياوي، والتعذيب، والاغتصاب، من هذا الشعب المسلم الذي يشفقون عليه.

 

أيها المسلمون: إنَّ جميع هؤلاء الحكام مع اتفاقهم أو اختلافهم فإنَّهم يجمعهم قاسم مشترك، وهو أنَّهم أعداء لشعوبهم وجميعهم ملطخة أيديهم بدماء المسلمين، فلا همَّ لهم إلا رضا أسيادهم، فهم طوق الكافر على أعناق هذه الشعوب، ولا نجاة لكم ولا صلاح لحالكم إلا بتحكيم شرع ربكم، وكسر هذا الطوق، ومحاسبتهم على كل قطرة دم أسالوها من مسلم.

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق

رابط هذا التعليق
شارك

المكتب الإعــلامي
ولاية مصر

التاريخ الهجري    10 من شـعبان 1444هـ رقم الإصدار: 1444 / 11
التاريخ الميلادي     الخميس, 02 آذار/مارس 2023 م  

 

 

بيان صحفي

تنسيق العملاء لحرب الأمة ودينها ولغاية سلخها عن عقيدتها

https://hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/egypt/87359.html

 

أكد اللواء محمود توفيق وزير الداخلية، على ضرورة تفعيل آليات التنسيق الأمني الثنائي ومُتعدد الأطراف فيما بين الأجهزة الأمنية العربية لمواجهة التحديات المرتبطة بانتشار الفكر والأيديولوجيات المتطرفة والجرائم المنظمة بشتى أشكالها، جاء ذلك خلال زيارة وزير الداخلية، لتونس على رأس وفد أمني رفيع المستوى للمُشاركة في أعمال الدورة الأربعين لمجلس وزراء الداخلية العرب والمنعقدة بالعاصمة التونسية. (جريدة الشروق، الثلاثاء 2023/2/28م).

 

حدد الوزير التحديات التي يدعو لمواجهاتها والتي يستنفر جهود أجهزة أمن حكام العرب للتصدي لها وهي أفكار الإسلام وأحكامه، فليس سواها يهدد وجودهم هم وأسيادهم في الغرب الكافر المستعمر لأنها نمط عيش ومنهج حياة. والوزير إنما يسير على خطا سيده السيسي الذي يسوق نفسه للغرب في كل مناسبة كرأس حربة في حربهم على الإسلام، ويعلن ضرورة مواجهة أفكاره وسلخها عن كونها عقيدة سياسية عملية بدعوى التجديد، فالحرب في أصلها هي حرب الغرب على الأمة حتى يستمر خضوعها له، فيضمن بقاء هيمنته على مواردها ونهبه لثرواتها وخيراتها.

 

هكذا هم العملاء ينظرون بعيون سادتهم فيرون الخطر عليهم في الإسلام فيصفونه بالتطرف والإرهاب ويعلنون الحرب عليه ويستنفرون قواهم لمواجهته ومحاولة شيطنته في عيون الناس خشية وصوله لسدة الحكم، ما يعيد للأمة سلطانها وسيادتها فتنعتق من التبعية للغرب وتحاسبه هو وعملاءه على ما أجرموا في حقها.

 

يا أهل مصر الكنانة: هؤلاء هم حكامكم؛ حرب على عقيدتكم، لا يرون خطرا عليهم ولا على وجودهم في سواها، فلا تصدقوهم ولا تطيعوهم فلا طاعة عليكم لمن عصا الله وأعلن الحرب على دينه وشرعه والعاملين لتطبيقه، بل واجبكم الأوجب هو العمل لاستئناف حياتكم الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة التي تقيم فيكم حكم الله وتطبق عليكم شرعه، وتنجيكم من النظام المجرم ومن هيمنة الغرب الكافر على بلادكم وعلى خيراتها.

 

أيها المخلصون في جيش الكنانة: ألا فلتعلموا أن واجبكم الآن هو حماية دينكم وأن تكونوا درعا له يقيه ضربات حكامكم الخونة، وأن تنحازوا لأمتكم فتعينوها على تطبيق دينها؛ بإعطاء النصرة لحزب التحرير، لإقامة الدولة التي تحمي دينكم وأمتكم وتحميكم، وتستعملكم في طاعة الله وفي ما يرضيه، حينها تستحقون رضوانه وجنته التي ترجون، وستذكرون ما نقول لكم ونفوض أمرنا إلى الله، والله بصير بالعباد.

 

﴿وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُولَـئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقّاً لَّهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية مصر

رابط هذا التعليق
شارك

بسم الله الرحمن الرحيم

﴿وَلَا تَهِنُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ * إِنْ يَمْسَسْكُمْ ‌قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ ‌قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾

https://hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/leaflets/palestine/87360.html

 

 

كوكبة من الشهداء تزفهم الأرض المباركة إلى الأمة الإسلامية وجيوشها الرابضة في ثكناتها لعلها تثير فيهم حمية الجهاد في سبيل الله تعالى لنصرة أهل الأرض المباركة.

 

إن شهداء الأرض المباركة يؤكدون للخائنين في السلطة الفلسطينية والعملاء في الأنظمة القائمة في البلاد الإسلامية، أن صراعنا مع يهود أشد الناس عداوة للإسلام والمسلمين هو صراع بقاء لن ينتهي إلا باستئصالهم واقتلاع كيانهم المسخ من جذوره.

 

يا أهلنا في الأرض المباركة: إن جرائم يهود الغاصبين لن تتوقف، والسبب هو تآمر السلطة الفلسطينية والأنظمة العميلة وتوفيرها الغطاء لجرائمه، وإن ما يجري في نابلس وجنين هو ثمرة للاجتماعات الأمنية التي أجرتها أمريكا الصليبية في رام الله، والتي حضرها مديرا المخابرات المصرية والأردنية، وفي هذا الاجتماع عرض وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن خطة الجنرال مايكل، والتي كان من بنودها إعادة سيطرة السلطة الفلسطينية على مدينتي جنين ونابلس، وتدريب قوة فلسطينية خاصة لنشرها في المناطق مهمتها ملاحقة المجاهدين، وقد كشف موقع "أكسيوس" الأمريكي شيئاً من هذه الخطة وفق ما نشرته صحيفة القدس في 2023/2/1م، فزمرة المجرمين هؤلاء لا يكفون عن الكيد بأهل فلسطين.

 

لقد كانت رسالة الشهيد حسام اسليم وإخوته قبل استشهادهم مؤثرة جداً ومعبرة، حيث رفضوا رحمهم الله الاستسلام، وثبتوا حتى الرمق الأخير، فنالوا الشهادة وهم يصدعون بـ"لا إله إلا الله محمد رسول الله"، أما المجرم فهو من خذلهم وباعهم وتآمر على قتلهم، وسهل للمغضوب عليهم الوصول إليهم!

 

إن كيان يهود الغاصب مستمر في جرائمه، وهو يوسع المستوطنات ويفرض وقائع جديدة في الضفة الغربية والمسجد الأقصى المبارك، ولن يوقف جرائمه تصريحات الاستنكار التي تصدر عن السلطة الخائنة والأنظمة العميلة، أو تلك المناشدات الهزيلة للمؤسسات الدولية، فالذل والصغار الذي يلف هذه الأنظمة يجعلها أذل من أن يصدر عنها شيء ذو بال ينصر قضيتكم، فمشروع القرار الهزيل الذي تقدمت به السلطة إلى مجلس الأمن لإدانة الاستيطان تراجعت عنه رغم إعلان كيان يهود استمراره في مصادرة الأراضي وتوسيع المستوطنات، فالمراهنة على النظام الدولي أو الأنظمة العميلة في بلادنا هي مراهنة خاسرة، بل هؤلاء جميعاً هم الذين يوفرون الغطاء لجرائم يهود.

 

يا أهلنا وأحبتنا: إن قضية فلسطين قضية عقدية مرتبطة بالإسلام، وحلها لن يكون إلا بردها إلى أصلها (الإسلام والأمة الإسلامية)، والذي يوجبه عليكم الإسلام هو الثبات والرباط ورفض الحلول الخيانية والقائمين عليها، واستنصار الأمة الإسلامية وجيوشها لإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة، وتسيير الجيوش إلى بيت المقدس لتحقيق وعد الله وبشرى رسوله ﷺ، هذا ما يوجبه الإسلام على المسلمين جميعاً، وهذه دعوة للفصائل "الفلسطينية" جميعها للخروج من تحت عباءة الأنظمة العميلة وأجهزة مخابراتها ورفض كل مبادراتها، والالتحام مع أمتهم على أساس الإسلام والبراءة من العملاء والخائنين لله ورسوله وللأرض المباركة وأهلها.

 

أيها المسلمون: لا تيأسوا من روح الله ﴿إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ ‌رَوْحِ ‌اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ﴾ فالله معكم وهو مظهر دينه ولو كره المشركون، ولا تيأسوا من أمتكم ولا من جيوشها التي هي منكم ومن أبنائكم، واستمروا في قرع باب الرحمن واصدعوا بنداءاتكم لأمتكم وجيوشها لتحرير المسجد الأقصى وأكنافه المباركة، فهذا هو الطريق الذي يدعوكم إليه الله ورسوله، فقضية فلسطين لا يجوز أن تبقى مرهونة بيد العملاء والمنظمات الدولية.

 

ونتوجه إلى إخوتنا وأبنائنا في القوات المسلحة الأردنية والمصرية والتركية والباكستانية وإلى جيوش المسلمين عامة فنقول لهم: المسجد الأقصى المبارك يستصرخكم فهل أنتم ملبون؟! إن شهداء الأرض المباركة بعتادهم القليل يضربون لكم الأمثال ويستثيرون حميتكم، أما تاقت نفوسكم للعزة والتكبير في ساحات الجهاد في سبيل الله؟

 

إنا نناديكم بنداء الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ‌انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ * إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَاباً أَلِيماً وَيَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئاً وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ فهل أنتم مجيبون؟!

 

اللهم بلغ عنا هذا الخير، واشرح صدور المسلمين إليه، والحمد لله رب العالمين.

 

 

التاريخ الهجري: 4 من شـعبان 1444هـ
التاريخ الميلادي: الجمعة, 24 شباط/فبراير 2023م

حزب التحرير
الأرض المباركة فلسطين

رابط هذا التعليق
شارك

المكتب الإعــلامي
أوزبيكستان

التاريخ الهجري    11 من شـعبان 1444هـ رقم الإصدار: 1444 / 08
التاريخ الميلادي     الجمعة, 03 آذار/مارس 2023 م  

 

 

خبر صحفى

زيارة بلينكن لأوزبيكستان

https://hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/uzbekistan/87369.html

 

 

 

في 28 شباط/فبراير الماضي، شارك وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في قمة رؤساء إدارات السياسة الخارجية لدول آسيا الوسطى - الولايات المتحدة في شكل C5 + 1 في أستانة. ثم وصل في اليوم نفسه إلى طشقند في زيارة رسمية. وفي 1 آذار/مارس استقبل الرئيس شوكت ميرزياييف وفدا برئاسة بلينكن. وكما هو متوقع كان الموضوع الرئيسي لزيارة المسؤول الأمريكي الرفيع هو دعوة دول آسيا الوسطى إلى توخي الحذر والابتعاد عن سياسة روسيا العدوانية. وفي هذا الصدد أكد أيضاً بقوة أن أمريكا مستعدة لمساعدة دول المنطقة باستخدام كل الإمكانيات الممكنة. على وجه الخصوص قال بلينكن في قمة C5 + 1 إن شعوب منطقة آسيا الوسطى عانت أكثر من العقوبات الأمريكية ضد روسيا أكثر من الدول الأخرى وأن أمريكا ستعوض هذه الخسائر. وفي اليوم نفسه أُعلِن في بيان مكتوب من وزارة الخارجية الأمريكية أنه سيتم تخصيص 25 مليون دولار للبرامج الإقليمية في إطار مبادرة الاستقرار الاقتصادي لآسيا الوسطى. كما قال إن حرب روسيا العدوانية ضد أوكرانيا تقلق دول المنطقة ولا توجد أيّ ضمانات بأن روسيا لن تشن عدوانا عليها غداً.

 

وفيما يتعلق بزيارة بلينكن إلى أوزبيكستان أكد أولاً ومرة أخرى أن أمريكا مصممة على دعم استقلال أوزبيكستان وسيادتها وسلامة أراضيها على الدوام. وأشار إلى أن أوزبيكستان مثل دول المنطقة تعاني من العدوان الروسي على أوكرانيا وقال إنه تم تخصيص 16 مليون دولار كمساعدات طارئة (عاجلة) للغذاء. كما أعرب عن أفكاره بشأن تعزيز المطبوعات المحلية في مكافحة الدعاية الروسية في أوزبيكستان. وخلال لقائه مع ميرزياييف نقل بلينكن تحيات بايدن وأطيب تمنياته. وأكد أن الإصلاحات الديمقراطية في أوزبيكستان اكتسبت زخما في عهد حكم ميرزياييف وأن أمريكا ترحب بذلك. كما طالب بلينكن بالحياد والشفافية في التحقيق في أعمال الشغب التي وقعت في مدينة نوكوس في كاراكالباكستان يومي 1 و2 تموز/يوليو من العام الماضي وناقش التنفيذ الكامل للإصلاحات في مجال الحرية الدينية وحقوق الإنسان.

 

ويتبين من هذا كله أن أمريكا تعتقد أن الوقت قد حان للقيام بما طالما حلمت به وهو استغلال انشغال روسيا بأوكرانيا لتوسيع دائرة نفوذها في آسيا الوسطى وخاصة في أوزبيكستان. لهذا مع بداية الحرب الروسية الأوكرانية اكتسبت علاقات الغرب وخاصة أمريكا مع أوزبيكستان زخماً. وزيارة بلينكن هي إحدى الخطوات التي اتخذتها أمريكا نحو هدفها، وتحاول إخراج أوزبيكستان من النفوذ السياسي والاقتصادي لروسيا قدر الإمكان من خلال المشاريع الاقتصادية والتعليمية.

 

إننا ندعو مسلمي بلادنا لأن يكونوا على حذر من خطوات أمريكا هذه، فإن وراء "أهدافها النبيلة" تكمن فقط مصالحها. وهي تتهم روسيا بالعدوان على أوكرانيا وتصرخ بصوت عالٍ للعالم أجمع وتصرخ بالهراء بشأن السيادة ووحدة الأراضي. وهي نفسها التي قامت بتدمير سيادة البلاد الإسلامية؛ خاصة حين غزت العراق وأفغانستان خلافاً للأعراف والقوانين الدولية التي تبنتها. وأينما ذهبت لم تترك وراءها سوى الفقر والجوع والدمار والانحلال والفجور. واتخذت الديمقراطية القبيحة كسلاح لاستعباد الشعوب والاستيلاء على ثرواتها. فإذا كان الأمر كذلك فكيف تصدق ما يقوله ممثلها الرسمي؟!

 

إن الحل الحقيقي ليس أمريكا أو روسيا أو الصين أو أوروبا بل الإسلام فقط. فالإسلام هو السبيل الوحيد لخلاصنا من هذه الدول الاستعمارية الشريرة. وهذا السبيل هو الطريق المستقيم المؤدي إلى إقامة الخلافة.

 

أيها المسلمون في أوزبيكستان: انصروا العاملين لإقامة الخلافة فرض ربكم، ففي ذلك سعادة الدنيا والآخرة.

 

قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ﴾.

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في أوزبيكستان

رابط هذا التعليق
شارك

المكتب الإعــلامي
أفغانستان

التاريخ الهجري    11 من شـعبان 1444هـ رقم الإصدار: أفغ – 1444 / 06
التاريخ الميلادي     الجمعة, 03 آذار/مارس 2023 م  

 

 

بيان صحفي

بدون الخلافة، أبناء خير أمة يغرقون في البحار!

https://hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/afaganistan/87370.html

 

 

(مترجم)

 

 

أفادت وكالة أنباء أنسا الإيطالية، أن 60 لاجئاً، كثير منهم من أهل أفغانستان وباكستان وإيران، لقوا حتفهم بعد غرق سفينة في بحر إيطاليا. وكانت السفينة تحمل 250 لاجئاً غرقت في بحر كروتوني بإيطاليا بعد اصطدامها بصخرة. في غضون ذلك، أعلنت الشرطة البلغارية الأحد الماضي، 19 شباط/فبراير 2023، العثور على جثث 18 أفغانياً داخل شاحنة بضائع. ويعتقد أن اللاجئين فقدوا حياتهم بسبب نقص الأكسجين.

 

يذكر المكتب الإعلامي لحزب التحرير/ ولاية أفغانستان، وهو يعرب عن أسفه العميق، أن هذه مجرد أمثلة صغيرة على البؤس والعذاب الذي تعاني منه خير أمة، الأمة التي أوكل الله لها مسئولية هداية البشرية جمعاء: ﴿كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ﴾.

 

ولما كانت هذه الأمة قائمة بمسؤوليتها في ظل دولتها الإسلامية، فقد تحركت نحو أوروبا لفتحها، حتى وصلت إلى أبواب فينّا وموسكو. لكنها عندما فقدت دولتها، بالإضافة إلى نسيانها مسؤوليتها العالمية، لجأ أبناؤها الآن إلى الهجرة إلى الغرب.

 

مع هدمه الخلافة احتل الغرب الكافر بلادنا وقسمها إلى مزق كثيرة، وفرض علينا حكاما أشرارا وأنظمة كفر فاسدة، ونهب مواردنا. لم تعد هناك دار إسلام يشعر فيها رعاياها بالأمان والرفاهية. لقد كان الاستعمار هو الذي جعلنا نمر في حرب طويلة، وفقر مصطنع، وانقسامات قاتلة على أساس الحدود الوطنية. في مواجهة كل هذه الأحداث، كافح البعض للوفاء بمسؤوليتهم بينما غادر آخرون البلاد. فبدلاً من السعي لإيقاظ الأمة الإسلامية، وتحريرها من الاستعمار، وإقامة الخلافة، اعتبروا للأسف الثقافة والحضارة الغربية أسلوب حياة مثالياً. لقد اعتبروا الراحة والأمان نعمة جعلتهم يندفعون نحو الغرب والعيش بين الكفار ولم يعلموا أن ذلك سيترتب عليه عواقب وخيمة.

 

من ناحية أخرى، فإن حكام المسلمين يستغلون اللاجئين للحصول على امتيازات من أسيادهم الغربيين، وكذلك فإن الحكومات والمنظمات الغربية تتعامل بوحشية مع المهاجرين؛ رغم أنها تتظاهر بأنها تدافع عن حقوق الإنسان والإنسانية، لكنهم يقومون باستخدام اللاجئين كأدوات سياسية، وهم فقط يستغلون المواهب والقوى العاملة الشابة كمصدر للعمالة من أجل نموهم الاقتصادي وإنتاجهم.

 

لذلك، تقع على عاتق حكام أفغانستان الحاليين مسؤولية الاهتمام الجاد بالتثقيف الفكري للمسلمين من جهة، وتوفير المأوى والمأكل والملبس للناس وظروف أفضل للأمن والتعليم والصحة في المجتمع، حتى لا يقع الناس في الإغراء ولا تبقى فرصة للدول الكافرة للتسلل وخداع الناس بالوعود الدنيوية. ومن ثم، فإننا بحاجة إلى نظام صالح وجدول أعمال شامل لتأسيس مجتمع مستقر ومخلص، نعود تحت مظلته مرة أخرى أمة منتصرة للتقدم نحو بلاد الكفار ليس بصفتنا لاجئين بل فاتحين وحاملين للخير.

 

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية أفغانستان

رابط هذا التعليق
شارك

المكتب الإعــلامي
ولاية اليمن

التاريخ الهجري    12 من شـعبان 1445هـ رقم الإصدار: ح.ت.ي 1444 / 16
التاريخ الميلادي     السبت, 04 آذار/مارس 2023 م  

 

 

بيان صحفي

المساعدات المالية سبب في زيادة المجاعة والارتهان للغرب

https://hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/yemen/87368.html

 

 

 

انتهى مؤتمر للدول المانحة لليمن نظمته السويد وسويسرا بالتعاون مع الأمم المتحدة في جنيف يوم الاثنين 26 شباط/فبراير، بتعهد من 31 دولة ومنظمة دولية توفير مساعدات بقيمة 1,2 مليار دولار، توظف لدرء خطر المجاعة وإيصال مساعدات لملايين اليمنيين شردتهم الحرب وأنهكهم الجوع والمرض في غياب أي أمل على قرب نهاية حرب تدمر البلاد منذ عام 2014. لكن المبلغ المتعهد به في المؤتمر جاء دون طموحات الأمم المتحدة التي تسعى لجمع 4,3 مليارات دولار. ومع ذلك تأمل المنظمة الدولية في أن يرتفع المبلغ إلى ملياري دولار قبل نهاية الأسبوع الجاري.

 

لقد خلفت الحرب في اليمن التي تقودها أمريكا وبريطانيا كل أنواع الأمراض والأوبئة؛ من سوء تغذية ومجاعة يعاني من آثارها أربعمائة ألف طفل ضمن 21 مليون شخص لا يجدون ما يكفيهم من طعام وشراب ورعاية طبية، ثم تأتي الأمم المتحدة صانعة الداء ومفتعلة الدواء إلى العزف على وتر الجانب الإنساني لتحقيق ما يريده رعاة وصانعو هذه المنظمة التي تعمل في حقيقة الأمر لمصالح الغرب الكافر الذي أنشأها ويحقق مصالحه من خلالها، مع أن هذه المؤتمرات وأمثالها لا يربطها بالجانب الإنساني أي صلة، فالغاية من هذه الأعمال هي استعمارية لبقاء النفوذ على اليمن للدول التي تتصارع عليه، بالإضافة إلى نهب ثروات اليمن التي تكفي أهله وزيادة، لولا وجود الحكام العملاء الذين مكنوا أمريكا وبريطانيا من نهب تلك الثروات في شمال اليمن وجنوبه، والتي لو تم توريدها لخزائن حكومتي صنعاء وعدن لكفت أهل اليمن بل ولزادت تلك الإيرادات من النفط والغاز والموانئ إضافةً على ما يفرض على الناس ظلماً وجوراً من ضرائب وجمارك وزكاة - التي تؤخذ من الناس بغير طريقتها الشرعية - وأوقاف وغيرها من مصادر دخل ظاهرة وخفية لا يعلمها كثير من الناس ولكن الله يعلمها، علاوةً على ما تفرد به الحوثيون في مناطق سيطرتهم برسوم وأتاوات تفرض على الناس بمسميات كثيرة ما أنزل الله بها من سلطان ستكون على آخذيها حسرة وندامةً يوم القيامة وسيصلون سعيراً.

 

إن المبدأ الرأسمالي الذي تبنته الدول الغربية سبب مباشر في وجود الفقر وانتشار الجوع والأمراض في أفريقيا وكثير من دول أمريكا اللاتينية وآسيا ومنها اليمن، حيث ذكر البنك الدولي وهو مؤسسة استعمارية تقودها أمريكا على لسان مديره للعمليات أكسل يوم 2023/01/18 أن: "تغير المناخ قد يؤدي إلى وقوع 130 مليون شخص آخرين في الفقر". فالغرب إذن هو المسؤول عن زيادة عدد الفقراء، لأنه هو المسؤول عن تغير المناخ، فكل ما يعاني منه العالم من فقر وجوع ونقص في الدواء والرعاية الصحية والتعليمية وغيرها سببه النظام الرأسمالي المجحف الذي يطبق على العالم وتحكم دوله الكبرى الاستعمارية وشركاتها ومؤسساتها المالية وعملاتها فيه وبخس عملات الآخرين وإغراقهم بالديون الربوية.

 

ومن الملاحظ أن هذه المساعدات على مر تاريخها لم يلمس أهل اليمن خيرها بل عانى شرها بمزيد من المجاعة والارتهان، ومع ذلك فإن عوام الناس في اليمن لا يدركون مدى خطورة تقديم المساعدات لهم، بل إن بساطتهم تحدّثهم بأنهم غنموا المساعدات التي يقدمها الغرب لهم عبر منظمة الأمم المتحدة. أما الحكام وشريحة ممن هم حولهم فيدركون خطورة ما يفعلون، لكنهم في المقابل يتبجحون بعمل جزء يسير من المصالح مثل بناء بعض المدارس والجسور، وتسيير أمور الحكم على المدى المنظور، ويتركون الأجيال القادمة تواجه ما عبثت به أيديهم.

 

وخلاصة القول إن المساعدات هي بعينها استعمار اقتصادي لا يختلف كثيراً عن الاستعمار السياسي والعسكري، لأن النتيجة واحدة، وهي زيادة الارتهان للغرب وتكبيل الشعوب لتأجيل التغيير الصحيح على أساس الإسلام. ولن يتم انعتاق الأمة مما أحاط بها من قيود إلا بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي يعمل لها حزب التحرير، والتي قد آن أوانها بعد أن اقترب الحكم الجبري من زواله وخلع نظامه. قال ﷺ: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية اليمن

رابط هذا التعليق
شارك

المكتب الإعــلامي
ولاية تونس

التاريخ الهجري    16 من شـعبان 1444هـ رقم الإصدار: 1444 / 19
التاريخ الميلادي     الأربعاء, 08 آذار/مارس 2023 م  

 

 

بيان صحفي

البيان الختامي لمؤتمر الخلافة السنوي 2023

"انهيار دولة الحداثة ولا خلاص إلا بدولة الخلافة"

https://hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/tunisia/87443.html

 

 

تناول مؤتمر الخلافة السنوي 2023 القضية المصيرية والمركزية الأولى؛ الإسلام والخلافة، فكانت المحور الذي دارت عليه كلمات المتحدثين باعتبارها الواجب الذي أوجبه الله على جميع المسلمين، وباعتبارها البديل الحضاري الوحيد القادر على إخراج الأمة بل البشريّة كلّها من مآزقها.

 

فبعد الافتتاح بتلاوة عطرة من آي الذكر الحكيم، تمحورت الكلمات حول النقاط التالية:

 

1- دولة الحداثة التي تقلّبت بين نظامين دكتاتوريّ وديمقراطيّ، كانت في الحالين سليلة الاستعمار الذي أنشأها بعد هدم الخلافة ولا زالت تحكمنا إلى الآن.

 

2- دولة الحداثة في بلاد المسلمين هي دولة تابعة، ارتبطت إدارة الشأن العام فيها بمصالح الاستعمار وشركاته الناهبة، فضاعت مصالح أهل البلد واستشرت الأزمات حتى غدا الحال على ما يعلم الجميع.

 

3- وأنّ الحداثة في بلاد المسلمين لم تكن إلّا وسيلة لإبعاد الإسلام وفصله عن حياة المسلمين حتّى يبقى أهل البلاد خدما وعبيدا للشركات الرأسماليّة.

 

4- وأنّ الحداثة لم تكن إلّا خليطا هجينا من فكر غربيّ عليل أنتج طبقة سياسيّة علمانيّة لا تُحسن إلّا خدمة الغرب ولا تتقن إلّا انتهاز الفرص تقتنصها من دماء شباب الأمّة ليقطف العلمانيّون ثمار تلك التضحيات، هذا كان دأبهم منذ هدم الخلافة إلى أن كشفتهم الأمّة، فكانت ثورتها التي انطلقت من تونس.

 

5- الوسط السياسي (حكاما ومعارضة) الذي صنعته دولة الحداثة والديمقراطية، عاجز كسيح لا يعرف من حلّ لكلّ هذه الأزمات إلا ما تمليه عليه الدوائر الاستعمارية ومراكز دراساتها، ووظيفته الأساسية محاربة مشروع الخلافة ومنع قيامها ما استحال معه الوصول إلى الخلاص.

 

6- فشل دولة الحداثة وفضيحة الديمقراطية وتصدّع الرأسمالية، لا يعالجها تغيير الوجوه، ولا محاسبة بعض الفاسدين، ولا إجراء حوار يزعمونه وطنيا بين أشباه السّياسيين.

 

7- مع انفضاح الديمقراطيّة محلّيّا وعالميّا وتصدّع الرأسمالية، لم يبق للبشريّة من أمل، إلّا بالعودة إلى الإسلام الدّين الخاتم الذي أنزله ربّ العالمين على خاتم الأنبياء والمرسلين، لم يبق لها أمل إلّا أن تستأنف الأمّة الإسلاميّة الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، لتحرير البلاد من كل الروابط الاستعمارية، ورعاية شؤون الناس وفق أحكام الإسلام العظيم.

 

8- إقامة الخلافة على منهاج النبوة، تعني استئناف الحياة الإسلامية، وتوحيد الأمة تحت راية حاكم واحد هو خليفة المسلمين، والتخلُّص من أي نفوذ للدول الغربية وأدواتها المحلية، وعودة سلطانها على مقدراتها وثرواتها المنهوبة، واسترجاع نهضتها ودورها في نشر الهدى وقيادة العالم بنور الإسلام العظيم، وإقامتها فرض كفاية على جميع المسلمين.

 

9- إنّ الخلافة مشروع سياسي ربّاني عظيم متكامل، يوحّد الأمة في كيان سياسي واحد تتكامل فيه الطاقات البشرية والموارد والثروات، وقد انفرد حزب التحرير، بحمل مشروع ربانيّ كامل متكامل، استنبطه من الوحي، وسطّره في كُتبه العديدة، ولخّصه تشريعياً في مشروع دستور، وهو مشروع يستعدّ لتغيير وجه الأرض في كافة مجالات الحياة، في السياسة، والحكم، والاقتصاد والتعليم وفي العلاقات الدولية...الخ.

 

10- إن حزب التحرير/ ولاية تونس، يستنفر طاقات المسلمين، ليعملوا معه لإقامة الخلافة الراشدة على منهاج النبوة، لتطبيق الشريعة الإسلامية، ويجمع الأمة خلف مشروعه لأخذ قيادتهم، ويطلب النصرة من أهل القوة والمنعة ليجعل من تونس نقطة ارتكاز لدولة الخلافة تأسيا برسول الله ﷺ في إقامة دولة الإسلام الأولى في المدينة المنورة. وأمله بالله كبير أن يهيئ له من أهل القوة والمنعة من ينصرونه لتحقيق وعد الله بالنصر والتمكين، وتحقيق بشرى رسوله ﷺ في الحديث الذي رواه الإمام أحمد: «ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةً عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ».

 

قال تعالى: ﴿الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ﴾.

 

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية تونس

رابط هذا التعليق
شارك

المكتب الإعــلامي
ولاية اليمن

التاريخ الهجري    16 من شـعبان 1444هـ رقم الإصدار: ح.ت.ي 1444 / 17
التاريخ الميلادي     الأربعاء, 08 آذار/مارس 2023 م  

 

 

بيان صحفي

مرض الحصبة يفتك بأطفال اليمن وحكامهم لا يلقون لذلك بالاً

https://hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/yemen/87444.html

 

ذكرت دراسة بحثية عن "عودة الحصبة إلى اليمن" أجرتها الباحثة وأخصائية أمراض الحصبة، الدكتورة ريم الخاشب، ونشرت نتائجها في شهر آذار/مارس الماضي، وأكدت تسجيل 5 آلاف حالة إصابة وبائية بمرض الحصبة خلال العامين الماضيين، وبيَّنت الدراسة أن عدد الوفيات بمرض الحصبة وصل خلال عام 2021م، إلى 53 حالة، وأن 79% من الوفيات كانت من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات.

 

كما أكدت منظمة اليونيسف، منتصف كانون الأول/ديسمبر الماضي، وفاة 15 طفلاً بمرض الحصبة في اليمن عام 2022م، خلال رصدها لحالات الإصابة، ما بين كانون الثاني/يناير وتموز/يوليو 2022م، حيث وصلت الإصابة إلى ما يقارب 1400 طفل، توفي منهم 15 بسبب المرض في 7 محافظات، منها عدن، أما عدد المصابين بالحصبة في اليمن خلال عام 2022م، فقد أعلنت وزارة الصحة التابعة لحكومة صنعاء، في كانون الأول/ديسمبر الماضي، تسجيل 18 ألفاً و597 حالة، توفي منها 131 حالة. ودعت خلال مؤتمر صحفي المنظمات الدولية العاملة في اليمن إلى دعم النظام الصحي والتركيز على تعزيز التأهب للأوبئة كأولوية.

 

وتأتي اليمن في المرتبة الثانية في الإحصائية التي ذكرتها اليونيسف، في شهر نيسان/أبريل عام 2022م، والتي شملت أكثر من 5 بلدان تعاني من ارتفاع في حالات الإصابة بالحصبة، حيث وصلت الحالات في اليمن إلى 9,068 إصابة.

 

الحصبة مرض فيروسي شديد العدوى يصيب الأطفال، ويعاني تقريبا كلّ من يصاب به من طفح جلديّ مؤلم والتهاب في العين وحمّى وتيبّس في العضلات وسعال شديد. والأطفال الأكثر عرضة للإصابة بالحصبة هم الذين يعانون من سوء التغذية.

 

لقد وصل الحال في اليمن وغيره من البلدان إلى ما هو عليه في ظل النظام الرأسمالي الذي لا يجعل للإنسان أي قيمة مقابل تحقيق مصالح من يحكمون الناس به، وما الحكام في اليمن وغيره من بلاد المسلمين، وإهمالهم لشئون الأمة إلا نتاج لذلك النظام النفعي العفن. إن هذا كله ما هو إلا ناتج طبيعي عن وجهة النظر الرأسمالية عن الحياة، فالمادية والنفعية مقياسها، ومعالجات وتشريعات الملكية الفكرية نتاجها. ووجهة النظر هذه لا تُغَلِّب القيمة المادية فحسب بل تُسَخِّر القيم الأخرى لتحقيقها. كل ذلك بسبب الأساس الفاسد الذي انبثقت عنه هذه المعالجات الفاسدة التي أغرقت أصحابها والعالم أجمع بالشر والظلم.

 

أما الإسلام فقد أوجب على الدولة إشباع الحاجات الأساسية للرعية، ومن ضمنها التطبيب، فتؤمن الدولة التطبيب للجميع لا فرق بين غني وفقير ولا بين موظف وغير موظف،‎ وتدفع جميع النفقات المترتبة على ذلك من بيت المال أي من خزينتها، قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «الْإِمَامُ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ».

 

والطب من المصالح والمرافق التي لا يستغني عنها الناس، فهو من الضروريات، قال عليه الصلاة والسلام: «‏مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ، آمِناً فِي سِرْبِهِ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا»، فقد جعل الرسول صلى الله عليه وآله وسلم الصحة حاجة، على أن عدم توفير الطب لمجموعة الناس يؤدي إلى الضرر، وإزالة الضرر واجبة على الدولة، قال عليه الصلاة والسلام: «لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ». فمن هذه الناحية أيضاً كان التطبيب واجباً على الدولة. وفوق هذا فإن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم أهدي إليه طبيب فجعله للمسلمين؛ فكون الرسول جاءت الهدية له ولم يتصرف بها ولم يأخذها بل جعلها للمسلمين، دليل على أن هذه الهدية مما هو لعامة المسلمين وليست له.

 

إن الجذر المتعفّن والذي يؤتي فروعا متآكلة وثماراً فاسدة، يجب استئصاله واستبدال شجرة الإسلام الطيبة به، واستئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة التي يعمل لها حزب التحرير، الذي أصدر كتاباً بعنوان "سياسة الرعاية الصحية في دولة الخلافة"؛ ليتم تطبيقه فور إقامتها قريبا بإذن الله، ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً﴾.

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في ولاية اليمن

رابط هذا التعليق
شارك

May be an image of text

Bismillah Al-Rahman Al-Raheem

Answer to Question
China and the Peace Proposal in Ukraine
(Translated)

https://www.hizb-ut-tahrir.info/en/index.php/qestions/political-questions/24296.html

Question:

On Al-Arabiya website on 27/2/2023 it was reported: (The Kremlin: We welcome the Chinese peace plan, but a settlement is far away). It was also reported on Al-Youm channel website on 27/2/2023 (The Kremlin said that Russia is looking with interest at the Chinese peace plan in Ukraine, indicating that the details of the proposal need careful analysis and calculations, as he described it). On 21/2/2023, Putin announced (“that Russia has suspended its participation in the New Start Treaty signed with the United States.” (Anadolu, 21/2/2023)). These statements came after Biden's visit to Kiev on 20/2/2023 and his meeting with Ukrainian President Zelenskyy, where Biden said: (Ukraine will receive a new military aid package worth $500 million to be announced on Tuesday. (Sky News Arabia, 20/2/2023)). These statements were preceded by Chinese Foreign Minister Wang Yi's announcement during the Munich Security Conference that China has an initiative for peace in Ukraine, and he said, ("This warfare must not continue." (CNN Arabic, 18/2/2023).

The question is: Is China able to stop the war in Ukraine? Why is China taking this initiative a year after the outbreak of the war? Why did Russia welcome the plan and then said that the settlement is far away? And what is its chance of success?

Answer:

In order to clarify the answer to the above questions, we review the following:

First: Influential Countries regarding the Russian-Ukrainian war

1- America: America, led by President Biden, has succeeded in removing European doubts about the American leadership in the Western world. The Biden administration has unified Western efforts to provide military and non-military aid to Ukraine so that it can withstand the Russian attack. It also united the West in imposing economic sanctions on Russia, and succeeded in cutting off the Russian energy arteries from Europe. It even included countries far from Europe for the sanctions it imposes on Russia, such as Japan, South Korea, and Australia, and revived NATO after it became under suspicion during the previous Trump administration. Biden’s administration began increasing weapons to Ukraine, and declared that its goal is to defeat Russia in Ukraine.

2- The major powers in Europe: While it was no longer possible to distinguish the British positions from the American positions against Russia, Germany and France joined those positions after that. With every cut off of Russian energy arteries from Europe, Germany was increasing its anti-Russian stances, even German Foreign Minister Baerbock said, in the context of her efforts to unify European positions regarding supplying Ukraine with tanks: (We are fighting a war against Russia, not against each other... (Al-Shorouk, 24/1/2023), to be described by former Russian President Medvedev as a "useful fool" (Anadolu, 29/1/2023), that is, it recognizes that Europe is a party to the Ukrainian conflict. As for France, which faced criticism from its allies because of its president’s contacts with the Russian president, it finally started riding the same train that European countries rode before it behind the American trailer against Russia. Its president, Macron, said during his return from the Munich conference, according to Sky News Arabia, 19/2/2023: (I want Russia to be defeated in Ukraine and I want Ukraine to be able to defend its position).

3- Russia: After the aura of power that covered the Russian army internationally, the war in Ukraine revealed serious weaknesses that lowered the rank of the Russian army, which was defeated around Kiev, in Kharkiv, and finally in Kherson. After the Russian army was the pillar of Russia's greatness, there is nothing left of it except Russia's nuclear power as an international pillar of its greatness. As for the Russian economy, it is already weak. Politically, America and Europe have succeeded to a large extent in imposing international isolation around Russia, in addition to Russia's lack of internal consensus on the war. When it imposed compulsory conscription, many Russians fled abroad!

Second: The impact of all these international changes on China:

1- China realizes that it is itself at the top of the list of American priorities, i.e., ahead of Russia. America challenges China regarding Taiwan and embarrasses it with that, and challenges it through unprecedented military maneuvers with South Korea, and challenges it if it compensates Russia for its losses due to the sanctions imposed on Moscow, and challenges it if it has provided lethal military support to Russia. It has covertly besieged its economy, as in the economic war that America is waging against the Chinese company Huawei and the rest of the technology companies. Even publicly when it cut off electronic chips on the pretext of its military uses and that China threatens US national security. China considers the arming of Japan by America making it a pain in its side, if America did not develop it to be a pain in the heart of China, as well as other military alliances that America established in Asia such as AUKUS and Quad. All of this poses enormous challenges to China and its army.

2- As for the European countries, which constitute a major economic partner for China, just like America, they, that is, the European countries, have succumbed to Washington's desires for joint coordination. This joint coordination that came to life after Russia ignited the war in Ukraine and the emergence of Europe's urgent need for the American security umbrella to protect the continent from Russian threats. China has seen that the American leadership of the European countries, which was revived by the impact of Russia's war in Ukraine, has been dragging European countries to adopt American positions against China, and the term "like-minded" countries has emerged in reference to capitalist countries and their "Westernized" followers in East Asia. Rather there is talk that is been promoted about a role for NATO in East Asia, and this is a serious threat to China, that America is capable of drawing many countries against Beijing.

3- As for Russia, its weakness leads it to be a junior partner to China, especially since the international arena is gradually narrowing down on it. Europe has given up its oil and gas, and only a little of it is left after Russia was holding the energy nerve in Europe. While Europe and America close their doors to Russia, they are chasing it on the doorsteps of other countries, asking those countries to abide by the ceiling of oil prices imposed on Russia, and all of this makes Russia view China as almost the only door through which it can sell its energy sources and raw materials, which is what the West calls “Russian commercial pleading with China,” and this situation is a cause of embracement to China with America and Europe, which represent the most important destinations for its trade.

4- As for China itself, and despite the continued ambiguity of its declared positions on the war in Ukraine, it must see that what results from that war does not please it. China signed an "unlimited alliance" document with Russia before it ignited the war in Ukraine. When America and the European countries asked China to take a position against the Russian aggression against Ukraine, China's positions were ambiguous. On the one hand, it did not declare its support for the Russian war, nor did it declare support for its ally, Russia. It was content with holding America responsible for its outbreak because it did not agree to give Russia security guarantees, as if China was waiting for Russia to impose a new reality in Ukraine, and security is established inside Ukraine, forcing Western countries to recognize a new international status for Russia, and this may tickle the feelings of the Chinese that it is implicitly considered a better international position for China, especially in Taiwan, and with the emergence of the weakness of the Russian army and the defeats it received on the battle fronts in Ukraine, China's positions have been dominated by a state of fluctuation, as if it is retreating from its alliance with Russia.

5- All these Western positions that smell reek of hostility to China did not prompt China to adopt similar positions against America and European countries. China did not show its support for Russia, because the rise of China and the position of the new China depend entirely on its foreign trade, as the markets of America and European countries represent an original artery for the greatness of China. This differs from Russia, whose military legacy from the Soviet Union, and not the economy and international trade, represents the basis of its international standing. However, from another angle, China continued to conduct joint military maneuvers with Russia on the high seas in Asia and outside Asia, and perhaps it wanted to be in the middle, so as not to lose Russia, which it needs, if the problem occurs between it and America, and it does not want to lose the Western countries, with which trade is the lifeblood of its economy.

Third: Thus, these positions have made China think of being a kind of mediator who takes the initiative to resolve the crisis between the two parties, even if China's relations with the two sides are not balanced. The meaning of all this is that China is witnessing that many black clouds are gathering in its sky after Russia ignited the war on Ukraine, and all of these clouds constitute the first part, or the Chinese part of the Chinese initiative for peace in Ukraine. But this part would not have yielded any serious initiative except by joining it with the second part. i.e., the Russian part. By examining this section, we find:

1- Even if Russia declared mobilization and recruited nearly half a million new soldiers, as well as if it returned to the attack as is the case today around the city of Bakhmut in the Donbass, it has become aware of the impossibility of winning the war, because it stands not only in the face of the Ukrainian army, but also according to its name "in the face of the capabilities of NATO", which explicitly provides Ukraine with lethal military support and with a clear goal of defeating Russia in Ukraine. It seems that Russia has realized that it is facing a solid American will by defeating it in Ukraine, and even internationally, as Finland and Sweden are about to become new members of NATO And they are the closest countries geographically to Russia, and Germany, Russia's sworn enemy throughout history, has become militarized at an accelerated rate, and in the east, the Japanese army may soon become a major threat to Russia, especially since Japan is asking Russia for the Kuril Islands that Russia occupied during World War II, and all these Ukrainian and international developments imposes great security burdens on Russia and exposes more of its weakness, especially as it imposes unprecedented economic sanctions.

2- These signs of Russian weakness, which represent a new Russian recognition of the outcome of its war in Ukraine, and the search for a way to stop the deterioration of its army and economy and stop the deterioration of international conditions around it, all of this is the second Russian part that is no less important than the first Chinese part of the Chinese peace initiative, meaning that Russia wants to stop the war in Ukraine, but it wants to save face.

Therefore, the meeting of the two parts (the negative international effects of the war on China, and Russia's despair of victory in Ukraine) is what resulted in this Chinese initiative for peace in Ukraine. And this situation was not a year ago at the beginning of the war, so it seems that China was expecting Russia to quickly resolve the war in its favour. That is why China waited at the beginning of the war to present an initiative, but now, after Russia’s near despair of victory and the emergence of Russia’s tendency to negotiations while saving face, therefore China presented this initiative.

This is the reality of China's peace initiative in Ukraine, and this explains its timing, especially what appeared in the initiative to stipulate respect for the sovereignty of countries to lure the West and Ukraine. In the initiative, China's foreign minister announced support for Ukraine's sovereignty, and he said, (the territorial integrity and sovereignty of all countries will be respected in China's proposal (CNN Arabic, 18/2/2023)), as an attractive entrance for the West in the negotiations.

Fourth: As for the question about the success of this Chinese initiative, i.e., ending the war in Ukraine, this depends on several influencing factors:

1- It depends primarily on the position of America, which is followed by the positions of the European countries supporting Ukraine, those positions that speak of the tough position emanating from the Ukrainian capital Kiev and the Ukrainian President Zelenskyy. These Ukrainian and Western positions are summarized in the need for the Russian army to withdraw from all occupied territories in Ukraine, including Crimea, as a condition for peace negotiations, meaning that negotiation with Russia will not be over territory, but rather over compensation and bringing war criminals to an international court, and these conditions are rejected by Russia, which alludes to the reality on the ground, that is, a cease-fire at the current front lines, then negotiations. Certainly, Russia wants to make concessions after the cease-fire in a way that saves its face on the one hand, and on the other hand, by giving it some gains on the ground, even if they are symbolic, in addition to lifting of sanctions and the release of their seized funds.

2- It appears today that Western countries are not interested in the Chinese initiative and they are planning and waiting for a complete defeat of Russia in Ukraine. European Commission

 

 

President Ursula von der Leyen said: (We need more evidence that China is not working with Russia, and we do not see that now. (CNN Arabic, 18/2/2023)), and the US Secretary of State accused China of supporting Russia: (In an interview broadcast on Sunday, Blinken said that China is "strongly considering" providing Russia lethal assistance in its nearly yearlong war with Ukraine. (Al-Quds Al-Arabi, 20/2/2023)), and these are sufficient indications that the West is continuing to support Ukraine in order to defeat Russia.

3- For all of this, the Chinese initiative for peace in Ukraine, and despite its suggestion of respect for the territorial integrity of countries, meaning that Russia can withdraw. However, this initiative, according to today's circumstances, is unacceptable to America and its followers in Europe, as well as Ukraine, which does not have a direct or fair control over its affairs. America supports Ukraine steadily, increasingly and rolling in the quality of weapons provided.

And it announces through its President Biden that the Russian president will not be victorious in Ukraine, and this solid American will is followed by a similar will in Britain as well as countries in eastern Europe such as Poland and the Baltic states that have a deep hatred for Russia… meaning that the Chinese peace initiative is neither accepted nor welcomed by America. It seems that these positions have embarrassed Russia, so its statements about the initiative began to be veiled with acceptance without showing it publicly, that is, one foot forward and another back. Sky News Arabia reported on 27/2/2023 on its news website: [The Kremlin says regarding China’s initiative: (The Conditions are not conducive to peace in Ukraine), but it went back and said: (Russia expresses its appreciation for the Chinese peace plan...)] It was also stated on Al-Youm TV website 27/2/2023, (The Kremlin said that Russia is looking with interest at the Chinese peace plan in Ukraine, referring to the details of the proposal need careful analysis and calculations, as it described it). As if Russia is setting itself a line of return.

Fifth: In conclusion, the coming period will witness a new development titled as China's initiative to end the war in Ukraine, and these Chinese efforts, a year after the outbreak of that war, have become a hope for Russia to get out of Ukraine's quagmire that is extremely dangerous to its international standing, in addition to the fact that these efforts are primarily a Chinese interest, unless America, Europe, NATO, and Ukraine reject this initiative and are suspicious of it. Therefore, the chances of this initiative appearing to succeed are at their lowest levels, unless international circumstances change or Russia proves that it is capable of launching a major and effective attack in Ukraine, which is likely in the foreseeable future in light of America and NATO countries lying in wait against Russia, and these countries stand ready to extend Ukraine with all the arteries of the fight to prevent Russia’s victory.

In conclusion, these colonial kaffir countries called major in today's world are fighting among themselves, not for the good of the world, but rather for evil and harm. Russia is attacking Ukraine to kill every Ukrainian who moves, and America and the West are fighting aggression with every Ukrainian, not with their soldiers! The two parties are fighting in Ukraine to kill every Ukrainian... This is how these countries that seek corruption on earth do not value the intensity of bloodshed as long as they achieve their interests, but rather some of their interests... As if history repeats itself when the Persian and Roman states were fighting, one defeats the other, and vice versa, and so on... Each of them acts like a machine that sucks the blood of people to achieve its own interests... And this continued until Allah honoured the people of truth and justice, the Islamic Ummah, with victory and clear conquest, so Islam and Muslims were glorified, and disbelief and the kuffar were humiliated, and this will happen once again, Allah willing,

[وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ يَنْصُرُ مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ]

“And that day the believers will rejoice * In the victory of Allāh.1 He gives victory to whom He wills, and He is the Exalted in Might, the Merciful” [Ar-Rum: 4-5].

9 Sha’ban 1444 AH
01/03/2023 CE

رابط هذا التعليق
شارك

Peut être une image de texte

بسم الله الرحمن الرحيم

جواب سؤال

أهداف زيارات المسؤولين العسكريين الأمريكان رفيعي المستوى لكيان يهود

https://hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/ameer/political-questions/87478.html

 

السؤال:

 

نشرت صدى البلد على موقعها الخميس 09 آذار/مارس 2023 (أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون"، اليوم الخميس، أن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، اتفق مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على زيادة التعاون لمواجهة العدوان الإيراني...) وكان مكان الاجتماع قد نقل من وزارة الدفاع إلى مطار تل أبيب بسبب موجة الاحتجاجات: (وقالت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" إن اجتماعات أوستن نُقلت من وزارة الدفاع الإسرائيلية إلى قرب مطار تل أبيب.

 

ونظم عشرات الآلاف احتجاجات في شوارع المدن الإسرائيلية للأسبوع التاسع على التوالي يوم السبت ضد خطة حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو اليمينية المتشددة لتعديل النظام القضائي... رويترز 8/3/2023) وتأتي زيارة أوستن بعد زيارة مفاجئة (أجراها رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارك ميلي الجمعة إلى "إسرائيل". وكالة الأناضول 4/3/2023). فما هو الهدف من زيارة هؤلاء المسؤولين العسكريين الأمريكيين مرتفعي الرتبة لكيان يهود؟ فهل لها علاقة ذات شأن بالحرب الروسية على أوكرانيا؟ أو هل هي لتبريد الساحة الفلسطينية؟ أو أن هذه الزيارات مختلفة ولها أهداف أخرى؟ وجزاكم الله خيرا.

 

الجواب:

 

لكي تتضح الإجابة نستعرض ما يلي:

 

أولاً: من المستبعد أن تكون هذه الزيارات لمنع دولة يهود من (مهادنة) روسيا في حربها على أوكرانيا وعدم اتخاذ موقف عدائي مثل أمريكا وذلك تفادياً لإغضاب روسيا التي تسمح لدولة يهود بقصف أهداف داخل سوريا دون إعاقة من أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بها في سوريا، خاصة وأن حكومة الكيان غارقة في معركة داخلية مع المعارضة، ومن ثم فلا تعتبر اللحاق بالدول الغربية في دعمها للجيش الأوكراني أولوية لها، وعليه فيستبعد أن يكون الموضوع الأوكراني سبباً لزيارات المسؤولين الأمريكان...

 

وكذلك فمن المستبعد أن تكون تلك الزيارات لتهدئة الأوضاع في الساحة الفلسطينية، ورغم سخونتها وحساسيتها وكونها الموضوع الرئيس لزيارات المسؤولين الأمريكان السابقين ( وزير الخارجية ومدير المخابرات المركزية ومستشار الأمن القومي) إلا أنها لا يمكن أن تكون سبباً لزيارات مسؤولين عسكريين بحجم رئيس هيئة الأركان ووزير الدفاع على الرغم من حساسيتها ولكن طبيعتها ليست حربية لتحشد لها أمريكا طاقات مسؤوليها العسكريين الكبار.

 

ثانياً: ولكن يبدو أن الزيارة هي لدوافع أخرى.. ويمكن فهمها من العوامل التالية:

 

1- كان نتنياهو صديقاً مقرباً للحزب الجمهوري الأمريكي، ووقف ضد الرئيس الديمقراطي أوباما حين وقع اتفاقاً نووياً مع إيران سنة 2015 وأزعج أوباما كثيراً خاصة خطابه في الكونغرس الأمريكي ضد الاتفاق النووي، وكانت علاقته مع أمريكا حميمية للغاية إبان إدارة ترامب التي كافأت نتنياهو بنقل سفارتها للقدس واعترفت بضمه للجولان وأعطته صفقة القرن في الضفة الغربية، والتي لم تكتمل.

 

 2- وبعد أن جاء الرئيس الأمريكي الديمقراطي الجديد بايدن فقد عمل على دعم تحالف أحزاب "لابيد" و"بينت" ونجح في ذلك ومن ثم انهزم نتنياهو في انتخابات آذار/مارس 2021 واستلم بعدها تحالف جديد من أحزاب "لابيد" و"بينت" الحكم في كيان يهود.. ولكن هذا النجاح لم يطل، بل تعاون نتنياهو مع الأحزاب اليمينية المتشددة وفاز في انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر2022.

 

3- أصر نتنياهو على تشكيل الوزارة بالتحالف مع أحزاب يمينية متشددة وأدار ظهره لرغبات إدارة بايدن بتشكيل حكومة تضم الجماعة الموالية لإدارة بايدن (لابيد وغانتس خاصة)، وبإعلان مواقف هذه الحكومة الجديدة انهالت عليها الانتقادات الأمريكية الشديدة وغير المعتادة، مثل وجوب الحفاظ على حل الدولتين، ورفض التعامل مع وزراء وصفوا بالتشدد في حكومته، وثالثة الأثافي انتقاد سياسات نتنياهو بخصوص تغيير وضع القضاء لدى كيان يهود، وهي قضايا في العادة تعتبر داخلية إلا أن أمريكا انتقدت سياسته هذه في العلن وشجعت الأحزاب الموالية لها على مناهضة خطوات نتنياهو في الهيمنة على سلك القضاء.

 

4- لم تمهل المعارضة اليهودية نتنياهو كثيراً وشقت الاحتجاجات الواسعة طريقها ضده بسرعة كبيرة وبقوة غير مألوفة لدى كيان يهود، وبرز الصراع على الحكم بشكل يشبه كسر العظم، وارتسمت صورة جديدة في كيان يهود لم تكن موجودة أبداً بهذا الحجم: مظاهرات بعشرات الآلاف ضد الحكومة وضد إجراءاتها لجعل القضاء بيد الحكومة، وحصار المتظاهرين لمنازل المسؤولين الحكوميين، وإغلاق الشوارع وإشعال إطارت السيارات فيها، وقنابل مسيلة للدموع وقنابل صوت تطلقها شرطة يهود ضد يهود، وأخذت الأمور تتطور أكثر فأكثر. فبعض مسؤولي الشرطة يعصون الأوامر لتفريق المتظاهرين بالقوة، واحتدم الخلاف بين الحكومة والمعارضة وانقسم يهود إلى معسكرين متضادين، وأخذت رؤوس الأموال تشق طريقها للهرب من كيان يهود، وغادرت 50 شركة كبيرة، وأعلن ضباط احتياط عدم قدرتهم على الانصياع لأوامر هذه الحكومة... وتوترت الأجواء بقوة بين أنصار الحكومة وأنصار المعارضة على كافة المستويات، وكانت المواقف الصادرة عن إدارة بايدن تفوح منها رائحة مناصرة المعارضة اليهودية ضد نتنياهو.

 

ثالثاً: وأمام هذه الحالة القريبة من الفوضى حاول نتنياهو جمع صفوف اليهود خلفه واندفع يصب الزيت على النار الملتهبة أصلاً في الساحة الفلسطينية، وبدأ ذلك برفع وتيرة اقتحامات يهود للمسجد الأقصى وتنفيذ مجازر جديدة في جنين ونابلس، وكان نتنياهو يريد أن يُري يهود صلابة موقفه ضد الفلسطينيين على أمل تهدئة الأوضاع الداخلية بما يمكنه من تغيير سلك القضاء لصالحه فتتراجع عنه كل تهم الفساد في محاكم يهود، وهي سيف مسلط على رقبته منذ فترة طويلة، إلا أن ذلك لم يحصل. ولكن التصعيد مع الفلسطينيين ارتد عليه، فقد قوبلت مجزرة مخيم جنين فوراً بقتل ثمانية يهود في القدس، وقوبلت مجزرة نابلس بعمليتي حوارة وأريحا، ومن ثم أصبح نتنياهو في وضع أكثر حرجاً، وخاصة أنه قد قوبل بمزيد من التهاب المعارضة داخل كيان يهود، والتي زاودت عليه باتهامه بالفشل الأمني وأن سياساته تعرض اليهود لمزيد من الضربات الفلسطينية، وهنا كان لا بد أن يجد نتنياهو حلاً آخر.

 

رابعاً: وبناء عليه فقد أخذ نتنياهو بتعديل خطته وبسرعة باتجاه ضرب إيران باعتبار ذلك طريقة لرص صفوف يهود خلفه وضمان احتفاظه بالحكم. وذلك لأسباب عدة أبرزها ما يلي:

 

1- فيما يرد الفلسطينيون على كيان يهود ضربة بضربة فإن حكومات الدول المحيطة والقريبة خانعة ولا ترد رداً مؤثراً، فسوريا لا ترد على ضربات يهود وكذلك العراق، بل وإيران التي تعرضت أخيراً لضربة بطائرات مسيرة على مصانع عسكرية في أصفهان واتهمت كيان يهود، فكان ردها بعد أسبوعين بهجوم باهت بطائرة مسيرة على سفينة في بحر العرب يملكها يهودي ولم تؤد تلك الضربة لأي إصابات، بل أضرار خفيفة في السفينة، وقبل ذلك اتهمت إيران كيان يهود بتخريب منشآت نووية قال عنها الرئيس السابق إنها تسببت بخسارة بمقدار 10 مليار دولار، ولم ترد إيران، وهكذا... أي أن نتنياهو يقدِّر بأن رد إيران على أي هجوم سيكون رداً صغيراً، فيكسب نتنياهو الجولة حسب توقعاته وهذا يشجعه على الاستمرار في عدوانه.

 

2- وفي المسألة النووية الإيرانية فإن إيران تتعرض لانتقادات دولية كبيرة ومستمرة ولم تفلح المفاوضات في إعادة الاتفاق النووي مع القوى الكبرى، ولأن كيان يهود يعلن أنه لا يمكن أن يسمح لإيران بالوصول إلى العتبة النووية فإن ذلك يشكل مبرراً كبيراً له لشن ضربات ضد منشآت إيران النووية. وفي هذا السياق فإن إيران متهمة غربياً بخرق الخطوط الحمراء وزيادة درجة تخصيب اليورانيوم: (يمكن لإيران إنتاج ما يكفي من المواد المستخدمة في صنع الأسلحة لصنع قنبلة نووية في غضون 12 يوماً فقط، ويمكن أن تنتج أربع قنابل أخرى في غضون شهر وفقاً لمعهد العلوم والأمن الدولي. تقرير للمعهد أشار إلى أنه يمكن للنظام الإيراني تخصيب ما يكفي من اليورانيوم لتصنيع ما مجموعه سبعة أسلحة نووية في ثلاثة أشهر وفقا للمعهد في تقرير حلل فيه المعلومات التي قدمتها الوكالة الدولية للطاقة الذرية. العربية نت، 5/3/2023).

 

خامساً: وبالتدقيق نجد أن نتنياهو ركز على هذه الأمور واستغلها بمحاولة المبادرة لشن هجمات قوية ضد إيران تؤدي إلى رص صفوف يهود حول حكمه، وتنهي الفوضى الداخلية التي يمكنها أن تضعف حكمه إذا ما استسلم لها ولم يقم بأي عمل كبير وعلى ساحة أخرى يعيد له وهج القوة والجبروت ويقلب المعادلة الداخلية لصالحه. والظاهر أن هذه النوايا والخطط لدى حكومة نتنياهو قد وصلت أخبارها لواشنطن والتي أخذت تسارع الخطا لمنع حكومة نتنياهو من القيام بمثل هكذا خطوة، فاهتمام أمريكا وفق مصالحها في الظروف الحالية هو موجه نحو حرب روسيا مع أوكرانيا بالإضافة إلى موضوع الصين، ولا تريد الانشغال بحرب في المنطقة بين إيران ودولة يهود، وقد رأت أمريكا أن نتنياهو لحل مشاكله الداخلية يفكر بجد لافتعال حرب مع إيران فيحرج بايدن بالتدخل لأن أمريكا تعلن في تصريحاتها الكثيرة أنها ملتزمة بأمن دولة يهود وكما ذكرنا آنفاً فأمريكا الآن منشغلة بحروب أخرى.

 

سادساً: لهذا كانت زيارات هؤلاء المسؤولين العسكريين الأمريكان رفيعي المستوى لكيان يهود لثني نتنياهو عن هذه الحرب حتى لا يحرج بايدن بالتدخل في وقت لا تريد أمريكا الانشغال فيه بغير الصين والحرب الروسية على أوكرانيا. وقد صاحب هذه الزيارات عاملان لتحقيق مصالح أمريكا وفق المبين أعلاه:

 

الأول: دفعت أمريكا مدير الوكالة الدولية للطاقة النووية لتخفيف التصريحات النووية وتلطيفها مع إيران، حيث زارها رئيس هذه الوكالة واجتمع مع مسؤولين إيرانيين كبار في فترة زيارات المسؤولين الأمريكان نفسها للمنطقة، وأعلن عن انفراجة كبيرة وصرح: (أن إيران وافقت على إعادة تشغيل كاميرات المراقبة في عدة مواقع نووية وزيادة وتيرة عمليات التفتيش"... آر تي، 4/3/2023). ثم كان تصريح مدير الوكالة اللافت للنظر، فوفق الجزيرة نت، 5/3/2023 (وقال غروسي خلال زيارته إلى طهران أمس السبت إن "أي هجوم عسكري على المنشآت النووية محظور". فرد عليه نتنياهو قائلاً: "إن رفائيل غروسي أدلى بتصريحات غير مناسبة").

 

والثاني: كثافة الاحتجاجات الداخلية ضد نتنياهو. فإن أمريكا فوق كونها لا تريد أن يشعل كيان يهود حرباً ضد إيران حالياً فإنها تريد لنتنياهو أن يبقى غارقاً في الفوضى الداخلية وأن تبقى حالة الاحتجاج قوية وذات زخم على أمل أن تطيح هذه الحالة بحكومة نتنياهو فيعود أتباع أمريكا، أي مؤيدو الحزب الديمقراطي، للسلطة من جديد في كيان يهود.. خاصة أن أمريكا لها تأثير كبير داخل كيان يهود في الوسط السياسي والعسكري.

 

سابعاً: ويبدو مما سبق أن أمريكا على الأرجح ستتمكن من منع نتنياهو من بدء حرب هجومية على إيران خاصة أن كيان يهود أجبن من أن يقوم بمثل هذه الحرب دون دعم أمريكا ﴿ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُوا إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ وَحَبْلٍ مِنَ النَّاسِ﴾ وحبل الله قد انقطع بعد أنبيائهم، وحبل الناس هو واقعهم، هذا من ناحية.. ومن ناحية ثانية فإن نتنياهو إذا انقطع أمله من تنفيذ مثل هذا الهجوم على إيران، فإنه سيستمر وبالتناصح مع أسياده في الحزب الجمهوري الأمريكي على القيام بأي خطوة هجومية أخرى من شأنها أن تفقد تحركات المعارضة ضده زخمها، وقد لا يجد أمامه سوى العودة لمزيد من تسخين الساحة الفلسطينية أو توجيه ضربات لقطاع غزة أو لبنان، فهو مسكون بهاجس البقاء في السلطة ولا يتصور أن يغادرها بعد أن جمع حوله ائتلافاً من أحزاب اليمين واليمين الديني اليهودي وهم متعطشون أكثر منه لإراقة دماء المسلمين في أي مكان. وهذا ما بدأ يظهر فقد نشرت "سما الإخبارية" الخميس 09 آذار/مارس 2023: (استشهد ثلاثة فلسطينيين برصاص قوات الاحتلال التي اغتالتهم صباح اليوم في بلدة جبع قضاء جنين. وتسللت قوات خاصة إسرائيلية إلى بلدة جبع جنوب جنين، وقامت بإطلاق النار صوب مركبة كان يستقلها أربعة شبان أسفرت عن استشهاد ثلاثة شبان.. ووصلت تعزيزات عسكرية إلى البلدة، وسط اشتباكات مع مجموعات المقاومة، قبل أن تنسحب تلك القوات.) وكذلك نشرت فرانس 24 في 10/03/2023م: (القدس أ ف ب – قتل فلسطيني الجمعة برصاص مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، وفق ما أعلن الجيش الإسرائيلي ووزارة الصحة الفلسطينية، وذلك غداة يوم جديد في دوامة العنف شهد مقتل أربعة فلسطينيين أحدهم منفذ هجوم مسلح في تل أبيب أسفر عن ثلاثة جرحى.. وأطلق فلسطيني الخميس النار في شارع ديزنغوف في وسط تل أبيب وجرح ثلاثة أشخاص، قبل أن يُقتل بدوره برصاص الشرطة. وذكرت مصادر طبية إسرائيلية أن حالة أحد الجرحى "حرجة" اليوم.. من جهة أخرى قالت الشرطة الإسرائيلية إنها اعتقلت اثنين.. أحدهما من مدينة الرملة جنوب تل أبيب والآخر من مدينة كسيفة في النقب (جنوب)، "بشبهة نقل الإرهابي" منفذ عملية ديزنغوف..)

وواضح أن دولة يهود تقتل وتعتقل وهي في مأمن من حكام المسلمين حولها!

 

ثامناً: وأخيراً فإن هذا الكيان الذي يعيش في المنطقة كالورم الخبيث لا يجد من حكام المنطقة من يسعى لاستئصاله أو حتى يردعه، بل يسارعون للتطبيع معه! لذلك تجده يفكر وبشكل دائم في التمدد والقضاء على أي خطر يظن أنه يتهدد وجوده.. وليس هو الذي يقضي عليه وحده بل بالتعاون مع أولئك الحكام أو بصمتهم! إن هذا الكيان قائم على أرض الإسلام، الأرض المباركة فلسطين، والعلاقة معه يجب أن تكون علاقة حرب، فالتطبيع معه جريمة كبرى: ﴿إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ﴾ هذا هو الحكم الشرعي الواجب تنفيذه، وهذا الحكم وإن كان الحكام في بلاد المسلمين لا يريدون تطبيقه، أو لا يأذن لهم أسيادهم المستعمرون بتطبيقه، إلا أن هذه الأمة هي أمة حية لن تسكت طويلا على ضيم، وهي وإن هدأت فما هي إلا هدأة الرئبال قبل نفاره، فتستأنف حياتها الإسلامية من جديد، وتقيم الخلافة الراشدة بإذن الله، فيجمع خليفتها الأمة خلفه ويقود جيش الإسلام ليسوء وجوه يهود ويدخل المسجد كما دخله المسلمون أول مرة ويتبر ما علا يهود تتبيراً. ﴿وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً﴾.

 

الثامن عشر من شعبان 1444هـ

10/3/2023م

رابط هذا التعليق
شارك

المكتب الإعــلامي
ولاية العراق

التاريخ الهجري    17 من شـعبان 1444هـ رقم الإصدار: 1444 / 12
التاريخ الميلادي     الخميس, 09 آذار/مارس 2023 م  

 

 

بيان صحفي

جدار بلاد المسلمين منطّة للكلاب بعد غياب الخلافة!

https://hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/iraq/87470.html

 

بعد عشرين عاما على احتلال أمريكا للعراق، تأتي زيارة وزير دفاعها، لويد أوستن، وهي زيارة غير معلنة، ضمن إطار جولة شرق أوسطية، ابتدأت من الأردن لتشمل مصر وكيان يهود، في مسعى للتأكيد للحلفاء الرئيسيين على الالتزام الأمريكي تجاه المنطقة، وقد أعطت هذه الزيارة المفاجئة للعراق رسالة مهمة، مفادها ترسيخ الوجود الأمريكي في العراق، فقد صرح أوستن: "أنا هنا لإعادة التأكيد على الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والعراق بينما نتحرك نحو عراق أكثر أمناً واستقراراً وسيادة"، مستهترا ومستصغرا حكومة السوداني المولودة من رحم الإطار التنسيقي، ذلك الإطار الذي صدع رؤوسنا بالتهديد والوعيد للقوات الأمريكية منذ مقتل المقبور قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، وإلى ولادة هذه الحكومة المسخ لتؤكد، وعلى لسان رئيسها محمد شياع السوداني أثناء استقبال أوستن أن "الحكومة حريصة على تعزيز العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية وتوطيدها، على مختلف المستويات".

 

أما الرسالة الثانية، فهي الضغط الأمريكي على حكومة السوداني للانعتاق من الهيمنة الإيرانية التي يمثلها الإطار، فقد جاء على لسان مسؤولين سابقين وخبراء "إن من أهداف زيارة أوستن دعم رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في مواجهة النفوذ الإيراني في بلاده"، وفي هذا المجال فإن لأمريكا ورقة ضغط قوية على الحكومة العراقية، فالعراق يحتل المرتبة الرابعة من حيث حجم المساعدات العسكرية الأمريكية، فهي تدفع حكومة السوداني لتغيير بعض المواقف المتعلقة بالعلاقات العراقية - الإيرانية، من أجل استمرار تقديم هذه المنحة.

 

وأما الرسالة الثالثة التي لم يسلّط عليها الضوء، ولكنها مهمة جدا بالنسبة للمحتل الأمريكي، فهي ما قاله مصدر حكومي عراقي لبي بي سي إن "وزير الدفاع الأمريكي سيناقش مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، ملفات استهداف المصالح الأمريكية في العراق، والمعابر الحدودية غير الرسمية بين العراق وسوريا وإيران"، وقد أكد كل من إحسان الشمري رئيس مركز التفكير السياسي العراقي وهديل عويس الكاتبة الصحفية من واشنطن على أن أحد أهداف هذه الزيارة هو ضمان أن لا تكون الأراضي العراقية منصة لأي هجمات تستهدف المصالح الأمريكية، إلى جانب مصالح كيان يهود.

 

أيها المسلمون: إن المواقف السياسية تحددها المواقف والأحداث، أما الأقوال والتصريحات، فكثيرا ما تجانب الواقع، والأمثلة على ذلك كثيرة، فمنذ ثورة الخميني وإيران تعلن العداء لأمريكا وتصفها بالشيطان الأكبر، في الوقت الذي يكذب فيه هذا الادعاءَ الوقائعُ والأحداث، فإيران قدمت خدمات جليلة لأمريكا في احتلالها للعراق، ابتداء من تشكيل الحكومة الموالية لها بعد أن حدد بول بريمر أن رئاسة الحكومة للمكون الشيعي، ومرورا بالطائفية.

 

مثال آخر العداء الإعلامي الإيراني - السعودي، في الوقت الذي يسعى فيه كلاهما لخدمة المصالح الأمريكية، والشاهد على ذلك اليمن، فمحاربة النظام السعودي للحوثيين المدعومين من إيران كان لتقويتهم ليكونوا طرفا في المفاوضات وليس القضاء عليهم.

 

وأخيرا الإطار التنسيقي ومليشياته المسلحة وتهديداته للمحتل الأمريكي والصراخ والعويل، يأتي الواقع وبهذه الزيارة بالذات ليعلن وعلى لسان مرشحه الحرص على علاقة وطيدة مع المحتل الأمريكي وليس فقط على الوجود العسكري بل على شراكة استراتيجية.

 

أيها المسلمون: هذا هو حالكم بعد زوال دولتكم، أمة ممزقة وبلاد مقسمة وحكام رويبضات يحرصون بشدة على مصالح أسيادهم الكفار، حتى بات جدار بلادكم منطّةً للكلاب، يتحكمون في كل صغيرة وكبيرة فيها، فيدخلون ويخرجون ويرتعون متى شاءوا، ويخططون ويرسمون لنا الحياة السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها، فهل بعد هذا الهوان هوان؟! وهل بعد هذا العيش الذليل ذل؟! أما آن لكم أن تعودوا لرشدكم؟! وتضعوا الذل عن رقابكم؟! فإن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، فإلى العمل لتحكيم شرع الله ونصرته ندعوكم أيها المسلمون، والله ناصركم ولن يتركم أعمالكم.

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية العراق

رابط هذا التعليق
شارك

المكتب الإعــلامي
بريطانيا

التاريخ الهجري    12 من شـعبان 1444هـ رقم الإصدار: 1444 / 06
التاريخ الميلادي     السبت, 04 آذار/مارس 2023 م  

 

 

بيان صحفي

هل ازدراء سويلا للإسلام حادثة كراهية؟

(مترجم)

https://hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/britain/87488.html

 

كشفت وزيرة الداخلية البريطانية، سويلا برافرمان، في مقال لها في صحيفة التايمز، عن موقفها المنافق تجاه الإسلام والمسلمين في بريطانيا. كان ذلك على غرار الطريقة التي تجاهل بها معلمها المتطرف مايكل جوف الأطفال تماماً، أو تجاهل في الواقع الحقائق من خلال مؤامرة حصان طروادة الملفقة، التي تستغل بها برافرمان أطفال ويكفيلد لتحقيق أهدافها الضيقة والشائنة.

 

إنها تصرح أن الجالية المسلمة، غير قادرة على التحكم بنفسها إذا شعرت بالاستفزاز! مثل هذا الافتراء الكاذب لا يمكن أن يأتي إلا على لسان أولئك الذين يعقدون صفقات مع جزار ولاية غوجرات؛ والذين يريدون أن يلتزم المسلمون الصمت حيال تحريض الهندوتفا الغوغائي الذي أدى إلى قتل المسلمين في الهند، والذي وصل تحريضهم الآن إلى بريطانيا. إنهم يريدون أن يظل المسلمون صامتين في مواجهة الهجمات اليمينية المتزايدة، لأنهم أنفسهم ينوون إخفاء ذلك. يريدون من المسلمين التزام الصمت حيال الفظائع اليومية التي تُرتكب ضد المسلمين في فلسطين. والأهم من ذلك كله أنهم يرغبون في التزامنا الصمت تجاه إسلامنا الذي يمكن أن يخلصنا من البؤس المظلم الذي أوجده نظامهم العلماني.

 

عندما يجتمع المسلمون في مسجد، وهو الأمر الأكثر الذي تقوم به الجالية المسلمة، فإنه "مثل محاكمة الشريعة"، كما تكتب. يفضح وصفها المسموم هذا الكراهية العميقة التي تحملها المؤسسة البريطانية للإسلام. لطالما تكلمت الحكومة والإعلام عن الشريعة الإسلامية بازدراء مطلق، واصفة إياها بأنها متخلفة وحتى غير إسلامية، على الرغم من أن كل جانب منها مستمد من القرآن والسنة النبوية ﷺ.

 

يريد العلمانيون، أمثال سويلا وزملائها العلمانيين المتطرفين من المسلمين أن يعاملوا الإسلام بازدراء كما تفعل. إنها تودّ أن يعتنق المسلمون البريطانيون دينهم "الإسلام العلماني" الملفق بالكامل، وأن يرفضوا الأحكام الواضحة في القرآن والسنة. فما الذي تقدمه بالضبط مقابل التخلي عن الدين الحق؟! قال الله تعالى: ﴿اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُولَٰئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ﴾.

 

نستلهم الكثير من قول التابعي سلمة بن دينار، حين قال له الخليفة يوماً: اطلب منا حاجتك يا أبا حازم نوفر لك ما تريد، قال: حاجتي أن تنقذني من النار وتدخلني الجنة. فقال الخليفة: ليس هذا من شأني، فقال أبو حازم: إذن فلا حاجة لي عندك.

 

إن كلماتها الفارغة عن حرية التعبير لا تعني شيئاً للمسلمين. لكل فرد الحق في الاحتجاج، باستثناء المسلمين على ما يبدو. كل تجديف مسموح به إلا انتقاد الديمقراطية وعقيدتها العلمانية. لمثل هذه الجريمة المتمثلة في التجرؤ على التفكير بنفسك، وكشف الفشل المنهجي للرأسمالية والاعتقاد بأن الإسلام هو البديل الأفضل، لن يدخروا وسعاً لتجريم مثل هذه البدعة من القول؛ فهذه هي محكمة التفتيش العلمانية.

 

يجب أن تستمر الجالية المسلمة في الدفاع عن حقوقنا، وأن لا نسمح لأنفسنا بأن نكون فريسة للتخويف فنصمت عن حوادث الكراهية العديدة التي نتحملها نحن وأمتنا الحبيبة بشكل يومي.

 

لقد مضى قرن دون وجود خليفة، وهو الدرع الذي يحمي الأمة من الاعتداء عليها، فشجع ذلك النخبة العلمانية على الظنّ في أنها تستطيع أن تفرض علينا من يكون قادتنا، وكيف يجب تغيير إسلامنا ليناسب أسلوب حياتهم العلماني البائس. وهذا أمر لا نقبله، فإن الله تعالى يقول: ﴿وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يشترون﴾.

 

يحيى نسبت

الممثل الإعلامي لحزب التحرير في بريطانيا

رابط هذا التعليق
شارك

المكتب الإعــلامي
المركزي

التاريخ الهجري    18 من شـعبان 1444هـ رقم الإصدار: 1444هـ / 031
التاريخ الميلادي     الجمعة, 10 آذار/مارس 2023 م  

 

 

بيان صحفي

افتتاح صفحة المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير باللغة الفرنسية

https://hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/markazy/cmo/87494.html

 

 

يسر المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير الإعلان عن افتتاح صفحته باللغة الفرنسية، لتكون نافذة للشعوب الناطقة باللغة الفرنسية، ليتسنى لهم الاطلاع من خلالها على المواد الإعلامية، التي تغطي الجهود المبذولة في مشروع إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة.

ويأتي هذا الافتتاح المبارك إن شاء الله، ضمن الجهود المستمرة التي يبذلها حزب التحرير وشبابه من أجل توسعة أعمال التفاعل مع الشعوب للوصول إلى أكبر قدر ممكن من جماهير الأمة الإسلامية حيثما وجدت.

 

إن العمل من أجل مشروع إقامة الخلافة الراشدة الثانية على منهاج النبوة مستمر بزخم متصاعد. فالأمة الإسلامية قاطبة تتحسر على ضياع الخلافة وما كانت تحمله من عز لها وللإسلام، وهذا يجعل الإقبال على فهم الإسلام ونظامه السياسي بشكل صحيح مسألة تشغل بال شبابها.

وهنا يأتي دور الوسط الإعلامي الذي يحمل رسالة الإسلام بوصفه قضية مصيرية، فهذا الإعلام عليه التبصر في إدراك دقائق نظام الإسلام وما يعنيه إعادة الخلافة وكيف هو منهاج النبوة في إقامتها وإدارتها.

 

ولأجل ذلك ندعو جميع الإعلاميين الصادقين في سعيهم لأن تعود الخلافة على منهاج النبوة، ونخص في هذا المقام الإعلاميين الناطقين باللغة الفرنسية، ندعوهم للاطلاع على المواد المنشورة في صفحة اللغة الفرنسية للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير، سائلين الله أن يلهمهم خير أمرهم وأن يستقوا منها ما يردف العمل من أجل إعادة الخلافة من جديد.

 

فعلى بركة الله نطلق صفحة اللغة الفرنسية للمكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير، سائلين الله أن يوفقنا لما يحب ويرضى.

 

قال تعالى: ﴿وَيَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِم مِّنْ أَنفُسِهِمْ وَجِئْنَا بِكَ شَهِيداً عَلَى هَؤُلاء وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾.

 

رابط الصفحة: https://www.hizb-ut-tahrir.info/fr/

 

 

المهندس صلاح الدين عضاضة

مدير المكتب الإعلامي المركزي

لحزب التحرير

رابط هذا التعليق
شارك

المكتب الإعــلامي
المركزي

التاريخ الهجري    17 من شـعبان 1444هـ رقم الإصدار: 1444هـ / 030
التاريخ الميلادي     الخميس, 09 آذار/مارس 2023 م  

 

 

بيان صحفي

أليس في جيوش المسلمين مَن يقتص لأهل فلسطين ويشفي صدور المسلمين؟!

https://hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/markazy/cmo_women/87495.html

 

 

أعلنت وزارة الصحة في السلطة الفلسطينية، مساء الخميس 2023/3/2 عن استشهاد الفتى محمد سليم البالغ من العمر 15 عاماً من سكان بلدة عزون شرق قلقيلية، وإصابة طفل آخر بجروحٍ حرجة في الصدر. ويأتي استشهاد الفتى محمد سليم بالتزامن مع تصعيد يهود في بلدة حوارة ودعوة وزير ماليتهم بتسلئيل سموتريتش لحرق البلدة ومحوها من الوجود.

 

يتواصل إجرام كيان يهود وقطعان مستوطنيه بحق أهل فلسطين بشكل يومي دون التمييز بين طفل أو شيخ أو امرأة أو رجل، فباستشهاد الفتى محمد سليم وصل عدد الشهداء الذين ارتقوا برصاص جيش الاحتلال وقطعان مستوطنيه منذ بداية العام الجاري حتى الآن إلى 68 شهيدا، بينهم 4 برصاص المستوطنين، و14 طفلا، وأربعة مسنين ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

 

إنّ هذه الدماء الزكية التي تسفك على تراب الأرض المباركة فلسطين، لهي حُجة على المتآمرين والمطبعين الذين تركوا أهل فلسطين عامة وأهل حوارة خاصة يواجهون إجرام وعنجهية كيان يهود وقطعان مستوطنيه بصدورهم العارية، إنّها حُجة على المتآمرين والخائنين الذين يتُاجرون بها وقبل أن تجف يجتمعون مع المجرم الذي سفكها في العقبة ليواصلوا مسلسل الخيانة والتآمر على أهل فلسطين، إنّها حجة على جيوش المسلمين القادرة على الاقتصاص من يهود وشفاء صدور المسلمين، لكنها لم يرفَّ لها جفن!

 

إنّ هذا الكيان المجرم لا يفهم سوى لغة القوة، ولا يُمكن وقف جرائمه بحق أهل فلسطين إلا بإعادة قضية فلسطين إلى حضن الأمة الإسلامية بكونها قضية كل المسلمين المرتبطة بعقيدتهم وليست قضية أهل فلسطين وحدهم، فتحريرها وتحرير أهلها مسؤولية الأمة الإسلامية جمعاء وخاصة جيوشها التي يجب أن تحرر نفسها من هيمنة الحكام المجرمين العملاء وتنحاز إلى صف أمتها وتنصرها مرضاة لربها فالله سبحانه وتعالى يقول: ﴿وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ﴾، ورسوله ﷺ يقول: «مَا مِنْ امْرِئٍ يَخْذُلُ امْرَأً مُسْلِماً فِي مَوْضِعٍ تُنْتَهَكُ فِيهِ حُرْمَتُهُ وَيُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ إِلَّا خَذَلَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ فِيهِ نُصْرَتَهُ. وَمَا مِنْ امْرِئٍ يَنْصُرُ مُسْلِماً فِي مَوْضِعٍ يُنْتَقَصُ فِيهِ مِنْ عِرْضِهِ وَيُنْتَهَكُ فِيهِ مِنْ حُرْمَتِهِ إِلَّا نَصَرَهُ اللَّهُ فِي مَوْطِنٍ يُحِبُّ نُصْرَتَهُ». فهل أنتم ملبون نداء الله ورسوله واستغاثة المسلمين؟!

 

 

القسم النسائي

في المكتب الإعلامي المركزي

لحزب التحرير

 

رابط هذا التعليق
شارك

المكتب الإعــلامي
ولاية باكستان

التاريخ الهجري    20 من شـعبان 1444هـ رقم الإصدار: 1444 / 28
التاريخ الميلادي     الأحد, 12 آذار/مارس 2023 م  

 

 

بيان صحفي

لم يجلب نظام الحكم الديمقراطي لباكستان إلا الفوضى وعدم الاستقرار

اعملوا على إيجاد دولة مستقرة وقوية في باكستان بإقامة الخلافة على منهاج النبوة!

https://hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/pakistan/87510.html

 

أدّى الصراع السياسي حول موعد إجراء الانتخابات مبكّراً أو متأخراً، إلى عدم الاستقرار في باكستان، وقد استمرّت هذه المشكلة منذ عقود ماضية، وسبب هذه المشكلة هو نظام الحكم الديمقراطي، حيث تشجّع الديمقراطية الصراع بين الأفراد والأحزاب السياسية للسيطرة على السلطة، وبعد كل بضع سنين، يسبب جنون الانتخابات اشتعال الصراع على حق تعيين الأشخاص في مؤسسات الدولة المهمة. ويبدأ صراع على تعيين قائد الجيش، والمدير العام لجهاز المخابرات الباكستاني، ورئيس الوزراء، ورئيس القضاة، وقضاة المحكمة العليا. وتتصارع الأحزاب السياسية بين بعضها بعضاً على تحديد الأشخاص الذين تفضلهم في هذه المناصب.

 

وتتصارع الفصائل أيضاً على مناصب الوزراء الاتحاديين والمحليين، ورؤساء الوزراء، والمحافظين، ورئيس مجلس النواب، ونائب رئيس المجلس، ولجنة الحسابات العامة، واللجان الدائمة الأخرى، ورئيس مكتب المساءلة الوطني، كما تشجّع الديمقراطية الصراع على السيطرة على الدولة، ما يزعزع استقرار الدولة والمجتمع.

 

ويؤدي تغيير الحكومة كل خمس سنوات أو نحو ذلك إلى عدم إيجاد استقرار في الدولة بأكملها. ويبدأ عدم الاستقرار قبل عام من عقد الانتخابات، وتظل طوال فترة الحكومة، بينما تحاول المعارضة، والجماعات القوية المرتبطة بها، أن تقوّض من قدرة الحكومة على ممارسة مهامها. ويؤدي هذا التقويض إلى فشل الحكومة، وبالتالي حصول المعارضة على السلطة بعد الانتخابات التالية. هذا هو الحال في أمريكا ودول ديمقراطية أخرى أيضاً، وبسبب عدم الاستقرار، تشتغل الحكومة في الدفاع عن نفسها من أجل بقائها في السلطة. ولذلك لا تستطيع أن تخطط لمشاريع طويلة ومفيدة في مجال الطاقة والإنتاج والأمن الغذائي والاكتفاء الذاتي العسكري والقدرة الاستراتيجية والحفاظ على وجودها في الساحة الدولية.

 

والعيب الآخر في الديمقراطية هو أن نجاح المرشح في الانتخابات هو بسبب شعبيته على الرغم من عدم كفايته، ويترأس هذا المنتخب الحكومة، ويسن القوانين ويضع السياسات التي تضر بمصالح الناس. يحدث هذا لأن السيادة في الديمقراطية للشعب، بينما السيادة في الإسلام للشرع، ويجب أن يكون الدستور والقوانين والسياسات بحسب أوامر الله سبحانه وتعالى ونواهيه، ولا يجوز انفصالها عن الإسلام حتى لو قام الخليفة بهذا الفصل، ولا يمكن لأية شخصية أو جماعة أن تضر بمصالح الأمة وبدينها العظيم، الإسلام.

 

وفي نظام الحكم الإسلامي، السلطة بيد الخليفة المنتخب بعد عقد البيعة له بالرضا والاختيار، ولا يحكم الخليفة إلا بالشرع، ولديه حق تعيين وعزل الولاة وأمير الجهاد، ويبقى الخليفة في منصبه حتى وفاته ما دام يحكم بما أنزل الله. ومن شأن هذا ضمان الاستقرار السياسي وليس الاستبداد السياسي. ويطبّق الخليفة السياسات التي يتبناها لمدة طويلة لضمان تحقيق غاية الحكم بأوامر الله ونواهيه، ويحق للأحزاب السياسية محاسبة الخليفة على قاعدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهذا يقوّي الدولة ويصحح الانحرافات. ولا تتصارع الأحزاب السياسية بعضها مع بعض على السلطة، بل تساعد الخليفة في تطبيق الإسلام وتضمن التزامه بتطبيق الإسلام.

 

إن باكستان اليوم على مفترق طرق، ويمكنها تحقيق الهيمنة الإقليمية والعالمية بعد إقامة الخلافة، ويمكنها أن تصبح دولة ضعيفة مثل بوتان أمام الدولة الهندوسية بسبب البقاء في ظل الديمقراطية، لذلك يجب عليكم يا أهل القوة والمنعة المبادرة في تأدية واجبكم والقيام بمسؤوليتكم، بإعطاء نصرتكم لحزب التحرير الآن لإقامة الخلافة على منهاج النبوة التي ستغير مسار هذه الأمة بإذن الله. قال الله تعالى: ﴿وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ﴾.

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير في ولاية باكستان

رابط هذا التعليق
شارك

المكتب الإعــلامي
الدنمارك

التاريخ الهجري    19 من شـعبان 1444هـ رقم الإصدار: 1444 / 05
التاريخ الميلادي     السبت, 11 آذار/مارس 2023 م  

 

 

بيان صحفي

تواطؤ الحكومة الدنماركية في اضطهاد مسلمي الصين

https://hizb-ut-tahrir.info/ar/index.php/pressreleases/denmark3/87511.html

 

ذكرت العديد من وسائل الإعلام الدنماركية أن شركة الخمور الدنماركية الكبيرة كارلسبيرغ، شاركت في القمع العنيف ضد مسلمي الأويغور في الصين.

 

يمتلك فرع كارلسبيرغ الصيني خمسة مصانع للجعة في تركستان الشرقية، ويمثل 85% من مبيعات الجعة الخاصة بالشركة. كما أن هذا الفرع هو الراعي الرسمي لمهرجان البيرة الذي يستغله النظام الصيني لمراقبة وقمع الأويغور.

 

تستخدم الحكومة الصينية الاحتجاز، والتعقيم القسري، والمراقبة الجماعية، والاغتصاب، وإجبار المسلمين على شرب الخمور حتى خلال شهر رمضان المبارك، إلى جانب أمور أخرى، وكل هذا هو بسبب اعتناقهم الإسلام.

 

كارلسبيرغ ليست مجرد شركة دنماركية، بل هي رائدة الاقتصاد التقليدي للدنمارك ونجاح تجاري دولي.

 

علاوةً على ذلك، هناك علاقة وثيقة بين لوبي مصانع الجعة الدنماركية والنخبة السياسية في الدنمارك، بما في ذلك الأحزاب الحكومية، علاقة تم الكشف عنها على أنها فساد مؤسسي ممنهج.

 

إن الأخبار حول تورط كارلسبيرغ المباشر في الشرب القسري للخمور والقمع الوحشي للمسلمين يجب أن تستدعي بالطبع ردود فعل سياسية، لو كانت هناك ذرة من الصدق في اهتمام الدنمارك الرسمي بما يسمى "حقوق الإنسان".

 

ولكن مرة أخرى أثبتت الحكومة الدنماركية أن هذا ليس هو الحال، خاصة عندما يكون المسلمون هم الذين يتعرضون للجرائم وعندما تكون مصالحها المالية على المحك.

 

يأتي هذا بعد الكشف سابقا عن كيفية قيام بعض أكبر شركات الخلايا الشمسية في الدنمارك بتصنيع خلاياها الشمسية باستغلال الأويغور المعتقلين في معسكرات العمل القسري التي أنشأها النظام الصيني.

 

كانت هذه الإجراءات غير الإنسانية مربحة للغاية للشركات الدنماركية الكبيرة، وقد تمت بموافقة الدولة الدنماركية التي هي بالتالي متواطئة بشكل مباشر في قمع الأويغور.

 

إننا في حزب التحرير/ الدنمارك، نعتبر التعاون مع النظام الصيني في اضطهاد الأويغور عداءً صريحا تجاه مسلمي العالم، وهو مجرد طريقة أخرى تحارب بها الدولة الدنماركية الإسلام.

 

المكتب الإعلامي لحزب التحرير

في الدنمارك

رابط هذا التعليق
شارك

  • صوت الخلافة changed the title to المكتب الإعلامي المركزي لحزب التحرير - إصدارات وبيانات صحفية متنوعة (أرشيف)
  • صوت الخلافة pinned this topic

Join the conversation

You can post now and register later. If you have an account, sign in now to post with your account.

زوار
اضف رد علي هذا الموضوع....

×   Pasted as rich text.   Paste as plain text instead

  Only 75 emoji are allowed.

×   Your link has been automatically embedded.   Display as a link instead

×   Your previous content has been restored.   Clear editor

×   You cannot paste images directly. Upload or insert images from URL.

جاري التحميل

×
×
  • اضف...